روايات

رواية مرسال كل حد 2 الفصل السابع 7 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد 2 الفصل السابع 7 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد 2 البارت السابع

رواية مرسال كل حد 2 الجزء السابع

مرسال كل حد 2
مرسال كل حد 2

رواية مرسال كل حد 2 الحلقة السابعة

مكنتش عارف هو أنا مفروض أتكلم وأوسيه ولا لا. أساسًا أنا مش فاهم ليه ضامه كدا أنا عمري ما حبته, يمكن مجرد تعاطف أو شفقة مش أكتر مش عارف بس كل الي عارفه إني حاسس بشعور غريب وأنا حاضنه, شعور مخليني مش عايز أسيبه وعايز أحضنه وبس وكأن أنا الي كنت محتاج أحضنه مش هو, كنت حاسس بدموعه بتنهمر أكتر, وحاجة جويا كانت حاسة بوجع عليه وبدون ما أحس لقيت نفسي بتكلم وأنا بضمه أكتر لي وبقول: مينفعيش تلوم نفسك علي الي مكتوب في القدر.
رد وهو لسه بعيط بيندثر فيّ أكتر: ازاي بس وأنا الي دمرتلها كل حياتها؟
“طب هو كان ايه بايدك تعمله؟ هي حبتك بس أنت حبيت غيرها ولما أنت قررت هي كمان قررت وسافرت يعني كل حاجة عملتها كانت من اختياراتها.”
بدأت نبرته تهدا, وانفك عني وميل راسه في الارض, كان ساكت لوهلات وبعدين باشر بالكلام وهو بيقول: ماظنش إنها كانت اختياراتها كل حاجة عملتها عملتها وهي مضطرة تعملها لأن ده الواقع الي فرضته عليها, يمكن.. يمكن مكنش لازم أظهر في حياة مرسال من الأول.
بصتله باستغراب وقعدت علي الكرسي الي قصاده وأنا مش قادر أستوعب الي بيقوله وسألته بنبرة هادية ممزوج بذهول: أنت ندمان إنك أتجوزت مرسال؟!
كمل وهو لسه مميل راسه وبنبرة مزجها الأسي قال: مكنش لازم أحبها من الأول.
“ايه؟!!”
“حبي لها خلاني أحطهم الأتنين في موضع حرج وعلشان أحتفظ بواحدة فيهم كان لازم أخسر التانية, واختياري لأي واحدة فيهم كان هيفضل اختيار أناني هيدمر حياة التاني والشخص ده كان دينا الشخص الي كان بيدني كل حاجة بدون ما يستني مني المقابل حتى حبها بس كان ايه ردي لجميلها؟ كنت السبب فأنها تفكر في انها تنهي حياتها كذا مرة بسبب بعدها عني وشعورها بالوحدة الي مكنتش أكيد هتحس بها وهي هنا. أنا غبي كان لازم أفهم إنها معتبريني عيلتها الوحيدة وفجأة سلبت منها كل ده مش بس شعورها بأنها خسرتني كحد لا كمان شعورها بأنها خسرتني كعيلة, حتي لما قررت تبدأ حياة جديدة خسرت ابنها بسببي, خليتها تعيش في جحيم طول السنين الي فات وانا بكل أنانية عايش حياتي هنا مبسوط بس…”
سكت وهو بيحاول يجمع كلماته وكل مشاعره المتلغبطة بيقول: بس مكنتش قادر محبهاش, كنت بحس معها بمشاعر تانية بتودني علي عالم تاني بحس فيه بالأمان, كانت هي الجزء الي كان ناقصني طول السنين دي كلها وهي جات كملته, كنت عايش لمجرد إني أكمل باقي حياتي مع جدي في هدوء وتنتهي حياتي معه, مكنش عندي أي طموع ولا رغبة فأني أمتلك أي حاجة في الدنيا بس هي جات وغيرت كل ده, بقي فيه حاجة عايش علشانها وليها, وحافز بيدفعني كل يوم إني أقوم وأسعي علشان تكون مبسوطة, مهما كنت بمر في فترات الشغل بلحظات يأس وخنقة كان ديما وجودها هو الدوا الي بيدوي كل ده, كانت ولسه منبع كل سعادتي وابتسامتي بس مكنتش أعرف إن في مقابل السعادة دي هخسر أكتر شخص كان قريب مني, مكنتش أعرف إني حتي وأنا بعيد عنه هدمرله حياته بالشكل ده, للحظات بفكر إن لو مرسال مكنتش اختارتني أو عبرتلها عن مشاعري من الاساس يمكن حياة كل واحدة فيهم كانت هتمشي بمسارها الطبيعي بس انا جيت ودمرت كل ده.
“لو مكنتش مرسال اختارتك كنت هتبقي مبسوط؟”
بصلي وسكت وبعد لحظات من الصمت كمل: مينفعيش تسأل مدمن فقد الأمل فأنه يتعافي هل هيكون مبسوط ولا لا في بعده عن إدمانه. متفكريش إن بس المخدرات هي الي ممكن تديك نشوة ولذة تفصلك عن العالم وقرفه, الحب هو كمان لما بيتحول لإدمان بيدك نفس اللذة ونفس الدمار, نفس الدمار الي هتحس به بمجرد ما تبعد عنه. وأنا مرسال كانت جرعتي الي باخدها كل يوم علشان أفضل عايش, أنا عايش بس علي وجودها.
سكت وانا باصصله مش بتكلم وفي عقلي تساؤلات كتير, هو ممكن النشوة الأولي للحب تفضل زي ماهي بلذتها حتي بعد كل السنين دي؟ أنا عمري ما كنت مؤمن بالحب لأنه مجرد مشاعر بتتغير بمرور الوقت, حتى ولو فضل الحب موجود فيهكون يكاد ينعدم أصلا من كلا الطرفين, والي مخليهم مكملين إنهم بس بقوا مجرد عادة في حياة بعض, بس “حد” نظراته ومشاعره كانت مختلفة كنت أول مرة أشوفه بيتكلم عنها كدا كأنه لسه بيحبها زي أول مرة بنفس النشوة ونفس الشغف. قومت من مكاني من غير ولا كلمة, مكنش فيه حاجة أقولهاله. هو كان في موقف لا يحسد عليها, من ناحية دينا ومن ناحية مرسال. دخلت أوضتي وأنا لسه بفكر هو أنا كنت غلطان بخصوص حد, ديما كنت بستغرب ازاي مرسال وافقت عليه وهو كان لايملك أي شيء حتى تعليمه مكنش مكمله, كنت بشوف إن مرسال كانت أكيد مغفلة لما سابت رماح واتجوزته بس كنت ديما بحط حجة إن مرآة الحب عمية بس دلوقتي بقيت أشك في صحة الحجة دي, يمكن حد مكنش عنده أي حجة بس كان بيملك حبه ليها وشغفه بها, واحساسه الصادق ناحيتها, هي ممكن تكون ضعفت قدام كل الحب الي قدمهولها خصوصًا إن الستات بطبيعتها عاطفين جدًا فطبيعي لما تلاقي كل الحب ده تضعف بس يبقي نفس السؤال ليه حد مش رماح؟ ماهو رماح برضو عاطها كل حاجة مشاعره وعاطفته ليه “حد” ؟ ايه الي كان مميز أوي بالنسبالها فيه وحتى بعيدًا عن كل ده هو المشاعر لوحدها كافية تخليني أقرر أكمل باقي حياتي مع شخص غريب عني. وده كان نفس السؤال الي خلانا أفكر ليه ماختاريش دينا من الأول إن كان بيحس تجاهها بكل المشاعر دي وزعلان عليها للدرجة دي فليه ماختارهاش هي من الأول علي الأقل هو عارفها ومتربي معها؟ مكنتش فاهم ايه الفرق بين مشاعره ناحية دينا ومشاعره ناحية مرسال؟ ماهو الاتنين حب في الأخر والاتنين حسيت فيهم بصدق مشاعره وهو بيتكلم عنهم بس الغريبة إني لما سمعته بيتكلم عن دينا كنت حاسس باحساس مختلف تمامًا عن كلامه عن مرسال, لما كان بيتكلم عن دينا كنت حاسس إنه بيتكلم عن حب نقي حب مش عارف أفسره بس كان شبه مشاعري ناحية مرسال وأمي وأبوي, أنا بحبهم كلهم وبخاف عليهم من أي أذي ومستعد إني أعمل أي حاجة علشان أشوفهم مبسوطين وكأن مشاعره تجاه دينا تمثلت في نفس مشاعر حبي تجاه عيلتي علي عكس مرسال تمامَا حسيت في كلامه مشاعر كتير متلغلطة فيه, حسيت شوية من مشاعره تجاه دينا وشوية تانية بمشاعر تانية غريبة مشاعر بيرتفع فيها هرمون الدوبامين وهو بيتكلم عنها, بصراحة مكنش بس الدوبامين ده الدوبامين والادرينالين والسيرتونين والاوكسيتوسين والفاسوبريسين وكل الهرومانات الي بتتفزر وقت ما بنحس بالحب وبنتعلق بحد وأعراض الادرينالين الي ظهرت علي تعرق ايده وتسارع نبضاته الي هي نفس الاعراض الي بنحس بها في أول مرة بنحب وكأن كل جزء فيه بيقول بحبك زي أول مرة. مكنتش عارف حقيقي كنت متلغبط ومحتار في إني أحكم وبما إني مش من النوع الي بيحب يفكر كتير , حسيت بصداع من كتر التفكير والحيرة. كنت حاسس إن عقلي هينفجر كأنه أول مرة بيجرب يفكر فهنج علشان كدا دخلت نمت وصحيت علي صوت مرسال وهي بتقول بنبرة هادية: هادي! هادي!
فتحت عيني وبصتلها وأنا بقول: أوع تقوليلي إني نمت تاني بدون ما أحس.
“أنت عارف الساعة كام؟”
“3 العصر؟”
” تسعة العشا يا حبيبي.”
“أنا ازاي نمت كل ده وأنا كنت صاحي ساعتها لسه من النوم.”
“شكلك كنت بتريح الساعة الي صحيت تريح فيها من النوم فنمت.”
“كلامك مهم وكل حاجة بس أنا مش فاهم حاجة وحاسس إني عايز أنام تاني برضو.”
“قصدك تالت؟”
“مش فارقة كتير.”
“لا قوم وصحح كدا علشان العشا جاهز.”
قالت كلمتها الأخيرة وقامت وسابتني, قومت غسلت وشي وصليت وبعدين خرجتلهم ولقيت مرسال مجهزة السفرة, كان من عادتها إنها بتنده لحد بس المرة دي هي شاورت “لبنجر القط بتاعها” إنه يروح يندهله, كنت ديما بستغرب ازاي الحيوانات دي بتفهم رغم إنها مكنش عندها نفس تقينة الأليف الآلي وعلي الرغم إنها مش بتتكلم بس بتفهم إشارات صاحبها, وبمجرد ما مرسال شاورت لبنجر, راح بنجر لمكتبة حد وهو بيشده من رجله ففهم حد إن مرسال بتناديه علشان العشا أصلها مش بتعمل كدا إلا لما بتكون مخاصمه. خرج حد من مكتبته وقعد في المكان الي متعود يقعد فيه جمبها بس هي قامت من مكانها وقعدت جمبي قصاده, بصلها وسكت, وبدأ يبص في طبقه وهو ماسك المعلقة بيحركها بس مكنش بيأكل, مرسال هي كمان مكنتش بتأكل ولا حتى حاولت تمد ايدها تمسك المعلقة يدوب باصة هي كمان في طبقها وهي مضايقة, بصراحة كنت قاعد بأكل وبتفرج علي مشهد خصام العجائز ده بكل برود ومستين ردة فعل من أحد الطرفين لحد ما خرج “حد” عن صمته وهو لسه باصص في طبقه بيقول: أنا آسف.
تجاهلت مرسال إنها تبصله وفضلت بنفس ملامح الانزعاج فكمل كلامه وهو بيقول: مكنش قصدي أتعصب عليك وآسف لو قلتك حاجة ضايقتك مني, أنا عارف إني غلطت بس طمعان إنك تسامحني.
بدأت أحلاظ إن عقد غضبها بدأت تنفك وتتحول لملامح لين, سكتت شوية وبعدين اتنهدت وهي بتقول: أنا كمان آسفة بس أنا مش غلطانة برضو.
ابتسم ومعقبيش فتابعت كلامها: هو احنا مش هنخانق علشان بقولك آسفة بس مش غلطانة؟
“هو المفروض إننا نخانق؟”
“يعني المفروض تاخد وتدي معي في الكلام وتقولي: طب طالما مش شايفة نفسك غلطانة يبقي متعتذريش وتشليني.”
ابتسم وبنبرة هادية حفها التعب قال: طب ينفع نأجل ده لبكرة علشان مش قادر دلوقتي؟
“لا دلوقتي.”
ابتسم وقام من مكانه واتقدم ناحيتها وهو بيقبلها بين عينها وبعدين قال: طالما مش شايفة نفسك غلطانة يبقي متعتذريش وتشلني.
“لا كدا أنت الي هتشلني, أنا مش عايزة الرومانسي ده أنا عايزة من بتاع الخناق والمجادلة عارفه ده؟”
“لا مرسال بقي أشوفك بكرا.” قال كلمته الأخيرة وهو بيسيبنا رايح علي أوضته, قامت مرسال من مكانها علشان تشوفه بملامح قلق لأنه كان باين عليه التعب فعلًا, خبطت علي الباب قبل ما تدخل رغم إن الباب كان مفتوح, أنا كمان قومت من مكاني علشان أتابع باقي الخناقة بتاعتهم, بمجرد ما حد شافها ابتسلمها وكان قاعد علي السرير وساند ضهره للحيط وماسك في ايده كتاب كان علي الكومدينو, اتقدمت مرسال ناحيته وهي بتقول: أنا بدأت أغير من كتبك دي علي الفكرة وبقيت أحسها بتشاركني فيك ده حتى وأنت تعبان ماسكها هي وبتقرأ فيها وناسيني.
ابتسم وقال: أنا عمري ما نسيتك لأنك طول الوقت علي بالي.
ابتسمت وقعدت جمبه علي السرير وميلت راسها علي رجله وهي بتحط ايده علي راسها وهي بتقول: اقرألي طيب.
ابتسم وبدأ يمسح علي شعرها ولسه هيقرأ من الكتاب انتبه لوجودي, شاورلي بأني أدخل فدخلت ومش فاهم ليه؟ بس جريت كرسي وقعدت جمبهم بمحاذة السرير وبدأ “حد” يقرأ, صوته كان هادي وبيبعث شعور من الطمأنينة والسكون علي الرغم إن الكتاب الي كان بيقرأه كان كتاب تاريخي بيتكلم عن الحروب والمعارك, بس مش عارف ليه كنت مستمتع وأنا بسمعه وحاسس بشعور غريب من السكينة. فضل حد يقرأ ونبرته رغم إنها تخللها بعض التعب الا إنه كان مستمتع وهو بيقرألنا, وفجأة وفي نص الكلام قاطعت مرسال كلامه وهي بتحط ايدها علي ايده الي بيمسح بها علي شعرها بتقول: علي فكرة أنا مش بكره دينا بس مش بحبها تقرب منك. أنا مش بحب أي حد يقرب منك حتى ولو كنت بحبه.
سكت شوية بس معقبيش غير أنه ضمه له أكتر وكمل قراءة. فضل يقرأ لحد ما بدأ يحس بأنها سكنت تمامًا ونامت, ركن كتابه علي جنب ورفع راسها بهدوء من علي رجله علشان يحطها علي المخدة, غطها وقام بهدوء من مكانه للمطبخ, جاب الماية وغطها وحط زجاجة الماء في اناء فيه مكعبات تلج علشان تفضل باردة لما تصحي من النوم. ابتسمت وبهدوء قلت: طيب أنا هروح علي أوضتي علشان ترتاح.
بص وابتسملي وهو بيقول: شكلك هتسهر علشان لسه صاحي من النوم.
“يعني حاجة زي كدا.”
“تحب أشاركك وأكملك باقي الكتاب؟”
“بس أنت تعبان.”
“تعبي بيروح لما بشوفك مبسوط ودي أول مرة من زمان أوي أقلايك مبسوط وأنت قاعد في وجودي بدون ما احس عليك علامات الانزعاج. حسيت إن الكتاب عجبك وعايز تخلصه.”
ابتسمت وأنا بقوله: ياريت.
خرجنا من الاوضة بهدوء علشان مرسال وطلعنا للجنينة علشان يكملي قراءة باقي الكتاب, كنت أول مرة أحس بان فيه اختلاف ما بين إن الربورت يقرألي كتاب وبين انسان بيوظف كل مشاعره وهو بيقرألي وكأن الآلة مهما بلغ ذكائها الاصطناعي مستحيل توصلك للمشاعر الانسانية زي الانسان, سبحان الله الي غلف الانسان بكل المشاعر دي هو مش بس عطاله العقل علشان يعمر الارض هو كمان خلقله القلب علشان يحس مش مجرد إنه بينض كإداء وظيفة لا ده هو بيت المشاعر كلها وكأننا بنعيش وبنكمل باقي حياتنا علي المشاعر, المشاعر الي صعب الانسان مهما بلغ من عبقريته إنه يوظفها في الآلات صحيح إننا وصلنا لتطوير عظيم في التكنولوجيا للدرجة إن مخترعي الربوتس نفسهم خايفين من إن ذكاء الربوتس يوصلها لمرحلة يخليها تطور فيها من نفسها ويحتلوا هم الكوكب بس علي الرغم من ده عمرهم ما هيقدور إنهم يصنعوا للآلات دي مشاعر حتى ولو هم حاولوا ولسه بيحاولوا, وحتى المشاعر الى بتربطني ب”دي بي” هي مشاعري الانسانية أنا ناحيتها مش مشاعرها الي هي مش بتملكها أصلا ونفس الكلام بينطبق علي الناس الي عندهم أليف آلي.
خلص حد قرية كتابه وأنا مش حاسس بالوقت غير لما سمعت الفجر بيأذن, ابتسملي وقال: احنا نقوم نصلي ونلحق ستك قبل ما تصحي وتعملنا مشكلة وتقولك: أنت أكيد روحلتها واتسحبت بليل علشان مشوفكيش. وتبدأ ملحمة من العياط المتواصل حتى ولو حلفتلها إني كنت معك بس لا هي هروماناتها طالبة عياط وخناق دلوقتي.
ضحكت لأنها فعلًا هتعمل كدا, المشكلة إن حد دخل يصحيها علشان تصلي الفجر بس لما صحيت بصتله وهي بتقول: أنت جاي تصحيني بعد ما رجعت من عندها ويا تري بقي صليت بها وجيت علشان تصحيني وتصلي بي علشان ماشكش إنك روحلتها.
“مرسال الفجر مأذن بقاله خمس دقايق يعني لا هلحق أروح ولا هلحق أرجع.”
ابتسمت ابتسامة واسعة وهي بتقول: صح, أنت صح. بس بص خلاص المرة الجاية أوعدك إني هنكد عليك بمنطقية أكتر.
ابتسم حد ابتسامة تتدرجت للضحك أبرزت ثغره فابتسمت مرسال وهي بتقوله: يوغتي جميلة أنتي وغمازتك قمر زيك.
زاد ضحكه وهو بيقول: قومي يا مرسال ربنا يهديك علشان نصلي.
ابتسمت وقامت اتوضت وصلي بنا حد في البيت, كانت دي أول مرة أصلي معهم ووراه الحقيقة لأني في العادة مكنتش بتقبل وجوده بس مش عارف ليه بقيت بتصرف تصرفات غريبة علي غير عادتي. خلصنا صلاة ومرسال دخلت اوضتها علشان تكمل نوم بس حد كان لسه قاعد علي سجادة الصلاة وملاحظ عليه علامات من القلق والارق. كنت مستغرب إنه لسه مجالوش النوم رغم إنه سهران بقاله يوم كامل دنا نايم تلات مرات امبارح ولسه حاسس إني عايز أنام رابع, بس نوعًا ما بدأت أتلمس سبب أرقه وقلقه , اتقدمت ناحيته وقعدت قصاده وأنا بقول: أنت قلقان علشان دينا صح؟
اتنهد وهو بيقول: يعني قلقان شوية, وخايف يكون حصلها حاجة وأنا قاعد هنا ومش داري.
“وخايف تروحلها مرسال تزعل؟!”
“مش فكرة إنها بس تزعل يا هادي, أنا مبحبش أجرح مرسال ولو فكرت أروح من وراها هتتجرح مش هتزعل بس. هتحس كأنها مش فارقة معي وإني فضلت دينا عليها وكأنها مجرد هامش في حياتي. حتى ولو هي مقلتش ده بس أنا عارف كويس هي بتفكر ازاي وتصرف زي ده هيجرح مشاعرها. أنا حقيقي مش عارف أعمل ايه, حاسس إني مشتت بين الاتنين ومهما حاولت أوصل لمرسال إني هروح لدينا علشان أطمئن عليها مش أكتر. عقلها هيفضل يوديها ويجبها في التفكير حتى ولو حاولت هي تمنع تفكيرها لا إراديًا هتفكر وهتزعل لأني لما بحط نفسي مكانها بزعل, أكيد مش هقبل إنها تروح من وريا لواحد علشان تطمن عليه حتى ولو أقسمتلي إن مشاعرها تجاهه مجرد مشاعر أخوية لأني مش هسمح حتى بالمشاعر دي تكون موجودة وهخليها تقطع علاقتها به لأنها لي لوحدى وبس فأنا مش مضايق من تصرفاتها لكن علاقتى بدينا مختلفة حتى ولو مكنش ينفع من البداية إننا نقرب بالمسافة دي من بعض لأن كان المتوقع إن حد فينا هيتأذي بمشاعره الي أكيد هتاخد موضع تاني غير مشاعر الصداقة والعيلة بس مشاعري تجاه دينا اتكونت وأنا شايفها بتكبر قدامي وأنا حاسس تجاهها بالمسؤولة وكأني أبوها أو أخوها الكبير والي مسؤول عن كل حاجة تخصها وهي مكنتش بتتردد فأنها تتدني احساس المسؤولة ده, كانت ديما بتشاركيني في تفاصيل يومها ومشاكلها وأنا مش واخد بالي من إن مفيش علاقة ممكن تفضل كدا وإن مشاعر الاتنين تجاه بعض لازم تاخد مسار تاني عند فيهم والطرف الي مشاعره أخدت المسار التاني ده هو الي هيفضل يتأذي بسبب المشاعر دي طول عمره, بس هي مش بس أذتها هي , هي أذيتها لنفسها أذيتني أنا كمان مكنتش بتمني إن ده يكون مصيرها, كنت بتمنى أشوفها سعيدة وسط أسرتها الصغيرة الي كانت طول الوقت بتكلمني عنها وبتحلم بها مكنتش أعرف ولا خطر علي بالي إني ممكن أكون الشخص الي تقصده لأني عمري ما شوفتها غير في اطار العيلة, عيلتي الحقيقة الي كنت باخد منها كل دعمي وثقتي والي كنت بحس وسطها بالامان والسكينة.”
كنت ببصله وأنا صعبان علي حاله, من ناحية قلقه الي مش عارف ينام ويرتاح منه ومن ناحية تانية مرسال, مسكت ايده وانا بطبط عليها بقول: يمكن من البداية كان لازم تحط مسافة بينكم زي ما بتقول بس خلاص الي حصل حصل وأنت متقدريش تمحي مشاعرك تجاه دينا حتى وإن كانت مشاعرها تجاهك مختلفة أنت زي ماقلت محدش فينا بيقدر يكره عيلته أو مشاعره تجاهها هتقل ولا إردايًا هتفضل قلقان طول ماهم مش مرتاحين حتي ولو تطلب الأمر إنك تضحي بحاجات كتير في سبيل سعادتهم علي حساب سعادتك.”
كان ساكت ومش بيتكلم ,مميل راسه في الأرض بحزن, ابتسمت وأنا بقوله: متقلقيش بخصوص دينا أوعدك إني هزورها كل يوم وأطمنك عليها.
بصلها بعيون بتلمع من الفرحة وهو بيقول: أنت بتتكلم جد يا هادي؟
هزيت راسي بأيوة , ابتسم وهو بيحضني بيقول: أنا مش عارف أقولك ايه؟
كان مبسوط وكأني قدمتله معروف عاجز عن شكره, ابتسمت وطلبت منه يدخل ينام وإني إن شاء الله بمجرد ما الشمس تطلع هروحلها. كنت حاسه من كتره فرحته وقلقه إنه كان عايز يستني من دلوقتي ومينميش إلا لما ارجع بس أنا أصريت عليه إنه يدخل يرتاح, وبسبب إلحاحي دخل اوضته وأنا كمان دخلت اوضتي بعد ما طلبت من “دي بي” تصحيني علي 8 الصبح علشان أجهز نفسي وأروح لدينا, وفعلا لما الساعة جات 8 “دي بي” صحيتني وعقبال ما جهزت كانت 8 ونص. كانت لسه مرسال نايمة علشان كدا سبتلها رسالة علي لوحتها الرقمية إني رايح مشوار وراجع. بعدها طلعت وقفلت الباب وريا ولسه كنت هركب “التيكونول” لقيت دي بي بتديني مفاتيح الطاقة بتاع عريبتي الي كانت واقفة بر قدام الباب. فتحت العربية وحطيت فيها مفاتيح الطاقة, مفاتيح الطاقة دي كانت عبارة عن تلات شرائح الكترونية, شريحة بتزود العربية بالطاقة علشان تمشي, وشريحة بتكون مزود بكذا خاصية من خلالها بقدر أتحكم في العربية عن بُعد والشريحة التالتة بتكون متصلة بجزء في العربية وبتشتغل ككجهاز تتبع بحيث إنها لو اتسرقت او فقدت القدرة علي التحكم فيها عن بعد بيكون معي الشريحة التالتة الي بتكون مزودة بشاشة صغيرة بتحددلي مكان العربية. ركبت العربية بعد ما عطيتها الأوامر إنها توديني علي العنوان الي حد عطهوني. وبعد حوالي ساعة وصلت البيت, مكنش شبه البيوت الي ساكنين فيها اليومين دول ولا كان مزود بالالكترونات خالص إلا الكترونات عفا عليها الزمن من خمسين سنة وأكتر حتي البوابة مكنش عليها حارس الكتروني او حماية الكترونية, بس بصراحة ده الي شدني للبيت اكتر, دخلت من البوابة واتقدمت ناحية باب الفيلا, رنيت الجرس بس محدش فتحلي, رنيت تاني بس برضو محدش فتح بدأت اقلق وطلبت من دي بي تعملي مسح علي الفيلا, بس قبل ما دي بي تعمل مسح سمعت صوت وقع خطوات حد ما بيتقدم ناحية الباب, لحد ما وقف صوت وقع الخطوات وسمعت صوت الباب وهو بيتفتح, كانت دينا الي بتفتحلي الباب, بس كانت ماسكة قلبها وبتتعرق بغزارة وبتنهج لحد ما فجأة وقعت في الارض من غير نفس.

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مرسال كل حد 2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *