روايات

رواية وهام بها عشقا الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم رانيا الخولي

رواية وهام بها عشقا الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم رانيا الخولي

رواية وهام بها عشقا البارت الثامن والعشرون

رواية وهام بها عشقا الجزء الثامن والعشرون

وهام بها عشقا
وهام بها عشقا

رواية وهام بها عشقا الحلقة الثامنة والعشرون

خرجت مرح من العيادة وهي تشعر بالسعادة لتجاوب أخيها مع العلاج واستطاع اخيرًا نطق بعض الحروف وتلك بادرة أمل للتحدث
ظلت تحدثه وتخبره بأنه يمكن التحدث بأسرع وقت إذا ساعد نفسه على ذلك
وقفت أمام المصعد وضغطت على الزر ليفتح وتهم بالولوج لكنها تراجعت عندما
تفاجئت به أمامها فتختفي ابتسامتها ويظهر الجمود محله
فتمتم بروية
_ لقيتكم أخرتم قلقت ليكون في حد ضايقكم ولا حاجة فجيت عشان اطمن
أغمضت عينيها بملل من ذلك الذي لم ييأس منذ رحيلها وظل يحاول إقناعها بالعودة لكنها تأبى ذلك
حاولت مرارًا وتكرارًا صده لكنه لاييأس
حاولت تخطيه والذهاب لكنه وقف أمامها يمنعها
_ مرح خلينا نتكلم.
رفعت بصرها إليه وهتفت بانفعال
_ مفيش حاجة بينا عشان نتكلم فيها
اغضبته بانفعالها عليه وغمغم باحتدام
_ لأ فيه والمرة دي مش هرجع إلا لما نوصل لحل
اركبي الأول خلينا نخرج من المكان ده.
غمغمت بعناد
_ لأ مش هركب انا هنزل على السلم
رفع حاجبيه وهو يجيب ببساطة
_ خلاص اللي تشوفيه
أشار لها بالنزول لكنها بقيت على وضعها تنهد بتعب شديد وتمتم بلهجة حازمة
_ هتفضلي واقفة كدة كتير يلا ننزل
دبت الارض بقدمها وغمغمت برفض
_ مش هنزل ولا هروح معاك في مكان.
استغفر ربه يناجيه الصبر عليها ثم رفع سبابته في وجهها وتمتم بلهجة حادة لا تقبل نقاش
_ هتركبي معايا من سكات ولا اركبك بطرقتي؟
ازدردت لعابها بوجل من تهديده وأخذت يد أخيها ودلفت المصعد بغيظ تلاها ولوجه ثم ضغط على الزر لينزل للاسفل وعينيه تلتهم محياها باشتياق
وتساءل ماذا لو كانت زوجته الآن؟
وهل سيأتي ذلك اليوم أم كتب القدر عليهم الفراق ولن يجتمعوا يومًا.
أما هي فقد كان قلبها يطالبها بالرأفة به وتركه لمن أحب لكن عقلها آبى تركها لتنعم بعشقه وأجبرها على فراق أرهق روحهما.
تعشقه وتود التشبث به والعودة معه لكن لن تستطيع العودة إلى ذلك المنزل بعد ما حدث.
توقف المصعد وقبل أن يفتح لها الباب وجدها تندفع وتخرج منه فيقوم باللحاق بها قبل أن تهرب كعادتها.
تقدم منها ليقف أمامها يمنعها من الهرب وتحدث بانفعال
_ هتفضلي تهربي مني لأمتى؟
زمت فمها بغضب وتمتمت بحدة
_ يوم ما تبطل تضغط عليا وتسيبني في حالي
التفت المارة لهم مما جعله يشعر بالاحراج و تحدث بحدة
_ طيب يلا اركبي معايا خلينا نتكلم ونوصل لحل
هزت رأسها بتعند
_ قلت لأ يعني لأ ولو سمحت سيبني أمشي.
لم يعد لديه صبر لذلك التعند لكنه احكم غضبه وتمتم بهدوء
_ طيب هنتكلم في العربية ولو مش عايزة تركبي معايا تعالي نروح الكافية ده نتكلم فيه.
قلبت عينيها بملل فهو لا يمل من اقناعها بالعودة
مهما رفضت لذا ستذهب معه وتقطع اي أمل له في العودة.
اومأت باستسلام وسارت بجواره حتى دخلوا ذلك المقهى
وقام بوضع عمر في قسم الاطفال كي لا يتأثر بحديثهم ثم عاد إليها.
اشاحت بوجهها بعيدًا عنه مما جعله يغضب من عنادها وغمغم بحدة
_ هو انا هفضل قاعد حارسك كدة كتير؟
اجابت وهي على نفس وجومها
_ انا ماجبرتش حد يقعد جانبي تقدر تتفضل ترجع البلد ومتجيش تاني.
زم فمه باستياء وقال بنفاذ صبر
_ مش هقدر آمن عليكي وانتي لوحدك وعشان كدة بطلب منك ترجعي البلد…
لم تعد تستطيع التظاهر بالثبات فكشرت عن أنيابها وصاحت برفض
_ لأ يعني لأ مش هرجع مهما حاولت، خلاص اللي بينا انتهى ومفيش حاجة ممكن تضغط عليا وتخليني أرجع، قصتنا انتهت لحد كدة خلاص ومفيش سبب يخلينا نكمل المسرحية الهابطة دي.
تعلم جيدًا بأنها تجرحه بحديثها اللاذع لكن عليها ذلك لأجله فاردفت باتهام
_ انت زمان اتخليت عني وانا فقدت معاك احساسي بالأمان، اه بحبك وقلبي عايزك بس عمري ما هسامح انسان ضعيف زيك مع أول ريح سابني واتخلى عني متجيش بعد ما الريح عدت تمدلي ايدك وتقولي تعالي لإن خلاص معدش ليها لزمة انت حقيقي بالنسبة لي انتهيت وانطوت صفحة سودة من حياتي مستحيل افتحها تاني أو اكمل على نفس نهجها.
كان يستمع إليها بوجوم وكلماتها السامة تمزق قلبه دون رحمة، وكذلك هي لكن عليها أن تفعل ذلك كي لا تضعف أمامه ويجبرها على العودة
لن تستطيع العودة إلى ذلك المنزل
وهو لن يستطيع ترك بلده والبقاء هنا
إذًا فليتحمل كلًا منهم نصيبه من العذاب
نهضت من المقعد وانسحبت بهدوء لتنادي أخيها وتخرج من المقهى.
أما هو فقد أخذ ينظر إليها بوجوم حتى أختفت من أمامه
يعلم جيدًا بأنها تقول ذلك من وراء قلبها كي تجعله يبعد عنها وقد كان لها ما أرادت
إذا طاوعها قلبها على إهانته بتلك الحدة فهو أيضًا سيطاوع عقله الذي يطلب منها الإنسحاب وتركها ويعود إلى بلدته.
لقد انتهت عدتها وانتهى حقًا كل شئ الآن.
انسحب بهدوء واستقل سيارته وعينيه تنظر إلى الطريق أمامه لكن تفكيره مع قلبه الذي تركه معها..
❈-❈-❈
انتهى عصام من معاينته وجلس خلف مكتبه وهو يقول براحة
_ الحمد لله مفيش حاجة تقلق
نهض أمجد وهو يزرر قميصه ثم سأله
_ طيب والألم ده.
_ عادي جدًا بعد القلق والتوتر اللي اتعرضت له فحاول تكون ريلاكس شوية ومتضغطش على اعصابك عشان ميتكررش كتير
سأله جاسر بقلق
_ يعني مفيش اي خوف عليه؟
نفي عصام حديثه
_ لأ طبعًا مفيش قلق العملية ناجحة ومفيش قلق منها ودي ضُغطات الانسان السليم بيتعرض لها عادي
بس هو شكله بيعمل كدة عشان ياكل علينا حلاوة المولود ولا ايه ياأمجد.
ابتسم أمجد وقال بنفي
_ لا طبعًا مقدرش إن شاء الله هعمل عقيقة بس هتكون في البلد وانت صاحب بيت مش محتاج دعوة.
عدل من وضع نظراته وقال بهدوء
_ ماشي ياسيدي مع إن المشور طويل بس يستاهل انا بحب جو الصعيد أوي.
خرج أمجد ومعه جاسر من الغرفة وهو يقول له برجاء
_ ياريت ليلى متعرفش حاجه عن اللي حصل انا بقيت كويس الحمد لله.
ربت جاسر على كتفه وتحدث بمزاح
_ بحب انا الرجالة اللي بتخاف دي
_ لا ياسيدي مش قصة خوف بس انا مش عايز اقلقها
_ ماشي ياسيدي يلا ندخل بسرعة قبل ما تاخد بالها.
في غرفة ليلى
لاحظت غياب أمجد فسألت والدها
_ بابا هو أمجد فين؟
اجاب جمال بخيرة
_ مش عارف، خرج هو وجاسر من شوية تلقاهم بيشربوا حاجة في الكفاتريا
دلف أمجد بعد أن طرق الباب فتبتسم ليلى بسعادة لرؤيته وقالت بعتاب
_ ايه هتهرب من أولها؟
نفى حديثها وتقدم منها ليمسك يدها بتملك وتمتم بوله
_ أنا أقدر داانا لما بفكر اهرب بهرب ليكي مش منك.
دعست سارة على قدم جاسر وغمغمت بغيظ
_ سامع الكلام الحلو.
استغفر جاسر بيأس منها وغمغم بخفوت
_ مش هتبطلي العادة الزفت دي.
تمتمت بخفوت مماثل كي لا يسمعهم أحد
_ ولسة اصبر بس لما نروح ده انا هعمل فيك عمايل سودة.
ابتسم بمكر وتمتم بلهجة مازحة
_ اعملي اللي انتي عايزاة انتي شفتيني مرة منعتك؟
اتسعت عينيها بصدمة من تفكيره وتمتمت بغيظ
_ انت تفكيرك ديمًا شمال كدة ليه؟
غمغم بامتعاض من حديثها
_ في ست محترمة تقول لجوزها تفكيرك شمال؟
_ ايوة عشان دي الحقيقة.
انتبه كلاهما على صوت الباب فتقدم مصطفى ليفتحه علمًا بهوية الطارق
انتبه الجميع ومصطفى يرحب بها
_ أهلاً ياماما اتفضلي.
دلفت سمر بتردد وهي تشعر بالاحراج منهم وقالت بخجل
_ السلام عليكم
رد الجميع السلام رغم اندهاشهم بمجيئها
لم تندهش وسيلة فقد أخبرها مصطفى برغبتها بزيارتهم فرحبت بها بصدق
_ أهلاً ياأم مصطفى اتفضلي
تقدمت منها سارة لتقبلها وبداخلها رهبة من الموقف ومن رد فعلهم فقال جمال بترحيب
_ اتفضلي نورتي المكان.
رغم اندهاشها من استقبالهم الرحب لها لكنها من داخلها كانت تعلم بذلك
هم حقًا كما اخبرها مصطفى، أهل للكرم فتمتمت برهبة
_ اسفة إن كنت ضايقتكم….
قاطعتها ليلى بجدية
_ لأ طبعًا تضايقينا أيه! أهلا بيكي في أي وقت
_ انا قلت آجي أبارك واخطي خطوة اتأخرت فيها كتير أوي.
ابتسم جمال بمجاملة
_ توصلي متأخر افضل من إنك تهربي زي منصور ماعمل، بيتنا مفتوح ليكي في أي وقت
شعرت سمر بالندم حقًا لابتعادها عنهم وحرمان أولادها منهم.
مر الوقت بينهم ولاحظت فيه مدى تعلقهم ببعضهم البعض
❈-❈-❈
استيقظت مهرة صباحًا لتجد مهران واقفًا أمام المرآة يهندم ملابسه نظرت في ساعتها لتجدها التاسعة صباحاً فتمتمت بنعاس
_ صباح الخير
نظر لانعكاس صورتها في المرآة ورد بابتسامة
_ صباح الورد
التفت إليها ليدنو منها وقال بحنو
_ قومي عشان هردلك المفاجأة
عقدت حاجبيها بدهشة وسألته وهي تعتدل في الفراش
_ مفاجأة أيه؟
_ وتفتكري هتبقا مفاجاة لو قلتلك
_ بس انت عارف انا مش بحب الانتظار ارجوك قول بقا.
تنهد بيأس منها وتمتم بهدوء
_ الأول هنروح للدكتورة عشان نطمن وبعدها هقولك عليها.
تعلمه جيدًا لن يبوح لها مهما فعلت فنهضت باستسلام وهي تغمغم بصبر نافذ
_ ماشي ياسيدي لما اشوف.
في المشفى
بدات الطبيبة بمعاينتها ويد مهران لا تترك يدها وهما ينظران إلى تلك الشاشة الصغيرة فقالت الطبيبة بابتسامة عريضة
_ مبروك يامهران بيه توأم
نظرت مهرة إليه بسعادة وهي لا تصدق ما سمعته من الطبيبة
_ توأم.
اومأت الطبيبة وبدأت توصف لهم على الشاسة ومهران لا يصدق حتى الآن بأن أصبحت له عائلة وازدات أكثر
تابعت الطبيبة حديثها
_ انتي كدة في آخر الشهر التالت وإن شاء الله المرة الجاية هنعرف نوع الجنين
تحدث مهران بصدق
_ اللي يجيبه ربنا كله خير مش هتفرق.
خرج الاثنين من المشفى بسعادة بالغة وتتمتم مهرة بعدم استيعاب
_ انا مش مصدقة توأم مرة واحدة.
اندهش مهران من فرحتها وسألها
_ مالك فرحانة كدة انا قلت هتزعلي.
جلست في مقعدها بالسيارة وجلس هو امام المقود وتولى هو القيادة ثم إجابته
_ انا اصلاً بحب الأطفال جدًا وخاصة لما كنت بشوف اتنين توأم متخيلتش لحظة إني هعملها.
رفع حاجبيه وهو ينظر إلى خصرها بأسف
_ هنشوف رأيك هيفضل زي ما هو بعد شهرين ولا لأ.
قطبت جبينها بضيق وغمغمت بانفعال
_ تقصد ايه حضرتك؟
_ اقصد إنك هتتخني أوي والجمال اللي انا شايفه ده هيضيع.
_ مش همك غير مصلحتك يعني
اومأ لها بتأكيد
_ بالظبط.
هزت راسها بيأس منه ثم سألته
_ قولي بقا فين المفاجأة؟
_ اصبري نص ساعة بالكتير وهتشوفيها.
انتظرت مهرة بصعوبة ولسانها لا يكف عن السؤال وهو لا يرحيها بل يزيد من حيرتها حتى وصلوا إلى وجهتهم
وما إن وقعت عينيها عليها حتى قالت بفرحة
_ المزرعة.
ابتسم مهران وقال بتأكيد
_ اه ياستي هي المزرعة وهنفضل فيها اسبوع كمان.
فتح الحارس البوابة فور رؤيته لمهران وظل يرحب به حتى وصل بسيارته لباب المنزل
ترجل من السيارة وترجلت هي بدورها لتنبهر بتلك الخضرة الممتدة أمامها
_ المكان جميل اوي يامهران.
اتسعت ابتسامت مهران لبساطتها وأن اقل شئ يرضيها حتى لو كانت زيارة ورؤية ارض زراعية لا غير.
_ عجبتك؟
_ جدًا
لاح الحزن على ملامحه عندما تذكر مالكتها فقد كانت تعشقها كذلك
_ المزرعة دي بتاعت حلم عيشت فيها بعد ما ماتت لإني رفضت اعيش مع جدي بعد اللي حصل
حاول كتير أنه يقنعني ارجع اعيش معاه بس رفضت لحد ما مات
على قد ما كنت كاره الوحدة بس كنت بحس براحة غريبة في المكان ده زي ما يكون بيواسيني وبيطمني انها عايشة
تقدم خطوتين للأمام وتابع ذكرياته
_ عشت هنا أيام جميلة معاها واحنا لسة صغيرين
ولما كبرنا وبعدنا عن بعض بقت تيجي لوحدها
نظر إليها ليجد غيرة تحاول اخفاءها وأسأله كثيرة تود معرفتها فأراد أن يكون واضحاً أمامها كـ كتاب مفتوح وتابع
_ حلم بالنسبة كانت أخت حبيتها واتعلقت بيها بس لما كبرنا جدي قرر إننا نتجوز، حاولت كتير أفهمه إنها زي أختي بس كان رافض خيرنا يطلع بره وانا الطمع جوايا كان عميني
صحيح كنت بحبها بس مش عشق لأ ده كان حب أخوي بس جدي معترفش به وأصر إننا نتجوز، وقتها طلبت منه يأجل الجواز لحد ما تتخرج يمكن مشاعرنا مع الوقت تتغير بس لقيتها زي ما هي
ولما ظهر مصطفى في حياتها غيرت عليها وحاولت ابعده عنها وكان ممكن آذيه بس جدي منعني وقتها
اغمض عينيه بألم للذكرى وتابع
_ لو كنت اعرف اللي هيحصلها كنت وقفت قدام الدنيا كلها وجمعتهم، بس للاسف فوقت متأخر أوي.
تعاطفت مع حالته وتقدمت منه لتقول بتعاطف
_ بلاش تقسى على نفسك أكتر من كدة لأنه مش هيرجع اللي راح، وبعدين مفيش أي حاجة تثبت إنها فعلاً انتحرت يعني ممكن تكون بعدت مش أكتر.
تنهد بيأس وقد آلمته الذكريات فتمتم بألم
_ انا مخلتش مكان مدورتش فيه، روحت الجامعة قالوا انها انقطعت ومش بتيجي وده اكبر دليل إنها فعلاً ماتت.
وضعت يدها على خده وقالت بثقة
_ أنا متفائلة إنها لسة عايشة وهييجي يوم وافكرك.
ابتسمت بود وتابعت
_ بس وقتها تنسا اللي فات وتبدأ صفحة جديدة معها بعيد عن القسوة اللي عيشتها فيها.
_ أكيد لو رجعت في يوم من الايام هعتذر عن كل حاجة عملتها وضايقتها مش بس قسوتي ليها، فلوس المزرعة دي لسة بحفظها باسمها في البنك يادوب جزء بسيط منه بخرجه صدقة على روحها لو كانت …(لم يستطيع نطقها لمدى قسوتها) ولو عايشة هترجع تلاقي حقها كله زي ماهو.
أومأت بتأكيد
_ إن شاء الله هترجع انا واثقة
ابتسم لها بامتنان ثم تحدث بجدية
_ طيب كفاية كدة واطلعي ارتاحي شوية من الطريق
_ طريق ايه؟ دا احنا مكملناش نص ساعة وبعدين أنا عايزة اتفرج على الخضرة دي شوية.
جذبها من ذراعها وتمتم بهدوء
_ قدامك اسبوع بحاله تشبعي فيه براحتك فياريت تريحيني وتطلعي ترتاحي شوية الدكتورة حذرت من أي مجهود.
طاوعته مهرة ودلفت معه المنزل ومنه لغرفتهم.
❈-❈-❈
في اليوم التالي
ولجت غرفة مكتبه وهي تحمل القهوة بين يديها لتجده جالسًا على مقعده ويراجع بعض الأوراق أمامه
لم ينتبه لها مما جعلها تشعر بالضيق من إهماله لها
تقدمت منه لتضع القهوة أمامه وحينها نظر إليها بابتسامة وقبل يدها قائلاً
_ تسلم ايدك.
ثم عاد للأوراق أمامه
وقفت بجواره تستند بظهرها على المكتب وغمغمت باعتراض
_ هتفضل مشغول عني كدة؟
زم فمه باستياء وعينيه لا تنزاح من الاوراق
_ غصب عني والله ياحبيبتي نص ساعة بالكتير وهفضالك.
اغمضت عينيها باستسلام ثم سارت في أرجاء الغرفة تستكشفها
فهي على طراز قديم لكنه فريد
لفت نظرها صندوق صغير لكنه ملفت للنظر تقدمت منه تتحسسه ودفعها فضولها لفتحه لكنها وجدته مغلق
أرادت أن تشغله قليلًا فنادته
_ مهران ايه الصندوق ده؟
اغلق مهران الملف ثم عاد بظهره للوراء بارهاق فوقع نظره على ذلك الصندوق
نهض ليتقدم منها ونظر له بعدم اكتراث
_ مش عارف بس جدي وهو بيموت طلب يشوفني ضروري وقتها افتكرته باعتلي عشان يجبرني أرجعله
ولما خلاص يأس طلب من وهدان أنه يسلملي الصندوق ده ضروري وبعدها مات
مهتمتش به وانشغلت بموت جدي ومن وقتها وهو مكانه
_ طيب بعدها مفتحتوش ليه يمكن يكون فيه حاجة مهمة.
هز كتفيه بعدم اهتمام
_ أكيد هيكون عقود لأنه كتب كل حاجة باسمي بعد موت حلم، مش فاهم ليه.
دفعه فضوله أيضًا لفتحه ومعرفة محتواه
أخرج مفتاحه من أحد الأدراج وقام بفتحه ليجد بالفعل بعض العقود الخاصة بالممتلكات وورقة أخرى يبد عليها القدم
تناولها بيده وقام بفتحها ليتفاجئ بأنها رسالة، وممن؟ من والدته
تسارعت دقاته وأخذت وتيرة أنفاسه تهدر بقوة وعيناه تجوب الكلمات بصدمة قضت على ما تبقى بداخله من تماسك.
اندهشت مهرة من حالته ودنت منه تسأله بقلق
_ في ايه يامهران؟
كان انطباق فمه وقسوة نظراته تنذرها بالتزام الصمت لكنها لم تصمت و عادت تسأله
_ مالك في ايه؟ مـ…
قاطعها هادرًا بها بغضب جحيمي لم تراه من قبل
_ اطلعي برة.
انتفضت بخوف شديد وحاولت معرفة ما يحدث لكن صوته الهادر منعها فتسرع بالخروج من الغرفة
ويبقى هو وحده ينظر إلى تلك الرسالة بصدمة كبيرة قبل أن يشعر بضربة شديدة على رأسه أفقدته الوعي.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية وهام بها عشقا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *