روايات

رواية جاريتي 3 الفصل الثالث والأربعون 43 بقلم سارة مجدي

رواية جاريتي 3 الفصل الثالث والأربعون 43 بقلم سارة مجدي

رواية جاريتي 3 البارت الثالث والأربعون

رواية جاريتي 3 الجزء الثالث والأربعون

رواية جاريتي 3 الحلقة الثالثة والأربعون

كانت تجلس فى غرفتهم فى منتصف سريرها تمسك بأحد كتبهم الدراسية صحيح هم لم يدخلا امتحانات ذلك العالم لكن ذلك يجعلها تتمسك بالمذاكرة حتى تتفوق فى السنه القادمة
دلفت شمس الى الغرفة و بين يديها كوبان من العصير و تقول بمرح
– ابوكى بيلطف مع امك بره … الرجال ده مش هيكبر بقا
لتضحك ليل و هى تقول بخجل
– يا بنتى عيب كده … هما بصراحه يعنى يعقدوا
لتضحك شمس و هى تجلس امام توأمتها و تمد يدها لها بكوب العصير و نظرت الى الكتاب نظره خاطفه ثم قالت
– مش عارفه اذاكر او بمعنى اصح خايفة اذاكر
لتنظر ليل لها باهتمام و قالت
– خايفة من ايه انا معاكي أي حاجه تقف معاكي هشرحهالك ماشى
لتبتسم شمس ابتسامه واسعه وهى تهز راسها بنعم و هى تقول
– شكرا يا ليل بجد شكرا … صحيح اخبارك انتِ و جواد ايه ؟
تلونت وجنه ليل بخجل فطرى و قالت
– الحمد لله بنتكلم بس مش كتير علشان بابا مايضايقش .
هزت شمس راسها بنعم ثم قالت و هى تقف لتتوجه الى سريرها
– جواد بيحبك فعلا … و اكيد هيخاف عليكى و مش هيعمل حاجه تعملك مشكله
و جلست كما تجلس اختها فى منتصف سريرها و بدأت هى الاخرى فى المذاكرة بعد ان قالت
– الاسبوع الجاى عندنا جلسه مع دكتور رحيم … انا اكتشفت ان فى كلام كتير جوايا عايزة اقوله … و محتاجه اقوله
كانت ليل تنظر اليها بابتسامة عطوفه و هى ترى ذلك و التغير الكبير الواضح فى شخصيتها فكم تمنت قديمًا ان تكون شمس على هذا الحال اخت حقيقيه رغم انها تتعامل بحزر و قلق الا انها افضل من شمس القديمة
نحت عن عقلها كل تلك الافكار و عادت تنظر الى كتابها بعد ان قالت
– تسلم ايدك على العصير يا شموسه
لتنظر اليها شمس بأبتسامه واسعه ثم عادت الى كتابها من جديد
مفما مروا به لم يكن هين ابدا و لكن ما هم فيه الان تقدم كبير و عظيم و مع الوقت ستكون كل الامور بخير
••••••••••••••••••
كانت تبكى فى احضان والدتها كما هى منذ ساعات كل ما اختلف انها الان تجلس فى منتصف سريرها حين شعرت بإرهاق والدتها من تلك الجلسة اعتدلت حتى تنام و هى تقول من بين شهقاتها
– روحى نامي يا ماما … انا كمان هنام
ظلت والدتها جالسه بجانبها لبعض الوقت لتتأكد من انها قد غفت و بمجرد خروجها عادت تفتح عيونها المتورمة و عادت لتجلس من جديد فى نفس اللحظة التي و قعت عينيها على الظرف الذى اعطاه لها بلال ظلت تنظر اليه و كأنها تنظر الى شىء مخيف لديها كل الفضول ان تعرف ما بداخله و ما كتبه لها راجح و ايضا تخشى ان تعرفه … تموت شوقا لرؤيه خط يده و احساسها بكلماته و ايضا رعب كبير لا تفهم سببه و بعد عده دقائق ظلت تائه فى حيرتها بدأت فى فتح الظرف واخراج ما به
لتشعر بالصدمة و ظهر على وجهها معالم الذهول وهى تجد عقود ملكيه بنصيب راجح كاملا فى المعرض الذى ورثه عن والده وايضا البيت والورشة و التاريخ بعد موعد خطبتهم بأسبوع و ايضا حساب بنكياً بإسمها توضع به الارباح أول بأول
ظلت تقلب فى الاوراق بعدم تصديق و شعور غريب بداخلها يتصاعد و هى تتذكر كل ما كان يقوم به خلال تلك المدة الفائتة … و ايضا تمسكه بفكره العمل لدى اخيه و ليس معه و ايضا كلمته لها بعد عقد القران (( انتِ كل ما املك ))
كانت لا تستطيع تحديد ما تشعر به الان و خاصه و هى لا تفهم ما حدث
وقعت عينيها اخيرا على مظروف صغير مكتوب عليه بخطه التى تعرفه جيدا (( الى مودتى ))
فتحته سريعا و قلبها يصارع يديها فى سرعه ضرباته داخل صدره و عينيها تتشوق لقرأه حروفه
حين وقعت عينيها على كلماته عادت الدموع من جديد الى عينيها و بغزاره
(( مودتى … حبيبتى … حلم عمرى اللى متحققش اكيد انتِ عارفه دلوقتى هو ليه متحققش لان بما ان انتِ بتقري جوابي ده معناه انى نولت الشهادة و الحمد لله تعرفى اكتر حاجه كنت بحلم بيها و بتمناها انتِ و الشهادة و كنت بدعى ديما بيكم انتو الاثنين تتحققوا ايكم اقرب … و بما ان ربنا اختار ليا الشهادة يبقا انتِ يا مودتى مش نصيبي فى الدنيا
مش عايزك تزعلي انا فى الجنة يا مودة و هايص مع حور العين بس عمرى ما نساكي … بس انتِ لازم تنسيني دى وصيتى ليكى ….. و دلوقتى اسمعينى بقا كويس الورق الى بين ايدك ده مهرك هو ده كان طلب والدك لما جيت اخطبك و انا وافقت علشان مفيش اغلى منك عندى لما كنتى بتزعلي لما اشتغل فى الورشه ده لانى مبقتش املك فيها حاجه انتِ و بلال اصحابها … مش عايزك تزعلى و لا عايزك تحزنى يوم …. عيشى علشان انا كمان اعيش فى ذكرى حلو و ضحكه و فرحه تسكن عيونك … انا كنت شاريكى بكل ما املك بقلبى و حبى و مالى يا كل مالى
موده عندى طلب و رجاء و أمر اسمعى كلام بلال و زى ما كنتى بتثقى فى كلامى و انا حبيبك و خطيبك و جوزك ثقى فى كلامى دلوقتى … اوعيدينى يا موده اوعدينى يا كل مالى … استودعتك الله الذى لا تضيع ودائعه
راجح ))
كانت تبكى بصوت عالى بقهر و حزن الان أدركت كل ما كان يحدث الان أدركت ما ضحى به من اجلها و كيف وافق والدها و فهمت كل تصرفات راجح المبهمة بالنسبة لها الان علمت كم كان يحبها و هى ايضا ستظل تحبه
اخذت نفس عميق و هى تنظر الى السماء تدعوا الله ان يطفىء نار قلبها ان يلهمها الصبر على فراقه ان تستطيع تنفيذ وصيته المستحيلة
اغمضت عينيها بقوه وهى تتذكر كلماته بأن تنفذ ما سيقوله بلال فقالت بصوت هامس لا يسمعه غيرها
– حاضر يا راجح حاضر هنفذ اوامرك و هنفذ اى حاجه يقولها اخوك … حاضر
و عادت تبكى من جديد و هى تضم الرسالة الى صدرها و كأنها تحتضنه هو
••••••••••••••••••••••••
كان يجلس على طاوله الطعام يقرأ كلمات اخيه بصدمه الا يكفى صدمته بفراقه و كيفيه موته الا يكفى وجع قلبه و تلك النار التى تكوى قلبه
الا يكفى حرقه قلبه على زهرته التى كان يسقيها من عمره و حنانه الا يكفى انه اصبح وحيد فى هذه الدنيا
الا يكفى تلك النار التى تحرقه من الداخل منذ سنوات لا يشعر بها حد و لم يراها يوما احد
فيأتى هو و يضع فوق تلك النار نار اخرى كيف هذا و كيف سيتحمل الا يكفى ما تحمله من جله طوال تلك السنوات … الا يكفى انه سيعيش عمره كله يبكى فراقه كيف سيقوم بهذا كيف سينفذ تلك الوصية كيف
••••••••••••••••••••••••••••••••
كان يجلس فى احدى جوانب غرفته ارضا منذ ما حدث لراجح و هو فى عالم اخر لا يتحدث و لا يخرج من غرفته فقط يذهب الى الحمام و يصلى فروضه كانت تشعر انها عاجزه عن مواساته فهو لا يستمع الى كلماتها لا يستجيب الى رجائها لم يعد امامها اختيار ستحاول للمرة الأخيرة و ان لم يستجب ستستعين بخالها هو الوحيد القادر على اخراج آدم مما هو فيه
اقتربت منه بهدوء و جثت على ركبتيها امامه و وضعت يديها على قدمه و همست بأسمة بصوت منخفض لينظر اليها بعيون خاويه حمراء من كثره حبس الدموع بداخلها و ايضا من قله النوم لتسيل دموعها فوق وجنتها و هى تقول
– مينفعش كده يا آدم … بلاش تفضل ساكت كده اتكلم خرج اللى جواك اصرخ و أبكى كسر بس بلاش الصمت ده بلاش تخوفنى عليك
اخفض نظره من جديد و ظل صامت لتضرب قدمه بقوه و هى تقول بصوت عالي و باكي
– حرام عليك يا آدم حرام عليك بجد انا خايفه خايفه اوووى و تعبانة و محتاجالك يا آدم تطمنى
عاد ينظر اليها بعيون زائغه لتشعر بالرعب فوقفت سريعا لتركض الى الخارج و هى تنادى على خالها الذى خرج من غرفته سريعا و هو يبدوا عليه القلق و الخوف و قال بتوتر
– فى ايه يا جوري آدم كويس ؟
– لا يا خالو مش كويس مش كويس خالص
لم يستمع لباقي حديثها و ركض الى غرفه ابنه ليجده على نفس جلسته ارضا ينظر الى الا شىء يبدوا عليه الارهاق و التعب و عيناه شديده الحمرة من قله النوم
جثى على ركبتيه امامه و وضع يديه فوق ركبتيه و هو يقول
– مالك يا ابنى … عامل فى نفسك كده ليه ؟ واجع قلوبنا عليك ليه بس يا ابنى ؟
كانت تتابع ما يحدث و هى تقف بجوار مهيرة عند باب الغرفة ….. رفع آدم عينيه الى والده و بدأت الدموع تهطل من عينيه بغزاره و قال
– صاحبى راح مات بسب الغدر و الخيانة مات بسب ناس باعت ضميرها و دينها و وطنها كان لسه مكلمنى و قالى هتوحشنى كان قلبه حاسس
صمت لثوانى اكمل و هو يصل لقمه الانهيار
– مين هيخلينى اضحك من قلبى …. مين هيقولى يا سى ادم مين هيخرج الضحكة من قلبى و يحقق معايا كل الاحلام اللى حلمناها سوا و احنى بنعلق النجوم و بنعمل عمليات كبيره و اسمنا يبقا اهم اسم فى الداخلية … سابنى لواحدى و راح سابقنى و نال الشهاده اللى كان بيتمناها …. صاحبى مات يا بابا مااات و ساب وراه قلب مراته بيتحرق عليه و قلب اخوه الى مفيش كلام يوصف وجعه و ساب قلب صاحبه تايهه من غيره صاحبى مااااااات يا بابا ماااات
كانت الدموع تغرق وجه مهيره و جوري بحصره و الم و خوف و كانت الدموع تتجمع فى عيون سفيان الذى اقترب اكثر ليضم آدم بقوه و هو يقول
– يا ابنى ده عمره و نصيبه … صحيح الطريقة كانت صعبه لكن ده كمان قدر … الحادثة دى فتحت عيون الناس على الحقيقة و عرفتهم مين اللى على حق و مين اللي فى ضلال …. يا ابنى ضعفك ده مش صح اقف على رجلك و خد بتار صاحبك و زمايلك كلهم صاحبك شهيد ان شاء الله و بقا فى مكان احسن
رفع ادم راسه ينظر الى والده بعيون شديده الحمرة ثم بدأت عينيه تزوغ فى كل مكان و فجأة فقد وعيه و سقط معشى عليه بين يدى والده لتركض مهيره و جوري فى اتجاههم بخوف حقيقي
ليقف سفيان سريعا و اسند ولده الذى يماثله فى الطول و فى الجسد ايضا و بصعوبة بالغه و ضعه فى سريره و خرج ليتصل بالطبيب الذى لم يتأخر كثيرا و حين عاينه اخبرهم انه مصاب بانهيار عصبي و يحتاج الى الراحة و النوم
ظلت مهيرة جالسه على الأريكة الكبيرة التي تحتل احدى حوائط الغرفة تنظر الى ولدها و دموعها تغرق وجهها حين دلف سفيان الى الغرفة و بين يديه كوب من الماء و دواء الضغط الخاص بمهيرة جلس بجانبه و ربت على كتفها و مد يده بالدواء امام فمها لتلتقطه منه و تناولت الماء خلفها ثم اراحت راسها على كتفه و هى تقول
– آدم يا سفيان آدم
ضمها بقوه و هو يهمس بجانب اذنها
– آدم قوى بس الصدمة صعبه عليه صدقينى هيبقا كويس
و كانت جورى تجلس بجانب آدم تمسك بيده و دموعها تغرق وجهها لكن هى الان تشعر ببعض الراحة هو نائم بعيد عن الالم و الحزن و كل دقيقه و اخرى تقترب من اذنه و تهمس بكلمات الحب و الدعم و انها بجانبه … فهي تعلم جيدا كم هو امر مؤلم و صعب فهي التي لم ترى راجح سوا مرتان يوم عقد قرانه و يوم عرسهم الا انها تألمت من اجله فكم يكون الم آدم و هو صديقه منذ زمن طويل
••••••••••••••••••••••••
دلف الى الغرفة و على وجهه ابتسامه كبيره و هو يقول بصوت سعيد
– القائد وافج على الأجازة يا آسر
ليقف آسر الممدد على السرير سريعا و هو يقول بعدم تصديق
– بجد طيب كويس هتنزل امتى بقا
– بكره
قالها صفى وهو يحضر حقيبته و يضع بها بعض اغراضه ليقترب منه آسر و هو يقول
– هتنفذ اللى اتفقنا عليه
ليهز صفي راسه بنعم و هو يقول بتأكيد
– طبعا هو ده الحل الوحيد يا آسر انى مش هفضل كده كتير … الكل كده بيتظلم
ربت آسر على كتف صديقه بتشجيع و قال
– ان شاء الله خير بس ابقا كلمنى طمنى على اخوك
اعتدل صفى ينظر الو صديقه و قال بأبتسامه امتنان
– شكرا يا صاحبى عمرى ما هنسى وجفتك معايا
ليقطب آسر حاجبيه بضيق و هو يقول
– لولا انى مقدر اللى انت فيه كان زماني محاكمك محاكمه عسكريه على كلامك ده
ليبتسم صفى و هو يربت على كتف صديقه و عاد يرتب اغراضه و هو يتمنى ان يمر الوقت سريعا حتى يذهب الى البيت و يطمئن على اخيه
و كان اسر ينظر الى صديقه و هو يدعوا الله ان يريحه و يطمئنه على اخيه و يبعد عنه فتون بأفكارها الشيطانية حتى يرتاح و يهنئ فى حياته ••••••••••••••••••••••••
كانت تجلس فى صاله منزلها بملابسها السوداء فهي منذ علمت كل شيء لا تتحدث لم تغادر غرفتها الا الان و اول شىء قالته
– انا عايزه اقعد معاه لوحدنا
ليغادر والديها بصمت فحاله ابنتهم لا تسمح ابدا بجدال او نقاش رغم ان والدها سيموت قهرا و يعلم ماذا يوجد داخل الظرف الذى سلمه لها بلال و ايضا يريد ان يعرف ماذا ستقول له او يقول لها
وكان هو ينظر ارضا يبدوا عليه الحزن و الالم و فقدان الوزن ايضا و كانت حالتها مشابه له تماما انتبه على صوتها و هى تقول
– ليه راجح عمل كده ؟
ليرفع راسه ينظر اليها باستفهام و حيره لتقول من جديد
– ليه كتبلي كل ما يملك ؟ و ليه مقاليش ؟ و ليه من الاساس يعمل كده ؟ ليه يكون مالوا و ميقدرش يتمتع بيه و يشتغل و يتعب علشان يبقا معاه فلوس ليه ؟
قالت الأخيرة بشيء من العصبية و نفاذ الصبر و كان هو حائر فى كلماتها الم تكن تعلم … كيف ذلك انه اعتقد ان لديها علم بكل ما حدث خاصه بعد عقد القران … انتبه من افكاره على صوتها يسأل من جديد
– رد عليا ساكت ليه ؟
اخذ نفس عميق ثم قال بهدوء فهو لا يستطيع الكذب و لابد ان يعطى لاخيه حقه و قدره المناسب
– ده كان شرط والدك لما جه راجح يتقدملك اول مره و لما جهز كل حاجه جه اتقدملك تانى و ساعتها باباكي وافق
صوت انفاسها العالي نبئه انها غاضبه و بشده فأكمل كلماته
– و شرط على والدك ان كل حاجه تكون بأسمك انتِ و جاب و الورق علشان تمضيه و قالك انها حاجات تبع شغله علشان وقت كتب الكتاب و كان ناوى يسلمهم ليكى يوم فرحكم
كانت دموعها تغرق وجهها و هى تقول
– ضحى بكل ده علشانى و انا مكنتش فاهمه و مش مستوعبه
ثم ضحكت ضحكه خفيفة و هى تقول بألم و حصره
– و ابويا بيتاجر بيا بيبعنى للي يدفع طيب دلوقتى راجح راح هيبعنى لمين المرة دي
– ده اللى راجح مش هيقبل بيه و لا انا كمان
قالها سريعا لتنظر اليه بحيره و عدم فهم … ليخرج من جيب الجاكيت ظرف و مد يده به لها ظلت تنظر الى تلك الورقة لعده ثوان و بيد مرتعشة امسكتها لتشهق بصدمه حين بدأت فى قرأه ما كتب فيها
(( بلال ابويا و اخويا و السند اللى طول عمرى مطمن انه موجود فى ظهرى … انا عايز اشكرك على كل يوم مر من عمرك و انت كنت بضحى بيه بطيب خاطر علشانى كان نفسى أفرشلك عمرى كله تحت رجليك و هيكون قليل كمان … بلال انت الاب اللي عمرى ما اتحرمت منه بسبك و الامان اللى عشت فيه عمرى كله … معنى انك بتقرأ كلامي ده انى مش موجود فى الدنيا اكتر حاجه كان نفسى فيها قبل ما اموت يا بلال انى احضنك و ابوس راسك و ايدك و رجلك كمان و اقولك شكرا و اسف … بلال انا عايز اوصيك على موده انت عارف كويس اووى اللى حصل من باباها و اللى ممكن يعمله من بعد موتى وصيتى ليك يا بلال تتجوز موده و تحافظ عليها من غدر ابوها و غدر الزمن وصيتي ليك انك تعيش و تفرح و تتهني و تفرحها معاك خلى سيرتى ما بينكم للترحم عليا و الدعاء ليا و بس نسيها الالم و انسى انت كمان معاها الالم … و متنساش انا فى مكان احسن بأذن الله و رحمته … خلى بالك من نفسك يا اخويا و خلى بالك من موده هتوحشنى اوووى يا بلال
راجح ))
كانت شهقاتها تعلوا مع كل كلمه تقرئها حتى انتهت من القرأه تمامًا رفعت عينيها اليه لتجده ينظر ارضا و يضم يديه بقوه و كأنه يقاوم البكاء و الالم
لا تعلم ماذا عليها ان تقول … و لا تعلم ماذا عليها ان تفعل ان راجح لم يدع شىء لم يفكر به انه فى عالم اخر و مازال يحاول حمايتها و اسعادها كم هو عظيم انه حقا لم يكن له مكان فى هذه الحياه البشعة الظالمة انه يستحق ان يكون جوار الرحمن الرحيم رحمك الله يا راجح
حين طال الصمت رفع بلال راسه ينظر اليها ليهوله مظهرها و الدموع تغرق و جهها و معالم الصدمة واضحه عليه فلا يعرف ما السبب هل حصره و صدمه ام رفض لكلمات راجح و وصيته فليحسم الامر إذا
– موافقه على تنفيذ وصيه راجح
نظرت اليه بصمت لعده دقائق تركها على راحتها حتى قالت
– لسه بدرى على الكلام ده لسه فى العده
– انتِ ملكيش عده يا موده
قالها موضحا لتنظر اليه باندهاش ليكمل
– كل اللي كان بينك و بين راجح كتب كتاب و انتِ فضلتي فى بيت والدك يعنى ملكيش عده كمان انا مش مطمن لوالدك و لا لتصرفاته و افكاره
ظلت صامته هى ايضا لا تعلم بماذا يفكر والدها و لا ما سيقوم به و لكنها عادت تفكر بحزن من جديد فى راجح و قالت
– انت هتقدر تعمل كده و لسه ما فتش على استشهاد راجح غير يومين
اخفض راسه و قال بصوت مخنوق
– مهما كان حزنك كبير على راجح يا مودة عمره ما هيكون قدى انا الاخ الى بقيت اب و صاحب و مسؤل راجح مش بس اخويا راجح هو كل عمرى اللى فات عشت علشانه و كنت مستعد اعيش عمرى كله الباقى علشانه حزنى على راجح لا هيقل و لا هيخلص و لا فى يوم هيتنسي بس انا عايز اريحه و اخليه مطمن عليكى
هزت راسها بنعم ثم قالت بإقرار
– متقلقش ابويا مش هيفكر فى اى حاجه دلوقتى بس انا عايزاك تاخد الورق ده معاك مينفعش يفضل هنا خليه معاك لحد ما نكتب الكتاب بس اكيد مش دلوقتى خالص مش هقدر … مش هقدر حتى علشان خاطر راجح
ليهز راسه بنعم و مد يديه يمسك منها الاوراق ثم وقف و هو يقول
– اسمحيلي اتصل بيكى علشان ابقا أطمن و بعد اسبوعين هاجى افاتح والدك فى الموضوع
لتقف هى الاخرى و قالت بصوت ضعيف
– اكيد فى أي وقت … ماشى بعد اسبوعين
ليغادر سريعا دون ان يلقى نظره واحده على الواقف بجاور الباب يحاول ان يستمع لكلماتهم و الذى لم ينتظر التأكد لرحيل بلال دلف الى الغرفة يسألها ماذا يريد
لتظل صامته تنظر اليه بكره لم يشعر به ان عقله مشغول بالمال و ما قد قاله لها بلال و هل اعادته له ام احتفظت به
و ترجم افكاره بسؤال جعلها تشعر بالكره الشديد له و اقتربت خطوتان منه و قالت
– هتبرع بيه على روح راجح … لان انا مش للبيع يا …. ابويا
و غادرت الغرفة و تركته النار تأكله فهو لن يمرر الامر مرور الكرام و سيحصل على المال الذى يريده فأبنته صغيره و جميله و عشاق الجمال كثر و لديهم الكثير من المال
•••••••••••••••••••••
طرقت باب غرفه والديها بخجلها الطبيعي و دلفت حين سمعت صوت والدتها تسمح بدخول الطارق
و قفت عند الباب تنظر اليهم بخجل و هى تقول
– انا … انا كنت عايزه استأذنك انى احضر اول تمرين لمحمد بعد الحادثة
ليبتسم زين فأبنته العاشقة لزوجها تشعر بالخجل من التصريح بأهتمامها به و كانت فرح تنظر الى ابنتها ثم الى زوجها التى لا تفهم سبب ابتسامته
اعتدل زين فى جلسته و اشار لابنته ان تقترب فاقتربت حتى وقفت امامه مباشره ليشير الى السرير لتجلس بخجل ليقول هو بمشاغبة
– هو محمد مش هيعرف يروح اول تمرين لوحده هيتوه يعنى ؟
رفعت زينه راسها تنظر الى والدها بعدم فهم ليكمل كلماته
– و لا هو مكسوف يروح التمرين لوحده فعايز ماما زينه تروح معاه
لتضحك فرح بصوت عالي لتنظر زينه الى امها باندهاش ثم عادت بنظرها الى والدها و قالت بشيء من التهديد
– انت بتتريق عليا يا بابا يا حبيبي و لا حاجه
ليضحك زين بصوت عالي وهو يقول
– و انا اقدر بردوا يا ست البنات بس انا سعيد علشان خاطر بنتي حبيبتي كبرت و بقى فى حياتها شخص و بتهتم بيه و بتخاف على مشاعره و احساسه
لتخفض راسها بخجل و تلونت وجنتاها بالأحمر القاني ليضع يديه اسفل ذقنها و هو يقول
– متتكسفيش يا زينه لو اقدر اوصفلك فرحتى و سعادتى و انا بسمع صوتك و ضحكتك و اشوف ابتسامتك بسبب محمد احس يا بنتي انى لما وافقت عليه ليكى انى عملت الصح
ابتسمت زينه بخجل و انحنت تقبل يد والدها بأحترام ليربت على راسها و هو يقول
– معاد التمرين امتى ؟
– بعد يومين
قالتها سريعا ليهز راسه بنعم و هو يقول
– مفيش مشكله انا هوصلك لأنى رايح لعمك سفيان
ابتسمت بسعادة يشوبها بعض الخجل و قالت
– شكرا لحضرتك
و غادرت الغرفة سريعا و هى تقول
– هروح اعرفه بقا علشان كان قلقان جدا
لتضحك فرح بصوت عالي و هى تقول بأندهاش
– بنتك بتحب و انت عادى كده ؟
ليقطب جبينه و يجعد انفه كالأطفال و هو يقول
– اسكتى بقا انا بحاول اعمل انى راجل اوبن مايند بس مش عارف غيران جدا اووى خالص و مش عارف اعمل ايه الصراحة
لتقترب منه و جلست بجانبه و همست بشيء في اذنه ليقطب جبينه بشده و هو يقول بعصبيه
– هو هيعمل كده معاها … ده انا اقتله
لتضحك فرح من جديد و وقفت على قدميها و توجهت الى الباب و هى تقول
– كل راجل عنده بنت لازم يجرب الاحساس ده يا ابو زينه علشان يحس بقلب الاب اللي سلمه بنته
و غادرت الغرفة و اغلقت الباب خلفها
ظل هو ينظر الى باب الغرفة و كلماتها تتردد فى اذنه و الم قوى فى قلبه و غيره حارقه جعلته يتحرك سريعا يغادر الغرفه حتى يمنعها من محادثه محمد

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جاريتي 3)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *