روايات

رواية أسرار عائلتي الفصل العشرون 20 بقلم أروى مراد

رواية أسرار عائلتي الفصل العشرون 20 بقلم أروى مراد

رواية أسرار عائلتي البارت العشرون

رواية أسرار عائلتي الجزء العشرون

رواية أسرار عائلتي
رواية أسرار عائلتي

رواية أسرار عائلتي الحلقة العشرون

– ده طلب ايدي يا سرين عارفة يعني ايه ؟
هتفت بدور وهي تدور بغرفة التوأم فنظرت إليها سرين بملل كما فعلت إيلين المستلقية على سريرها وقالت :
– يعني ايه ؟
توقفت أمامها وهي تجيب بحيرة :
– مش عارفة .
وقفت سرين ووضعت يدها على جبين صديقتها قائلة :
– انتِ متأكدة انك كويسة يا بنتي ؟
أومأت بدور بتأكيد وأردفت :
– ايوة ، أنا بس مصدومة .
إبتسمت سرين ثم خطفت نظرة إلى إيلين قبل أن تتساءل :
– طب مش انتِ وافقتِ ؟
– لا .
طالعتها الفتاتان بصدمة وإعتدلت إيلين في جلستها وهي تصيح :
– رفضتيه ؟
أكملت عنها سرين بتساءل :
– رفضتيه ليه وانتِ بتحبيه ؟
زمت بدور شفتيها بتذمر وصاحت :
– مش عارفة انتو طلعتوني بحبه من امتى ، بس أنا كنت شايفاه زي أخويا انتو مش عايزين تفهموني ليه ؟
لوت إيلين جانب شفتيها بسخرية وتمتمت :
– لا واضح اوي !
– وبعدين أنا مرفضتوش .
إنتبهت كلتا الفتاتين إلا كلامها فواصلت :
– أنا بس قلت لبابا اني محتاجة وقت افكر فيه .
– تفكري في ايه يا بنتي انتِ عايزة تجننيني ؟
صاحت بها إيلين بنفاذ صبر فتحدثت بدور بتذمر :
– ايه ؟ هو مش من حقي اخد وقتي عشان افكر ؟
أجابت الأخرى بسخرية :
– لا من حقك ياختي ، خدي راحتك ؟

 

 

 

 

 

 

 

تجاهلت بدور سخريتها وجلست على السرير ونظرت أمامها بشرود .. مرت ثوان صامتة حتى قطعته قائلة بحيرة :
– بس أنا لسه مصدومة بصراحة ، هو حبني امتى وازاي ؟ أنا مفكرتش خالص انه ممكن يفكر فيا أصلا !
– لأنك غبية .
هتفت بها إيلين ببرود فطالعتها بدور بغيظ ولم ترد .. بينما جلست سرين إلى جوارها وقالت :
– السؤال هنا هو انتِ عملتِ ايه عشان تخليه يفكر فيكِ ؟
رفعت عينيها إليها مجيبة ببراءة :
– ولا حاجة ، أنا أصلا مكلمتوش من يوم ما عرفتكم انه مش أخويا .
طالعتها الفتاتان بإستغراب وهمت سرين بالتعقيب على كلامها لكنها توقفت عندما إستمعت إلى أصوات طرقات على الباب تلاه دخول والدتها وتقدمها من بدور بإبتسامة مرحبة وهي تردد :
– أهلا وسهلا بيكِ يا بنتي ، وحشتينا .
وقفت بدور وإقتربت منها ثم عانقتها قائلة :
– وانتِ كمان وحشتيني اوي يا طنط علا .
إبتعدت عنها علا وهتفت بإبتسامة :
– يبقى النهاردة هتتغدي معانا .
عضت بدور طرف إبهامها متمتمة بحرج :
– أنا أصلا كنت جاية عشان اقولك اني هاخد البنات وهنتغدى برة !
عقدت علا حاجبيها بإعتراض وقالت :
– وتتغدوا برة ليه والأكل موجود هنا ؟
أجابت بدور بسرعة :
– عشان .. بنت أخويا هي الي عايزة كده .
– براءة ؟
أومأت بدور بتأكيد فأردفت علا بإصرار :
– طب ما تجي هي كمان تتغدى هنا ؟ وإلا أكلي مش حلو ؟
قالت جملتها الأخيرة بحزن مصطنع فأسرعت بدور تهتف :
– لا طبعا ، وهو في أكل بيتقارن بأكلك أصلا ؟
إبتسمت علا في نفسها بينما أردفت الأخرى :
– بس أخويا معاها برضه وهو أكيد هيرفض يتغدى معانا هنا ودماغه ناشفة ومش هتعرفي تقنعيه !

 

 

 

 

 

– ايه رايك في الأكل يابني ؟
– حلو اوي تسلم ايديكِ .
كانت تلك كلمات أدهم التي نطق بها مجيبا على سؤال علا وهو يجلس معها هي وزوجها وإبنتيها وبدور وبراءة على مائدة الطعام يتناولون الغداء .. إبتسمت علا بإتساع بينما كانت بدور ترمق أدهم بإستغراب وريبة من تصرفاته ، فقد خالف ظنونها تماما عندما عرضت عليه علا تناول الغداء عندهم ووافق على الفور .
أما إيلين فقد كانت تأكل بصمت ولا مبالاة على عكس سرين التي شعرت بالضيق لمجرد تواجدها بمجال يسمح له برؤيتها .. فمنذ أول لقاء بينهم وإعترافه لما فعله بكل برود وهي لا تطيقه ، حتى بعد تعلقها بإبنته ، وحتى بعد معرفتها بأن الذنب الذي إقترفه لم يكن مقصودا ، لكنه في النهاية أخطأ بإلتجائه إلى الخمر والذي وجب عليه إجتنابه مهما كانت الظروف التي دفعته إلى شربه ، ولأنها تبغض الشباب المستهترين بدينهم وهي ترى أنه ينتمي إليهم .
أفاقت من شرودها وأفكارها على صوت براءة التي تجلس بينها وبين والدتها تحدثها :
– انتِ هتجي معانا صح ؟
– اجي معاكو فين ؟
– للمول ، أنا عايزة اشتري هدوم ليا وعايزاكِ تبقي معايا ممكن ؟
إبتسمت لها سرين وهي تومئ بتأكيد :
– طبعا هاجي وهو في حد يقدر يرفض للقمر طلب ؟
سعدت براءة وأرسلت لها قبلة في الهواء فضحكت سرين على طفولتها ورغما عنها ، وجدت نفسها تقارن بينها وبين والدها ، غافلة عن أنه من المفترض لها أن تدعو له بالهداية بدل إنتقاده في سرها كلما رأته .

جلس خالد بجوار رسلان الشارد على مائدة الطعام وطالعه بإستغراب .. حول نظره إلى أكرم ليجده يتناول طعامه بهدوء فهمس مخاطبا رسلان :
– مالك سرحان من امبارح بعد ما اتكلمت مع عمي ؟ هو قالك ايه ؟
أجاب رسلان وهو يقوس شفتيه بضيق :
– قالي متزعلش لو قولتلك ان بدور رفضتك .
رفع خالد حاجبيه بتعجب وتساءل :
– هي رفضتك ؟
– لا بس موافقتش .. محتاجة وقت عشان تفكر فيه بس بما انها موافقتش على طول يبقى في احتمال ترفضني .
قال جملته الأخيرة بضيق شديد لم يستطع إخفاءه فقال خالد بإبتسامة وهو يطمئنه :
– متقلقش أنا واثق انها هتوافق ، دي باين عليها انها مهتمة بيك على فكرة .
عقب رسلان بثقة :

 

 

 

 

 

 

– وأنا عارف ده كويس بس عارف برضه انها غبية وممكن تفسر إهتمامها بيا على انه حب أخوي .
ضحك خالد بقوة ثم أخفض صوته عندما إلتفت إليه الجميع وهمس لرسلان :
– مش هستبعد انها تفكر كده لأنها غبية فعلا .
هتف رسلان وهو يرمقه بتحذير :
– متقولش عليها غبية ! أنا بس الي اقولها كده .
رفع خالد أحد حاجبيه وقال بضحكة :
– انت هتبداها من دلوقتي والا ايه ؟ طب متنساش اني ابن عمها .
نظر رسلان أمامه وتمتم ببرود :
– بس ده ميديلكش الحق في انك تشتمها .
طالعه خالد بإستنكار لكنه لم يعلق ، بدأ في تناول طعامه الذي لم يمسه بعد بسبب حديثه مع رسلان ، ولم تمض دقائق حتى سمع تنهيدة تصدر منه فإلتفت إليه ليجده عاد لشروده دون تناول شيء من الطعام أمامه .
وكز كتفه ليفيق رسلان وينظر إليه بتساؤل فقال :
– طب انت متضايق ليه ؟ لانها موافقتش عليك على طول ؟
نفى رسلان برأسه فأردف :
– والا لأنك خايف ترفضك ؟
لم يلق أي رد منه ليعلم أن هذا هو سبب ضيقه .. رفع رأسه إلى السقف بتفكير ثم عاد ينظر إليه قائلا :
– طب أنا عندي فكرة عشان نخلي بدور تفهم مشاعرها ناحيتك .
تساءل رسلان وقد لمعت عيناه بلهفة :
– هي ايه ؟
– الغيرة .
رمقه رسلان بعدم فهم فردد خالد بشرح :
– قصدي خليها تغير عليك يعني عشان تفهم انها بتحبك أو معجبة بيك .
– وده ازاي ؟
– شوف أي بنت كده وبين انك مهتم بيها قدام بدور و …
قاطعه رسلان وهو ينفي برأسه بإعتراض :
– لا يابني أنا مش بحب الحركات دي .
رمقه خالد بغيظ ثم تظاهر بالبرود ورفع كتفيه قائلا :
– براحتك ، بس متجيش تشكيلي لما ترفضك !
هتف الآخر ببرود مشابه :

 

 

 

 

– مفتكرش اني جيت وشكيتلك مرة ، انت الي ديما بتزن عليا عشان احكيلك الي شاغل بالي .
إغتاظ خالد أكثر لكنه تابع تصنع البرود وقال :
– بس أنا متأكد انك هتيجي تشكيلي لما تشوف بدور وهي بتتجوز حد تاني .
لمعت عينا رسلان ببريق غريب وهو يتخيلها بين أحضان رجل آخر ، تبتسم في وجهه كل يوم .. تحاول إسعاده دائما .. يستمتع بغبائها وحركاتها التي لا تحسب لها حسابا !
نفض تلك الأفكار من رأسه رافضا ذلك رفضا تاما ، ثم إلتفت إلى خالد وتحدث بتردد :
– طب .. طب أنا موافق بس .. هنجيب البنت دي منين وبدور أصلا مش بتشوفني غير هنا وهنا مفيش بنات ؟
إبتسم خالد بإنتصار وأجاب :
– هنفكر في النقطة دي بعدين ، اتغدى دلوقتي انت مكلتش حاجة من أول ما قعدت !
أومأ رسلان برأسه وبدأ بتناول طعامه بالفعل ولم يشعر بنفسه وهو يشرد بأفكاره ثانية ، ولم يفق منها إلا على صوت جده الذي قال جاذبا إنتباه الجميع :
– في حاجة مهمة كده نسيت مقولتلكمش عليها .
تطلع إليه الجميع بإهتمام فركز بنظره على محمد وأكمل :
– بنت أختي بثينة هتجي بكرة هي وبنتها .
ظهر الضيق على وجه محمد بينما تساءل خالد بإستغراب :
– مش طنط بثينة دي الي كانت بتلزق في بابا وكانت عايزاه يتجوزها على ماما زمان ؟ أنا بقالي كتير مشفتهاش هي خلفت ؟
أومأ عبد الرحمن بتأكيد وهتف بقلة حيلة :
– ايوة خلفت والمصيبة ان بنتها نسخة منها وهي عايزة تسيبها هنا لأنها هتسافر مع جوزها عشان يعمل عملية برة مصر !
غلف الضيق وجوه الجميع هذه المرة ، فالجميع يعلم كيف كانت بثينة قبل زواجها تلتصق بمحمد كالعلكة أينما ذهب ، حتى أن يمنى _ طليقة محمد _ ذات مرة كادت تقتلها بسبب ذلك لولا أنهم إستطاعوا تخليصها من بين يديها ، وبما أن إبنتها نسخة عنها ، فلا بد أنها ستكرر فعلة والدتها مع أحد الأحفاد هذه المرة !
لكن من بينهم كان هناك من يبتسم بخبث ثم يلتفت إلى رسلان هامسا له :
– اهي جتلك على طبق من دهب !
رفع رسلان حاجبه بعدم فهم فأردف خالد :
– يعني هنستغل بنت طنط بثينة دي عشان نخلي بدور تغير .
ظهرت ملامح الإعتراض على وجه رسلان لكن خالد قاطعه قبل أن يقول شيئا :
– عارف انك خايف تلزق فيك أكتر بس متقلقش أنا هبعدها عنك أول ما بدور توافق عليك ، وعد !
نظر رسلان إلى طبقه ثم عاد يطالع خالد قبل أن يومئ بتنهيدة :
– تمام ، إتفقنا .

 

 

 

 

 

إرتشفت من كوب العصير أمامها وبصرها معلق على باب المقهى ، تنتظر قدوم ذلك المدعو وائل والذي إتصل بيها وطلب منها مقابلته ، ومن الواضح أنه يريد إصلاح ما بينهما وهي لن ترفض بكل تأكيد .. فهي قد تركته عندما علمت بأنه كان يكلم فتيات غيرها ، فقط لتبدو وكأنها فتاة تغار على حبيبها وتغضب من كذبه عليها حتى لا يشك هو بنيتها الخفية .
إنتبهت إليه يدخل المقهى وهو يلتفت يمينا وشمالا يبحث عن مكانها فرسمت الجمود على ملامحها .. إقترب منها عند رؤيتها وجلس أمامها قائلا بإبتسامة صغيرة :
– ازيك يا هناء ؟
إرتشفت من كوب عصيرها ثانية ثم هتفت ببرود :
– كويسة ، من غيرك .
تنهد وائل وقال محاولا إرضاءها :
– صدقيني يا هناء ، أنا كنت خايف اخسرك وعشان كده خبيت عليكِ اني كنت بكلم بنات .
قلبت عينيها بملل ولم تجبه فأردف بسرعة :
– بس أنا والله محبتش وحدة فيهم قد ما حبيتك انتِ !
قوست هناء جانب شفتيها قائلة بسخرية :
– انت عايز تقنعني انك مكنتش بتقول العبارة دي لكل بنت كنت بترتبط بيها ؟
نفى وائل برأسه مجيبا :
– لا والله ، أصلا مكنش في واحدة فيهم بتعترض على إرتباطي بواحدة قبلها .. انتِ الوحيدة الي زعلتِ ، والوحيدة الي حسيتها بتغير عليا !
قال جملته الأخيرة بنبرة حاول جعلها دافئة قدر الإمكان وهو يمسك بكفها على الطاولة رافضا تركه .. وللأسف فقد دق قلب هناء لتلك النبرة رغما عنها ، ورغم علمها ويقينها بأنه لا يحبها وإنما يحاول الإقتراب منها لسبب تجهله .. ولكن يبدو بأن قلبها قد قرر خيانتها والتمرد عليها لصالح ذلك الحقير .
نفضت تلك الفكرة من رأسها سريعا وتجاهلت قلبها وهي ترمق وائل بجمود ثم تسحب كفها من يده قائلة :
– أنا كان ممكن أسامحك لو كنت كدبت عليا وبس ، بس الحركة الي عملتها لما زعلت منك وشفت جدي وقولتله اني خرجت معاك دي الي مش هقدر اسامحك عليها .
عض وائل على شفته ثم هتف بتبرير :
– أنا مكنش قصدي والله بس انتِ استفزيتيني لما قلتِ عليا خاين ، وانتِ عارفة اني بزعل بسرعة ، والمفروض انك بتحبيني بعيوبي !
منعت هناء بسمة ساخرة من الإرتسام على ثغرها لكنها لم تعلق .. تنهد وائل ثانية ثم قال بنبرة قريبة من الرجاء :
– هناء ! أنا مستعد أعملك أي حاجة وترجعيلي ، قوليلي انتِ عايزة ايه وأنا هعملهولك .
نظرت إليه هناء بغرابة لبعض الوقت ثم هتفت بما فاجأه :
– خدني للفيلا بتاعتك .

 

 

 

 

 

وضعت كوب الشاي أمام شقيقها الذي كان يلعب مع إبنتها لعبة بنك الحظ .. تنهدت بعدم رضا وهي ترمق إبنتها التي تستمتع باللعب دون أن تبالي بذلك المسكين الذي رفضته مرتين .. جلست بجانبها ورغما عنها كانت تنطق بلوم :
– انتِ بتلعبي هنا ومبسوطة ولا همك إحساس الولد بعد ما رفضتيه مرتين ؟
رفعت دينا رأسها إليها وهي تلوي شفتيها بضيق .. كادت تجيبها لولا تدخل خالها قائلا بهدوء :
– سيبيها يا علياء ، هي مش عايزاه !
هتفت علياء بغيظ :
– بس هو شاريها ، والولد واضح انه كويس ومحترم ودخل البيت من بابه !
– واحنا مش هنغصبها على الجواز ، هي كبيرة كفاية عشان تقرر بنفسها هتكمل حياتها مع مين .
أومأت علياء بعدم إقتناع وهي تنظر إلى دينا التي ظهر الضيق على وجهها من حديث والدتها ، إلتفتت إليها بعد صمت وقالت :
– أنا حرة في اختياري يا ماما ، ولو اتجوزت يامن مش هبقى مرتاحة معاه لاني أصلا مش طايقاه فلو عايزاني اتجوزه ومش مهم راحتي هتجوزه .
تضايقت علياء من طريقة كلامها لكنها تجاهلت ذلك وعقبت :
– أنا مش معترضة على رفضك ليه ، أنا معترضة على رفضك لأنك تديله فرصة وتشوفيه ، مش ممكن تحبيه ؟
نفت دينا برأسها ببرود :
– مش ممكن .
ثم تركت أوراق اللعب ووقفت مردفة وهي تخاطب خالها :
– أنا عايزة اطلع شوية بعربيتك ، ممكن ؟
أومأ عامر بتفهم لرغبتها في الإختلاء بنفسها فشكرته ثم خرجت حتى دون أن تغير ملابسها .. دخلت الجراج بعد أخذها لمفتاح سيارة خالها ثم فتحت بابها وهمت بركوبها لكنها توقفت عند شعورها بشخص ما خلفها .
حاولت الإلتفات لترى هوية ذلك الشخص القابع خلفها تماما لكنه أمسك بذقنها بقوة يمنعها عن ذلك ثم وضع منديلا مخدرا على أنفها قبل أن تفكر في الصراخ ..قاومت دينا في بادئ الأمر وحاولت إبعاد يديه عنها لكن قدرتها على المقاومة بدأت تتلاشى شيئا فشيئا حتى سقطت بين ذراعيه فاقدة للوعي .

 

 

 

 

 

كانت براءة تسير بجوار سرين في المجمع التجاري عندما لاحظت غياب والدها الذي كان يمشي خلفهما فإستدارت لتجده يجلس بعيدا على مقعد شاغر والتعب باد على وجهه .
سحبت يد سرين ثم عادت إليه معها ووقفت أمامه متسائلة :
– مالك يا بابا ؟ انت تعبت بالسرعة دي ؟
نظر إليها بإستنكار وصاح :
– بالسرعة دي ايه ؟ احنا بنلف من ساعتين تقريبا وانتِ لسه مشتريتيش حاجة !
ثم حول بصره إلى سرين التي كانت تقلب فستانا ما في المحل الذي يجلس قربه وأردف بصوت وصل إليها :
– وأنا كنت فاكر انك انتِ بس الي هتشتري هدوم ليكِ وإلا مكنتش هوافق اجي معاكم عشان أنا عارف البنات لما يفكروا يعملوا شوبينج !
طالعته سرين بضيق وهي تشعر أنه يقصد بأنها هي من تقوم بتعطيلهم فتركت الفستان وقالت وهي تسير وتتخطاه :
– طب يلا نشوف حاجة نشتريها لبراءة بسرعة عشان نروح ، وأنا آسفة على التعطيل .
وكزت براءة ذراع والدها بلوم فشعر هذا الأخير بالذنب وقال يستوقفها :
– استني أنا مكنش قصدي ، وممكن تشتري الفستان ده لو عجبك .
كان يتحدث مشيرا إلى الفستان الذي كانت تقلبه قبل قليل فإلتفتت إليه قائلة :
– شكرا مش عايزاه ، سعره غالي أصلا .
ثم واصلت سيرها وتبعتها براءة بينما وقف أدهم ونظر إلى الفستان الذي بدا أنه أعجبها ولكن بسببه تراجعت عن شراءه ، فكر قليلا قبل أن يدخل المحل مقررا إصلاح الأمر بينهما كما أقنعته براءة .
بينما في جهة أخرى من المجمع التجاري ، كانت بدور وإيلين تتبادلان أطراف الحديث وهما تنتقلان من محل إلى آخر بعد أن تركتا سرين وحدها رفقة أدهم وبراءة ، حتى تطرقت بدور إلى الحديث عن يامن والذي كان موضوعه مع دينا يشغل تفكيرها فقالت بحزن :
– يامن صعبان عليا اوي يا إيلين ، انتِ مش شايفة حالته بقت ازاي لما دينا رفضته للمرة التانية .
نظرت إليها إيلين بملل قائلة :
– البت دي غبية زيك ، هو في حد عاقل بيرفض النعمة مرتين ؟
هزت بدور رأسها توافق كلامها وعقبت :
– فعلا ، انك تلاقي حد شاريك زي يامن دي نعمة بتتمناها كل البنا …
قطعت كلامها وهي تنتبه إلى جملتها الأولى فوقفت فجأة وصاحت وهي ترمق إيلين بغيظ :
– قصدك ايه بانها غبية زيي ؟ يعني أنا غبية ؟!

 

 

 

 

 

 

أومأت إيلين ببرود وأردفت متجاهلة نظرات بدور الغاضبة :
– غبية طبعا بما انك شايفة ان رسلان أخوكِ مع انك انتِ برضه من جواكِ بتحبيه ، بس هتضيعيه بغباءك .
أشاحت بدور بوجهها بلامبالاة وتمتمت :
– مش عارفة ليه كلكم مصرين ان إهتمامي بيه حب .
إستمعت إيلين إلى تمتمتها فقالت ببساطة :
– لأنك غبية .
زفرت بدور بغيظ منها ثم سحبتها قائلة :
– فكك مني دلوقتي وتعالي نروح العربية ونستنى أدهم والبنات هناك لأني تعبت .
رضخت إيلين لطلبها وسارت معها حتى وصلا إلى موقف السيارات ووقفا بجوار سيارة أدهم .
رفعت بدور هاتفها إلى أذنها لتتصل بشقيقها وتسأله عن مكانه ، لكنها أخفضته ثانية وهي تنظر إلى تلك السيدة التي تركب سيارة حمراء وتشغلها إستعدادا للرحيل .
أوقعت الهاتف وهي تنظر إلى السيارة التي إنطلقت من مكانها وهمست بصدمة :
– ماما ؟!

يتبع …

‫3 تعليقات

اترك رد

error: Content is protected !!