Uncategorized

رواية خلف باب تفاحة الفصل الثانى عشر 12 بقلم مروة جمال

 رواية خلف باب تفاحة الفصل الثانى عشر 12 بقلم مروة جمال
رواية خلف باب تفاحة الفصل الثانى عشر 12 بقلم مروة جمال

رواية خلف باب تفاحة الفصل الثانى عشر 12 بقلم مروة جمال

امرأة تطلب الطلاق لأن زوجها خان.. تزوج.. نال نزوة.. 
المسميات كثيرة والنتيجة واحدة
أنه تراجع وعاد لبيته وهي تبالغ في ردة الفعل! 
رغم هذا كانت تجلس بهدوء تام، تتناول صحن خضراوات بالتونة والمايونيز وبجانبها كوب ليمون بارد. التلفاز صاخباً يعطيها تدفقاً مزيفاً للبهجة والأولاد يلعبون بانطلاق مع أولاد أختها بينما العائلة كلها تتجمع في منزلها. في خضم كل تلك الفوضى لم تكن ترغب في أكثر من التدثر ببيجامة ثقيلة في هذا الطقس البارد والاختباء تحت اللحاف الشتوي مع قدح كاكاو دافيء مسكر، فيلم قديم رومانسي يكون فيه أمطار واستعارة بهجة. 
– سينتهي الأمر الليلة
– مختار سيصل بعد قليل
– لقد اتفقت معه على كل شيء وسيوقع العقد
جمل حوارية متفرقة على لسان أبيها وأمها، نجاح مبهر حققوه فقد اشترطوا على مختار لعودتها كتابة الشقة باسمها ووافق. هو رجل لا آمان له وهي تستحق الأمان بعد تلك العشرة الطويلة. هذا كافي!
هذا كافي؟!!
عقلها كررها بحزن.. شعرت بانقباض غريب مع ذكر اسمه، لم تعد تطيقه.. حتى فقرة الخبث والكيد التي أرادت ممارستها لم تستمر سوى لأيام وملت.. لم تعد حقاً تطيقه، هذا الخبر تحديداً لا يكون صاعقاً للمرأة في سرده قدر ألم تفاصيله، البحث والتقصي والتخيل!
“هو في وضع حميمي مع امرأة آخرى!”
– هل أستحق هذا؟
قالتها بحزن شديد وهي تنظر نحو اختها الصغرى، لطالما كانت الصغرى أكثر قوة منها، أكثر حكمة أحياناً.. أكثر ثباتاً ونجاحاً.. قالت الأخت بنبرة حانية:
– لا يا حبيبتي لا.. لا توجد امرأة تستحق هذا هل تعرفين لم؟ لأن الزواج بامرأة آخرى لا يجوز أن يستغله الرجل كعقاب
سخرت ببأس:
– كلماتك تبدو ملهمة يا رفاء
– حكايتك ملهمة يا عزيزتي
كانت رفاء نموذجاً معاكساً لها من النساء، هي رفضت رفضاً تاماً أن تترك عملها حين أنجبت أول طفل، هاج زوجها وماج وجمع العائلة ووعدها بمصروف مادي ولكنها رفضت بشكل قاطع.. لم تستغني عن استقلالها المادي أبداً. كانت ترى أن الرجال جميعاً بفطرتهم غير عادلين وأنهم يحيكون القوانين بما يناسب مصلحتهم لا أكثر ولهذا الرجل لا يستحق من المرأة كل الفضائل.. عليها أن تفاضل بين فضائلها ورذائلها وتعطيه ما يستحق. 
فكرت هي.. هل كان مختار يستحق منها الرذيلة.. أن تخدعه مثلاً، تكذب عليه في أغلب التفاصيل كما تفعل عدة نساء، تتعامل بأنانية بحتة لا شمعة احترقت! 
تنهجت في صدق تعيس:
– أشعر وكأنه ارتكب جريمة في حقي! ولا أستطيع أن أغفر له
– ومن طلب منك أن تغفري
– كيف أعود إليه اذاً دون أن أغفر
– تعودين من أجل الأولاد.. من أجل حياة أكثر راحة، ما طموحك يا ندى.. أن تغرقي في دوامة طلبات الأولاد والحياة والنفقة الشهرية التي عادة ما تحتاج محامي جيد. تغرقين في الدوامة ويتأقلم هو ثم يتزوج آخرى ويكون عائلة جديدة تشارك أبناءك الفتات
بدت رفاء منطقية بشكل مخيف خالي من المشاعر. ترتيب أحداث بارد جداً لم يصوره لها عقلها بتلك الطريقة. هي رأت نفسها حرة، تعيش في منزلها ومع أبنائها دونه. شعرت بالسعادة!، بالحرية.. بالسلام النفسي. كانت غاضبة منه جداً لدرجة أنها لم تعد تريده.. لا تفتقده.. والآن عليها أن تعاود الحياة معه مع كل تلك المشاعر السلبية 
– مشكلتك أنك صادقة!
قالتها رفاء بجمود وكانت محقة ولكنها لم تكن تعلم كل ما خلف معاني الكلمة. ليس الصدق المعضلة بل اكتشاف ما خلف ثمرة
خلف ثمرة تفاحة يكمن شيء خطير جداً
المعرفة!
ندى
معرفة أنها أسعد دونه!
مختار
معرفة المتعة مع امرأة سواها 
دقائق على موعد لقاء سيئ جداً بينها وبينه
هي تفكر ألف مرة أنها لا تريده 
وهو يفكر بأحقيته بالزواج مجدداً ما دامت ضمنت حقها وأخذت منزله!
يتبع ……
لقراءة الفصل الثالث عشر : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *