روايات

رواية لم يكن ظلي الفصل الخامس 5 بقلم روزان مصطفى

 رواية لم يكن ظلي الفصل الخامس 5 بقلم روزان مصطفى

رواية لم يكن ظلي البارت الخامس

رواية لم يكن ظلي الجزء الخامس

رواية لم يكن ظلي الحلقة الخامسة

إلتفت شريف لينظر للمقعد المجاور له ، كانت الفتاة نفسها
تصبب وجهه عرقاً رغم برودة الطائرة وهو ينظر للركاب حوله لكن صديقيه كانا نائمين
نظر أمامه وحاول تجاهلها ولكنها كانت تحادثه : يالهووي يالهوي أول مرة أركب طيارة حاسة إني راكبة مراجيح المولد وروح بتنسحب مني كدا ، بقولك إيه أنا سمعت إنهم بينزلوا وجبات هنا
شريف في سره : { الله لا إله إلا هو الحي القيوم }  * يردد أية الكرسي
الفتاة وهي تمضغ العلك : الجو هنا حلو هو في تكييفات ولا إيه
لم ينظر لها شريف ولو لمرة لعل طيفها يختفي لكن خاب ظنه عندما فتح عينيه ووجدها مازالت جالسة
حضرات السادة الركاب ، يرجى فتح طاولة الطعام في المقعد الأمامي لكم ، سيتم مرور طاقم الضيافة لتوزيع وجبة الغداء
فتح شريف الطاولة وظلت الفتاة بجانبه تحاول فتح الطاولة ، منع نفسه مرات متكررة حتى لا يساعدها ولكن جملتها التي تحولت لصوت بشع قد أثارت إنتباهه : عارف وقت لما أغتصبوني وقتلوني محدش ساعدني ، عارف اللي مبيساعدنيش بيحصله إيه وعارف قدراتي حالياً ممكن أعمل إيه ؟
بدون تفكير فتح شريف لها الطاولة لتبتسم إبتسامتها المخيفة وتقول : عشان كدا لما بشوفك قاعد ف حتة بقعد جمبك ، بتفهمني وبتفهم تلميحاتي
مرت المضيفة وهي تقول : بيف ولا تشيكن يافندم ؟
شريف وهو يضع يده على جبهته : مش عاوز خالص
المضيفة بلباقة : ممكن حضرتك تجرب البيف عندنا خضار سوتيه مع بيكاتا والصوص بتاعها
شريف بإختصار : تمام
وضعت الطعام أمامه لتنظر للمقعد المجاور له وتقول : هي الأنسه خرجت من الحمام ؟
رفع شريف رأسه ليقول برعب : هو في واحده في الحمام ؟
المضيفه : أيوه يافندم مكانها المقعد اللي جمبك بس هي من أول الرحلة تعبانة وفي الحمام
ألتفت شريف حوله برعب ليقول : عاوز أغير مكاني بسرعة
كان المقعد بجانبه فارغاً تماماً !
المضيفة : مينفعش يافندم أصل الطيارة كلها full
اضافت وهي تنظر أمامها : أهي جت الراكبة يافندم
أغمض شريف عينه ليتخلل أنفه رائحة عطر فرنسي فاخرة ، فتح عينه ببطيء ليجد الفتاة الشقراء من السينما * ذات الملابس الفاخرة *
تنهد شريف بإرتياح ليقول : هو إنتي !!
نظرت له الفتاة بتعب ثم إتسعت عيناها لتقول : إنت المختل بتاع السينما ؟
شريف بغضب : إيه مختل دي ألفاظك يا أنسه
المضيفة : بيف ولا تشيكن يافندم ؟
الفتاة : تشيكن من فضلك
شريف بتدخل : لا نزليلها بيف هيعجبها
إعتدلت في كرسيها بعد أن ربطت حزام الامان لتقول : إنت مالك أنا هتغدى إيه .
شريف بهمس قريب من وجهها : إنتي حرة بس الفراخ معتقدش معاها خضار سوتيه اللحمه عاملينها بيكاتا
ثم أرجع ظهره للوراء ووضع سماعات الأذن ف تبتسمت هي تلقائياً ، تنحنحت المضيفة لتنتفض هي وتقول : خلاص هاخد لحمه زي الأستاذ
وضعت لها الطعام وذهبت للمقاعد الأخرى ، إعتدل شريف في جلسته ليقول وهو يقطع اللحم : ناس تخاف متختشيش
نظرت له بسخريه قبل أن تضحك بخفوت ليقول هو : شايفك بطرف عيني على فكرة
الفتاة : ركز في طبقك طيب لو سمحت
إنتهوا من تناول الطعام وجلست هي تراقب السحب من النافذة وشريف ينظر لها ، شعرت أنه ينظر لها ف أدرات وجهها لينظر أمامه مجدداً
أصابع يدها تعرقت لتحاول فك حزام الأمان
جائت المضيفة ركضاً لتقول : يا أنسة خليكي لابسه الحزام من فضلك
الفتاة بتعب : مش قادرة أخد نفسي
كان شريف يرتدي شورت من الجينز الأسود وبلوزة بيضاء بنصف أكمام وحذاء رياضي أبيض
شعرت الفتاة بالدوار وكانت ستستفرغ الطعام هلى ملابسه وحذاؤه ليبتعد هو إلى الوراء ويقول : لا إله إلا الله إنتي مستقصداني بقى
المضيفة بهدوء : طب تحبي أجيب لحضرتك مياه ؟
وضعت الفتاة يدها على رأسها بتقول : لا لا خلاص هي دوخه بتيجي وتروح
إرجعت رأسها للوراء ف قال شريف : غالباً من كتر ما بتبصي لشباك الطيارة حاولي تاخدي نفسك
الفتاة : أو ممكن برفانك عاملي صداع
شريف بسخرية : برفاني ؟ دا ون مليون دا ماركة
الفتاة بضيق : عارفه بس دايماً البرفانات الرجالي بتبقى تقيلة
شريف بملل : لا ألف سلامة
الفتاة : إنت مسافر لشغل ؟
كان شريف قد نسي الغرض من سفره ، تأفف بهدوء وهو ينظر للرأس التي كانت تنظر له في أول مقعد
كانت الفتاة ذاتها !
يتبع..
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية لم يكن ظلي)

اترك رد

error: Content is protected !!