روايات

رواية أترصد عشقك الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم ميار عبدالله

رواية أترصد عشقك الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم ميار عبدالله
رواية أترصد عشقك البارت الحادي والأربعون
رواية أترصد عشقك الجزء الحادي والأربعون

رواية أترصد عشقك الحلقة الحادية والأربعون

من الدروس المستفادة في الحياة
كن قويًا
وإن لم تكن قويا.. تصنع القوة
وبعض الجسارة، والقليل من التهور
والكثير من الحذر، وألا تراهني على قلب رجل مطلقا
وإياك وترك قلبك يعشق رجلا جلمود
لن يتردد ليدعس قلبك الذى قدمتيه قربانا لحب من طرف واحد.
سلطت فرح عيناها على السيارة السوداء الضخمة وبالنظر الى ماركتها، فالسيارة تنتمي للطبقة المخملية في المجتمع نظرا كونها تتعدى الملايين المصرية!!
ابتسامة ساخرة زينت ثغرها، وهي التي لم تكن تهتم بتلك الأشياء الفارغة لكن ضريبة عيشها لعام فما فوق مع طبقة الأغنياء تطبعت ببعض تصرفاتهم، عيناها رغما عنها تتفحص ثياب أي شخص قبل أن تتحدث معه
تراقب سلوكيات جسده مع من يحدثها، بل والأنكي أنها بدأت تصبح مهووسة بالثياب ذات الماركات الفخمة، لكن كل هذا لن تغيره
فمن سيدفع بكل تلك الضرائب هو زو… طليقها الذي ينتظرها داخل سيارته…
هبطت الدرجات حتى وصلت للأرضية الصلبة، تحركت بالقرب من السيارة وابتسامتها لم تزل وهي تلقي نظرة تجاه المرآة الجانبية لتتجاوز السيارة ببساطة وهي تعلم أن الذي بالداخل احترق غضبا …
تسير بتباطؤ مثير جدا وهي تجر حقيبتها لتتوجه تجاه السيارة الخاصة التي بانتظارها وتأمر السائق بالانطلاق، أغمضت جفنيها براحة والنشوة تتصاعد داخل صدرها
هل هكذا كان يتشفي منها؟
هل هذا هو شعوره؟!!… اللعنة لما لم تجرب هذا الأمر مسبقًا؟!!
لكن الوقت لم يفت، ألم يقل هذا طبيبها الخاص، حسنا ستسير خلفه لترى إلى أين سيصل بها الطريق، رفعت عيناها تجاه المرآة الجانبية لترى ان السيارة السوداء تتبعها، انفجرت ضاحكة رغما عنها وهي تطلب من السائق أن يتوجه إلى الكورنيش، تغمض جفنيها آخذة استراحة قصيرة شاحذة بطاقتها..
المعارك التي ستقدمها ستكلف حياتها
اما ان تعيش أو تبقي أسيرة لأسيادها وهذا الأمر حقا لا ترغبه
تفضل الموت على أن تكون عروس ماريونيت لمشتريها…
استفاقت على نحنحة السائق الخشنة، لتعدل من خصلات شعرها وهي تطلب منه أن ينتظرها حتى تعود اليه
ترجلت من السيارة وهي تنقر بكعب حذائها غير عابئة بأي شخص وأحكامهم من هيئتها
لقد ولت فرح القديمة..
جلست على المقعد وعينيها تحدق بوجوم شديد الى المياه، والنسيم القادم من النيل كان كفيل لتهدئة نيرانها الهائجة في صدرها… نبضات قلبها تقرع بجنون وجسدها متصلب كالصنم
لا وجود لمحة مشاعر على وجهها، أغمضت جفنيها وهي تشكر النظارة القاتمة التي تضعها على عينيها لتشم عبير عطر قوي يقتحم خياشيم انفها كصاحبه..
عبست ملامحها على الفور ولسعات من النار تحرق ظهرها ومصدر تلك اللسعات هي عينيه!!
يغار حتى بعد أن أصبحت طليقته!!، يا للمسكين!!
ابتسامة شامتة لاحت على ثغرها وهي تشعر به يجلس بجوارها والتزم الصمت، لكن لغة جسده فضحته
لا يحتاج لحديث مطلقا، فيكفي تلك التذبذبات الخطيرة المنبعثة منه لتحاول دحض مقاومتها
لكن ليس الآن، ليس ما بعد ما فعلته.. لن يكسر بهامتها مطلقًا!!
رفعت رأسها وهي تلقي نظرة اليه وهو يضع يديه على فخذيه يعتصرها بقسوة لترفع عيناها وهى تري العروق النافرة في يديه والتي في عنقه، لترفع نظارتها وتضعها على رأسها وهي تنظر الي الساعة المزينة على رسغها لتبادر بحديثها قائلة
-اتأخرت خمس دقايق
رفع نضال حاجبه وكانت تلك البداية الأولى لأستجابته لها، ألا يكفي ما قامت به.. ببساطة تمحيه من منصبه
بداية من معرفتها لسيارته وفضلت أخذ سيارة أخرى، وتتبعه وينتهي الأمر بينهم الى مكان عام حيث الرائح والغادي يتفحصها ويتحرش بها بعينيه، اللعنة!!
لقد اخترقت أربع قوانين بكل صفاقة وهي من كانت أكثر النساء حفاظا على القوانين!!
الأولى هي ثيابها الفاضحة في عينيه الغيورتين
ثانيا جذب الرجال وهو بجوارها
ثالثا ضرب أوامره بعرض الحائط
الرابع هي تغيرها الذي يتشربه منها
فرح لا تدعي، ولا تمثل.. ايعقل الأمور وصلت بهم لتلك الطريقة؟!!
أجابها بفظاظة وعينيه كانت كالنيران من أي متحرش يترصد لها، ليري وضعه الان
لقد أصبح نضال الغانم يغار على طليقته، بل ويشعر بالغضب من أي نظرة استحسان من عقل ذكوري يمر بالجوار منها ويتشرب ملامحها
-انتي عارفة اني مستنيكي
انفجرت ضاحكة بانفتاح شديد، ليضغط أصابعه بعنف على فخذه لقد اخترقت قانونه الخامس، ألا هو الضحك في الشارع
عيناه حذرتها من التمادي لكنها لم تكن تنظر إليه، تنحني بأنوثة كاشفة عنقها البض وهي تضحك بانطلاق شديد قبل أن تحمحم بحرج شديد وتورد بدأ يدفق على وجنتيها لتقول بجمود
– عايزة اقولك ان زمن وقت ما تطلبني تلاقيني انتهى، احنا انتهينا
صمت ولم يعقب على حديثه، تاركة إياه يتفهم مسار حياتهم القادمة، وإن أبي هو فسيسر حكمها منذ ذلك الوقت.
– لو عايز تعيش فى جنون العظمة دي، تعيشها بس بعيد عني
قالتها وهي تحدق به مليًا
تتفرس ملامحه عن قرب، تحاول أن تجد أي ذرة ندم أو قلق داخل صدرها،  تسعى عبثًا لإيجاد نطفة من المشاعر التي كانت تغرق اذنيه بكلمات حب وعشق متطرف !!
لكن أين كل ذلك ذهب؟!!
ذرته رياح عنيفة وبقي الأرض بور..
-فرح
صاح نضال بغمغة سخطة وهو يجز على أسنانه
ويديه تحاولان عبثا البقاء بجوار جسده، كي لا تمتد يده ويحدث ما لا يحمد عقابه
أن يخبرونه أن ما هو ملك له، لم يعد كذلك
الأمر يصعب تصديقه، ولن يعتاد عليه
هي بعينيها البندقية وخصلات شعرها المسترسلة على وجهها وفستانها الصيفي القصير  لا يستطيع إجبارها على منع ارتداء تلك الملابس
أو يملك سلطة لخطفها لتصبح داخل سيارته، مانعة من عيون نهمة تنهش لحم جسدها المكشوف كما يفعل هو!!!
كشفت صف أسنانها البيضاء والفضل يعود لإحدى عيادات الاسنان لتميل برأسها وهي تغمغم بإسمه
– نضال
اشاحت بيدها بلا مبالاة وهي تضع النظارة القاتمة على عينيها قائلة بلا مبالاة، وداخلها يتشفي بعجزه
– انسي كل اللي فات، اللي قدامك دي عمرها ما هتفكر فيك تاني، يمكن الحاجة الوحيدة اللي طلعت بيها من الطلاق ده انك ملكش كلمة فى حياتي تاني
انفجر نضال ضاحكا بسخرية وصدي ضحكاته باللحن المميت على وقع اذانها، ترغب بسد اذنيها أو اقتلاع حلقه كي يتوقف عن ضحكته الساخرة، تعلم انه يحاول عدم اظهار كونه ضعيفا  ليميل بالقرب منها وهو ينزع نظارتها محدقا في حدقتي عينيها بعمق
– لسه متأكدة برضو!!
ما زالت محافظة على ابتسامتها لتجيبه بهمس مماثل
– عندك شك فى ده؟! .. عموما خلي الايام ما بينا هى اللي تقرر
الأيام القادمة سيحيل حياتها لجحيم ناري مستعر، كونها تجرأت وجعلت القاضي يحكم بالطلاق فلا وجود لإجبارها للعودة إلا بموافقتها
اللعنة .. لقد لعبتها بمكر شديد
واللعنة على غبائه وتسرعه الغبي الذي جعله يبتلع الطعم بسهولة ليسهل من عملية طلاقها..
اختطفت النظارة من يديه بهدوء شديد لتضعها على رأسها لتقول بنبرة خاوية من أي ذرة مشاعر
– وقت ما قولتلك ان انت مش عايز ست فى حياتك كنت صح، انت عايز عيلة يا نضال، جربت ستات كتير من كل الاشكال والالوان .. لازم تعمل بيئة كويسة عشان تربي بنتك
انفرج عن شفتيه ابتسامة ساخرة وفى صمت تام يتجرع المرارة وخيبته
– ودي نصايح بتقدميهالي
اشاحت برأسها بدون اكتراث شديد لتجيبه وعينيها تحدق بشراسة الي ذهبية عينيه المشتعلة بأتون مارد
– دي حياتك وانت حر فيها، بس متأذيش ست تانية.. كفاية اللي أذتهم في حياتك
لم تفصل عيناها تلك المرة عن عينيه
لم تتمرد ولم تشيح بعينه، وكلام الطبيب عن رفض تحديها له يدق دقا في رأسها
هي حتى الآن ليست على أرض ثابتة، تحتاج العودة للدراسة وتنغمس فيه كليا، تحتاج الى البحث عن الوظائف المؤقتة والتدريب الميداني
تحتاج للبحث عن شقة جديدة لها تكفيها، تحتاج الى الكثير من الأشياء
بل والأهم ثيابها التي في منزله، تلعن تلك العادة الغبية التي اكتسبتها مؤخرًا
انتبهت على صوته الجامد وهو ينظر بعبوس اليها بعد ان لاحظ شرودها للاشئ
– اتغيرتي
هزت رأسها بلا مغزي وهي تطالبه بجرأة وقعت على أذنيه
– عايزة شيك محترم من ستة اصفار بعد حياتي معاك، اعتقد دي اتعابي
انتظرت منه صياح
أو صراخ
لكن لطالما نضال فاجئها بردود أفعاله الغريبة في أكثر المواقف الاستفزازية التي يتعرض لها، لتجده يخرج ببساطة دفتر شيكاته من جيب سترته ويقول ببرود وكأنه يحدث عميل ما في مقر عمله
– حقك
لم تنظر الي المبلغ بفضول كما تنظر إلى تعابير وجهه، حينما وجه لها الشيك اخذته بهدوء وهي تشهق بصدمة خفيضة للمبلغ المالي الضخم الذي سجله
هل هو مجنون؟!!، هل كتب كل تلك الأرقام لزوجة اتخذها عشيقة له!!!، رفعت عيناها بعدم تصديق إليه ليبتسم نضال بظفر، فلأول مرة يري وجه فرح الذى اعتاد عليها
وسؤالها المصدوم يزيد من اتساع ابتسامته
– بالسهولة دي تدفعلي مبلغ زي ده!!
لم يجبها ولم تحاول حتى أن تفهم سبب دفع ذلك الرقم، ببساطة طوت الشيك والقت نظرة من بين رموشها لترى عينيه الفضوليين، ستثير خيبة ظنونه لتضع الشيك ببرود داخل الحقيبة وهي تقول بجفاء
– عموما انسي انك تبعت فلوس لأهلي بعد كدا، ولو وقفت يبقي احسن.. مش عايزة يكون ليا جمايل عند حد حتى لو كان طليقي
لفظت آخر الكلمة وكأنها تبصقه حرفيا مما جعل الابتسامة تختفي من على وجهه ويديه تحفران حفرا على المقعد، يحاول بقوة كي لا يقتلها ولا دق عنقها
لكنها تستفزه، سألها بحدة
– هتعملي ايه بالفلوس دي
غمزت بعبث وهي تجيبه بصراحة شديدة
– هصرفها طبعا .. غير باقي الهدوم بتاعتى اللى هاخدها من الشقة
أغلقت تعابير وجهه حرفيا وبقي يحدق في المارة، ويتربص الآخرون ليقول بدون اكتراث
– اعملي اللي تعمليه، هخلي الست تلم هدومك فى الشنط وتبعتها على مكانك
اومأت باستحسان شديد وهي تربت على فستانها الصيفي الأصفر ثم إلي كعب حذائها الأخضر، هل كان جاذب للانظار كفاية أم تحتاج لشئ أكثر؟!!
– كدا احسن برضو
زفرت عميقا وهي تعدل من موضع جلستها لتصبح مقابلة له، عيناها تحكي مولد روح جديدة وعينيه رافضتين تطالبها بروحها السابقة
لكن الروح السابقة قتلت، وهو يستنكر انه من قتلها، هزت رأسها بيأس لتقول بوضوح شديد
– مش عايزة اسبك ولا اشتمك، بس انت فوقتني يا نضال من وهم عشت فيه سنين عمري كله وضيعته على الفاضي
اطبق نضال شفتيه صامتا لبعض الوقت، يحاول عبثا ان لا ينطق بكلمة جارحة رغم انها تستحقها في ذلك الوقت، وحالاً… برغم الإغراءات لكنه أطلق وعدا أنه سيحاول أن يكون رجل صالحا وجيدا كي يستطيع أن يكون ملائما لصغيرته
– ده تأثير دكاترة النفسيين
ابتسمت .. وابتسامتها كانت طبيعية دون أي اصطناع.. لقد جعلها تبتسم لمرتين، هنيئا لك يا ابن الغانم أصبحت الآن تعد ضحكاتها ثم تحسب القوانين التي انتهكتها برعونة!!
– جرب انت واحكم بنفسك
قالتها بنبرة ماكرة وهو يرد عليها بجفاء
– اروح عند دكتور مجانين، انتي اتجننتي
انفجرت لثاني مرة في نوبة ضحك هستيري وهي تتصوره مجنونا محجوز داخل المستشفيات العقلية، لتحاول ابتلاع ضحكتها لكنها لم تحاول منعها مائة بالمائة، حمحمت وهي تجيبه ببساطة
– والله المجنون بقي هو أدرى بنفسه
زمجر بخشونة شديدة وهو يميل مقتربا منها قائلا بحدة
– متعصبنيش
تصلبت ملامحها ببرود شديد لتميل مقتربة منه متسائلة بهمس خطير
– ونضال باشا الغانم هيعمل ايه مع طليقته بعد ما تعصبه
مال برأسه وهو يميل هامسا في أذنها بنبرة خشنة
– يخطفها
ثم تلكأت شفتيه على شحمة اذنها ليرتعش جسدها تلقائيا، وهو أدري ان منابت جسدها اقشعرت لتتهدج أنفاسه وهو يهمس بصوت خطير
– ويجبرها ترجعله
لو كانت فرح القديمة لتراجعت مذعورة، بل لاستقامت وغادرت
لكنها ظلت ثابتة بهدوء شديد دون وجود أي رد فعل، جعله متحفزا لسماع رد فعلها
وقبل أن يهم بالابتعاد عنها، وجدها تجذبه من ربطة عنقه ليميل برأسه على رأسها، رفع حدقتي عينيه وبعض الدهشة حلت على سماء ذهبية عينيه ليراها تهمس باثارة شديدة
– دي لو كانت مجنونة أصلا
ببطء شديد تركت ربطة عنقه وتراجعت وهي تبتسم بظفر عاقدة ذراعيها على صدرها وهو يجيبها بحدة
-ومين قالك انها مجنونة، هي متخلفة شوية… ومدية حجم أكبر من نفسها
القت نظرة نحو ساعة اليد لتجد أنها اقتربت للساعة لحديثهم، لتستقيم من مجلسها بوقاحة منها وهي تجيبه بعجالة
– اعتقد كفاية كدا وبلاش تضيع وقت.. على العموم فرصة سعيدة واتمنى منتقابلش تاني
سارت عدة خطوات وهي تتمسك بحقيبة يدها الصغيرة لتسمعه من الخلف يقول بصوت واثق
– وانتي فاكرة بالساهل اني هسيبك
توقفت عن السير، لتستدير على عقبيها وهي تقول بسخرية
– وده بقي كرامة عايز تستردها، ولا غرور عايز تحافظ عليه عشان اتطلقت منك
صاح محذرا وهو يراها تخترق القانون السادس وهو السخرية منه أمام العامة!!!
 – فرح
اتبع تحذيره بالتقدم منها وعلى وجهه ارتسمت أشرس تعابير وجهه وجنونه، وقفت بثبات شديد وهي تراه يدك الأرض دكًا كي ينال الخراب الذي أخلفه نصيبا لتهمس بنبرة شك أنه استمعها تقولها بحرارة
– عيون فرح
ألجم غضبه، وتراجعت بعض الجيوش متقهقرة، ليرفع عيناه بدهشة وهو ينظر إليها بشك، لتؤكد نبرتها وهي تهز كتفيها بلا مبالاة
– نصيبك بقى مشوفتش من الدلع جانب
لقد اخترقت القانون السابع.. اللعنة عليها وعليه وعلى القوانين
جز على اسنانه بقسوة والعرق فى صدغه يكاد ينفجر من كثرة الضغط العصبي الذى مارسه اليوم أمام تلك الكتلة الغربية أمامه، لتزفر بيأس شديد قائلة
-فيه حب يطفي وحب ينور، وحبك طفي روحي يا نضال، هتعترف بده أو لأ انت عارف اننا مكناش هنكمل . بتكابر ليه
ضم يديه فى جيب بنطاله ليقول بقسوة
– دخلتك مش عجباني يا فرح وفلسفتك دي مش عجباني
رفعت حاجبها باستنكار لما يقوله لتهمس ببرود
– جرب تروح لدكتور مجانين مش يمكن بأيديه العلاج اللي بتدور عليه، فكر عشان شمس اولا وبطل انانية وتفكير انك مش مجنون وكويس ومش محتاج حد
لمعت ابتسامة عينيه قبل أن تصل لشفتيه وهو يقول بنبرة خاصة
– بقيتي تقريني يا فرح
لم تكترث لما يقوله وهي تسحب علبة مستطيلة الشكل وتقدمها له مع غمزة ماكرة
– اه نسيت .. دي حاجة تخصك من ليلة اياها
أخذ العلبة بحيرة شديدة وهو يفتح العلبة بفضول شديد لتتسع عيناه بجحوظ الي المحتوي بداخله، ليرفع عيناه تجاه فرح التي اتسعت ابتسامتها شماتة لتقول
– واضح انك معملتش بضمير وقتها، المرة الجاية لما تجبر واحدة على علاقة معاك اعرف تختار وقت صح عشان تربطها بيك لأخر العمر
ثم استدارت على عقبيها وهي تتوجه الى سيارتها واستقلتها وتركت نضال ينظر إلى شريط الحمل بصدمة ,,
رفعت فرح هاتفها الي اذنها منتظرة ان تجيب عن اتصالها، وما ان استمعت الى الرد بادرت بالقول
– ايوا يا جيجي انا خرجت
انتظرت برهة تستمع اليها قبل ان تجيبها بهمس
– فى مكانا هنتقابل فى الملاهي، أول مكان نفسي اروحه
اغلقت الاتصال وهي تنتظر بفارغ الصبر الدخول الى الملاهي، أول شيء حرمت منه وهي طفلة
ومنذ تلك اللحظة ستلبي احتياجتها بمفردها وهي طفلة صغيرة حتى سنها الحالي..!!
*****
متى يعترف الإمبراطور أنه خسر معركته؟
متي يقر أنه خسر نفوذه وقوته؟
الحكيم سيقر بذلك
لكن الإمبراطور لن يعترف بذلك ابدًا وما زال بداخله نفس يتردد، الكبرياء والعنجهية تشكلت فى شخصيته
الغرور والأنانية تجري في شرايينهم..
عينيه حمراويين، عروقه نافرة وقبضتي يديه ابيضتا من فرط ضغطهم
ألقي نظرة نارية نحو اختبار الحمل السلبي، لا يمكن أن ما حدث حقيقي!!
كيف لم تحمل نطفة فى رحمها؟!
يكز على اسنانه وأسوأ السيناريوهات تعبث فى مخيلته الشيطانية، تتناسق بشكل مرعب مع مزاجه الحاد
أتتلاعب به؟
محال .. فرح لا تفعلها
وإن فعلتها يقسم انه لن يرحمها
عاد نضال ينظر الى شريط الحمل بملامح واجمة، وبقي شئ واحد فقط يعيد تذكرته
فـرح
كمرض خبيث استطاع أن يتوغل اليه وبدأ يتكاثر حتى ما عاد يقدر على استئصاله
لا يحبها….!!!
أول شئ نفاه بقسوة قبل أن تتغزل تلك الخيوط الوهمية لتخنقه، لا يحبها
لكنه اشتاق، يعترف ان البيت فقد نكهته المميزة برحيلها
لكنه كابر وعاند، كعادته!!
فى كل ركن فى أرجاء منزله جعلها تضع بصمتها عليه، قبض على الشريط بقسوة حتى كاد أن يحطمه
هو الأحمق
لقد جعل وكره منزلا لها، ورغم كونها الوحيدة التي وطئت وكره
وبمعنى وحيدة … أي هي الزوجة العرفية الوحيدة والتي تحولت لزوجة شرعية التي دخلت منزله، وطليقاته كان يستضيفهم في فندق عمله.
زفر بحدة وهو يمرر يده على خصلات شعره التي استطالت بحيرة، لن يستطيع العودة الآن للقيام بأفعاله المجونة السابقة
لا يستطيع أن يلتقط أي امرأة ويتوجه به لفندقه ويخرج بها طاقة كبته
شعور سئ أنه ما زال للأن عازبا، ولم يلمس امرأة أخرى بعدها!!
انتبه إلى صوت اسرار  التي اقتربت منه لتجلس بجواره قائلة بقلق
-فيه ايه يا نضال
هزته بقوة وهي تراه يحدق بوجوم الى نقطة ثابتة في الفراغ لتقترب معيدة نداء اسمه قائلة
-نضال
عيناها وقعت دون وعي الى الشريط الذي يمسكه في يده، لتسحبه منه بتردد الا ان قابلها تمسك نضال بقوة وهو يلتفت إلى من يحاول أخذ الشريط بشيطنة وحينما حدق فى وجه اسرار تراخت ملامحه ساكنا وهو يترك الشريط ينسل من يده ليراها تنظر الي الشريط بهمس قلق
– ايه ده؟!
انفجر يضحك بسخرية وحسرة
صدى ضحكاته تتردد في أروقة المشفى، ليتعالي نبرة ممرضة الزاجرة، تأمرهم بالصمت
 إلا أن نضال لم يكن حقًا فى وعيه، وهو يمرر يديه فى خصلات شعره ثم يمسح وجهه لتهدأ صدى ضحكاته، وتبقي مرارة كالعلقم في حلقه ليهمس بخشونة
-اختبار فرح
اتسعت عينا أسرار بعدم فهم وهي تنظر الى شريط الحمل بحيرة، ثم إليه لتغمغم بحيرة
– مش فاهمة، برضو يا نضال … ما هو سلبي انت مضايق عشان مطلعش سلبي !!
أنهت ما يجول بخاطرها وعيناها تتسع بذهول إلى آخر ما توصلت إليه
رأت نظرة الحنق والغضب يتلونان حدقتي عينيه، ثم سارع بأخذ الاختبار من يديها ليضعها داخل جيب سترته الداخلي ليقول بجفاء
-هنرجع أنا وشمس البيت
واتبعها وهو يستقيم من مجلسه ليتوجه الى غرفة شمس، واقد استكفى باعتكافه في هذا المكان
فالسبب الذي كان يحتفظ فيه شمس فى المشفى قد انتهي اليوم!!
استمع الى صوت وقاص الجهوري مناديا اسمه
– نضااال
التفت نضال الي وقاص وهو يرى نظرات عينيه الصارمتين ليقول بنبرة جامدة
– هتعيش معانا يا نضال
هز نضال رأسه نافيا وصاح بحنق
– مش هرتاح يا وقاص صدقني فى البيت ده
حمده لعدة ثواني بنبرة وقاص الصارمة
– قصر الغانم مش هيسمح بفرد من عيلته يتخلى عن مكانه، شمس الغانم جناحها محفوظ ومنتظر تشريفها
لاح الرفض في عيني نضال وهو ينظر بامتعاض إلى نبرة وقاص الآمرة،ليزفر وقاص بيأس وهو يقترب منه قائلا بهدوء
– صدقني شمس افضلها تعيش وسطنا، كفاية قطع الروابط ما بينا
صفقت يسرا بكلتا يديها وهي تهمس بتوسل تجاه نضال
– ياريت يا نضال وافق ارجوك
ألقي نظرة ممتعضة تجاه اسرار هي الأخرى، هل اجتمعوا عليه عائلة الغانم؟!
أين العصفورة الصغيرة لكي يكتمل الابتزاز العاطفي؟؟!!
هم بالرفض القاطع دون الاكتراث بهما هما الاثنان
لكنه في آخر ثانية توقف
عقله يفكر فى صغيرته، لن يحرمها مطلقا من عائلة رغب بها فى طفولته .. ليأتي هو بعد تلك السنين يمنع يد تحاول ضم صغيرتهم بشكل رسمي وعاطفة تجمعهم غير مقيدين بإسم الزواج كمبادرة وقاص الأولى للم الشمل!!
رأي عيني وقاص الملتمعة بدفء ونظرات اسرار الفرحة، ليقطع وصلة فرحهم وهو يغمغم بخشونة
– موافق بس بشرطين
ألقي نظرة خاصة تجاه وقاص ليقول بصرامة
– هتوافق على أسهم اسيل الغانم اللي رفضتها يومها
رفعت اسرار عيناها بتعجب وهي تتعجب مما يفعله الرجلين، هل يتبادلون الاسهم كما لو انهم يتبادلون حلوي؟!!
انقبضت ملامح وجه وقاص قتامة ليضم قبضة يده بجوار جسده قائلا بغضب
– والتاني
اختنقت انفاس نضال ليشيح بوجهه محاولا كبح شعوره وارجاع سيطرته
إلا أن شمس هي الوحيدة المتبقية بجواره، ولن يسمح لنفسه بخسارتها مطلقا وإن أبت هي
وإن خسرها حينها سيقرر الامبراطور بشنق نفسه!!
قال بنبرة بدت بها بعض التوسل مدموغ بالغضب
-مش عايز تخلوا شمس زيي
زفرت اسرار مبتسمة براحة وهي تربت على صدره بأخوية، ليقترب وقاص من نضال محتضنا إياه بأخوية فى مبادرة اولية جعل نضال يجفل لفترة وتعجز يداه عن احتضانه
لكن شعور بالامتنان بدأ يغمره، والصقيع فى جوارحه بدأ ينصهر تجاه عناق أخيه الذي لم يتذوق طعمه سوى الآن !!
استمع الى صوت وقاص الهادئ وهو يبتعد عنه
– موافق
هز نضال رأسه موافقا، بقدر ما أحب مبادرته لكن لا يمنع بعض التحفظ
استمع الى نبرة وقاص المتسلية
– وانا هطلب منك طلب
رفع عينيه يحدجه بنظرة غاضبة، ليبادله وقاص بنظرة ماكرة .. تأفف نضال ساخطا
– بدأنا بقي نتأمر
وضع يديه فى جيب بنطاله وهو ينظر إليه على مضض ليقرأ رسالته فى عينيه
رغم انه لم ينطقها لفظيا إلا أنه رآها
هل جن هو الآخر؟!!
تأفف وهو يدير وجهه للجهة الاخرى ليستدرك وقاص قائلا
– نضال ده لمصلحة شمس مش لينا
رفع نضال حاجبه بسخرية، فى الصباح تخبره فرح وفى المساء يخبره أخيه
هل لتلك الدرجة يائسون؟
غمغم بسخرية
– ايه اشوفلي دكتور مجانين مش كدا
اطبق وقاص شفتيه متطلعا نحوه بوجوم، مال وقاص برأسه وهو يحدق إلى ذلك المكابر
لا يعلم ماذا سيخسر ان جرب أن يفضفض فقط مع شخص، ويوجهه إلى طريقه الصحيح ..هو يخشي عليه
يخشى عليه من مهبة ريح تجرفه بعيدا عن مساره
نضال ليس كعهده فى السابق، وهذا ما سيجعل العيون تنفتح عليه، مترصدين له هفوة واحدة.. ثم يسقطونه!!
وهذا لن يسمح به، حتي وإن كان الأحمق رغب بهذا
القي نظرة يائسة نحو اسرار التي حثته بحماس ليقول
-لأ، تكون انت مقتنع انك عايز تروحله عشان تبدأ حياة جديدة
قلب نضال عينيه بملل جعل وقاص يهمس بصلابة
– هنفكر فى الموضوع ده
زاد نضال من تأففه وهو يتوجه نحو غرفة شمس
ليعاجله وقاص وهو يمسك ساعده يقول بنبرة هادئة
-شمس هتكبر بسرعة قدام عينيك يا نضال، انا مش عارف ليه مفكرتش تروح أي حضانة
ألقي نظرة متوسلة تجاه أسرار التي تنظر نحوهما بعدم تصديق بداية أريحتهم
نقطة ثانية .. عدم استخدام ألفاظ نابية
نقطة ثالثة.. لا يتعمد نضال السخرية والتهكم منه .. كل ما يفعله هو الفرار
الفرار منه، وهذه بداية نقطة علاجه
هذا ما رآه وقاص و أخبرها به، نقطة علاجه الوحيد شمس
فهي شعاع كسر ظلام عالمه، ليتبدد هذا الظلام شيئا فشئ ..
كز نضال على أسنانه بغيظ شديد ليجيبه
– اولا لسه صغيرة، تاني حاجة دورت وملقتش
ابتسم وقاص بعبث وهو يخبره ببساطة
– حظك ان فيه حضانة فى القرية، فريال مشرفة على كل شخص فى المكان من العاملة لحد المديرة شوفهم وقول رأيك
مرر نضال يديه فى خصلات شعره، يكاد ينتزع خصلات شعر رأسه
يده الاخري تنقبض وتنبسط كي لا يتجرأ ويقوم بتزين وجه وقاص بلكمة معتبرة تجعله يقطع هذا الخيط الضعيف بينهما..
وضع يده في جيب بنطاله يضغط عليه بقوه و نضح العرق من جبينه ليقول بغيظ
-اوامر تانية حابب تضيفها
انفجرت أسرار تلك المرة ضاحكة باستمتاع حقيقي، قبل أن تتوجه ببساطة تجاه الفراش تحمل الصغيرة النائمة بعد أن استعادت الصغيرة عافيتها لتدب بحيويتها وصراخها المكان، مالت تطبع قبلات عديدة بهدف ايقاظها لتسمع رد وقاص الهادئ
– متستعجلش، كل ده لمصلحة البنت ومصلحتك
ارتجف قلبه وهو يرى تملل الصغيرة فى احضان أسرار، لتتابع اسرار ايقاظها السحري دون ان تطلق إنذارات الإطفاء خاصتها ككل يوم، غمغم بحدة
– واثق اووي
زفرت اسرار بيأس من عقل نضال الصلد، لتقول بنبرة متحمسة
– متبقاش قافش يا نضال، متتخيلش انا سعيدة ازاي انكم هتكونوا مع بعض
ظل ينظر نحوهما لبرهة من الوقت
يقرأ الوعد المتجدد فى عيني أسرار، ودعمها الثابت والذي لم يتزحزح برغم ما فعله في الماضي
ووقاص ورغبته في استعادة علاقته ليقول بصراحة
– انا محدش هيقدر يطقني
هز وقاص راسه بدون مغزى وعلى شفتيه ابتسامة ماكرة، لتجيبه اسرار
– احنا نقدر
نهنهات الصغيرة اتبعها باستعدادها التام لإطلاق صفاراتها الخاصة، اقترب بلهفة وهو يلمس شعر الصغيرة بافتتان تام
– شمس
تراجعت جميع جيوشها وهي ترفع كلتا يديها بغية أن يحملها، واستجاب نضال علي الفور ليأخذها من ذراعي اسرار لتدفن الصغيرة وجهها فى عنقه وهي تهمس
– بابا
تمرغت شمس بدلال تتشبع من رائحة والدها الي مال برأسه طابعا عدة قبلات على جبينها ورأسها، مرددا الحمد كثيرا
لا يوجد اختبار ذلك الشعور مرة أخرى، تلك المرة كانت فرصة أذن
لو فرط بها مرة اخرى!! .. فلن يفيده البكاء على اللبن المسكوب!!
ابتسم وقاص بحنان ليشعر بجسد اسرار يقترب منه وهي تحثه على المتابعة مما جعله يومئ لها، والتفتا إلى النسخة المخالفة لنضال الغانم وهو بجوار شمس
رجل ملئ بالعطاء
والحب .. بل الكثير من الحب الذي يقر بعد وجوده
حنان يملئ انفاسه ويديه تتشبث بجسدها فى علامة واضحة .. انه ابدا لن يسمح لها أن تنسل من بين ذراعيه!!
رفع وجهها اليه ليسألها بهدوء
-قوليلي ايه رأيك نروح عند عمو وقاص ونعيش معاه فى بيت كبير
مررت الصغيرة يداها المكتنزة الصغيرة على لحيته الخشنة، مربتة عليها عدة مرات جعل نضال يميل بشفتيه مقبلا كلتا يديها وهو يكرر سؤاله مرة أخرى
– موافقة يا روح بابا
رفعت شمس رأسها لتحدق في زوجين من العيون الزرقاء ينظران نحوها بحنان جارف جعلها تهز رأسها ايجابا، لتزفر اسرار نفسها بارتياح الا ان سرعان ما عبست وهي تسمع صوت الشقية المتسائل
– ودادا يا بابا
ربت على موضع الشريط ليتنهد بحدة وهو يجيبها بصراحة
– دادا مش هتعيش معانا تاني يا روحي
اتسعت عينا الصغيرة بعدم تصديق لتجهش في البكاء مما جعل نضال يقترب مقبلا جبينها قائلا بدفء
– متزعليش، وبعدين هيكون عندك حضانة وهتتنشغلي بيها
هزت الصغيرة رأسها نافية وهي تهمس بعناد مماثل له
– دادا يا بابا
ابتأست معالم وجه اسرار الحزن الشديد ايميل نضال مقبلا وجنتيها هامسا بصوت خفيض
-انا اسف
يعتذر علي شئ لن يستطيع استعادته
ليس غبي هو، ليقامر في لعبة خاسرة!!
هو اعتاد على الربح
والهزيمة لم تكن من شيمة، لأنه لم يحظي قط بروح رياضية تجعله يتقبل الهزيمة بصدر رحب
اجابها بهدوء شديد وهو يرى ترقرق عينيها الذهبيتين بالدموع
-ماما هتيجى تقعد معاكي يا شمس لحد لما تنامي، عايزة ايه تاني
انفجرت شمس فى البكاء وهى تصرخ منادية بالغائبة التى استشعرت رحيلها
-داداااا
وقف نضال عاجزا وهو يطحن ضروسه بغيظ شديد، انتبه الي اسرار التي تأخذها من حضنه لتهمس بلطف وهي تهدهد الصغيرة
– سيبها يا نضال ارجوك، هحاول اهديها
اومأ نضال موافقا وهو يطبع قبلة على جبينها والتفت مغادرا ويده تتحسس الشريط الخاص بها الذي وضع فى جيب سترته
اغلق باب الغرفة بحدة ليسارع وقاص بالخروج خلفه وهو يهرول نحو ذلك الذي يثير زعابيب تحت قدميه، ليسأله بصوت خفيض
– قابلتها
رفع نضال رأسه وهو يحاول شحذ أي عواطف سلبية اتجاهه
انه هو من وبعدها عنه، وهو من جعلها تتطلق منه
أنه سبب مغادرتها المنزل دون أن يستطيع العثور عليها
لكن أليست كل شجارات الزوجين طبيعية فى مراحل زواجهم ؟!
طفقت إجابة جلية
هو لم يعاملها كزوجة ابدًا، تعامل معها كـ سبية حرب يتمتع بها فى فراشه الملكي
رفع رأسه اتجاهه ليجيبه ببرود
– مش هترجع
لن تعود ..
لن تعود أبدًا …خلال الوقت الحالي
والمستقبل .. سيتركه يرسم جوانب حياته القادمة دون محاولة اقتناص شى ليس من حقه فى الوقت الحالي!!
******
فى شركة شادية،،
تتحرك شادية بنشاط وشعلة حياة افتقدتها كثيرا منذ سنوات كثيرة مضت
وجنتيها محتقنين بالخجل حينما تذكرت آخر لقاء معه فى سباق الموت، لا تصدق انها اصبحت جريئة معه
ولاتخشي تهوره، برغم انها تراه يكاد يفقد سيطرته احيانا.. إلا أن في اللحظة الاخيرة تتوسله أن يتصرف بنبل
تعلم إنها ليست من شيمه
لكن لا بأس من أن يتحمل بعض من المكر الأنثوي، يجب أن تكون متأكدة مائة بالمائة منه انه يريدها هي فقط .. يريدها ولا يريد جسدها
تلك كانت كالشوكة في خاصرتها، برغم كل شئ هي ليست واثقة مائة بالمائة بعد
تشعر بشي ناقص، ربما أن تأكدت انها حقا ليست رغبة مؤقتة ستذهب لوالدها وتتزوجه
اشارت بيدها لنجوي كي تشرف على بعض عمال التابعين لشركة الشحن وتوجهت هي بخطواتها تجاه مكتبها
لكن يد خشنة اوقفتها، لتنفجر ذرات الاثارة والترقب ورائحة عطر صاحب اليد تعلمها جيدًا
يميل نحو اذنها هامسًا بكلمات ايطالية لا تفهمها، لكن نظرا لخشونة صوته والحرارة الساخنة المنبعثة من جسده جعلها ترجح أن ما يقوله خادش للحياء..
أفلتت معصمها وهي تواجهه محتقنة الوجه
مرتجفة الجسد بإثارة
وعينيها ضارعتين، تنظران اليه باستسلام
اخفض سرمد عينيه وهو يضغط على جانبيه بقوة كي لا يقبل شفتيها أمام العامة
تهدجت أنفاسها وهي تهمس بنبرة معاتبة
-سرمد ارجوك توقف عن هذا … لا يصح ما تفعله انا فى العمل
انفجرت شفتاه عن ابتسامة متسلية ليجيبها بخشونة وهو يميل برأسه اتجاهها
-وما في ذلك يا برتقالية، انتي تقومين بعملك وأنا أقوم بعملي
أقرن جملته بغمزة وقحة وعينيه مسلطتين على ثغرها، لتعض باطن خدها بقوة وازدادت حمرة وجنتيها لتهمس بخجل
– سرمد
من المفترض أن تنطقها حازمة، وقوية
لكن ذلك الضعف الناعم الذي يخرج منها،، تجعل شياطينه تستاء من محاولته لكبحهم
حتى طفق شيطان ساخر، أنه لن يتجرأ عليها .. وإن كان حقا كما كان في سابق عهده ليقترب منها ويريها أن من تلعب على أطراف جنونه
ستحرقها..!!
همس بسيطرة وهو يحدق نحو خاتمه برضا تام الذي تداعبه بأصبع الابهام بشرود
– حسنا سأخرج، لكن عديني أن نكرر عشاء رومانسي كالسابق
توقفت شادية عن اللعب فى الخاتم لترفع رأسها اليه وهي تجيبه بحدة
– لم أخرج معك في عشاء رومانسي
هز سرمد رأسه وهو يميل قارصا وجنتها لتتأوه بوجع خافت جعلت النيران تتأجج في سواد عينيه
– انا اعتبرته كذلك، لكنك افسدتيه حينما قررت أن تدمري البيتزا الايطالية بالكاتشب والمايونيز
قالها بنبرة فاقدة للسيطرة، ويلفها بخشونة محببة إليها .. تتوق إليها كما يرى في عينيها
رفرفت بأهدابها وهي تكبح ابتسامة خجلة كي لا يزيد من جرعة وقاحته، توجهت بخطوات متباطئة داخل مبنى شركتها وهي تقول بمكر
– لا اود ان اخبرك انني اتناول ايضا بيتزا بالاناناس
تخشبت قدمي سرمد للثواني محدقا نحوها باستنكار بالغ، جعلها تضحك بظفر وهي تلتهم درجات السلم لتتوجه نحو مكتبها
سارع سرمد بلحاقها ليصيح بسخط
– ما اللعنة التي تفعلونها فى الطعام الخاص بنا
التفت اليه شادية وابتسامتها ما زالت تزين ثغرها لتسارع بنفي التهمة عنها قائلة
– ليس نحن، بل الدول المجاورة .. هي ليست سيئة كما تظن، أود منك تجربتها
ماذا تقول تلك المجنونة
هو بحياته لم يعتدي خطوط الحمراء فى الطعام، وفعلها مرغمًا أمامها فقط
أتريد أن تصيبه بذبحة صدرية؟!
صاخ بخشونة وهو يدفعها برقة تتنافى خشونة وصلابة جسده
-لن اضع شيئا كهذا في فمي
تراجعت عدة خطوات للخلف إثر دفعه لتجيبه بابتسامة عابسة ونبي متوسلة
– ولو توسلت اليك
زفر سرمد بحدة قبل أن يقوم بما لا يحمد عقابه فى الوقت الحالي
جذبها لتقع بين ذراعيه، يجعلها تختبر قلة صبره وجنونه
يدفع الحرارة لجسدها التي يتلظى بها بمفرده
يعلمها جنون التوق، وعجز الجسد عن التلبية الصارخة
وهي سكنت واستجابت
لم تدفعه .. لم تنهره
ربما تضع له اختبار اخر، وسلاسل اختباراتها لن تنتهي حتى تأمنه بالكامل، لها الحق .. ويعذرها
لكنه بالنهاية رجل حار المشاعر، وهي اصبحت فى عرفه أنثاه
احتضن كلتا وجنتيها بكفيه ليهمس بحاجته الصارخة لها
– يا برتقالية، توسليني فقط حينما ترغبين أن أروي أنوثتك فقط .. فقط انطقيها وانا سأشبع ظمئك حد الارتواء
لانت ساقيها كالمعكرونة وكادت أن تستقبل الأرض بحفاوة، إلا أن ساعده احتضن خصرها كدعامة لجسدها الذي فقد السيطرة تماما
فغرت شفتيها بذهول لتضع يديها بلا وعي على صدره، ثم انتفضت فجأة كالملسوعة تتراجع عدة خطوات مديرة بظهرها له
وضعت يدها على موضع نبضات قلبها تستشعر مدى جنون ضربات قلبها كخاصته الذي لمسته منذ قليل!!
طرقات على باب الغرفة واتبعها صوت رجولي يقتحم الغرفة جعلها تستفيق من حالة الهذيان خاصتها
– مساء الخير
رفعت شادية رأسها اليه شديد وملامح الرجل الذي امامها كانت مشوشة، رفرفت بأهدابها عدة مرات قبل أن تتسع عيناها بتفاجئ لتقول
– عاصي !!
ابتسم عاصي بحرج شديد وهو يشعر بالتسرع انه قدم الى هنا دون ميعاد سابق، لكن تلك هي المرأة الوحيدة التي ستساعده فى حفلة عقد قرانه. نظرا لضيق الوقت الذي يملكه
– اسف لو ازعجتك يا استاذة
ابتسمت شادية بحنين شديد وهي تتذكر الفترة التي كان يعمل بها مثيرا اعصابها .. بغض النظر عن الذي بجوارها يكاد يتلف اعصابها، لتهتف ببشاشة وهي تتقدم نحوه
– تزعجني علي ايه، لا ابدا اتفضل
همت بمد يدها لتحيته الا ان يد رجولية اشاحت يدها بعنف وهو يراقب الوضع الغير مريح له بعينين جحمتين ليهمس بخشونة
– من هذا؟
ابتسمت بتوتر وهي تجيبه وعينيها محدقة نحو عيني عاصي التي تتابعهما بنظرات متفحصة
– هقولك بعدين
اكتفي سرمد بزمجرة خشنة جعلها تنظر إليها بلوم شديد، ليتنحنح عاصي بحرج وهو يشعر أن ما فاته كثير جدا فى حياة تلك الناظرة التي تشع بحيوية بجوار الرجل الغيور بجوارها
– انا عارف قد ايه انتي صارمة في المواعيد ومش بتحبي حد يلخبط شغلك، بس انا قاصد طلب ومش عايزك تكسفيني
شهقت شادية بعتاب شديد، وهي تجيبه بمحبة واضحة تتقصدها لتشعل فتيل الغيرة فى قلب الايطالي
– لا ابدا يا عاصي، اتفضل واللي يقدرني عليه ربنا هعمله اكيد
زمجرات سرمد التي بالكاد يتحكم بها تصلها بوضوح، يده التي امتدت خلف ظهرها ليقرصها فى ظهرها بحنق بالغ جعلها تنتفض بخفة وهي ترفع عيناها تنظر اليه بغضب بالغ غير منتبه لعاصي الذي قال
– انا جبت معايا شخص مهم
استدار على عقبيه مغادرا ليجلب خطيبته بالخارج، تاركا حروب نيران العيون تندلع منهما… عاد بعد دقيقتين وهو يحتضن وجد بمحبة بالغة قائلا
– وجد، خطيبتي وكتبنا كتابنا
شهقت شادية بتفاجئ وهي تتعرف نحو خطيبته .. هل تلك حفيدة المالكي؟!
كيف اجتمعا معًا؟!
نظرت شادية تجاه وجنتي وجد التي احتنقت خجلا وبعض الغضب الطفيف استشعرته هي من شهقتها المنفعلة، لتدارك الأمر وهي تتسع ابتسامتها قائلة
– بتهزر .. اتخطبت وكتبت كتاب من غير ما يعرف بابا
لم يكذب سرمد حدسه حينما شعر أن كان هناك علاقة قوية تجمع بين برتقاليته والرجل الضخم الذي أمامه، شئ غير جيد يشعره مطلقا بينهما وهو يري اذني الرجل تحتقن خجلا ليجيبها بحرج
– الموضوع جيه بسرعة وانا…
سارعت شادية بالتوجه نحو هاتف المكتب لتلقي البشارة نحو أبيها، الذي تعلمه أنه كان يتخذه كأبن له … لتقول بتعجل
– لا لازم ابلغ بابا، حالا
شعر عاصي بتصلب جسد وجد ليهبط بنظراته نحوها بعبوس وهو يرى التجهم يسيطر على ملامحها، ليقول عاصي بنبرة جادة
– اهدي يا شادية و انا هبلغ استاذ معتصم بنفسي
وإن كان اللقاء المنفعل والحميمية في صوتهما قد اصر ان يسد أذنيه عن صوت العقل، الا ان براكين غضبه ثارت حينما قالت شادية ببعض الحنين
– متخيليش قد ايه هو كان مضايق لما مشيت من عندنا
تلك المرة اشاحت وجد بذراعه عن جسدها تحت نظرات عاصي المستفهمة، هل يتعمد عاصي الغباء الآن؟!
لما وافقت ان تأتي هنا؟
المرأة .. تلك السمراء تجذب جميع من أحبتهم في مرحلة مراهقتها الساذجة، وحب حياتها الوحيد
ان خطبت لؤي فى المرة السابقة
فتلك المرة لن تسمح لها بأخذ حب حياتها.. على جثتها!!
اندفع سرمد بتهور يسحب جسد تلك الناظرة لتسقط بين احضانه، شهقتها كتمتها سريعا وهو يضع يده بخشونة علي خصرها يحطم عظامها بخشونة لتأن شادية بتوجع جعله يسحبها بقوة ليواجه الثنائي امامه وهو يدفن وجهه فى اذنها بنبرة وعيد
– ستعاقبين يا برتقالية وبقسوة
عض شحمة اذنها بجرأة جعلها تعلم انها تعلم انها تلعب بعداد عمرها
لن تثير غيرة الرجل مرة اخرى
إن كان يفعل كل ما يقوم به بجرأة دون الاكتراث بمن أمامه، في المرة القادمة ربما ينتهي الأمر بتنفيذ إحدى احلامه الجامحة!!
اقترب من الرجل وهو يقول بحدة بعربية ركيكة متعمدا استخدام نفس اللفظ الذي قاله، وفتحتي أنفه تنقبض وتنبسط من فرط الجنون
– خطيب الاستاذة
رفع عاصي حاجبه بدهشة وقال
– اتخطبتي
لم يخبره والدها مطلقا عن خطبتها، ورغم انه يشعر بالحرج الآن لاخباره عن زواجه المفاجئ لكنه فى النهاية سيعلم.. وان يخبره بزواجه منه شخصيا.. أفضل من أن تأتي من شخص غريب
هزت شادية رأسها وهي تطالع سرمد بنظرات وعيدية لما يقوم به لتقول بغيظ
– موضوع طويل يا عاصي، وحقيقي انا نفسي مش مستوعبة الموضوع ده لحد دلوقتي
ازداد اعتقال يدي سرمد لخصرها لتأن بوجع خفيض وهو يقول بغضب
– يفضل ان تستوعبيه كي لا احشر رأسك الجميل هذا داخل صندوق القمامة
هتفت باستنكار تام في محاولة فاشلة لتحرر منه
– سرمد
تلك المرة لم يعد يمتلك سيطرة سوى أن ينفجر فى وجهها
– توقفي عن اثارة غيرتي، انت لا ترغبين بخروج شياطيني في هذا الصباح ونحن حتى الآن بحكم المخطوبين
لم تعبأ شادية تلك بالموجودين، فالذي امامها ينسيها من حولها لتدفعه بحدة من صدره قائلة
– أتعلم ماذا ؟، يجدر بك الذهاب الآن
رفع حاجبه بخطر شرير ايميل مقتربا منها قائلا بسخرية
– الذهاب؟ انت تحلمين.. لن أجعلك بالقرب من هذا الرجل مطلقا لكي تستعيدوا ايام الخوالي
هزت رأسها بأسى تام منه وهي تتحرر من قبضته
– مفيش فايدة فيك
من فرط شجارهم لم ينتبها إلى الثنائي الأخر الذي كان شجارهم مشتعل بـ آتون بارد
غمغمت وجد بنبرة صلبة وهي تزيح يده التي تحاول إمساك يدها
-انا ماشية
و استدارت على عقبيها خارجة من الشركة بأكملها، وشعورها بشئ يقبض انفاسها
اختنقت وهي تنفرج شفتيها بلهاث حار، وعينيها مغرورقة بالدموع
تخشى خسارته .. خسارته تعني انسلاخ روحها عن جسدها
روحها أصبحت معلقة به بطريقة لا يستوعب عقلها، برغم من فظاظته وخشونته
الا انه بالنهاية رجلها.. لكن الشعور بالتهديد دق بابها بعد استراحة طويلة ظنت أنها غادرتها!!
صاح عاصي بحنق شديد، وأفعالها الصبيانة بدأت تثير غضبه
– وجد
مسحت وجد دموعها بحدة لترى بعينها أنها خرجت من بوابة الشركة، التفت اليه قائلة بحدة
– انا هسيبلك المكان كله، تشبع بيه انت والهانم .. سيبني يا عاصي
صاحت اخر جملتها بغيرة تفتك بجسدها، حينما قبض زندها بخشونة المتها ليهدر فى وجهها
– بطلي جنان
يفقد معها كامل تعقله، و هدوءه ورزانته بصحبتها
قادرة دائما على إخراج أسوأ ما به
يلغي عقله تماما، ويدع القلب وتحكماته المتقلبة تتولى تلك الدفة
بقدر ما يثير هذا غيظه انه يكون متحفزا دائما لأي كلمة ومناقض لعمله، لكن بهجة خفية باطن قلبه تجعله أكثر راحة وهو يتعامل معها
دفعته بحدة لكن صلابة جسده بمثابة انها تزيح جبلا أمامها، لتزمجر بعصبية
-جنان!!! انت مستوعب اللي بتعمله قدامي، لأ انا مجنونة فعلا سيبني امشي
التفتت لتغادر بسلام كي لا تنفجر باكية امام وجهه، لكن قبضة أنامله ازدادت تشبثا بذراعها ليسحبها بقوة تقع بين ذراعيه ليقول بصوت خشن
– وجد
دفنت وجد رأسها فى صدره تتشبث به غير راضية ان تقابل عينيه، زفر عاصي بحرارة وهو يمسك ذقنها لتواجهه قائلا
– وجد
اغرورقت عينا الأميرة بالدموع رغما عنه والحرقة فى صدرها ما زالت تتأجج بنيران الغيرة،  هي عاجزة تماما عن وصف شعور ذلك الشئ الذي يعتريها لأول مرة
لم تصدق انه مؤلم لهذا الحد.. وضعت يدها على موضع قلبها، تمسده مما لفت انتباه عاصي وهو يهمس بهدوء
-تاني مرة بتعملي الحركة دي يا بنت الناس، وانا حذرتك منها
تحشرجت انفاسها وعينيها سقطت صريعة لخضرة عينيه النارية، تأوهت بألم وهي تهمس
– هتعملي ايه مثلا ؟!
عادت تدفن وجهها فى صدره، تتمرغ به .. رفعت رأسها تنظر الي فتيل المشتعل بعينيه لتقر باعتراف وهي تتشبث بقميصه
– انا بغير عليك، وده مش بأيدي يا عاصي انت متخيل انك لما تتمنى حاجة من كل قلبك و تاني يوم تصحي تلاقيها جنبك ردة فعلك هتبقي ايه؟!، هتحافظ عليها بايدك وسنانك .. وكل اللي بعمله ده صدقني مش بأيدي
طفرت الدموع من عينيها بأسي وهي تعض باطن خدها، لقد عرت مشاعرها امامه
عرت وفى انتظاره ليطمئنها وينحر الخوف من جسدها، رأته يتمسك بجانبي وجهها ليهمس بخشونة
– يا مجنونة اهدي، احنا في الشارع
رفعت رأسها لتوازي رأسه وهي ترى تلك النظرة الملتمعة في عينيه، بين تملك ورغبة جعل جسدها يقشعر وهي تتشبث بقميصه بقوة لتهمس بصلابة
– انت جوزي وانا مراتك
نفخ عاصي فى وجهها وهو لا يصدق انها اصبحت جريئة على يديه، تقر باعلان امتلاكها لقلبه دون تردد
وشجاعة في إقرار مشاعرها دون تردد
ثم لتذبحه بنظرة التوسل كي لا يكسر باحلامها
ربت علي ظهرها وهو يميل مقبلا جبينها هامسا
– انا اسف
لخص كل ما حدث باعتذار صادق خرج من شفتيه
اعتذر عن مشاعر الغيرة والحرقة التي حدثت، اعتذر عن عدم مراعاته لها كفاية
اعتذر حتى أنه لم يمطئنها كفاية وهي جواره!!
استندت وجد برأسها على صدره واناملها تتلاعب على ضخامة صدره لتهمس برضا
– هتتعبني اووي يا عاصي بس انا راضية طالما فى الاخر هلاقي حضنك الدافي بعد كل خناقة ما بينا
ابتسم عاصي وهو يدفعها بخفة تجاه سيارتها التي جاءت بها ليقول
– ده احنا لسه بنقول يا هادي، خناقات ايه بس يا وجد
مطت وجد شفتيها باستياء تام، ولم يبد عليها أنها ستحاول ان صدره ولو لثانية لتقول
– المفروض انت يا دكتور اللي تقولي
قبض عاصي بعنف على خصرها مما جعلها تتأوه بوجع خافت، لترفع برأسها وهي تنظر اليه بريبة
لترى النظرة الداكنة في عينيه، ابتسمت بتوتر وهي تسمعه يهمس بخشونة
– مش هتصدقي لما اقولك ان انا بلغي شخصية الدكتور لما اكون جنبك، مش عايز علاقتنا تتحسب بالورقة والقلم والعقل
ثم بهدوء شديد نزع يديها بهدوء عن قميصه، لتنظر اليه باستياء شديد لما فعله
لكن هذا أمن لها ولها
غمز بعبثيه واضحة
– بس ده مش هيمنع اننا نستخدمه فى اوقات تانية، بس برضو ميمنعش اني اسيب دفة القلب اللي تتكلم
عضت وجد على طرف شفتها السفلى بخجل قبل ان تطرف بعينيها غافلة عن الرجل المحترق امامها!!
صاح بخشونة وهو يتناسى الحريق المشاعر بصدره بسبب قرب الأميرة منه ولمساتها المغوية لجسده
-ممكن نرجع بقي … نتفق مع الاستاذة عشان تعمل خطوبتنا
ابتأست ملامح وجهها المليح لتهمس بتردد وعينيها تتحاشي رؤية وجهه
– ممكن نشوف غيرها
امسك بذقنها لتقابل عينيه الحانيتين وهو تري عاطفته يخدر جسدها، ويسكر عقلها
ليهمس بصوت أثخن من العاطفة
– انا ليكي لوحدك يا وجد
دفنت وجهها فى صدره وهي تضم كلتا ذراعيها محيطة بعنقه، لتتنهد بارتياح تام مرددة بالشكر على العوض الذي حصلت عليه.
****
حفلة عقد قران وجد وعاصي،،،
حملت آسيا كوب العصير خاصتها ودفعت ساقيها بالتوجه نحو الأميرة الحالمة، ارتشفت عدة رشفات من العصير وهى ترى العاملين الذين يعملون كالنحلة منذ إعلان العجوز عن حفلة عقد القران، بحياتها لم تري حيوية فى هذا القصر الملعون سوي ثلاثة الأيام المنصرمة،،
وكل ما فعلته هي انها دللت نفسها بالذهاب الى احدى مراكز التجميل مساء أمس بصحبة العروس التي تتورد خجلا كلما يقترب موعد الحفل، ابتسامة شاحبة زينت ثغرها وهي ترفع رأسها اتجاه إحدى الحوائط التي تضم العديد من صور العائلة ومن ضمنهم والدها، الدموع طفرت من عينيها وهي ترفع اناملها تتلمس صورته وتمنت لو كان هنا حي يرزق بجوارها
لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، هي حرمت منه وهى صغيرة للغاية، ذكرياتها معه قليلة للغاية لكنها لم تنساها قط، دائما ما تشحذ بطاقة لعقلها للتذكر
مسحت الدموع سريعا غافلة عن زوج من العيون تراقبها بتحسر وعينيه ترتفع لتنظر الى صورة الراحل بأسي
ان كانت الطفلة تتحسر على فراقه، فهو يموت فى اليوم ألف مرة كونه المتسبب فى موت ابنه..!!!
قدماه سارت بعجز تام وهو يراقبها تسير بخطوات واثقة، نحو غرفة وجد التى اصبحت حليفتها والفتاتان اصبحتا صديقتان مقربتان، فلا يوجد أي تسوق نسائي أو أي شئ إلا وهي فى صحبتها!!!
طرقت آسيا الباب عدة نقرات قبل ان تسمع صوت وجد سامحة لها بالدخول، ما ان دخلت الغرفة حتى تفاجأت آسيا بالفستان الملكي الأزرق
عيناها اتسعت بجحوظ، هل سقطت فى فيلم سندريلا أم هي تتخيل؟!!
سرعان ما تحول الذهول الى ابتسامة ناعمة وهي تسمع حفيف فستان وجد الضخم مقتربة منها تسألها عن رأيها، ابتسمت آسيا وهي تقترب منها قائلة
-طالعة زي القمر
لم تكن وجد راضية بالمعني الحرفي للفستان، فالفستان  الذي أرسل لها فى الصباح تفاجأت به شفاف فى منطقة الظهر إلا من قماش ساتر شفاف سيثير غضب عاصي، لم تجد متسع من الوقت لتغير الفستان.. فتأففت وجد بعدم رضا وهي تتحرك يمينا ويسارا لتتأمل الفستان عبر المرآة
-حساه مش مناسب
تأملت آسيا الفستان الذى يلتصق بجذعها العلوي كجلد ثاني لها، رغم ان قماش الفستان البراق شفاف الا من منطقة النهدين  مغطى بطبقة سميكة من القماش، هبطت بعينيها أرضا تجاه طبقات الجزء السفلي الكثيفة لتهمس
-يعني هو منفوش زيادة عن اللزوم
هزت وجد رأسها برضا لتنظر بتردد شديد الى جسدها، وخاصة جذعها العلوي، سيقتلها عاصي .. زفرت بيأس وفي آخر لحظة مزقت الجزء العلوي لتتخلص من الفستان وهي تتوجه إلى خزانة أعمالها، عيناها تبحث عن فستان يفي بالغرض .. شئ محتشم لا يثير غضب رجلها، ويناسب الاجواء العائلية
رغم انها تعلم ان جدها لن يجعله كجو حميمي مطلقا، لكن شئ يرضي كلا الطرفين وفوقه ذوقها الخاص، ابتسمت حينما جذبت الفستان الستان الأحمر الذى عملت منذ شهرين.. اعتذرت من آسيا التي هزت رأسها بلا معنى وهي ترتشف من العصير .. تفكر حقا لمغادرة المنزل
رغم ما فعله لؤي بشمس وما قام به، ليسمح لها ومارية لرؤيتها وقتما رغبن، لكن هناك اشياء ناقصة، حياتهم رتيبة ومملة!!
تفاجئت آسيا من شرودها على لمعة القماش الأحمر الصارخ تنظر باستحسان شديد وهي تمرر أناملها بهدوء شديد على فستانها الأسود كمزاجها العكر، هدأت ملامح وجد المتوترة ما ان رأت علامات الاعجاب والرضا من اسيا، رفعت وجد رأسها وهي تعلم أن قصة الفستان بسيطة .. فقط يوجد شق عميق فى فتحة الصدر والفستان يلائم منحنيات قدها المياس، عادت تدقق لزينة وجهها لتسألها
-اسيا مش حاسة ان الميك اب تقيل شوية؟
انفجرت اسيا تلك المرة ضاحكة بوقاحة متعمدة
– الله، هو النمس بيغير ولا ايه ؟
تلونت وجنتي وجد بالاحمرار الشديد وهي تمرر أناملها فى خصلات شعرها بارتباك زاد من انفجار آسيا بالضحك، مما جعلها تنهرها بحدة
-اسيااا
زمت وجد شفتيها بحزم حالما تطلعت الى فستان اليسا… الفاضح!!
هل هذا فستان بالأصل؟!! … به شق طويل حتى بداية فخذها .. ثم الفتحة الأشد عمقها فى صدرها مبرزة منحنيات انوثتها بخلاعة واضحة، لتقول بجمود
– لؤي مش هيعجبه اللي انتي لابساه ده
رفعت اسيا عينيها بملل تام وهي ترتشف آخر قطرات العصير قبل أن تضعه على طاولة الزينة خاصتها قائلة بلا اكتراث
– ليه عشان الرجل مكشوفة شوية
جذب انتباها الى صوت الخلخال فى قدمها لتتسع عينا وجد بجحوظ، لتبرطم بصوت منخفض
– ياريت جت على الرجل بس
لكن يبدو ان صوتها الخفيض وصل الي اسيا مسموعا لتمرر اسيا على منحنيات جسدها بتقدير تام وهي تحدق في المرآة قائلة
– طالما مش عايز يخليني مراته هو حر بقى، اشوفلي حد يقدر يلبي متطلباتي
اقتربت وجد منها بحدة تهزها بقوة لتنفجر فى وجهها صارخة
– بطلي جنان الكلام ده هنا فيه قطع رقاب
تلك المرة غادرت البرودة ملامح آسيا، لتصرخ آسيا بهدر مماثل
– يعني اعمل ايه، لؤي ده الراجل الوحيد اللي مش بيستجيب لأي حركات من بتوعي .. بيحسسني ان انا مش حلوة زي ما يشوف في عيون الرجالة التانية، بحس ان فيا حاجة ناقصة
اقتربت وجد منها وهي تحتضنها بمؤازرة ودعم شديدين، لتعض آسيا على شفتيها بقهر وهي لا تصدق ما تقوم به
ترخص بنفسها، كي توقظ المارد بداخل زوجها
هي يائسة لدرجة دفعها للقيام بأكثر شئ يجعله يفقد سيطرته، شعرت بربتات وجد على ظهرها لتقول وجد بهدوء
– هو عايز آسيا القديمة التي تتعامل معانا قبل ما تتغيري، ارجعي آسيا القديمة وهو هيجيلك
لا تعلم آسيا ما سبب الثقة الكبيرة داخل وجد
هي تعلم أن تلك الليلة ستخسر الكثير من النقاط فى رصيده، لكن ماذا تفعل
هي لم تعتاد على هذا الهدوء، والترقب
ان كان لا يرغبها، او تلك طريقته فى العذاب فهو نجح فى استخراج اسوأ ما بها
انسلت من بين ذراعي وجد وهي تنظر نحو عيني وجد المليئة بالعطاء والحب الشديدين، لتتسع عيناها وهي ترى الدفء المشتعل داخل حدقتي وتمنت كثيرا ان الرجل الذى اختارته حقا جديرا بها، لتهمس بمزاح تلك المرة
-بلاش كلام كتير .. انا هشوف الأوضاع تحت عاملة ازاي
هزت وجد رأسها وهي تلتفت الى المرآة تتأكد من وضع لمساتها الأخيرة، همت آسيا بالخروج من الغرفة إلا أنها تفاجئت بأخر شخص توقعت ان تقابله شخصيا فى هذا الوقت
العجوز الخرف!!
رأت أن عينيه مليئتين بالأسى والاعتذارات وهو يحدق في عينيها دون قدرة على رمش عينيها هي الآخر، قطع التواصل البصري بينهم وتوجه نحو وجد ليقول بصوت خشن
– خلصتي يا حبيبة جدو
ضحكت وجد وهي تقترب من جدها والسعادة تطفو ملامح وجهها المليحة لتميل نحوه مقبلة كلتا وجنتيه قائلة
– خلصت يا جدو
قلب هنا مفطور يحتضر لهذه العلاقة التي حرمت منها بقسوة، علاقة أب ورجل يخبرها ان لا تقلق فهو فى ظهرها دائما
كلمات لم يستطع زوجه الحبيب أن يوفي بها، فبدلا من كل مساء يتوجه الى الفراش، يتخذ الاريكة مضجعه الخاص ويسقط فى غفوة لساعات قبل أن يتوجه لمقر عمله…
سارعت بالتحرك بعد أن اصابها التبلد محدقة نحوهما بجوع للمشاعر التي لم تستطيع ان تلبي رغبتها كما يجب، لتسمع صوت العجوز يقول بصوت بدا مترددا
– اسيا من فضلك محتاج اكلمك ضروري
استدارت اليهما وهي تحدق فيها بدهشة شديدة غلبت ملامحها، قبل أن يتجهم وجهها وتصرخ بالنفي .. رأت نظرة وجد التي توسلتها بأن توافق
جزت على أسنانها والصغيرة تلك، تعترف انها ليست بالهينة اطلاقا.. لتهمس بحدة قبل أن تهرب من الغرفة نهائيا
– بعد الحفلة
هز غالب رأسه موافقا ليرفع يده تجاه وجد قائلا بابتسامة
– العريس جيه، جاهزة ولا نقوله العروسة غيرت رأيها
رأي وجد تنفجر بالضحك وهي تتأبط بذراعي جدها، ليهز غالب رأسه بأسي
هذا الجيل سقط منهم الخجل تماما!!
…….
وقفت جيهان تحدق بابتسامة فخورة الى الحديقة الواسعة لقصر المالكي، الى قطعة فنية جمالية… ما يعجبها في عمل شقيقتها، أنه بعيد تماما عن التكلف والبذخ.. اللون الأبيض يكسوا المكان من حولها والالوان الهادئة… مع الحان موسيقية هادئة تطرب القلب ونسيم المساء هادئا الا من اصوات مزعجة كانطلاق ضحكات صاخبة من بعض الرجال المتصابين هناك في الطاولة التي بالقرب من المسبح، تأففت بضجر وهي تتقدم بفستانها ليلكي غامق محتشم تجاه شادية التي تشرف على بعض اللمسات النهائية لتقترب منها قارصة خصرها قائلة بمشاكسة
-مين كان يصدق البودي جارد يتجوز من سليلة المالكي
شهقت شادية بتفاجئ قبل أن تحدجها بنظرات قاسية وهي تتابع عملها بعينين ثاقبتين لتقول بضجر
– جيهان، مش وقته كلامك..  خليني اشوف شغلي
زفرت جيهان بحده وهي تراقب بعينيها أي شعر اشقر يمر فى الجوار، لكن دون فائدة .. يبدو أن يجيد التخفي جيدا، غمغمت بحنق
– يا ستي مبنقرش الله، بس خليني اشوف شغلي
صمتت جيهان وهي ترى أن شقيقتها متغيرة بعض الشيء منذ أيام، فى البداية توقعته ضغط عمل.. لكن مع اختفاء اتصالات سرمد الصباحية التي دائما ما تفسدها والمسائية، جعلها تميل منها قائلة بمكر
– الجو متصلش بيكي ولا ايه
عضت شادية على شفتها السفلى بتردد بعد شجار ذلك اليوم، لقد توقعت ان الشجار طفيف ككل مرة، لكن يبدو انه يرغب ان تمد يدها للمصالحة تلك المرة.. لكن ماذا تفعل وهي متأكدة أنها لم تفعل شيئا خاطئا فى معتقداتها؟!!!
زفرت بيأس وكل ما هو صحيح وخطأ يختلطان معا حتى تبهت صورة الصواب والخطأ، لتقول
– لأ بعد اللي حصل يومها قفل تليفونه
كسر الصمت بينهما صوت مزمار شعبي قوي جعل جيهان تتسع عيناها بدهشة قبل أن تنفرج شفتاها عن ابتسامة رائقة
– ايه ده !!!! زفة صعيدي
تواصلت شادية سريعا عبر سماعة البلوتوث محدثة أحد العاملين الذين يبلغوها بوجود إحدى الفرق الصعيدية داخل باحة القصر
– انا محدش بلغني انه هيكون فيه زفة
صفقت جيهان يديها بجزل لتتقدم نحو مصدر الصوت بعد أن تحرك عددا ليس قليل من الحفلة ليري العرض الذين لم يشاهدونه سوى فى الدراما
– واضح ان جميلة هانم هتطق، أما الحق اشترك
وعلى الجانب الآخر وقفت جميلة برأس شامخ تتابع تلك المهزلة على الشرفة بعد ان ترك الحاضرين الحديقة ليصوروا الفرقة التي تعزف، اشمأزت ملامحها نفورا وهي ترى تلك العجوز المتصابية
أليست مريضة منذ عدة أيام وعلى فراش الموت، من التي الآن ترقص على إيقاع النغمات الصاخبة تلك ولا كأنها صبية فى العشرين من عمرها
هزت رأسها بيأس وهي تتمسك فى الحاجز المعدني لتشعر بوجود وسيم بالقرب منها وهو ينظر باستمتاع إلى المشهد لتلتفت اليه قائلة بحنق
– عجبك اللي هي عملته ده قدام الناس
احتضن وسيم جميلة وقال لها بمكر
– اهدي يا ماجي مش مستاهلة عصبية، غالب باشا هيعلقنا انا وانتي على بوابة القصر
عيناها هبطت تلقائيا الى غالب الذي ينظر من على بعد معين إلى الفرقة وبجواره صديقه معتصم السويسري، لتأخذها عيناها تجاه وجد التي تصفق يديها بمرح ليتابع وسيم هامسا
– وجد فرحانة .. سبيها تفرح اليوم ده، اكيد مش عايزة تكسري بفرحتها، وبعدين اي ست مجتمع هتيجي تسألك قوليلها ان دي موضة الشباب اليومين دول
هزت جميلة رأسها بلا معنى وهي تراقب سعادة وجد الجمة وهي تري اقتراب من أصبح زوجها بالشرع يقترب منها لتتأبط ذراعه بتملك شديد، همست بفتور
– براحتها لطالما اختارته
ربت وسيم على ظهرها وهو يتابع قائلا بنصيحة
– اهم حاجة هي عايزة مساندتك، دي عندها بالدنيا
عينيها تابعت دون وعي منها تجاه شعلة الصاخبة الحركة تقترب من العجوز المتصابية وقررت أن تجاريها في رقصها، لتهز رأسها يائسة
– شوف اللي عايز تتجوزها بتعمل ايه
وقعت عينا وسيم بجمود على جيهان قبل أن تشتعل حدقتيه وهو يهز رأسه بأسى
– مفيش فايدة فيها
استأذن مغادرا، لتحدق جميلة تجاه العجوز المتصابية التي شعرت ان احدا يراقبها، وثوانٍ تقابلت  أعينهما وملامح الأخرى تحمل ظفرا وانتصارا
جعل جميلة تستشيط غضبا وهي تقبض بعنف على الحاجز المعدني قبل أن ترقص تحية بشقاوة وقد انضممن لها عدة فتيات صغيرات السن فى حلقة دائرية صغيرة مقلدين خطواتها.
……
خطوات وسيم التي يتحرك نحو مصدر هدفه، حذرة .. بطيئة
استدراج الفريسة يتطلب الصبر .. بل الكثير من الصبر، والروية!!
عيناه تحدي نحوها وهي تتمايل بخصرها بدلال يمينا ويسارا يناسبها دائما، فغر وسيم شفتيه بذهول قبل أن تندفع الحمية في أوردته
وتخطيطات استدراج الفريسة، تطايرت فى مهب الرياح.. سارع بالتوجه نحو الحلقة الدائرية الراقصة ليسحبها من عضدها دون أدنى تردد في مظهره أو مظهرها!!
غير عابئا أنه يكرر خطأه مرة أخرى بعد تلك الليلة المثيرة التي كاد يفقد فيها سيطرة جسده وألغي عقله للتفكير
تأوهت جيهان بنعومة مثيرة وجسدها يجر كالبهيمة حرفيا وهو يتوجه بها داخل القصر لتمد يدها الأخرى تحاول منع يده من جرها كالشاة لتتأفف بحنق وهي تستسلم منتظرة نهاية غضبه لتشهق حينما دفعها بعنف لتتحطم عظام ظهرها وهو يصيح بحنق
-خلصتي المهزلة
جسدها رغم عنه ارتجف باثارة وهي تتذكر أن مراحل فقدان سيطرته كالمرة السابقة، لولا أن المرة السابقة كان أخيها هو من رأي المهزلة التي حدثت.. الأمور مرت بأقل الخسائر الممكنة
مسدت موضع ظهرها وهي تأن بتوجع قبل أن ترفرف بأهدابها هامسة بإغواء
– يووه يا وسيم، سيبني بجد الرقص ده تحفة اووي وبقالي سنين مرقصتهوش
زمجر وسيم بوحشية
ليقابلها رفرفة أهداب من جيهان التي تنظر اليه بعينيها الناعستين، ازدرد وسيم ريقه بحنق وهو يلتفت يمينا ويسارا يشد على خصلات شعره بقسوة ليصيح بسخط
– اتلمي شوية
اقتربت خطوة منه وهي تهمس بإغواء ينحر أي عرق رجل حار الدماء
– ما تيجي تلمني انت
جذبت ربطة عنقه الزرقاء، لترفع عينيها نحو حلقه الذي يجليه بصعوبة لتتسع ابتسامتها الماكرة وهو يسحب ربطة عنقه منها قائلا
– يا بنت الناس اعقلي، احمدي ربك المرة اللي فاتت قفشنا اخوكي
اقتربت خطوة منه مرة اخري، لتمرر عيناها نحو كدمة وجهه التي ما زالت تحمل آثار ضرب ماهر له مما فعله
تعترف ان الليلة كانت مجنونة جدا، و الوحيدة الناجية من كل العقاب هي شقيقتها التي لا تعلم ماذا كان يفعل الايطالي معها !
رفعت أناملها تهم بلمس كدمته لتسأل باهتمام
– الضربة لسه بتوجعك؟
انفجر يضحك بسخرية وهو يبعد اناملها ان تلمس انشا واحدًا من جسده، لن يضمن سلامة عقله وهو يري ثوبها الناعم يحتضن قدها بكل نعومة، ليحوقل وهو يشيح بعينيه عنها قائلا بسخرية
– وانتي بتسألي سؤال اهتمام، ولا غرض تاني؟
ابتأست ملامح جيهان وهي تقترب منها بدوره تتأمل الحلة السوداء التي ارتداها، تناسبه جميع الثياب بملامحه الوسيمة وعضلات جسده البارزة أسفل الحلة، لتهمس بامتعاض
– اخص عليكي يا بيبي انا غرضي حاجة تاني، ما تيجي تتشجع وتتجوزني يا وسيم انا عندي كمية طاقة كبت رهيبة
رفع وسيم عينيه نحوها بحدة، يحدجها بنظرات صلبة قبل أن يمد يده يلمس زندها ليجرها مرة أخرى بحدة قائلا
– تعالي
صاحت بدهشة وهي تواكب خطوات قدميه الواسعة
– انت ما صدقت ياراجل، اهدي يا وي وي انا لابسة كعب عالي
ضغط بعنف على زندها لتتأوه بوجع وهو يخترق بعد الضيوف ليتوجه نحو جده ووالدها وبعينيه الخبيرتين يرى أن المياه قد عادت لمجاريها، ليسخر منها بحدة
– كعب عالي ليه، انتِ برجليك اللي زي الزرافة مش محتاجة كعب، اومال سبتي ايه للقصيرين
شهقت بحدة وهي تري سخريته اللاذعة يهين من طولها الممشوق الذي يحسدن الكثير من الفتيات عليها، ثم هذا شرط اخر لأن تأخذ رجلا أطول منها بعضلات جسد صخرية وعينين باردتين كالتي تخص من يجرها بعنف كهذا، لتهتف بلا اكتراث
– والله دي مشكلتهم وده طولي وفخورة فيه، افتكر اني اتطلب مني البس  heels مع بكيني
تخشب جسد وسيم وهو يعتصر زندها بقسوة تشعر بتحطم عظام يدها لتعض طرف شفتها السفلى وهي تتحمل التألم وكله يعود بفضل لسانها، لتشعر به يقترب منها وعينيه مدججتين بالنيران ليهدر فى وجهها بغضب
– امتي ده
ابتسمت بتوتر وهي تهز رأسها محاولة جلب ضحكة شقية، إلا ان نظرة الموت في عينيه جعلها تنطق بصعوبة
– في الاعلانات يا بيبي، كان حتة طقم اسود انما ايه ..  Sexy
مجرد تخيل ما تقوله جعله يجذب كلتا ذراعيها لتسقط اسيرة ذراعيه، ضاربا بكل العادات والتقاليد فى عرض الحائط، ويديه تحاولان دق عنقها ليهز جسدها بعنف قائلا
 – فين صور الاعلان ده، انا مفتكرش انك صورتي مايوه فى الاعلانات
رغم ان العقل يخبرها ان تتوقف عما تفعله، والا تزيد من جنونه الا انها بكل فقد عقل همست
– ما ده كان من وراك
فغر وسيم عينيه بدهشة وهو يترك ذراعيها ليرتد عدة خطوات للخلف، يقرأ فى عينيها أي مزحة او خدعة كعادتها
لكن النظرة الواثقة والهادئة التي ترمقه بها تخبره انها فعلت شيئا مشينا هكذا بحقها
يقسم أنه سيقتل ناجي الحقير هذا ليهدر اسمها بصراخ
– جيهااااااان
جذب صراخه انتباه عدد من المدعوين لتحتقن وجنتي جيهان هامسة
– هوريك الصور بس لما تبقي جوزي، واوعدك اني هلبسهولك  مخصوص
رأت زحف اللون الأحمر لوجه وسيم وعينيه مظلمتين، داكنتين ليقترب منها وهي تتراجع بخوف، قبض على ذراعها بهمجية لتهمس جيهان بتأوه
– اييي يا متوحش
سار وسيم بخطوات مصممة حتي وصل الي جده وحماه المستقبلي، قاطعهم عن الحديث قائلا
– عمي
حدجه معتصم بنظرات ممتعضة قبل أن تسقط عيناه تجاه يده التي وضعت على جيهان ليتنحنح وسيم بحرج وهو يترك يدها دون أن يمنعها من ان تكون محاصرة جواره ليهمس معتصم بأسي
– اهو مش بخلص منه
انتظر وسيم نظرات الدعم من جده الا انه كان يبتسم نحوه بمكر شديد جعله يهمس بصعوبة بالغة وعينيه محدقتان تجاه التي تلونت وجنتيها بالحرج تجاه نظرات العجوز
-غالب باشا ويا معتصم باشا، انا جاي اتقدم لأيد كريمتك المصون جيهان
عضت جيهان على باطن خدها وهي تعلم أن تلك المرة قد نفذ صبر وسيم، صاح معتصم بسخرية
– كلاكيت كام مرة ده يا ولد
تلك المرة لم يجد وسيم الحرج فى ان يتوسل المساعدة من جده، الذي هتف الي صديق عمره قائلا
– عايزين نجوز العيال يا معتصم، خلينا نشوف احفادنا قبل ما نموت
اتسعت عينا معتصم بجحوظ قبل ان يجذب صغيرته من يد هذا الاشقر، ليضع يده خلف ظهرها قائلا بحنق
– انت بتفول في وشي يا غالب
هز غالب رأسه وهو يلقي نظرة تجاه حفيدته الصغيرة الملتصقة بجسد زوجها يتبادلان حديثا خافتا في الطاولة التي تجاورهما ليقول
– بنتك فى مقام وجد بالضبط، وصدقني مفيش انسب من بنتك زي حفيدي
انشرحت أسارير وسيم ليميل تجاه جده يقبل رأسه ليهتف بسعادة
– ايوا يا حبيبي، وافق بقي يا حمايا
غمغم معتصم بحنق وهو يحدق تجاه نظرات جيهان المتهربة من النظر لوسيم ليقول بنبرة ذات مغزى
– طبعا مش محتاجين رأي العروسة، ولا ايه
اطرقت راسها للأسفل بخجل لتهمس بصوت أبح خجول
– اللي تشوفه يا بابا
صاح وسيم متسرعا وهو يهم بالتحرك
– طيب على بركة الله، اجيب المأذون دلوقتي ونتجوز
هدر صوت معتصم بخشونة
– مأذون ايه يا ولد انت، الشهر الجاي الخطوبة وبعدين يبقى نفكر فى موضوع الجواز ده
نظر وسيم نحو جده يتطلب عونه، الا ان غالب اكتفي بهذا الدعم ليقول بنبرة بائسة وهو يعلم ان الشهر القادم لن تكون هناك خطبة
– يا عمي
قاطعه معتصم بصرامة
– ده اخر كلامى يا ولد، ولو مش عجبك شوفلك بنت تانية تتجوزها
هز غالب رأسه باطمئنان، لتتهدل كتفا وسيم بيأس قائلا
– ماشي يا عمي اللي تشوفه
…..
سارت تحية بـ تبختر وهي تتلقي التهاني من بعض سيدات الحي السكني بعد قيامها بليلة سيظل يتحاكى عنها الحي لسنوات قادمة منذ عودتها من المشفى لتقيم احتفالا من أول الحي لآخره بمناسبة عقد قرانه، وقد اشترطت فى الحفلة التي تقام اليوم أن يمنع مصاحبة اطفال الشياطين، لولا انها كانت تريد جلبهم لتزيد من سخط تلك التي تحدجها بنظرات مميتة.. لكن لم ترد إفساد تلك الاجواء واكتفت بجلب فرقة صعيدية كلفها الكثير من الأموال
ربتت على مصوغاتها الذهبية بفرحة ثم تتأكد من لفة حجابها لتقترب من حفيدها وعروسه التي تألقت بفستان أحمر ناري
رأت علامات الضيق تكسو ملامح وجه عاصي، يبدو كما لو انه لم يعجبه ما قامت به لتتقدم نحوهما وحال ما رأتها وجد اشرقت ملامحها على الفور ليبادر عاصي بنبرة ممتعضة
-ايه اللي عملتيه ده يا توحة
ضحكت تحية بصبيانية وهي تقترب منه تلكزه فى مرفقه
-مش بزمتك عملت حس بدل جو الكئيب ده

يتبع..

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية أترصد عشقك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *