Uncategorized

رواية هاربة من الماضي الجزء الأول 1 بقلم يمنى عبد المنعم

 رواية هاربة من الماضي الجزء الأول 1 بقلم يمنى عبد المنعم

رواية هاربة من الماضي الجزء الأول 1 بقلم يمنى عبد المنعم

رواية هاربة من الماضي الجزء الأول 1 بقلم يمنى عبد المنعم

توقفت حافلةً كبيرة بابُها من الخلف في مكان قذر بعض الشيء بالشارع أمام مجموعة من الصبية والبنات الصغار الذين يُطلق عليهم أطفال الشوارع…. 
ثيابهم رثه شديدة الإتساخ ووجوههم متسخة أيضاً، تتراوح أعمارهم ما بين العشر سنوات وما بين الأثنى عشر… لا يوجد لهم أهل أو اقرباء يسألون عنهم ما بين الحين والآخر ولا أحداً يشفق على حالهم، سوى القليل من بعض المارة.
تعجب هؤلاء الأطفال من توقفها هنا وهم يحدقون ببعضهم البعض بدهشة وعدم فهم….
ترجل منها رجلين أحدهما تحدث إلى الآخر قائلاً برجاء:- لازم نتكلم معاهم الأول بس بهدوء علشان ما يقلقوش منا أرجوك.
أومأ الرجل برأسه قائلاً بهدوء:- متخافش أنا هطمنهم على أد مقدر احنا مش عايزين غير مصلحتهم وبس.
في هذه اللحظة كانت هناك على القرب منهم فتاة ما تراقبهم وتتابع تصرفاتهم باهتمام كبير.
لاحظت هي اهتمامهم المنصب على هؤلاء الأطفال المتشردون…. 
أسرعت هي دون تفكير بأخذ حفنة من الأتربة بكفيها من الأرض تحت قدميها.
وألقت بهما ما بين وجهها وشعرها القصير عند كتفيها…. وفرقتهم بأناملها سريعاً، حتى لا تضيع الوقت هباءً منثورا.
وانحنت مرةً ثانية صوب الأرض لأخذ حفنةً منها مرة ثانية.
لكن هذه المرة وضعتها كلها على ثيابها وبعثرتها على عجل جسدها كله… حتى أصبح كل من يراها سيقول أنها منهم مثل الضائعة والمتشردة لن تفرق عنهم بأي شيء.
أندست هذه الفتاة الغريبة بين هؤلاء الأطفال وهي تحني ركبتيها قليلاً حتى تبدو من نفس طولهم.
وهم يستقلون الحافلة من الخلف… لاحظها أحد الرجلين وهي تندس وسطهم.
رفق لحالها وظن أنها بالفعل من بين هؤلاء المتشردين دون مأوى مثلهم… تركها لحالها معهم بالرغم من مظهرها الذي يبدو عليه أن عمرها أكبر منهم بحدود ثماني سنوات….
انطلقت بهم الحافلة سريعاً نحو طريق مجهول بالنسبة لهم جميعاً.
جلست بمفردها منزوية على حالها بعيدةً عنهم… ودموعها تنهمر بغزارة ما بين الحزن والألم.
كان جميع الأطفال يراقبونها بترقب وتساؤل…. ما الذي أتى بمثل هذه الفتاة الذين يرونها لأول مرة.
إلى هذه الحافلة التي تقل متشردين مثلهم… وما حكاية هذه الفتاة الغريبة..
ضمت جسدها بذراعيها تضم ركبتيها إلى صدرها…. شاعرةً بالبرد ينخر عظامها مع بنطالها الذي كاد يتمزق من كثرة ارتدائها له…. الأيام الماضية.
أغمضت عيونها تحاول أن تنسى همومها… إلى أن وصلت بهم الحافلة إلى مبنى كبير مكون من ثلاثة طوابق.
هبط منها طفل وراء الآخر بانتظام تحت تعليمات أحد الرجلين.
نزلت الفتاة متأخرة عنهم تراقب المكان بحذر، قرأت على باب المبنى أنه تابع لإحدى المؤسسات الخيرية.
خطت قدماها ببطء إلى داخل المبنى… وهي تدعو ربها أن تجد الملاذ والأمان هنا… بعيد عن كل ما عرفتهم في حياتها.
اصطف الجميع في طابور طويل ووقفت هي في الوسط… عند إحدى السيدات التي تعمل بالمكان… تجلس على أحد المكاتب وبيدها قلم واليد الأخرى دفتر كبير… تدون به بعض المعلومات المهمة عنهم.
بدأت السيدة بسؤالهم عن أسماءهم بالترتيب… إلى أن جاء دورها.
ارتبكت قليلا عند هذا السؤال قائلة بتوتر وتلعثم:- اسمي… اسمي…. هنا… هنا… عبدالعزيز…
يتبع..
لقراءة الفصل الثاني : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا
اقرأ أيضاً رواية مصيبة اقتحمت حياتي للكاتبة سارة سمير

اترك رد

error: Content is protected !!