روايات

رواية المبادلة الفصل العاشر 10 بقلم نوارة الشرق

رواية المبادلة الفصل العاشر 10 بقلم نوارة الشرق

رواية المبادلة البارت العاشر

رواية المبادلة الجزء العاشر

المبادلة
المبادلة

رواية المبادلة الحلقة العاشرة

وعدها بان ترى سيف الطيب ..
و قد اوفى بعهده ..
فلم تسمع ملاحظة سيئة ..ولا اثر للتسلط..او التعنت ..فلقد عاملها بشكل لطيف للغاية ..
او ربما هى اقتنعت ان الطاعة افضل ..
وانها لن تجنى شيء من التمرد ..
فهى تعبت ..
تعبت من الحرب ..
وتعبت من الهزيمة ..
حاربت الا تتزوجه وانهزمت ..
وحاربت الا تنجب منه ..وانهزمت ..
انه قوة اكبر منها ..
وعندما تكون الريح قوية لا يجب ان نقف امامها ..
عاد الى سيف اللطيف الذى كان معها طيلة الشهر ونصف الماضيان ..
ولم تعرف ايهما حقيقي ؟؟
سيف الطيب ام سيف المتسلط ؟؟
ايهما تزوجت؟
ايهما ستعيش معه ؟
فبوجود طفل بينهما اصبح الطلاق ضربا من الخيال ..
لم يكن ليطلقها بما يملك من اوراق تدين والدها.. واليوم وهى تحمل طفله ..الامل فى طلاقها منه كالامل بان تطير الفيلة ..
ذهبت معه للطبيب ..
كان يفحصها الطبيب بينما سيف يبدو كزوج سعيد للغاية ..محبا لزوجته …سعيدا لوجود ثمرة تجمعهما معا حتى انها اوشكت ان تصدق من قوة اقناعه ..
وضع الطبيب السائل البارد على بطنها فاصابتها القشعريرة ثم اشار الطبيب الى نقطة سوداء على الشاشة امامه وهو يقول هاتفا :” ها هو”.
من يقصد ..
تلك النقطة السوداء هى طفلى ؟
طفلنا؟
نقطة !!
بينما الابتسامه البلهاء تملأ وجه سيف وهو يقول وقد التمعت عيناه من الفرحة :” كيف هو؟كم عمره؟”
رد الطبيب بنبرة هادئة :” هو بخير ..عمره ستة اسابيع ..ولكن..”
لكن ؟؟
هذة ال (لكن ) تحمل خبرا سيئا ..
انمحت الابتسامة من وجه سيف وهو يتعجل الطبيب :” ولكن ماذا؟”
قال الطبيب ببساطة :” زوجتك ستحتاج الى الراحة الشديدة لشهر ونصف قادم ..مع بعض الحقن لتثبيت الحمل “.
سأل سيف وهو يبدى حيرته :”م ..ماذا تقصد؟”
اجاب الطبيب بلهجة علمية :”اقصد انه هناك احتمال لعدم اكتمال هذا الحمل ..ولكى يكتمل ساكتب لها على بعض الادوية لتثبيته وضمان استمراره ..ولكن ذلك يتطلب الراحه التامة والبعد عن اى مجهود “.
سأل سيف دون حياء :” وانا ؟؟…اقصد علاقتنا؟؟؟”
احمر وجه الطبيب بينما اصطبغ هى وجهها من الخجل والغضب ..
سعل الطبيب منحرجا من عدم فهم سيف له ثم قال بهدوء وتريث:” للاسف انتما ستضطران الى ..الى التوقف عن ممارسة …اقصد العلاقة ال…لشهر ونصف “.
كان الاحباط على وجه سيف ..كطفل تم حرمانه من لعبته المفضلة ..
ما به ؟؟
الا يهون كل شيء فى سبيل ولى عهده؟؟
لما هذة الرغبة المفضوحة ؟
تنهدت بارتياح ..فربما تكن تلك الفترة راحة لها من حيرتها بسببه ..
من تمثيله ..
من وجوده ..
وجوده الذى لا تعرف شعورها تجاهه ..
هل تحب وجوده ..ام تكرهه؟؟
هل ضربات قلبها الشديدة عندما يقترب منها طبيعية ..ام ..
هل سعادتها الحديثة بين زراعيه …نتيجة لتغيره معاها ..ام تغيرها هى ؟
هل ..
هل احبته؟؟
هل نجح فى خداع قلبها كما خدع عقلها لاسابيع ..
نعم يريدها .
تعلم ذلك .
يريدها كلعبة جديدة ..كلعبه يخرج فيها كل طاقاته …
بارع هو ..
لعب على اوتار القلب والجسد ..فأسرهما معا ..
فالجسد ..ذلك الجسد الخائن المستسلم الذى يذوب من لمسه واحدة منه ..
والقلب ..القلب الغر ..الذى انساق وراء زيفه لاسابيع ابتدأت باعجاب وانتهت بوله ..
الغبية التى منعت نفسها من الانزلاق فى اى مشاعر حب فى مراهقتها ..هاهى تتعلق باول رجل يمر فى حياتها ..
نعم كانت تنوى ان تخرج كل طاقات الحب لديها لزوجها ..
ولكن ليس هذا الزوج..
وانما ذلك الفارس الذى بخيالها ..
فارس ..رجل ..رجل فى اخلاقه وتصرفاته ..
.
هاهى تحب زوجها..كما عاهدت نفسها منذ سنوات . فى مراهقتها …لكن زوجها الان .. ..زوجها الابله المتسلط عديم القلب ..
زوجها الذى لم ولن يحبها .. ليس من عاهدت نفسها بحبه يوما ما ..
وكأن مشاعرها التى حبستها فى داخلها سنوات كسرت الحاجز و خرجت كطوفان ..
خرجت فى الاتجاة الخاطىء ونحو الشخص الخاطىء ..
كانت مازالت تشتعل غضبا وخجلا من سؤاله الفج..وطريقته فى عرضه..
كيف يراهما الطبيب الان ؟؟
هما متزوجان منذ اكثر من خمس شهور ..
وليسا بعد فى شهر العسل ..حتى يبدو وكأنه لم يشبع بعد منها ..
نظرت اليه بالسيارة ..تتأمله ..
هو ايضا كان وجهه مشتعلا ..بالاحباط ..
الم يكن ذلك تمثيلا امام الطبيب ؟؟
هو بالفعل محبط!!
كانت تصعد الى غرفتها و كعب حذاؤها يضرب الارض بغضب ..
اوقفها بسؤاله:” ما بك؟”
ردت بلهجة غاضبة :
“ما بى؟…
الا تعرف ما بى ..
الا تعرف ما فعلته منذ قليل ..
كيف تتحدث مع الطبيب بتلك الجرأة ..وتبدو وكأنك ..وكأنك”
اكمل مستفسرا :”وكأنى ماذا؟”
ردت بذات اللهجة : “وكأنك طفل صغير قد فطم مبكرا “.
ضحك بهزل بينما سأل رافعا احد حاجبيه:
“ايخجلك ويغضبك رغبتى بك؟”
قالت هازئة: “رغبتك!..
كانت تلك الرغبة حتى هدف معين وهاهو قد تحقق ..اذن توقف عن التمثيل “.
زال الهزل ..بينما ارتسم الجمود على ملامحه وهو يقول :” انا لا امثل ..انا ارغبك ..بشدة ..اكاد ادمنك ..وكأنك شراب مسكر ..”
استطرد بلهجة من تعرض لاهانة :” لست امثل الرغبة ..نعم اردت طفلا …ولكنى لم امثل انى اريدك ..فانا بالفعل اريدك ..”
سألت وقد اذهلها اعترافه بينما يحدوها الامل : “الرغبة فقط هى كل ما يجمعنا ؟”
اجاب بصدق شديد:”حتى الان ..و اجدها كافية جدا “.
كافية؟؟
لا
ليست كافية بالنسبة لى يا سيف ..
سالت تبحث عن شيء ما ..شيء اخر :” وماذا بعد ان تنتهى ؟”
اجاب بحيرة صادقة :” لا اعرف ..ادعى الله الا تنتهى “.
اجابت بحدة و قد ملأها اليأس: ” ربما ادعو الله ان تنتهى ..ان تنتهى سريعا “.
سأل مزيدا من احباطها ويأسها :”وكيف ستعيشين مع رجل لا يحبك ولا يرغبك؟؟ ”
نظرت اليه وقد اتسعت حدقتا عيناها ..بينما هو يستطرد :” لقد اخبرتك من قبل ان لا طلاق ..
انا لا اؤمن بالطلاق ..انتى زوجتى حتى يفرقنا الموت “.
وضع كفيه فى سترته بينما يقول بتأوه :” ادعى الله ان تشتعل الرغبة بيننا ..دوما ..”
دخل مكتبه ..تاركا اياها تقف فى ذهول ..
اكملت درجات السلم ببطء وهى شاردة ..لا طلاق ..بينهما رغبة …لا حب ..
وعليها ان تقبل بذلك ..فالرغبة افضل من لا شيء..
ولكنها لا تريده دون حب ..
تريد حبه ..
هو ابقي واهم من اى رغبة ..
فكرت وقد وجدت بعض الامل..
ربما ..
ربما مع الوقت يحبها ..
الم يحدث من قبل ان احب الازواج زوجاتهم برغم طرق الزواج التقليدية ..الم يقرب الابناء من ابائهم ..
ربما يقرب طفلهما منهما ..
ربما فى يوم تزداد ضربات قلبه فى قربها كما يفعل قلبها معه ..
ربما فى يوم يأمل حبها كما تأمل هى .
لماذا لا ترضي بوجود شيء يربطه بها حتى لو كان الرغبة فقط ؟؟
هذا الشيء ربما تحول الى شيء اخر ..
ربما تحول الى مشاعر حلوة .
وضعت راسها على وسادتها تنتظره ..
لن تحرق كل المراكب والطرق بينهما .
صعد بعد وقت طويل كادت تغفو فيه اكثر من مرة ..
جلست فى الفراش عندما دخل الغرفة ..
اشار اليها محذرا :” لا مزيد من النقاش ” .
هزت راسها موافقة ..
رفع حاجبه مندهشا من استسلامها السريع ؛بينما سال مستفسرا وهو يخلع ملابسه :” لماذا مازالتى متيقظة؟”
قالت بنعومة :” اعتدت النوم بين زراعيك الفترة الماضية ..و…و “.
اكمل نيابة عنها :” لكن ..لقد قال الطبيب”.
قاطعته ووجهها يزداد احمرار بشكل محبب :” اريد النوم فقط يا سيف ..لا شيء اخر”.
غمز بينما يقول بوقاحة وقد اعجبه لون وجهها و خجلها وبراءتها :” ولكنى اتتوق لذلك الشيء الاخر ..”
استطرد :” ساصبر..كلها اسابيع قليلة .”
بينما يدخل الفراش باندفاع يحتضنها وراسها اسف ذقنه ..كان يداعب باصابعه الطويلة خصلات شعرها بينما هى تتمتع بدفء زراعيه وتلتمس الراحه على صدره ..
غفت فى خلال دقائق ..غير واعية لتيقظه وانعقاد حاجبيه فى التفكير .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية المبادلة)

اترك رد

error: Content is protected !!