Uncategorized

رواية غرام الوتين الفصل الثامن 8 بقلم سمسم

 رواية غرام الوتين الفصل الثامن 8 بقلم سمسم

رواية غرام الوتين الفصل الثامن 8 بقلم سمسم

رواية غرام الوتين الفصل الثامن 8 بقلم سمسم

خافضة نظرها تشعر بأن احبالها الصوتية قد فقدت النطق تزدرى لعابها مرارا وتكرارا ،فاعاد عليها السؤال مرة أخرى
المأذون:” مقولتيش مين وكيلك يا عروسة “
حالة من الترقب اصابت جميع الجالسين كأنهم بانتظار قرار حاسم ، فركت رقية يدها بتوتر شديد لا تعرف ماذا أصابها فجأة فهى كانت من داخلها تشعر بالسعادة لماذا الآن لا تقوى على الرد او فعل اى شئ ؟ ظل الحاضرين ينظرون لبعضهم البعض متعجبين من صنيعها
ممدوح:” رقية حبيبتى انتى مبترديش ليه”
رقية:” بابا انا”
ممدوح:” مالك فى ايه يا حبيبتى”
نظر إليها يحيى يتمنى ان تثور حقا ان تصرخ وترفض تلك الزيجة حتى يتخلص من تأنيب ضميره إلا ان قلبه بداخله يصرخ به أنه يريدها هى فقط
رقية:” ها لاء مفيش حضرتك بابا هيبقى وكيلى”
كأن الكلمة خرجت منها تحمل معها ارتياح لقلوب كانت بانتظار هذه الكلمة وتحمل ايضا غضب وخوف شديد لقلوب أخرى 
وضع يحيى يده فى يد والد العروس شرع المأذون فى كتب الكتاب فمن بين الحضور والد سعيد بزواج ابنه، وزوجة أب تشعر بغليان الحقد والغضب بداخلها، وام تشعر بالخوف على ابنتها، وصديقة تشعر بالشفقة على ما ستؤل اليه حياة صديقتها الوحيدة
المأذون:” بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير مبروك”
اخترقت تلك الجملة مسامعها شعرت بهروب الدماء من عروقها و ببرودة تزحف اليها تغزو أوصالها فهى الآن اصبحت زوجته زاغت نظراتها فى كل الانحاء تحاول استيعاب ماهى مقدمة عليه .هتف والده بفرحة عارمة
زاهر:” الف مبروك ربنا يتمم بخير”
كأنه اصيب هو ايضا بحالة من التيه لا يفقه شئ مما يحدث حوله فكأن كل شئ صار وهو فى عالم اخر ولكنه يفقه حقيقة واحدة فقط ان تلك الفتاة اصبحت الآن زوجته…هل قال زوجته ؟ هل بدأ عقله يستجيب إلى تلك الوخزة الصغيرة التى يشعر بها قلبه ؟ لا…هتف به عقله ان يكف عن ذلك فهى لا تستحق ان يجرها معه الى ذلك الفساد الذى يعيش به فهى فى نقاءها تشبه ثوب ابيض يخشى عليه من الدنس ..ولكن تلك الوخزة تهمس له …لماذا لا تحاول انت ان تتبع مسارها فتنقى روحك مما اصابها من الخراب والدمار…لماذا لا تمنح نفسك فرصة تخرج بها من عالمك الفاسد بدأ يشعر بأمل وانتشاء من كم التخيلات الوردية التى بدأ يصورها له عقله …فهو يتخيل نفسه الآن زوجا وهى زوجته لديه اطفال يعيش حياة طبيعية وسعيدة ، ولكن بعد ثانية واحدة وجد نفسه ينفض ذلك التفكير عنه يعقد حاجبيه كأنه بذلك يحارب ما يجرى بداخله من صراعات اوشكت على الفتك بقلبه وعقله .انتبه على كلام صديقه له فهو الوحيد الذى اصر على حضوره معه
خالد:” مبروك يا يحيى ربنا يتمم بخير”
يحيى:” شكراً يا خالد عقبالك”
وجد خالد نظره يلتفت الى تلك الفتاة الجالسة عاقدة ذراعيها كأنها مكرهة او مجبورة على الحضور فلم يخفى عليه جمالها الذى تواريه خلف قناع الغضب المكبوت الذى ترتديه الآن . رفعت وجهها وجدته يناظرها بعينيه زمت شفتيها بتبرم فعلى ماذا ينظر هو الآخر؟ الا يكفى تلك الكارثة التى ستحل بصديقتها ، اشاحت بوجهها عنه بضيق كأنها تخبره ان يكف عن النظر اليها هكذا فلو بيدها الآن كانت قامت بطرده هو ومن اصبح يسمى زوج صديقتها
اقترب خالد يهمس ليحيى يريد معرفة من تكون تلك الفتاة التى تأبى عينيه ان تنظر الى شئ اخر سوى هذا الوجه الغاضب
خالد بهمس:” يحيى مين البنت دى اللى قاعدة جمب عروستك”
يحيى:” دى باين صاحبتها”
خالد:” بس حلوة اوى يا يحيى متفرقش عن عروستك الاتنين يهبلوا”
امتعض يحيى من ان خالد ربما لاحظ جمال زوجته لايعرف ماهذا الشعور الذى تسلل الى عروقه الآن مطالبا بصفع خالد على انه نظر اليها
يحيى:” هبل لما يهبلك احترم نفسك يا خالد انت مش شايف اصلا بتبصلى انا وانت بقرف ازاى فاضل شوية بس وتولع فينا”
خالد:” الله الله انت بتغيير ولا ايه يا يحيى هو حصل”
يحيى بعدم فهم:” هو ايه ده اللى حصل”
خالد:” انك وقعت على بوزك يا ابن زاهر صفوان”
تجاهل كلامه الذى ربما يحمل بعض الحقيقة الذى يحاول هو جاهدا على ان يخفيها ان يقمع هو ذلك الإحساس الذى يعاوده كلما تطلع فى هذا الوجه الجميل .انصرف الحاضرين لا تعرف كيف وجدت نفسها جالسة بمفردها معه لاترفع رأسها مدت يدها تمسح وجهها وكأن وجهها اصبح غارقا بعرق وهمى لم يكن موجوداً من الأساس تنحنح قليلاً يصدر صوتا خافتا لايجد هو الاخر ما يقوله 
يحيى بتلعثم:” انا انا…”
نفخ بضيق فمن يراه الآن لا يصدق انه يمتلك رصيد من الكلام قادرا على اغواء عقول الفتيات الا انها لا تشبه هؤلاء الفتيات اللواتى يعرفهن . نظرت اليه تريد ان تعرف ماذا يريد ان يقول؟ وجدت نفسها تهتف بنبرة هادئة
رقية:” انت ايه يا يحيى”
ما اجمل ان يسمع اسمه منها فهو استمع له من افواه كثيرة ولكن لماذا شعر باضطراب عندما سمعه منها وجد نفسه قائلا
يحيى:” انا لازم امشى عن اذنك”
نهض من مكانه تتسارع خطواته للخروج من هذا المكان نظرت لاثره بحزن فهى تعلم ان مهمتها ليست سهلة ولكن يجب ان تتحلى بالصبر وقبل ذلك ثقتها بالله
*”*”*
فى الشركة… سمع طرق على باب مكتبه اذن للطارق بالدخول .انفتح الباب دلفت منه لا يصدق انها أتت الى هنا مرة اخرى ولكنه لم يجد مفر من الترحيب بها 
ثائر:” اهلا يا سلاف اتفضلى”
ابتسمت له ابتسامة عريضة فهى منذ ان قابلته مرة اخرى لم تمنع نفسها من المجئ اليه
سلاف:”شكرا يا ثائر انا عطلتك ولا حاجة”
ثائر:” لا ابدا اتفضلى”
جلست امامه تضع قدم على الاخرى تجلس بهدوء ولكنه لا يصدق ان تلك المرأة الجالسة امامه هى تلك الفتاة التى كان يعرفها فى الماضى فكأن الحياة نزعت عنها قشرة البراءة التى كانت تغلفها لتجعل منها امرأة قوية لاتخشى ما تفعل
ثائر:” تشربى ايه يا سلاف”
سلاف:” ميرسى يا ثائر  شكراً انا جيتلك علشان كنت محتاجة اتعاقد معاك على ان تورد للشركة بتاعتى اجهزة الكترونية من اللى انت بتستوردها”
ثائر:” هو انتى خلاص نقلتى شغلك هنا خلاص”
سلاف:” ايوة ناوية استقر هنا ان شاء الله”
حاول رسم ابتسامة على وجهه الا انه من داخله يعلم ان ربما مجئ سلاف اليوم لم يكن بغرض العمل فقط فهو ربما مازال قادرا على قراءة تعبيرات وجهها 
ثائر:” مبروك هكلم رمزى يحضرلك عقد للتعاقد وان شاء الله الطلبية توصلك”
سلاف:” هتأخد وقت كتير”
ثائر:” اسبوع بالكتير فى شحنة هتوصل بكرة فيها افضل اجهزة الكترونية وهتعجبك”
سلاف:” اكيد مفيش حاجة هتيجى منك ومش هتعجبنى يا ثائر”
وكأنها تركت العنان للسانها يخرج ما بداخلها من كلمات دفينة ظلت حبيسة الذكريات سنوات طويلة
ثائر:” شكرا على ذوقك يا سلاف”
سلاف:” ممكن نشرب مع بعض قهوة لسه زى زمان بتحب شرب القهوة”
ثائر:” الظاهر انها بقت ادمان عندى ثوانى هطلب القهوة من البوفيه”
قام من مكانه يتجه صوب الباب تعجبت لماذا سيخرج من المكتب
سلاف:” هو انت رايح فين”
ثائر:” هطلبك القهوة واكلم رمزى يحضر العقد عن اذنك”
خرج من المكتب اتجه صوب البوفيه الخاص بالشركة رأه العامل العجوز ذو الوجه البشوش
صالح:” اؤمر يا ثائر بيه”
ثائر:” الأمر لله يا عم صالح عايز  فنجانين قهوة مظبوط”
صالح:” من عنيا الاتنين”
ثائر:” تسلم عينيك ابقى هاتهالى على المكتب”
صالح:” حاضر”
ثائر:” يحضرلك الخير”
بعد ذلك وجد نفسه يذهب الى مكتب رمزى الذى كان منغمساً وسط العديد من الاوراق ولكنه رفع رأسه عندما سمع صوت خطوات
رمزى:” فى ايه يا ثائر”
ثائر:” عايزك تحضرلى عقد توريد اجهزة إلكترونية”
رمزى:” مين الطرف التانى”
ثائر بهدوء:” سلاف المنصورى”
رمزى:” انت بتقول مين يا اخويا”
ثائر:” سلاف المنصورى يا رمزى”
رمزى:” وانت شفتها فين تانى”
ثائر:” قاعدة عندى فى المكتب دلوقتى”
رمزى:” هو اللى بيحصل ده بجد ولا تهيؤات يا ثائر”
ثائر:” مش عارف يا رمزى بس هى جت تكلمنى فى شغل زى اى عميل بييجى هنا”
قام رمزى من مكانه يقف مواجه له يضع يده بجيوبه يحاول ان يستوعب كلماته
رمزى:” انا مش مرتاح للموضوع ده يا ثائر”
ثائر:” ولا انا كمان يا رمزى مش عارف ايه اللي بيحصل “
رمزى:” المصيبة ان احنا عارفين سلاف كويس وهو ده اللى مخوفنى من ردود افعالها وتصرفاتها”
ثائر:” انا كنت فاكر ان نسيت بس ظهرت دلوقتى وفكرتنى باللى حصل زمان من جدها”
بعد ان أردف بكلماته وجد نفسه يضع يده على وجنته يتحسسها بنظرة ساخطة وكأنه لم ينسى تلك الصفعة التى صفعها له جابر المنصورى
نفخ رمزى بضيق فحياتهم مستقرة على أفضل حال لماذا اصبح وجود سلاف يهدد هذا الاستقرار؟ هل بسبب انه كان يعلم مدى تعلقها وهوسها بثائر؟ 
*”*”*
فى قسم الشرطة…كان يجلس فى انتظار التقرير اليومى للمراقبة التى فرضها على تلك الفتاة فهو جعل احد رجاله يتتبعها اينما ذهبت ليأتى له بتقرير مفصل عن كل تحركاتها اليومية سمع طرق على الباب اذن للطارق بالدخول
أيمن:” ادخل”
دلف رجل الى المكتب قام بتأدية التحية العسكرية له ثم مد يده له ببعض الاوراق
متولى:” اتفضل يا افندم تقرير المراقبة بتاع النهاردة”
أيمن:” شكراً يا متولى ايه الاخبار النهاردة”
متولى:” هى حضرتك خرجت من البيت الساعة 10 راحت المعرض لحد الساعة3 وبعدين خرجت مع جماعة اصحابها”
أيمن:”كان فى شباب معاهم يا متولى”
متولى:” لاء يا افندم كانوا بنتين معاها بس”
أيمن:” ها وبعدين”
متولى:” راحوا مطعم اتغدوا وقعدوا شوية وبعدين راحت المستشفى لباباها وبعد كده روحوا هم الاتنين وجيت لحضرتك”
أيمن:” ماشى شكراً يا متولى روح انت”
متولى:” بس حضرتك ممكن اسألك سؤال”
نظر اليه أيمن فى حالة تمعن يريد معرفة ماذا يريد؟ او ماهو السؤال الذى يريد ان يسأله
أيمن:” سؤال ايه ده يا متولى”
متولى:” حضرتك انت مخلينى اراقبها ليه دى باين عليها بنت ناس مش زى الناس المشبوهة اللى بنراقبهم هى عملت ايه”
حاول ان يجد ما يسعفه من اعذار ولكنه لم يفلح فلم يجد مفر سوى ان يتهرب من اجابته على سؤاله
أيمن:” مش لازم تعرف يا متولى خليك فى شغلك وبس”
متولى:” انا اسف يا باشا عن اذنك”
أدى التحية العسكرية مرة اخرى قبل خروجه من المكتب .نظر ايمن الى الاوراق التى كتب فيها كل خطواتها بالتفصيل يبتسم ابتسامة خفيفة يستند بظهره على كرسيه بهتف باسمها 
أيمن:” نورين”
اغمض عينيه يتذكر اخر مرة رأها فيها فهو منذ ان قابلها وهى اشعلت فى قلبه فتيل الحب فأصبحت لا تبارح ذهنه تستحوذ على تفكيره يرفض التفكير فى أمر اخر فتذكر ان رقمهاتف منزلها بحوزته وجد نفسه يتصل بها حتى يسمع صوتها ولكن جاءت النتيجة مخيبة لاماله فمن قام بالرد على الهاتف صوت انثوى اخر
الخادمة:” الو ايوة مين”
أيمن:” ممكن اكلم انسة نورين”
الخادمة:” ثوانى حاضر”
ظل ينتظر بضع دقائق حتى جاءه صوتها على الطرف الاخر يحدث ثورة بداخل قلبه 
نورين:” الو ايوة مين حضرتك”
أيمن:” انا أيمن يا انسة نورين”
نورين:” ااه حضرة الظابط خير فى حاجة”
ماذا يقول لها ؟ فكأن كل افكاره وكلماته هربت من عقله فجأة ولكنه وجد عذر وهمى
أيمن:” بكلمك علشان تيجى نقفل المحضر بتاع سرقة شنطتك”
نورين:” هو المحضر مكنش اتقفل”
أيمن:” لاء لسه لو ممكن حضرتك تيجى بكرة”
نورين:” ان شاء الله ممكن اجى لحضرتك على الضهر قبل ما اروح المعرض”
أيمن:” وانا فى انتظارك مع السلامة”
نورين:” الله يسلمك”
اغلقت الهاتف ظلت تبتسم على تصرفه وتفكر ماذا يريد منها هذا الرجل ؟ فتلك الحجج الواهية لم تقتنع هى بها 
*”*”*
عاد إلى المنزل اليوم متأخراً عن عادته دلف الى الشقة ينادى على زوجته فهو لا يسمع صوتها او صوت أطفاله فالشقة غارقة في الظلام الدامس قام بإضاءة الانوار
أسامة:” دينا دينا انتى فين”
ولكنه لم يجد ما يجيب نداءه فخشى ان يكون حدث لها او لاطفاله مكروه فاخرج الهاتف سريعا من جيبه يهاتفها 
اسامة:” دينا انتى فين انتى كويسة الاولاد كويسين انا رجعت البيت ملقتش حد”
دينا:” انا عند ماما”
أسامة:” عند ماما بتعملى ايه دلوقتى الوقت اتأخر”
دينا:” انا هبات عندها النهاردة”
جز على أسنانه بقوة بعد ان تفوهت بهذا الكلام تحدث بغضب مكبوت يحاول أن يسيطر على اعصابه
اسامة:” وحصرتك تباتى عندها ليه ملكيش بيت وراجل تسأليه قبل ما تخرجى”
دينا:” اسامة انا محتاجة اريح اعصابى شوية اذا سمحت”
اسامة:” تريحى اعصابك براحتك يا دنيا ولو مش عايزة ترجعى خالص برضه براحتك”
صدمتها كلماته التى ألقاها على مسامعها الآن حتى شعرت بدموعها تفر من عينيها
دينا:” شكرا يا اسامة عن اذنك”
قامت بغلق الهاتف لم يدرك فداحة كلمته الا عندما شعر بتغير نبرة صوتها فهى ولاشك ربما تبكى الآن ولكن حاول أن يخرص صوت ضميره بأقناع عقله انه على صواب وانه لم يخطئ بحقها بل هى من اخطأت من البداية بعدم اخباره بنيتها فى العودة إلى العمل مرة أخرى وجد نفسه يخرج من الشقة قاصداً منزل والده فتحت له والدته الباب بابتسامة
نادية:” اهلا يا حبيبى”
دلف اسامة الى الداخل وجد والده يجلس يشاهد البرامج الإخبارية ابتسم له ابتسامة خفيفة
رفعت:” اهلا يا اسامة امال مراتك وولادك فين”
نادية:” اه انت مجبتش دينا وجنة وياسين معاك ليه”
جلس بجانب والده يضع يده اسفل ذقنه يغمض عينيه بارهاق
اسامة:” دينا بايتة هى والاولاد عند خالتى النهاردة “
نادية:” ليه فى حاجة خالتك فيها حاجة ولا ايه انا مكلماها النهاردة الصبح كانت زى الفل”
أسامة:” دينا زعلانة”
رفعت:” زعلانة من ايه ايه اللي حصل خلاها تزعل”
ظل اسامة صامتاً فتعجب والديه من صمته ولكن والدته جلست بجواره تريد معرفة ماحدث؟
نادية:” ما تنطق يا ابنى بقى فى ايه”
اسامة:” زعلت علشان انا رفضت انها تشتغل”
رفعت:” وانت رفضت ليه يا اسامة”
اسامة:” علشان هى مقلتليش الا بعد ما خلاص ضمنت الوظيفة”
نادية:” هى كانت قاصدة تخبى عليك” 
اسامة باندفاع:” اكيد هى قاصدة امال عملت ليه كده يا ماما”
نادية:” هو انت لسه زى ما انت بعد السنين دى كلها ولسه برضه بتتهور فى قراراتك”
اسامة:” انا متهورتش هى قالتلى وانا رفضت كان المفروض تسمع الكلام وهى ساكتة مش تعمل زعلانة وتسيب البيت”
رفعت:” هى يا ابنى شغالة عندك علشان تقولك حاضر ونعم وبس انت عمرك شوفتنى كلمت والدتك باسلوب مش كويس او فرضت عليها رأى بالعافية”
اسامة:” بابا انا مغلطتش وعن اذنكم انا داخل انام”
قام من مكانه معلن عن انتهاء حديثه مع والديه يدلف الى غرفته القديمة التى كان يسكنها قبل زواجه
*”*”*
مر وقت طويل ومازالت جالسة ترتشف ربما الفنجان الخامس من القهوة منذ مجيئها إلى الشركة فنظر الى ساعة يده وجد انه حان موعد ذهابه من الشركة ليعود الى المنزل ولكن كيف يخبرها بذلك فربما هى سعيدة بجلوسها معه فهى تحدثت معه فى مواضيع عديدة تذكره ببعض المواقف التى كانت تحدث معهم وهم صغار
سلاف:”فاكر يا ثائر اليوم اللى وقعت فيه من على السلم فى المدرسة ودراعك انكسر”
ثائر:” فى اليوم ده انتى قعدتى تعيطى كتير”
سلاف:” علشان خفت عليك يا ثائر”
تهدج صوتها عندما اخذها الحنين الى تلك الذكريات . لم يخفى عليه هو تغير نبرة صوتها فاراد حدوث معجزة الآن تخلصه من هذا المأزق، ولكن انفتح الباب فجأة تدلف منه زوجته بابتسامة هى وأطفاله هتفت بابتسامة
وتين:” ثائر احنا جينا”
لم تكن تعلم انه يوجد احد معه فى مكتبه فاعتذرت عن اندفاعها فى الدخول
وتين:” اسفة مكنتش اعرف ان فى حد معاك”
ولكن اندفع اليه أطفاله يرتمون فى أحضانه يطبق عليهم بحب وابتسامة 
ثائر:” ولا يهمك يا حبيبتى اعرفك مدام سلاف المنصورى دى وتين مراتى”
وتين:” اهلا وسهلا بيكى يا مدام سلاف”
سلاف:” اهلا بحضرتك يا مدام وتين”
مدت سلاف اليها يدها تصافحها بابتسامة لم تصل الى عينيها فنظراتها تشمل كل أنش فى وجهها تريد التعرف على زوجته تتفحص كل ملامحها من رأسها حتى أخمص قدميها، ثم نقلت نظراتها لترى أطفاله ،ثلاثة أطفال بملامح وجوه جميلة يحملون بعض الشبه منه
سلاف:” هم دول ولادك يا ثائر”
ثائر:” ايوة “
سلاف:” حلوين اوى تعرف ان فيهم شبه منك وانت صغير وخصوصا الولد ده انت اسمك ايه”
رائد:” انا مسميش ولد اسمى رائد”
سلاف بابتسامة:” حتى وارث عن ابوك الشخصية القوية هو كان كده برضه وهو صغير اى حد يقوله حاجة لازم يرد عليه ومكنش بيسكت لحد خالص”
فركت وتين يدها بعصبية طفيفة من كلام تلك المرأة عن
زوجها فمن الواضح انها تعرفه معرفة قوية ولكنها حاولت جاهدة ان تخفى تلك الغيرة التى بدأت فى الاشتعال فى قلبها من لهجة التودد فى صوت سلاف وهى تتحدث عن طفولة ثائر
وتين:” هو انتى تعرفى ثائر من زمان”
سلاف:” اعرفه من ايام ما كنا فى المدرسة مع بعض”
وتين:” اه انتوا معرفة قديمة يعنى”
سلاف:” حاجة زى كده عن اذنكم سلام يا ثائر اشوفك وقت تانى”
ثائر:” مع السلامة”
اخذت حقيبتها تبتسم له ابتسامة فاتنة زادت فى اشعال لهيب الغيرة فى قلب وتين تابعت وتين مشيتها التى تشبه عارضات الازياء فهى كأنها مثال للغواية يتجسد فى هيئة إمرأة ، خرجت سلاف و اغلقت الباب خلفها . كانت وتين مازالت انظارها عالقة بالباب لم تفيق من شرودها الى على يده التى ضغطت على كتفها لتعيدها إلى الواقع
ثائر:” مالك يا وتين مسهمة كده ليه”
وتين باستفسار:” مين الست دى يا ثائر”
ثائر:” ما قولتلك ان اسمها سلاف المنصورى ودى عميلة “
وتين:” بس باين عليها انها تعرف كل حاجة عنك”
ثائر:” علشان زى ما قالتلك كنا مع بعض فى المدرسة من واحنا صغيرين”
وتين:” اااه من وانتوا صغيرين قولتلى بقى”
لايخفى عليه تلك النبرة الممزوجة بالغيرة بالرغم من محاولاتها اخفاء نبرة صوتها الغيورة الا انه شعر بكم الغيرة التى ربما نشبت فى قلبها الآن فهى مازالت كما هى تغار بجنون بالرغم من محاولاتها الفاشلة فى اخفاء غيرتها حتى لا يتطور الأمر بينهم
ثائر:” مقولتليش ايه المفاجأة الحلوة دى”
وتين:” الاولاد هم اللى زنوا عليا علشان نيجى احنا هنمشى”
عندما تقدمت خطوة مبتعدة عنه مد يده يمسك معصمها التفتت اليه ترمش بعينيها عدة مرات 
وتين:” فى ايه”
ثائر:” استنى يا وتين”
ثم نظر الى أطفاله الذين كانوا يعبثون فى اوراق عمله يحدثون فوضى على مكتبه
ثائر:” حبايبى يلا بينا علشان نروح”
وتين:” انت خلصت شغلك ولا لسه فى عملاء تانين “
طغت نبرة سخرية طفيفة على كلامها ، رفع احدى حاجبيه يطالعها بصمت ولكنه لا يعرف لماذا شعر بشئ مسلى فى غيرتها؟ هل لأنها تغار عليه بسبب حبها الجنونى والعاصف له ؟ فهو يريد ان تظل هكذا تحبه وتعشقه وتغار عليه تملأ قلبه وكيانه تشغله عن أى شئ اخر
ثائر بتسلية:” لاء مفيش عملاء تانين يا وتينى”
اللعنة على ضعفها الذى هاجم حواسها من مجرد لفظ تحببى يناديها هو به دائما ، فهذا الرجل يعرف كيف يجعلها تنسى ماذا كانت تريد؟ او ماذا كانت ستفعل ؟من مجرد كلمة هو ينطقها لها . ولكنها نهرت نفسها بقوة حتى لا تخضع أكثر. فهى منذ ان رأت تلك المرأة المدعوة سلاف وهى تحاول ان تعيد الى قلبها الهدوء بعد ان صار ملتاعا بالغيرة .عادوا الى المنزل صعدت الى غرفتها فهى منذ خروجهم من الشركة لم تتفوه بكلمة دلفت الى الغرفة قامت بخلع حجابها تحاول ان تتنفس بقوة فهى كأن الهواء نقص من رئتيها فجأة بعد دقائق وجدته يتبعها يدلف هو الاخر وجدها تجلس على حافة الفراش
ثائر:” مالك يا وتين فى ايه”
وتين:” لا ابدا مفيش حاجة يا حبيبى”
ثائر:” امال ليه من ساعة ما خرجنا من الشركة وانتى متكلمتيش كلمة واحدة”
وتين:” هتكلم اقول ايه يعنى يا ثائر”
اقترب منها جلس بجوارها على الفراش سحبها لاحضانه استكانت لاتأتى بأى حركة حتى شك انها ربما غلبها النعاس فنظر اليها ولكن وجدها مستيقظة قام برفع وجهها ينظر اليها
ثائر بحنان:” انتى غيرانة يا عشق ثائر”
لم تجيبه على سؤاله ولكن نظراتها تفصح عما تشعر به فشعورها بالغيرة مسطر على جبينها بكل وضوح ،زاغت بنظراتها عن عينيه ربما بذلك تحاول ان تخفف من حدة تلك الدموع التى بدأت تلح عليها واوشكت على السقوط من عينيها
ثائر:” مبترديش ليه ها ردى عليا”
وتين:” مفيش حاجة يا ثائر انا كويسة”
ثائر:” مش باين يا وتين بس انا هقولك على حاجة وقولتهالك كتير قبل كده انا عينى مش بتشوف غيرك انتى وبس”
وتين:” انا حسيت فى نبرة صوتها انها بتتكلم بحنين وشوق للذكريات بتاعتكم وده اللى ضايقنى “
ثائر:” هى بس سلاف طريقة كلامها كده متشغليش بالك انتى يا وتينى”
اراحت رأسها على كتفه اطلقت تنهيدة قوية شعر هو بحرارة انفاسها على عنقه ، حاوطها بحنان بالغ فهو الآن يخشى ان يتزعزع ذلك الاستقرار الذى يسكن علاقته بزوجته وأبنائه 
*”*”*
فى افخم فندق بمدينة الاسكندرية وفى احدى الغرف كانت آية تحمل فستان زفاف صديقتها وربما سقطت دمعة من عينيها الان لأن صديقتها الوحيدة ستزف اليوم فهى كانت تتمنى ان تزف الى رجل يضعها فى المكانة التى تستحقها فهى فتاة تستحق ان تعيش حياة سعيدة بقرب زوج يعاملها بحب ومودة وليس رجل ربما لن يتوانى فى جعل حياتها مأساة بسبب سلوكه السيئ
آية:” يلا يا رقية علشان تلبسى الفستان”
نظرت اليها رقية بابتسامة متوترة بعض الشئ فهى تعلم شعورها الآن ولكنها حاولت ان تتجاهل ذلك حتى لا تبدأ آية فى اسماعها كلام ربما سيسبب لها وجعا والماً فهى تعلم مدى خوف صديقتها عليها ولكنها لا تعرف سر هذا الاصرار المتملك منها
رقية:” تسلميلى يا اية وعقبال عندك ان شاء الله”
آية بابتسامة مهزوزة:” تسلمى يا حبيبتى ربنا يتمم بخير”
ساعدتها اية فى ارتداء فستان الزفاف فكم كانت حقاً عروسة فاتنة تشع براءة وجمال ، دلفت امها الى الغرفة لم تمنع دموعها التى انسابت على وجهها من رؤية ابنتها ترتدى فستان الزفاف فتلك اللحظة تتمناها كل أم منذ ان تضع صغيرتها فتحلم باليوم الذى تراها به عروس ، اقتربت منها تحاول جاهدة السيطرة على دموعها احتضنتها بقوة وكأنها تريد ان تذهب بها الى المنزل ولا تدع ذلك الشاب يأخذها منها
فردوس:” الف مبروك يا حبيبتى ربنا يتمم بخير ويسعدك يا قلبى”
رقية:” تسلميلى يا ماما وربنا ميحرمنيش منك ابدا”
فردوس:” ولا يحرمنى منك يا نور عينى”
انهت رقية زينتها كانت فى ابهى طلة يتمناها اى رجل سمعوا طرق على باب الغرفة فتحت آية الباب وجدت والد رقية اتى ليأخذها ليسلمها الى عريسها وزوجها المستقبلى
ممدوح بابتسامة:” عقبال عندك يا آية رقية خلاص خلصت”
آية:” الله يبارك فيك يا اونكل ممدوح ايوة خلاص اتفضل”
دلف ممدوح الى الغرفة رأى صغيرته ترتدى فستان زفافها لم يمنع دمعة فرت من عينيه فرحة برؤية ابنته اقترب منها يقبل مقدمة رأسها
ممدوح:” الف مبروك يا حبيبة بابا ربنا يجعلها جوازة سعيدة يارب”
رقية:” تسلملى يا بابا وربنا يباركلى فيك انت وماما”
ممدوح:” يلا بينا يا حبيبة بابا”
تأبطت رقية ذراعه ترفع بيدها الأخرى فستانها قليلا حتى لا يعيقها فى مشيتها كانت تتبعها اية تحمل اناء به اوراق ورد تقوم بنثره عليها وهى تدعو من داخلها ان يسعد صديقتها، انفتح باب القاعة تعالت الاصوات والزغاريد فى القاعة لدخول العروس برفقة والدها ، كان يحيى يرتدى بدلة سوداء أنيقة جدا اضفت عليه وسامة وجاذبية كان ينتظرها بجواره صديقه خالد الذى لا يقل وسامة عنه ،
رأها تدلف الى القاعة كاحدى الاميرات تغطى وجهها بالوشاح الخاص بالفستان وصل اليها قام والدها بوضع يدها فى يد عريسها يبتسم لهم
ممدوح:” خلى بالك منها يا يحيى انا معنديش فى حياتى غير رقية دى بنتى وكل دنيتى عايزك تحافظ عليها ومتزعلهاش ابدا “
يحيى:” ان شاء الله يا عمى”
لم تتفوه بكلمة واحدة فكل الكلام هرب منها لن تشعر سوى بدفء يده وهم ممسك بيدها جلسوا فى اماكنهم رفع وشاحها عن وجهها نظر اليها فهى حقا جميلة جدا لا يستحقها شخص مثله جلس بدون ان يتفوه بكلمة او يأتى بأى حركة كأنه اصبح جسد بلا روح يتابع الحضور كأنهم أطياف او اشباح ،ظلت تسترق اليه النظر وهو جالس بجوارها لم يوجه لها اى كلمة واحدة ، فما تلك الزيجة التى لا يتكلم فيها الزوج مع زوجته ، فهى تخشى انه لا يعلم اسمها كما فعل عندما أتى لخطبتها ، رفعت رأسها لاحظت اقتراب زوجة ابيه منهم تتهادى فى مشيتها بفستان يظهر اكثر مما يخفى ، ضيقت رقية ما بين عينيها ولكن حاولت رسم ابتسامة على وجهها
نانى بخبث:” الف مبروك يا يحيى الف مبروك يا دكتورة رقية”
رقية:” الله يبارك فيكى يا طنط”
تغيرت ملامح وجهها على الفور عندما سمعت رقية تناديها هكذا ، ابتسمت نانى من بين اسنانها ومن داخلها يثور بركان ربما على وشك الانفجار
نانى:” طنط ايه يا حبيبتى دا انا من سن عريسك”
رقية:”حضرتك عيزانى اناديلك بايه”
نانى:” قوليلى يا نانى عادى مش لازم القاب ولا رسميات يا..عروسة”
ينظر يحيى اليها بتشفى ولو قليلا فهو سعيد ان رقية استطاعت ازعاج نانى حتى وان كان عن طريق الكلام فقط . اقتربت منه همست له 
نانى:” مالك يا عريس ساكت ليه خايف دا حتى يبقى عيب فى حق يحيى زاهر صفوان هى اول مرة يعنى دا  انت ضحياك كتير يا دنجوان عصرك وأوانك”
يتبع..
لقراءة البارت التاسع : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية عشقت قوتها للكاتبة مريم مصطفى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *