روايات

رواية حصونه المهلكه الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم شيماء الجندي

رواية حصونه المهلكه الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم شيماء الجندي

رواية حصونه المهلكه البارت الخامس والعشرون

رواية حصونه المهلكه الجزء الخامس والعشرون

حصونه المهلكه
حصونه المهلكه

رواية حصونه المهلكه الحلقة الخامسة والعشرون

“لي وحدي!”

جلست “فرح” منكمشه بجسدها داخل سيارته و ذاك التوتر اللعين يعبث بخلايا جسدها حيث مشهدها بأحضانه الذى يتكرر للمره التى لا تعلم عددها نظرت ناحيته بطرف عينيها و هى تشعر باليأس الشديد حين وجدته يطالع هاتفه بيد و الأخرى أعلي المقود موزعاً نظراته بين الطريق و بين هاتفه أسبلت عينيها بحزن عميق تفرك أصابعها لتتنهد قائله بانزعاج طفيف :

– أسفه تعبتك …

إلتقطت أذنه نبره الانزعاج الواضح ليعقد حاجبيه و يلقى نظره عليها قائلاً باندهاش :

– لا مفيش تعب ..

أجابته باماءه قصيره من رأسها و ابتسامه مقتضبه و عدلت من وضعيتها تطالع الطريق بصمت قاطعه هو باندهاش واضح و قال :

-فرح أنتِ متضايقه مني في حاجه ؟!!

اتسعت عينيها و توترت ليتسلل ذاك اللون الأحمر إلى وجنتيها حيث بدت حائره من تلك الملاحظه الواضحه كيف تُجيبه الآن ؟!! لم يكن عليها أن تُظهر مقتها لتصرفه الطبيعى بتلك الطريقه أبدا … ابتلعت رمقها تلملم خصلاتها و تهز رأسها بالسلب بصمت تام دفعه لزياده اندهاشه معتقدا أنه فعل ما يغضبها و يجعلها ترفض الحديث دون شعور ، ترك هاتفه جانباً و أوقف السياره لترفع عينيها بصدمه من فعلته حيث ذاك الطريق الهادئ فقط حركه السيارات الماره ما تشغله قليلاً …

أردف متجاهلاً صدمتها من فعلته معتدلاً بجسده ليواجهها بصوته الرخيم قائلاً :

-فرح مالك ؟!!

 

 

 

و كأن عقلها و قلبها ينتظرا تلك الكلمه لتنفجر باكيه تخبئ وجهها بين يديها بوهن من ذاك الإحراج و الضغط الذى يمارسه عليها ماذا تقول ؟! أحبك ؟!! هل تصارحه بما تكنه بصدرها و تخسر صديقتها المقربه البريئه ناهيك عن كرامتها هل تتوسل محبته ؟!!! هل تترجى قلبه الأشبه بالصخر أن يرى ما بها ؟!! كيف لم يرَ ولهها به ؟!! كيف و كيف ؟!!!

أتسمع ؟!! أتسمع ذاك النبض الخائن الذى يصرخ بين جنبات فؤادي بحروف اسمك علك ترأف ، علك تُجيب توسلاته !! لقد عاهدت نفسي مراراً ألا أشتهى تلك المحبه من قلبك مجدداً ، لتأتي هامساً بأحرف اسمى من شفتيك و تتسلل تلك النبره تدغدغ أحشائى و يرتعش بدنى ضارباً بعهدى عرض الحائط ، صرت كالطفل الذي يراقب النجوم ليلاً متمنياً ألا يأتِ نهار جديد و يُزيل ذاك البهاء …

صدمته للغايه و هى تحاول كتمان تلك الشهقات الصادرة من شفتيها الصغيرة ، رُباااه هل خبأت نهر بعينيها لينفجر بتلك الطريقه من مجرد سؤال ؟! كيف له أن يعمل لتهدأتها الآن ؟!! انتبه أخيراً إلى يدها التى تذهب إلى مقبض الباب ليُمسك يدها ضاغطا على زر التحكم المجاور له يقول بصدمه :

– فيه إيه يا فرح ايه اللى حصلك ؟!! أنا ضايقتك طيب ؟!!

ارتفعت شهقاتها و نفذ صبرها معه لتصرخ باكيه بوجهه بنبره متألمه :

– لاااا مضايقتنيش انتتتتت مش فاهم ولااا هتفهممممم افتح البااااب ده خلينى انززززل بقاااا !

ماذا يفعل الآن هل يطاوعها و يتركها بمنتصف طريق فارغ ! لن تسمح رجولته بذلك ، لكن هو يعلم مابها تلك الجميله حقاً قد تسببت بأرق تفكيره و انشغال عقله كيف له أن يوضح لها ما يشعر به !! أحاط وجهها بكفيه على حين غره و قد قرر التصرف معها كما يتصرف مع شقيقته هي تماثلها كثيراً علها تفهمه !!

 

 

 

اتسعت عينيها البريئه و توقفت شهقاتها حين فاجأها بإحاطه وجهها بين كفيه و إبهامه الذى يسير فوق خدها يمحي تلك الدمعات اللعينه التى تثير غضبه رغم أنه يراها لأول مره تطلع إلى قسمات وجهها بهدوء يراقب رده فعلها ليبلل شفتيه مقرراً البوح بما يُقلقه و يشعر به معها محاولاً انتقاء ألفاظه حتى لا يجرح تلك الصغيره :

– فرح أنا عارف شعورك ناحيتى بس أنا مش هنفعك ، تجربتى الأولى لسه ليها أثر بيوجع فيا أنا كده ابقى بخدعك صعب أثق فى أى حد و أنتِ جميله و صغيره و مليون واحد يتمني ترتبطي بيه بس أنا صعب …

كيف له أن يتحدث بتلك القسوة ! كيف له أن يزيد من احراجها و كأنها تتوسل مشاعره هكذا ؟!!! عقدت حاجبيها نادمه على لحظات انهيارها الحمقاء حيث أودت بنفسها إلى صدمه بالغه من كلماته التى اشعرتها بالخجل من عرض مشاعرها و انفضاح أمرها هكذا ، إذا كان يعلم جيداً لقد كانت تظن أنه لايدري لكنه ماكر للغايه …

عادت برأسها للخلف تسحبها من بين يديه ثم ابتعدت بجسدها عنه تردف بصوت مبحوح :

– ياريت توصلني او تنزلني …..

فقط !! لم تجيبه بكلمه واحده و ماذا ينتظر لقد أخطأ بما قاله و انتهى الأمر ….

و حين صرخت بكم مستنكراً إهمالكم مكنونات صدرى و مشاعرى كان ذلك فقط من فرط محبتى ، كنت أريد فقط عناق ! عناق يزيل وجعى و يهون آلامى المبرحه لكن لجهلكم بي ثمناً يدفعه قلبى المكلوم و روحى المبعثره !!!

#حصونه_المُهلكه
#شيماء_الجندى

-***-

جمعت “أسيف” خصلاتها جانباً تزفر بارهاق من تلك الأفكار التي لا تتركها و شأنها !

لقد اختلطت مشاعرها حين تذكرت الآن ذاك الطفل الصغير الباكى ، لا تعلم لما لا تغيب صورته عنها ! حسنا قد أخطأ الفهد الكبير لكن ماذا عن ذاك الصغير الذى يؤرق أحلامها ؟! و أفكارها الآن !!!

لم تشعر بدخول ابن عمها إلا حين جلس أمامها يطرقع بأصابعه أمام عينيها يلفت انتباهها قائلاً بابتسامه بشوش :

– طردتينى امبارح من الاوضه و رغم إنى اتمرمطت طول اليوم عشان أروح أقرب حمام ف القصر الطويل العريض ده إلا اني مسامحك …

راقبت جلسته فوق المقعد بأريحية تامه بهدوء ثم تنهدت تقول بنفاذ صبر :

-نائل ابعد عني النهارده ….

 

 

 

حدق بها بابتسامه هادئه و أردف ببرود :

-كان نفسي بس اصلك متوصي عليكِ من الراس الكبيره ..

عقدت حاجبيها تقول باندهاش :

-ايه الراس الكبيره أنت بتقول ايه ؟!!

حمحم يراقب ملامحها بتوتر قائلاً و لا زالت ابتسامته العريضه تُزين وجهه :

-اقصد فهد وصانى اطمن إنك فطرتى …

انتقلت عدوي التوتر إلى ملامحها تسأله باقتضاب :

– هو قاعد فى الچيم و باعتك ليا ؟!

هز رأسه بالسلب و هو يقول بهدوء :

-لا هو اختفي من امبارح و مشوفتش وشه الحمدلله و يارب يطول ، بس سابلي الوصايا العشر عليكِ و قالى إنه هيطلع عين أهلى لو معملتش اللى قاله قولت اسيب عين أهلى فى حالها و اجي انفذ اللي طلبه .. ها ايه تاني ؟!

حدقت به بصدمه تردد باندهاش واضح احتل قسمات وجهها :

-اختفي ؟! يعني راح فين ساب القصر قصدك ؟!

ابتسم بخبث و هو يُرقص حاجبيه قائلاً بسخريه :

– جرا ايه يا سوفي يروح انقره يبقي فيه سكره ؟!! ماهو كان متلقح قدامك رايح جاى يرزعك آسف .. سامحيني .. حقك علياا ، دلوقت بتسألى عليه ؟!!

عقدت حاجبيها تردف بغضب وحده :

– ايه انقره و سكره دى ؟!! أنا بسأل عشانك قاعد بقالك ساااعه بترغي في أى كلام و معطلني و اقولك تقولي متوصي عليكِ و كلام فارغ !!!!

رفع حاجبيه بصدمه وهو ينظر لهدوء الأجواء حوله قائلاً باستنكار :

– معطلك إيه ياأسيف ده أنا مش شايف فى إيدك فرشه سنان حتى مش رسم ، قاعدالي على المكتب و سرحانه و تقولي معطلك ؟!

 

 

 

ضرب كفاً بالآخر يكمل بسخرية :

-اطلبيلنا فطار بدل الزهق ده و خلصينا عقبال مااشوف حاجه اشربها .. فرح فين صحيح شوفتها مع الواد تيم الصبح ، البت بسكوته ابعديها عن أخوكِ أنا ب..

قطع كلماته حين اندفعت “فرح” من الباب تُلقي ما بيدها جانباً تداري وجهها بخصلاتها متجهه إلى المرحاض بخطوات أشبه بالركض تغلقه خلفها جيداً ….

وقفت “أسيف” تقول بصدمه :

-فيه ايه!!

اتجهت إلى المرحاض و وقفت تقرع الباب بقلق تسمع رد ابن عمها قائلاً بسخريه :

-بركاتك ياعم تيم !!! البت فرفرت من توصيله اومال لو كنت طولت معاها شويه كانت رجعت ميته .. ؟!

تأوه حين تلقى تلك القطعه الخزفيه الصغيره الموضوعه للزينه من إبنه عمه فى حين تزجره بنظرات شرسه قبل أن تفتح “فرح” الباب و تطل عليهم أخيراً بوجهها المرهق و ملامحها الشاحبه و قطرات المياه تتساقط منها بإهمال تُمسك المنشفه بيدها المرتخيه بجانبها وضعت يدها أعلى باطنها تقول بصوت مبحوح :

-أسيف معلش كلمى روان تيجي تاخدنى أنا شكلى أكلت حاجه غلط تعبتني ..

اندهشت “أسيف” تراقبها بشك قائله بحزن :

-أنتِ كنتِ تمام الصبح ، أنتِ اتكلمتى مع تيم ؟!! طيب لما شافك كده ازاي ما أخدكيش المستشفي تعالى نروح نشوف ليه حصل كده و …

قاطعتها بهدوء تجفف وجهها قائله بانهاك شديد و وهن :

-لا ياأسيف أنا تعبت بعد ما نزلت من العربيه قولت اتمشى شويه بس واضح الشمس تعبتني كلمى روان من فضلك ، مش محتاجه مستشفي عشان خاطري ما تتعبنيش ..

اطاعتها “أسيف” و اتجهت إلى هاتفها تسمع همس ابن عمها قائلاً بتساؤل :

-مين روان دي ؟!! دكتوره ؟!

هزت رأسها بالسلب قائله بهدوء و هى ترفع الهاتف لأذنها :

-لا دي بنت خالتها .. واسكت شويه بقاا

تنهد يتجه إلي المطبخ صائحاً بصوت مرتفع :

-اعملك حاجه سخنه يافرح ؟!!

 

 

 

أغلقت “أسيف” المكالمه تصرخ به :

-وطي صوتك يانائل .. اروح الصيدليه اجيبلك حاجه يافرح ؟! متسبنيش قلقانه كده ؟!

أغمضت الأخري عينيها تهمس بصوت مبحوح متألم :

-لا ياأسيف شويه و هبقى تمام …..

كنت أود أن أشاركك صديقى بتلك الصفعات التى يكيلها القدر لىّ ، لكنى أخشى … أخشى أن تمل حديثي و تكل من آهاتي المكتومه ، فلا تلومننى كتمانى و لا تلومننى إرهاقى إن أردت اللوم على أحد لتذهب إلى ذاك القدر المُخادع و اصفعه نيابه عنى مُخبراً إياه أنى لا أُهزم أبداااا …

#حصونه_المُهلكه
#شيماء_الجندى

-***-

وقف ذلك الرجل الأشيب يفرك لحيته يبتسم بلطافه لمحدثه الأجنبي مُنهياً اجتماع عملهم بهدوء منتظراً انصراف ذاك الوفد ثم إلتفت إلى “تيم” يقول له :

– اومال فين فهد ؟!

تنهد “تيم” يقول بهدوء وصوت صارم قليلاً :

-فهد هيبقي معانا فى الاجتماع الجاى لأن العقود هتتمضى زي ما أنت عارف و امضته مهمه ..

ليتنهد المدعو “فارس” و يقول بهدوء :

– اه طبعا أنا اندهشت إنه مش متواجد معانا فى اتفاق زى ده و الحفله السنويه هتعملوها و لا ايه اصل مفيش دعوات وصلت لحد دلوقت اوعوا تنسونى أزعل أوى …

ابتسم “تيم” له يقول بهدوء ناظراً إلى هاتفه بترقب و كأنه ينتظر مكالمه أحدهم :

-لا متقلقش أنت على رأس القائمه يافارس باشا ..

 

 

 

ابتسم له الآخر و قد ترآى له انشغاله قائلاً :

– طيب أنا مش هعطلك هستني الدعوه متنساش …

صافحه بهدوء منطلقاً إلى الخارج تاركاً إياه ليطلب شقيقته فوراً تنهد يستمع إلي صوتها الهادئ تُجيبه باندهاش :

-خير ياتيم فى حاجه ؟!!

عقد حاجبيه يردف باندهاش :

-حاجه عشان متصل بيكِ ياأسيف ؟!

وصلته الاجابه :

-لا ياحبيبي مش قصدي بس أصل مشغوله مع فرح هخلص و اكلمك ..

وقف علي الفور عاقداً حاجبيه يقول بصوت غاضب :

-ليه مالها فرح ؟!! اشتكت منى ولا ايه ؟!

أتاه صوت شقيقته المندهش :

-اشتكت إيه ياتيم و أنت عملت ايه يعنى هى اللى طلبت منك تنزل تتمشي و تعبت خالص و طلبنا روان جايه تاخدها عشان رفضت تروح مستشفيات ..

دلو مياه مثلج انسكب فوق ذاك الرجل الذى فرغ فاهه لا يفقه ما تقوله شقيقته لكنه أردف بهدوء و هو يلملم اشيائه قائلاً :

-أنا جايلك ياأسيف مش هينفع كده …

ثم أغلق و لم ينتظر ردها متجهاً إلى الخارج يهمس من بين أنفاسه الغاضبه :

-الله يسامحك ياندي …

عوده إلى المرسم ..

دلفت “روان” تقول بحماس و صوت ضاحك يشع بهجه :

– مساءكمممم لذيذ …

رفع “نائل” وجهه يقول بضحكه قصيره :

-ده ايه المساء القمر ده .. معاكِ نائل شريك أسيف هنا .. اتفضلي اقدر أساعدك ؟!

عقدت حاجبيها و نظرت تجاه “أسيف” الجالسه تحتضن ابنه خالتها تهز رأسها بيأس من أفعاله لتصرخ “روان” و تدفعه بصدره بقوه تُزيحه من طريقها ليتأوه بوجع تغاضت هى عنه قائله بقلق :

-فرح ؟!!!! جرالك ايه ؟!!!

اجابتها “أسيف” بهدوء :

-اهدي ياروان هى بقيت أحسن شويه تعبت من الشمس بتقول ..

 

 

 

جلست علي الجانب الآخر ترد عليها بقلق :

– طيب و بعدين يا أسيف ناخدها مستشفي .. ؟!!

ردت الأخرى بتنهيده حاره تقول :

– من بدري مش راضيه ياروان و تعبتنى .. على العموم تيم قال إنه جاى و ..

صمتت حين خرجت صديقتها من أحضانها تقول بانزعاج طفيف :

-ياجماعه قولت أنا بخير بس محتاجه ارتاح فى البيت هتوصلينى ولا ايه ياروان ؟!!

صاح “نائل” قائلاً بحماس :

-حلو أوى تعالى اوصلك أنتِ و روان ..

أشارت “روان” إليه باستنكار تقول :

-مين الحشري ده ياأسيف ؟!!

رد عليها بابتسامه سمجه يسبق ابنه عمه :

– أنا نائل لسه متعرف عليكِ من شويه قبل مااخد بوكس فى صدرى منك ..

ابتسمت بسماجه مماثله تقول ببرود :

-اهلا يانائل ممكن تسكت بقااا شويه ..

كاد أن يجيبها لكن اندفع “تيم” للداخل لتقف “فرح” مسرعه تقول بهدوء فى حين تنسحب جاذبه يد إبنه خالتها تستند إليها بوهن :

– أنا همشى ياأسيف و اطمني روان معايا حصل حاجه هتكلم باباها يجيلنا .. يلا ياروان ..

انسحبت و لم تنتظر اجابه أحد تاركه الجميع بحاله يُرثى لها كلا منهم بأفكاره المُرهقه للعقول ….

عليك الاعتياد أن التجربه السيئة ما هى إلا تهذيب لنفسك و وجدانك لتتجنبها فيما بعد و ليس لتغرق داخل أوجاعها!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حصونه المهلكه)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *