روايات

رواية الشيطان شاهين الفصل العشرون 20 بقلم ياسمين عزيز

رواية الشيطان شاهين الفصل العشرون 20 بقلم ياسمين عزيز

رواية الشيطان شاهين البارت العشرون

رواية الشيطان شاهين الجزء العشرون

الشيطان شاهين
الشيطان شاهين

رواية الشيطان شاهين الحلقة العشرون

دخلت فرح غرفة نوم والديها و بيدها العديد من الأوراق…لتجد والدتها ترتب الملابس في الخزانة، إلتفتت نعمة عندما سمعت صوت حركتها متسائلة:” تعالي يا حبيبتي…قوليلي عاوزة إيه؟”.
إقتربت منها الصغيرة و هي تريها الأوراق قائلة بحماس:”شوفي يا ماما الميس رجعتلنا الأوراق و هي قالتلي إني أنا شطورة عشان جبت كل الاعداد النهائية…
إبتسمت لها نعمة و هي تخرج بعض النقود من مخبئها السري (صدرها) و تعطيها لها قائلة:”شاطرة يا حبيبتي…. طالعة لأمك ذكية و فهيمة خذي دول و إشتري كل اللي إنت عاوزاه.. و لو فضلتي كده شطورة حجيبلك علبة الماكياج بتاعة الباربي اللي نفسك فيها”.
إحتضنتها فرح و هي تصرخ بسعادة :”بجد يا مامي حتشتريهالي”.
نعمة بتأكيد :”طبعا يا حبيبتي و هو انا في عندي أغلى منك إنت و سلمى بس أوعديني إنك تفضلي دايما الأولى “.
رسمت الصغيرة إبتسامة واسعة على شفتيها و هي تجيبها :” طبعا يا ماما انا مش حخلي حد يغلبني…حتى رامي إبن أنكل سامح…
نعمة و هي تربت على ظهرها :”طيب يا حبيبتي روحي دلوقتي علشان تذاكري و انا نص ساعة و حاجي أحضر الاكل عشان نتعشى سوى”.
أومأت لها الصغيرة لتتوجه إلى باب الغرفة لتخرج…توقفت عن السير و هي تتفرس الأوراق النقدية في يدها قبل أن تلتفت إلى والدتها لتسألها ببراءة:”ماما… هو بابا فين انا بقالي كثير مش شفته.
إنقلبت سحنة نعمة لكنها أخفت ضيقها أمام إبنتها بصعوبة قائلة :”راح عند طنط جميلة يا حبيبتي… متقلقيش يومين و حييجي “.
الصغيرة :” أصله واحشني اوي و عاوزة أوريه الاعداد بتاعتي “.
زفرت نعمة بانزعاج قبل أن ترسم إبتسامة صفراء على وجهها و تجيبها :”حبقى أكلمه يا حبيبتي و أقله إنك واحشاه و هو أكيد حييجي…أصل خالتك جميلة تعبانة و هو قاعد هناك عشان يهتم بيها… يلا يا فيفي روحي على أوضتك دلوقتي و سيبيني اكمل الهدمتين دول “.
خرجت الصغيرة من الغرفة تاركة والدتها تتمتم في حيرة:”و الله البنت عندها حق هو راح فين الراجل داه…بقاله أربعة أيام مختفي… داهية تأخذه مطرح ماهو قاعد إلهي مايرجع يا… و إلا بلاش داه مهما كان يبقى أبو بناتي….
رمت بقية الملابس الاي كانت في يدها على السرير ثم أمسكت بهاتفها قائلة بهمس:” أما أكلم سنبل آغا أسألها جوزنا راح فين…. دي حية و عندها سبع عيون و أكيد عارفة مكانه فين…
بعد برهة من الزمن وصلها صوت جميلة المرحب:” يا أهلا يا أهلا إزيك يا نعمة واحشاني….عاملة إيه و إزاي البنات.. “.
نعمة بامتعاض:” طب بالراحة يا اختي سيبيلي فرصة عشان أجاوبك…. انا كويسة الحمد لله و البنات كويسين إزيك إنت..
جميلة بضحكة رنانة:” يوووه جاتك إيه يا ضرتي، دايما دمك خفيف و زي العسل… انت بس واحشاني عشان كده بسألك بسرعة”.
نعمة بهمهة:”مممم طيب يا حبيبتي تشكري…بقلك إيه هو الحاج زكريا فين… بقاله اربع أيام مختفي كده مش عارفاله طريق هو عندك؟؟ “.
جميلة بنفي :”لا يا حبيبتي مش عندي انا زيك بردو بقالو أربعة أيام مدخلش بيتي…. من يوم ما جا سأل على الشنطة طلع و مرجعش ثاني”
ضيقت نعمة عينيها بقلق و هي تسألها:” يا لهوي.. أمال راح فين الراجل… يكونش جراله حاجة و إحنا مش عارفين… ”
مطت جميلة شفتيها باستهزاء قائلة :” يعني حيجراله إيه يا اختي… متقلقيش عليه هو عند صفية أخته قاعد معاها…. باين عليه زعلان على المحروسة اللي مقدرش يتجوزها… قلبه لسه بيوجعه عليها “.
ضحكت نعمة ضحكة طويلة قبل أن تقول:” يستاهل اهي تجوزت واحد من كبارات البلد و إرتاحت منه… بس ذيل الكلب عمره ما حيتعدل يومين كده و تلاقيه لافف على واحدة ثانية “.
قاطعتها جميلة باستهزاء :” خليه يعمل اللي هو عاوزه…إن شاءالله يجيب عشرة مش واحده بس و حياتي عندي لكون مطفشاهم كلهم”.
نعمة :”ماشي يا حبيبتي خلينا على إتصال انا دلوقتي لازم أمشي عشان البنات مستنيني على العشاء….
جميلة :”ماشي مع السلامة و لو لاحظتي أي حاجة قوليلي ..
نعمة بعد أن أغلقت الهاتف :” مغلطش لما قلت عليها سنبل آغا…كل الأخبار عندها و مش بتفوتها حاجة “.
____________________________
لاحقت كامليا شاهين ببصرها و هو يفتح باب الشرفة و يشير لها بأن تتبعه…فركت ذراعيها بحركة لا إرادية بسبب شعورها بالبرد الشديد يلفح بشرتها العارية….
نظر شاهين إلى فستانها الأحمر الخفيف ثم هتف بنبرة مستهزءة:” الست ساعات اللي إنت قعدتيهم في الجنينة برا حتقضي زيهم هنا و بالفستان الحلو داه”.
أكمل كلامه و هو يتلاعب بأطراف أكمام ثوبها القصيرة بأصابعه…سارت كامليا من جانبه لتجلس الكرسي الموجود في أحد أركان الشرفة متجاهلة كلام شاهين…ركزت بصرها على المسبح الصغير و مياهه الزرقاء الصافية التي كانت تلمع تحت أضواء الفيلا اللامعة

إنكمشت بجسدها عندما شعرت به ينحني ليتحدث بجانب أذنها و هو يشير أمامه إلى المسبح :”و لو عايزة تنزلي المية مفيش مانع…و ممكن كمان أجيبلك مايوه…. يلا enjoy”.
ختم كلامه بضحكة طويلة ساخرة خالية من المرح و هو يسير مبتعدا إلى داخل الغرفة ليغلق باب الشرفة بقوة مصدرا صوتا عاليا جعل كاميليا ترتعش في مكانها من الفزع….
جالت ببصرها في أنحاء الغرفة تبحث عن أي غطاء او شيئ يصلح لتتدثر به من البرد الذي يكاد يجمد عظامها… لم تجد سوى غطاء طاولة خفيفا ابيض اللون وضعته على كتفيها ثم عادت مرة أخرى لتجلس مكانها…تمددت على الكرسي الجلدي لتشعر ببرودته تسري على كامل أطرافها لتشتم في سرها و هي تتمتم:”كان لازم يعني ألبس الفستان الزفت داه….. يخرب بيتك يا شاهين بيه سايبني في البلكونة في عز الشتاء انا ثانية كمان و حتجمد…..
شدت أطراف الغطاء على كتفيها ثم ضمت ساقيها إلى صدرها ووضعت ذقنها فوق ركبتيها لتنظر أمامها بشرود منتظرة إنتهاء ساعات عقابها التي حددها لها…
دقيقة… دقيقتان.. عشر دقائق مرت و كاميليا مازالت متجمدة في مكانها… سمعت باب الشرفة يفتح لتلتفت نصف إلتفاتة قبل ان تعود تنظر أمامها كما كانت بعد أن لمحت إبتسامة زوجها الشامتة و هو يحمل في يده كوبا ساخنا لم تعرف ماهو….
وضع شاهين يده في جيب معطفه الثقيل و هو يقول بتعمد :”الجو فعلا بارد هنا….ربنا يقويكي و تقدري تكملي الست ساعات هنا….
سار أمامها ليجلس بجانبها من الجهة الأخرى و هو يترشف من الفنجان مهمهما بتلذذ:” مممم انا دلوقتي عرفت ليه البنات بيحبوا الهوت شوكلت طعمها لذيذ… خذي إشربي شوية حتدفيكي….
مد لها الكأس لتتجاهله كاميليا و تدير رأسها للجهة الأخرى و هي تحاول منع جسدها من الارتعاش أمامه حتى لا يشمت بها أكثر.
هز شاهين كتفيه بعدم إهتمام قائلا بزيف :” إنت اللي خسرانة… على العموم لسه في عندك فرصة تغيري رأيك”.
أكمل كلامه بغمزة وقحة ليتابع:” حتقضي ليلة دافية في حضني ، أحسن ما تتجمدي هنا دول ست ساعات مستحيل تقاومي بلاش عند عالفاضي”.
حركت كاميليا رأسها يمينا و يسارا دلالة على رفضها قبل أن تتمتم بصوت مرتعش :” لا.. أنا حفضل هنا “.
وقف شاهين من مكانه و هو يتصنع الأسف عليها قائلا :”طيب براحتك. انا حدخل أنام بس لو غيرتي رأيك خبطي باب البلكونة و انا حفتحلك “.
وضع الكوب على الكرسي ثم إستدار ليغادر الشرفة و يغيب في الداخل مرة أخرى مقفلا الباب وراءه…إلتفتت كاميليا لتتأكد من دخوله قبل أن تخطف الكوب و تحتفظ به بين يديها لتدفئ به يديها المتجمدتين….
___________________________
دلف أيهم الغرفة ليجد ليليان تتحدث بالهاتف مع صديقتها أمنية التي كانت تنقل لها أخبار المشفى بالتفصيل…
لوى ثغره بتهكم على أحاديث النساء المملة ثم توجه ليخلع معطفه و يرميه على حافة السرير بجانبه….
تمدد على ظهره ليضع رأسه فوق ساقي ليليان التي كانت بدورها ممدة على السرير من الجهة الأخرى…شعر بتصلب جسدها لكنه تجاهل الأمر ليغلق عينيه بارهاق و هو يمتع نفسه بصوتها العذب الذي تغلغل إلى مسامعه….
أكملت ليليان محادثتها مع أمنية ثم وضعت الهاتف إلى جانبها لتنظر إلى أيهم النائم على ساقيها كطفل صغير… تفرست ملامحه الهادئة بشرود و هي تتمنى بداخلها لو أن أخلاقه كانت شبيهة بوجهه الوسيم ….
لم تنتبه لأيهم الذي رفع رأسه نحوها و يبتسم بخبث قبل أن يهتف بغرور:” حلو مش كده…”.
توسعت عيناها بدهشة و هي تدير رأسها إلى الجهة الأخرى لتخفي خجلها منه ليقهقه أيهم عليها و هو يجذبها نحوه بحركة سريعة لتصبح تحته….
كبل جسدها بذراعيه مانعا حركتها متأملا وجهها الفاتن و غمازتيها المغريتين….
إنحنى بشفتيه ليطبع عليهما ق*لة طويلة أثارت جميع حواسه نحوها… إنتقل بشفتيه إلى ثغرها ليبدأ في تقبيلها بشغف رغم همهمات ليليان الممانعة التي لم تزده سرى إصرارا….
طالت قبل**ه حتى شعر باختناقها تحته ليبتعد عنها سامحا إياها باستنشاق الهواء…شهقت ليليان و هي تنظر له بانزعاج قبل أن تهتف بلهاث:”أيهم إبعد… ميصحش كده”.
هز أيهم حاجبيه باستغراب من كلامها قبل أن يجيبها :”هو إيه اللي ميصحش يا لولو…. إنت مراتي و انا عايزك”.
حاولت ليليان دفعه من فوقها لكنه لم يتحرك لتقول :”زمانهم مستينا على العشاء… حيقولوا علينا إيه لما نتأخر”.
إنحنى أيهم مرة أخرى ل**قبل عنقها بلهفة شديدة و هو يبعد يديها جانبا…قائلا :”حيقولوا عرسان جداد و بيحبوا في بعض…. “.
:” أيهم… إبع… “.
إبتلع أيهم إعتراضها في قب*ة أخرى عميقة قبل أن يأخذها في عالم آخر خاص بهما…..
__________________________
مرت نصف ساعة على كاميليا و هي لاتزال ترتجف مكانها من شدة البرد…. تقسم أن جسدها أصبح كتلة ثلج متجمدة…وجهها شاحب و شفتيها الورديتين إبيضتا بشدة
فركت يديها ببعضهما في محاولة فاشلة لبث بعض الدفئ فيها غافلة على عيني الشاهين اللتين كأننا تراقبانها بتسلية من خلف شاشة الكاميرا المزروعة في مكان مخفي في إحدى أركان الشرفة….
مرت عدة دقائق أخرى قبل يلاحظ إنزلاق جسدها و تكورها على الكرسي ليعلم انها لم تعد تقوى على الصمود أكثر تحت برد الشتاء القارس.
رمى هاتفه على السرير ثم إستقام من مكانه و هو يتلفظ بعدة شتائم قبل أن يتوجه بسرعة إليها….
حملها بين ذراعيه بخفة ثم توجه بها إلى داخل الغرفة ثم تمدد على السرير محتفطا بها داخل أحضانه… نزع حذائها الرياضي الذي كانت ترتديه لترتجف كاميليا و هي تحرك قدميها مستشعرة دفئ الفراش تحتها…
ضمها شاهين نحوه مخفيا وجهها داخل صدره و بيده الأخرى يدثر جسدهما بغطاء صوفي سميك…لتلف كاميليا ذراعيها حول جسده الدافئ تقربه منها أكثر دون وعي….
_________________________
توسدت ليليان ذراع أيهم و هي ترسم دوائر وهمية بأصابعها على صدره العاري قائلة بعتاب :” الشغالة خبطت على الباب ثلاث مرات…
أجابها أيهم و هو لايزال يغمض عينيه مستمتعا بملمس يديها الناعمة على بشرته :” و إيه يعني….
:”بطل برود بقى… زمانهم مستغربين إحنا مانزلناش ليه على العشاء”.
:”متقلقيش هما عارفين كويس إحنا مانزلناش ليه”
:”يا برودك يا أخي…كل حاجة عندك بسيطة كده”.
التفت نحوها ليحدجها بنظرات خبيثة قائلا:” أخوكي…يعني بعد كل اللي حصل بينا داه بتناديني أخوكي… ”
مد يده نحوها ليجذب الغطاء الذي كانت تلف به جسدها العاري لتنهره هي قائلة :” أوعى إيدك… إنت بتعمل إيه؟؟ “.
أيهم بضحك :” بثبتلك إني أنا مش أخوكي “.
ليليان بغضب مصطنع :”بطل برود بقى.. انا حقوم آخذ شاور و انزل تحت “.
أيهم و يضمها نحوه:” تنزلي إيه دي السهرة لسه في اولها”.
تجاهلت ليليان نظراته الرغ*ة التي لمعت بعينيه لتهتف بنبرة محذرة :” أيهم….
:”روح و قلب أيهم من جوا “. اردف و هو يضع يدها مكان الوشم لتشرد ليليان في حروف إسمها الداكنة التي زينت بشرته البيضاء لتلين نبرتها و هي تسأله :” أيهم.. هو إنت عملت كده ليه …إنت بتحبني صح “..
زفر أيهم بملل و هو يبتعد عنها قائلا ببرود:” الحب مش ظروري في حاجات كثيرة أهم من الحب.. “.
ليليان بتساؤل :”زي إيه؟؟”.
أق*ل عليها من جديد ليمرر أصابعه على وجنتيها و رقبتها متمتما بثقة:”الر*بة مثلا…لما أكون عاوزك دايما و بفكر فيكي حتى لو إنت بعيدة عني و ببقى بعد الساعات عشان أكون معاكي…”.
تسللت ليليان من تحت ذراعه لتغادر السرير و هي تلف الملاءة جيدا حول جسدها قائلة :” دي من علامات الحب على فكرة…
تابعها أيهم و هي تدلف الحمام و تغلق الباب وراءها ليتمتم بسخرية :”حب، رغ*ة… مش مهم المهم إنها شعور حلو و جديد بقيت بعيشه كل يوم…”.
في الداخل رمت ليليان الملاءة على الأرضية بعنف قبل أن تنزل إلى حوض المياه الدافئة و هي تشتم بغضب :” طول عمره حيوان….و هو انا حستغرب يعني ماهو دايما كده مش بيهمه غير القرف اللي زيه…”.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الشيطان شاهين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *