روايات

رواية حرم الفهد 3 الفصل الثالث 3 بقلم سمية أحمد

رواية حرم الفهد 3 الفصل الثالث 3 بقلم سمية أحمد

رواية حرم الفهد 3 البارت الثالث

رواية حرم الفهد 3 الجزء الثالث

حرم الفهد 3
حرم الفهد 3

رواية حرم الفهد 3 الحلقة الثالثة

بدأت تتكون الدُموع في عينيها، الكُل كان مراقبهُم، بصلها بشتياق وحُب وأعتذار، حست الدُنيا بتلف بيها ورجعت لورا شوية جري ناحيتها «داغر» وسألها بخُوف:
_حبيبي أنتِ كويسة؟!
بصت لعيُونهُ بحُزن وهزت رأسها بـ نعم، سابت أيد«داغر» وطلعت وهيا مُنهارة في العياط، هيا مش بس مشيت طلعت تجري بكُل سُرعتها، خرجت من المُستشفي وركبت تاكسي، سندت رأسها عليَّ الشباك وهيا متابعة الطريق بصمت ودُموع تسيل من عُيونها.
بصلها رجل كبير في السن يظهر عليَّ شكلهُ المشيب قال وهو مُبتسم:
_دُموعك غالية يا بنتي متنزلهاش علشان أي حد؟!
قالت بحُزن وصوت بُكي:
_لما أحنا ملناش نصيب فيها ليه بنشوفها وبنحبها ونتعلق بيها، ليه روحنا بتبقي مُتمسكة بيها رغم الأذية دي كُلها، ليه الوجع بيبقي صعب والسنين مش بتعالجهُ؟!
حط إيدهُ عليَّ مقود السيارة وقال بـ هُدوء:
_سؤال بيدور في بال كتير مننا.. لازم عشان تِقَدر أي حاجة في إيدك وتعرف قيمتها.. لازم تخسر مرة واتنين وتلاتة لحد ما تفوق وتعرف حكمة ربنا من ده كله إيه ، ربنا مش بيبقي عايزنا نتوجع ونتألم ولا حاجة ، ربنا عايزنا نأخد بالأسباب ونحمدهُ ونصبر علي كُل حاجة بتحصل في حياتنا ، نُصبر عليَّ خسارة حاجة حبناها ، نصبر عليَّ بلاء جالنا فجأة ، نُصبر عليَّ شخص عزيز علي قلبنا فقدناه.. نُصبر على كل حاجة ،، لازم عشان توقف أقوي لازم تاخد ضربة قوية جدًا ، ربنا عايزك تقربلهُ وتلجألهُ.. ساعات الحاجات دي بتحصل عشان ربنا لقاك سهيت وبعدت عنهُ وهو بيحبك وعاوزك ديمًا قُريب بل تزداد في قُربك من ربنا ، أو عاوز يسعدك بزيادة فحب يوجعك عشان لما الفرحة تجيلك تقدرها وتستغلها صح.
” عيشي يا بنتي كُل لحظة بأحداثها، أقُعي وقومي أقوي من الأول، واستعيني بالله في كُل شئ في حياتك، ربنا ذو فضل عظيم”.
مسحت بكف يديها دُموعها وقالت مُمتنة لهُ:
_شُكرًا يا عمو.
هز رأسهُ بـ هدوء وقال بطيبة:
_الشُكر لله يا بنتي أنتِ زي بناتي ربنا يفرح قلبك ويهون عليكِ.
***
كان واضح عدم الترحيب بيه نظرات التسأول والفضول مالية عُيونهُم، نظرات العتاب من البعض، نظرات الأشتياق من البعض الأخر ونظرات الكُرهَ من البعض.
قاطع الصمت صوت «فهد» وقال بترحيب:
_حمدلله عليَّ السلامة.
قال«يوسف» بخجل:
_الله يسلمك يا عمي.
بصت «فيروز» وقال بتأكيد وكُره:
_يا خالي.. عمك ده كان زمان وأنتَ اللِّي نهيت العلاقة يبقيٰ ترجع كُل حاجة لأصلها.
قال«فهد» بتحذير:
_فيروز.
أنتهت أخر ذرة هُدوء كانت مُتمسكة بيها وأنفجر وقالت بغضب:
_مش هسكت يا بابا.. لازم يعرف أننا مش ملوي دراعنا.. مكنش يستاهل حُب اختي ليه.. مكنش يستاهلها ابن العطار مكنش يحلم بظافر بنت فهد البحيري.. أنا لو في حاجة منعناي من أني اقتلك وابرد النار اللِّي في قلبي هعمل كدَ بس للأسف القرابة اللِّي بينا بتمنع كدَ..
قربت كام خطوة وشاورت عليَّ «يوسف» وقالت بقسوة:
_هتفضل طول عُمرك وحيد.. تصلح غلطة.. هتفضل طُول عُمرك بتدفع التمن.. والعقاب مش مني ولا منها بالعكس ربنا هيأخد حقها وهيجلها لحد عندها تالت ومتلت كُل دمعه منها هتنزل من دُموعك أضعافها..حُب ماسة ليكَ هيفضل زي اللعنة اللِّي هتصاحبك طول رحلة حياتك.
الكُل كان مراقب كلامها بصمت معاها حق..«ماسة» عانت كتير ومازالت حبت شخص مكنش يستاهل حُبها ولا حتي قلبها سابها بمُنتهي القسوة بفستان فرحها.
أبتسم بحسرة وقال بوجع:
_أوقات كُنت محتاج أنها تفضي نفسها وتبقي جمبي حتى لو رفضت ده ، لان أوقات كتير ببقى حتى نفسي رافضها وهيا الوحيدة اللِّي كانت قادره تحببني فيها ،بس هيا مافهمتش.
ابتسم بسخرية وقالت بعتاب:
_أنتَ اللِّي مافهمتش «ماسة».
قرر يطلع بصمت كفاية نظرات الأتهام نظرات الكُرة والعتاب اللِّي محاوطاه مشي في الممرات بضياع رهيب لو لمرة واحد بس يفهمهُ هو عمل كدَ ليه.. مفيش حبيب هيسب حبيبهُ غير وفي سبب وقوي كمان بس مين يهتم مين هيسأل ادي اللِّي حصل وكان وبيدفع ضرايب وفواتير كتير..
***
تنحنح«زين» وقال بـ أبتسامة:
_أي يا جماعة المُقابلة اللِّي تخليني ارجع فرنسا.
ضحك الكُل عليهُم، فتح «فهد» ذراعية وقال بحُب:
_تعال في حضن عمك يا جحش.
حضن«زين»«فهد» بقوة ورتب عليَّ ظهرة وقال بـ أشتياق:
_مفيش حاجة وحشتني غير قعدتي معاك والله.
رفع «داغر» حاجبهُ وقال بتحذير:
_والله؟! يعني دلوقتي بقيت الحيوان.
اطلق«زين» ضحك روجولية رنانة وقال بصوت عميق:
_أنت ابو الصُحاب يا «داغر» عيب عليك.
حضنت«بينار» أخوها وقالت بسعادة:
_بجد وحشتني اوووي في مصايب بتحصل وبجد مفيش حد بينصرني في البيت غيرك والله.
قالت«نور» بضيق:
_اخرسي يا أم لسانين أنتِ.
مطت شفايفها وقالت ببراءة مُزيفة:
_شايف بتعملني أزاي.. ده لو مرات ابويا مش هتعاملني كدَ.
أبتسم بـ هُدوء وهو مراقب تلك المُشاكسة، وهمس لنفسهُ بحُب:
_ شكلنا وقعنا يا قلبي ومحدش سما علينا.
فتحت الباب بسُرعة وقالت بغضب:
_ده ميرضيش ربنا..
ضيقت«ندىٰ» عُيونها وقالت بـ أستغراب:
_في اي يا «أسراء».
شاورت عليَّ «عشق» وقالت بغضب:
_الهانم قايلة لصاحبتي إني مش هشتغل تاني في الشركة وبعد التعب ده كلو اطرد علشان بنتك الدلوعة..
وقفت «عشق» وقالت بـ عدم فهم:
_صحبتك مين وشركة أي؟! انا معرفش حد من صُحابك أصلًا علشان أقول كدَ.
برقت بصدمة وقالت بهمجية وزعيق:
_هتفضلي طول عُمرك بنادمة حقيرة وحقودية وبتكرهي الخير لغيرك.. هتفضلي طول عُمرك تتمني تبقي زي بس عُمرك ما هتكوني.. مهما عملتي هتفضلي رقم أتنين في حياة اي حد.
قالت وبدأت الدُموع تتكون في عينيها من كلامها قُدام الكُل:
_هيفضل السواد والغل والكُره مالي قلبك..أنا حقيقي معملتش حاجة ليكِ هأذيكِ ليه؟! ده أنتِ أخُتي.
قربت خطوة وشاورت عليَّ «عشق» وقالت بحقد وغل:
_عمري ما هعتبرك أخُتي عارفة ليه؟! لأنك سرقتي مني كُل حاجة بحبها وزي ما سرقتي مني حياتي هسرق رُوحك يا «عشق»..
زعق «فهد» بغضب:
_أسررااء.
لفت لـ«فهد» بخُوف، كمل كلامهُ بغضب:
_حصليني عليَّ المكتب «عُمر» أنتِ و«عشق».
طلع«فهد» وخرجت هيا و«عشق» وراه، بصت «فيروز» لـ«غيث» بكُره وخرجت من الغُرفة.
***
دخلت الشقة وبدأت تتجول فيها هجمتها كُل الذكريات من بداية قصة حُبهم ضحكت بآلم، أفتكرت أول مرة أعترف بحبهُ ليها.
فلاش باك…
بصت بطرف عينهُا لـ«يوسف» وقالت بأبتسامة:
_أي حلمك؟!
بصلها بحُب وقال بدون تفكير:
_أنتِ.
هزت رأسها بعدم فهم وقالت بـ أستغراب:
_قصدي أي حلمك في الحياة، هدفك ومُيولك والحاجة اللِّي بتحلم تحققها في يوم.
قال بنفس نبرة الصوت:
_أتجوزك.
شعت الحمرة من وشها بصت للأرض وقالت وهيا بتحاول تتجنب النظرة لعينهُ:
_طب كان أي حلمك قبل ما نتقابل؟!
همس بحُب ونبرة دافئة:
_إني أقابلك.
قرب خطوة وهو بيقطع المسافة بينهُم قال بحُب:
_معاكِ عرفت إني صبور، وإني بسامح وحنين، أنا اللِّي معاكِ مش هو أنا اللِّي مع الناس، معاكِ الوحش بيبقي حلو وده بفضلك مش بمجهُودي.
غمرت الأبتسامة وجُهها وقالت وهيا بتبُص في الأرض بغزل:
_بينما كُنت أرفض كُل شيء بشدة كُنتَ أنتَ قبُولي الوحيد”
باااك….
فاقت من تلك الذكرة الجميلة عليَّ صوت أخر شخص كانت تتمني تسمعهُ:
_كُنت عارف إني هلقيكِ هنا.
كانت تتمني إن تكون أخطئت ولكن أزاي تخطئ في صوت «يوسف» أغمضت عُيونها بألم، مسحت دُموعها بكف إيديها، أخدت نفس عميق وهيا بتحاول تستمد قواتها، أستدارت بجسدها وقالت بثبات:
_أي جابك؟!
أتنهد وقال بـ هُدوء:
_متنسيش إن ده بيتي.
ضحكت بسخرية وقالت بعتاب:
_كان بيتك لكن حاليًا مش بيتك.
قرب خطوة وقال بصوته رجُولي عميق:
_ده بيتنا وهيفضل بيتنا لأن في بينا رابط قوي.
قربت من«يوسف» ولم يفصل بينهُم سوا سنتي قال بفحيح كالأفاعي:
_والرابط ده هقطعهُ من جدورة يا «يوسف بيه».
بصلها بـ أشتياق وقال بحُب:
_لسه الحُب في عينيكِ زي ما هو من أول مرة حبيتك فيها، رغم أذيتي لسه نفس اللمعة والبريق فيها.
بدأت الدموع تتكون في عينيها،قالت بعتاب:
_عيني كدابة خانتني، ومازالت بتخوني، أزاي قدرت تكُون قاسي عليا كدَ، أزاي قدرت تسبني يوم فرحنًا في وسط الناس دي كُلها، ده كان كرم حُبي ليك، ده كان كرم وقوفي جنبك، هل أنا بعد كُل الحُب ده أستاهل إنك تأذيني وتدمرني للدرجادي.
بص لعُيونها بحُب وقال بصوت بحُزن خانتهُ دُموعهُ:
_لو كـُنتِ تعرفي أن الأوقات الحلوه قُليله وأن البدايات هي السكينه اللِّي هتدبحك يوم ما سبتك، كُنتِ مشيتي من بدري ، أنتِ عملتي الخير مع أكتر أنسان ميستاهلش غير الشر، وقابلتي الوحش بالطيب ، أنتِ طلباتك كانت أقل من القُليل، كُنتِ طالباني أحبك بس، بس أنا مفهمتش وأتعاقبت بغيابك للأبد.
رجعت لورا خطوة وهيا بتهز دماغها، مسحت دُموعها، حاولت تنطق بس لسانها خانها، غمضت عُيونها وقالت بوجع وجمود في وقت واحد:
_طلقني.
بصلها وهو مصدُوم، قلبهُ وجعه من الكلمة اللِّي، قال بجمود:
_طلاق مش هطلق.
صرخت فيه بـ أنهيار:
_مش هفضل عليِّ ذمتك ثانية واحدة، الموت أهون مني أبقيٰ عليَّ ذمتك.
حس بغصة في قلبهُ، وقال بـ هُدوء:
_بعد الشر عليكِ.
قربت وهمست بقسوة:
_أنتَ الشر بحد ذاتهُ.
غمض عينهُ من قسوة كلامها، قال بخفوت وصوت حزين:
_ءءء… كان غصب عني كُل حاجة كانت بتجبرني.
قالت بـ أنهيار وعتاب وهيا بتشاور عليَّ نفسها:
_أنا كُل اللِّي كُنت محتاجة منك إنك تفضل موجُود متسبنيش تبقي متتخلاش عني تتمسك بيا، كُنت خايفة تسبني في يوم كُنت بحكيلك عن كُل خيبة وخذلان، كُنت بحكيلك علشان أوصلك رسالة إنك متعملش زيُهم بس أنتَ طلعت زيهُم وكسرتني، أتخليت عني بكُل سهُولة وكان اللِّي بينا كان قُليل…
رجعت لورا وقالت ببكاء:
_يا خسارة حُبي ليكَ..
***
دخلت الكافتيريا اللِّي في المُستشفي شمت ريحة برفانهُ،بصت بطرف عُينها وقالت بـ هُدوء:
_عايز أي؟!
وقف قُدامها بشموخِ وقال بصرامة:
_تعالي نتكلم في الجنينة.
أتنهدت ومشيت معاه وقفت قُدامهُ وربعت إيديها، وقالت ببرود مُزيف:
_ياريت تقول كلامك بسُرعة علشان مش فاضية.
أتنهد وقال بعتاب:
_ليه مُصممة توجعيني معاكِ.
قالت بثبات مُزيف:
_أنتَ اللِّي مُصمم تضايقني كُل شوية رغم أني فهمتك وقولتك كُل حاجة بصراحة.
أبتسم بسخُرية وقال بخفوت وصوت حزين:
_أنتِ محبتنيش، أنا كُنت مُجرد فترة في حياتك وبس، فترة مؤقتة وخلصت، كُنت أوقات كتير بكدب أحساسي عشان المركب تمشي، بس أزاي هتمشي مع واحدة مش عايزاني، أو بمعني أصح كانت مُنبهرَة بيا بس.
بدأت الدُموع تتكون في عينيه ليهمس بحسرة:
_لم نلتقي بالذين يُحرقُون الدُنيا من أجلِنا، ألتَقينا دائمًا بمن أحرقُونًا وهدمُوا الدُنيا فوق قُلوبنا”.
أتنهدت وقالت بندم:
_غيث.. ءء. اناا..
بصلها بخذلان وقال بعتاب:
_مش لازم تبرري كُل حاجة واضحة زي الشمس.
ترجع كام خطوة وألتفت ومشي، وقعت مكانها عليَّ الأرض وعيطت بـ أنهيار همست لنفسها:
_والله بحبك… والله بحبك.. بس مش هقدر يا غيث مش هقدر أقولك الحقيقة.. سامحني…
***
قعد عليَّ الكُرسي وهو بيبصَلهُم بتركيز شديد سأل:
_ليه بتعملوا كدَ؟!
هزت «عشق» رأسها بعدم فهم:
_ليه بنعمل أي؟!
أتنهد «فهد» وقال بـ هُدوء:
_ليه تصرفاتكوا كدَ.. أظن كلامي واضح.
قالت«أسراء» بحقد:
_هيا اللِّي بتكرهني.
ألتفتت ووقفت قُصدها وسألت بآلم:
_أنا مش بكرهك أنتِ أخُتي.
قالت «أسراء» بسخُرية:
_فيها أي ياما اخوات بيكرهُوا بعض.
أنهارت دُموعها وقالت بزعيق فيها:
_أنتِ أي.. ليه بتعامليني كدَ مهما كان أنتِ أخُتي ليه الأذية دي.
كان «فهد» مراقبهُم بصمت تام.. بعد مُدة لما شاف الأموار خرجت عن السيطرة قرر يتخلي عن صمتهُ وقال بـ هُدوء:
_ليه بتكرهي عشق يا «أسراء».
بثت بكُره لـ«عشق» وقالت بحقد:
_علشان سرقت مني حلمي.
قال بثبات:
_وأي هو حلمك؟!
أرتبكت وقالت بتوتر:
_ءء.. ااا…
قام من عليَّ الكُرسي وقف قُدامها وقال بثبات:
_داغر مش كدَ.
برقت بصدمة وقالت بأرتباك:
_ءء… ااناا….
هز رأسهُ وقال بـ هُدوء:
_بس أنتِ مبتحبيش «داغر».
ضيقت عُيونها بـ أستغراب وكمل «فهد» وقال:
_أنتِ مش بتحبيه كشخص تتمني تكملي معاه بقيت حياتك، أنتِ بتقولي كدَ لأنك مش بتحبي أخُتك لأن عرفتي أن «عشق» بتحب حاجة وعايزة تسرقيها أو تخديها منها لكن مش حُب.
سألت بـ أستغراب:
_المعني؟!
قال«فهد» بصرامة:
_بمعني أن عشق لو حبت شخص تاني هتروحي تقولي أنها سرقت منك حلمك، اي حاجة «عشق» متعلقة بيها عايزة تاخديها رغم أنها مش ملكك.
ظهر الأرتباك عليها وقالت بتبرير:
_مش كدَ يا خالو.
بصلها من تحت لفوق بضيق وقال:
_هتفضلي عليَّ حالك كدَ كتير.
ضيقت عُيونها بعدم فهم:
_قصدك أي يا خالو مش فاهمة.
قعد عليَّ الكُرسي وقال بـ هُدوء:
_عدم إنتظامك في الصلاة لبسك المُلفت ونص شعرك اللِّي خارج برا الحجاب والبناطيل الضيقة.
بصت للأرض بخجل وهيا بتحاول تتجنب النظر لعيُون خالها، كمل «فهد» وقال بصرامة وجدية:
_ليه مستنية ربنا يهديكِ فـَ تحافظي عليَّ الصلاة؟!
وكُل اما أقولك أعدلي طريقة لبسك تقول لما ربنا يهديني؟! ومنتظرة ربنا يهديكِ فَـ تلبسي واسع وطويل ..! كُل ذنب بتعمله بضمير مرتاح بس مستنية ربنا هو اللِّي يهديكِ !الذنوب والمعاصي مشكلتك أنتِ، والتوبة مهمتك وقرارك أنتِ، أيوة ربنا هيهدي وهيتوب عليكِ وهيتقبل توبتك، بس ده لما تأخدي بأسباب التوبة والهداية أصلًا، لكن طول ما أنتِ غرقانة في المعاصي وصحبة السوء، وضميرك مرتاح ، يبقى هَتتوبي إزاي ؟!
[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا ]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إني لأتوب إلىٰ الله عز وجل في كل يوم مائة مرة) ..
وخطوات التوبة هي :
1- ترك الذنب
2- الندم على فعله
3- العزم على عدم العودة إليه
4- رد المظالم لأهلها.
قالت وبدأت تتكُون الدُموع في عينيها:
_حاولت كتير أبقي أنسانة كويسة صالحة وصاحبه صالحة بس فشلت بنتظم يوم وأبطل عشرة حاولت اعدل طريقة لبسي بس فشلت، والله حاولت بس بفشل شيطاني بينتصر عليَّ اللِّي جوايا.
أبتسم «فهد» وقال بجدية:
_عارفة أنتِ محتاجة أي علشان تنتظمي في صلاتك وتوصلي لدرجة الخشوع، تمشي بمبدأ انهُ صلاتك ما هيا إلاحاجة روتينية و مُجبر تعملها، قبل كل فرض استعدي للصلاة و كأنك ماشية تقابلي شخص بتحبيه جدًا، امشي و أنتِ ملهوفه .. ولو حد سألك ماشية فين : قولي ماشية أكون قُريبة من ربنا خليه أحساس داخلي جواكي، و أول ما ترفعي إيدك وتقولي : الله اكبر.. أبتسمي أبتسامة مشتاق .. ‏انسى الدنيا كُلها بمشاكلها و همومها فى اللحظة دي .. اقرأي الفاتحة بكُل راحة واسمعي جواب ربك بعد كُل اية، و متقرأيهاش بُسرعة و كأن حد بيجري وراكي.. و فى الأعتدال من الركوع لما تقولي ” سمع الله لمن حمده
احمده انتِ بطريقتك، قولي” الحمدلله يارب على كُل النعم اللِّي انعمت علي بيها” .. ‏”الحمدلله حمدًا طيبًا مباركًا كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك ”
و أول ما توصلي للسجود افتكري انهُ أقرب ما يكون العبد لربهُ وهو ساجد، لما تهمس ببطن الأرض و بيسمعك من في السماء.
قشعر جسد«أسراء» وبدات الدُموع تنزل عليَّ وشها بـ أنهيار قالت بصوت بُكي:
_أنا من جوايا حابة أبقي أنسانة كويسة وصاحبه صالحة وأشد أي حد بحبهُ للطريق الصح بس هعمل كدَ ازاي وأنا ذات نفسي مش قادرة اكون شخصية كُويسة.
أبتسم «فهد» وقال بتصحيح:
_مسمهاش حابة في حاجة أسمها «النية»، الأنسان لما بيعمل أي حاجة ويبقي عندهُ عزم وأرادة أنهُ يعملها لازم يكون عندهُ«نية» لفعل الحاجة دي..
« إنّمَا الأَعْمَالُ بالنِّيّاتِ»
قال رَسُولَ اللهِ ﷺ : إنّمَا الأَعْمَالُ بالنِّيّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصيبُهَا، أَوْ امْرَأَةٍ يَنْكَحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلى مَا هَاجَرَ إِلَيْه [ متفق عليه ]
● فمَنْ قصَدَ بعَملِه مَنفعةً دُنيويَّةً لم يَنلْ إلَّا تلكَ المَنفعةَ ولو كان عِبادةً، فَلا ثَوابَ له عليها
● ومَن قصَدَ بعَملِه التَّقرُّبَ إلى اللهِ تعالَى وابتغاءَ مَرضاتِه، نالَ مِن عَملِه المَثوبةَ والأجرَ ولو كان عمَلًا عاديًّا، كالأكلِ والشُّربِ
_تعالي نفكر كدَ لو كُل حاجة بنعملها قصدنًا منها نية الخير، هيكون إيه العمل؟! يعني مثلًا اللِّي بيذاكر، مُمكن يكون بيعمل كدَ علشان يعدي الأمتحان وخلاص، بس ممكن يأخد نية تانية وهي إن بيطلب العلم اللِّي ربنا عظم طالبيهُ، ممكن يأخد نية أنه يجتهد ويوصل للِّي هو عاوزه وينفع الأمة سواء كان دكتور أو مدرس أو أيًا كانت مهنتهُ، مُمكن كمان الناس اللًِي في البيوت ومسئولة عن البيوت زي النساء والفتيات ممكن يكون ليهم حسنات كتير بالنية اللِّي هياخدوها في العمل دا، زي إن المكان يكون نضيف لأن ربنا أمرنا بالنظافة و التطهر، وإن المكان يكون مناسب لأداء الفروض و الصلوات، وإن دا من باب البر لأهل الدار و الطاعة للوالدين، حتى كوباية المياه ممكن تأخد فيها خير، وهي إنك تحافظ على عُمرك وصحتك علشان تُعبد ربنا بجسد سليم مُعافى من الأمراض، وإنك تقدر تواظب على العبادات، حتى النوم تاخد فيه نية خير، وهي إنك تحافظ على جسمك وصحتك وتبدأ يوم جديد بطاعات أكتر ونوايا خير أكتر، خليكي دايمًا فاكره إن نيتك لازم تكون خير، ومتنسيش تدعي لنفسك و للغير.
أبتسمت ومسحت دُموعها بكف إيديها وقالت:
_ربنا حنين علينا للدرجادي أقل حاجات بنعملها بنأخد عليها حسنات وفضل ونعم كتير.
قال «فهد» بأبتسامة:
_ربنا الأحن والأقرب.
قربت «أسراء» من خالها وقالت وبعض الدُموع في عينيها فتحت ذراعيها:
_مُمكن أحضُنك يا خالو؟!
قام «فهد» وفتح ذارعية عليَّ مصراعية وقال بحنية:
_مُمكن يا قلب خالو.
حضنت «أسراء» خالها بحُب كبير وأنهارت في العياط بسبب الأفعال والمعاصي والذنوب اللِّي عملتها.
بعدت «أسراء» وقالت بأبتسامة:
_أوعدك يا خالو أني هبقي شخصية جديدة، هحاول اصارع واحارب نفسي في أني ابقي أحسن لو أنتكس في يوم ألحقني قبل ما أقع متخلنيش استسلم للموجة.
***
في المساء خرجت«غرام» من المُستشفي وقررت البنات تعمل سهرة مع أمُهاتهُم بمناسبة شفاء «غرام»، والرجال أتفقو عليَّ سهرة فوق السطح.
_انا مش مسامح القمر اللِّي سايبني أسهر لوحدي كل يوم كدَ.
أبتسمت بخجل من الماسدج اللِّي بعتها «داغر».
_مش لوحدك عليَّ فكرة كُل الشباب معاك.
رد عليها بماسدج:
_قعدتهُم ناشفة، اما قعدتك دافئة وحنينة رغم نكدك وزنك الكتير.
زادت أبتسامتها أكتر وكتبت:
_معلش بقي ما حضرتك لو تأخد خطوة صح ووقتها نقعد نرغي براحتنا.
=ده أنا مش هعمل خطوة صح دة انا هكتب عليكِ بعد اسبوع.
لمحت «فيروز» أبتسامات«عشق» وقالت بخُبث:
_مُنشكحة ليه كدَ يا أخُت.
رفعت عُيونها من عليَّ الفون وقالت بأرتباك من نظرات الكُل:
_عادي بكلم صاحبتي.
غمزت«ماسة» بخُبث وقالت:
_فكرتك بتكلمي صاحبك.
أتوترت اكتر وقالت:
_لا بكلم صاحبتي.
أبتسمت «غرام» وقالت بمكر:
_مفيش داعي يا حبيبتي تتوتري محنا عارفين اللِّي فيها يا مرات أبني المُستقبلة.
رجعت شعرها ورا أذنيها بتوتر وقالت بأرتباك:
_عارفين أي يا خالتو مش فاهمة.
بصتلها «غرام» بحُب وقالت:
_تعالي يا بت أقُعدي جنبي.
قامت«عشق» وقعدت جنبها فاجأتها «غرام» لما اخدتها في حُضنها وطبعت قُبل عليَّ رأسها بحُب وقالت بحنية:
_خُدي بوسة مش خُسارة فيكِ، أنتِ خدتي قلبي كدَ كدَ.
نزلت رأسها للأرض بخجل وهيا عارفة قصدها عليَّ القلب اللِّي أخدتهُ وهو«داغر».
بصت«فيروز» لأختها وقالت بدراما:
_هو أحنا ملناش في الحُب نصيب ولا اي.
ردت عليها «جودي» بدارما هيا الأخره:
_يظهر أننا مكتوب علينا النكد ولا اي.
قالت«بينار» بهيام:
_أنتو اللِّي وش فقر ومش فاهمينهُ صح ده يالهوي عليَّ الحُب وسنين الحُب وعيون الحُب وضحكة الحُب وغمزة الحُب والحُب ذاته نفسهُ يولاد.
ضربتها«ماسة» وقالت بمكر:
_مخبية أي عليا يا داهيه؟!
سندت عليَّ الكنبة وقالت بحُب دون وعي:
_الواد صاحب أخوكي وقعني في حبُه من الدور الـ 19 والله.
صرخ كُل الفتيات بصدمة:
«رائــــد الهلالي!!!
***
في منزل بسيط كان قاعد «رائد» قُدام أختهُ الوحيدة أو بمعني اصح بنتهُ اللِّي سابها باباه ومامتهُ بعد مُوتهم.
قالت «رودينا» بحُزن وصوت بُكي:
_انا تعبت يا «رائد» اتخنقت ومبقتش طايقة المُذاكرة كُل اسبوع شامل كل يوم مذاكرة ملهاش أخر، وكُل مدرس عايزني بيرفيكت في المادة بتاعتهُ، بس بجد مش قادرة أنا ضايعة ومتمرمطة بين كُل مُدرس وبين كُل واحد ومش بلحق من هنا لهنا، طاقتي خلصت، تالتة مش سهلة بالعكس صعبة اوي وأنا مش قدها.
قرب«رائد» من «رودينا» وأخدها في حضنهُ قال بحنية:
_حبيبتي أنتِ مش مُجبرة تدفني نفسك في المُذاكرة مش مُجبرة تستنذفي طاقتك، متحسسيش نفسك بالفشل لأن وقتها هتستسلمي علطول كُوني واثقة إنك شاطرة وهتقدري وتعدي، تالتة مش مُريبة ولا مُرعبة زي ما الكُل بيقول ومُتخيل بالعكس سنة زي اي سنة بنعديها في حياتنا الفرق انها تحديد مسير بس ده المُختلف، لو الرهبة والخوف والرُعبة دي فكرة الكُل عن تالتة تبقي فكرتهُ غلط ومليون غلط كمان لأن المُجتمع صنع الفكرة دي عنها، لو أنتِ واخده تالتة ثانوي عليَّ قلبك وده غصب عنك لأن ده كُلو غلط المُجتمع، حين أن أحنا لو بصينا، هو معلش مين فينا طلب تكوني ناجحة دراسيًا، انا.. قرايبنا.. المُدرسين بتوعك اللِّي مستنين النتيجة بتاعتك علشان تبيضي وشُهم؟!!، للأسف أحنا دائمًا بنفكر جوة الصندوق بشكل بحت، لكن أنا ضد أي كلام وأحساس إن الطالب مُجبر يحارب في أسواء حالتهُ النفسية لان مش كُل حين هتكون نفسيتك كويسة، في حين أنك لو بصيتي عليَّ الموضوع وأخدتيه كأنهُ لعبة داخلها وعايزة تُخرجي منها بأحسن مُعدل من غير ما تتأذي نفسيًا هتعرفي وقتها تلعبي مع المنهج صح، المُوضوع مش حرب بجد زي ما كُلو فاكر، حاولي تبسطي المُوضوع وتأخديها كأنها سنة اقل من العادية، أنتِ مش مُطالب منك السعي علي قدر السعة وربنا محطلناش حدود و مش لازم نجاحنًا يبقي دراسي الناس مُختلفة وانتِ مش أنا ولا أنا أنتِ البشر مُختلفة عن بعض تمامًا، ولو كُلو كان شاطر دراسيًا مكنتش الحياة هتمشي أصلًا.
مسحت دُموعها بكف إيديها وقالت بـ هُدوء:
_بس ربنا أمرنا بالسعي وأن مفيش نجاح من غير تعب.
بص لـ«رودينا» وقال بجدية:
__ كلامي في حين إنك فقدتي الشغف وحسيتي إنك بدأتي تتاذي نفسيًا، يعني علشان إحنا عباد الله وكُل هدفنا هو رضاه عننا لازم نسعى أنهُ يحبنا، والسعي يبقى من خلال إتقان العمل وعزم النية تكون لله.
“وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ۝ وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى”
_يعني عليكِ السعي والتوكل عليَّ الخالق وربك عليه النتيجة بس احنا منعرفش إيه النتيجة، لكن يكفي عند حلول اللحظة اللُّي نقف نستنى فيها النتيجة نقول يا رب إحنا عملنا اللي علينا الحمد لله، وتوكلنا على الخالق العادل، يبقى نستنى النتيجة مهما كانت بقلب راضي ومنزعلش حتى لو كانت عكس هوانا.
بصت «رودينا» لـ«رائد» وقالت بحُب اخوي شديد:
_في كُل الأحوال لازم ننجح في حياتنا والأنسان لازم يسعي وأيًا كانت النتيجة لازم نبقي فخورين بالنتيجة، وفي كُل الأحوال الأنسان مُجبر ينجح.
***
_طب هنلعب لعبة وهتبقي زي أسئلة كدَ حلوة.
هز الكُل رأسهُ كتبت «فيروز» مجموعة أسئلة وحطيتها في صندوق، حطتهُم الصندوق في النص والكُل كان قاعد حواليه.
بصت «فيروز» لـ «عشق» وقالت بصرامة:
_اسحبي ورقة وقولي السؤال وجاوبي بعدها.
ضيقت عُيونها سحبت ورقة وقرأتها بصوت عالي:
_أي الحُب من وجهك نظرك؟!
سرحت في تفكيرها وأفتكرت «داغر» ظهرت لمعة وبريق الحُب في عينيها وقالت بصوت دافئ:
_مش سهل أننا نفهمهُ ولا سهل أننا نلاقية، هو بين المُستحيل والحدوث، بس هو شعور جميل أوي مليان حُب دافئ وطمأنينة وأمان وهدوء بحس أوقات أن الأنسان لما يتحب حتي الفراشة مش بتتقارن بخفتهُ لما يعرف أنهُ محبوب من شخص مًا، بيراودنا شعور بالسكينة والأستقرار النفسي والهدوء والراحة لقينا مُبتغانا في الحياة الكتف اللِّي هلقي عليه راسي في نهاية يومي وأنا عارف ده اللِّي هزم الخُوف اللِّي جوايا قدر ينهي اي ذرة خوف من فكرة الأرتباط في نظري هو بطل خارق أنهُ قدر يعيد بناء مفُهوم الحُب بالنسبالي.
سقفهُ الكُل وقالت «فيروز»:
_أسحبي ورقة يا «جودي».
سحبت ورقة وقرأتها بصوت عالي:
_تحبي تشوفي نفسك فين بعد خمس سنين.
أبتسمت وقالت بحُب:
_أكون في بيت هادئ مليان زرع و ورد كأنهُ بيوحي عن حياتنا، أكون مُطمئنة مع شخص سوي بيحبني لكُوني أنا يصارع ويتعامل مع العالم الخارجي براحتهُ يرجع عليَّ نهاية اليوم أكون مستنياه في البلكونة ولما يرجع يقولي جبتلك ورد والورد قُصد جمالك هيخجل، وفي نهاية اليوم نُعقد نتفرج عليَّ كرتون سوا أرمي رأسيّ عليَّ كتفهُ وأنا مش خايفة من أي حاجة، حياة مُطمئنة هادئة سالمة وآمنة تكون بوجود من أُحب، أنا وهو وبيت هادئ مليان صوت ضحكات أطفالنًا فكرة بحد ذاتها مُبهجة”.
***
_تيجو ننزل نلعب كورة؟!
كُل العيون أتحولت عليَّ «عُمر» أبتسم بتوتر:
_في اي يا جماعة أي النظرات دي مكنتش فكرة يعني.
أرتسمت الأبتسامة عليَّ وشهُم وتبادلوا نظرات العُيون بخُبث قال «فهد»:
_هات كورة ويلا ننزل نلعب.
الكُل بص لـ«فهد» بصدمة قال «زين»:
_عمي أنتَ كويس؟!
هز رأسهُ ونزل الكُل أنقسم الكُل لفريقين وشاركوا في اللعبة كُل شباب الشارع، والكُل كان بيضحك للتاني بحُب رغم لا تربطهم اي صلة قرابة سوا انهم جيران فقط، عليَّ قد ما أحنا مُجتمع شقيان وتعبان عليَّ قد ما احنا ناس طيبة بتحب الخير لغيرها قلوبهُم طاهرة يبقي شايل حمل جبال وبيضحك في وشك وفي خراب جوة قلبهُ، مُجتمع مصري أصيل قادر يحتويك حتي لو معرفش إنك زعلان بقعدة قهوة مع صُحابك وتتقال فيها كُل المصايب، بسهرة بنات في المطبخ وصوت ضحكهم جايب أخر الشارع، بلعبة كُورة في نص الشارع، بخروجة عشوائية، كُل دي حاجات بتصلح حاجات جوانا مش هيا السبب فيها لكنها قادرة تهون، بيفضل الشارع اللِّي عيشت فيه كُل طفولتك أمانك رغم الخراب اللِّي عيشتهُ فيه.
ضحك «داغر» وقال وهو بيشوط الكُورة:
_اطلع يابني عند مراتك أنتِ فرحك لسه يدوب كان أمبارح.
قال الشاب البسيط بمرح:
_يعم ملاحق اقعد معاها لكن القاعدة ولعبة الكُورة معاكوا مش بتتكرر كتير.
ضحك «عُمر» وقال بمرح:
_العيل هرب من البيت من أول يوم دة انا هعمل حبس ومش هخرج غير بعد شهر.
ضحك الكُل بمرح وكملهُ لعب في جو جميل بعيد عن الحقد والكُرة والنفوس الحاقدة.
***
قالت«فيروز» بصوت عالي وهيا في المطبخ:
_هوت شكولات ياشباب.
قالوا كُل البنات بصوت عالي:
_بكُل تأكيد طبعًا.
ضحكت«عشق» وقالت بمرح:
_لا وراحت رزعاها قلم جاب أجلها بقول يا «فيروز» مش كدَ عاملي الناس بهدوء، راحت مشوحة بأيديها وقالت مش لما اعرف الهدوء ده بيقول اي.
ردت عليها «فيروز» وهيا شايلة الصنية حطتها عليَّ الطاولة وقالت بمرح:
_طب اسكتي علشان محدش بيجيب حقك غيري.
لسه هترد عليها جاتلها ماسدج من «داغر».
_اطلعي أنا قُدام الشقة.
لبست حجابها وخرجت قفلت الباب وراها وهمست:
_لو حد شافك هيعملوا منك بطاطس محمرة.
حط إيدهُ في جيوب الجاكت وقال بحُب:
_يارب يشوفوني علشان نتزوج.
بصت للأرض بخجل وهيا بتتجنب النظر لعينهُ، كمل «داغر» بحُب وقال:
_النهاردة قاعدة في بيتنا بصفتك بنت عمتي بكرة تعقدي فيه بصفتك مراتي.
قالت بخجل:
_هيا اي حكاية مراتك انهاردة؟!
بصلها بطرف عُيونهُ وقال:
_الحلو هيعرف لما يروح.
هزت رأسها بعدم فهم:
_هعرف اي؟!
بص لعُيونها وقال بصوت دافيء:
_طلبتك من خالي إياد، يولع العالم قُصاد وجودك جنبي، مش هنتخطب بقا ولا أي؟!
تنحنت بصدمة وقالت بسعادة:
_قول والله.
ضحك عليها وقال بنفس نبرة الصُوت:
_والله..«يا قمري البعيد»
هزت رأسها بعدم فهم وقالت:
_قمرك البعيد؟!
هز رأسهُ وقال بتأكيد:
“ايوة قمري البعيد هتعرفي المعني يوم كتب الكتاب.
قربت خطوة وقالت بأبتسامة وصوت هادئ:
_رجل حنون.. قدر يهزم الخوف اللِّي جوايا.. في وجودك لا تُقارن حتي الفراشة بخفتي.. لم يتسع العالم بأكملة أجنحتي حين تكون بجواري.. هزمت كُل شعور وخوف بداخلي.. خلقت مني شخصية جديدة مُبهجة قدرت تحببني في نفسي في حين أني أستسلمت.. في وجودك.. في وجودك أنتَ بس بقيت كويسة.
قال«داغر» بصوت دافيء حنون:
_لما حببتك فيا وعلقتك بوجودي كان علشان أحسسك بالأمان وأنهي أي خوف جواكِ وتكتفي بيا، مش عشان مع أول خلاف بينا الوي دراعك بغيابي وأضعفك، فَـ متخافيش حتي خلافك معايا أمانك.
نظر لعُيونها وقال بصوت حنون:
_عينَاهَّا بّنية.. أيضًا كَ الأرض.. وَلكنهَّا لَا تُنبِتُ الزهُور.. بَلّ حُبً.
أبتسمت«عشق» ولكن لم تدُوم أبتسامتها كثيرًا، سمعوا صوت صريخ.. دخل«داغر» جوة البيت بُسرعة وشاف «فيروز»…..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية حرم الفهد 3)

اترك رد

error: Content is protected !!