روايات

رواية مرسال كل حد 2 الفصل السابع والخمسون 57 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد 2 الفصل السابع والخمسون 57 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد 2 البارت السابع والخمسون

رواية مرسال كل حد 2 الجزء السابع والخمسون

مرسال كل حد 2
مرسال كل حد 2

رواية مرسال كل حد 2 الحلقة السابعة والخمسون

سكت لوهلات، اتنهد باين على ايده الارتباك: حتى لو قلتك أه أو لا مش هتفرق معاك إذ أنت شايفني مجرد نبتة شريرة اتولدت في بيئة ساعدتها على ده، أنت بنفسك شايف اني ممكن أقتل علشان مصلحتي حتى لو الشخص ده أنت فازاي مستني حب من شخص زيي.. أنت نفسك مش عايزاني أو عايز وجودي.
“ازاي مش عايزاك أو عايز وجودك؟ أنت ابني”.
“عمري ما حسيتها منك، أنت بتتعامل معي كأني مجرد شيء من ممتلكاتك، أو أني أمر واقع بالنسبالك وصعب تتخل مني”.
“مين وصلك الأفكار دي؟”
“متحاوليش تنكر علشان دي الحقيقة”.
“أنا عندي حب تملك ومعترف بده بس للحاجات الي بخبها وبس وأي شيء مش عايزاه بتخلى عنه بمنتهى السهولة ولو كنت مش عايزك كان بإمكاني أسيبك لهدية”.
“ولا واحد فيكم كان عايزاني أصلا، هي نفسها لحد الآن مش معتبراني ابنها وشايفني غريب”.
“لا طبعا هي بس كانت بتحاول تتقبل الوضع الي اتحطت فيه فجأة”.
“علشان كدا تقبلتك انت عادي واتعاملت معاك عادي وأنا الي كنت زي الشوكة في حلقها؟”
اتنهد أحمد بيقوم من مكانه بيتقدم ناحيته بيقدم راسه ليه بيمسح على شعره: أنت بس غبي وفاهم كل حاجة بمزاجك.
انفك عنه خالد بيتجاهل النظر ليه: لو مفيش عقاب أو حاجة تقولها أنا ممكن أطلع.
“أه فيه عقاب”.
بصله خالد منتظر عقابه، فتابع أحمد: هنام معاك الليلة في الأوضة.
بنبرة ساخرة رد: أنت كدا بتعاقب هدية مش بتعاقبني أنا.
“محتاج نقضي وقت أفهمك فيه حاجات كنت بتمنى تميم يفهماني”.
بنبرة استهزاء تخللها تراخيه:حاجات زي أي؟
“زي إني بحبك، زي إنك كنت أول فرحتي وأول رباط وثق علاقتي بهدية وإنه لوما الي أنا عملته زمان مكنتش أنت هتتولد في بيئة مفككة، يمكن مفيش مبرر لكونا اختارنا طريق غلط مهما كانت البيئة سيئة وإنك أذيت كتير حواليك بس كل حاجة في بيئتنا بتأثر على حياتنا وتصرفاتنا، خلينا نبدأ من جديد”.
“كلام التنمية البشرية ده مش بتاعك”.
اتنهد بيقعد على طرف المكتب: في الحقيقة هم آخر كلمتين بتاع بداية جديدة هو كلام الدكتور الي بدأت أروحله.
“مش لاقي عليك بصراحة، الي أعرفه عنك إنك كازما أكتر من كدا؟”
“أنا بردو مش حاسس الكلام أوي تفتكر المفروض أغير الدكتور”.
“وتروح ليه أصلا انت زي الفل”.
وكأن أحمد اقتنع ولسه بيتكلم بصيغة استفهام: تفتكر؟ بعدين بصله باستغراب: أنت ايه يا أخي لسه بحاول أقنعك بالصح وأنت بتقنعني بالغلط.
“مين قالك انك ممكن تخف علشان حد لو معملتش ده علشان نفسك عمرك ما هتخف ده لو اعتبرنا انك عيان أصلًا، الي خواليك هم الي أوهموك بكدا”.
“خالد أنا بقول خلينا ننام لأن أكتر من كدا أنا مش ضامن ممكن تخليني أعمل ايه”.
تنهدت بطلب من جونير يقفل الشاشة، خالد هو خالد مش هيتغير، مش قادر أفهم دماغه دي متركبة ازاي بس هو فعلا محتاج يتعالج، يتعالج وبأسرع شكل، كلام التنمية والموساة ده عمره ما هينفع مع واحد زيه، حاولت أنام لكن معرفتش، روحت لأوضة عمر بخبط على الباب لكن مفتحش، فتحت الباب وليقته نايم، صحيته بقومه من النوم: عمر! عمررررر!
أتأفف وهو لسه مغمض عينه: عايز ايه يا أزعج خلق الله.
“ينفع أطلب منك طلب؟”
“ينفع نأجله لبكرا لأني تعبان ومش قادر”.
“بصراحة لا”.
تأفف بيبصلي: عايز ايه يا سيدي؟
“ينفع تعالج خالد؟”
شدني من شعري بنبرة تخللها مضضه بيقول: يعني انت مصحيني من عز نومي علشان كدا؟
“ما هي دي حاجة متتأجليش الولد بجد حالته بقت خطيرة”.
تأفف بيسيب شعري: ماشي، فيه حاجة تاني؟
ابتسمت ببوسه من خده: لا يا أعظم أب في التاريخ.
ابتسم: بياع كلام أنت.
“أنا بقول الحقيقة مش أكتر، ينفع بقى طلب تاني”
“اتفضل ماحنا مش هنخلص”.
“ينفع بالمرة أنت كمان تشرف على علاج أحمد”.
” في كامل وعيك يا هادي”.
“دي الطريقة الوحيدة الي هتواجه بها مشكلتك صدقني، علشان تثبت لنفسك إن هدية مش فارقة معاك”.
“بس فارقة معي كرامتي”.
اتنهدت: معاك حق، أنا آسف، أنا بس كان صعبان علي علشان حسيته عايز يتعالج بجد لكن الدكتور بتاعه هو الي حمار.
سكت عمر لوهلات وكأنه اتأثر بكلامي بيتابع: أقصى حاجة ممكن أعملها إني أرشحلك دكتور كويس أحسن مني كمان.
ابتسمت ببوسه تاني: أنا بردو بقول إن قلبك ده مش هيهون عليه حد أبدا.
ابتسم بيبعدني عنه: طيب ماشي، يلا بقى اتكل على الله عايز أنام.
“بقولك ايه يا عموري”.
تأفف: ايه تاني؟ عايزني أعالجك تميم بالمرة.
“تصدق فكرة”.
“هادي يلا غور عند أبوك، انا غلطان أصلا كان مالي ومال ازعاجك ده”.
“اسنى بس بجد”.
“ايييه؟”
“ينفع أنام جمبك؟”
ابتسم بيفتح ايديه: تعالى، لوما ملامح الحمل دي أنا مكنتش هضعف قدامك أبدًا.
ابتسمت بترمي في حضنه، لسه هتكلم ليقته ضامني ليه بين أكنافه بيغطيني: بس بقى نام، ده نوم الظالم راحة.
“أنت عارف أحسن حاجة هدية عملتها ايه؟ إنها سبتلي حضنك كله لي لوحدي وبكدا أقدر أنام معاك براحتي ومش مضطر أمثل اني مش عارف أنام علشان تجي تنام جمبي”
ابتسم: طب نام بقى بدل ما أروح أنام عند أمي وأسيبك.
ابتسمت بتخفى بين أكنافه أكتر، وبدون ما أحس نمت لحد ما راحت علي نومة والساعة جات ١١ الضهر. قومت مزغوف من نومي، نزلت تحت في الصالة ليقت عمر بيحضر الفطار مع دينا في المطبخ، ابتسمت بتقدم ناحيتهم: كدا هضمن إني هفطر ولا لا؟ لأني بصراحة أشك في قدرات عمر.
على مضض رد عمر بيحط الأطباق عالسفرة: ومين قالك إني بعمله ليك أصلا.
ابتسمت باخد الطبق الي حطه، ضرب ايدي علشان أحطه تاني عالسفرة: مش أنت مش عاجباك أكلي.. مفيش أكل.
ابتسمت بلاعبه من خدوده: ياتي بطة توتي أنتي.. قلت الأخيرة بشتت انتباه بسرق الطبق من قدامه، ابتسم وأنا بقعد على الكرسي وقبل ما أكل افتكرت اني عندي حاجات كتيرة لازم أعملها، سبت الطبق في الارض بدخل الحمام بغسل وشي بلبس لبسي على عجل ، عمر بصلي باستغراب: مالك متسربع كدا، كل الأول وبعدين امشي.
ابتسمت بربط الكوتشي: مش كنت ممنوع من الأكل.. ابتسمت ببصله بتابع كلامي: متنساش بقى هستناكم كلكم على ٤ ودينا قبلك. قلت الأخيرة باخد مفاتيح العربية بتوجه ناحية بيت أحمد، رنيت الجرس فتحلي عثمان الباب، سألت عن أحمد قالي إنه هيندهولي ويجيلي، في الوقت ده روحت لخالد أوضته وكان معي وقتها جونير، كان خالد قاعد بيبص عالسقف على كرسي المكتب حاطط رجله فوق المكتب، بمجرد ما انتبه لوجوظي، بصلي في صمت بعدين بص لجونير بيخبط على المكتب، جونير نفذ أمره وجه جمبه، باشر خالد كلامه بيقول: مكنتش محتاج تجي علشان تجبلي جونير، هو عارف الطريق لوحده.
“مانا مش جاي علشان أرجعه، أنا جاي علشان أقولك إني حجزتلك عند عمر”.
بسخرية رد بلامبالة بدون ما يبصلي: شكرا انك أشفقت علي وجبتلي عرض علاج ببلاش.
“مين قالك انه ببلاش، أنا هخلي عمر ياخد منك تمن الكشف وأنا هاخد عمولة على الكشف علشان حجزتلك عند أكبر دكتور هنا في البلد”.
“ده من وجهة نظرك”.
“ده غصب عنك مش من وجهة نظري بس”.
“أنت كدا بتحاول تقنعني بالعلاج يعني؟”
“انا مش بحاول أقنعك، أنت مجبور تعمل كدا علشان مش بعد ما ألم العيلة هستناك تفرقها تاني”.
“دلوقتي أنا بقيت سبب تفككها”.
“للأسف ده من زمان مش بس دلوقتي”.
تأفف: طب يلا بقى غور مش ناقصك.
“أنت عارف ايه مشكلتك، انك متحضنتش حقيقي وأنت صغير، الله يعين عمر بجد مش عارف هيتصرف معاك ازاي”
سكت خالد بدون رد وأنا همت بالمغادرة لكن ما هي الا ثواني وليفت وشي بتجه ناحيته بضمه، حسيت بجسده متجمد وكأنه مستغرب رد فعلي، بصلي باستغراب وهو لسه بنفس الجمود: ايه ده؟
انفكيت عنه: كنت بجرب بس اذا الحضن له مفعول ولا لا. قلت كلمتي الاخير بغادر الأوضة بكمل: لو حبيت تعال النهاردة الساعة ٤ على بيت مرسال، وبالمناسبة حسام هيكون هناك. قلت الأخيرة بقفل الباب ورا حاولت أتوجه ناحية أوضة أحمد، وتفاجئت به طالع من أوضته وهدية بتمسك ايده بتباشر: يعني بجد يا أحمد أنت تمام؟
“لو مكنتش تمام مكنتش خليتك تلمسيني دلوقتي”.
ابتسمت، فابتسم ولسه بيحاول يلمس شعرها، وقفت في النص بكح بينهم، اتأفف: يعني حبكت المكان ده؟
“عادي، عايز أشم هوا”
“ده بجد؟”
“اه عادي”.
ابتسم: هحاول أصدق، ها قولي ايه سبب تفضلك علينا بالزيارة؟
“بصراحة كنت عايز أقولك اني هستناك النهاردة في بيت مرسال الساعة ٤”.
“مرسال؟ وحد هيوافق عادي؟”
“دي بتاعتي دي، تعال أنت بس الساعة ٤ ولما بقول انت فهدية تجي لوحدها أنا مش عايز مشاكل لأن عمر هيكون هناك”.
“أنت في كامل قواك العقلية يعني؟ عايزاني أوديها هناك وهو هناك كدا عادي؟”
“متقلقش مرسال وهدية ومريم هيكونوا جوا واحنا هنكون برا”.
“ليه أصلا مضطر أقعد معه على نفس التربيزة؟”
“مضطر تعمل كدا علشان هو أبويي وجزء من العيلة دي قبل ما أغرف انك حي أو عايش حتى على الكوكب”.
“أنت بتعجزني يعني؟”
“لا، بس أنا بحاول أفهمك إن عمر هو شيء أساسي في حياتي ولو أنت فعلا عايز تتقرب مني ونتعامل كأب وابنه فأنت لازم تحترم الناس المهمة في حياتي بدون تجريح فيهم علشان الي بيأذيهم بيأذيني، عامة أنا هستناك لو حبيت تجي”. قلت الأخيرة بمشي من بينهم بتوجه لبيت مرسال، خبطت الباب والي فتحلي كان مرسال ابتسمت بتحضني: أخيرًا افتكرتنا.
“افتكرتكم ايه؟ مرسال أنا كنت عندك امبارح”.
“كنت عندنا امبارح قاعد مع جدك مش معي تفرق خلي بالك”.
ابتسمت بدخل: طب اديني جيت أهو وهفطر معاك ولا معندوكوش فطار أروح افطر عند دينا.
ابتسمت بتقفل الباب وريا: متقلقش انت مش حد علشان أغير عليك.
“يا سلام، قصدك اننا مش من المقام ولا ايش ذا الكلام”
قلت كلمات الأخيرة ببص حوالي بعدين بصتلها: أمال فين حد؟
“ده واضح إني أنا الي هبدأ أغير من حد”.
ابتسمت بسأل: في مكتبته؟
هزت راسها بالايجاب وبعدين تابعت: روحله عقبال ما أحضرلك الفطار.
“بصراحة أنا كنت حابب أقولك حاجة بدل ما اقلاي الطاسة في وشي”
بصتلي باستفهام فتابعت: عائلة آل تميم هتجي عندنا العصر.
بصتلي: يعني ايه عيلة آل تميم؟
“تميم وولاده”.
بصيتلي: ودول لمتهم ازاي؟
“مش مهم، المهم اني مش عايزك تتضايق لما تميم يجي، المفروض ان قعدة النعاردة علشان ننسى كل الماضي”.
بصيتلي لوهلات في صمت يتخللها الحزن وبعظين مشيت، كنت عارف ان وجود تميم هيفتح عليها جراح كتيرة من الماضي.
اتنهدت وروحت لجدي، كان كالعادة قاعد في مكتبته مندمج في قرائته، خبطت عليه الباب، رفع راسه ناحية الصوت، ابتسم بيبصلي: هادي!
قفل كتابه بيشاورلي بايده: تعالى.
ابتسمت بقعد قصاده على الكرسي: آسف لو قطعت عليك خلوتك.
“أنت تقطع علي أي حاجة في أي وقت براحتك”.
ابتسمت بتابع: طب بمناسبة الكلمتين دول أنا كنت عايز أقولك حاجة وأدخل في الموضوع عالطول.
بصلي باستفهام: حاجة ايه؟
“أنت أكيد فاهم معنى العيلة ولمة العيلة مش كدا؟”
ابتسم بيضحك: هو ده الدخول في الموضوع عالطول بالنسبالك؟
“حد متوترنيش”.
“طب اتفضل يا سيدي”.
“بصراحة أنا قررت أجمع العيلة هنا”.
“قصدك عمر ودينا؟ طب وايه المشكلة يا ريت جدا”.
“صحيح عمر أهم واحد في العيلة بس بردو مش دي كل العيلة”.
بصلي فتابعت:مظنش عندك أكيد مشكلة مع زين أو خالد، مش كدا؟
“دنا هبقى ممتن ليك لو ده حصل”.
“هي المشكلة بصراحة في وجود أحمد وهدية”.
“أنت عايز تجيب أحمد وهدية في نفس المكان الي عمر هيكون فيه؟”
“أنا بس عايز نصفي حسابتنا القديمة، ثم المفروض أحمد يتقبل وجود عمر لأنه غصب عن أي حد هو أبوي، كمان عمر لازم يواجه”.
“مش بتتحسب كدا يا هادي، ده واحد كسر كبريائه، سلب منه شريك حياته من ١٩ سنة، ازاي ممكن الاتنين يتقبلوا بعض ويعفوا كأن شيئًا لم يكن”.
“بس أنت عارف إن مش أحمد السبب لوحده، هدية هي كمان ما صدقت استغلت الفرصة”.
اتنهد صامت لوهلات وبعدين تابع: مانا علشان كدا بقولك مينفعيش يحصل مواجهة بين الطرفين.
“طب هو لو جه هتتضايق من وجوده”.
“هضايق طبعًا لو عمر اتضايق”.
“هو بس اليوم ده وبعدين عبقى اظبط الموضوع انهم يتقابلوش تاني، أنا بس مش عايزك تفضل غضبان على هدية ونصفي الأمور النهاردة” سكت بيبصلي لوهلات بعدين اتنهد: الي انت شايفه اعمله.
“طب بخصوص الي أنا شايفه تميم هو كمان هيجي”.
“هو رجع مصر أصلًا”.
“أه”
سكت وكأنه مكنش راضي فتابعت: هو جدي في النهاية.
اتنهد: الي أنت عايزاه اعمله.
“طب بخصوص الي أنا عايزاه بقى، رماح هو كمان هيجي”. قولت الأخيرة بنبرة سريع، حد ساب كتابه بيبصلي بغضب، بيقوم من مكانه بيشدني من شعري: لا عيدي كدا تاني الي قولته علشان مرتكبيش فيك جناية دلوقتي.
تأوهت بتابع: اسمعني بس أنا مش بعمل كدا علشان بحب رماح أكتر من أمي، أنا بس بعتبره فرد من العيلة علشان تميم بيعتبره كدا، متنساش انه الي فضل مع جدي في أصعب أوقاته.
“أساسا لوما وجوده مكنش كل ده هيحصل، ولا تميم اتجوز هند من أساسه وكل العيلة السايكو دي اتولدت ولا كانت بنتي شربت من كاس أحمد.
“ولا أنا كمان كنت هبقى موجود”.
سكت بيسيب شعري بيقعد قصادي على الكرسي تاني: أنا هعتبر نفسي مسمعتش حاجة، تميم جه لوحده أعلا وسهلا ان مجاش خلاص.
ابتسمت: اشمعنا تميم يعني، ماهو بردو أس المصايب ورماح أساسا الي كان بيهديه، انت بتغير على مراسيل يا حدودي ولا ايه؟
“أه طبعًا حتى ولو بقت عجوز عندها ١٠٠ سنة وسنانها كلها وقعت، هفضل أغير عليها من أي نظرة”.
ابتسمت بتقدم ناحيته بنعكش شعره: ياتي بطة أنتي تغيري.
بعدي عنه: ولا ولا بطل حركاتك دي مش هتأثر.
“متقلقيش هدية ومرسال ومريم هيكونوا هنا”.
“ودينا؟”
“لا دينا صاحبتي هتقعد معي عادي”.
“اشمعنا دينا يعني”.
“حد ازعل على الي يخصك، دينا تبعي”.
“ما هو بردو مينفعيش القعدة كلها تكون رجالة وهي تكون معنا”.
“مرسال لو عرفت انك بتغير على دينا هتبيت في الجنينة النعاردة”.
اتلجلج في الكلام: مش قصة غيرة يعني بس في الاول والأخر دي الأصول ولا ايه؟
“يعني أفهم من كلامك كدا انك موافق رماح يجي؟
سكت لوهلات بعدين اتنهد: طيب، بس عارف لو رفع عينه من الأرض متلومنيش على الي ممكن أعمله.
ابتسمت ببوسه من خده: أنت أعظم جدو في التاريخ.
“أراهنك ان مكنتش قررت نفس المشهد ده مع عمر”.
“ديما فاقسني كدا، بالإذن أنا بقى”.
“رايح فين؟”
“هظبط المكان وأساعد مرسال في المطبخ لحد ما يتجمعوا”.
“طب استنى خدوني معاكم”.
“متقلقش مفيش شغل كتير لأني طلبت الاكل جاهز يدوب بس هنرصه”.
“ما شاء الله كبرت وهتحاسب”.
“صحيح اني ابني مليادر دلوقتي بس عيب أدفع وأنا في بيتك أنت الي هتدفع طبعا يا جدو”.
ابتسم بيشدني من ودني: أنا كنت عارف انه مش هيجني من وراك الي المصايب.
ابتسمت بدون رد بتأوه، عدى الوقت لحد ما الساعة بقيت الرابعة ومفيش حد جه، حد بصلي وقال: متقلقش أكيد هيجوا، لكن للأسف مفيش حد بردو لحد ما جيت أربع ونص وليقت عمر ومريم ومازن ودينا جم، ابتسمت بتوجه ناحيته: كنت متأكد انك مش هترفدلي طلب.
“متتعوديش على ده كتير”.
ابتسمت ويدوب مخلصتش كلام الي وليقت عربية تانية بتقف وأحمد بينزل منها معاه هدية الي مدلها ايده وهي مسكتها، بصراحة كلنا حاسين بالاحراج لعمر أما عمر نفسه فسكت بيستأذن يشوف مرسال، مريم لما شافت المنظر اتعصبت بتتقدم ناحية أحمد ولسه هتضربه، لحقتها بمسكها ببص لأحمد بابتسامة بجز على اسناني: أنا مش قولتك كل واحد فيكم يجي لوحده، هدية لما حسيت بوجود الكل سابت ايده، ومحستش بمريم الا وهي بتدوس على رجل أحمد وبتقول بغضب: دنت انسان حقير ووقح كمان، من بجاحتك جاي هنا كمان.
حسيت بانزعاج أحمد لكنه متكلميش، حطيت ايدي على بوق مريم الي كانت هتستمر في الكلام ومع ذلك عضت ايدي علشان تكمل شتيمة، شلتها على ضهري، وتصنعت ابتسامة بلهاء: معلش مضطر أدخل جو.
كنت شايل مريم على كتفي، وشديت أمي بايدي التانية وأنا بقول: وأنتي تعالي معي.
مريم كانت بتحاول تنفك عني متغاظة من وجوده وهي بتقول: سبني، سبني عليه.
بمجرد ما دخلنا لمرسال نزلتها على الأرض وعمر طلع ما أن شاف هدية تاني، بصيت لمريم بعتاب: هو ده الي اتفقنا عليه انك هتتمالكي أعصابك.
“وأنت عايزاني أعمل ايه وأنا شايفة أمي ماسكة ايد الوقح ده قدام أبوي وهو نفسه الي كان عايز يعدمه، عايزاني أتقبل الموضوع كدا عادي.
سكت لوهلات حاسس بالشفقة تجاه مريم: هي معها حق.
وفي وسط حرقة الدم الي كانت فيها ليقت هدية بتتكلم وكأنها مسمعتهاش بتابع: عيب تقولي عليه وقح.
مريم اتعصبت وكانت هتجلط، حطيت ايدي على بوقها وأنا بتابع: عيب، عيب افتكري انعا أمنا ولا تقول لهما أوفًا.
مريم دربكت برجلها الأرض ودخلت أوضة من الأوض، لحقتها وليقتها نايمة على السرير بتعيط، كانت المرة الاولى الي أشوفها منهارة بالشكل ده، قعدت على الأرض جمب السرير، بمسح على شعرها بباشر: أنا آسف، مكنش قصدي أزعلك.
ردت وهي مندثرة تحت الوسادة: وأنت ذنبك ايه؟ هم الي معندوهميش دم.
“هو حتى لو معاك حق مينفعيش نقول كدا”.
اتنهدت بتقوم من عالسرير بتقعد بتباشر: كنت مفكرة انك السبب في كون أمي تبعد عننا لكن أنا آسفة، مكنتش عارفة انعا الي أنانية ومش عايزة تكمل معنا.
“خلينا ننسى الماضي ونبدأ من جديد واعرفي انه لو الكل اتخلى عنك فأنا هنا علشانك”.
“أنت عارف ان دي أول مرة تكلمني فيها بتلزيق، كلمني بخناق أحسن مش لايق عليك الجو ده”. قالت الأخيرة وهي بتمسح في دموعها، مسكت المخدة ودثرت راسها تحتها: تصدقي أنا غلطان، قولت الأخيرة بخرج من الاوضة، هدية بصتلي بتسأل: هي كويسة؟
“حاولي تكلمها وياريت نخف شوية رومانسية محبكتش قدام الكل”. قلت الأخيرة بطلع برا متفاجيء بأن زين جه والي كان قاعد مع أحمد وحد بيتكلم بس الي اتصدمت به ان عمر هو كمان كان قاعد معهم على نفس التربيزة وزين بيكلمهم، واضح ان المشكلة في الست أو بسبب الست الرجالة نفسهم معندوهميش أي سنيس خصام، اتقدمت ناحية التربيزة بسلم على زين الي ابتسملي: مش محتاجة طبعا أعرف ان دعوتك لي بالحضور هنا كانت على أساس اني مدير التسويق مش عمك.
ابتسمت بقعد جمب عمر: احنا ممكن نتعامل على اساس اني مش عارف انك عارف اني عارف انك عمي.
ابتسم بيضحك بدون رد فتابعت بسأل: انت تعرف عمر؟
“أه طبعًا، عمر يبقى زميلي في نفس المستشفى الحكومي الي كنت شغال فيها”.
“اه معلش نسيت انك دكتور”.
“وأنت عرفت منين؟”
اتلجلجت في الكلام: ها؟ ح..حسام..حسام قالي.
قلت الأخيرة بحاول أغير الموضوع لموضوع تاني، بس اتفاجئت بعربيتين بيتوقفوا في ذات اللحظة، كنت عارف عربية حد منهم وهي تميم ورماح الي نزلوا من العربية بينزل في نفس الوقت من العربية التانية: راشد.
من كتر الفرحة نطيت من مكاني، بتقدم ناخيته بحضنه، وقبل ما هو يتكلم، قامت خناقة بينه وبين تميم، حاولت أهدى راشد ورماح حاول يهدي تميم، لكن الاتنين أشبه بالبنزين جمب النار، سحبت راشد لجو والي بمجرد ما شاف زين اتصدم، هم يحضنه بلهفة: زين! أنا.. أنا مش مصدق ع… لكن زين بعده عنه، راشد كان مصدوم لكنه متوقع رد الفعل بس متخيليش انه هيكون بالقسوة دي، حد حاول يلطف الأجواء بينهم لكن زين كان هيمشي، وقفته بباشر: مينفعيش تمشي، وبعدين سحبته من ايده قعدته على تربيزة بعيدة شوية على تجمعنا وبعدين نديت راشد ولحد ما راشد وصل كنت أنا قيدت ايده بأصفاد في الكرسي، بصلي باستغراب: هادي انت مجنون؟
“معلش اعتبرني مجنون لحد ما اليوم ده يعدي، وليكن في علمك راشد هيخلص من هنا وهتستقبل تميم من هنا”
قلت الأخيرة بتوجه على تميم ورماح الي كانوا واقفين برا، بصيت لتميم بباشر: أنا قلتك تجي علشان العيلة تتلم، مش علشان تخانق.
“وهو ايه دخل الكائن ده بالعيلة؟”
“دخله انه ربى ابنك وحماه من التفكك والتشرد”.
“قصدك خطفه ولوما كدا كان زمان ابني في حضني دلوقتي”.
“زي أحمد كدا”.
اتضايق بيهم بركوب العربية: أنا أساسًا غلطان اني جيت.
وقفته بسرعة بقول: أنا آسف آسف، معلش مش هضايقك تاني.
وقف بيبص على البيت وكأنه متردد، رماح هو كمان كان متردد، ابتسمت بمسك أيد الاتنين بتقدم لجو: مفيش حد غريب جو مش قصدي جدي وكدا ههه اقصد الصفة الي هو مفيش شخ…
رماح بصلي باشمئزاز: وحشة، متحاوليش تأليش تاني.
“كانت بضحك زمان معرفيش ايه الي حصل”. بعدين اتنهدت بقف بتميم ورماح قدام العيلة بتابع: بصوا علشان نكون على نور من الاول.. في هنا تلات تربيزات التربيزة الي انتوا قاعدين عليها دي والتربيزة الي قاعد عليها راشد وزين والتربيزة الكبيرة الي في النص دي، الي هيحصل إن الأمر هيمر بتربيزة زين لحد ما نوصل للتربيزة الكبيرة الي كل واحد مكتوب فيها اسمه الكرسي بتاعه ومش عايز نقاش، أحمد تأفف بيبصلي: وليه كل الذل ده؟
“معلش أعتبروني عيل عبيط وخدوني على قد عقلي النهاردة”.
عمر ابتسم بيضحك، أحمد بصله على مضض: وأنت بتضحك على ابني ليه.
عمر اتعصب: وانت مالك.
شديت في شعري بقعد في نص التربيزة بينهم: الطم، أنا كنت لسه بقول مش عايز خناق ثم حبكت اوي أبقى ابنك المدلل دلوقتي، انت اول ما قابلتني كنت هتفعصني زي الحشرة.
أحمد ابتسم بدون رد، واضح ان شكلي كان عبيط فعلا، اتنهدت ووقفت ببص على راشد وزين، مكنتش سامع حاجة بس كنت شايف ملامح راشد في مخاولة لتوضيح مشاعره وخوفه من انه يخسره، ومظنش ان الامر أخد وقت طويل، وكأن زين كان واقف على تكة، مهما كان زعلنا من الي بنحبهم، يبقى للناس الي زرعت جوانا الحب، حب خالص وشفاعة لكل أخطائهم وكأن رصيدهم مستحيل يخلص، في الوقت ده انتبهت على تميم كان بيبص على زين وراشد وكأنه حاسس انه خسران خسران قدام راشد، كأنه خايف من المواجهة لكنه بيكابر، من نظرات عيونه كنت حاسس إنه فاقد لشعور داخلي جواه كان بيتمناه، هو في الأول والآخر شايف ابنه وآخر ما تبقى منه بيدي شعور الحب لحد تاني، حد سرق منه آخر لحظات كان المفروض يقضيها مع البنت الي حابها.
سبتهم واتقدمت ناحية راشد وزين وقعدت على التربيزة في كرسي ما بينهم بباشر: واثق ان المشكلة أكيد اتحلت.
راشد ابتسم: لما حكتلي كل الي حصل معاك واكتشفته أنا مكنتش مصدق قد ايه الدنيا صغيرة بس مجاش على بالي لما قولتلي انك هتخلني أقابل ابني وان ده وعد منك ان ده هيحصل فعلا، أنا جيت علشان انت قولتلي ان فيه مشكلة وأمر ضروري لازم أنزل علشانه.
“مكنتش عارف ممكن أقولك ايه علشان تنزل بصراحة بس أنت حد مهم من العيلة وكان ضروري تكون هنا”.
راشد ابتسم وبعدين بص لزين وابتسم: كنت خايف مقدريش أشوفك تاني.
“لو مكنتش ليقتني كنت أنا الي هدور عليك بس انت عارف ان أنا الي دماغي ناشفة حبتين مع إن من أول يوم كان نفسي تجي وتجبرني أفضل معاك، أنا بس كنت مضايق لأن مكنتش متقبل الحقيقة، مكنتش متقبل إن أكتر حد مهم في حياتي مكونش جزء منه”.
“بروابط دم أو من غيرها أنت كدا كدا ابني”.
ابتسم بدون رد فقاطعتهم ببص لراشد: دلوقتي ممكن تروح تقعد في المكان المكتوب عليه اسمك.
راشد ابتسم بيقوم: دي فكرة من أفكارك ولا ايه.
ابتسمت بدون رد بشاور لتميم يجي، تميم اتعصب بيبص لرماح بس ليقت رماح بيحاول يهديه وبيدفعه علشان يجي عندي، اتنهد بيقوم من مكانه، زين بصلي بيشد في الأصفاد: أنا هفضل بالبتاع ده كتير؟
“قولتكم اعتبروني مجنون لحد آخر اليوم”.
تميم جه بيقعد قصاد زين، بصلي وهو بيقولي على مضض: شغال عندك علشان تنادلي كدا.
“معلش يا جدو اعتبرني حفيدك”.
زين ابتسم بيضحك، تميم بصله على مضض، زين سكت فباشرت: يعني لازم تبقى لطيف بردو المفروض انه ابنك وأنت بتحاول تصالحه، جو الكارزمة ده يهدى شوية.
تميم اتنهد بيتخلله الخجل من انه يبص لزين بيتابع: يعني المفروض أعمل ايه يعني؟
“ابنك متغيب عنك بقاله عقود يمكن داخل في ٤٠ سنة، مفيش أي رد فعل، حتى حضن اي حاجة”.
“ليه متخيل ان كل المشاكل ممكن تخلص بحضن؟”
“طب ما تجرب واحكم”.
زين كان بيبصله وكأنه كان متوقع إنه شخص زيه مستحيل يظهر مشاعره يعمل حاجة زي كدا، اذا كان مقدريش يعمل كدا للبنت الي حابها هل ممكن يعمل ده لشخص غاب عنه ٤٠ سنة ويمكن أكتر.
زين اتنهد بيشد الأصفاد بيبصلي: ممكن تفكوهلي، احنا بنضيع وقت عالفاضي.
تميم بصله بيباشر: أنت الي قررت تمشي مش ذنبي.
“قررت أمشي؟ أنت حتى محاولتش تتنازل عن كبريائك وتتمسك في ولو دقيقة تقولي فيها خليك متميشش، أنا آسف وكأن شيء عابر مالوش أي قيمة، كنت متوقع مني ازاي أفضل.
حسيت بمرارة بتخلل نبرة زين، ومكنتش حابب أضغط عليه أكتر من كدا، فكيت الأصفاد، وزين قام لسه هيمشي، وعلى غفلة ليقت تميم بيمسك ايده باصص في الأرض: أنا آسف. قال الأخيرة بيقوم من مكانه بيحضنه، زين اتجمد في مكانه لوهلات، ضمه بيتخفى بين أكنافه وكأني حسيت بصوته المتكتم من البكاء، أوقات كتيرة ممكن نهجر الي بنحبهم سنين مع ان الحل كان ممكن يكون أبسط ما يكون بس احنا الي بنكابر، لفيت وشي وليقت رماح بيبصلي وبيبتسم، مش عارف بس ابتسامته دي عطتني شعور واحساس إني بعمل حاجة عظيمة.
اتقدمت ناحيتهم ببص لعمر: دورك أنت وأحمد.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مرسال كل حد 2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *