روايات

رواية حارس المقبرة الفصل الثامن 8 بقلم Lehcen Tetouani

رواية حارس المقبرة الفصل الثامن 8 بقلم Lehcen Tetouani

رواية حارس المقبرة البارت الثامن

رواية حارس المقبرة الجزء الثامن

رواية حارس المقبرة الحلقة الثامنة

…… بعد ان انقضت جنازة الحاج ايوب صديق لطفي راح الناس من المقبرة وتركوا لطفي هناك ليقضي ليلة في حراسة المقبرة فلم يشأ ان يعود معهم للمنزل وفضل البقاء هناك
كانت الصمت حاد مطبق على كل شيء حوله ولا يكاد يسمع اي صوت سوى نعيق الغربان وهي ذاهبة الى اوكارها مع غروب الشمس أحس لطفي بالوحدة من دون كلبه وراح يدور بنظره في كل إتجاه لعله يلمحه هنا
وفجاءة وقع نظره على تلك فتاة صاحبة الشعر الاحمر واقفة خلف احدى ادقبور تراقبه بعيونها الكبيرة الغاضبة فأصيب بخوف شديد ودخل الى غرفة الحرا وظل واقف هناك ينظر اليها من شق الباب فاذا بها تأتي صوبه مسرعة قادمة اليه وهي تحمل معول للحفر في يديها .
ارتجفت اوصال لطفي لما ابصرها قادمة نحوه بسرعة فاغلق الباب على نفسه وظل ممسك به بقوة رغم مرضه الشديد لكنه كان يستند عليه فبدات هي تطرق الباب وتبكي وتصيح قائلة : افتح الباب سأهشم عظامك كما فعلت بي
راح لطفي يرتعد أكثر من خوفه كلما ضربت الباب أحس ان جسده لم يعد يقوى على تحمل المرض وسط هذه الاجواء.لكنه كان متمسك بالحياة ولا يريد ان يفرط في نفسه
فعادت الفتاة تصرخ مرة اخرى وهي تقول : سأخبر الناس بما كنت تفعل لجثث امواتهم وساحكي لهم كيف كان حارس الاجداد يبيع جثث الناس
لم يكن لطفي يبالي بما تقول فكل ما يسعى اليه هو الحفاظ على حياته وبعد فترة توقف صوته وكأنها قد ذهبت وتركته
اظلم الليل وهو جالس في مكانه ممسكاً بمصباخه اليدوي بالقرب منه ويفكر في الكلام الذي قالته تلك الفتاة ويفكر في الحال الذي وصل اليه وقد شعر بانه قد صار في قمة وضاعة
والانحطاط فهذا ما اوصله له الطمع
وبينما هو يفكر سمع صوت سيارة قادمة من بعيدة فعرف ان الليل قد انتصف وان ذلك الشاب قد جاء مرة اخرى
نهض من مكانه وفتح الباب فاذا به يلمحه قادم من بعيد نحوه الى وصل اليه فسلم عليه قائلا : مرحبا لطفي كيف حالك ؟
لم يرد عليه لطفي بل بقي صامت يتطلع اليه بجسده الضعيف الذي ارهقه الخوف والمرض فعرف الشاب ماينوي ان يقول فادخل يديه في جيبه بسرعة واخرج منه ظرف مالي كبير وقال : نسيت ان أخبرك ان اعضاء المنظمة قد سعدوا كثيرا بجثة تلك الفتاة ليلة البارحة .وقد خصصوا لك المبلغ الذي كنا سوف نقسمه كامل لك وحدك فهاهي .
ولم رأى لطفي المال سعد قليلا وامسك الظرف من يد الشاب لحسن التطواني وفتحه وراح ينظر اليه وكانه قد نسى ما حصل معه ففاجاه سؤال الشاب وهو يقول :لماذا تركت كلبك وحده واقف عند مدخل مقبرة فحين جئت الى هنا وجدته واقف هناك
ارتعب لطفي لما سمع هذا الكلام وتغيرت ملامح وجهه وراح ينظر بإتجاه مدخل المقبرة ثم قال : هل أنت متأكد بأنك قد رأيت كلبي واقف هناك ؟
فرد عليه الشاب بقوله : أجل . لقد كان هو حتى انه قد عرفني ولم ينبح فيبدوا ان شكلي قد اصبح مألوف عنده
اصيب لطفي برجفة في جسده واحس بأن قلبه يريد ان ينفصل على صدره وراح يتسال في نفسه ماسبب اوجود الكلب هناك رغم انه قد قتله
فهل يعقل ان يكون فعلا مزال حي ام ان هذا مجرد شبح الكلب يريد ان يطارده وينتقم منه كما تفعل تلك الفتاة صاحبة شعر الاحمر ؟
لاحظ الشاب إنشغال لطفي بتفكير فخاطبه مرة اخرى بقوله :
دعنا من كل هذا ولنبدا في العمل اعضاء منظمة يريدون جثة اخرى جديدة فهل تعرف اي شخص مات منذ فترة قليلا ؟
فكر لطفي قليلا وقال : لا يوجد أحد lehcen Tetouani
إبتسم الشاب في خبث وقال: اثار اقدام هنا حديثة تدل على ان هناك كانت جنازة هذا اليوم اضافة الى ان اغصان حناء ما تزال خضراء فلا داعي للانكار واخبرني اين صاحب القبر .فهذه فرصتك حتى تحصل على نفس المبلغ لي قبضته اليوم
أنزل لطفي برأسه على الارض وراح يفكر بعمق ثم قال في نفسه سامحني يا صديقي أيوب
اخذ لطفي ذلك الشاب الى قبر الحاج ايوب ودله عليه فبدأ يحفر ولطفي لا يستطيع ان ينظر الى القبر وكان يدير وجهه الى جهة الاخرى ولا يقوى على النظر الى جثة صديقه التي تنبش من قبرها الى ان وصل اليها واخرجها ثم وضعها في كيس كبير وبعدها اغلق القبر واخذ الجثة وانصرف
كان لطفي متأثر بهذا المنظر ولا يقوى ان يكبت مشاعر الاسى فقد احس فعلا ان أدميته قد ماتت وصار قلبه من صخر فرجع الى غرفة حراسة وما ان فتح باب اذا به يحده شبح صديقه ايوب جالس في غرفة ينظر اليه بغضب والى جانبه يجلس كلبه ملطخ بالدم

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية حارس المقبرة)

اترك رد