روايات

رواية عازف بنيران قلبي الفصل التاسع عشر 19 بقلم سيلا وليد

رواية عازف بنيران قلبي الفصل التاسع عشر 19 بقلم سيلا وليد

رواية عازف بنيران قلبي البارت التاسع عشر

رواية عازف بنيران قلبي الجزء التاسع عشر

عازف بنيران قلبي
عازف بنيران قلبي

رواية عازف بنيران قلبي الحلقة التاسعة عشر

وعدتكِ أن لا احبكِ
ثم أمام القرار الكبير جبنت
وعدتكِ أن لا أعود ….. وعدتُ
وان لا أموت اشتياقا …. ومتُ
وعدت مرارا
وقررت أن أستقيل مرارا
ولا أتذكر أني …. استقلت
وعدت بأشياء اكبر مني
فماذا غدا ستقول الجرائد عني
أكيدا ستكتب إني
جننت
أكيدا ستكتب إني
انتحرت
وعدتكِ أن لا أكون ضعيفاً
وكنت
وان لا أقول بعينيكِ شعراً
وقلت
وعدت بالا وألا و ألا
وحين اكتشفت غبائي
ضحكت
وعدتكِ أن لا أبالي بشعرك
حين يمر أمامي
وحين تدفق كالليل فوق السماء
❈-❈-❈
جذب أسر ودفعه ثم نظر إليها نظرات جحيمية إيه معندكيش قهوة سادة يامدام
هزة عنيفة أصابت جسدها حينما وجدته همست
-راكان!! اقترب منها بخطوات سلحفية، وهو يضع يديه ب جيب بنطاله، حتى وقف أمامها مباشرة، ثم جذبها بقوة جعلتها تصطدم بصدره
ثم إستدار إلى آسر وهو يحاوط خصرها ويضغط عليه بقوة آلامتها
– دقيقة لو لقيتك قدامي هرميك من هنا،معلش ياباشمهندس، بنت عمك نسيت تقولي وهي رايحة تغير جو، وتبعد عن البيت شوية عشان تاخد قرارها الجديد نسيت تقولي إنها هتروح عندك، مكنتش متوقع هلاقيك هنا، فكرتك حرامي…اتجه بنظرات نارية إليها
-متوقعتش ان مراتي حبيبتي تكون في بيت راجل غريب، رفع أنامله يلمس وجنتيها
-مش كدا ياحبي..حاولت الخروج من تحت قبضته، ثم اتجهت إلى آسر ولم تعريه إهتمام
-آسر إنت كويس؟!
خرجت أسما بجسد واهن يرتعش فهمست
-ليلى فيه إيه؟!..تسمرت بوقفتها
-راكان!! جذب راكان ليلى وهمس بصوتًا كفحيح أفعى:
-هتقربي منه هوريكِ أيام سودة، ثم إسدار إلى آسر، وإنت مش قولت مش عايز أشوف وشك، استمعوا لصوت إرتطدام خلفهم ..استدارت ليلى سريعا تصرخ بصوت هز جدران المنزل
اتجه راكان ثم حملها ووضعها على الأريكة وحاول إيفاقتها، تحركت ليلى سريعا تجذب قنينة من العطر وحاولت ايفاقتها.
فتحت عيناها تنظر حولها ودموعها تنسدل على خديها
-نوح ..فين نوح !! هو معاك مش كدا!!
ضمتها ليلى تمسد على خصلاتها
-إهدي ياأسما، نوح مش هنا..
زفر بغضب ثم تحدث
-خمس دقايق والاقيكي تحت.. توقفت وهي تعتدل من جلوس أسما، ثم نهضت عقدت ذراعيها وهي ترمقه بإذراء:
-مين بقى اللي هيعمل كدا!! أنا مش هروح معاك في مكان
ضغط على رسغها وهمس إليها:
-انا لسة بكلمك بعقل متخلنيش أفقد أعصابي عليكِ، نظر إلى ساعته
-عدى دقيقتين ..ظلت واقفة ولم تعريه إهتمام، أشاحت بعينيها بعيدا عنه، تحاول تمالك أعصابها، دلف للداخل وحمل الولد وخرج به
توقفت أمامه تنظر للولد الذي بيديه
-انت واخد الولد فين..توهجت عيناه قائلا بتحدي واضح ولهجة صارمة:
-واخد الولد بيته، انتِ مش عايزة تيجي خليكِ، أهم حاجة عندي الولد وبس
قالها ووجه عبارة عن لوحة من الألم والغضب، متجهم الملامح، تحرك بثبات أمامها متجاهلا ألامه الذي برعت فيه حتى أصبحت نقطة دامية بقلبه
شعرت بصاعقة كهربائية أصابت قلبها الممزق فوصلت إليه كالإعصار
-ابني انت مجنون عايز تاخده مني، دا اللي كنت بتخططله،أبعد عن ابني
جذب الولد بعنف حتى صدح بكائه بأرجاء المكان:
-الولد هيعيش معايا عجبك ولا مش عجبك اشربي من البحر، انتِ متهمنيش
انزلقت عبراتها على بكاء طفلها
-هات الولد ياراكان، الولد عايزني، ضم الولد وتحرك، صرخت بصوتها انت واحد اناني ياراكان، أنا بكرهك وعمري ماهسامحك، ياريتني موت ولا وافقت ارتبط بشخص ألعوباني ذيك
استقرت كلماتها في منتصف صدره الذي ضاق فجأة حتى أوشك على الاختناق ضم الولد يبعده عن يديها، فقد نجحت وبجدارة بإخراج شياطين الجحيم بداخله:
-هنتحاسب، والله لأحاسبك ياليلى..قالها وهو يخرج بالطفل في وسط صرخاتها
اتجهت بثيابها سريعًا خلفه وهي تصيح عليه
-راكان متاخدش الولد، وحياتي ياراكان، هبطت سريعا حتى كادت أن تسقط من فوق درجات السلم انزلق حجابها ودموعها تغرق وجهها
شعرت بإنهيارها حينما وصلت للطابق الأرضي تبحث بنظراتها عنه او عن سيارته ولكنه لم يكن موجود
جلست تبكي بنشيج وتنظر حولها بتيه وهي تهمس
– ابني اخد ابني، بكت وبكت حتى خارات قواها وسقطت مغشيًا عليها ..وصلت أسما بإرهاقًا تبحث عنها بعيناها، شهقة خرجت من فمها حينما وجدتها بتلك الحالة…أسرعت إليها
-ليلى، صرخت بها وهي تحاول إيفاقتها، نظرت حولها بدموعها تبحث عن أحدهم لكي يساعدها
اخرجت هاتفها بيد مرتعشة وبحثت عن رقمه
– كان يجلس بالسيارة وقلبه يتمزق ألمًا عليها، وعبراتها التي نزلت على صدره كنيران مشتعلة
أطبق على جفنيه بقوة آلامته، ايقظه صوت رنين هاتفه، نظر إليه وجدها أسما، أغلقه ولم يرد عليها، مرة واثنان حتى فتحه صارخًا
-عايزة إيه متحاوليش، غلطوا انتوا الاتنين ولازم تدفعوا تمن غلطكم، والله لأدفعها تمن اللي عملته غالي، قوليلها . .قطع حديثه وهي تصرخ بالهاتف
-ليلى..ليلى اغمى عليها، ليلى معرفش أعمل ايه، اروح فين، ليلى..استمع لصوت أحد الأشخاص بجوارها:
-مالها ياآنسة واقعة كدا ليه، ألقت أسما هاتفها وهي ترجو التي أمامها
-لو سمحتِ ممكن تساعديني، هي مبتردش عليا
❈-❈-❈
رعشة أصابت قلبه، حتى فقد النطق من صراخ أسما بإسمها..لحظات مرت عليه كالدهر مردفًا لسائقه، أرجع للمكان اللي كنا فيه
اتجه السائق مستديرًا مرة أخرى، نظر للطريق أمامه، وكأنه شعر بطوله حتى انقطع تنفسه، ونيران الذنب تحرق أحشاؤه تجاهها، نيران فقط داخل صدره، لو خرجت لأحرقت العالم، تمنى لو يمتلك جناحين حتى يصل إليها ويطمئن روحه عليها
وصل أمام المبنى ولكنها لم تكن موجودة، استمع لبكاء الطفل الذي لم ينقطع
-انتوا فين ياأسما؟! تسائل بها راكان بشفتين مرتجفتين ..أجابته وهي بسيارة الإجرة
-رايحين المستشفى، ليلى مابتفقش
تحركت السيارة وهو مازال يحادثها وبكاء الطفل الذي لم ينقطع وكأنه شعر بوالدته، وصل بعد قليل، حمل الطفل ودلف للداخل يبحث عنهما، وصل للغرفة التي يتم بها الكشف مثلما قالت له أسما
وجدها متسطحة على الفراش، والطبيبة تقوم بفحصها ..رفعت نظرتها الطبية وتحدثت بعملية
-هبوط حادة في الدورة الدموية، وقلة غذا غير الأرق والإجهاد اللي واضح عليها
اقترب منها بعدما أعطى الطفل لأسما، ثم ثنى جسده وحملها، صاحت الطبيبة صارخة
-حضرتك دي لازم يتعلقلها محاليل فورًا
تحرك دون حديث، وهو يوجه نظراته لأسما بالتحرك…تحركت أسما خلفه بالطفل حتى وصلت لخارج المشفى، وجدت نوح وحمزة بالخارج
أسرع نوح إليها يجذبها بعنف صارخًا بها
-اركبي حسابنا بعدين، تلقف الطفل وهي تبتعد وتهز رأسها
-مش هروح معاك في حتة، سمعتني، أعطى الطفل إلى راكان الذي جلس بالخلف بجوار ليلى وهو يحاوطها بذراع، وحمل الطفل بالذراع الآخر
تحركت السيارة وهو يضمهما بذراعيه، نظر لخصلاتها المتمردة بلونها الذي يشبه ظلام الليل
اكتسح الحزن ملامحه وسقط قناع القوة عن وجهه متنهدًا بألمًا يمزق روحه
وضع ذقنه على رأسها التي بأحضانه
-معرفش ليه دايما الحظ معاكسنا ياليلى، تفتكري ربنا بيجازيني على حبي ليكِ
لامست أنامله وجهها وهو يرسمها بعينيه، ملامح وجهها الذي ابدع الخالق بها، ثغرها المرسوم كنعقود عنب، ووجهها رغم شحوبه إلا أن به سحر خاص يجذب اعتى الرجال، منحنياتها المفعمة بالأنوثة، وخصرها المنحوت بأنوثيتها كقيثارة رائعة، ناهيك عن عيناها التي تسحره بجاذبيتها، لامست انامله وجنتيها التي تشبه التفاح الناضج، لم يشعر بنفسه وهو يميل بشفتيه يطبع قبلة عليها هامسا لها
-عايز أعاقبك وقلبي مش قادر، قوليلي أعاقبك إزاي بعد ماعيشتيني أسوأ ساعات في حياتي
مازال ينظر إليها وإلى عيناها المنغلقة
-كرهت الحب اللي بيضعفني دا، عمري ماكنت ضعيف كدا، لازم تتعاقبي ياليلى مستحيل أسيبك من غير مااشفي غليلي ووجع قلبي منك
ضمها يستنشق رائحتها بتلذذ وأكمل
-كان لازم أعاقبك أصلا من الأول، من وقت مااتنازلتي عن حبي وروحتِ اتجوزتي أخويا، لو عاقبتك وقتها مكنتيش غلطي تاني، بس الصبر حلو، لولا متأكد من حبك ليا كنت خليتك تتمني الموت، أنا هعاقبك بطريقة قلب راكان، ماهو اللي يحب ميستحملش يشوف حبيبه بيتوجع وأنا مش بس بحبك، همس بجوار أذنها..أنا بعشقك مولاتي، وعلى قد عشقي على قد عقابي، لازم تتحملي ياليالي القلب
وصل بعد قليل إلى القصر، توجهت زينب إلى السيارة سريعا، تهرول بخطواتها ناحية السيارة كطفلة تبلغ من العمر عشر سنوات، نظرت بداخل السيارة تبحث عن حفيدها
-أمير فين أمير ياراكان…فتح باب السيارة، وتناولت الطفل تضمه بقلب أمٌ فقدت قرة عينيها “ياحبيبي يابني، كدا تبعد عن نَاناَ ياأمير”
نظرت للتي مغشيا عليها حينما حملها راكان ودلف بها للداخل، وجد الجميع ينتظرونه بالداخل، اتجه توفيق صائحا بغضب
-البت دي جبتها ليه؟! البت دي لازم تترمي في مذبلة برة
-توفيق باشا..صرخ بها راكان، استدار بجسده وهو يحملها
-شكلك نسيت اللي بتتكلم عنها دي بتكون مرات راكان البنداري، اللي بس ينظرلها مجرد نظرة مش تمام أمحيه من على وش الدنيا، حتى لو كان إنت، فابعد عن مراتي
وزع نظراته على الجميع ثم اتجه بنظره إليها
-اللي أنا شايلها دي مراتي، عارفين يعني إيه مراتي، أنا المسؤل بس عليها والولد من يوم ماسليم مات بقى ابني، أي حد عنده كلمة يوفرها لنفسه…قالها ثم صعد بها بعض الدرجات
مراتك اللي هربت منك بعد كتب الكتاب بساعتين ياحضرة النايب، طيب قول الكلام دا لحد تاني
توقف وكأن كلماته ضغطت فوق جرحه المتقيح، فانفلتت أعصابه وصاح بصوت جهوري
– كلمة كمان وهنسى إنك جدي، سكت ابوك يابابا انا مليش خُلق، فهمه ان دي مرات راكان مش سليم
وصل لجناحها ووضعها على الفراش كقطع من إحدى الجواهر النادرة، مسد على خصلاتها ثم أمال وطبع قبلة على جبينها
-لازم نتعاقب إحنا الأتنين، إحنا غلطنا وعقابنا الوحيد اللي يوجع نبعد عن بعض
وضع جبينه فوق جبينها
-بعدك عني أكتر عقاب ليا، شوفتي حبيب بيعاقب نفسه زي كدا، عايزك تتأكدي من حبي ليكِ، نورسين دي متهزش فيا شعرة، عارف ان اللي سمعتيه صعب بس غصب عني حبيبي
دلفت سيلين بالطبيبة، ونظرت للتي تتسطح على الفراش بعينًا حزينة:
-الدكتورة جت ياآبيه، نهض من جوارها وتحرك حينما دلفت والدته بالطفل
تحرك بجوار والدته، فأمسكت كفيه
-أنا عارفة ان ليلى مش كلمتك، زي ماأنا عارفة ان فيه حاجة كبيرة حصلت خلتها تعمل كدا، رفعت نظرها وتلاقت بنظراته:
-عملت إيه ياراكان خليت مراتك الكل يشمت فيها، اوعى تفتكر أمك عبيطة عشان تصدق مسرحيتك دي
صمت لثواني يقاوم صرخة عبأت صدره، حاول السيطرة على نفسه حتى لا يغضب والدته
-ماما لو سمحتِ، بلاش تدخلي في علاقتي مع ليلى، اللي بينا هيكون زي ماهو بلاش تحطي في دماغك أكتر من كدا، واعملي حسابك بعد سنوية سليم هتروحي معايا عشان نتمم خطوبتي على نورسين، قالها وتحرك
❈-❈-❈
بمزرعة نوح.. حملها وهي تصرخ وتلكمه بصدره
-ابعد عني أنا مش هقعد معاك ولا لحظة ياخاين..انزلها بهدوء وهو يحاوطها، ودفعها بقوة إلى داخل الغرفة
تراجعت للخلف وهو يقترب منها حتى اصطدمت بالحائط
-عايز مني ايه يادكتور هو أنا مش قولتلك انتهينا، إحنا انتهيا يابن الكومي
جذبها بقوة وحاصرها من خصرها بقوة
-دا لما ياخدو عزاي ياحبي، انتِ من يوم ماجيتي على وش الدنيا وانتِ ملك لنوح الكومي، يعني هتعملي عبيطة هعمل مجنون وهطلع عين اللي خلفوا ابوكي هنا، سمعتي يابشمهندسة ولا لا، واجهزي الليلة دخلتنا، ماهو مفيش راجل عاقل يفضل مستني على مراته المدة دي كلها قبل مايدخل عليها
دفعته بقوة حتى تحررت منه:
-دا في أحلامك ان شاءالله يابن الكومي، احلم واتغطى كويس ، انت موت يوم ماخنتني وجيت بكل بجاحة تبص في عيني وتاخدني في حضنك وهي ريحتها فيك، وأنا الهبلة العبيطة اللي صدقت كلامك…اقتربت منه حتى اختلطت أنفاسهما ونظرت لمقلتيه
-أنا بكرهك يانوح، وأعرف اليوم اللي هتلمسني فيه هتكون قتلني؛ لأنك متستهلش
دفعها حتى سقطت على الفراش خلفها وحاوطها بذراعيه
-مين اللي وصلنا لكدا مش إنتِ، مش إنتِ السبب اللي خلاني اروح اتجوز واحدة عديمة الشرف زي دي، مش إنتِ اللي اجبرتيني اسمع كلام ابويا عشان مايجيش يهد حياتنا، كنتِ منتظرة مني ايه، وأنا بين الست اللي بعشقها وبين طلبات ابويا اللي شرط يااطلقك ويااكمل جوازي من مراتي التانية، إيه ياآنسة نسيتي يحيى الكومي ممكن يعمل فيكِ ايه، كان لازم
أعمل كدا عشان تفضلي في حضني عشان متحرمش منك، وشرطي الوحيد أعمل فرح والناس كلها تعرف إنك مراتي
شعرت بتمزق بقلبها من كلماته، فهمست له
-يعني قربت منها يانوح، يعني قدرت تقرب من واحدة تانية غير أسما
انسدلت عبرة عبر وجنتيه ودفن رأسه بصدرها
-غصب عني صدقيني، والله ماشفت غيرك، هي مرة واحدة، كان لازم احافظ على جوازنا، كان لازم …قاطعته بشهقات مرتفعة
اعتدل بعيدا عنها، يعلم ما فعله خطأ، بدا وكأن قلبه يضخ نيران إلى اوردته من صوت بكائها وشهقاتها
جذبها حتى اعتدلت جالسة، وضمها لأحضانه
-أسما وحياتي بطلي عياط، بتموتيني وحياة نوح عندك بلاش توجعي قلبي أكتر ماهو موجوع
وضعت رأسها بأحضانه وتحدثت بصوتها الباكي -تقدر توقف وجع قلبي، تقدر تشفيه يانوح، ياريتني موت ولا سمعت ولا شفتك كدا
ضمها بقوة لأحضانه كأنها ستهرب منه
-بعد الشر عنك ياقلب نوح، أخرجها يحتضن وجهها بين راحتيه:
-أسما انا بتنفس حبك، مقدرش أبعد عنك، وعد مني عمري ماهعمل حاجة تزعلك تاني
أشاحت بعينيها بعيدا عنه، أدار وجهها إليه ينظر لمقلتيه، ثم بدأ يرتشف دموعها وهو يتحدث
-سامحي حبيبك، نوح مايقدرش يعيش لحظة واحدة وإنتِ بعيدة عنه
ارتجفت شفتيها وهمست:
-ابعد عني خليني أشفي جراح قلبي الأول يانوح، وبعدها أقرر هقدر أكمل معاك ولا لا
تنهد بحرقة شديدة ثم وضع جبينه فوق جبينها وأردف:
-هشفيلك قلبك ياحبيبتي، هلملم جراحك ياأسما وإنتِ في حضني، رفع نظر لعيناها
-متبعديش عن حضن نوح ياأسما، أزالت عبراتها وتحركت متجهة لخرانتها
-لو بتحبني ابعد عني لازم ألملم بقايا روحي اللي باقية بعد ما حرقتني يانوح، لو سمحت بلاش تخليني اوصل لطريقة توجعنا إحنا الاتنين
صعق من حديثها فنهض مقتربًا منها ثم حاوطها بذراعيه
-هتقدري تبعدي عني ياأسما..اطبقت على جفنيها حتى لا تضعف من نظراته، ولا رائحته التي تسربت لدواخلها فنزعت نفسها مبتعدة عنه
ووالته بظهرها:
-انت دلوقتي قدامي الراجل الخاين اللي استباح حبي بدون رحمة، اللي كذب عليا
استدارت تنظر إليه:
-مش شايفاك قدامي غير واحد راجل مخادع وكداب وخاين، فلو سمحت احترم قراري
تحرك سريعا خارج من الغرفة بخطى متعثرة متجهًا إلى حظيرة الأحصنة ليتمطى حصانه ويتحرك به سريعا وسط الحقول …أما هي جلست بشرفتها ونظراتها تراقب تحركه، جلست تضم ركبيتها إلى صدرها وذكريات ذاك اليوم الأليم
فلاش باك
دلفت لمرحاضها وتجهزت بعد وصول العاملة المسؤلة عن تجهيزها لحفل الزفاف، انتهت من تجميلها بعدما وضعت اللمسات التجميلية الرائعة حتى أصبحت كأميرة، اتجهت مرتدية فستان زفافها لتكمل زينتها وتصبح الملكة المتوجة المنتظرة فارس أحلامها ليهبط بها إلى حفل الزفاف
تناولت هاتفها وقامت باتخاذ عدة صور وأرسلتها إلى ليلى ثم رفعت هاتفها
كانت ليلى تتجهز للتوجه لحفل زفافها
-عروستنا الجميلة إيه الحلى دا كله، خايفة على نوح الليلة، براحة ياقلبي هتغرقي الراجل
أطلقت ضحكة قائلة
-حلوة بجد ياليلى..أجابتها ليلى
-قولي ملكة ياحبي، بجد طالعة قمرين، متنزليش لما اوصل، أنا بجهز أهو، مستنية راكان بس بيخلص شوية شغل
-وانتِ كمان ألف مبروك كنتي زي القمر النهاردة، نوح بعتلي صورك
استندت ليلى برأسها على المقعد وأجابتها وهي تنظر لنفسها بالمرآة
-أنا مكنتش حلوة بفستاني ولا مكياجي، أنا كنت مرتاحة ياأسما، مجرد لما تكوني في حضن حبيبك دي أكبر سعادة لأي ست، شعور الأمان والراحة دا أهم من كنوز الدنيا كلها
نهضت وهي ترتدي حجابها وأكملت
-لأول مرة أحس بكياني النهاردة، أنا بحب راكان قوي ياأسما، ابتسمت وأكملت
-وهو كمان طلع بيحبني قوي، بس إزاي ياهانم تروحي تحكيله كل حاجة
ابتسمت أسما وأجابتها:
-هو جالي وعملي كمين والصراحة شوفت حبه في عينيه ياليلى، راكان فعلا بيحبك، ربنا يبعد عنكم عقارب العيلة دي وخصوصا فرح دي
ابتسمت ليلى وأجابتها:
-خليها تقرب منه كدا، عايزة أقولك راكان جميل قوي في حبه وحنين قوي ياأسما، لما اخدني في حضنه كنت حاسة بأمانه بيحاوطني من الدنيا كلها
-واو لا دا فيها أحضان اوعي يابت تكوني وقعتي من أول حضن وخطف قبلته المجنونة
وضعت ليلى إبهامها على شفتيها وتذكرت حينما اقترب منها ولامست شفتيه ثغرها لولا وصول سيلين…اطبقت على جفنيها متنهدة بعشقه فهمست
-ياريت ياختي، ملحقناش
قهقهت أسما عليها مردفة:
-يالهوي الحب ولع في الدرة، دا انتِ حالتك بقت خطر، خايفة اسيبكم مع بعض ساعة، لا لازم أتدخل
ضحكت ليلى قائلة:
-خليكِ إنتِ بخوفك ياهبلة فيه واحدة عاقلة تفضل متجوزة أكتر من سبع شهور ومتخليش جوزها يقرب منها، يابنتي أنا خايفة يكون عندكم عيب خلقي
قهقهت أسما وهي ترتدي الإكسسورات الخاصة بها قائلة:
-لا متخافيش ياختي، دا من اسبوع كان هيغتصبني، لولا ستر ربنا، تذكرت شيئا ثم أردفت
-نوح وقتها مكنش طبيعي حسيت فيه حاجة غلط، فكرني باليوم إياه، كان عامل زي المجنون…تنهدت بألما قائلة
-أنا خايفة ياليلى، كان لازم أتأكد ان حياتنا هتكون مستقرة، ملقيش نفسي حامل ولوحدي في نص الطريق، معرفش اللي عملته صح ولا غلط لكن كان لازم أشوف هينفع نقدر نكمل ولا
اجابتها ليلى:
-حبيبتي أهم حاجة نوح بيحبك، سيبك من كل حاجة وافتكري انه ممكن يهد الدنيا كلها عشانك وبس، هقفل دلوقتي عشان أشوف راكان جهز ولا لا
-طيب حبيبتي وانت كمان انسي كل حاجة وعيشي لحبيبك وبس، راكان بيحبك حافظي عليه
وقفت أمام المرآة لتنظر لطلتها الأخيرة، استمعت لإشعار رسالة، أمسكت هاتفها وفتحت الرسالة..هوت على المقعد خلفها وهي تنظر لصورة زوجها وهو بأحضان أخرى ولم تكن سوى زوجته التي تدعى راندا، صور جعلت قلبها ينزف بقسوة، وضعت كفيها على صدرها عندما شعرت بإنسحاب تنفسها، ثم استمعت لرسالة أخرى
-أكيد عارفة ومتأكدة ان دا حبيبك وجوزي، حبيبك قالتها بضحكات مشمئزة
-شوفتي إنك مجرد محطة إعجاب فقط، وأهو دلوقتي معايا، وفي حضني أنا، ومنتظرين بيبي، دي هدية فرحك ياعروسة كان نفسي أحضر وأباركلك بس البيبي تعبني ونوح قالي بلاش الحركة عشان ابننا يجي بالسلامة، أصله هيموت ويشوف ابنه قالتها بضحكات صاخبة
لحظات بل دقائق وهي تجلس بفستان زفافها، ثم نهضت سريعا وقامت بنزعه سريعا وتحركت مغادرة المزرعة بالكامل، وجدت يحيى يترجل من سيارته بخارج المزرعة توقف أمامها وابتسم بسخرية
-إيه العروسة رايحة تشتري حاجة ولا إيه، تسمرت بوقفتها وجسدها يرتعش
اقترب ينظر إليها بإذراء ومقت وتحدثت بجفاء
– انا سبته يلعب معاكي شوية، كنت عارف انه هيزهق ويروح للي تقدره وتشيل اسمه، وزي ماشفتي أهو زي مااتوقعت
لم يرحم حالتها فاقترب حتى لم يفصل بينهما سوى خطوة وتحدث بفحيح
-اعتبرتك بنتي، بس طلعتي شيطانة وبصيتي لفوق انتِ أخرك تكوني خدامة لابني، بصي على قدك يابنت العشري
رمقته بإحتقار ثم رفعت سبابتها أمامه
-اشبع بابنك، ولا إنت ولا عيلتك كلها تهموني، وحياة كسرة قلبي لأخد حقي منكم
قالتها وتحركت مستقلة سيارة أجرة ورفعت هاتفها وتحدثت :
-ليلى أنا سبت الفرح ومستحيل أرجع تاني ابن خالتك طلع كذاب وخاين أنا بكرهه
على الجانب الآخر كانت تبكي وأجابتها
-أنا رايحة بيت بابا ياأسما، أنا هربت من راكان، ومعرفش بابا هيعمل ايه ممكن يموت فيها
ترجلت من السيارة أمام منزل والدها وأردفت
-تعالي لعندي ياأسما مش مركزة في كلامك، وجدت آسر متجها لمنزل والدها…
خرجت أسما من شرودها على دخول العاملة
-باشمهندسة فيه واحدة برة بتقول مرات الدكتور نوح
ابتسمت بسخرية وهزت رأسها
-روحي ياسيدة وأنا هخرجلها
❈-❈-❈
في قصر البنداري
بعد قليل كان يجلس ينظر إليها من خلال الكاميرا، بعدما قامت الطبيبة بالكشف عليها، توجهت إليه بعدما أخبر العاملة بمقابلتها
– المدام كويسة، هي ضعيفة من قلة الغذا، أنا علقت محاليل، كل تمن ساعات هيتعلقلها محلول، وكمان كتبتلها شوية فيتامينات
أشار بيديه فخرجت الطبيبة بمساعدة العاملة
ظل يراقبها من خلال جهازه المحمول
رجع بجسده يمسح على وجهه بغضب، قاطعه رنين هاتفه
-أيوة ياجاسر، وصلت لمكان أمجد
زفر جاسر على الجانب الآخر قائلا
-لا لسة، أنا متصل عشان حاجة تانية، زي ماتوقعت حاولوا ينزلوا خبر هروب مدام ليلى، بس عز ابن عمي اتعامل ووقف اي خبر مرتبط، وفيه دلوقتي رقابة كاملة منه على الأجهزة
تنهد راكان وهو يكور قبضته حتى ابيضت فأردف:
-جاسر مش عايز أي هوا يعدي عليك، أتصرف وهاتلي أمجد الكلب دا
-راكان أنا فرحي بعد أقل من شهر، يعني هكون مشغول الأيام دي
-تمام ياجاسر أنا هتصرف، ابعتلي عز ابن عمك على النيابة محتاجه في حاجة مهمة
بعد إغلاقه رجع مرة أخرى لمعذبة قلبه واستمع لهمسها، كانت والدته تجلس بجوارها، فتحت جفونها بتثاقل وهي تتمتم بإسمه
-راكان، ابني..اتجهت تمسد على خصلاتها
-ليلى حبيبتي حاسة بإيه يابنتي، فتحت عيناها تنظر حولها
-فين راكان، ابني هو أخد ابني، عايز يحرمني منه، ضمتها زينب لأحضانها تربت على ظهرها
-ابنك في اوضته هجبهولك حبيبتي اهدي
بكت بنشيج وهي تتحدث من بين بكائها
-عايز يحرمني من ابني، عايزني اتنازل عنه، رفعت نظرها بعيناها الباكية وامسكت كف زينب
تقبله
-وحياة رحمة سليم ياماما زينب متخلهوش يحرمني من ابني، هو بيحبك وهيسمع كلامك.
ضمتها زينب تربت على ظهرها
-اهدي حبيبتي محدش يقدر ياخد ابنك منك يابنتي…هزت رأسها كالمجنونة تمسح عبراتها بكفيها حتى نزعت المحلول وانسدلت دمائها
-لا هو كذاب بيضحك عليكوا، انتوا مخدوعين فيه، أنا عرفت انه عايز ياخد ابني، عايز ينتقم مني مفكرني أنا السبب في موت سليم والله انا مكنتش اعرف انه عمل حادثة
بكت زينب على بكائها تمسد على خصلاتها
-حبيبتي اهدي مفيش حد هيقربلك، وأنا هقف إلى راكان لو قرب منك
تراجعت تضم ركبتيها إلى صدرها تهز رأسها
-لا دا محدش بيقدر عليه، ضحك عليا لحد مااتجوزني، عشان يعرف يتحكم فيا وياخد الولد، لا هو طلع ذبالة قوي
صعق من حديثها المؤذي لقلبه، ارتجفت اوصاله من الخوف على حالتها، ابتلع ريقه بصعوبة محاولا إخفاء زعره حينما وجد الدم ينسدل من كفيها..ظل ينظر إليها وإلى ملامحها التي بهتت بالكامل
-ماما زينب لو بتحبيني زي مابتقولي خليه يطلقني ويسبني أمشي بالولد من هنا
نظرت إليها زينب بحزن قائلة:
-وتحرميني من حفيدي ياليلى، يرضيكي يابنتي تحرميني من ريحة سليم
شهقات مرتفعة وهي تهز رأسها رافضة
-مش هقدر أعيش معاه في مكان واحد، دا واحد خاين، أنا مكرهتش قده بحياتي كلها ..قالتها بشفتين مرتعشتين
تنهد بألمًا واضعًا رأسه بين كفيه ينظر بعتاب على صورتها بشاشته وأغروقت عيناه بالدموع قائلا بصوت يملئه الألم:
-دا حبك ليا ياليلى، من موقف مسحتيني وبتوجع فيا، لسة عايزة ايه كل مرة بتدبحي فيا، رفع أنامله يلمس صورتها
-حسابك تقل قوي ياقلب راكان، وكل ماحبي بيزيد كل ماعقابنا بالبعد بيزيد، أغلطي واعملي اللي تعمليه، بس مش هنولهم اللي عايزينه، هيجي وقتنا ونشفي بعض
بعد فترة صعد لغرفتها دفع الباب وهو يرمقها بإذدراء ثم نظر لوالدته
-ممنوع تطلع من أوضتها من غير إذني، الولد يجي لها بمواعيد رضاعته، ماينمش هنا
نهضت سريعا وهجمت عليه تلكمه بصدره ورفعت كفيها تمزق وجهه بأظافرها
-انت مين عشان تتحكم فيا، مفكر نفسك إيه
جذبها بقوة حتى اصطدم ظهرها بصدره وهمس بأذنيها
-أنا قدرك ونصيبك الحلو، لكزته بكوعها ببطنه متألما
-انت أحقر إنسان قابلته في حياتي، نهضت زينب عندما تحولت نظرات إبنها لهيبًا من النيران
-ابعد عنها ياراكان
اتجه بنظره لوالدته قائلا:
-سبيني مع مراتي شوية ياماما لو سمحتِ
صاحت زينب بغضب قائلة
-انا بقولك سيب ليلى ياراكان، إيه ياحضرة النايب مش هتسمع كلام امك
بصعوبه حاول السيطرة على نفسه وتحدث
-وأنا بقولك سبيني مع مراتي ياماما لو سمحتِ، نظرت زينب لليلى المنكمشة بأحضانه ولنظرات أبنها النارية، فاقتربت تجذبه
-حبيبي سيبها وأنا هقعد معاها..
ماما صاح بها بغضب وتحدث:
-قولت سبيني مع مراتي ياإما هاخدها مكان تاني وأحاسبها …هزت ليلى رأسها عندما وجدت نظرات زينب المشتتة بينهما
-متسبنيش معاه لو سمحتِ، نظرت لأبنها فطالعها بجمود
-إيه خايفة عليها مني، هو أنا في نظرك حقير زي ماهي قالت
هزت زينب رأسها
-لا ياحبيبي، انت سيدي الرجالة كلهم، بس سبها ياابني، عشان خاطر امك
ابتعد بنظراته عنها وتحدث :
-خاطرك في قلبي ياست الكل، بس عايز اقعد مع مراتي شوية إيه مش من حقي، ربتت على كتفه ثم نظرت لليلى وأردفت
-وحياتي عندك براحة عليها قالتها وتحركت للخارج
مازال محاوطها بذراعيه، ارتجف جسدها وهي بأحضانه، نزل برأسه يهمس إليها
-اشجي جوزك وعرفيه يامحترمة إزاي تهربي منه وترجعي تقولي عليه حقير ..لمس خديها بشفتيه وهو يهمس بجوار اذنيها:
-عرفي حبيبك الحقير إزاي لجأتي لراجل من شهر كان جاي يوقف قدامي بكل بجاحة ويقول أنا بحب حبيبتك وعايز أتجوزها، قولي لجوزك يامحترمة إزاي تهربي منه وتروحي تقعدي في شقة واحد غريب ليلة
كاملة وهو هنا زي المجنون بعد ماعرف بهروب أمجد
صاعقة شلت حركتها وهي بأحضانه بعدما علمت بهروب أمجد، رفعت رأسها إليه وتحدثت بصوت متقطع
-أمجد هرب، يعني هو برة السجن دلوقتي
نظر لعيناها وشعور مقيت يجعل دقاته تتقاذف بين ضلوعه في حرب طاحنة تهلك أنفاسه من قربها المؤذي لقلبه ورائحتها التي غيبت عقله للحظات مطبقًا على جفنيه لينعم بصوتها الدافئ رغم بكائها ونفورها منه، فتح عيناه حينما استمع لهمسها
-أمجد ممكن يقتلك ويخطف ابني صح
هنا توقفت عقارب الساعة وهو يرى ذعرها عليه حينما استدارت بجسدها إليه، ثم تذكرت مااستمعت إليه
-انت عايز مني ايه، يعني اتجوزتني عشان تحميني من أمجد، ولا عشان إيه
تركها بغتة بشكل عنيف كهجومها الضاري منذ لحظات عليه ثم تراجع بخطوة للخلف يضع كفيه بجيب بنطاله وقام بإشعال سيجاره
– اتجوزتك عشان احمي ابن اخويا، ماهو مش معقول أسيبك تاخديه وتمشي من البيت دا وتجبيله جوز ام يتحكم فيه
إزداد الغضب بداخلها حتى تشكلت غصة مريرة جعلتها عاجزة عن التنفس فهوت ساقطة على المقعد
-يعني كلامك ليا كان كله كدب
جلس واضع ساق فوق الأخرى وتحدث
-انا مكذبتش عليكِ، انت كنتِ عارفة ان نورسين خطيبتي وقولتلك الكلام دا، أما لو قصدك ليه قولتلك سبتها فدا عشان اضمن موافقتك، مش بيقولوا الخدعة في الحب والحرب
ارتسم تعبير مندهش ممزوج بالغضب فهمست
-حب وحرب، رفعت نظرها لمقلتيه ترمقه بإحتقار:
-فين الحب دا، انت دبحتني..نصب عوده واقترب يحاوط مقعدها
-ماهو إنتِ دبحتيني قبل كدا، نسيتي عملتي ايه، رغم إنك عرفتي بحبي روحتي بكل جبروت كملتي جوازك بأخويا
اتجه بنظره لفراشها وسرت النيران بداخل صدره حتى شعر بها تحرق احشاؤه فتلونت حدقتاه باللون الأحمر وهو يشير على الفراش
-هنا كنتِ بتنامي في حضنه، ووراكي بحيطة أنا كنت بموت من الألم
هنا دقاته كانت بتنبض بحبك وكلامه المعسول وأنا وراكي دقاتي بتنبض بنار بتكوي قلبي وأنا بتخيلكوا مع بعض
ضغط على فكها بقوة وأردف كالمجنون
-قولتليه بتحبيه مش كدا، انسدلت عبرة وهو يكمل بماشطر قلبه
-قولتيله زي ماقولتلي كدا، ردي يامدام، اتوجعتي زي مااتوجعت، أنا كان قلبي بينزف وانت بتستمعي بحب أخويا
نظر لعيناها التي توسعت من كلماته ببكائها وشفتيها المرتجفة بالخوف، فأنقض يقبلها بعنف حتى ادمى شفتيها، ثم تركها وهو يأخذ أنفاسه بصعوبه، فرفعها بقوة حتى نهضت وأصبحت بأحضانه ولم تقو على الحديث كأن الذي أمامها شخص لا تعرفه، رفعت أناملها تمسح الدماء من شفتيها
دنى ينظر لتورمها فرمقها بنظرات جحيميه، ووضع إبهامه يتحسس شفتيها بقسوة:
-إيه بتوجعك، ولا مش متحملة ألمسك، متخافيش مبحبش المستعمل، أنا كنت بحاول اذيل آثار سليم من عليها، عشان وقت مايجيلي مزاج مايكونش عليها حاجة من أثاره
أظلمت عيناه وارتسم بها نظرة جوفاء قاسية
-عايزة نتحاسب، ماشي يامدام، هنتاحسب وكل واحد هياخد حقه، بس متنسيش حسابي هيكون صعب يارب تتحمليه.. ودلوقتي عايزة تعيشي بأمان مع ابنك اياكِ، ثم إياكِ تخطي خطوة واحدة بدون علمي، بلاش أقولك أعدائي في كل مكان حتى في البيت دا، ياريت تكوني عاقلة وتحافظي على نفسك وابنك قالها وخرج بعد يومين بكلية الهندسة، خرجت درة تبحث عن سيلين وجدتها تقف بجوار شخص ما
وصلت إليها
-سيلين ممكن لحظة، استدارت سيلين وهي تنظر لذاك الشخص
-بعد إذنك يافريد…هز رأسه وتحدث
-طيب همشي وبكرة هنزوركم باي …قالها ذاك الشاب متحركًا
اتجهت إلى درة التي تقف بجوار البوابة الرئيسية
-فيه ايه يابنتي، مالك ؟!
سحبتها متجه للكافتريا
-ليلى عاملة ايه، وراكان عمل معاها حاجة؟!
ربتت سيلين على كفيها قائلة:
-والله يابنتي ليلى زي الفل، وفيكي تيجي معايا عشان تشوفيها كمان
نهضت قائلة:
-ياله هموت وأعرف إيه اللي حصل معها
خرجت من البوابة بجوار سيلين قطع يونس طريقهما بسيارته
-باشمهندسة درة اذيك…أومأت برأسها وأجابته
-الحمد لله يادكتور
أشار على وصول حمزة قائلا:
-المتر وصل، شكله عاملك مفاجأة، اتجهت إلى سيلين قائلة
-طيب ياسيلي، هخلي حمزة يوصلني، وآه بكرة كتب كتابي انتِ اول واحدة تعرفي هستناكي ثم ترجلت من السيارة
رمقتها سيلين قائلة
-مكنتش عايزة تطمني على اختك يابنتي..تحركت وهي تلوح بيديها
-حمزة هيوصلني، باي حبيبتي
استقل يونس بجوارها وأردف هو ينظر أمامه
-أمشي بتبصيلي ليه كدا ليه؟!
رفعت سبابتها أمام وجهه قائلة
-انزل مش عايزة أتكلم معاك..اردف بحركة مسرحية
-يالهوي دكتور زي القمر كدا ينطرد من العربية، وصلت سارة وسلمى إليهما
-وأنا بقول الجامعة منورة ليه؛ عشان دكتور يونس موجود عندنا يابشر، قالتها سلمى بإبتسامة
ترجل من السيارة يوزع نظراته بينهما
-إيه اللي مقعدكم لحد دلوقتي في الكلية، مش المفروض تكونوا خلصتوا من ساعتين…أردفت سارة سريعا
-كنا مستنين سيلين عشان نروح، استمع يونس لزمور سيارة حمزة يلوح بيديه متحركًا أمامهم
اتجهت سلمى إليه بنظرات حزينة، كانت سارة تراقب نظراتها الحزينة لحمزة فهمست إليها
-اصبري وهخليه يرجعلك زاحف..رفعت سلمى عيناها قائلة
-بجد ياسارة، ضمتها سارة بخبث وأجابتها
-بجد ياقلبي، هي البت المعصعصة دي احسن منك ياعبيطة، دا بيفرسك مش أكتر انا شوفت نظراته عليكِ هتاكلك ياعبيطة
ابتسمت سلمى وهي تنظر إلى يونس الذي يتحدث بهاتفه بجوار سيلين ..وصلت إليه
-قولها أهي ياراكان ..امسكت الفون بعدما نقولها فونه
-أيوة ياراكان…كان يجلس بمكتبه بالنيابة
-سيلين اقعدي واسمعي يونس، وأنا معاكي في أي قرار لازم تسمعيه حبيبتي وشوفي أعذاره
اجابته وهي تنظر إلى يونس
-مفيش بينا كلام حبيبي، خلاص انتهينا مفيش كلام يتقال وأنا لسة عند رأيى وفيه شخص هيكلمك النهاردة ..قالتها واغلقت الهاتف وتحركت بسيارتها بعدما ألقت الهاتف تنظر إلى سارة التي تقف بمقربة منه قائلة:
-لمي خطيبك ياسارة شكلك مش مكفياه، ثم تحركت سريعا بسيارتها
انتفض يونس واخذ هاتفه وهرول إلى سيارته حتى يلحق بها تاركًا سلمى وسارة
عقدت سارة ذراعيها تنظر إلى سلمى
– شوفتي اخوكي عمل ايه، يعني إجازته النهاردة كانت عشان البت دي
سحبتها سلمى متجهة إلى سيارتها
-تعالي بس وهنشوف هنعمل ايه فيها
مساء عاد راكان لقصره، دلف للداخل ولكنه تسمر بوقوفه وهو يستمع لحديث جده مع والده
-إحنا ممكن نعملها قضية إهمال وناخد منها الولد، دي ممكن نوديها ورا الشمس وعرفت ان ابوها بيودع مش مستحمل غسيل الكلى
تحرك سريعا متجهًا للداخل هو يرمق جده بإذراء
-هي مين دي اللي عايز تعملها قضية، بقولك ايه ياتوفيق انا جبت آخري منك، وبحاول أتحمل وجودك عشان خاطر ابويا، اتجه بنظره لوالده
-قولي هتفضل ساكت لحد إمتى، قولي هتسيبه لحد إمتى، لحد مايموت حد تاني
اقترب وصرخ بصوت ذلذل المكان حتى وصل صوته لليلى الجالسة بغرفة إبنها
-سليم لسة مكملش سنة، الدور على مين قولي، أنا مش هسكتلك تاني ياتوفيق باشا، واللي يقرب من مراتي وابن اخويا هدفنه حتى لو كان الحد دا انت
تحرك بعض الخطوات ثم استدار بجسده قائلا
-شيل الولد اللي رميه قدام اختي ياتوفيق، متخلنيش اجبهولك في شوال
نهض توفيق ووقف أمامه:
-ابعد بنت الشوارع عن حفيدي، يونس لو مكتبش على سارة هدفن اللي بتقول عليها أختك دي، اللي بعدني عنها الفترة اللي فاتت موت سليم، ودلوقتي فوقت لها، يونس هيتجوز سارة ودا آخر كلام، وانت هتكتب على عاليا لما بنت عمتك ترجع من السفر ودا آخر كلام يابن أسعد
قهقه راكان قهقهات مرتفعة على غير شخصيته وهو ينفض بدلة جدله قائلا:
– بتهدد مين جدي العزيز، مين على مين رايح فين، قالها وتحرك وهو مازال يطلق ضحكاته قائلا:
-يونس يتجوز سارة وأنا مالي لا والجنان بيحكم عليا اتجوز عاليا
توقفت سيلين أمامه ببكاء وتحدثت بصوت مرتفع:
-قول لجدي يشبع بحفيده، انا مش هتجوز أشباه رجال، سيلين يوم ماتتجوز هتتجوز واحد راجل زي أخوها
سحبها راكان لأحضانه وارتفعت ضحكاته قائلا
-سمعت ياتوفيق باشا، اشبع بحفيدك
بعد أسبوع وهو يبتعد عنها يراقبها من خلال شاشة حاسوبه…نهض متحركًا للأعلى
دفع الباب ودلف للداخل، كانت تخرج من مرحاضها بثياب الحمام الخاصة(البورنص) تفاجأت بوجوده بالغرفة، زفرت بضيق، ولم تعريه إهتمام، ضمت ثيابهاو دلفت إلى غرفة الملابس؛ لترتدي شيئا مناسبًا، دلف خلفها
استدارت غاضبة
-مين ادالك الحق تدخل كدا، دي اوضتي أنا، وياريت تحترم نفسك وتطلع برة عايزة أغير هدومي
اقترب منها حتى حاوطها بذراعيه على الجدار، اختل توازنها من رائحته وشعرت بدوار قلبها وراسها في آن واحد
-متقربش مني، انا مش من جواريك، واوعى تفكر عقد الجواز دا بيربط بينا حاجة، أنا سمعت كلامك وقعدت هنا عشان احمي ابني وبس
كانت ملامحه ثابتة جامدة على عكس دواخله التي اضطربت من رائحتها المسكرة لرئتيه، حتى أصبح مدمن
سحب نفسًا طويل وخرج من رئتيه متحررا من نيرانه المشتعلة، طالعها بنظرات ثاقبة فالتوى على ثغره إبتسامة ماكرة
-انا جاي أساعدك، شايفك طول الليل سهرانه فقولت أساعدك في هدومك يعني ممكن تعتبريني زي جوزك
ثورة حارقة اندلعت من عيناها وأشارت بيديها
-اطلع برة وإياك تقرب من الباب دا، قالتها وصدرها يعلو ويهبط بطريقة ملفتة للأنظار
حدجها بنظرات ثاقبة وهو يطالع هبوط وارتفاع صدرها؛ حتى انفتح جزء من البورنس وظهر معظم صدرها أمامه بإنتشاء
دنى وهو يقترب منها ناسيا كل ماصار بينهما، ونزل برأسه لعنقها، فدفعته صارخة بوجهها
-إياك تقرب مني تاني، إيه وصلت بيك البجاحة تقرب مني من غير إذني
طالعها بنظراته التي أرعبتها مما جعلها تتراجع للخلف وبعينيه نيران جحيميه لو وصلت إليها لأحرقتها ..جذبها من خصرها بقوة، حتى ارتطدمت بصدره العريض، وضغط بقوة آلامتها فهمس بفحيح أفعى
-انا مكنش ليا مزاج، فدلوقتي فتحتي نفسي اجهزي عشان هتنامي في جناحي، جذب خصلاتها يستنشقها ثم تحدث
-غيري الريحة دي محبتهاش، بعد شوية هبعتلك الروايح اللي بحبها
اتسعت عيناها متلألئة بالدموع ثم تحدثت كقطة شرسة:
-اعرف قبل ماتقرب مني هحرق جسمي دا، أبعد عني انا هنا عشان ابني وبس
جذبها من خصلاتها وهمس لها
-لا يامدام وعشان جوزك، انتِ هنا عشان مزاجي وقت مايجيلي نفس..رجع بجسده خطوة يدقق النظر بها قائلا
-مش حرام تحرقيه من غير مااستمتع بيه
لم تتحمل المزيد من قسوة كلماته إليها
فخطت متجهة إليه ونظرت إليه بإزدراء
-بان على حقيقتك، هستنى من واحد نسونجي إيه، واحد مش شايف الستات غير سلعة في السرير وبس
اطعنته بخنجر بارد غرزته، ابتلع كلماتها فحاوطها بذراعيه هامسًا أمام شفتيها حتى لامسها قائلا:
– من اسبوع كنتِ بتموتِ في اللي مش عجبك وتتمني بس يقرب منك حتى لو بلمسة
قالها وهو يلمس شفتيها بأنامله…دفعته بقوة، فقد كانت كلماته كزجاج يشحذ صدرها دون رحمة، فرفعت نظرها إليه وخط من الدموع بعينيها قائلة:
-عادي مش جوزي، ماأنا قولت لسليم الله يرحمه كدا، دنت وحاوطت عنقه ترفع نفسها حتى تصل لمستواه ونظرت لداخل عيناه
-وكمان كان بينا أكتر من كدا، لما احس إنك تستاهل زي حبيبي سليم وقتها هقولك أكتر من اللي سمعته ياحضرة المستشار
أشعلت كلماتها جحيم غضبه، والذي تجلى بعينيه وتحولت لإحمرار داكن وملامحه التي اكفهرت فباتت مرعبة، لم يشعر بنفسه وهو يجذبها من رباط البورنص الذي ترتديه؛ ليصبح جسدها مكشوفًا أمامه بالكامل قائلا بصوت كالذي مسه مسا جنونيًا
-لا عايز أعرف دلوقتي مراتي كانت بتقول وبتعمل ايه، ياله اشجي جوزك وحبيبك يامحترمة
ضمت ثيابها تصرخ بوجهه..إياك تقرب مني
دفعها بقوة على الفراش، انسدلت عبراتها بقوة
حاوطها بذراعيه ونظر بجمود لمقلتيها
-تفتكري من طبيعتي أقرب من واحدة غصب عنها، وخاصة أنها متهزنيش حتى، لا وعايزة تحرق جسمها، حاوط جسدها بذراعيه، ثم رفع نظره بسخرية ينظر لجسدها المكشوف أمامه
واحدة بتقول لجوزها لو قربت هولع في نفسي، تفتكري دي ممكن يتقال عليها إيه، غير إنها واحدة مستعملة قبل كدا
رفع نظره يرمقها بسخرية مشيرا إليها:
مفيش ست قابلتها إلا واتمنت قربي حتى إنتِ..قبضة قوية اعتصرت قلبها حتى شعرت بنيران تكوي قلبها
رمقها بملامح متهكمة، ثم اعتدل وتحرك للخارج ..جلست بمكانها بعد خروجه، وكأن جسدها شُل بالكامل، استمعت إلى رنين هاتفها، تحركت متجهة إليه
-أيوة يادرة..أستمعت لبكائها
-ليلى بابا تعبان قوي، أنا مش قادرة أتحمل آلامه كل مرة
جلست متهاوية على فراشها، ودموعها مترقرقة بعيناها
-ليلى لازم بابا يزرع كلى..أنا فكرت نبيع البيت، بس البيت مش هيجيب سعر العملية حتى
تنهدت بألمًا ثم تحدثت:
-هفكر يادرة يمكن آسر يدينا مبلغ ولا حاجة، قاطعتها درة قائلة
-حمزة قالي مستعد يسفره بره ويعمل العملية، نهضت ليلى متجهة لشرفتها حينما شعرت بإختناقها فأردفت
-لا بلاش، حمزة مهما كان لسة خطيبك، يومين واقولك نعمل إيه، هجي بكرة وأشوف هنعمل ايه
بعد شهرين دلف إلى جناحها وجدها تقوم بإرضاع إبنها..وضعت الولد سريعا ونظرت إليه بغضب :
إيه تور هايج، نفسي أحس أنك محترم مرة واحدة
تحركت غاضبة إلى الباب
-دا عاملينه عشان كدا، ثم طرقت على الباب
حمل الولد يقبله
-امك دي مجنونة، محدش قالها الباب دا عشان يسد الهوا ومتبردش
جذبت الولد من يديه تضمه
-متحاولش تقرب من الولد تاني، هموتك لو حاولت تقرب منه
احرقته تلك المرأة بعنفونها وجبروتها، حتى شعر بأنه عدوها وليس حبيبها
أشارت بسبابتها للولد وهتفت
-دا امير سليم البنداري اللي ليا الشرف كنت مراته وبقيت مستعملة ياحضرة النايب من واحد محترم مش واحد نسونجي كذاب مخادع
أشعلت بجوفه عاصفة غضب هوجاء أوشكت ان تقضي عليه، فاقترب منها بعينان ارتسم بها الجنون وانفاسًا لاهثة جعلتها تتراجع للخلف
-مبروك يامدام انا جاي أقولك النهاردة خطوبتي على نورسين، بما إنك ضرتها فحبيت تعرفي مش أكتر، عشان مترجعيش تقولي خبيت عليا، ومتخافيش قريبًا هتسمعي أخبار حلوة وهجيب لأمير أميرة تشغل قلبه
صاعقة أصابت قلبها حتى شعرت بسيقانها لم تحملنها فهوت على المقعد تهز رأسها رافضة حديثه بعدما دققت بمقلتيها لهيئته الجاذبة وبدلته وكأنه عريس يوم زفافه
تفشى الخوف بأوردتها من جموده،حتى صارت ترتجف وعبراتها تنهمر بغزارة على وجنتيها ..لو يعلم كم آلمها هذا الشعور والذي يعتبر كسكين باتر ينحر قلبها ببطئ شديد فأغمضت عيناه بقوة تحاول أخذ أنفاسها التي سلبها منها وتحدثت بصوتا متقطع
– بس إنت كدا بتموتني ياراكان انا لحد دلوقتي كنت بكذب كل حاجة ..، بس كدا إنت بدوس على قلبي بدون رحمة.
نفث تبغه الذي قام بإشعاله ، وكأنه لم يستمع إليها ولا يرى حالتها المزرية، بسبب ماقالته عن علاقاتها بسليم وجرح كبريائه، ورجولته، فلقد حولته لرجل وكأن قلبه خرج عن جسده وأصبح إحساسه بغيره إحساس معدوم لدى شخص دفعته الحياة دائما بغيبات الجب تجه بعيناه التي أظلمت كظلمات البحر وتحدث
– إنتِ عندك حق، لازم تفضلي على ذكرى جوزك المحترم، إنما راكان دا حقير، ميستهلش الأميرة ليلى
نهضت تقف أمامه تهمس بصوت متقطع
-إنت اتجوزتني وقولت مش هتعمل حاجة تزعلني وزعلتني، ضحكت عليا
مدت يديها تمسك كفيه
-راكان متعملش فيا كدا، متخلنيش أكرهك لو سمحت.. أزال دموعها التي انسدلت عبر وجنتيها
مفيش وقت للندم دلوقتي، للأسف وأحمدي ربنا أن لسة فيا عقل وواقف بكلمك بهدوء، إنت وجعتيني كتيير قوي ياليلى، لدرجة خليتني شخص بأذي اللي حواليا، …دنى منها ونظراتها الراجية إليه وبصعوبة كمم صراخ قلبه كأنه شخص آخر لأول مرة تراه فتحدث
لازم نتعاقب على غلطنا، لازم نتحرم من بعض إنتِ دايما شايفاني أنسان وحش، وأنا دايما شايف أخويا فيكي، نصيبنا ولازم نرضى بيه و
مفيش طريق هيجمعنا تاني ،الطرق افترقت وبأيدينا إحنا الأتنين، إنتِ هتفضلي هنا زي ماأنت
حاولت سبل أغوار عقلها ولكنها لم تستطع، فوصلت تلكمه بصدره
-انت ايه مش معقول يكون عندك قلب، أنا بكرهك سمعت انا بكرهك
حاوطها بقوة حتى يسيطر على جنونها قائلا
-اهدي ياليلى، انتِ كمان مبقتيش تعنيلي سمعتي ولا لا
هزة عنيفة أصابت جسدها حتى شعرت بإنشطار قلبها فتراجعت للخلف تنظر إليه بذهول وهو يتحدث
– تقدري تقولي كنتٍ عاملة زي جرعة الهيروين اللي المدمن كان بيعتبرها إنقاذه من الحياة ،لكن فاق بعد مااتعالج وبقى أكتر حاجة يكرها إن يسمع عن سيرته ويتمنى لو يحرق كل ماهو له علاقة بالمخدرات
❈-❈-❈
توسعت بؤبوتها مشدوهة وهي تهز رأسها رافضة ماتسمعه منه ..لم تستطع أن تصمت على سحق كبريائها فاستدارت له وضمت وجهه بين راحتيها ولم تشعر بنفسها إلا وهي ترفع نفسها وتقتنص قبلة من شفتيه …لحظات لم يستوعب ماذا فعلت ولم تصمت على ذلك بل همست أمام شفتيه وهي تضع يديها على صدره موضع قلبه
– إياك تفتكر إن دا ينبض لغيري …رفعت أناملها ملمسة شفتيه ونظرت لمقلتيه
– أنا مش غبية وعارفة أنت بتعمل كدا ردا لكرامتك …كان يقاومها بشدة عندما شعر إنها بدأت تسيطر عليه مرة أخرى وتتسرب إلى داخله دون أن يشعر ..فرفعها من خصرها على حين غرة وهمس قائلا
-إنتِ ليلى مرات سليم المحترم، وممكن نقول وحبيبة قلبي ساعات اللي كل شوية مفيش غير الموسيقى اللي حفاظها بكرهك بكرهك، بس هي هتكون مراتي داخل حضني، اقترب حتى طبع قبلة سطحية على شفتيها
لكمته بقوة ونزعت نفسها منه تمسح شفتيها بعنف
– اطلع برة، مش عايزة أسمع صوتك ولا أشوفك قدامي
وضع يديه بجيب بنطاله واستدار
-لو عايزة تيجي الحفلة معنديش مانع بس طبعا هتدخلي الحفلة على إنك أرملة سليم مش أكتر ، قالها وخرج سريعا
بعد ساعتين وهي جالسة بمكانها لا تشعر سوى بإحتراق قلبها، وتخيلها ابتسامته وقربه لتلك الشمطاء،
دلفت زينب تنظر إليها بحزن وتذكرت منذ عدة ساعات بعدما دلف راكان إليها
-ماما اجهزي عشان هنتحرك بعد ساعتين، نهضت تقف أمامه
-لسة مُصر يابني تخطب البنت دي، أنا مش برتحلها، مالها ليلى ياحبيبي والله البنت زي الفل
استدر وهو يطبق على جفنيه مكور قبضته
-معلش ياماما ريحيني، أنا ريحتك قبل كدا، الدور عليكي تريحيني، بابا وافق واتكلمنا في الموضوع دا واقتنع، واتمنى انتِ كمان تقتنعي
أومأت برأسها وأردفت
-هروح ياراكان، بس بشرط ليلى هتيجي معايا، جحظت عيناه بذهول
-أكيد بتهزري ياماما، عايزة ليلى تحضر الخطوبة
جلست وتحدثت
-دا شرطي الوحيد…تحرك متجها للخارج قائلا
-يبقى مفيش داعي لوجودك ياماما..
-تمام يابني، بس من حق مراتك تعرف ياراجل القانون، لو فعلا تعرف الحق ..
تنهدت وهي تنظر لليلى التي تجلس بتظر بنقطة وهمية
-راكان قالك راح يخطب، نهضت وتصنعت ترتيب الغرفة
-ميهمنيش يخطب ولا يتجوز، أنا هنا عشان ابني وبس…نهضت زينب تقف أمامها ودققت النظر لمقلتيها
-طيب اسمعي اللي هقوله وافهميه كويس بدل عقلك مش عايز يشتغل ..راكان مجروح وينتقم منك، ماهو مفيش راجل يتحمل مراته تروح بيت الراجل اللي وقف قدامه وقال بيحبها
تنهدت ثم سحبتها وأجلستها
– بصي ياليلى أنا خسرت واحد ومش ناوية أخسر التاني، من الآخر كدا عايزة أقولك توفيق بيلف عشان يتمم الجوازة دي بأسرع وقت، وأنا بقولك ان لو الجوازة دي تمت مش هتخسري جوزك بس لا هتخسري ابنك، لازم تدافعي على ابنك قبل جوزك ، متخليش حتة البت دي تفوز عليكي، وتاخد جوزك وابنك وانتِ واقفة تتفرجي، ليلى اللي أسمعت عنها قوية مش ضعيفة..وبراحتك في الأول والآخر
أشار على حقيبة على الفراش
-دا فستان بعت جبته واتمنى يطلع مظبوط، اجهزي عشان تروحي تباركي لخطيبة جوزك وعينك في عينها وتفهميها إنك الأقوى
دنت منها ورفعت ذقنها تنظر لعيناها
-راكان بيحبك، وشوفي الراجل لما بيحب بيغير ونار الغيرة بتولع في قلبه، يارب تكوني فهمتي انتِ ساكنة روحه ومهما يعمل ويداري ميقدرش يخبي ، مجرد كلمة منك هتهدي ناره اللي بأيدك ولعتيها، ياريت يابنتي متخليش شيطانك يسيطر عليكِ، أنا معرفش ليه بيعمل كدا، بس اللي متأكدة منه وراه حاجة
-ليلى خدي حقك وانت راسك مرفوعة مش محبوسة بين أربع حيطان، عايزة أعرفك إنك أقوى حتى من راكان؛ متنسيش انك ام حفيد البندارية .. تحركت حتى وصلت لدى الباب واستدارت
-اجهزي عايزة أشوف الباشمهدسة ليلى راكان البنداري هتعمل إيه في الحفلة الديكور دي،،قالتها زينب وخرجت
ظلت لعدة دقائق ثم نهضت سريعا ورفعت الهاتف :
-أسما فين نوح ..أجابتها أسما
-راكان جه أخده ومش من شوية
-طيب اسمعيني كويس ونفذي اللي هقوله
بعد قليل وصلت للمكان الذي يقام به الحفل، بصحبة زينب وأسما وسيلين، كان حفلا ضيقا سوى من بعض الأشخاص المقربون للعائلتين، ترجلت زينب اولا وبجوارها أسما وليلى نظرت بإبتسامة لليلى قائلة
-أنا كنت حالفة مااحضر الحفلة دي
ابتسمت لها وتحدثت
-انا بحبك قوي ياماما زينب، ربنا يخليكِ ليا، ربتت على ظهرها تنظر لفستانها، وأردفت
-هتدخلي دلوقتي وراسك مرفوعة قدام الكل، وعايزة تعملي اللي اتفقنا عليه مش هو بيقولك مش بيحب المستعملين، خليه يلف حوالين نفسه
ابتسمت أسما قائله:
-كفاية عليكِ ماما زينب ياليلى، وامشي وراها وهتتاكدي ان حضرة المستشار بيحبك ياهبلة، موضوع نورسين دا ردا لكرامته مش أكتر
اتجهت زينب لأسما قائلة:
– وانت كمان ياهبلة خليتهم يلعبوا بيكِ الكرة بعد الحفلة لينا قاعدة مع بعض..امشوا قال مهندسين دا انتوا اخركم قفص طماطم تعملوه صلصة..ضحكوا على كلمات زينب ثم تحركوا
تحركت زينب بجوار سيلين واشارت بيديها لليلى
-يالة ادخلي وخليكي قوية مفيش حاجة تهزك
دلفت الحفل بجوار أسما بفستانها الإسود ، وحجابها الأبيض الذي أظهر جمالها بسخاء، كان يقف بجوار جاسر يتحدث معه في بعض الأمور
قطع تركيزه همهمات حوله، استدار خلفه حتى يرى لمن هذه الأنظار، وإذ به يتجمد بوقوفه، كور قبضته، ثم التفت إلى نوح الذي تحرك سريعًا نحوهم، تحركت هي بإتجاه ولم تستمع لتحذيرات نوح حتى وصلت ووقفت بجواره مبتسمة
-مساء الخير..قالتها وهي توجه نظراتها إلى جاسر ويونس، متجاهلة صدمته بوجودها
بسط يونس يديه وهو يطلق ضحكة من شفتيه ثم غمز إلى راكان:
-مساء الجمال ياسيدة الحفل والقصر كله..معاكي يونس البنداري، خمسة وتلاتين سنة، عازب، دكتور ستات محترم خبرة سبع سنين، قيصري وطبيعي وكمان تأخير إنجاب،
ابتسمت على كلماته، ثم تحدثت بعدما شعرت بنيران تحرق وجنتيها
-تشرفنا يادكتور
قطب حاجبيه متسائلا :
-إنما الجميل معرفناش هو مين..اتجهت إلى راكان الذي بدأ ينفث سيجاره بغضب فتحدثت
-دي ابن عمك يجاوبك عليها، معرفش ممكن تقول فراشة حرة
جذب يونس جاسر الصامت وتوقف أمامها عندما استمع للموسيقى:
ممكن الجميلة تسمحلي بالرقصة دي

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية عازف بنيران قلبي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *