روايات

رواية عهود الحب والورد الفصل الثاني 2 بقلم سارة أسامة نيل

رواية عهود الحب والورد الفصل الثاني 2 بقلم سارة أسامة نيل

رواية عهود الحب والورد البارت الثاني

رواية عهود الحب والورد الجزء الثاني

عهود الحب والورد
عهود الحب والورد

رواية عهود الحب والورد الحلقة الثانية

– تعرفي أنا بقالي كام سنة بدور عليكِ.
أخفضت أنظارها واستدارت لتخرج من الشرفة، ليتحرك سريعًا وهو يقول بترجي:-
– عهود .. سامحيني بالله ما تمشي يا عهود، إنتِ علمتيني درس مش هنساه أبدًا، كفاية أرجوكِ يا عهود كفاية الذنب إللي أنا عايش فيه وتأنيب الضمير.
غشت أعينها الدموع واستدارت وهي تهمس بنشيج باكٍ:-
– إنت ظلمتني من غير ما تتعب نفسك تدور على الحقيقة، وأنا وقفت عاجزة مقدرتش أثبت براءتي؛ علشان ساعتها كانت مرتبتك أعلى وفي إيدك السلطة، بس الحمد لله أنا استفدت درس وبحمد ربنا على إللي حصل؛ لأنه كان خير كبير ليا، حقيقي وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم.
كان قلبه يتمزق داخل جدران صدره، الذنب يُحيطه لا يُريد تركه، ابتلع غصة جافة وهو يتأملها بحذر فرغم تلك السنوات مازالت كما هيّ لم تغيرها عوامل الأيام، وجهها يلفظ براءة وهدوء … لكن شيء واحد تغير زادها وقار وجمال، طريقة ملبسها تغيرت بتاتًا شتان بين عهود تلك، وعهود زي قبل.
– طب عهود قوليلي في مجال للمسامحة طيب، في مجال تسامحيني.
– باشمهندس أمان، هو أنا مين علشان مش أسامح، رب العالمين بيسامح، وأنا مش زعلانة من حضرتك، إنت كنت في يوم من الأيام استاذي في الجامعة ولك كل الإحترام والتقدير، الحادثة دي كان لها فضل عليا في حاجات كتير، أيوا التبيعات بتاعتها كانت مؤلمة وفضلت سنتين أعاني بس الحمد لله، أنا نسيتها ومش فاكرة منها ألا الدرس المستفاد.
ابتسم على رِقة قلبها، وشعر قلبه بالسعادة لكن مازال هناك شيئًا ما لا يُريحه، هذا مالا يُريده من عهودهُ، فماذا سيفعل في مواثيق وعهود الحُب الذي كبتها بقلبه.
تسائل أمان بهدوء:-
– طب إنتِ هنا ليه، في حاجة.!
نظرت له بتعجب وقالت:-
– أيه هو ممنوع أشتغل كمان حضرتك عندك مانع، أنا جايه شهر تحت التدريب من كلية زراعة..
صمت بُرهة وأكمل بغموض:-
– ربنا يوفقك يا عهود ويارب يكون لكِ نصيب وصاحب الشغل يختارك بعد مرور الشهر.
علمت أنه يعمل هنا، فحركت رأسها وهي تتحرك نحو المخرج وهتفت:-
– عن إذنك.
خرجت وانضمت لأصدقاءها وهي متعجبة من هذا اللقاء بعد كل تلك السنوات العجاف..
بعد قليل أتى أحد العاملين وأخبرهم بالولوج إلى غرفة الإجتماعات.
دخلت عهود خلف أصدقاءها الذين أخذوا يمرحون ويتمازحون، تنهدت بقلة حيلة وهمست:-
– يارب يسر لي أمري..
جلست على أحد المقاعد النائية عنهم حول طاولة كبيرة، ولم تكاد عهود ترفع رأسها حتى تفاجأت به يدخل الغرفة بكل هدوء ووقار..
ماذا يفعل هنا..!
– السلام عليكم، أهلًا وسهلًا بيكم.
وقف الجميع باحترام ووقفت عهود بصدمة وهي تُدرك أنه صاحب المشاتل، يا الله ما هذا الذي وقعت به.!؟
ابتسم أمان وهو يستدير ثم قال وهو يضع بعض الأوراق بينهم:-
– طبعًا زيّ ما إنتوا عارفين، إنتوا السابعة إللي هتتدربوا في مشاتلنا وإللي هيثبت جدارته هيتم تعينه .. واتنين بس إللي هيتعينوا، يعني الموضوع منافسة بينكم يا شباب.
ابتلعت عهود ريقها وهي تمد يدها تأخذ تلك الأوراق فأكمل أمان وهو ينظر لها سرًا:-
– كل إللي محتاجين تعرفوه مكتوب في الملفات إللي بين إديكم، ومكتوب كل التفاصيل إللي تخص المشاتل.
– تمام يا باشمهندس وإن شاء الله نكون عند حُسن ظنك.
غضّ أمان أعينه وقال:-
– إن شاء الله.
خرج الجميع لتسبقهم عهود التي خرجت في حالة توتر واضطراب واسرعت تخرج من هذا المبنى تتنفس وسط الأشجار والخضرة الشاسعة..
نظرت للسماء وهمست بداخلها:-
– يارب قويني …أنا حاسة بانعدام الطاقة مش عارفة ليه، حاسة إن متكتفة ومعنديش الرغبة أعمل ايّ حاجة..
يارب بقيت محاصرة من جميع الإتجاهات والحِمل تقيل عليا.
قلبي متعطش للفرحة والحماس..
ارزقني عزيمة لا تنضب يا الله..
**************
– عاجبِك كدا، عاجبِك إللي بنتك بتعمله ده، الناس مقابلني من الفيلا إللي جمبنا يقول هي عهود كانت متخبيا ليه وبتهرب من مين، قوليلي البت دي لابسة أيه وهي ماشية الصبح.
– لابسه بتاع كدا معرفش اسمه أيه يا توفيق، بتاع من عند راسها لغاية عند ركبتها معرفش اسمه وشاح ولا إدناء معرفش بنتك بتجيب الهدوم دي منين، شوف الناس قالت علينا أيه، من حقهم يقولوا هي بتستخبى من مين..
صاح توفيق بغضب:-
– اسمعي الكلمتين دول كويس يا نجلاء، طالما البت دي مش عاملة لكلامي أي أهمية يبقى تعيش هنا زيها زيّ الغريب في بيتي، ملهاش لُقمة من مالي، يدوب قعدتها بس .. لغاية ما تتربى وترجع لعقلها، إحنا ساكنين في مكان راقي ومش حِمل حد كل يوم والتاني يوقفني ويسألني بنتك بتعمل في نفسها ليه كدا..
– لبسها وطريقتها مش يناسبوا مكانتنا ولا المكان إللي إحنا قاعدين فيه أنا بقول نبعتها البلد عند جدتها وبلاش تفور دمي.
قال وهو يخرج غاضبًا:-
– اعملي إللي تعمليه يا نجلاء ماعدتش تفرق معايا..
جلست نجلاء تستشيط غضبًا وهي تتوعد لعهود بالكثير..
بعد مرور بضع ساعات كانت عهود تدلف إلى المنزل بإرهاق وتعب والجوع يفتك بها بعد أول يوم عمل..
– السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إزيك يا ماما عاملة أيه.
ظلت نجلاء جالسة تضع قدمًا فوق الأخرى ولم يصدر عنها ولو كلمةٍ واحدة..
تنهدت عهود بحزن ودخلت غرفتها بيأس، بدلت ملابسها ثم أدت فرض المغرب بهدوء وسكينة..
جلست على سجادة الصلاة ورددت الأذكار وآية الكرسي فقد إعتادت أن تهمس بآية الكرسي بعد كل صلاة والمعوذتان..
شعرت بالنشاط قليلًا وعَلَا زئير معدتها جوعًا..
خرجت بهدوء، فرأت والدتها مازالت جالسة لم تتحرك من محلها..
ابتسمت لها عهود وهي تتجه نحو المطبخ وقالت:-
– ماما إنتِ أكلتي ولا أعمل حسابك معايا.
تسائلت ووالدتها بجفاء:-
– إنتِ راحة فين.
توقفت عهود وهي تستدير لها قائلة:-
– هجهز أي حاجة أكلها .. أصل بعيد عنك يا نوجا حاسة إن ميته جوع مأكلتش أيّ حاجة من الصبح..
وقفت والدتها وهتفت بما جعل قلب عهود يتوقف هدرًا:-
– إنتِ ملكيش أكل هنا ولا لقمة، وأبوكِ سحب مصروفك وبطاقة إئتمانك أبوكِ سحبها.. وملكيش عندنا ألا قعدتك.
تطلعت بها عهود بأعين متسعة جاحظة بصدمة فأكملت الأخرى دون شفقة:-
– اشتغلي وأكلي نفسك واصرفي على هدومك دي، لكن أبوكِ قال ولا قرش واحد من فلوسه هتروح على الهدوم دي.
خرجت شقيقتها وألقت بكلام كان كوقع الخنجر على قلب عهود:-
– أوعي تفتكري إن ربنا هيغفرلك إللي كان قبل كدا بمجرد ما تلبسي اللبس ده، إنتِ ناسيه إنك كنتِ بتلبسي قبل كام سنة زيك زيّ ولا أيه يا شيخة العرب.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية عهود الحب والورد)

اترك رد

error: Content is protected !!