روايات

رواية صفعات القدر الحاني الفصل الثامن عشر 18 بقلم عائشة حسين

رواية صفعات القدر الحاني الفصل الثامن عشر 18 بقلم عائشة حسين

رواية صفعات القدر الحاني البارت الثامن عشر

رواية صفعات القدر الحاني الجزء الثامن عشر

صفعات القدر الحاني
صفعات القدر الحاني

رواية صفعات القدر الحاني الحلقة الثامنة عشر

عادت لبلدها ،تتمنى رؤيته… دخلت الشقة بضعف وأعين ذبيحه لكنها لم تنسى ان تعلق نظراتها بالأعلى علها تلمحه…… .لكن يبدو أن كل شئ تأأمر عليها… ..
تعلم جيداً سر اصرار يوسف أن تُقام الخطبة بمنزلها هنا ،يريد كسرهما معاً ،يريد أن يتغذى على نظرات الحزن في عينيه ،يتباهى بإمتلاكها أمامه…
الشقه على قدم وساق… .ارسل يوسف من يهيئها لحفل الخطبه…
حتى هي ارسل لها فستانا فخماً وطاقم كبير
متخصصين لتزيينها… .
جلست بإستكانه تحت الايدي التي تتفنن في مداراة ارهاقها وشحوبها ،لكن هل تستطيع تلك المساحيق إخفاء نظرة الحزن بعينيها…
تعالت اصوات الموسيقى ،وفي الأعلى دخل حجرته يجوبها كأسد جريح… .ينزف في شباك صيادة… روحه تكاد تفارق جسده… .
وبالخارج كان ياسين يجلس بحزن… .وإيمان دموعها تنهر على حالة سيف منذ أن سمع الخبر… أدهم يحتله نفور غريب وغضب جعله يحتد على رقية أكثر من مره… .
ساقوها كشاة للذبح ،… استقبلها بضحكتة الخبيثة الماكرة ،شملها بنظرات جريئة متفحصه تجردها من ملابسها وتعري روحها… …
اقتباس… ..
ارتدت خاتم في بنصرها الأيمن لكن مابالها تشعر به يحتل رقبتها لا إصبعها ،… لم تعد تشعر بشئ خدر يسري في كامل جسدها ادراكها يقل وذاكرتها تهفو للبعيد القريب ،… أذنها صُمت عن المباركات… لم تعد تسمع الا صوته وهو يهمس بحرارة
-مبروك يانونه ..
عضت شفتيها بحسره ،تحبس دموعها قسرأ… .
انتفضت حينما امسك يوسف بكفها طابعا قُبلة… ليهمس بفحيح ونظرات متألقة بظفر لعين
-مبروووك ياقطتي ..
هاجمتها ذكراه بشراسه… .لفحتها انفاسه حتى ظنت انها تعاني من جنون وخبل ،هل ماتعانيه الان يسمى هروب من الواقع… مابالها كلما تطالع الوجوه لاترى سواه… وجهه ونظراته العاتبه تحتل كل الوجوه… .ارادت الصراخ… لكن.. لم تعبر الصرخة حدود شفتيها… ربما تعاني من زعراً مماثل… .زعر من أن تنطلق ولا تجد مجيب… استأذنت هي بحاجه للأكسجين لكن الأكسجين الخاص بها لم يكن إلا صورته الموضوع تحت وسادتها وملابسه المفروده على فراشها… .
************
اتكأ راجى على حائط سور الشرف الواسعه المطلة على الحديقة الخلفيه للمنزل ،قطف زهرة نعنان غسلها بالماء ثم وضعها بكوب الشاى ..ارتشف متلذذاً… بطعمه لتأتي ياسمين من خلفه قائلة بعتاب حاني
-هو أنت مدمن شاي… .أنت تقريبا شارب ست كوبايات ..
استدار مبتسماً يرفع لها الكوب قائلا ليُغيظها
-الشاي بالنعنان لايقاوم… جربيه .
زمت شفتيها قائلة وهي تقترب منه
-لا مبحبوش…
اتكأت على السور ..ليوازيها هو… قائلا بإهتمام
-مقولتليش ايه أكتر كتب عجبتك …؟
ابتسمت ياسمين قائلة وهي تستدير واضعه يدها على حائط الشرفة
-صراحة الديني أكتر شويه…
ضحك راجي مُردفاً بغبطه
-أمال يابنت الشيخ ..هما مش بيقولو بردو ابن الوز عوام…
ادار راجي وجهه للطريق ليلمح قاسم يسير فناداه قائلا ببشاشه
-قاسم… .
دق قلبها بقوة حين سمعت اسمه ،تسابقت انفاسها بإنفعال وهي تلمحه يرفع راسه إليهم ،التقت النظرات لتسارع هي وتخفضها…
لوح له قاسم بإبتسامة اغتصبها من بئر اوجاعه ،كرر راجي ندائه المصحوب بطلبه
-اطلع يلا ..
هتف قاسم برفض وهو يمنع نظراته عنها بصعوبه
-لا ..متشكر ياراجي مشغول…
اهداها نظرة خاطفه ،
هل ازدادت جمالا ،أم انها جميلة من قبل ،
اخفض قاسم رأسه ينهر نفسه ويلومها ،يسارع بإستغفار يغسل به خباثة افكاره ،
رغماً عنه لا يستطيع نسيانها ،رغماً عنه روحه تتوق لها…
افاق من شروده على صرخة قوية باسم راجي…
هرول ناحية المنزل ..قلبه يقصف كدوي الصواعق ،يتلبسه القلق… .وصل للشرفه ووجده ممدداً شاحب الوجه…
وبعد مده طويلة جلس راجي وياسمين أمام حجرة الفحص التوتر والقلق يتأكلهم…
خرج الطبيب من الحجرة يسير بإتجاه حجرته فتبعه قاسم بعد أن القى نظرة على حجرة راجي التي امتلئت بالأطباء والاجهزه… تبعته ياسمين بوجل… انفاسها تختنق ببطء….
جلس قاسم امام الطبيب متسائلا بفزع وقلق
-هو في ايه يادكتور…؟
وقفت ياسمين عند مدخل الباب تستمع للحديث بإنتباه تام ..
القى الطبيب نظرة طويلة خص بها ياسمين ليعود بإنتباهه لقاسم قائلا بجمود
-الوضع خطر جداً… .والحالة صعبه… حتى الجراحه بقت صعبه .
عقد قاسم حاجبيه مردداً بحيرة وذهول
-جراحة ايه ووضع ايه… ؟
اجابه الطبيب وهو يتلاعب بسماعته
-للاسف راجي في المرحلة الأخيرة من السرطان والمرض انتشر فكل جسمة .
كتمت ياسمين شهقتها الملتاعه بباطن كفها ،دارت بها الأفكار… .لترسو بها على شاطئ الأجابات… .
اجابات لاسئلة لطالما اغدقتها عليه…
ليه كل المسكنات دي… ؟
ليه الشاي والقهوة ..؟
ليه العزله اليومية الطويلة ..؟
كان يعاني فيجد فالمسكنات ملاذه ونجدته ،والمنبهاات الكثيرة التي يتحمل بها الألم… وشحوبه المفاجئ الذي ينعزل بعده في حجرته لساعات…
صعق قاسم من كلام الطبيب ،الصدمة انهالت عليه بمطارق حديديه… .ليردد بهذيان
-سرطان… راجي ..
هرولت هي ناحية حجرته .تعلقت عيناها بجسده المسجي لا حول له ولاقوة… اصوات الاجهزه كنواقيس الخطر… انهمرت دموعها… الآن تبدلت الصورة فلا تراه إلا والدها… نعم تبدلت صورته لصورة والدها… ستفقد والدها مره آخرى… ستعاني الحرمان مره آخرى… من استندت عليه يتلاشى كحلم…
وقف بجانبها قاسم يراقبه… لقد قسى عليه كثيرا وحمله ذنب شهامته وصونه لعرضه… عامله بقسوة بينما ردها هو بإبتسامته التي لاتفارق محياه… لطالما كان متفهماً… طيبا…
هل سيخسر قاسم راجي ..؟ هل كتب عليه ان يفقد كل من يحب… ؟ مابال الوحده تلتصق به وتتخذ منه ملجأ وملاذ… .
همس قاسم ومازالت عينيه معلقه بصديقه
-يلا ياياسمين نمشي ..
هتفت بثبات وهي تكفكف دموعها
-مش هسيبه ..
عاد ليهمس بتوسل
-ياسمين
قاطعته بشراسه وعناد قائلة وهي تقر حقيقة
-امشي أنت ياقاسم أنا مش هسيب جوزي .
ضغط قاسم شفتيه بقوة… .رغم مايحدث لكن الكلمة تذبحه ،ابتعد عنه جالسا يدفن وجهه بين كفيه ..يلوم عناده… وفي ابتعاده عن صديقة لقد تركه فريسه للمرض… .دون مواساه… .في حين كم من المرات انقذه هو من عقبات ومشاكل ،في الغربه كان نعم الصديق… ونعم السند ..
اه ياقاسم كم ذنباً ستجلد روحك عليه… ؟
*************
اليوم هو حفل عمرو وإيمان ،امتنع ياسين بقوة عن الحضور فيما اضطر سيف للحضور إشفاقا بمن رباها فهي لا ذنب لها… .
ارتدى حلته الرسمية التي زادته وسامة وبهاء ..وخرج تحت انظار ياسين الممتعضة ..
بحث ياسين عن طعام فلم يجد فقرر الخروج واثناء هبوطه سمع صوتها الراجي المصحوب ببكاء
-حرام عليك امشي بقا .
اجابها بفحيح وهو يقبض على مرفقها
-هتروحي معايا ولو شوفتك بتكلميه أقسم لاقتلك واقتله… .
زاد انهيارها وتحولت نبراتها لاشبه بالصراخ
-امشي… مش هكلمة… هو اصلا مش طايق يشوفني فارحمني بقا .
دفعها يوسف قائلا بشراسة فيما كانت عيناه الخبيثة تمشط جسدها برغبة
-عشر دقايق وتكوني تحت فاهمة ولا لا .
همست بنحيب
-حاضر حاضر… .
غادر وتركها أمام الباب ،ليهبط ياسين ببطء يتأملها بدقة ،انطفأ نور وجهها وذبلت ،وزنها انخفض بدرجه ملحوظه ونظراتها التي رفعتها إليه من يراها يظن أنها تعاني من خلل ما… في عقلها
همست وهي تكفكف دموعها
-ياسين… .
رغما عنه شعر بالشفقة تجاهها،نظراته اشتعلت بألم… وهو يرى ارتعاشة جسدها… .ترى لو رأها اخوه ماذا سيفعل… ؟يعلم أن سيف مجنون بعشقها… ..
انكمشت تخاف أن تلمح بعينيه نظرات النبذ التي تلاحقها من والدها ووالدتها واخوها… .تحرجت شفتيها تريد أن تستعطفه برجاء الا ينظر اليها هكذا لكنها ابتلعت كلماتها واستدارت ليستوقفها هو بسهم مسموم مازاداها الا وجعاً
-ابعدي عن سيف ياهنا… مش مستعد اخسره علشانك… أنتِ وخطيبك المريض ..
تشبثت بالباب تستمد منه القوة ،لتهمس بصوت متحشرج ضعيف
-متخافش ياياسين أنا اكتر من حريصه عليه ..؟
عاد للأعلى ،بداخله يشعر بتأنيب شديد لقسوته لكن ملامح وجهه المتجهمة لاتعكس سوى النفور والكرهه لها .
دخلت الحفل تتأبط ذراعه ،مشتته متخبطه مابين رغبتها في رؤيته… ورغبتها في الابتعاد خوفاً عليه ،انسحب يوسف مرغماً بعد الحاح من متطفل على الهاتف… هو ينعته متطفل غبي وهي تراه منقذاً لها… .واخيراً رأته… واقفاً بشموخ كما عهدته… خلا المكان الا منهما ..
والتقت الأعين في حديث طويل مبهم لايحل شفراته سواهم… اختلفت ابجديتهم مابين عتاب ولوم شوق… .لمحه خفيه من الحزن ااطفأت بريق الشوق المشتعل في كليهما…
انتزع عينيه راكلا ذاك الشوق الذي ينحره… وانجرف في تيار غضبه… .التقط نفسا طويل كطول لياليه بدونها…
غريب هو القلب حين يعشق يعجز عن الكره ،يعود نابضا من جديد وكأنه لم يعاني قط…
امسك بعبث وعدم انتباه قطعة حلوى دسها بفمة علها تطغي على مرارة حلقه…
لتهمس هي من خلفه ببساطة وقوة جاهدت لتُخرجها
-اعتقد هتأذيك… .بسبب التحسس
اغمض عينيه ينفض رائحتها العبرية عن انفاسه ،هذا ماكان ينقصه قرب مهلك يتوق له وبشده
عدة انفاس التقطها ليستدير بحدة غلبت شوقة
-لا متقلقيش… خليكِ أنتِ فنفسك .
دمعاتها تشبثت بأهدابها المتراقصة ،لن تفوت على قلبها وعينيها ذلك القرب ،تأملته بوله وشغف ،طافت على ملامحه بجوع… .فيما كان هو يشيح متمالكا نفسه يحاول تفويت نظراتها حتى لايخضع لها…
ابتسمت بعاطفة غلبتها لتهمس بتقطع وصوت زينته نبرة البكاء
-الدقن حلوة أووي… .
جذب انظاره سحر تلك اللحظه لتتعلق انظاره بها لثواني ،قطعتها دخول الآخرى… ليبتعد عنها متصنعا التجاهل لكن وحده يعرف انه يتجاهل شوق لو ترك له العنان لخطفها من بين الجموع واذقها اياه متفنناً مستمتعاً راغباً
تابع أدهم مايحدث بنظرات صقرية غاضبه… وحينما لمح رقية واقفه تضحك اتجه اليها هاتفا بغضب اعمى تلبسه
-ايه الي أنتِ لبساه ده… ؟
القت رقية على نفسها نظره سريعه ،لترفع له نظراتها وقد شحب وجهها… هامسة ببوادر دموع
-ايه… ؟
زاد غضبه المجنون وغروره الزائف… ليعاود القول
-أنا مش قولتلك متختاريش حاجه بنفسك .
ابتلعت ريقها وهي تتطلع حولها تخشى ان ينتبه لها أحد… حاولت الكلام فمنعتها إيمان وقد القت بوجه ادهم نظرة زاجرة
-ايه ياأدهم… .أنا الي اخترته…
تنهد أدهم وهو يقيمهم بنظرة ساخره وبعدها هتف موجهاً كلامه لرقيه التي طأطأت بإنكسار
-يلا… .هروحك .
اتسعت عيناها وقد فقدت قدرتها على التمييز ،يريدها أن تجلس وحدها بالمنزل حتى لا تقلل بظهورها من قيمته ،
قطع هتاف ايمان الغاضب استرسال افكارها المتدفق عبر صفحه وجهها الشاحبة
-جرى ايه ياأدهم… .لو مشيت وخدتها مش هكلمك تاني .
ابتعد أدهم عنهم فيما ربتت إيمان على كتف رقية مواسيه بحنان
-معلش متزعليش هو تعبان ومتضايق علشان سيف وكمان ياسين ورفضه للحضور ..
اومأت رقية بتفهم لكن داخلها يصرخ الما لقد حطم سعادتها ،ونثر شظايا قسوته حولها ،سلبها الضحكة… استأذنت مبتعده تجلس بعيداً تتابع من بعيد بخجل…
همس يوسف وهو يميل على هنا
-حلوة المزة الي مع سيف دي…
اشاحت هنا متأففه ،ليقترب منها يوسف أكثر هامساً
-شكل القضية منفعتش .محتاج حاجه اقوى… شتيفه عايش حياته ولا واحد هيتسجن بعد فترة
حبست موعها وهي تتابع الاشاحه ،فيكفيها رؤيته بعيداً عنها… .
وفي الجانب الأخر كان كان سيف يهمس لجهاد بإمتنان
-متشكر أنك جيتي ..
ابتسمت جهاد بود قائلة
-لا ازاي انا بحب المناسبات السعيدة جدا ،…
طال الحديث المجتذب للضحكات والهمهمات الخافته… لكن في ظلام ذلك البعد كانت روحيهما تتعانقان… تتوحدان بشعور واحد وهو الاشتياق ..
***********
اجتمع الثلاثة منتظرين… وصول جهاد… .فتحريات بدر ومراقبته لشريف المسمرة والدقيقة وضعت ايديهم على عدة خطوط… .ولكن يحتاجون مساعدة أمل… ليصلو لعقر داره
وقفت أمل تتطلع لجهاد ومن بجانبها بتوجس ،تثاقلت خطواتها لكن جهاد حستها بقوة حين نادتها
-امل…
تقدمت أمل تجاههم بملامح جامدة لاتوحي باي تعبير… .رحبت به بإقتضاب ثم جلست متسائلة
-خير ياجهاد…
ابتلعت جهاد ريقها بصعوبه لتردف بعمليه
-بصي يا أمل ده بدر ضابط شرطة وده سيف… مدرس لغه عربيه
تاهت امل واختلطت انفعالاتها ،مابين الترقب الحيرة والحزن… .لتواصل جهاد
-احنا محتاجين مساعدتك .
هزت امل كتفها مستفسرة بحيرة
-فأيه… .؟
ليقطع بدر حديث جهاد ويتطلع لأمل قائلا بحذر
-نوصل لجوزك .
انتفضت أمل صارخه بإستنكار
-نعم…
اضاف بدر بصبر يحسد عليه
-جوزك متورط فقضية اغتصاب طالبه ،الي اتهم فيها الاستاذ سيف ظلم ..
لم تظهر الصدمة على ملامح أمل مماجعل بدر يشك ناحيتها انها تعلم ما يفعله زوجها
هتفت امل وهي تقبض على حقيبتها تضم قبضتيها بقوة وكأنها تنازع
-أنا دخلي ايه… أنا بعيدة عنه من فترة وجهاد عارفه .
اجابها بدر ببرود
-اقدر اعرف انفصلتو ليه ..؟
صاحت امل برفض وغضب
-أنت مال حضرتك وبعدين هو تحقيق ولاايه ..اعتقد دي خصوصيات…
همت جهاد بالحديث فأشار لها بدر ان تصمت ..لانه بحكم عمله ..يستطيع اداره الحوار بحنكة ويخضع أمل بسهولة
هتف بدر وهو يميل للأمام
-واضع أنك تعرفي حاجه بدليل متصدمتيش لما عرفتي…
تلعثمت أمل وارتبكت نظراتها ،… ليهتف سيف بشئ من الاستعطاف
-لوسمحتي لو عندك معلومة او شئ هيفيدني ياريت تتكلمي ..أنا مستقبلي ضاع بسبب جوزك ترددت أمل وتلحفت بالصمت تصارع الحقيقة بالوهم… لتحسم امرها قائلة
-أسفه ..معنديش معلومات… وانا مش هقدر افيدك ..ربنا معاك .
نظرت لها جهاد بخيبة .ليردف بدر بحده
-سكوتك… وامتناعك عن مساعدتنا… هيضيع بنات كتير… بس أنتِ الي تقدري تنقذيهم ..
هزت راسها العنيد قائلة بضعف
-ربنا معاهم ..
استدارت لتغادر فصفعتها جهاد بحقيقة
-ممكن فيوم تكون في مكانهم وحده من بناتك ياأمل .
ارتجفت أمل من حديث جهاد ،تسمرت مكانها تجاهد دموعها ..وهاتف داخلها يكاد يصم أذنها
-بناتك… .
طرق بدر على الحديد وهو ساخن
-يمكن مساعدتك لسيف وبنات كتير تكون سبب فإن بناتك ربنا يبعتلهم الي يحفظهم ويرجعولك ..
فردت كفها على صدرها تحاول منع شهقاتها من الخروج… .غينيها غايمة بدمو تحبسها تمنعاً…
بتثاقل خطت ..لتستدير بعدها وتجلس قائلة وهي تكفكف دموعها
-ايه المطلوب مني بالضبط…
تبادل الثلاث نظرات الظفر… .وبداو في سرد تفاصيل خطتهم… بعدما ادلت امل بشهادتها ،واعترفت بكل ما رأته وسمعته من زوجها ..،
**************
مااثقل على نفسها من أن تقدم جسدها له. ،تكرهه ،لمساته تشعرها بالنفور… لكن ماباليد حيلة ،ستتحمل لأجل بناتها… .
دخلت الشقة جابتها بنظرة كارهه… ثم دخلت لحجرتها… .بدلت ملابسها بآخرى فاضحة .لطالما عشق هو تلك الملابس واكثر من شرائها… .رشت عطرها بسخاء حتى تطغي تلك الرائحة على رائحته فلا تشتمها… ..انتهت من تزين جسدها كدميه… ثم خطت للمطبخ تعد له الطعام…
دخل الشقة ليصطدم بظلام دامس إلا من نور بعض الشمعات على السفرة…
فتح الاضاءة ..ليتبين ما يحدث حوله…
روائح تلف عقله ..
اضاءة شموع ..
واخيرا… هي تقف امامه متخصره… قيمها بنظرة طويلة تحوي باطنها الانتصار فاخيراً عادت له مرغمه… .
اقتربت منه في دلال وخطوات مدروسه ،… تعلقت برقبته قائلة وهي تكور شفتيها بغنج
-وحشتني…
انزل ذراعيها قائلا بحده
-دلوقت افتكرتي…
كورت شفتيها هامسة بدلع
-اخص عليك ..يعني أنت سألت .
اجابها بابتسامة ماكرة وهو يمرر انامله على وجنتها هامساً
-تؤتؤ أنتِ الي مشيتي بنفسك… .وبردو ترجعي بنفسك… وأنا عارف هترجعي لأن مالكيش مكان غير هنا .
اشتعلت عيناها بحقد وارته خلف ابتسامة باهتة نازعت لتخرج…
لفت ذراعها حول ذراعه وسحبته للسفرة قائلة
-يلا بقا متضيعش الليلة في العتاب… خلينا نرجع الي فات .
ابتسم وهو يأكلها بعينيه مردفاً بسعادة
-ماشي ياأمل… وأنا بردو مبحبش العتاب ..
تسائل وهو يجوب الشقة بعينيه
-أمال فين البنات… ؟
اتجهت للطعام قائلة
-طبعا نيمتهم ..أنا عايزه نكون لوحدنا ..
ابتسم بمتعة وهو يجلس بجانبها قائلا وهو يطبع قبلة على ظاهر كفها
-لا أحنا اتغيرنا أوي ياأمل ..
مالت عليه بدلال قائلة بنبرة متقطعه من يسمعها يظنها تأثراً لكنها نبرة نافرة يملئها القهر
-عرفت غلطتي يا حبيبي… وبحاول اهو اصلحها ابتسم
مال شريف عليها يُقبلها برغبه ،ابتعدت تمنعه من الاسترسال فرغبته تلك ماتزيدها الا نفوراً وتثير غثيانها…
-الاكل هيبرد ياشريف .
همس وهو يعاود تقبيلها بإلحاح
-بعدين بعدين… ..
وبعد مده طويلة ..تسحبت من الفراش… فأخيراً المنوم قام بعمله… القت عليه نظرة طويلة مر معها شريط ذكرياتها… امام عينيها الدامعة… اطلقت تاوه عالي وبعدها… ذهبت للحمام عل رزاز المياة يطهر دنس لمساته… ..خرجت بعدها وارتدت ملابسها… اتجهت ناحيه خزانته واخرجت اللاب توب… واتجهت للكومود سلبت الهاتف ..وحين حاولت المغادره ..بريق لامع جذب انظارها اقتربت بحذر وحيطه لتكتشف انها فلاشه صغيره… .
تذكرت كلام بدر وتوصياته
*اي فلاشه… .كمبيوتر ميموري… واحد زي شريف اكيد مأمن نفسه بطريقة ما *
اقتربت منه تكتم انفاسها هلعاً ..خلعت عنه الفلاشه وخرجت راكضة…
استقبلها بدر البناية ..فتح باب السياره واشارت له قائلة
-يلا…
امتثل بدر لحديثها وصعد السيارة مديراً محركها وغادر على وجه السرعة.
*******
هي اختارت أن تتحمل ،مرات من اخويها ومرات منه ،… .احساس النقص بداخلها دفعها لأن ترضخ… وماالفرق بينها وبين من باعت نفسها… ….تلك الليلة خرجت تتفقد فرحة لتصطدم بحيثم معاً… .لكنها تناست وغفرت مرجحه أن فرحة لعوب ربما هي من أخطأت في فهم أدهم… لذلك سامحت ،… .وكأي حبيبة غبية رسمت زهور الحب… قبلت بسذاجه مايغدقه عليها… غرقت في الوهم حتى كادت تُسلب انفاسها…… استعدت للذهاب معه ..لحفل يخص عمله… قيمها بنظره راضيه وبعدها غادرا .. طوال الطريق تلحفو بالصمت… هي تطالع الطريق من نافذتها وهو صامت شارد
وصلا اخيراً للحفل المقام في حديقة كبيرة… هبط أدهم من السيارة وتقدمها بينما هى تبعته ..واثناء سيرها وعدم خلو الطريق من العثرات… تعثرت ساقها المصابه وكادت تقع… .لولا ان تحاملت وتداركت نفسها… .تلعت اليها العيون وكثرت الهمهمات مما جعل أدهم يستدير ليراها تعدل من وضع حذائها…
تأفف اغدقه بوجهها ونظرات إحتقار احرقتها
-اووف ماتخلصي يارقية… .ياريتني جيت لوحدي… مكنتش ناقص عطله…
نهضت تتطلع حولها بخزي… تضم كفوفها لصدرها بألم… رمشت تستوعب من يكون هو ..؟… وماتلك القسوة التي تضج من اعماقه ..؟
قيد مرفقها بقسوة وجرها خلفه… .لتستوقفه اخرى غاضبه متزمته
-أدهم في ايه… ؟ اقف لوسمحت
توقف أدهم عن السير ورسم على محياة ابتسامة كعادته محييا
-اهلا مليكة…
فكت مليكة قيد يده وابعدته عنها فيما كانت عينيها تزجرانه بعنف
-بالراحة ياأدهم مش كده…
عادت لرقية الساكنه واحتضنتها ،في تطييب خاطر قائلة بود
-ايه القمر ده ..شكلنا هنبقى اصحاب .
اومأت رقية بصمت لتأخذها مليكة وتغادر بها للحفل محذره
-القمر ده هيقعد معايا طول الحفلة واياك تقرب منها .
لوح لها أدهم وهو يتأمل رأس رقية المُنكس بسخرية
-طيب… .ريحتوني ..
ارتجفت رقية خجلاً مما دفع مليكة أن تشفق عليها وتأخذها بعيداً قائلة
-تعالي روحي معايا الحمام… .
امتثلت رقية بخنوع ،فشعور واحد يسيطر عليها بقوة الا وهو الكسرة…
**************ً
صرخ يوسف بهياج ،
-رودي فين… .راحت فين .
اجهشت سميحه بالبكاء قائلة
-من ساعه ماخرجت مرجعتش
حطم يوسف الاكواب صارخاً بجنون
-ازاي تخرج هي متعرفش حد هنا… .
ضربت سميحه ركبتيها باكية
-ياترى أنتِ فين يابنتي ..؟
صعق يوسف من رنين هاتفه وامسكه مجيبا
-الوووو
-في بنت من الطلبيه الجديدة يافندم انتحرت
يوسف بغضب وذهول
-ايه…… دخل يوسف مكتبة واغلق خلفه… حتى تسمعه سميحه
-ازاي الطلبيه الجديده بتنزل شغل كده… بدون تدريب وتمهيد .
-البنت شكلهع دخلت مزاج البيج بوص واخدها وبعدين جبهالنا جثة ..
ضغط يوسف على خصلاته قائلا بغضب
-أنا هاجي واشوف ..
بعد دقائق كان يوسف داخل وكر التوريد… استقبله رجاله بتحية امتزجت بخوفهم…
تفقد يوسف المكان ،… .حتى وصل لمكان جثة الفتاة… كشفها أحد رجاله لتكون الصاعقة
-جحظت عيناه بصدمة وهو يمشط الجسد المسجي أرضاً بذهول… .تمتم بخفوت وألم
-رودي… رو…
تحشرجت نبرته واختنقت بألم ليندفع ناحيتها يجثو على ركبتيه يرفع جسدها ،ليفاجئ بجسدها عارياً تماماً… .ازداد صراخه وهو يضمها اليه معتذراً متألماً
-رودي… .قومي ياحبيبة خاله .
افاق يوسف من صدمته… غطا جسدها واستدار شاهراً سلاحه بوجه احد رجاله ..قتله ..واستدار لأخر وآخر على حين غفلة…
عاد لسيارته يقودها بجنون وهو يتمتم بوعيد
-أنتِ السبب كل ده بسببك ،مش هسيبه ولا هسيبك .
***********
افاق راجي قليلا فتهللت اسارير ياسمين واقتربت منه هامسة
-ايوه كده خلي الشمس تطلع ..
اهداها ابتسامه حنون…
كالمعتاد حين يحتدم الصراع ،وتكتمل أضلاع المثلث… وتحتار العقول وتتخبط المشاعر ..هنا يكون للقدر رأي آخر ناهي شافي… .صفعة باطنها الرحمة وظاهرها الألم…
بإبتسامة قل ماتخلى عنها همس وهو يقربها منه
-خلي بالك من نفسك ..وحافظي على الي جواكي…
كتمت شهقاتها بباطن كفها فيما كانت دموعها تهبط على وجهه وكأنها تواسيه… .لتمس برجاء وقد احتوته بنظراتها
-متتكلمش كتير…
وبنفس الابتسامة ونفس الدفء العجيب أغمض عينيه وهو يتمتم بخفوت
-خلاص مش هتكلم… .
كررت الهمس لكن تلك المره بخوف… .ليكن الجهاز اسرع رداً… نقلت نظراتها بينه وبين الجهاز عسى أن تكون تحلم… لكن دخول الاطباء وهتافهم الجاف حسم الأمر ..
-البقاء لله
هرب رامي وتركها ،نعم… .أعد للزفاف وبعدها هرب… .جلست بإنهيار على أحد الآرائك…
اختلفت نظرات المدعوين
-مابين مشفق ،وحزين .،وشامت… .
جاء والدها قائلا بخيبة
-دورت عليه فكل مكان فص ملح وداب…
اجهشت نجوى ببكاء مرير
ليصدع صوت المأذون مستنكراً
-ها لسه ولاايه ..
تقدم والد نجوى ناحيته قائلا بألم ومرار
-اتفضل أنت يامولانا مفيش جواز…
لملم الشيخ أغراضه وغادر فيما اشارت والده نجوى للمدعوين بحدة
-اتفضلو… مفيش جواز
بدأ الجميع بالانسحاب ،… لتتجه الأم ناحية زوجها معنفه
-اهو الاهبل الي قولت عليه فضنا… .مرمغ كرامتنا فالأرض… كزت الأم على أسنانها مضيفه
-اه ياناري ..لو اطوله… .الواطي .
ضربت نجوى على رأسها مولوله
-يالهوي يالهوي… .
جلس الأب على الكرسي هامساً بألم
-بقا كده يارامي عملتها فينا ..
صمت الجميع على أثر دخول الشرطه المنزل هاتفين بحزم
-نجوى فتحي الشيمي…
هزت نجوى رأسها بالموافقة ليتابع الضابط قائلا
-حضرتك مطلوبه… فالقسم
هرولت الأم ناحيته مستفسرة
-في ايه ياحضرة الضابط… ؟
اجابها الضابط برسمية
-هناك هتعرفو……
تقدمت نجوى قائلة بخجل
-ممكن اغير هدومي .
اشار لها الضابط بالموافقة ،لتخرج لهم بعد دقائق… ..اتجهت معهم فيما تبعها والدها الذي توشح بالصمت ووالدتها التي لاتفك عن الولوله والصراخ .
ادلت نجوى بشهادتها كاملة ،فماعادت تخشى شيئا… ظهور اسمها من ضمن المجني عليهم فضح سترها بالاضافه الى الفيديوهات التي تم تصويرها لها…..
ظهرت براءة سيف من كل مانسب إليه…… احتضن ياسين سيف مهللاً
-مبرووك… .
همست له بجهاد بعيون لامعه
-مبرووك ياسيف…
ابتسم لها سيف بإمتنان قائلا
-الله يبارك فيكِ مش عارف اشكرك ازاي… .لولا وقوفك جنبي مكنتش هطلع منها
هتفت جهاد بسعادة
-دا واجبي… ياسيف ..وربنا دايما مع المظلوم.
اقترب أدهم واحتضن سيف بقوة مهنئاً… لتزوغ عينيه عليها…
-نعم هي… .مصدر عذابه ..هل علمت ببراءته واتت لتهنئه… ؟
التقت عيناهم في حديث صامت لايخلو من دموعها… .
ابتسم لها بسخرية مريرة لكنها بادلته ابتسامته باخرى محبة عاشقة… واعتذار صامت التقطه من بين شفتيها المتحركة بإرتعاش…
أغمض عيناها يأخذ نفساً عميقاً… وحين فتحهما لم يجدها… جالت نظراته بالمكان بحثاً عنها فلم يجدها… .استأذن منهم… وبخطوات سريعه …لحق بها… يجدها تصعد سيارته… تنهد بألم… وقد تذكر انها ماعادت له بل لغيره .
صدع صوت ياسين من خلفه متسائلا
-سبتنا ليه وطلعت…
شيع سيف السيارة هامساً بألم
-هنا كانت هنا…
ردد ياسين الاسم بحزن وغموض
-هنا…ربنا معاها
استدار لها سيف متسائلا بشك
-تقصد ايه ياياسين .
ابتلع ياسين ريقة وادار الحديث قائلا
-ياعم مفيش… .
رنين هاتف سيف قطع تبادل الحديث بينهم ،ليهمس سيف بدهشة وهو يرى المتصل
-دي هنا… ..
سارع ياسين بالقول بلهفه
-رد… رد….
فتح سيف زر الرد مترقباً ليصله صوت صراخها المصحوب بألم
-سييييييييييف ..سيفففففف
افتحي… هحسره عليكي ياقطة… .
زاد صراخها مما جعل سيف يهتف بجنون
-هنا ..هنا… .هنا…
-الحقني ياسيف……
خفت صراخها وساد الصمت إلا من فحيحه الشيطاني
-مش تقولي مبروووك ياسيوفي… .اصلي قررت ادوق… .واسبلك العظم…
صرخ سيف بجنون وهو
-سيبها ياابن… .
قهقه يوسف قائلا بقهر وغل
-لاانا ابن حرام ..يعني أتوقع مني اي حاجه… اولها أني اخد حبيبة القلب واخليك تسمع بودانك… .
هتف ياسين وهو يراقب صراع أخيه
-في ايه… ؟
اقتربت منهم جهاد متسائلة وقد وصل لمسامعها صوت صراخ سيف
-فى ايه…
لم يرد سيف وظل ملصقاً الهاتف بأذنه
-سيييف الحقني… .لا حرام عليك… .
هتف يوسف بفحيح
-دي اول حاجه البلوزة الحلوة .
زاد غضب سيف وبدأ يدور كأسد مطعون… وفجأة توازت لدى مسامعه صرختين واحدة بأسمه وأخرى باسمها… وبعدها أُغلق الخط ..
عاد ليصرخ سيف بجنون
-هنا… .هنا… .
اقتربت منه جهاد متسائلة بتوجش ورعب
-في ايه…
شرح لها سيف ماحدث .لتردف جهاد وهي تتجه لسيارتها
-يلا بينا على بدر… .
انحنى سيف بألم حين سمع ما اعترف به ياسين ومااخبرته به هنا…
طمأنه بدر قائلا بتفائل
-متقلقش… .بنعمل تتبع للرقم… هوخلاص وقع ..ابن التييت .
دقائق ودخل شرطي يخبر بدر قائلا
-في بلاغ بوجود جثة بنت… في عمارة (…… )
استعد بدر للرحيل ليأتيه هاتفاً آخر يخبرة بمكان تواجد الهاتف
هتف بدر بجمود وهو يتأمل ملامح سيف المترقبة وزعر ياسين
-المكان الي فيه جثة البنت ،والمكان الي اظهره التتبع واحد
انتفض سيف متسائلا وقد خارت قواه
-يعني ايه… يابدر… ؟
مسح بدر وجهه قائلا وهو يخفض راسه بأسف
-البنت ممكن تكون هنا .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية صفعات القدر الحاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *