روايات

رواية لا افهمك الفصل الحادي عشر 11 بقلم هدير محمد

رواية لا افهمك الفصل الحادي عشر 11 بقلم هدير محمد

رواية لا افهمك البارت الحادي عشر

رواية لا افهمك الجزء الحادي عشر

رواية لا افهمك الحلقة الحادية عشر

ركضت نهلة الى فاطمة و حضنتها و ظلت تبكي
– في ايه يا نهلة ؟
قالت بخوف و هي تبكي
* معاذ…
– ماله ؟
* حاول يغتصـ,ـبني !!
اتصدم معاذ مما قالته… نظروا لهم جميعًا
• انتوا بتبصولي كده ليه ؟! دي بتكذب… اقسم بالله ما مسكت ايدها حتى…
* كداب اوعوا تصدقوه… حاول يغتـ,ـصبني و قطعلي هدومي بالمنظر ده و كان هيكمل لولا اني استنجدت بيكم…
• انتي بتقولي ايه !! هو انا قربلتك اصلا… طالما انا عايز اغتـ,ـصبك اكيد كنت هروحلك اوضتك… هجيبك اوضتي ازاي ؟؟
* انت ناديت عليا على أساس نتكلم على ابن آسر… كنا وافقين قدام الأوضة و قعدت تبصلي بطريقة زبا*لة و بعد كده شدتني لجوه عشان تكمل وسا*ختك…
• انتي بتقولي ايه !! والله يا بابا مفيش حاجة من ده حصلت… انا لا ناديت عليها ولا شديتها لجوه… انا رجعت من بره دخلت اوضتي على طول…
* كداب… والله يا معاذ ما هسيبك تفلت بقذا*رتك دي…
• متخلنيش امد ايدي عليكي… انتي كذبتي الكذبة و صدقيتها !!
* اخرسوا انتوا الاتنين !!
قالها محمد بصوت عالي… صمتوا هم الاثنان… نظر محمد ل معاذ بغضب و قال
* اللي بتقوله نهلة ده حصل فعلا ؟
• يا بابا انا…
* رُد على اد سؤالي يا معاذ… هل فعلا حاولت تغتـ,ـصبها ؟
• اقسم بالله ما حاولت اعمل كده ولا جيت جمبها اصلا… انا لسه راجع من بره و قاعد هنا بغير هدومي… دخلت عليا و هي بالشكل ده و قالتلي أنا آسفة و بعد كده صرخت…
* صحيح الكلام ده يا نهلة ؟
* لا محصلش… كنا بنتكلم قدام الأوضة من بره هو شدني لجوه غصب عني و بعد كده حاول يلمـ,ـسني !!
• انتي بتقولي ايه !!
* ده اللي حصل… و قطعـ,ـت هدومي عشان تكمل… والله يا معاذ ما هسكتلك…
غضب معاذ كثيرا و اقترب ليضر*بها لكن منعته امه
* شايفين… عشان فضحتـ,ـه قدامكم كمان عايز يمد ايده عليا…
• فضحـ,ـتي مين يا زبا*لة… نسيتي نفسك ولا ايه… شكلك نسيتي الواد اللي كنتي ماشية معاه و انتي على ذمة آسر !!
* و انت نسيت البنت اللي كنت معاها و صورتك يا و*سخ…
• كلمة تاني هحط رقبتك تحت رجلي و مش هسيبك تخرجي من هنا عايشة !!
* ده انا اللي مش هسيبك تعيش بعد اللي عملته دلوقتي… هطلع دلوقتي على اقرب قسم ابلغ عنك و ارفع عليك قضية… فضيحـ,ـتك هتبقى بجلاجل… هفضحـ,ـكوا كلكم !!
إلتفت لتذهب… امسك محمد يدها و اوقفها…
* استني… انا لسه مخلصتش كلامي…
وقفت و ظلت تبكي… و معاذ يستشيط غضبًا من تلك المحتالة
• يا بابا ابوس ايدك متصدقهاش… والله ما قربلتها !
نظر له محمد بقر*ف و صفـ,ـعه على وجه بقوة… تفاجئ معاذ من ضر*بته له… نظر له بعدم تصديق
* مكنتش اعرف اني معرفتش اربيك للدرجة دي… لسه لامم فضيحـ,ـتك مع لميس بالعافية و صدقت ما الحوار هِدى و الناس نسيت… بس الو*سخ هيفضل طول عمره و*سخ… وصلت بيك الجرأة تحط عينك الو*سخة دي على بنت عمك !!
تغلغت الدموع في عين معاذ و قال بغضب
• يعني تصدقها هي و متصدقنيش انا ؟
* عشان عارف انك و*سخ و بتاع بنات… غلطت لما منعت آسر انه يربيك… بس انا هربيك…
• دلوقتي عرفت ليه آسر بيكر*هك… بيكر*هك لانك عمرك ما وقفت في صفه… حتى دلوقتي بتكرر اللي عملته معاه معايا انا… بتكذبني انا و تصدقها هي… و كمان بتمد ايدك عليا !!
* و اضر*بك بالجز*مة كمان و انت متقدرش تفتح بوقك بكلمة… اسمع يا ز*فت انت… قبل ما تتفـ,ـضح انت هتتجوز نهلة…
• نعم ؟!!
قالها معاذ بصدمة… ثم ضحك بسخرية و قال
• اكيد بتهزر… ارجوك متهزرش معايا تاني الهزار الرخم ده…
* لا هتتجوزها… يعني نتفـ,ـضح بسببك تاني ؟
• انا معنلتش حاجة… دي بتكذب والله…
* انا مش بكذب… والله لولا عمي كنت هفضحـ,ـك يا معاذ… مين قالي اني هتجوزك اصلا…
* هتتجوزيه يا نهلة… مش عايز الموضوع يكبر…
• عايزني اخد وحدة خا*نت اخويا مع واحد تاني و استغلت غيابه !!
* اخرس و بُص لنفسك الأول و بعدين اتكلم… بعد اسبوع هتكتب عليها رسمي…
• لا رسمي ولا عُرفي حتى… دي لو آخر وحدة على الكوكب مش هبصلها اصلا !!
اخذ الجاكت و قال
• قسمًا بربي ما هتجوزها… او*لعوا كلكم !!
مسك محمد يده لكنه سحبها و خرج مسرعًا… اخذ سيارته و ذهب… غضبت رغد و قالت
– بت انتي بتكذبي… معاذ معملش حاجة…
* لا عمل… هو فكرني زي العا*هرات اللي يعرفهم و هسلمله نفسي… متوقعش اني افضحـ,ـه قدامكم…
– لو اخويا فيه العِبر ف أنتي فيكي أكتر… لما تبصي لواحد تاني أثناء ما انتي على ذمة آسر ده يبقى اسمه ايه يا شريفة ؟
* رغد اخرسي !!
– مش هخرس يا نهلة… تعرفي لو طلعتي بتكذبي… محدش هيقدر يمنعني عنك المرة دي… جاتك القر*ف في معرفتك…
خرجت رغد… غضبت نهلة و كانت ستذهب ورائها… لكن محمد امسكها من يدها
* روحي على اوضتك دلوقتي لغاية ما اشوف الكلـ,ـب ده راح فين…
* و لو مظهرش هفضحـ,ـكم !!
* امشي دلوقتي…
ذهبت نهلة و دخلت غرفتها… ضحكت بشَر
* معلش يا معاذ… بس انت فرصتي الاخيرة… مش هسيبكم ولا هخرج من هنا غير لما اخد اللي انا عيزاه !!
– تليفونه مقفول…
* خلاص يا فاطمة…
– خلاص ايه… ده ابني و مستحيل يعمل كده… هو غلط مرة بس بعد كده اتعدل و بقا كويس… و بقا بيشتغل في الشركة لوحده… البنت دي بتكذب…
* يعني هتكون قطعـ,ـت هدومها بنفسها ؟
– ايوة تعملها… متنساش ان نهلة دي هي نفسها نهلة اللي كانت مرات آسر و خا*نته في عِز ما هو بيتعب و طالع عينه في شغله لمجرد انه غاب عنها كام يوم…
* هي هتعمل كده في معاذ ليه يعني ؟
– مغلولة و هتشيط انها لما اطلقت من آسر رجعت ابوها فاضية… فقالت تصطاد معاذ… دي بنت وحشة… و انا قولتلك اطردها من هنا في اول يوم رجعت في تاني…
* انا احترت… مش عارف اعمل ايه…
– تعمل الصح… ترجعلي معاذ و تراضيه… تلاقيه دلوقتي زعلان جدا لانك مصدقتهوش… محمد انا سكت كتير بس مش قادرة اسكت بعد كده… ضعيت آسر من ايدي و دلوقتي معاذ… هتعمل ايه تاني في عيالي ؟
* انا اللي بعمل ؟
– ايوة انت اللي بتعمل… عمري ما وافقت على حاجة عملتها لعيالي… سواء آسر او معاذ… دايما كنت بكون ساكتة و مش بتكلم… لان لحد اللحظة دي لسه بحاسب نفسي على الغلطة اللي عملتها معاك… ضميري بيأنبني لاني وافقت على معاملتك القا*سية لآسر… و معاذ دلوقتي… كنت فاكرة ان ده كله هيتصلح بعدين… بس كل يوم الأمور بتزداد سوء عن اليوم اللي قبله… آسر مش طايق يبص في وشي… حتى معاذ مقدرتش ادافع عنه… و هيكر*هني زي آسر… ارجوك كفاية يا محمد… انا عايزة عيالي الاتنين في حضني… مش عايزة امو*ت و هم كار*هِني…
* حاضر هدور عليه و اجيبه…
– ميتجوزش البنت دي… كفاية آسر اتخدع منها…
* لو متجوزهاش هتفـ,ـضحنا !!
– تتفلق هي و تغو*ر في دا*هية… ابني مش هيتجوزها لانه معملش حاجة… البنت دي تخرج من هنا و معاذ يرجعلي…
* قولتلك هدور عليه…
– و آسر كمان يجي…
* آسر مستحيل يسامحنا…
– هيسامحنا لو انت نسيته قسو*تك عليه و انا ابطل سلبية و اقف معاه هو و معاذ… محمد… زي ما هدينا كل حاجة… هنصلح كله اللي هديناه… و لو مختِلف معايا هطلق منك…
* تتطلقي ؟
– ايوة هطلق… اي نعم اهلي مش طايقين يشوفوني بسبب اللي عملته زمان… بس اهو ارحم ان اشوف الكر*ه في عيون عيالي الاتنين… انت مش حاسس باللي انا حساه… يعني ايه آسر يحب سهير اللي كانت شغالة هنا اكتر مني… بيقولها يا ماما و انا لا… و يعني ايه خالد صاحبه يبقى عارف كل أسرار آسر و انت متعرفش حاجة عنه… مش كل ده سببه احنا الاتنين ؟ احنا ايه دورنا كـأب و أم طالما ابني بيحب النلس الغريبة اكتر مننا ؟ لو ده كله متصحلش انا هطلق… حبي ليك عمره ما هينسيني كُره عيالي ليا… بقولك اهو… عيالي الاتنين يرجعولي !!
انهت كلامها و خرجت في الحال… وضع محمد رأسه بين يديه و تنهد بضيق و قال بحزن
* مش معقول على غلطة عملتها تحاسبني عليها لحد الآن و في عيالي كمان… يارب ارشدني للصح…
” ممكن تحضنيني ؟
اومأت له و حضنته… مسدت على شعره بلطف… دفن رأسه في رقبتها و يختلس رائحتها بإدمان…
” متبعدش عني…
‘ مش هبعد…
” مش هتبعدي حتى لو عرفتي اني جيت عن طريق الز*نا ؟
ابتعدت عنه و قالت بصدمة
‘ ايه !! قصدك ايه ب ابن ز*نا ؟
” محمد و فاطمة… اللي هم مفروض اسمهم بابا و ماما… كانوا على علاقة مع بعض قبل الجواز… و انا نتجت عن العلاقة دي… عشان كده بقولك اني ابن ز*نا… و ده من ضمن اسباب كُرهي ليهم…
نظرت له بصدمة… ضحك ساخرا ثم تغلغت الدموع في عيناه و قال
” تعرفي ان نهلة و انا متجوزها عايرتني بكده عشان حاسبتها على تصرفاتها معايا… حتى معاذ قالها في وشي… قولت اقولك عشان لما تتعصبي مني تلاقي حاجة تزعلني تقوليها…
‘ آسر…
” نبعد ؟
لم تعرف بماذا ترد… نظر للارض و ثم ابتعد من جابنها و نهض
” على العموم… انا مبسوط لاني عرفتك… سلام
توجه للباب و قبل ان يفتحه… حضنته رنا من ضهره و قالت
‘ لا متمشيش…
” مش انتي عايزة تتطلقي ؟ اهو ده سبب من ضمن الاسباب اللي هتشجعك اكتر للطلاق مني…
‘ لا مش عايزة اطلق… انا عيزاك انت…
” حتى بعد ما عرفتي كل حاجة ؟
‘ ايوة… متبعدش عني… انا بحبك…
” بس…
‘ آسر… كلنا بشر و بنغلط… انت بتحاسب نفسك لحد دلوقتي على ايه ؟
” بحاسب نفسي لاني ناتج علاقتهم… بحاسب نفسي لان من و انا طفل معيشتش زي اي طفل وسط عيلته… عيشت طول عمري منبوذ و مكر*وه منهم…
‘ بس هم ندموا و بيحاولوا يصلحوا غلطهم…
” بعد ايه ؟ بعد ما كبرت و لحد الآن مش عارف اعيش زي بقية الخلق…
‘ هتعيش… بس متضغطش على نفسك للدرجة دي…
” ياريتهم قلتـ,ـوني قبل ما اتولد… احسن من كل حاجة مريت بيها بسببهم…
‘ متقولش كده… يعني انت لو مش موجود… انا كنت هتجوز مين ؟
” تتجوزي اي حد احسن مني… و تعيشي معاه حياة طبيعية بدل ما انتي عايشة مع واحد مر*يض زيي…
‘ مفيش حد احسن منك… و انت مش مر*يض يا آسر… انت بس مش قادر تنسى… بس شكلك نسيت ان انا بحبك… و ياسين كمان بيحبك…
” انتي بنت كويسة و تستاهلي كل خير… تستاهلي حد يحطك في عيونه و فوق رأسه… مش قادر انسى مُعاملتي ليكي زمان ولا قادر اسامح نفسي حتى… ف سبيني ابعد بهدوء…
‘ لا… متبعدش… مطلبتش منك تبعد و مش هطلب… انت بتحجج عشان تسيبني…
” مش بتحجج… بس انتي مش هتعرفي تعيشي معايا…
‘ متبعدش عني بس و كل حاجة هتتصلح… متبعدش يا آسر…
أدرك آسر مدى تمسُكها به حتى بعد ما عرفت كل شئ عنه… كانت تحتضنه بقوة و تتشبس في ملابسه أكثر حتى لا يذهب…
نزع يداها من عليه و إلتفت لها… رأى دموعها تسقط من عيناها… مسحها بيده ف ابتسمت… حاوطت رقبته بيداها و نظرت داخل عيناه
‘ مفيش حد هحبه اد ما بحبك كده… نبدأ من جديد و انا معاك…
ابتسم و قرّبها إليه اكثر… اخد شفتاها في قُبلة لطيفة يُظهر فيها مشاعره تجاها… لم تبتعد رنا بل اقتربت أكثر… هذا الحب الذي تبحث عنه من زمن… هذا هو زوجها الذي تمنت دائما ان يكون لها فقط…
فجأةً ابتعد عنها… لم تفهم رنا سبب ابتعاده عنها الآن
‘ في حاجة يا آسر ؟
” مينفعش اقرب اكتر من كده…
‘ يعني ايه ؟
‘ يعني انا عايز اقعد لوحدي…
فتحت الباب و خرج… لم تفهم رنا كلامه… ذهبت ورائه… لبس آسر حذائه
* رايح فين ؟
” همشي…
* تمشي ازاي… انا حضرت الغدا… نتغدى سوا و بعد كده شوف مشواريك بعدين…
” معلش يا ماما… انا لازم امشي…
جاءت رنا و قالت
‘ آسر انت رايح فين ؟
نظر لها بحزن و لم يرد…
‘ رُد عليا يا آسر ؟
” انا آسف يا رنا…
فتح الباب و خرج… ركب سيارته… جاءت رنا و حاولت فتح باب السيارة لكنه اغلقه… خبطت على الزجاج و قالت
‘ آسر افتح…
لم يرد ف قالت
‘ طب انا عملت حاجة ضايقتك ؟ ( خبطت مجددا على الزجاج ) يا آسر اتكلم !!
كان يبحث عن المفتاح و وجده… شغل السيارة
‘ آسر… آسر متمشيش !!
نظر لها نظرة اخيرة… تغلغلت الدموع في عيناها و قالت
‘ لو مشيت مش هسامحك… بقولك اهو !!
تحرك بالسيارة و ذهب… وقفت رنا بالخارج تبكي و لم تفهم لماذا هو ابتعد و ذهب… جاءت سهير
* ادخلي جوه يا بنتي…
‘ هو مشي ليه ؟
قالتها رنا وسط دموعها ثم اكلمت
‘ بَعَد عني و مشي… ما اخدنيش معاه…
* هيرجع…
‘ كان قالي انه راجع… لكن ده منطقش بكلمة و مشي… هو ليه سابني ؟ انا عملت ايه ؟
عانقتها سهير ثم اخذتها للداخل…
كان آسر يقود السيارة بسرعة و غاضب من نفسه كثيرا…
” غبي… انت واحد غبي… مكنتش قربت منها ولا اديتها أمل انك هتكون كويس معاها… هي كويسة و متستهالنيش… متستاهلش واحد زيي… بعد اللي عشيته مش قادر ابقا طبيعي معاها… انا مر*يض… و لأني مر*يض كان لازم ابعد عنها من زمان… المشكلة فيا مش فيها… انا آسف يا رنا سامحيني…
رن هاتفه و وجده معاذ… اوقف السيارة على جمب و رد عليه
” طيب اهدى… قولي عنوانك و هجيلك…
اغلق آسر هاتفه و اكمل طريقه…
كانت رنا نائمة و تسند رأسها على رجل سهير… و سهير تمسح عيناها التي لم تكُف عن البكاء…
‘ رد عليكي ؟
* لا يا بنتي… قفل تليفونه…
‘ هو ليه بيعمل كده ؟
* عنده أسبابه…
‘ اللي هي ايه بالضبط ؟
* بصي يا بنتي… آسر اتخذل من الكل… حتى لما تقوليله انه بيحبك مش هيصدق… لان كل اللي حبهم خذلوه…
‘ قصدك اني هعمل زيهم و اجر*حه ؟
* لا يا روحي ( قَبلتها في جبينها ) بالعكس انا مبسوطة بوجودك مع آسر…
‘ آسر مشي…
* هيرجع… قولي ليه
‘ ليه ؟
* عشان مهما لَف العالم و مهما قعد لوحده… هتوحشيه و هيجري عليكي زي العيل الصغير… انتي محتجاه هو محتاجك اكتر…
‘ طالما هو محتاجني مكنش هيبعد عني…
* هيجي… و انا متأكدة انه هيجي…
‘ قولتله مش هسامحك لو مشيت و سمعني… و مع ذلك مشي…
* بصي… هقولك حاجة… آسر من النوع اللي مضطرب حبتين… بيخاف يتعلق بحد و بعد كده يسيبه
‘ يعني هو خايف إني اسيبه… بس انا مش هعمل كده…
* و انا عارفة كده مش محتاجة تقولي… هو للأسف الز*فتة نهلة كانت اول حُب في حياته… اتعلق بيها في الآخر عملت اللي سمعتيه ده…
‘ لسه بيحبها ؟
* لا… و اوعي تفكري في كده… آسر بطل يحبها… بس كونه انه شخص كان بيحبها و كانت مراته و في الآخر جر*حته بالمنظر ده… مش قادر ينسى… و مفكر انه لو حَب و اتعلق بوحدة تاني هيحصل نفس السيناريو… تعرفي… اول ما اتجوزك كان بيجي يقولي ايه ؟
‘ بيقول ايه ؟
* قالي يا ماما دي طيبة جدا… مش شبهي ولا انا شبها… لو عاشت معايا هتبقى نسخة مُعقدة مني… عشان كده حاول لاكتر من مرة انه يخليكي تكر*هيه…
‘ يعني معاملته الجافة ليا اول جوازنا… كل ده عمله عشان اكر*هه ؟
* و سبحان الله… الأمر جه بالعكس و انتي حبتيه… و هو حَبك… ف بكده حصل اللي كان خايف منه انه يحصل… عشان كده مشي دلوقتي… بيحاول تاني يخليكي تكر*هيه…
‘ و كنت هكر*هه بجد…
* طب احكيلك على موقف… مرة اتخانق معاكي خناقة جامدة كده… قال انه بيكر*هك… فاكرة ؟
‘ اه فاكرة اليوم ده… اتخانق معايا جامد و قالي كده في وشي…
* تعرفي بعد ما اتخانق معاكي الخناقة دي… جالي هنا زي الطفل يعيط و يقولي هي كويسة و معملتش حاجة غلط ولا تستحق اني اقولها كده و ازعقلها بالطريقة دي… بس دي الطريقة الوحيدة اللي هيخليكي تكر*هيه بيها…
‘ بجد قالك كده ؟
* اي خناقة حصلت ما بينكم في الأول… كان يخلص الخناقة معاكي و يجي هنا يقعد يأنب نفسه على اللي قاله ليكي… و كان بيقول دايما… هي كويسة و مستحقش مني كده…
‘ على كده لما كان بيخرج… كان بيجيلك ؟
* ايوة… حتى في مرة عا*كسك قدامي…
نهضت رنا و قالت
‘ قال ايه ؟
* لا مينفعش اقول… هو قالي مقولش لحد…
‘ اثرتي فضولي… قولي يا ماما سهير…
* لا لا انا وعدته مقولش لحد… لو قولت هيزعل مني…
‘ لا مش هيزعل لانه مش هيعرف…
* لا مينفعش اقول… ده سِر…
‘ يوووه…
رجعت مجددا اسندت رأسها على رجلها و نظرت لها… ضحكت سهير و مسدت على شعرها بحنية… سعدت رنا لانها تعاملها كـ ابنتها بالضبط… استعادت شعور ان يوجد لديها أم تحبها… و تعاملها كالطفلة…
طُرق باب احدى الغرف في الفنادق… فتح معاذ و قال
* ادخل…
دخل آسر و قفل الباب خلفه…
” ايه اللي حصل ؟
* حاليا انا هربان من البيت…
” هربان ؟!
* اها… هتقولي ليه هقولك لان ابويا عشان يجوزني غصب عني… زي كلام المسلسلات كده بس اتلقب شوية… بدل ما كانت العروسة هي بتهرب… العريس اللي هو انا… هربت…
ضحك آسر و قال
” و مين بقا سعيدة الحظ اللي انت هارب منها دي ؟
* مش هتتخيل هي تبقى مين…
” شوقتني… قولي…
* نهلة…
” نعم ؟!
* العروسة تبقى نهلة…
” نهلة طلقيتي ؟
* ايوة… العروسة تبقى نهلة طليقتك….
” و ابوك ده اتجنن في دماغه… نهلة مين اللي تتجوزها !!
* كنت عارف انها وحشة بس مكنتش اعرف انها هتطلع بالقذراة دي…
” ايه اللي حصل خلاه يقولك اتجوزها ؟
* والله كنت راجع من بره عادي… طلعت على اوضتي… كنت بكلم نفسي… فجأة دخلت الأوضة و كان شكلها وحدة خارجة من خناقة و هدومها متقـ,ـطعة… بقولها في ايه قامت صوتت و لمت البيت كله عليا و لما جم على اوضتي… قعدت تعيط و تقول اني اغتـ,ـصبتها…
” انت بتتكلم بجد ؟
* اه والله… و هددت بابا انها هتفـ,ـضح العيلة… و بابا عشان يلم الفـ,ـضيحة قالي هتتجوزها…
” و انت عملت ايه ؟
* زي ما انا شايف كده… حجزت اوضة في الفندق ده و قعدت… والله يا آسر انا معملتش حاجة…
” مصدقك…
* بجد ؟
” ايوة مصدقك… وحدة عايزة تلبسني طفل مش ابني يبقى تتوقع منها اي حاجة…
* هو ابنك بجد ولا ؟
” لا مش ابني… عملت تحليل طلع مش ابني زي ما انا متأكد… كنت هخلي رنا تشوفه… مش عارف ازاي و امتى دخلت اوضتي و غيرت الورق… بهدلت كل حاجة… انا هتجنن…
* و هي رنا كانت هتتضايق لو كنت مخلف من نهلة ؟
” اضايقت جدا… بقت تعمل تصرفات طفولية و تضحك في نفس الوقت…
* بتحبك…
” و انا بحبها…
* ده انت واقع بقا… انتوا هتخلفوا امتى ؟
” ملكش دعوة… خليك في مصيبتك دي…
* يا عم معملتش حاجة… بالعكس انا كنت بصلح من نفسي… و لما مشيت من البيت مرضيتش اروح عند حد من صحابي لان كلهم وحشين… ف جيت الفندق هنا… دلوقتي طالما مشيت يبقى بابا هيتحداني و يطردني من الشركة و مش بعيد يوقف الڤيزا بتاعتي…
” متقلقش… مش هخليه يعمل كده…
* ياريت بسرعة… انا لازم ابقا في الشركة بكره…
” اشمعنا ؟ مش هي دي نفسها الشركة اللي انت مش طايقها ؟
* من الحاجات اللي بعملها ضمن تصليح نفسي… عايز امسك الشركة و ابقا مدير بجد مش كلام…
” و ده ليه ؟
رن هاتف معاذ في تلك اللحظة… نظر إليه معاذ و رأى الإسم و توتر… رأى آسر الإسم ف ابتسم ابتسامته الجانبية و قال
” مين وئام دي ؟
* متفهمنيش غلط والله دي موظفة جديدة مش اكتر…
” و هي بترن ليه عليك ؟
* عشان قولتلها هديكي معاد الانترڤيو… اللي هو انا حددته بكره… بس حصل اللي حصل ده و مش عارف هروح ولا لا… بفكر ألغيه…
” لا متلغيش حاجة… رد عليها و قولها بكره الانترڤيو زي ما حددت…
* هروح ازاي ؟ بقولك بابا ممكن يطردني من الشركة بعد اللي حصل النهاردة ده…
” متقلقش… انا و انت هنروح القصر دلوقتي نطرد نهلة… رن عليها و قولها…
* حاضر… شكرا يا آسر…
ابتسم له آسر… رن معاذ على وئام و قال لها على موعد مقابلة للوظيفة…
” بقولك يا معاذ ؟
* ايه ؟
” هي وئام دي اقدر اقول عليها وئام مرات اخويا المستقبلية ؟
* ليه ؟
” اصل كلمتها بطريقة مش عارفة احدد هي ايه…
* كلمتها وحش ولا ايه !
” كلمتها كأنك مُغرم بيها…
* مُغرم بيها ؟؟ لا ده بيتهيألك…
” يا عم قولي… لو عجباك اجوزهالك…
* ايوة عجباني…
” ايه ده… اعترفت بالسرعة دي ؟
* انا بشوفها في الكافيه من فترة… عجبتني… بس والله نش قصدي حاجة غلط… لو في نصيب هخطبها…
” هيبقى في… المهم انك تمشي على خط مستقيم…
* و اخطائي ؟
” هتتغفر طالما بتحاول تصلح من نفسك…
* مش عارف اقولك ايه… انت بجد كويس اوي…
ابتسم آسر… عانقه معاذ و ذهبوا…
– آنسة رغد…
إلتفت رغد لذلك الصوت… إسلام زميلها في الجامعة… و الذي يتنافس معها في النجاح الأكاديمي داخل الجامعة و خارجها…
* نعم ؟ مين حضرتك ؟
– معقول متعرفنيش ؟
نظرت له لوهلة ثم تذكرته…
* اه افتكرت حضرتك… استاذ إسلام…
– استاذ و حضرتك !!
* هقول ايه يعني ؟
– انا زميلك يعني… مش لازم الرسميات دي…
* حضرتك انا معرفكش بهيئة غير اننا في نفس الكلية… ف اكيد هكلمك برسمية…
– بس انا اعرفك اوي… يا آنسة…
* عن اذنك…
– استني بس…
* نعم ؟
– الكارنيه بتاعك… وقع من الشنطة و انتي ماشية… جيت ارجعهولك…
* بجد شكرا اوي ( اخذت الكارنيه و اكملت ) حضرتك انقذتني من مشكلة كبيرة كنت هقع فيها… مش عارفة اشكر حضرتك ازاي…
– انا اقولك تشكريني ازاي…
* ازاي ؟
– بتحبي عصير القصب ؟
* هيهمك يعني ؟
– اه طبعا… هااا بتحبيه ولا لا ؟
* مش اوي… غير كده الجو برد…
– خلاص اعزميني على قهوة… على حسابك…
* لازم يعني ؟
– اه لازم… مش انتي سألتيني اشكرك ازاي… اشكريني بقهوة…
* اممم… ينفع في مرة تانية ؟
– مش معاكي فلوس ولا ايه ؟ عادي انا ادفع
* لا معايا… اصل مستعجلة دلوقتي…( نظرت في ساعتها ) و لازم امشي دلوقتي عشان خطيبي مستنيني قدام الجامعة…
– اتفضلي…
إلتفتت و ذهبت… و قبل ان تبتعد قال
– انا عارف انك مش مخطوبة…
وقفت رغد مكانها لكن لم تلتفت… أما هو اكمل
– شوفيلك كذبة غيرها… و عندك ليا فنجان قهوة لسه مشربتهوش يا سيادة المستشارة…
ضحكت رغد و اكملت طريقها… ضحك اسلام أيضا و قال
– مخطوبة قال… حتى الكذب مش عارفة تكذبي… بس ماشي… لينا كلام تاني مع بعض…
وصل معاذ و آسر الى القصر… قبل ان يدخل قال معاذ
* هتعمل ايه ؟
” هوريك اللي بعمله في شغلي…
* بطريقة عملية ؟
” بطريقة عملية… يلا…
فتح آسر الباب و دخل… وقف في النصف و نادى على نهلة بصوتٍ عالي…
” يا نهلة… انزلي بقولك…
جاء محمد و فاطمة على صوته… قال محمد
• في ايه يا آسر ؟
نظر له آسر بضيق و اكمل مناداته ل نهلة… خرجت نهلة و نزلت اليهم
• ايه الصوت العالي ده… في ايه يا آسر ؟
” اسمي ضابط آسر يا بت انتي…
• بت ؟ قبل ما تكلمني كده شوف اخوك عمل فيا ايه…
” اخويا عمل ايه ؟
• كان هيغتـ,ـصبني…
” اووووه ( نظر ل معاذ و اكمل ) يا معاذ يا وحش… تعمل كده في طليقة اخوك ؟ ازاي تعمل كده يا جا*حد… ده انت طلعت شقي اوي…
ضحك معاذ و كذلك آسر… غضبت نهلة و قالت
• انتوا بتضحكوا ليه ؟ بقولك حاول يغتـ,ـصبني !! مش انت ضابط… ما تحقق العدل هنا زي ما بتحققه بره…
” هو ايه العدل من وجهة نظرك يا استاذة نهلة ؟
• ارفع عليه قضية و اسجنه أو….
” يتجوزك عشان تقعدي على قلبنا اكتر ما انتي قاعدة…
• اظن البيت ده مش ناقص فضيحـ,ـة تاني… و انت أدرى يا حضرة الضابط…
” و عشان حضرة الضابط دي اللي طالعة من بوقك زي العسل… انا هوريكي الضباط بيحققوا العدل ازاي ( اخرج مسد*سه من وراء ظهره ) البتاع ده اسمه مسد*س… احنا بقا كـ ضباط بنحقق العدل بيه… بنتفرتك بيه الناس الجا*حدة اللي حالوا يغتـ,ـصبوكي يا انجلينا جولي…
توترت نهلة عندما رأت المسد*س و حاولت ان تبقى ثاتبة… وجه آسر المسدس في وجه معاذ و قال
” مش هو ده الوحش اللي حاول يغتـ,ـصبك ؟
• ايوة هو…
” خلاص يبقى لازم يمو*ت… قولي يا معاذ… تحب الطلقة تكون فين ؟ ده عرض خطير و عرضته عليك مخصوص لانك اخويا مش واحد غريب…
* في رأسي…
” حاضر يا اخويا…
وجه المسد*س على معاذ… ابتسمت نهلة لانه صدق كلامها و بدأت في تمثيل
• اوعى تقتـ,ـله !!
” ليه يا عقر*بة قصدي ام قلب ابيض ؟
• نلم الحوار بهدوء… يكتب عليا يومين و نطلق…
ضحك آسر ساخرًا من كلامها… وجه المسد*س عليها و قال
” بس انا مش عايز جواز… يا جثـ,ـته هو هتطلع من البيت ده… يا جثـ,ـتك انتي… و ده شغلي فلو سمحتي متتدخليش…
• انت بتقول ايه !!
قالتها نهلة بخوف ثم اكملت
• انت لو قربلتي يا آسر… هرفع عليك قضية هوديك في ستين دا*هية !!
” و ماله وديني في ستنين دا*هية… ده مكاني المفضل…
• آسر نزل المسد*س ده !!
” مش هنزله غير لما تلمي حاجتك… و تغو*ري من هنا
• عمو شوف آسر بيقول ايه !!
كان محمد سيتكلم لكن قاطعه آسر
” محدش يدخل منكم…( نظر لنهلة بغضب ) قدامك 15 دقيقة تلمي حاجتك و تمشي من هنا…
• بقولك اخوك معاذ حاول يغتـ,ـصبني… تقوم رافع المسد*س عليا انا… انت اتجننت رسمي !!
” و اخويا هيبصلك ليه يعني ؟ مش عايز اغلط بس انتي مين يا نهلة ؟ هااا قوليلي انتي مين ؟ معتقدش ان ذوق اخويا اندثر للدرجة دي عشان يبصلك انتي…
• لو موقفتش اللي بتعمله ده… هفضحـ,ـكم كلكم !!
” ده اللي هفـ,ـضحك يا نهلة لو ممشيتيش من هنا دلوقتي… ولا انتي نسيتي ان ابوكي قعد بتحايل عليا عشان استر عليكي و مفضحـ,ـكيش و سكت عشانه و انهت جوازنا في هدوء… تقومي يا بجحـ,ـة جيالي بطفل مش عارفة جبتيه من فين و تقوليلي ده ابنك يا آسر !! و دلوقتي لبستي اخويا تُهمة هو معملهاش !! ده انتي طلعتي فا*جرة بجد…
• آسر اهدى و نزل المسد*س ده…
” هنزله لما تمشي… أشياءك و اطلعي بره…
لم تتحرك و ظلت تنظر لهم على أمل ان احد سيدافع عنها و يمنع آسر… لكن لم يتكلم احد… شد آسر مقبض المسد*س و قال
” ضغطة بس و هخلي كل رصاصة جواه تدخل في رأسك… تمشي بالذوق ولا تمشي بكـ,ـفن ؟ هااا قولتي ايه ؟
بلعت ريقها بخوف ثم توجهت للغرفة… لبست ملابسها و اخذت شنطتها و الطفل و نزلت مجددا… اوقفها آسر و قال
” استني…
إلتفتت له و قال
” الطفل ده ابن مين ؟
ظلت صامتة… ضر*ب آسر رصاصة اصطدمت بالحائط
” الطفل ده ابن مين ؟؟ انطقي !!
• ابني… والله ابني…
” انتي اتجوزتي ؟
اومأت له بخوف… غضب آسر كثيرا و قال
” ابن اللي خو*نتيني معاه… صح ؟
• ايوة…
” و طبعا لما خلفتي منه طلقك و رماكي انتي و هو… ف قولتي ارجع لآسر و تلبسيني انا ابنه هو… نهلة… انتي احقـ,ـر انسانة شوفتها في حياتي !!
نظرت للارض و ظلت تبكي…
• ارجوك سامحني…
” اطلعي بره !!
قالها آسر بصوتٍ عالي ممزوج مع الغضب… خافت نهلة و خرجت مسرعة… تنهد آسر بغضب و كان سيذهب لكن امسكه معاذ من يده و قال
* رايح فين ؟
” هقتـ,ـلها الخا*ينة…
* آسر انت اتجننت !!
” ايوة اتجننت… لاني عمري ما اذ*يتها… في الآخر هي تعمل كده فيا… مش عارف ازاي اتخدعت فيها و اتجوزتها…
* اهدى يا آسر… اهي غا*رت خلاص… اهدى…
اخذ آسر نفسًا عميقًا و اخرجه… استغفر ربه على ما كان يفكر به من دقائق…
* بص للجوانب الإيجابية… انت عندك رنا دلوقتي…
ابتسم ابتسامة خفيفة ثم اختفت ابتسامته و ذهب
* يا آسر…
” مش هعمل حاجة… انا رايح ل رنا…
اومأ له و اكمل طريقه… نظر محمد ل معاذ بندم و قال
• معاذ…
لم ينظر له معاذ و ذهب لغرفته… قالت فاطمة بحزن
– حتى معاذ كِر*هنا… مش عارفة اقول ايه !!
* رنووون…
‘ نعم يا ماما سهير ؟
* افتحي الباب عشان انا واقفة على اللبن…
‘ حاضر…
قامت رنا و فتحت الباب… وجدت آسر أمامها…
” ازيك ؟
لم ترد عليه و دخلت… تنهد آسر و قال و هو يخلع حذائه
” اتعقدت اكتر من الأول اهو… بس هصالحها… مش هسيبها تنام مضايقة مني…
دخل آسر و ذهب ل سهير…
” ازيك يا ماما ؟
* كويسة يا روحي… بس مراتك مش كويسة…
” زعلت ؟
* و عيطت كمان…
” هعمل ايه ؟
* فكر بنفسك… ادخل صالحها… يلا اكون حضرت الفطير و اللبن…
اومأ لها و ذهب… فتح باب الغرفة… وجدها نائمة على السرير و تلعب بهاتفها…
” رنا…
لم ترد عليه و ظلت تُركز مع هاتفها… جلس آسر على طرف السرير بجانبها… رفع يده ليمسد على شعرها لكنها منعته
‘ تقرب فجأة و تبعد عني فجأة… مش بمزاجك يا آسر !!
قالتها و هي غاضبة ثم غطت نفسها بالكامل بالغطاء… تنهد آسر بحزن و قال
” انا معترف اعتراف صريح و واضح اني غلطت لما بعدت عنك و مشيت… بس صدقيني… في اضطراب كبير جوايا… مش عارف انا عايز ايه… و ايه اللي مفروض اعمله… بجد انا تايه…
كانت تود رنا بالنهوض و احتضانه لكنها تراجعت و تذكرت كلام سهير لها ” لما يجي عاقبيه… و اتقلي حبة ”
قالت رنا في سرها
‘ التُقل… اهم حاجة التُقل… بيتكلم زي القطط بيخليني عايزة احضنه بجد بس اعمل ايه… لازم اتقل… و بعدين لازم احاسبه على حركة بدري دي…
حزن آسر انها لم ترد عليه بأي شيء و ظلت صامتة… حاول رفع الغطاء لكن مسكته جيدا و منعته
” طب اعمل ايه و تسامحيني ؟ يا رنا ردي… متبقيش ساكتة كده…
لم ترد عليه أيضًا… كان سيتكلم لكنه نادتهم سهير
* يا ولااا منك ليها… تعالوا اتعشوا…
” حاضر جاي اهو…
” قومي يا رنا… يلا نتعشى…
‘ هتعشى لوحدي…
” أمي هتزعل…
‘ انا هتكلم معاها…
” انتي مش عايزة حتى تاكلي معايا… للدرجة دي زعلانة مني ؟!
‘ شوف نفسك عملت ايه و بعد كده اسأل سؤالك ده…
” قومي يلا…
جاءت سهير و دخلت الغرفة
* انت بتكلم مين ؟
” بكلم مراتي اللي تحت البطانية دي…
* هي الجـ,ـثة المتحنطة دي ؟
” ايوة هي… زعلانة مني بسبب موقف بدري…
* و اللي انت عملته ده حد يعمله برضو يا آسر ؟
” خلاص أنا آسف… بعدين انتي معايا ولا معاها ؟
* انا مع الحق…
” مش راضية تقوم تاكل…
* انا اقومهالك… بت يا رنا…
‘ نعم ؟
* قومي اتعشي…
‘ حاضر…
نزعت الغطاء من عليها و ذهبت وراء سهير… تعجب آسر و قال
” بقالي ساعة بقومها و مقامتش… كلمة وحدة من امي و قامت بسرعة كمان… يبقا العيب فيا انا !!
ذهب خلفهم… جلسوا على الارض… كانت سهير تجلس بينهم… مال آسر على كتفها و قال بصوت منخفض
” معلش يا ماما… ممكن اجي مكانك ؟
* ليه ؟
” عايز اقعد جمب رنا…
* و امك بقت كُخة يعني ؟
” مش القصد… بس دي فرصتي اتكلم معاها…
* انت عارفني… مبخليش حد يتكلم أثناء الأكل
” معلش… ساعديني…
* و عشان نظرة القطط دي… ماشي هقوم و هخليك انت جمبها…
كانت سهير ستقوم لكن امسكت رنا يدها و اجلستها في النصف مجددا…
* يا بنتي في ايه ؟؟
‘ رايحة فين ؟
* مجبتش غير معلقتين… ناقص معلقة… هقوم اجيبها…
‘ لا خليكي… انا هروح اجيبها من المطبخ…
* براحتك…
نهضت رنا و ذهبت للمطبخ… ابتسم آسر بخُبث و ذهب ورائها…
‘ بقالي كتير هنا و لسه معرفتش درج المعالق فين…
” بس انا اعرف…
سمعت صوته… تأففت و لم تهتم له…
” اساعدك ؟
‘ لا…
” بس انا هساعدك…
‘ ايه البرود ده !
” لازم ابقا بارد عشان اصالحك… رنا… انا بحبك…
‘ نينيني… اسطوانة كل مرة…
فتحت رنا درج من الأدراج و اخيرا وجدت المعالق… اخذت معلقة و كانا ستذهب لكن اوقفها صوت سهير عندما قالت
* معلش يا رنا… هاتي طبق مجوف معاكي…
‘ حاضر…
نظرت رنا للأرفف بالاعلى… رأت الاطباق المجوفة… رفعت يدها و رفعت نفسها ايضا لكن لم تصل اليهم… ضحك آسر عليها ف غضبت و قالت
‘ بطل تريقة… انا طولي كويس… يارب تتقلب خنفسة كده…
ضحك آسر بشدة عليها و قال
” خلاص بطلت ضحك اهو… اساعدك ؟
‘ وريني يا عمود النور…
” بصي و اتعلمي…
رفع آسر يده و اخذ الطبق… لكن ساعته شبكت في المفرش… و هو يُنزل يده… تزحلق المفرش بالاطباق التي عليه… وقعت جميع الاطباق على الأرض و احدثت صوت مزعج…
تفاجئت رنا و كذلك آسر… ضحكت رنا و قالت
‘ لا بجد اتعلمت فعلا…
* ايه الصوت ده ؟!
قالت ذلك سهير… نظر آسر ل رنا بصدمة و قال بخوف
” لميهم بسرعة… هتيجي تقـ,ـتلنا !!
‘ ألم ايه ؟
” الاطباق…
‘ و انا مالي… انت اللي وقعتهم…
” يا رنا اعملي ثواب في حياتك و ساعديني قبل ما تيجي و تشوف المنظر ده…
‘ مش قعدت تتمنظر عليا و تتريق على طولي… شيل ليلتك يا طويل…
” يا رنا مش وقت شما*تة ده !!
‘ لا بالعكس… ده الوقت المناسب للشما*تة…
” هتخليني اعمل حاجة مش هتعجبك !!
‘ لِمهم انت يا آسر يا طويل يا جامد…
نظر لها آسر بخُبث و ابتسم… نهضت سهير و توجهت للمطبخ… فتحت الباب وجدت كل شيء في مكانه… و آسر يُمسك بيد رنا و يقول
” يا روحي… اتجر*حتي فين ؟
‘ هنا… في الحتة دي…
” بتو*جعك كده ؟
‘ اه اه متضغطش عليها… بتو*جعني اوي…
” ألف سلامة عليكي يا روحي…
‘ الله يسلمك يا قلبي…
* ايه الصوت ده ؟
” صوت ايه يا ماما ؟
* صوت حاجات وقعت كده… اوعوا تكونوا وقعتوا الطباق !!
” لا مفيش حاجة… رنا اتجر*حت من السكـ,ـينة…
* اتجر*حت ازاي ؟
‘ بصي يا ماما سهير…
نظرت سهير ليدها و رأت خدش صغير يُرى بصعوبة…
* هو ده الجر*ح ؟
اومأت رنا لها… قال آسر
” سلامتك يا قلبي… ياريتها كانت جات فيا انا…
‘ متقولش على نفسك كده يا بيبي… ده انا افديك بروحي كلها…
” ما انا مش بحبك من فراغ يعني… ربنا يخليكي ليا يا روحي…
* يلهوي… ايه المُحن ده… يخربيتكم !!
قالتها سهير بعد نفاذ صبرها على هذان الاثنان و خرجت… ضحكوا هم الاثنان
” خلاص صدقت الفيلم اللي عملناه دلوقتي قدامها… إلحسي الكاتشب اللي على ايدك ده…
اكلت رنا الكاتشب الذي على يدها
” الطباق اتكسـ,ـروا ؟
‘ لا… الحمد لله كلهم بلاستيك… بس ايه ده… انت خايف منها بجد ؟
” اه طبعا خايف منها…
‘ ليه ؟ دي كيوتة اوي…
” كيوتة ؟! بقولك مربياني… انا اكتر واحد اعرفها… الطباق لو حصلهم حاجة كان فيها مو*تي النهاردة…
‘ خلاص… اللي عملته ده همسكه ذِلة عليك…
” براحتك… بقولك… خلاص كده اتصالحنا ؟
‘ ههه نكتة حلوة…
قالتهت ثم ازاحت شعرها للخلف… اخذت الطبق و المعلقة و خرجت… مسح آسر وجهه بيديه و قال
” شكلك هتتعب اوي يا آسر… بس هي تستاهل التعب…
عاد آسر و جلس معهم… و سهير في النصف بينهم كما هي…
* بصي عشان انا دَقة قديمة شوية… انا بعمل الفطير و اقطعه حتت كده… احطه جوه طبق و بحط عليه اللبن… بتحبي انتي الطريقة دي ؟
‘ اه بحبها… ماما دايما كانت بتعملهالي و انا صغيرة…
* و انا عملتهالك اهو لما كبرتي… يلا كِلي طبقك… خلصيه كله…
” و مفيش كلمة حلوة ليا قبل ما أكل ؟
* ما تااكل… هو انا منعتك ؟!
” ايه العنـ,ـف ده… حبيتي رنا خلاص و آسر بقا فِستك…
* لا والله بحبكم انتوا الاتنين… و انت يا آسر هحبك اكتر لما تصالح مراتك…
” مش راضية تتصالح…
* اتصرف…
ضحكت رنا… نظر لها آسر بحِدة ف ابعدت عيناها عنه… اكلوا سويًا و أيضًا دردشوا مع بعضهم… انتهى العشاء و ذهبت سهير للنوم و كذلك رنا و آسر…
‘ ممكن تجبلي من مامتك بطانية زيادة ؟
” ليه ؟
‘ ما انا مش هشاركك في البطانية… كفاية اني هنام معاك على نفس السرير…
” ما انا بحط مخدة في النص…
‘ بصحى بلاقيها مرمية على الأرض…
” في الليل الجو يبقى تلج… ف البطانية مش بتدفي لوحدها… ف بستعين لحضنك عشان اتدفى…
‘ طيب… المهم هات بطانية زيادة…
” هروح اقول لامي هاتي بطانية زيادة… هتقولي ليه… هقولها عشان مراتي مش راضية تشارك معايا في البطانية… لا كده غلط…
‘ ما هي عارفة اننا متخانقين…
” بس عند النوم الخصام بيروح…
‘ بيروح فين ؟
” بيروح عند امه…
‘ ههه ظريف اوي…
” اخلصي يا رنا و نامي…
‘ اوووف… طيب ماشي… استلقت رنا على السرير و وضعت الوسادة في النصف و أشارت لآسر بإصبعها و قالت بتحذير
‘ المخدة دي لو اتشالت من هنا او اتحركت 2سم… متلومنيش على اللي هعمله فيك !!
” هتعملي ايه ؟
‘ هقـ,ـطعك و احطك في كياس سودة…
” اهون عليكي ؟
‘ يا عم اتلهي…
قالتها ثم سحبت الغطاء عليها… ضحك آسر و استلقى في الجانب المُخصص له…
” ممكن متدنيش ضهرك كده و تلفي تبصيلي…
‘ عايز ايه ؟
” عايز انام و انا ببص في عيونك…
‘ ممحون اوي…
” طيب لفي بُصيلي…
‘ لا…
” طيب ماشي… استحملي نتيجة كلامك…
قالها ذلك ثم حرك قدمه بإتجاه قدمها و لامسها… غضبت رنا… امسكت الوسادة و إلتفتت إليه ضر*بته بها
‘ رجلك ساقعة يا غبي… مليون مرة قولت رجلك دي تبعد عني !!
ضر*بته مجددا بالوسادة… اما هو لم يُكف عن الضحك
” خلاص اهدي… أنا آسف…
‘ بارد !!
قالتها ثم اعادت الوسادة تحت رأسها و نامت…
” ما انا مش عارف انام و انتي زعلانة مني كده…
‘ اتخمد يا آسر… اتخمد…
” طيب هتخمد… الأول… هاتي بو*سة…
‘ احلام العصر… نام يا آسر…
” هنام اهو… يخربيتك نكدية…
‘ بتقولك حاجة ؟
” بقولك هتخمد اهو…
‘ ياريت بقا تتخمد بجد و تبطل صداع…
” بتخمد اهو…
عَمَ الصوت بينهم… كل واحد منهم يظن ان الآخر نائم… لكن هما الاثنان مستيقظان… تحرك آسر بهدوء… امسك الوسادة التي في منتصف السرير و ألقاها على الأرض… رأت رنا ذلك و لسه هتعترض… وجدته يلُف يداه حول بطنها و يحضتنها إليه… حاولت الابتعاد عنه و قالت
‘ آسر… ابعد…
” حاولت انام و معرفتش… كده هنام كويس…
‘ يوووه… يا آسر ابعد…
” ليه ؟ خايفة تضعفي ؟
‘ انت متستاهلش حُضني ده… لانك مشيت بنفسك…
” لحظة غباء… اسألي امي اهي و هتقولك بنفسها… ساعات بعمل شوية مواقف غبية كده ملهاش أساس… بس انا رجعت اهو…
‘ بعد ايه ؟ بعد ما ضايقتني بتصرفك ده !
” حقك عليا… اوعدك مش هتتكرر تاني…
‘ طب ابعد… انا مش عايزة انام كده… ابعد يا آسر…
تنهد آسر بضيق و ابتعد عنها… مرت ساعات و كل واحد منهم صامت ولا يتكلم… إلتفتت رنا لترى آسر مستيقظ أم لا… وجدته مستيقظ ثم اعطته ظهرها…
” انا صاحي… مش عارف انام و انا سببت ليكي حزن كبير انتي حساه دلوقتي بسببي… انا بعدت لاني فعلا مستاهلكيش… يمكن عبرت عن كده بطريقة غلط… خلاتك تفهمي اني مش عايزك و بكر*هك… بس انا بحبك اوي… و لو عليا مش عايز ابعد دقيقة وحدة عنك… انا محتاجك…
لم ترد عليه… أدرك انه لا فائدة من الكلام معها… لعَنَ نفسه بسبب ما اوصلها اليه و جعلها تبتعد عنه لهذا الحد… نظر للسقف و اغمض عينيه على أمل ان ينام… بعد دقائق
‘ آسر…
قالتها رنا… فتح آسر عينيه و قال
” نعم ؟
‘ ممكن تاخدني في حُضنك ؟
بمجرد ما سمع ذلك منها ابتسم بحُب و اخذها لحِضنه فورا… عانقته رنا و سندت رأسها على صدره و تنهدت و اغمضت عيناها… مسد آسر على شعرها و يشتم رائحتها الجميلة بإدمان… لم يتكلموا و ظلوا هكذا حتى ناموا…
تاني يوم…..
استيقظت رنا و فتحت عيناها بتثاقل… وجدت آسر مازال يحضتنها و يلعب في شعرها…
‘ الساعة كام ؟
” 8 و ربع…
‘ هنام شوية كمان…
” نامي…
‘ مش هضايقك ؟
” لا… بالعكس انا مرتاح كده…
ابتسمت له و اغضمت عيناها…. رن هاتف آسر…
” وقته ده !
‘ شوف مين بيرن…
اومأ لها… نهضت رنا من جانبه و اخذ آسر الهاتف و رد عليه… و في وسط المكالمة اتسعت عيناه ثم اغلق الهاتف
‘ في حاجة يا آسر ؟
” ياسين…
‘ ماله ؟
ظل آسر صامتًا لوهلة… قلقت رنا و قالت
‘ ياسين كويس صح ؟ رد عليا يا آسر…
” اغمى عليه و اتحجز في المستشفى !!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة جميع حلقات الرواية اضغط على : (رواية لا افهمك)

‫10 تعليقات

اترك رد

error: Content is protected !!