Uncategorized

رواية تحت مسمى الخطيئة البارت الخامس 5 بقلم نورهان نادر

 رواية تحت مسمى الخطيئة البارت الخامس 5 بقلم نورهان نادر

رواية تحت مسمى الخطيئة البارت الخامس 5 بقلم نورهان نادر

رواية تحت مسمى الخطيئة البارت الخامس 5 بقلم نورهان نادر

مـرت عـدة أيـام دون فـائـدة مُـنـذ عـودتـهـا إلـي مـِصـر ؛ ظـلـت “رانـدا” جـالـسـة وحـيـدة رافـضـة خـروجـهـا إلـي الـعـالـم الٱخـر الـمـُسـتـغـل دون رحـمـة ، حـتـي عـمـلـهـا انـقـطـعـت عـنـه رغـم تـوسـلات مُـديـرهـا بـالـجـريـدة عـلـى عـودتـهـا لـه ؛ رن هـاتـفـهـا كـعـادتـه كـُل صـبـاحٍ عـلـى امـل مـنـه ان تـرد عـلـيـه ، نـظـرت لإسـمـه الـمُـضـئ عـلـى شـاشـة هـاتـفـهـا بـسـخـريـة ثـم اغـلـقـتـه عـمـداً ؛ بـحـركـة لا إراديـة أرجـعـت خُـصـلات شـعـرهـا الـمـتـمـردة خـلـف اذنـهـا ثـم نـهـضـت سـريـعـا تـجـاه حـقـيـبـتـهـا الـخٕاصـة مـُخـرجـة ذلـك الـمـُفـتـاح الـذي أعـطـاه لـهـا فـى اخـر لـقـاء بـيـنـهـم ؛ مُـبـتـسـمـة فـى ٱلـم عـاقـدة الـعـزم عـلـى تـنـفـيـذ مـا يـدور داخـل رأسـهـا ..!!
….…….….…..….…….…
عـمـلـهـمـا مـعـاً فـى مـكـانٍ واحـد وفـى قـضـيـة واحـدة أشـبـه بـعـودٍ مـن الـكـبـريـت الـمُـشـتـعـل مُـلـقـي بـجـانـب الـبـنـزيـن لـيـزداد اشـتـعـالاً ؛ رغـم كـونـهـمـا صـديـقـيـن مـُنـذ طـفـولـتـهٕـمـا إلا أن جـمـيـع ذكـريـاتـهـمـا مـعـاً انـتـهـت بـإنـتـهـاء عـلاقـة “أمـجـد” بــ “سـوزان” ، الأمـر الـذي جـعـل “اكـرم” أشـد عـداوة لـصـديـقـه خـاصـةً أن “امـجـد” عـلـى عِـلـم بـمـكـانـة “سـوزان” لـدي “اكـرم” ، كـانـت بـمـثـابـة الـصـديـقـة الأولـى والاخـت الـصـغـيـرة لـديـه ؛ اوصـاه كـثـيـراً عـلـيـهـا مـنـذ أن اخـبـر “امـجـد” صـديـقـه بـإعـجـابـه بـهـا ؛ وكـأن “اكـرم” بـمـثـابـة الأب الـروحـي لـهـا ؛ والٱن هـمـا يـجـلـسـان مـعـاً يُـحـقـقـا فـى قـضـيـة إمـرأة كـُل مـنـهـمـا احـبـهـا ولـكـن بـمـنـظـور مُـخـتـلـف ، إمـرأة كـانـت سـبـب فـى إنـهـاء صـداقـتـهـمـا لـلأبـد فـهـل مـن الـمـمـكـن أن تـكـون سـبـبـاً فـى عـودتـهـا مـرة أخـري حـتـي بـعـد وفـاتـهـا …!!
تـحـدث “اكـرم” بِـسـخـريـة مُـرجـعـاً رأسـه لـلـخـلـف قـائـلاً :-
-عـُمـري مـا كـُنـت اتـخـيـل انـي هـيـجـمـعـنـي بـيـك صُـدفـة بـعـد الـلـي انـت عـمـلـتـه ..!!!
رد عـلـيـه “أمـجـد” بـإرهـاق وهـو يُـطـيـل الـنـظـر إلـيـه مُـردفـاً :-
-مـتـفـتـكـرش انـي مـنـدمـتـش عـلـى الـلـي عـمـلـتـه ، انـا كُـنـت بـحـبـهـا اوي ؛ بـحـبـهـا لـدرجـة انـي كُـنـت عـلـى اسـتـعـداد اضـحـي بـحـُبـي لـيـهـا عـشـان تـعـيـش ..!!
بـنـبـرة ٱلـيـمـة وابـتـسـامـة هـازئـة هـدر “اكـرم” بـبـرود :-
-وأهـي مـاتـت ، تـفـتـكـر الـتـضـحـيـة الـلـي انـت عـمـلـتـهـا دي نـفـعـتـهـا بـحـاجـة …!!
اشـتـعـل “امـجـد” غـيـظـاً مـن حـديـث صـديـقـه ، تـدارك نـفـسـه سـريـعـاً ثـم اقـتـرب مـنـه قـلـيـلا مـتـفـوهـاً بـهـدوء مـُريـب :-
-وتـفـتـكـر حِـفـاظـك عـلـى مـكـانـك ومـركـزك نـفـعـك فـى حـاجـة ، انـت ضـحـيـت بـبـنـتـك وكـان فى ايـدك تـنـقـذهـا لـكـن أنـا كـُنـت بـضـحـي بـحـُبـي لــ “سـوزان” عـشـان تـعـيـش ، انـت بـالـذات مـلـكـش تـتـكـلـم عـن الـتـضـحـيـة لأنـك ابـعـد مـا يـكـون عـنـهـا …!
هـجـم عـلـيـه “اكـرم” بـلا تـفـكـيـر مُـمـسـكـاً بـه مـن مـلابـسـه ، وبـقـبـضـتـي يـده كـانـت تـهـاجـم وجـه “أمـجـد” دون رحـمـة ، والٱخـر مـُسـتـسـلـم لـه لا يـُقـاومـه أبـداً حـتـي ابـعـد “اكـرم” نـفـسـه عـنـه وقـد تـزايـدت حـدة أنـفـاسـه عـن الـحـد الـلازم ، يـرتـفـع صـدره بـشـكـل سـريـع واحـداً تـلـو الأخـري هـادراً بـغـضـب :-
-انـا عـُمـري مـا كـُنـت زيـك يـا “امـجـد” ، انـت الـلـي اخـتـارت الـمـنـصـب والـفـلـوس ومـركـزك وخـوفـت عـلـى حـيـاتـك ، مـش انـا …!!!
اخـذ هـاتـفـه ومـفـاتـيـح سـيـارتـه ورحـل بـإنـهـاك مـُردداً داخـل نـفـسـه :-
-انـا عـُمـري مـا كـُنـت زيـك يـا “امـجـد” ، ولا هـكـون …!!!
.….…….….….….……….…
حـالـة مـن الاضـطـراب والـتـوتـر اقـتـحـمـت تـلـك الـغـرفـة الـتـي تـقـطـن بـهـا “روسـيـل” ورغـم كـونـه الـمُـشـرف عـلـى حـالـتـهـا مـُنـذ عـدة أيـام ؛ إلا انـه لأول مـرة يـري تـلـك الـفـوضـي الـمـنـبـعـثـة مـن غـرفـتـهـا ، خـاصـةً بـعـد أن أرتـفـعـت صـيـحـات “روسـيـل” الـذي تـكـاد تـكـون الـمـرة الأولـي الـتـي يـسـتـمـع بـهـا ، ارتـفـعـت حـدة صـوتـه عـن الـحـد الـلازم هـادراً بـغـضـب :-
-إيـه الـلـي بـيـحـصـل هـنـا ..!!!
الـتـقـطـت الـمُـمـرضـة أنـفـاسـهـا الـمُـضـطـربـة سـريـعـاً قـائـلـة بـإنـتـبـاه :-
-الـمـفـروض مـيـعـاد جـلـسـة الـكـهـربـاء بـتـاعـتـهـا انـهـاردة حـسـب تـعـلـيـمـات دكـتـور “مُـراد” وعـايـزيـن نـاخـدهـا لأوضـة الـجـلـسـة بـس زي مـا حـضـرتـك شـايـف هـي بـتـمـنـعـنـا ازاي ..!
اضـطـربـت أنـفـاسـه فـور أن أنـهـت حـديـثـهـا ، وقـف عـاجـزا عـن الـرد مـن حـديـث الـمـمـرضـة بـكُـل تـلـك الـبـسـاطـة ، ودون سـابـق إنـذار ارتـفـعـت حـدة صـوتـه قـائـلاً بـصـوت جـهـوري :-
-بـــــــــره ..!!
…….….…..……..….….…..…
كـان يُـدخـن سـيـجـارتـه داخـل تـلـك الـغُـرفـة الـمُـظـلـمـة بـعـد مـرور عـدة دقـائـق فـى انـتـظـاره لـهـا ؛ تـلـك الـمـرأة صـاحـبـة الـشـعـر الـغـجـري والـبـشـرة الـبـيـضـاء الـصـافـيـة الـتـي تُـشـبـهـهـا ، تُـشـبـه زوجــتـه الـراحـلـة كـثـيـراً حـتـي كـاد أن يُـصـدق فـى يـوم مـا تـلـك الـمـقـولـة الـشـهـيـرة “يـخـلـق مـن الـشـبـه اربـعـيـن” ، ولـكـن كـيـف يُـخـلـق ذلـك الـتـطـابـق فـى كُـل شـئ حـتـي فـى نـظـرة الـعـيـن ..!!!
دخـلـت أخـيـراً بـخـطـواتـهـا الـواثـقـة وعـطـرهـا الـشـديـد الـذي امـتـلأ بـه الـغـرفـة وحـذائـهـا الـرنـان يـطـرق اسـفـل الأرضـيـة ، تـتـلـمـس بـإنـامـل يـدهـا وجـهـه وإبـتـسـامـة خـبـيـثـة تـُزيـن ثـغـرهـا قـائـلـة فـى لـؤم :-
-اؤمـرنـي يـا بـاشـا ..!!
و دون سـابـق إنـذار ألـقـاهـا سـريـعـاً عـلـى الـفـِراش مـُتـفـحـصـاً إيـاهـا بـنـظـرات وضـيـعـة ، مُـقـتـربـاً مـنـهـا هـامـسـاً لـهـا بـخـفـوت :-
-اكـتـر حـاجـة مـكـنـتـش بـحـبـهـا فـى مـراتـي ، انـهـا مـش لـيـا لـوحـدي ، لـكـن بـعـد مـا شـوفـت الـشـبـه مـا بـيـنـكـوا قـولـت اضـرب عـصـفـوريـن بـحـجـر ، الـمـزاج مـعـاكـي والـمـركـز والـسـُلـطـة مـعـاهـا ، بـس بـعـد مـا مـاتـت اكـتـشـفـت انـهـا سـِتـار لـعـمـلـيـاتـي الـمـشـبـوهـة وسـهـل اجـيـب واحـدة مـكـانـهـا لـكـن صـعـب الاقـي نـفـس الـسـِحـر والـجـمـال الـلـي لـقـيـتـه فـيـهـا ..!!
قَـبـض عـلـى شـفـتـيـهـا فـور انـتـهـاء حـديـثـه ، مـتـجـاوزا تـلـك الـحـواجـز الـتـي تـعـيـقـه عـنـهـا دون ادنـي إحـسـاس بـالـذنـب بـتـلـك الـخـطـيـئـة الـتـي يـرتـكـبـهـا ، ورغـم شـعـوره بـعـدم إسـتـسـلامـهـا لـه ومـحـاولـتـهـا بــ إزاحـتـه عـنـهـا إلا انـه قـبـض عـلـي يـديـهـا بـشـدة وفـعـل مـا حـرمـه الـلـه …!!
.….….…..….….…..…..…
بـعـد مـرور عـدة سـاعـات …
أغُـلـقـت الأضـواء وأضـاءت الـشـمـوع الـحـمـراء تـلـك الـغُـرفـة الـواسـعـة ذات الـلـون الـرمـادي الـهـادئ ، الـعـشـاء الـرومـانـسـي وصـوت الـمـوسـيـقـي الـمـُنـبـعـث فـى جـمـيـع أركـان الـغُـرفـة ، تـقـف أمـام الـمـرٱة مـُتـفـحـصـة إيـاهـا بـإهـتـمـام ، فُـسـتـانـهـا الـقـصـيـر مـن الـلـون الاحـمـر الـنـاري يـكـاد يـصـل إلـي مـا قـبـل رُكـبـتـيـهـا بـقـلـيـل ، ذات صـدر مـكـشـوف يُـزيـن عـُنـقـهـا قـلادة رقـيـقـة ذات فـصـوص لامـعـة ، شـعـرهـا الـنـاعـم الـمـُسـتـرسـل بـتـلـقـائـيـة خـلـف ظـهـرهـا ، كـانـت جـمـيـلـة بـل فـائـقـة الـجـمـال ؛ اسـتـمـعـت إلـى صـوت فـتـح الـبـاب بـالـخـارج ، أغـلـقـت عـيـنـيـهـا بـتـوتـر شـديـد ، تُـحـاول تـنـظـيـم ضـربـات قـلـبـهـا الـتـي تُـدق كـالـطـبـول ، سـارت بـخـطـوات مـُضـطـربـة مُـتـجـهـة إلـي الـخـارج ولـكـن قـبـل أن تـخـطـو خـارج الـغُـرفـة ، وجـدتـه يـقـف أمـامـهـا بـنـظـرات تـكـاد تـكـون مـُنـصـدمـة ، مـُقـتـربـاً مـنـهـا أكـثـر وعـيـنـاه لا تـفـارق وجـهـهـا ، تـاهـت بـنـظـراتـهـا فـى كُـل رُكـن حـولـهـا مـا عـدا هـو ، تـسـلـلـت يـداه حـول خـُصـرهـا دافـنـاً وجـهـه داخـل عُـنـقـهـا ؛ يـسـتـنـشـق عـبـيـرهـا الٱخـاذ قـائـلاً بـإنـتـشـاء :-
-انـتـي هـنـا ، انـا مـش بـحـلـم يـا “رانـدا” ، صـح ..!!
لـم تـسـتـطـع مـبـادلـتـه نـفـس الـمـشـاعـر ، نـفـس الـحـُضـن ونـفـس الإشـتـيـاق ، وكـأن مـشـاعـرهـا دُفـنـت مُـنـذ زمـن بـجـوار إبـنـتـهـا ، الآن تـسـتـطـيـع الـقـول بـإنـهـا لـم تـعـد تـؤمـن بـكـل مـا يـتـعـلـق بـالـحـب، ولا تـشـعـر بـعـاطـفـة تـجـاه أحـد، وكـأنـهـا وضـعـت كـل رومـانـســيـتـهـا فـي آخـر لـيـلـة جـمـعـتـهـم مـعـاً ، ولـم يـعـد بـإمـكـانـهـا أن تـشـعـر بـنـفـس الـشـعـور مـجـددًا وكـأن تـلـك الـلـيـلـه أخـذت شـيـئـاً مـنـهـا مـعـهـا، شـيـئـاً أعـطـتـه لـهـا فـأخـذتـه ورحـلـت، لـقـد أصـبـحـت بـاردة وكـأن الـحُـب لـم يـعـد يـنـاسـبـهـا ، اسـتـمـعـت إلـيـه دون ان تـنـطـق بـشـئ ، عـيـنـاهـا لامـعـة بـالـكـثـيـر مـن الـدمـوع عـلـى وشـك الـهـبـوط ، هـدر “اكـرم” بـنـبـرة حـانـيـة :-
-كـُنـت مـحـتـاجـِك اوي ، اكـتـر مـن اي وقـت احـتـاجـتـك فـيـه يـا “رانـدا” ..!!
نـطـقـت بـإحـرف جـاهـدت ان تُـخـرجـهـا قـائـلـة بعِتاب :-
-فـى اوقـات كـتـيـر كُـنـت بـحـتـاجـك بـس مـكـنـتـش مـوجـود مـعـايـا ، دايـمـا كـُنـت بـتـيـجـي مـتـأخـر ، حـتـي وقـت مـا حـاولـت تـنـقـذ بـنـتـك وصـلـت مـتـأخـر ..!!
يـــــــــــتــــبـــــــــــع…
لقراءة البارت السادس : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!