روايات

رواية مر الإهمال الفصل الثاني 2 بقلم ناهد خالد

رواية مر الإهمال الفصل الثاني 2 بقلم ناهد خالد

رواية مر الإهمال البارت الثاني

رواية مر الإهمال الجزء الثاني

مر الإهمال
مر الإهمال

رواية مر الإهمال الحلقة الثانية

أمنيــــه!
لثوانِ توقف العالم من حوله وهو يفكر لمن هذه الدماء! وحينمـا يأتي بباله إمكانية كونها لها تتخبط أفكار بشعه في رأسه وجميعها نتائجها أبشع.. أخذ فتره حتي استطاع أن يتحرك فنزل سريعًا لشقة والدته ولكن لم يجد بها أحد، أخرج هاتفه ودق لأخيه ولم يجيبه، بدأت أعصابه تنهار وهو لا يعلم ماذا يفعل أو ماذا حدث لهم..
ساعتان مروا وهو كمن يجلس علي جمر لهب يحاول الوصول لأيًا منهم ولم يستطع حتي أنه بقي في حديقه المنزل ينتظر قدوم أحدهم وها هم بعد ساعتان وقد تُلفت أعصابه بالفعل يري دلوف سيارة أخيه لفناء المنزل…
ترجل عادل وسلوي واتجه هو لهم سريعًا يردد بعصبيه :
_انتوا كنتوا فين ومبتردوش عليا لي؟
نظر له عادل بصمت في حين ردت سلوي ببرود :
_كنا في المستشفى وأكيد مش هنفضي نرد علي سعادتك في ظروف زي دي..
_ أمنيه فين؟
قالها بقلق بالغ وهو لا يراها معهم..
_ مع أخوها متقلقش.
_مع أخوها ازاي يعني؟
_روحت بيتهم يا يزن اي الي مش مفهوم!
_وتروح مع أخوها لي مجتش معاكوا لي وازاي تروح معاه من غير ماتعرفوني واي الي حصلها؟
رد عادل بهدوء:
_خلينا ندخل جوه يايزن الجو برد وهنحكيلك الي حصل.
هتف بعصبيه أكبر:
_مش هتحرك غير لما اعرف اي الي حصل..
_متعليش صوتك وأنا واقفه.. عاوز تعرف اي الي حصل! ماشي هقولك.. الي حصل ان في حرامي دخل شقتك وخبط مراتك علي راسها لما شافها ولما اخوك طلع لها لاقها واقعه وراسها بتنزف خدناها علي المستشفي واول ما فاقت طلبت اخوها ولما جه قالتله انها عاوزه تروح معاه مش عاوزه ترجع الشقه واضح انها كانت خايفه ترجع تاني بعد الي حصل.. بس روحوا البيت واحنا روحنا معاهم اطمنا عليها وخدت ادويتها ونامت وأكرم قال انه مش هيسبها وهينام معاها عشان لو صحيت بليل متخافش لما تلاقي نفسها لوحدها أكيد الي حصلها مش سهل.
قطب حاجبيه بضيق بالغ وهو يستمع لحديث والدته وقال بعدما انتهت:
_وأكرم يبات معاها لي اومال أنا روحت فين ان شاء الله!
-أكرم ملوش دعوه هي الي طلبت تروح بيتهم وهي الي فضلت متعلقه فيه وكأنها بطمن نفسها بوجوده.
_انا مش فاهم كلامك! يعني لو انا الي كنت معاها وجودي مكنش هيفرق! مكنتش قادر اطمنها يعني ولا اي! حتي لو رجعت الشقه هنا مكنتش هقدر اعمل ده!
نظرت له والدته بجمود وقالت:
_لما أكرم قالها مش عاوزه تروحي لي قالتله هخاف افضل في الشقه لوحدي، قولتلها تيجي تبات عندي، بس الي هي اتحرجت تقوله انها هتخاف تفضل حتي في اوضه لوحدها فرفضت.
_شقه اي واوضة اي الي هتبقي فيها لوحدها اومال انا روحت فين!
_والله اسأل نفسك متسألنيش أنا.
_هو في اي يا ماما أنتِ بتكلميني وكأني مذنب لي؟
– كنت فين من لما كلمت اخوك تسأل عنها! مكلمتوش غير بعدها ب٤ ساعات!
_كان عندي اجتماع و….
_ماشي خليك بقي في اجتماعاتك وسيبها عند اخوها تروق اعصابها عالاقل أكرم قال هياخد اجازه يومين من الشغل ويقعد معاها وده الي انت طبعًا مش هتعرف تعمله والصبح كنت هتسيبها وتمشي عادي وهي عارفه ده عشان كده مرضيتش ترجع.

 

 

_هو انتوا بتحاسبوني علي شغلي! هو انا ببقي سهران مع صحابي ده انا في شغل!
_قولتلك متعليش صوتك يايزن قدامي، ثم محدش طلب منك تشتغل معظم الوقت وانت صاحب الشركه يعني تقدر تقسم وقتك بس انت الي بتفضل شغلك علي اي حاجه.. رغم انك بتلاقي وقت لغيرها!
_غيرها مين؟
_اسأل نفسك، انا داخله اخد الدواء وأنام يلا يا عادل.
_أنا هروح اجيبها.
قالها يزن وهو يتجه لسيارته ولكن وقف علي صوت والدته:
_متروحش، هي نايمه دلوقتي محتاجه راحه وأكرم مش هيرضي تاخدها وهي طلبت منه تفضل معاه خليك لبكره ابقي روح.
التف بغضب يردد:
_علي فكره دي مراتي ومن حقي اطمن عليها عالأقل!
_مرواحك ملوش لازمه يا يزن خليك لبكره مش هتعرف تشوفها دلوقتي وبلاش عشان متشدش مع أكرم وانتوا علي طول واقفين لبعض علي الواحده.
والحقيقه أن يزن هو من يفتعل دومًا المشاكل مع أكرم ليس سوي لضيقه منهِ بسبب قربه الشديد لزوجته، حيث صور له عقله أن أخيها أقرب لها منهِ وتهتم له أكثر منهِ وكان يتقبل هذا نوعـًا ما أثناء خطبتهم لكن بعد الزواج أصبح لا يطيق الأمر فمعظم الوقت تحادث أخيها ودومًا تتحدث عنه وكأنها تعرف سير يومه بالتفصيل، دفعته غيرته للنقم علي أكرم، ولكن لم يفكر أنها تفعل هذا لأنها لا تجده بجوارها وإن قللت حديثها مع أخيها لن تجد من تحدثه ولن تجد ما تشغل بهِ وقتها فدومًا يزن مشغول فلا يجلس معها وقت كافي ولا حتي حينما تحادثه في الهاتف يعطيها الفرصه! وفي نفس الوقت تري كيف لديهِ وقت من أجل دينا!.
ركل إطار سيارته بغضب واتجه للأعلي وهو يسب أكرم في سرهِ وكأنه هو سبب بعد زوجته عنهِ!.
______________(بقلم ناهد خالد) ______
في اليوم التالي..
فتحت عيناها لتجد أخيها بجوارها نائمًا بعمق ورأسها فوق ذراعه، ابتسمت بسعاده وهي تراه بجوارها ولم يتركها أمس مستغلاً نومها، نظرت للساعه فوجدتها العاشره!، اتستعت ابتسامتها حين ادركت أن أكرم لن يذهب لعمله اليوم من أجلها..
“أكرم” يفعل ما لا يفعله زوجها، وكأن الأدوار تبادلت بينهم فيهتم هو بما يجب علي زوجها الاهتمام بهِ، لم تحتاجه يومًا ولم تجده، لم تحادثه حتي وإن كان مشغولاً إلا ويجيبها ويتحاور معها، لن تنسي أنها أحيانًا من كثرة الملل تحادثه لتحكي له عن حلقة أمس من مسلسلها التركي المفضل! وهو رغم عدم معرفته للمسلسل حتي يستمع لها بكل رحابه بل ويتجاوب معها فقد تابع المسلسل عن طريق حديثها فقط لكن لا يعلم شكل الممثلين حتي! ضحكت بخفوت حينما تذكرت ذات مره حين حادثته وسمعت ضجيج عالي حوله…
_أكرم أنت مشغول؟
_لا ياحبيبتي اتكلمي معاكِ اهو.
_أصل سامعه دوشه حواليك لو مشغول هكلمك بعد شويه.
_لأ خليكِ بس ثواني هطلع المكتب أصلي في موقع الشغل عشان كده تلاقي دوشه..
ثوانِ وعاد حديثه بعدما اختفت الأصوات.
_ها اتكلمي..
وضع الهاتف علي المكبر ووضعه بجواره كي يستطع ترتيب أوراق العمل.. رغم أن العمل في أوجته لكن لم يشاء أن يهمل حديثه معها..
_ امبارح بهار ما”تت..
“بهار” هي إحدي بطلات المسلسل التركي الوطني “العهد” أحد أشهر المسلسلات التركيه وأعظمهم.
_بتتكلمي بجد! هي مش كانت مخطو” فه!
_ايوه ما الخا”طف ق” تلها..
_هو جوزها ملحقهاش؟
_لحقها بس وهي رايحاله بعد الراجل ده ما سابها ملحقتش توصل وضرب عليها رصاص جت رصاصتين في ضهرها تخيل!
_أكيد مشهد كان صعب.
_اوووي ده أنا فضلت أعيط أكتر من ساعه.. حتي صحابي كلموني النهارده عشان اخرج معاهم حسيت اني مش في المود..
_طبعًا أنتِ في حداد علي بهار..
_أكرم متتريقش عليا أنت عارف أن نفسيتي بتتعب حتي لو تمثيل.
_والله يا حبيبتي مش بتريق أنا عارفك فبتكلم جد وكمان عشان كده قولتلك بطلي تسمعي مسلسلات دراميه خليكِ في الكوميدي.
_مش بحبه.. بعدين اعمل أي بمل من القاعده لوحدي.
_ذاكري عشان امتحانات الي فاضل عليها اسبوع يا هانم.
_بذاكر والله بس مش هفضل اذاكر كتير برضو بزهق.
_انزلي لطنط اقعدي معاها.
_مانا بنزل بعد الضهر عشان انزل الغداء أنت عارف أني أنا الي بطبخ هنا وبنزل الأكل فبنزل انزله واقعد معاهم شويه واطلع بعد العصر كده او المغرب، عادل بيرجع من الشغل بعد العصر وبنحرج افضل قاعده عشان ياخد راحته.
_يزن بيرجع امتي من الشغل؟
تنهدت بحزن خفي وقالت :
_يعني علي ١٠ او ١١ حسب الشغل واوقات بيرجع ١.
_أنا مش عارف جوزك ده بيحب الشغل زي عينه.
أرادت تغيير الموضوع فقالت :
_فاكر الهيلز البني الي جبته من اسبوعين.
_آه ماله اوعي تقولي كعبه اتكسر.
_آه اتكسر فعلاً.
_يابنتي مانتِ جايباه وقولتيلي حاسه ان كعبه مش هيتحمل وهيتكسر جبتيه لي!
_عجبني شكله اوي.
_طيب بصي صوريه وابعتِ صورته هند “خطيبته”، هترجع آخر الأسبوع من باريس هبعتلها الصوره وتشوف حاجه شبهه تجيبه ليكي أصلا ً كانت بتسألني تجيبلك اي معاها.
_بجد هند دايمًا تاعبه نفسها في كل سفريه لازم تجبلي حاجه كده..
_بطلي هبل هي بتعتبرك أختها وبتتبسط لما بتجيب حاجه وتعجبك.

 

 

 

_مش هتعجبني ازاي وهي أشطر ديزاين “مصممه أزياء” في مصر.
أغمضت عيناها تتنهد بهدوء وهي تتذكر كيف لم ينشغل عنها أكرم يومًا رغم وجود خطيبته ورغم عمله ورغم الكثير، وكيف ينشغل عنها زوجها رغم أحقيتها في الاهتمام، والمحزن في الأمر أنها لا تطلب من يزن الكثير ولا تطلب أن يفعل معها مثلما يفعل أكرم، بل تحتاج فقط لساعه في اليوم حينما يعود يتحدث معها ويسألها عن يومها، حينما تحادثه لا يغلق الهاتف قبل أن تكمل حديثها، حينما تريد أن تستأذن منه للخروج او الذهاب لمحل ما لا تبقي يومان وربما ثلاث حتي تستطيع الحديث معه والاستئذان، لاتراه غير صباحًا يستيقظ ليفطر سريعًا ومن ثم يرتدي ملابسه ويذهب للشركه مع حديث قليل بينهما، وحينما يعود إن عاد مبكرًا يكون منهكًا فيغير ثيابه ويتناول عشائه ويجلس قليلاً وبالطبع لن تفتح معه مواضيع وهو منهك هكذا وبعدها يذهبوا للنوم… روتين يومي ممل لأبعد حد، وتتعجب كيف أصبحت حياتهم هكذا بعد كل الحب الذي بينهم! لم يكن يزن بهذه الحاله في الأشهر الأولي لزواجهم، بل كان يغدقها بالحب والاهتمام ولكن بعد عدة أشهر قليله تحولت حياتهم تدريجيًا لتصبح بما عليه الآن، فقد مرَّ ما يقرب علي عامان ونصف منذ زواجهم.. تتسائل إن كان هذا هو الحال ولم يمر كثير علي زواجهم إذًا ماذا سيحدث بعد عشر سنوات وربما أكثر!!
_صباح الخير.
استفاقت علي صوت أكرم فابتسمت له :
_صباح النور يا حبيبي.. مروحتش شغلك النهارده!
_مينفعش اسيبك وأنتِ تعبانه كده.. عامله اي دلوقتي؟
_احسن الحمد لله..
استمعوا لصوت الخادم من خلف الباب..
_أكرم بيه.
_ايوه يا حسن.
_يزن بيه تحت وعاوز حضرتك.
نظرت له بصمت فقال :
_ماشي انزل انت وانا جاي وراك وشوفه يشرب اي.
التفت لها يقول:
_ها حابه ترجعي امتي؟
_مش دلوقتي يا أكرم..
– أمنيه الموضوع مش حكايه الي حصل امبارح صح!
ابتلعت ريقها بهدوء قائله:
_أكرم ممكن متضغطش عليا.. أنا محتاجه افضل هنا فتره.. ومعرفش قد اي يمكن اسبوع ويمكن اكتر معرفش بس مش هرجع دلوقتي.. واه الموضوع مش بس الي حصل امبارح في حاجات تانيه مش حابه اتكلم دلوقتي.
_ماشي.. طيب هو اكيد هيعوز يشوفك.
_قوله نايمه.
نظر لها بدهشه فما كل هذا الرفض الموجه ليزن من ناحيتها يبدو أن الأمر يستحق!
___________________
نزل درجات الفيلا بهدوء واتجه لمكان تواجد يزن..
_نورت يايزن.
حاول يزن التحلي بالصبر وهذا ما حدث نفسه به قبل مجيئه أن يكون هادئ لاقصي درجه..
_أهلا يا أكرم..
_اتفضل اقعد..
_أنا مش جاي اقعد يا اكرم أنا جاي اشوف مراتي الي جت عندك هنا من غير أذني.
_الي حصل امبارح يايزن مكنش وقته التفكير في انها تاخد اذنك او غيره الوضع مكنش متحمل وحالتها كانت وحشه.
_بس عالاقل كنت كلمني أنت.
_أنا عارف إن كان لازم نعرفك بس صدقني أنا كنت خايف عليها ومشغول معها من وقت ماعرفت انها في المستشفى ومجاش في بالي اكلمك.
_حصل خير، عن اذنك هطلع اشوفها.
قالها وهو يتجه للصعود حينما توقف علي صوت أكرم المضطرب قليلاً فالوضع محرج له..
_يزن، أمنيه نايمه دلوقتي.
التف يسأله بعقدة حاجبيه:
_وفيها اي يعني هو انا حد غريب!

 

 

 

_لا مش قصدي بس..
_في أي يا أكرم! بعدين مانا كده كده هاخدها معايا.
_لا هي حابه تفضل هنا شويه.
اتسعت عيناه بدهشه قائلا:
_نعم! يعني اي تفضل هنا شويه!
_هي حابه تغير جو وتفضل هنا كمان بعد الي حصل في الشقه هتخاف ترجع دلوقتي.
_وانا مش معاها يعني!
_هتبقي في شغلك يايزن وهي مش هتعرف تقعد لوحدها في الشقه ومش هتفضل طول الوقت عند والدتك واخوك موجود.
_لا لحظه يا أكرم عشان انا عاوز افهم في أي بالضبط لأن كل الي بتقوله ده مش داخل دماغي في حاجه هي قالتهالك انا معرفهاش!
_بص يا يزن الي اقدر اقوله أن واضح إن أمنيه عندها أسباب لوجودها هنا بس حقيقي هي لسه متكلمتش معايا ومعرفش اي اسبابها بالضبط.
_أسباب! وياتري برضو مش عاوزه تشوفني!
كاد أكرم يجيبه حينما رن هاتف يزن فأخرجه ليجدها دينا.
_الو..
_يزن تعالي بسرعه بليز وصلني الجامعه لأن عندي امتحان كمان نص ساعة وعربيتي عطلت وعادل مش هنا راح الشغل.
_حاضر يا دينا جاي.
أغلق الهاتف ووجه نظره ل أكرم يسأله :
_وياتري هتروح امتحاناتها ولا لأ؟
قطب أكرم حاجبيه بذهول:
_امتحاناتها! أمنيه مخلصه امتحانات من أسبوعين يا يزن!
_ اسبوعين!
قالها يزن بدهشه فهو لا يعرف متي بدأت من الأساس فدينا أول امتحان لها اليوم وهما بنفس الجامعه وبنفس السنه الدراسيه الأخيره! ولكن مع اختلاف القسم فقط..
أما أكرم فبدأت الأمور تتضح له.. فكيف يكون زوجها ولا يعرف متي تنهي امتحاناتها ومتي تبدأ! فمن الواضح أن يزن ليس له وجود بحياة أخته، وما خُفي كان أعظم…

يتبع…

اترك رد

error: Content is protected !!