روايات

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل السابع 7 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل السابع 7 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 البارت السابع

رواية أحببتها ولكن 7 الجزء السابع

رواية أحببتها ولكن 7 الحلقة السابعة

أَدعوكَ رَبِّ كَما أَمَرتَ تَضَرُّعاً
فَإِذا رَدَدتَ يَدي فَمَن ذا يَرحَمُ
ما لي إِلَيكَ وَسيلَةٌ إِلا الرَجا
وَجَميلُ عَفوِكَ ثُمَّ أَنّي مُسلِمُ
______________________
رمقت شريف نظرة أخيرة ثم نزلت بهدوء وأقتربت مِنّ رضوى وعانقتها، غفل الجميع عنّه وبدأو بالأطمئنان على چويرية غافلين عنّ شريف الذي ألتفت يوليهم ظهره وهو يمسح بـ كف يده على وجهه ثم رأسه وهو يأخذ أنفاسه براحة بعد فعل چويرية الذي كان بمثابة سكين حاد وُضعت على مقدمة عنقه وهي على أتم الإستعداد لـ فصل عنقه عنّ جسده
تحدث بداخله قائلًا:دا اللي كان ناقصني … چويرية بقت خطر عليا وانا مش هستناها تطعني … هي مش هتتكلم بـ كل الثقة دي غير وهي معاها دليل قوي ضدي … بس يا ترى عرفت ايه مخليها واثقة أوي كدا … مستحيل تكون عرفت بجوازي اللي فـ السر … انا لازم أدور وراها لحد ما الاقي الدليل دا ويكون بين إيديا … لو حصل هي مش هيكون معاها أي حاجه ضدي … انا هعمل كدا فعلًا ونشوف نهاية اللعبة هتكون لصالح مين يا چويرية … بس انا كدا انا هضطر أقدم الفرح انا مضمنش البت دي يكون مخبيه ايه ممكن يبوظلي كل حاجه … انا هقدم الفرح لـ الأسبوع الجاي وهخترع أي حِجة تعبانة واتجوز مريم وأكمل باقي تخطيطي … أيوه دا أنسب حل وكدا هي مش هيكون قدامها أي فرصة تعمل أي حاجه تبوظلي بيها خططي
أنهى حديثه مع نفسه وهو ينظر إلى چويرية التي كانت تتحدث مع مريم وأخوتها وتضحك وهو يتوعد لها بداخله بـ دمار قوي
________________________
صدح أذان الفجر في تمام الساعة الثالثة والنصف صباحًا لـ يستفيق ليل مِنّ غفوته فزعًا، نظر حوله ثم نهض وجلس نصف جلسة وهو يزفر ويستغفر ربه بعدما رأى كابوسًا بشعًا كاد يظن أنه حقيقة
مسح على وجهه ونهض بهدوء واقترب مِنّ الغرفة وهو ينظر إلى شقيقته التي كانت مازالت على حالتها، نظر إلى ساعة يده ليرى الساعة الثالثة والنصف، نظر إليها مجددًا ثم عاد وجلس على المقعد وهو ينظر إلى هاتفه
عدة رسائل متواصلة عبر “الواتساب” وصلت إليه، نظر إلى الراسل ليرى محادثة جده في المقدمة دلف وقرأ ما كتبه إليه جده حيث طلب مِنّهُ الحضور في الصباح إلى القصر رفقة أخيه إلى مكتبه لإنعقاده لـ أجتماع هام، أرسل إليه موافقته ثم نظر إلى جروب أصدقائه في العمل ليرى الكثير والكثير مِنّ الرسائل بعضها جادة وبعضها مضحكة
بدأ يقرأهم ويُجيب على بعض الرسائل لبعض الوقت حتى قاطعه دلوف الطبيب إلى غرفة شقيقته، أغلق ليل الهاتف ووضعه في جيب بنطاله واقترب ينظر إلى الطبيب الذي كان يفحص شقيقته
دام الفحص لوقتٍ ليس بطويل ليرى الطبيب يخرج، نظر إليه وقال:طمني يا دكتور
نظر إليه الطبيب وقال:الحمد لله عدت مرحلة الخطر وفاقت كمان
تبدلت معالم وجه ليل ولكنه قال:بجد … طب انا عايز أشوفها
الطبيب:هننقلها حالًا لـ أوضة عادية وتقدر تشوفها زي ما انتَ عايز
جاءا ممرضين ومعهما فراش حتى ينقلانها إلى الغرفة الأخرى في هذا الوقت أخرج ليل هاتفه وعبث بهِ ثوانٍ ثم وضعه على أذنه وأنتظر أخيه يُجيبه
في هذا الوقت كان طه نائمًا على أرضية المسجد وبجانبه هاتفه الذي يصدح رنينه، أقترب شيخ ذو لحية سوداء وجلس على ركبتيه أمامه ليرى هاتفه يصدح بـ أسم “سندي” نظر إلى طه ووضع راحته على ذراعه وقال:يا ابني … يا ابني أصحى
أستيقظ طه وفتح عينيه الناعسة ينظر إلى الشيخ الذي قال:قوم يا ابني الفجر أذن مش هتصلي معانا جماعة ولا ايه
نهض طه وجلس نصف جلسة وهو يمسح على وجهه بينما عاود هاتفه يصدح مجددًا، تحدث الشيخ بعدما نظر إلى الهاتف قائلًا:موبايلك مش مبطل رَن يا ابني
أخذ طه نفسًا عميقًا ثم زفره وأخذ الهاتف وأجاب قائلًا بنبرة ناعسة:أيوه يا ليل … كنت نايم يا عم ومش حاسس بـ نفسي
جحظت عينيه فجأه واعتدل في جلسته قائلًا:ايه .. فاقت … إحلف … انا طالعلك حالًا
أغلق معه ونظر إلى الشيخ وقال بـ أبتسامه وسعادة كبيرة:كويس إنك صاحتني يا راجل يا بركة انتَ صاحتني على أحلى خبر
أبتسم الشيخ وقال:خير إن شاء الله
تحدث طه والسعادة تغمره قائلًا:أختي فاقت وبقت كويسه
أتسعت أبتسامه الشيخ وقال:يَا رَبِّ لَكَ الْحَمْدُ كَمَا يَنْبَغِي لِجَلالِ وَجْهِكَ وَعَظِيمِ سُلْطَانِكَ … حمد لله على السلامة … طب ايه مش ناوي تصلي الفجر وركعتين شُكر لـ الله
طه بسعادة:أزاي بس دا أكيد … الحمد لله انا كان هيحصلي حاجه يا شيخ لو كان جرالها حاجه
الشيخ:أدام الله عليها الخير والسعادة وحفظها من كل شر يا ابني … صلي الفجر معانا جماعة وصلي ركعتين شُكر وأدعيلها هي أكيد محتاجه الدُعاء دا أدعيلها ربنا يهون عليها ويبارك فـ عُمرها
تركه الشيخ وذهب كي يُقيم بينما مسح طه على وجهه ونهض تاركًا أغراضه في إحدى الأرفف وذهب كي يتوضأ ويُصلي وقلبُه يغمُره السعادة لسماعه خبرٍ كهذا
________________________
دلف ليل إلى غرفة شقيقته التي كانت مستلقية على فراشها، أغلق الباب خلفه واقترب مِنّها حتى جذب المقعد وجلس بجانب فراشها مرافقًا إياها، نظر إلى يدها التي كانت بها المحلول الذي تتغذى عليه
وضع راحته على ظهر يدها الأخرى ومسدّ عليها بحنان قليلًا وهو ينظر إليها ينتظر رؤية عينيها البُنية الداكنة التي أشتاق إليها كثيرًا بفارغ الصبر والتي حُرِم مِنّ رؤيتها ورؤية لهفتها وبريقها إليه
طبع قْبّلة على يدها وبعد مرور دقائق رأى جفنها يتحرك، أعتدل في جلسته ونظر إليها، فتحت روان عينيها بوهن وهي تئن بخفوت، إنكمشت معالم وجهها وهي تضع يدها على جرحها وهي تتأوه
وضع ليل يده على يدها وأبعدها عنّ جرحها قائلًا بنبرة هادئة:بلاش يا روان أحسنلك
فتحت روان عينيها ونظرت إلى أخيها قائلة بنبرة متألمة:مش قادرة يا ليل … مش قادرة انا تعبانة أوي
بكت ومعها علّت آهاتها، شعر ليل بـ الضيق ولكنه نظر إليها ومسدّ على يدها قائلًا:الدكتور أكيد هيجيلك دلوقتي … أستحملي شوية يا حبيبتي
سقطت دموعها لـ ينهض هو ويجلس على طرف الفراش ماددًا يديه نحوها، مسح دموعها بـ إبهاميه وقال بنبرة هادئة حنونة:عارف إنك بتتوجعي والوجع مش سهل بس دا علاجك … مفيش أي مريض على الكوكب مبيتوجعش أي حد بيتوجع ويعيط وياخد علاج عشان يقاوم تعبه … مفيش حاجه سهلة يا حبيبتي ومفيش حاجه صعبة فـ إيدك تخليها زي ما انتِ عايزه … وجع ساعة واحدة أهون مِنّ ساعات وأيام وشهور وسنين … عارفه انا عندي أتحمل ساعة … أتنين … تلاته بس مش العُمر كله عشان ورايا مسئوليات وبيت وطفل مُلزم مِنُه … وانتِ برضوا … لسه وراكي حياتك تعيشيها زي ما تحبي تفرحي وتضحكي وتخرجي وتسافري … قبل ما تدبسي فـ يزيد
أخذ نفسًا عميقًا ثم زفره وقال:انا عارف إن الفترة الجايه دي صعبة عليكي … انا قعدت انا وطه مع الدكتور عشان نفهم أكتر ايه اللي حصلك وهو وضحلنا كل حاجه … انا عارف إن الأختبار وحش وصعب أوي بس هتعدي مِنُه وهتبقى زي الفُلّ … كل اللي عايزُه مِنّك تتحملي الفترة اللي جايه دي وانا فـ ضهرك وقت ما تطلُبيني هتلاقيني قُدامك وفـ أي وقت كمان … انا مش عايزك ضعيفة يا روان انا خدت ضربة شديدة أوي لَما ملقتكيش حسيت إني مش قادر … انا طاقتي بستمدّها مِنّك عارفه يعني ايه
حركت رأسها برفق وهي تنظر إليه بـ عينين دامعتان لـ ينظر هو إليها قليلًا ثم أقترب مِنّها وطبع قْبّلة على جبينها وقال:طه جه أهو
دلف طه وهو ينظر إليها بـ أبتسامه واسعة، أغلق الباب خلفه واقترب مِنّ الفراش ووقف على الجهة الأخرى وقال بنبرة سعيدة:دا الجميل فاق فعلًا أهو … حمدلله على سلامتك يا نور عيني
أنهى حديثه وهو يطبع قْبّلة على جبينها، نظرت إليه روان وأبتسمت بخفة وقالت بنبرة واهنة:وانتَ كمان وحشتني أوي يا طه … كلكوا وحشتوني أوي
طه بـ أبتسامه:وانتِ وحشتيني أوي أوي أوي حتى ليل يقولك دا انا وهو مِنّ ساعة اللي حصل مدوقناش طعم النوم
نظرت إليهما وقالت:انا بجد بحبكوا أوي … انا مليش غيركوا
أبتسم ليل وقال:متقوليش كدا … إحنا بنحبك وبنخاف عليكي وسلامتك عندي وعند طه أهم مِنّ أي حاجه فـ الدُنيا … أهم حاجه زي ما قولتلك الفترة اللي جايه دي … دي أهم عندي مِنّ اللي فات
طه:أزاي بس دا اللي فات واللي جاي مُهمين أوي كمان
نظر إليه ليل وقال:طبعًا هو اللي حصل دا فاكرني هعدّيه كدا … دا انا لو وصلت لِيه هطلع روحه فـ إيدي
نظر طه إلى روان وقال:ليكي عندي خضة يا روان خلي بالك
أبتسمت روان وقالت:أتخضيتها قبلك يا طه والله
طبه قْبّلة أخرى على جبينها وقال بنبرة حنونة:هتخفي وهتبقي زي الفُلّ وهشوفك أحلى عروسة فـ الدُنيا كمان بس شِدي حيلك
ليل:طول ما إحنا جنبها هي هتخف بسرعة وهتبقى زي الفُلّ كمان
دلف الطبيب في هذه اللحظة بعدما طرق على الباب وأبتسم قائلًا:حمدلله على السلامة دا احنا فوقنا أهو وبقينا زي الفُلّ
أبتسم ليل وقال:آه طبعًا الحمد لله ربنا طمنا عليها
بدأ الطبيب يفحصها قائلًا:انا حقيقي مش قادر أوصفلك أخواتك بيحبكوا قد ايه مِنّ ساعة ما جيتي وهما مروحوش وطول الوقت خايفين عليكي بجد انا مَر عليا كتير أوي بس أول مرة أشوف أخوات كدا … حافظي عليهم مش هتلاقي زيهم في أي حتة حتى لو لفيتي الدُنيا وشوفتي حُبّ وحنية وأهتمام مِنّ الغريب مش هييجي حاجه جنب أخواتك
نظرت روان إلى أخويها وأبتسمت بـ حُبّ لهما، ظلّ يفحصها حتى تأوهت فجأة وقد ظهر الألم على معالم وجهها، تحدث الطبيب قائلًا:معلش لازم تتحملي شوية الفترة دي البنج مفعوله راح والوجع هيبدأ يشد لحد كام ساعة كدا وبعدين كل حاجه هتهدى
مسدّ ليل على رأسها بحنان بينما أمسك طه يدها ومسدّ عليها بحنو وهو ينظر إليها، أنهى الطبيب فحصها واستقام في وقفته قائلًا:الحمد لله يا آنسة روان لحد دلوقتي فيه تَحسُن بسيط ودا لوحده كفاية المُهم الراحة
طه:أكيد روان مُطيعة وهتنفذ كلام حضرتك
أبتسم لهم الطبيب وقال:عنّ أذنكوا هسيبكوا مع بعض
تركهم الطبيب وخرج بينما جلس ليل مجددًا وأمامه طه، نظرت لهما روان وقالت بنبرة مجهدة:هو الدكتور قالكوا ايه … انا حاسه بوجع شديد أوي هو حصل ايه
نظر طه إلى أخيه الذي فَهِمَ نظرته ليأخذ نفسًا عميقًا ويزفره بهدوء قائلًا:روان حبيبتي … أول حاجه انا مش عايزك تزعلي مِنّ اللي حصل … دا نصيب يا حبيبتي وكان لازم يحصل
نظرت إليه روان وقالت بترقب وهدوء:في ايه يا ليل هو حصل حاجه وحشة أو كبيرة … قولي حصل حاجه بجد
نظر ليل إلى طه الذي نظر إليه كذلك دوّن أن يتحدث، نظرت إليه روان وقالت:في ايه يا طه انتَ اللي هتقولي … انتَ مش بتخبي عليا حاجه قولي ايه اللي حصل
نظر إليها طه وقال:مش هقدر يا روان … مش هقدر
نظرت هي إلى ليل وقالت:طب قولي انتَ يا ليل … قول عشان خاطري
طبع ليل قْبّلة على يدها وقال:هقولك بس مش عايز عياط ومش عايز حُزن … توعديني
روان:مقدرش بس هحاول … قول عشان خاطري ريح قلبي يا ليل متعذبنيش كدا
ليل بهدوء:انا معرفش ايه اللي حصل بـ الظبط بس طه أتصل بيا وقالي إنك أتطعنتي وبتنزفي جامد … انا وقتها مستوعبتش غير نزيف دي ولبست أي حاجه وجريت عليكي وطول الطريق بكلم دا وبوصي دا عليكي … طه قالي اللي حصل وبشكل مختصر إنك مضروبة في مكان خطير ولَما خرجتي الدكتور طلب يتكلم معانا وفيما معناه فهمت اللي حصلك بشكل أوضح
روان بهدوء:واللي هو
ليل:الضربة كانت فـ الرحِم .. عارف إنه مش سهل عليكي تسمعي اللي هقوله دا بس الدكتور قال إن الضربة كانت عنيفة وأثرت على الرحِم جدًا ودا هيخلي الخلفة تتأخر لحين إن كل حاجه ترجع زي الأول
روان بصدمة:يعني ايه … هو انا مُمكن ما أخلفش
ليل:الدكتور قال إن الموضوع هيتأخر كام سنة كدا … ممكن سنة .. أتنين .. تلاتة أيًا كان ودا ميخلكيش تفقدي الأمل يا روان الدكتور طمنا بس الشفى هيطول معاكي شوية ولو كان الموضوع مفيهوش خلفة كان هيقولنا الدكتور صريح جدًا ومش هيخبي
سقطت دموعها ليقول هو:روان انتِ قوية صدقيني مش مطب اللي يوقعك أوي كدا
طه بهدوء:انتَ وانا نقدر نستحمل بس روان لا
نظر إليه ليل ولَم يتحدث، نظر إلى شقيقته وهو لا يعلم كيف يقوم بمواساتها، نهض ليل ومال بجذعه وطبع قْبّلة على جبينها ثم نظر إليها وقال:هتعدي يا حبيبتي صدقيني … هتعدي وهتبقي أحسن مِنّ الأول وهتعيشي حياتك عادي بس الموضوع هياخد وقت طويل شوية … متعيطيش يا حبيبتي دموعك غالية يا روان أوي
نظرت إليه بـ عينين دامعتان وقالت بنبرة باكية:انا مش قادرة بجد … أكيد كل دا حلم انا أكيد بحلم يا ليل صح انا أكيد بحلم
عانقها ليل برفق ومسدّ على ظهرها بحنان بينما لَم يتحمل طه أكثر مِنّ ذلك ولذلك ترك الغرفة وخرج وهو يُحاول كبح دموعه وصرخاته التي يَوَد إخراجها بشتى الطرق
استند بـ ظهره على الجدار خلفه وأغمض عينيه وهو يُحاول السيطرة على نفسه حتى يستطيع مواساتها في الأيام القادمة فـ هي ستحتاج إلى الدعم مِنّهم ولذلك يجب أن يتماسك مِنّ أجلها
______________________
“التاسعة صباحًا”
كانوا يجتمعون في مكتب جدهم ينتظرون مجيئه والنعاس يُسيطر على جفونهم، فُتِحَ الباب ودلف كلًا مِنّ ليل وطه اللذان عادا مُبكرًا وأبدلا ثيابهما وذهبا إلى مكتب جدهما
أغلق ليل الباب خلفه ثم اقترب مِنّ علي وجلس على المقعد المجاور لهُ وتكاد عينيه تنغلق ولكنه يُحاول التماسك حتى ينتهي هذا الإجتماع، نظر إليه علي وقال:وحشتني يا صاحبي
نظر إليه ليل وربت على يده وقال:وانتَ كمان والله .. ايه الأخبار
أبتسم علي وقال:لوز اللوز
نظر إليه ليل مجددًا وقال:طالما قولت لوز اللوز يبقى جايلي أخبار حلوة
علي بـ أبتسامه:حصل … عارف مسكت مين
ليل بتساؤل:مين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
علي:عنتر العياط … الراس اللي مغلبانا سنة
نظر إليه ليل بدهشة وقال:قول والله العظيم
علي بـ أبتسامه:والله العظيم … عارف بقى مين اللي دلني عليه
ليل بترقب:مين
علي:ثائر أبني
عقد ليل ما بين حاجبيه وقال:ثائر … مش فاهم
في هذا الوقت دلف ليل الجد لـ يقول علي:هقولك بعدين
أقترب ليل الجد مِنّ مكتبه وجلس على مقعده وهو ينظر إلى بعض الملفات الموضوعة عليه قائلًا:صباح الخير
عز بنبرة ناعسة:صباح الخير ايه بس يا جدي انتَ عارف إني لسه نايم مكملتش ساعتين
فادي بضيق:قاعد عمال أجور فيك مِنّ الأوضة لـ هنا وانتَ نايم زي الطور وبوقك مفتوح مترين زي الجاموسة
نظر إليه عز وقال:بقولك مكملتش ساعتين نوم يا حبيبي صحصح
أجابهُ ليل وهو يترك الملفات وينظر إليه قائلًا:ودا درس يعلمك تنام زي البني أدمين وتصحى بدري
نظر إلى أحفاده وأحفاد أخوته وأصدقائه وقال:انا متعمد أخليه تسعة على فكرة
حُذيفة:عارفين يا جدي مِنّ غير ما تقول
ليل:طب كويس إنكوا عارفين … فطرتوا
عز:قول أقسم بالله يا جدي … انتَ مجمعنا عشان تقولنا فطرتوا
نظر إليه ليل وقال:لا … انا بسأل عشان الكلام اللي هقوله هيسد نفسكوا إن شاء الله
ليل:أكتر ما هي مسدودة يا جدي
ليل:اه … الفترة دي ملاحظ إن فيه لَوَّع وتصرفات طايشة وتفكير شيطاني شغال وصرمحة وقرارات بتتاخد مِنّ تلقاء النفس بدون ما ترجعوا لـ الكبار … تصرفاتكوا كلها مش عجباني يا أحفاد الدمنهوري … ممكن أعرف السبب
أجابهُ ليل قائلًا:لو تقصدني أو تقصد طه فـ السبب واضح لـ حضرتك
ليل الجد:بـ الدراع
ليل:اه … طالما فيها أختي يبقى بـ الدراع
ليل الجد:وانتَ مش عايش فـ غابة وانتَ عارف كويس أوي كدا … لو كل واحد خد حقه بـ إيده يبقى على الدُنيا السلام … أفهموا … مش كل حاجه بـ الدراع … انتَ عايش فـ بلد فيها قانون وانا مبوجهش كلامي لـ ليل لوحده انا بوجهه لـ الجميع … بلدك فيها قانون يقدر يجيبلك حقك لو بصيت على بلد ودي تُعتبر البلد الوحيدة اللي مفيهاش قانون هتلاقيها عايمة … عارفين يعني ايه عايمة يعني أي حاجه هتيجي فـ دماغك بتحصل … يا ولاد مش كل حاجه ناخدها بـ الدراع فيه قانون إفرض خدت حقك بـ دراعك وأتحبست … مستقبلك ضاع خلاص وليه أعمل كدا فـ نفسي انا ربنا مديني مخ أفكر بيه واوزن الأمور … أختك حقها هييجي وانا اللي بقولك حتى لو جه بعد خمسين سنة بس هييجي … مترموش نفسكوا فـ الهلاك وانتوا مش واخدين بالكوا مُعظمكوا ما شاء الله متجوز وفاتح بيت ومُلزم فكر فـ أهل بيتك قبل ما تعمل أي حاجه بلاش تاخد قرارات مراتك وابنك وعيلتك يدفعوا تمنها في الآخر … فكروا في أهلكوا وحبايبكوا وفـ نفسكوا انتَ يا ليل أقل حاجه هتتوقف عنّ العمل وهتتسحب مِنّك رُتبتك وتتحول لـ التحقيق وليه تعمل فـ نفسك كدا وتخسر شُغلك ومستقبلك … فينا عقل يا ولاد نفكر بيه ونشوف الغلط مِنّ الصح بلاش تهورات
نظر إلى عادل نظرة ذات معنى ثم أبعد نظره قائلًا:تاني موضوع هتكلم فيه وبرضوا بيتاخد مِنّ غير راجعة لـ الكبار وبدون أسباب … بنات الناس مش لعبة عشان نمشي معاهم شويه ونسيبهم لما نزهق
حرك عادل شفتيه يمينًا ويسارًا وهو يعلم أن هذا الحديث موجه إليه بصفة غير مباشرة، أكمل ليل وقال:انا أعرف إن الواحد لَما بيختار بيختار اللي بيحبه وعايز يكمل معاه … مش أحبها شويه وألاقي نفسي فجأة بحنّ لـ الحُبّ الأول … أكبر غلط بتقعوا فيه وانتوا مش واخدين بالكوا … متروحش تخطب بنت وانتَ بتحب واحدة تانيه وقلبك معاها … متروحش تخطب بنت بداعي إنك عايز تنسى الحُبّ الأولى بيها … متروحش تقولي أصلي معرفتش أعمل موڤ أون وبحنّ ليها … متروحش تقولي أصلي مش شايف غيرها طب مش شايف غيرها وقلبك معاها ومش عارف تو موڤ أون مِنّها بتخطب غيرها ليه … بعيدًا عنّ كل الحِجج الفكسانه واللي مش مقتنع بيها دي أحب أقولك إنك ظالم … أيوه ظالم عارف ليه … عشان خاطب بنت فكراك بتحبها ومش شايف غيرها وانتَ أصلًا مش متربي يا عادل
عادل:شكرًا يا جدي كنت لسه هقولك ما تقول أسمي كلهم عارفين إنك بتتكلم عليا
نظر إليه ليل وقال:انتَ غلطت … وغلطك لا يُغتفر لأنك للأسف اللي حبتك حبتك بجد وتخيل تكون أول تجربة ليها بـ المنظر دا … يا عادل انتَ عندك مخ تفكر فيه … ترضاها على نفسك … لَما تحب واحده قلبها مع غيرك هترضاها أكيد لا … وهتتجرح زيك زيها دلوقتي … أبوها راجل محترم وطيب جه لحد هنا وسَلِم أبوك الشبكة ومشي … كلمتها عشان أواسيها وأعتذر مِنّها لقيتها منهارة … يا عادل لو علياء كانت بتحبك كان موضوعكوا مشي مِنّ بدري الحُبّ هنا مِنّ طرف واحد يا حبيبي هي خلاص نسيت وبعدين هي كانت شيفاك أخ مش أكتر انتَ أوهمت نفسك بـ حاجات مش صح والعيب مِنّك انتَ على فكرة
وافقه علي الرأي قائلًا:والله يا جدي انا موافقك وقولتله كل دا قبل كدا وبرضوا مفيش فايده اللي فـ دماغه فـ دماغه
ليل:انتَ ظلمت شادية معاك … وانا شايفها بنت ناس وكويسه وبسيطة فيها صفات كتير حلوة أي واحد غيرك يتمناها … عمومًا خلاص فات الأوان بس دي نصيحتي ليك … لو مش حاسس إنك بتحب اللي قدامك وتقدر تكمل معاه يبقى متتجوزش أحسن
نظر إليهم وقال:كلامنا مخلصش لحد هنا متحلموش … هنكمل
_______________________
عدة طرقات على باب غرفة يليها دلوف بيسان، نظرت ملك إليها وأبتسمت قائلة:ايه الهدوء دا على فكرة انا مبرتحش لـ الهدوء دا
ابتسمت بيسان وقالت:جايه أقولك إن فيه حد جه وطلب يشوفك
عقدت ملك ما بين حاجبيها وقالت بتساؤل:مين؟؟؟؟؟؟؟؟
أقتربت ملك مِنّهُ قائلة:مين
ألتفت إليها الآخر لـ تنظر إليه ملك قائلة بتفاجؤ:أسامة
أسامة:ايه كنتي مستنيه حد تاني ولا ايه
ملك بهدوء:لا انا أستغربت … مش عوايدك
أسامة:جاي عشان مراتي حبيبتي وحشتني
زفرت ملك بهدوء بعدما فَهِمَت مغزى حديثه وقالت:أسامة لو سمحت انا مش قادرة بجد
أقترب مِنّها أسامة وقال بنبرة هادئة:ملوكة ممكن تسمعيني … انا جاي عشانك وعشان بنتنا … انا بهدلتها بجد وحذرتها … انا حقيقي عصبيتي كلها طلعتها عليها هي … وعرفت إنها ضربت شمس … وبرضوا عاقبتها على دا ونبهت عليها بدل المرة مرتين وتقدري تسألي ماما كمان حتى غلطتها ودافعت عنّك … متسيبيش بيتك يا ملك انا مش عارف بجد أعيش لوحدي انا محتاجك تسيبي بيتك ليه طب وانا
نظرت إليه ملك دوّن أن تتحدث ليقول هو:انا عملت اللي لازم يتعمل وبزيادة كمان وهي هتخاف تكلمك تاني صدقيني بعد ما أتدخلت … عشان خاطري يا ملك انا بجد مش قادر أقعد فـ البيت لوحدي
نظرت إليه قليلًا بينما كان هو ينظر إليها وينتظر سماع الإجابة التي تُرضيه وتُهدئ مِنّ رَوعه، وبـ الحق قد فعلتها، عندما أقتربت مِنّهُ وعانقته، ضمها هو إلى أحضانه وها هو قد رفع رايات إنتصاره
تحدث أسامة قائلًا:انا بحبك يا ملك وبجد ربنا يعلم انا عملت ايه مش عايزك تزعلي بجد حقك عليا
ملك:انا كنت كل اللي مستنياه مِنّك ردّك … كنت مستنياك تجيبلي حقي … انا مقدرتش أشوفها بتضرب بنتي واقف ساكته حسيت إني أتجننت … كانت غبية أوي وانا طبيعي هتحرك انا مبحبش حد يمدّ إيده على بنتي مهما حصل تضربها ليه هي دي طفلة سنتين
أسامة:انا عارف عشان حسيت بـ اللي حسيتي بيه وبرضوا مترددتش وضربتها … بثينة مكانتش كدا معرفش ايه اللي حصلها فجأة بس انا وقفتها عند حدّها والمهم عندي دلوقتي إنك ترجعي بيتك تاني … يرضيكي أفضل قاعد لوحدي كدا بكلم نفسي بين أربع حيطان يقولوا عليا بعد كدا مجنون
ملك:لا عاش ولا كان اللي يقول عليك كدا يا حبيبي
نظرت إليه وقالت:انا هرجع معاك … طالما حقي رجعلي تاني
أسامة:وهتروحي لـ ماما عادي
ملك بضيق:لا انا حلفت
أسامة:مينفعش يا حبيبتي طيب هي ايه ذنبها
ملك:انا حلفت ما هدخله تاني يا أسامة خليها تيجي هي البيت مفتوح ليها فـ أي وقت هشيلها على راسي
أسامة:صدقيني يا ملك ماما مش هتقدر وانتِ عارفه كدا كويس
نظرت إليه ملك وقالت:هصوم تلات أيام
أبتسم أسامة وقال:صوميهم انتِ عارفة ماما تعبانة ومش هتقدر
زفرت ملك وصمتت قليلًا بينما كان هو ينظر إليها ينتظر ردّها، دام هذا الصمت بينهما قليلًا لـ تقطعه قائلة:خلاص هصوم تلات أيام وربنا يسامحني
علّت أبتسامة سعيدة ثغره وقال:تستاهلي حضن والله
أنهى حديثه وعانقها بـ حُبّ وسعادة بينما بادلته هي عناقه لـ تسمعه يقول:أطيب واحده شوفتها بجد كنت واثق إنك مش هتخيبي أملي
_____________________
دلفت كارما إلى غرفة أبنتها لـ تعلو أبتسامه سعيده على ثغرها وهي تنظر إليها بشوق وعينين دامعتان، أبتسمت روان بخفة عندما رأتها تقف أمامها لقد أشتاقت إليها وبشدة تشعر أنها لَم ترها منذ زمن
أقتربت مِنّها كارما وخلفها باسم الذي أبتسم بسعادة عندما رأها مستيقظة مرة أخرى، جلست كارما على المقعد المجاور لـ فراشها وهي مازالت تنظر إليها بشوق وحنان
نظرت إليها روان وقالت:وحشتيني أوي يا ماما
أجابتها كارما والدموع تلمع في حدقتيها قائلة:وانتِ كمان يا قلب ماما … وحشتيني أوي يا حبيبتي … كدا توقعي قلبي وتخضيني عليكي بـ المنظر دا يا روان … عارفه انا حسيت بـ ايه
روان:انا معرفش أزاي دا حصل … انا مش عارفه والله
باسم:بلاش نتكلم في الموضوع دا دلوقتي يا كارما روان لسه تعبانه
نظرت إليه روان وقالت:وحشتني أوي يا بابا
أبتسم باسم ومال بجذعه طابعًا قْبّلة على جبينها قائلًا:وانتِ أكتر يا نور عيني … وحشتيني أوي
روان:خوفت عليا
أتسعت أبتسامه باسم وقال بنبرة حنونة:طبعًا وأترعبت كمان … انا كنت مصدوم وحاسس إني بحلم … مكنتش مستوعب اللي بيحصل وبسأل نفسي هي روان بنتي انا اللي قصدهم عليها واشمعنى هي … مكنتش مستعد إني أخسرك فـ أي لحظة يا روان الموت عندي كان أهون مِنّ إني أشوف وأعيش لحظة زي دي
روان بعتاب:متقولش كدا يا بابا ربنا يخليك ليا … أنتوا عارفين إني بحبكوا أوي وصعب عليا أشوف حد فيكوا تعبان أو فيه حاجه
كارما:شوفتي ليل وطه
نظرت إليها روان وقالت:اه … فضلوا قاعدين معايا لحد الساعة سبعة وبعدين قالي إنهم هيمشوا عشان جدي عايزهم
كارما:أهو جدك بقى كان مش على بعضه طول ما انتِ فـ العمليات … كان مرعوب عليكي أوي
أبتسمت روان وقالت:انا بحبه أوي هو مجاش ليه معاكوا هو ميعرفش إني فوقت
باسم:تقريبًا لا أصله حاليًا مجمع ولاد عمك الصبيان كلهم وقاعد بيصبح عليهم
روان بتعجب:ليه مش فاهمه!!!!!!!!!!!!!!!!
أجابها قائلًا:جدك مش هيسكت لـ اللي عمل كدا وعشان اللي بيعملوه مِنّ نفسهم مِنّ غير ما يرجعولنا … زي عادل اللي ساب خطيبته
تفاجئت روان وقالت بذهول:ايه دا عادل ساب شادية … ليه
كارما:منعرفش سابها ليه مع إن البنت كويسه جدًا
نظرت إليها روان وقالت:أيوه انا عارفه شادية … شادية دي طيبة أوي وبتحب الكل ليه يسيبها دا شكله أتهبل
باسم:متقلقيش هنعرف السبب قريب جدك هيقول أصل فيه فضول كبير أوي نعرف قالهم ايه
روان:ليل هيقولنا كان مجمعهم ليه
كارما بشفقة:ليل يا حبيبي تعبان أوي
روان:انا حتى لو كان جدي مقالهمش يروحوا القصر انا كنت هقوله يروح هو وطه انا لاحظت كدا فعلًا
زفرت كارما وقالت:الحمد لله على كل حال المهم عندي إنك كويسه وزي الفُلّ
أبتسمت لها روان ونظرت لهما وقالت:بجد وحشتوني أوي
_____________________
كان سفيان جالسًا وهو ينظر إلى حاسوبه في حين أقتربت مِنّهُ تمارا وجلست بجانبه تنظر إلى ما يفعله بهدوء، نظر إليها سفيان وقال:ما بكِ لِمَ هذا الصمت
زفرت تمارا وقالت:لا شيء
نظر إليها سفيان مرة أخرى وقال:حقًا … عيناكِ تقول عكس ذلك أخبريني … ما الذي يجعلكِ حزينة هكذا
نظرت إليه وقالت بهدوء وضيق:هذا المطعم كلما تذكرت ما حدث أشعر بـ الضيق الشديد سفيان
أعتدل سفيان في جلسته وهو ينظر إليها ثم قال:وأنتِ رأيتي ماذا فعلت … لقد دمرت هذا المطعم ومنذ نصف ساعة فقط جاءت أخبار جديدة
أخذ هاتفه وعبث بهِ قليلًا ثم أشهره بوجهها وقال:أنظري … لقد تم تشميعه وتعرض مديره إلى المحاكمة القانونية … هذا يُسمى عنصرية وهُنا يُعرض الشخص إلى المحاكمة … لا أُريدكِ أن تحزني حبيبتي أنا فعلتُ ما يجب فعله وليس مطعمًا حقيرًا كهذا يجعلكِ حزينة
نظرت إليه وقالت:ولكن أعلم أن هذا المطعم المفضل لديك
أبتسم سفيان وقال:لَم يعُد كذلك … أنتِ أهم مِنّ هذا المطعم ويجب أن يكون لكِ أحترامكِ … الآن بما أنكِ جئتي أُريد أن أقول لكِ شيئان في قمة الأهمية
تمارا:ما هما
أخذ سفيان نفسًا عميقًا ثم زفره وقال:أول شيء أُحبّكِ … ثانيًا سنذهب اليوم إلى مطعم آخر جديد ستُحبينه كثيرًا
تمارا:ولكن سفيان أنا لا أُريد
سفيان:حبيبتي ليس مطعمًا حقير كذلك يجعلك ترفضين إلى الذهاب بعد ذلك إلى مطاعم أخرى … ستأتين معي أود تذكر ذكرياتنا مرة أخرى … عندما رأيتكِ أول مرة تجلسين بهِ وتحتسين القهوة وتدرسين .. كُنْتِ رائعة وبشدة تمارا … منذ ذلك الوقت أصبحتُ أأتي إلى هذا المطعم كل يوم لـ أراكي تجلسين على الطاولة نفسها وتدرسين … حينها لا أعلم لماذا كُنْتُ سعيدًا هكذا ولكن لَم أهتم … بداية علاقتنا الجميلة تلك كانت في هذا المطعم … ولـ الحق انا مُمتن إليه كثيرًا
ضحكت تمارا بخفه وقالت:ولماذا لا نُكمل قصة حُبّنا بهِ … هذا المطعم المفضل لي … ستأخذني اليوم أليس كذلك
أبتسم سفيان وقال:نعم سأفعل ذلك
أبتسمت تمارا وعانقته قائلة:أُحبُكَ سفيان
ضمها سفيان وطبع قْبّلة على جبينها وقال:وانا كذلك حبيبتي
______________________
جلس إيثان على المقعد وهو ينظر إلى الفطور لـ يُتمتم بنبرة خافتة قائلًا:فطور مصري مرة أخرى تكوى … تُعاقبينني بطريقة غريبة تكوى … أيتها الماكرة
أقتربت تقوى وجلست على المقعد المقابل لهُ وبدأت بتناول الفطور دوّن أن تنظر إليه، رمقها إيثان قليلًا ثم زفر الهواء بهدوء وقال:أين فطوري
لَم تُجيبه وأكملت تناول فطورها، أعاد إيثان حديثه مرة أخرى قائلًا:أين فطوري تكوى أنا أُحادثكِ
أجابته وهي تنظر إلى الفطور قائلة بفتور:أمامك
إيثان:ولكنني لا أُريد هذا الفطور
تقوى:لا يوجد غيره
إيثان بـ أستنكار:حقًا … لا يوجد غيره أم أنكِ تُعاقبينني؟؟؟!!!!!!
لَم يتلقى مِنّها إجابه لـ يرمقها قليلًا بغيظ ثم نهض وقال:حسنًا تكوى مثلما تشائين ولن أُعاقب وحدي
أنهى حديثه وأخذ الفطور كله تحت نظرات الذهول مِنّها، نظر إليها بعدما أخذ جميع الصحون وقال:والآن كلانا يُعاقب
تركها واتجه إلى الحديقة تحت نظرات الذهول الشديد مِنّها، نظرت إلى أثره وقالت بعدم تصديق:ماذا … هل سيتناول الفطور وحده … هل يُعاقبني أنا … أيها الوقح تعال إلى هُنا إيثان أعطيني فطوري أيها الوقح
صاحت بـ جملتها الأخيرة عاليًا وهي تنهض وتضع الطعام في فمها راكضة خلفه وهي تتوعد إليه، خرجت تبحث عنّه حتى رأته يجلس على إحدى المقاعد والفطور على الطاولة أمامه
نظرت إليه بتوعد وصقت على أسنانها قائلة:سأُريك أيها الوقح
أقتربت مِنّهُ سريعًا ومِنّ ثم وقفت أمامه وقالت بنبرة غاضبة:ما هذا الذي فعلته أيها الوقح أعطيني فطوري
نظر إليها وقال ببرود:ولماذا أُعطيكِ فطوري
صاحت تقوى بعدم رضا قائلة:ماذا … فطورنا أيها الخبيث هيا أعطيني إياه
منعها مِنّ أخذ شيء ونظر إليها قائلًا:أحضري غيره تقوى
تقوى بعدم رضا:ولماذا نحن نتشارك الفطور سويًا
إيثان ببرود:مثلما تُعاقبيني أُعاقبكِ … أنا لا أُعاقب أتفهمين
تناول فطوره ببرود وهو ينظر إليها لـ تنظر هي إليه بضيق قائلة:أعطيني فطوري إيثان
أقتربت مِنّهُ وهي تنوي أخذ الفطور ولَكِنّه أمسك يدها وهو ينظر إليها نظرة ذات معنى، نظرت إليه ورفعت حاجبها الأيمن قليلًا، مدّت يدها الأخرى لـ يضع هو الطعام بـ فَمِه سريعًا ويُمسك بـ يدها، نظر إليها وقال:الفطور لي وحدي تقوى
تقوى بضيق:لا هذا ليس عدلًا أنا أُعاقبك ويجب عليك أن لا تتناول فطوري
صاح إيثان بـ أستنكار قائلًا:مـاذا … فـطـورك؟؟؟؟!!!!!!!
حاولت إبعاده وهي تقول:أعطيني فطوري إيثان
نظر إليها إيثان وهو يُمسك بـ يديها قائلًا:حسنًا تودين الفطور أليس كذلك
نظرت إليه وقالت:نعم
أبتسم إيثان وقال:حسنًا لكِ ذلك
أنهى حديثه وقام بـ عض يدها المُمسك بها لـ تصرخ هي عاليًا، لف ذراعه حول عنقها وهو مازال يقوم بـ عض يدها لـ يُسقطها أرضًا ويستقيم في وقفته سريعًا أخذًا فطوره ومِنّ ثم ركض إلى الداخل تاركًا إياها أرضًا تتألم وهي تتوعد إليه قائلة:آه يا إيدي … يا عضاض والله يا إيثان لـ أوريك أزاي تعُضني بـ المنظر دا أستنى عليا انا هوريك
______________________
“بقى انا أقولك عملتي اللي طلبته مِنّك تقوليلي بـ الحرف الواحد يا حبيبي”
أردف بها شريف وهو ينظر إلى زوجته بغضب وحقد لـ تقول هي:والله عملت زي ما قولت
شريف بغضب:وتقوللها ليه إني متجوزك فـ السر بتلفي الحبل حوالين رقبتي
حاولت تهدأته قائلة:انا قولت يعني عشان الأمور تمشي بسرعة … وبعدين سواء دلوقتي أو بعدين الموضوع هيتعرف يا حبيبي
شريف بحدة:بس مش دلوقتي يا ناهد … دلوقتي انا بفكر هسرع الجوازة أزاي مِنّ غير ما حد يشُك فيا
أبتسمت ناهد وقالت بتخابث:واللي يقولك تعملها أزاي تعمل ايه
نظر إليها نظرة ذات معنى وأبتسم قائلًا:أعمله اللي هو عايزُه
أبتسمت ناهد وقالت:يبقى ركز معايا
_____________________
خرج فادي مِنّ المكتب بعدما أنتهى الإجتماع وهو ينظر إلى الهاتف الذي صدح رنين هاتفه، أجاب فادي قائلًا:أيوه
“الأستاذ فادي معاذ ليل الدمنهوري يا فندم”
أجابه فادي بهدوء وهو يقول:أيوه انا
“عبد الكريم معاك يا فندم”
فادي بهدوء:طلعت
“أيوه يا فندم وأتصلت بحضرتك عشان تيجي تاخدها”
فادي بهدوء:تمام انا جاي
أغلق معه فادي وخرج بينما خرج سعيد خلفه وجلس على أقرب مقعد، أقتربت هند مِنّهُ وجلست على المقعد المجاور إليه وقالت:مالك يا سعيد
نظر إليها سعيد وأبتسم قائلًا:مفيش مقريف بس وعايز أنام
هند:طب ما تطلع تنام
صمت سعيد قليلًا ثم نظر إليها وقال:هند انتِ مش ندمانه
هند:تاني يا سعيد
سعيد بهدوء:ساعات بحس إني مش الشخص المناسب يا هند … بحس إني قُليل عليكي
هند:تعرف إنك زعلتني دلوقتي … على فكرة بقى انتَ كتير أوي عليا … كفاية طيبة قلبك وحنيتك … انا حبيتك وأرتحتلك وحسيت معاك بـ الأمان … مش لازم تكون دكتور ولا مهندس ولا واحد غني ومعاه فلوس … كل المظاهر الخارجية خداعة مفيش أصدق مِنّ اللي جوه البني آدم … مشاعرك ونقاءك وأحترامك ليا طول المدة دي لحد ما بقيت مراتك … انا فخورة بيك أوي ومبسوطة معاك ومرتاحة وعُمري ما هندم مهما حصل … انا لو مش عايزاك مكنتش وافقت مِنّ الأول على فكرة
نظر إليها وقال بهدوء:انا عارف … بس ساعات لَما بحس إني لَما بشوف أختك وعلي أو غيرهم بحس إني مش كفاية
أخذت هند نفسًا عميقًا ثم زفرته ونظرت إليه قائلة:سعيد … انا مش عايزاك تبُص لـ غيرنا … طول ما الواحد بيبُص لـ غيره بيحس إنه قُليل مع إنه أحسن مِنُه … انا بحبك يا سعيد ومش فـ دماغي أي حاجه مِنّ اللي بتقول عليها دي … إحنا غير حد … انتَ معقول مش شايف حُبّي ليك انا شيفاك أحسن واحد فـ الدُنيا وفخورة بيك ومبسوطة وانا معاك … بلاش نبُص لـ غيرنا يا سعيد خلينا فـ حياتنا أفضل … ومتقولش على نفسك كدا تاني عشان مزعلش مِنّك انا هعديها المرة دي بس كدا إنما المرة الجايه إبقى قابلني لو عرفت تصالحني
أبتسم سعيد وقال:انا بحبك أوي يا هند
أبتسمت هند وعانقته قائلة:وانا كمان يا روح هند
________________________
كانت حنين تقف في المطبخ وهي تُعد فنجان القهوة بهدوء وخلفها مديحة تُنظف الصحون، كانت حنين تقف وتنتظر القهوة حتى تنضج وهي غافلة عنّ نظرات مديحة، نظرت مديحة إلى الكوب خاصتها الذي كان موضوع بجانبها لـ تضع يدها في جيبها وتُخرج إنبوب صغير بهِ سائل شفاف
نظرت إلى حنين بترقب ثم نظرت إلى الأنبوب وفتحته بهدوء وهي تنظر إلى حنين مِنّ الوقت إلى الآخر بحذر حتى لا تنتبه إليها، في هذا التوقيت دلفت چويرية بـ صُحبة علياء وهي تتحدث معها وتضحك
وقفت بجانب حنين وقالت:ايه يا حنون هو الزوز مزعلك ولا ايه
نظرت إليها حنين وحركت رأسها برفق وقالت بهدوء:لا خالص … مصدعة بقالي كام يوم معرفش ليه
علياء:طب ما تنامي رايحة تشربي حاجه فيها كافيين أزاي يعني
نظرت إليها وقالت:القهوة دي بتظبط دماغي بجد … وإحنا لسه فـ بداية اليوم
چويرية بتساؤل:طب فين الكوباية اللي هتحطي فيها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أشارت إليها نحوها قائلة:هناك ايه
نظرت چويرية إليها لـ تراها بجانب مديحة، نظرت إلى مديحة وهي تقول بداخلها:انتِ مش لاقية غير مديحة وتحطيها جنبها … دي مديحة دي وسط المصايب لحد دلوقتي
أقتربت چويرية بهدوء شديد نحوها وهي تنظر إليها بترقب وتعجب، كانت حركات مديحة غير عادية بـ النسبة إليها وصدقًا قد صدق حدثها عندما رأتها تُمسك زجاجة في يدها
نظرت خلفها تجاه حنين وعلياء ثم أقتربت مِنّهما وقالت بنبرة خافتة:بقولك ايه صح يا حنين أفتكرت زين قالي خلي حنين تجيلي بسرعة دلوقتي
نظرت إليها حنين وقالت بترقب:في ايه هو في حاجه
چويرية:آه شكله كدا تعبان أوي ووشه مصفر كدا
شعرت حنين بـ الخوف ولذلك أغلقت النيران وخرجت لـ تلحق بها علياء، نظرت چويرية إلى أثرهما ثم أبتسمت وألتفتت إلى مديحة وهي ترمقها بتوعد
أقتربت مِنّها بهدوء شديد لتراها تُحاول غلق الزجاجة، أبتسمت چويرية وظلت تقترب مِنّها حتى وقفت أمامها ثم وعلى حين غرة جذبتها بعنف مِنّ خصلاتها وهي تقول:آه يا زبالة يا خرابة انا كنت عارفه إنك مش هتتهدي غير وانتِ مفضوحة
_____________________
ليس من السهل خداع إنسان ذكي، نبيه، لماح، صحيح المجرم لا يترك خلفه أثرًا ولكن ليس لوقتٍ طويل فـ الآخر ليس بـ أبلهًا ولكن مِنّ الصعب إيضاح ذلك إلا مع نهاية اللعبة
_____________________
“ملاحظة” حسب ما أتطلب مِنّي أعمار الأحفاد حاليًا ودا هينزل منفصل لوحده فـ أي وقت مِنّ هنا لـ يوم الأربع إن شاء الله عشان أجمعهم كلهم بهدوء ومنساش حد♡
“رأيكوا وتتوقعوا چويرية هتعمل ايه المرة دي فـ مديحة ويا ترى فادي مخبي ايه وشريف ناوي على ايه هو وناهد”

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 7)

اترك رد

error: Content is protected !!