روايات

رواية أهداني حياة الفصل الثاني 2 بقلم هدير محمود

رواية أهداني حياة الفصل الثاني 2 بقلم هدير محمود

رواية أهداني حياة البارت الثاني

رواية أهداني حياة الجزء الثاني

أهداني حياة
أهداني حياة

رواية أهداني حياة الحلقة الثانية

– ندى وقد احمرت وجنتها بشدة قائلة محاولة أن تتحاشى النظر إليه :أنا مش عايزة أتجوزك جواز بجد وطبعا مش قصدي أحرمك من حقوقك ديه بس أنا هفضل ملك لجوزي ومش هينفع أكون زوجة لأي راجل تاني
– حمزة باستغراب : بس جوزك ده مات مش معقول هتفضلي عمرك كله من غير جواز
– ندى بأصرار: هو هيفضل عايش جوايا حتى لو كل الناس قالت أنه مات
– بضحكة ساخرة : كلكم بتقولوا كده ف الأول ومجرد ما تلاقي راجل أحسن منه هتحبيه وهتنسي جوزك ده خالص
– ندى بأسي : انسى! بس هو ميتنسيش.. وبعدين لو مش موافق ده حقك لكن خلاص انسى موضوع الجواز ده خالص
– حمزة بمرح :موافق يا ستي أنا كده كده مبفكرش ف الجواز ومش فارق معايا الستات أصلا بصراحة عدم وجودكم ف حياتنا راحة
– ندى:اها تمام طالما من حزب معارضة يبقا يلا بينا على المأذون
– حمزة متسائلا بعدم فهم : حزب معارضة ؟ مش فاهم ؟
– ندى بتوضيح : قصدي يعني طالما بتكره الستات ومش بتطيقهم يبقا نتمم الجوازة ونتوكل على الله
– بس هنتجوز النهارده علطول كده ؟
– أه خليني أخلص من الكابوس ده
– حمزة موضحا : بس يا آنسة ندى في حاجة ممكن تبقا غايبة عنك ثم أردف قائلا حضرتك لازم وجود ولي مينفعش تجوزي نفسك لازم حد من عيلتك يجوزك ليا
– ابتسمت ندى وظن هو أنها ابتسامة تفهم لكن حينما تحدثت علم أنها ابتسامة سخرية قالت بكل هدوء : الظاهر إن في حاجة غايبة عن حضرتك أنتا ، أنا لسة قايلة إني مدرسة عربي ودين وأكيد معلومة بسيطة زي ديه عندي على العموم متقلقش ليها حل
– حمزة وقد رفع حاجبيه متسائلا : حل أيه ؟

 

 

– هكلم خالي وأقوله يحصلنا على هناك وهفهمه أننا مستعجلين عشان أنتا مسافر وعايز نتجوز قبل سفرك وأنتا هتظبط الدنيا هناك على ما أجيلك أنا وأكون قدرت أظبط ورق سفري أنا كمان
– حمزة مستفهما : طب لما أنتي عندك خال ليه ملجأتيلهوش عشان يحميكي
– ندى بإبتسامة مشفقة : خالي راجل على قد حاله موظف حكومي وعنده أربع ولاد ربنا يباركله فيهم هيحميني أزاي ويشيل همي وهو لا سلطة ولا مال ربنا يعينه على اللي عنده كمان علاقتي بيه ضعيفة مش قوية زي ما أنتا متخيل الدنيا تلاهي يا سيادة الرائد
– حمزة بتفهم : عندك حق طب كلميه فهميه الدنيا وبعدين نتحرك
– مااشي بعد أذنك ثواني هكلمه وأجيلك
ذهبت ندى لتحادث خالها وتخبره بأمر زواجها لحظات وعادت إلى حمزة مجددا صمتت ل ثواني وكأنها تفكر في أمر ما لاحظ حمزة شرودها ف تسائل قائلا :
– مالك ؟ سرحانة في أيه ؟ خالك موافقش ؟؟
– تنهدت ندى تنهيدة طويلة ثم أخيرا نطقت بحزن : لأ وافق وهيجي يقابلنا كمان ساعة
– أمال زعلانة ليه ؟؟ كنتي عايزاه يرفض ؟!
– ابتسمت ثم تحدثت بشرود وكأنها تحادث نفسها :كان نفسي يرفض أو يسأل أكتر يحاول يفهم يحسسني أنه خايف عليا كان نفسي أحس أن ليا ضهر أنا عذراه وعارفة همومه ربنا يعينه عليها بس مجرد أمنية صمتت للحظات ثم أردفت بتردد وهي تصرح له بمكنونات صدرها قائلة أنا مش عارفة أنا رايحة على فين وإذا كان قراري بجوازي منك صح ولا غلط بنقذ نفسي ولا بغرقها أكتر أنا مبقتش عارفة ولا فاهمة حاجة بس للأسف مضطرة على ده ومفيش ف ايدي حل تاني
– نظر لها حمزة بإشفاق ثم قال بنبرة هادئة محاولا بها بث الطمأنينة ف نفسها : متخافيش مني أنا عمري ما هكون سبب لأي أذى ليكي ومش هكون كمان حمل عليكي ك زوج يعني مش هطالبك بأي حقوق أو واجبات وهحاول أكون ليكي ضهر طول المدة اللي هتكوني فيها مراتي عايزك تثقي فيا
– ندى بابتسامة ساخرة قد شقت طريقها لشفتيها قائلة : مفيش أصلا قدامي حل غير إني أثق فيك وأمري لله ثم أردفت بلهجة جادة : يلا بينا نتحرك على المأذون بس خلينا نخرج من باب المدرسة اللي ف الناحية التانية مش عايزاه يعرف إني خرجت
– مااشي يلا بينا ..نسيت أسألك معاكي الورق اللي هيطلبه المأذون يعني بطاقتك وشهاده وفاة جوزك وصور كده ثم خبط مقدمة رأسه بيده قائلا أوووف أنا مش معايا صور
– الورق معايا وبالنسبة لموضوع الصور مفيش مشكلة نتصور واحنا ماشيين في أماكن بتطلع الصور ف نفس الوقت
– تماام

 

 

– يلا بينا بقا بص استناني بره وأنا هستأذن وأجيلك
– ماااشي
خرج حمزة أولا ثم أستأذنت ندى من عملها ولحقت به في الخارج من الباب الخلفي للمدرسة وحينما توجه حمزة ل ركوب سيارته ليتوجها حيث المأذون اعترضت ندى قائلة :
– أنا أسفة يا حضرت الرائد بس مش هينفع أركب معاك عربيتك لوحدنا ممكن ناخد تاكسي أو حضرتك تقولي على المكان وأنا هاجي لحضرتك فيه وأنتا تسبقني بالعربية اللي يريحك
– نظر لها حمزة بغيظ ثم هتف متسائلا : ومش هتركبي معايا العربية ليه أكيد يعني مش هخطفك
– ندى بتوضيح : أنا عارفة أنك أكيد مش هتخطفني بس حضرتك راجل غريب عني ومينفعش اركب معاك العربية لوحدنا ديه تعتبر خلوة ف لو سمحت ريحني
– حمزة عابثا بيده في خصلات شعره السوداء :خلوة ! هو احنا رايحين عند المأذون نعمل أيه؟ نلعب! ما احنا رايحين نتجوز يعني بعد شوية هتبقي مراتي
– ندى : لما ابقى مراتك عادي لكن دلوقتي مش هينفع واتفضل بقا عشان منتأخرش ها هتعمل ايه ؟
– حمزة مستسلما : أمري لله يلا هقفل عربيتي وآجي معاكي ونركب تاكسي يلا بينا
– ندى : ماشي شكرااا بس لو عايز ممكن تركب عربيتك ومتشغلش ب…..
– قاطعها حمزة قائلا : كفاااية رغي ويلا قولت هآجي معاكي اتفضلي بقا قدامي
– ندى بخجل : لأ اتفضل حضرتك وأنا وراك علطول
– فهم حمزة خجلها فقال مشاغبا : متخافيش مش هبص عليكي ما قولتلك نفسي مسدودة من كل الستات
– ندى بابتسامة : معلش بردو ده الصح والصح يتعمل بصرف النظر عن أي حاجة اتفضل حضرتك
تحرك حمزة وهي خلفه أشار ل تاكسي وتوقف على الفور ف أبلغه بوجهته ثم انطلق سريعااا ذهبا لاستديو تصوير ثم بعده توجها حيث مكان المأذون وهناك قابلا خالها الذي وصل للتو حينما وصلا هما أيضا تعرف على حمزة ورحب به ثم صعد الجميع لاتمام عقد الزواج ….
جلس حمزة غير مبال لما يحدث حوله المأذون يكتب وينظر في الأوراق ويدون أمر ما ف ألقى نظرة سريعة على ندى التي كانت تجلس على الكرسي المقابل له لمح دمعة تغالبها في السقوط كانت تتنفس بصوت عال وصدرها يعلو ويهبط يبدو أنها تذكرت زوجها الراحل كانت على وشك الانهيار حينما قطع المأذون شرودها حينما طلب من خالها أن يضع يده في يد حمزة وبدأت مراسم الزواج الشفهية وما أن انتهى حتى دعا لهما قائلا بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
ياالله ما هذا الوجع الذي يسكن قلبها في تلك اللحظة زفرت ندى زفرة حارة محاولة كبت هذا الألم الذي أضناها بشدة وهي ترى زوجها الراحل بدلا من حمزة تذكرت كم كانت سعيدة يومها والآن هي تتجرع مرارة فراقه هي على اعتاب زوج آخر سواه صارت من الآن على أسمه حتى لو كان مجرد عقد صوري لحمايتها لكنها معنويا كانت محطمة حاولت لملمة أشلائها المبعثرة أثر هذا الزواج الذي أدمى قلبها بشدة كانت تود أن تبقى ملكا ل زوجها الراحل عن دنياها الخالد في قلبها فقط حتى لو كانت تلك الملكية مجرد أسم في ورقة زواج !!

 

 

كم تود الآن أن تصرخ بهم لتوقف تلك المهزلة التي اختارتها هي لتتلوى ألما الآن مما حدث للتو ..تود الآن أن تلقي بنفسها بين ذراعي حبيبها الذي فقدته بجسده لكن روحه أبت أن تفارقها روحه تسكنها تتشبع بكل أنش بها وكأنها هو ياالله حتى تفكيرها الآن فيه أصبح لا يحل لها فهي أصبحت زوجة لهذا الحمزة ولا يحق لها أن تشرد حتى بفكرها في غيره
لسان حالها يوبخها قائلا ماذا فعلتي بالله عليكي يا ندى في نفسك حتى الخيال أصبح محرما عليكي، تشعر وكأن أحدا ينزع روحها أنتزاعا تذكرت حينها لحظة الموت وملاك الموت يسحب الروح لتفارق الجسد وتسائلت هل هذا الشعور يشبه ما تحسه الآن أم أقسى هذا ما جال بخاطرها في ذلك الحين ف دعت الله في سرها أن يجعل روحها طيبة تخرج في سلام ….
قطع تفحص حمزة بها في هذه اللحظة والذي لم يكن سببه سوى الاشفاق عليها مقدار الألم الذي ارتسم بحرفية على ملامحها كفيلة لتخبر ناظرها أنها تصارع من أجل ألا تفلت دمعتها الخائنة التي كادت تخنقها حتى طلب منه خالها أن يتحدث معه لحظات قبل أن ينصرف وبالفعل قام من أمامها ووقف ليتحدث معه ألقى حمزة نظرة قصيرة على هذا الرجل الواقف أمامه والذي صدقت ندى لا يقوى أبدا على حمايتها ف عيناه محملة بالهموم التي تثقل كاهله ويظهر هذا جليا حتى على جسده النحيل وصوته الأجش الذي يحدثه الآن قائلا :
– أنا مش عايز أوصيك على ندى يا ابني هي تعبت ف حياتها أوى من يوم ما أمها ماتت وهي طفلة متعرفش حاجة في الدنيا وبعد شوية ابوها اتجوز واحدة معاملتهاش بما يرضي الله ومعرفتش تحبها أبدا فضلت ندى محرومة من الحنان اللي بتحتاجه كل بنت حتى ابوها مقدرش يعوضها عن أمها اللي راحت وسابتها ندى يا ابني ملهاش حد ثم ابتلع غصة تشكلت بحلقه وأردف بألم حتى أنا زي ما أنتا شايف راجل على قد حالي متعلق ف رقبتي كوم لحم ضهري انحني من همومهم معرفتش أكون لها السند ولما خلاص بدأت تفرح وتحس أن ربنا هيعوضها عن الأيام الصعبة اللي عاشتها واتجوزت الراجل اللي قلبها اختاره ربنا استرد أمانته ورجعت ندى لوحدها تاني هي اتكسرت واتوجعت أوي من بعده كنت بقول مستحيل تتجوز غيره بس الحمد لله أنتا شكلك ابن حلال وهتكون أنتا أكبر عوض ليها عن كل حاجة ندى شافتها ف حياتها أديها يا ابني الحنان اللي اتحرمت منه وكون ليها السند اللي محتاجاه خليك دايما ف ضهرها وابقى أنتا كل عيلتها اللي اتحرمت منها وأعملوا عيلة وخليها سعيدة لأنها بجد تستاهل ده مش هتلاقي ف الدنيا كلها حد ف برائتها ورقتها وف نفس الوقت قوتها بس ورا جدار القوة الهش ده بركان ضعف ممكن يثور ف أي لحظة لازم تقدر تحتويه وساعتها بس ندى هتحس بالأمان وهتظهر وقتها بشخصيتها الحقيقية ديه وصيتي ليك يا ابني وأتمنى تحفظها
– أوعد حضرتك إني هحافظ عليها وأبذل كل جهدي عشان تبقى سعيدة وحاسة بالأمان
وجد حمزة نفسه دون أن يدري يجيبه بوعد لا يعلم لما من الأساس قطعه على نفسه وهو يعلم جيدا طبيعة علاقتهما هل لأنه أراد أن يطمئن هذا الرجل المثقل بالهموم فلا يحمله هما آخر أم أن أشفاقه عليها هو من دفعه لقول ذلك انتهى الأمر وانصرف الخال ولم يتبقى سوى حمزة وندى حينما هبطا لأسفل طلبت منه أن ينصرف ويتركها وهي ستصرف أمورها لكنه أبى ذلك وأخبرها أن عليه العودة مجددا لمكان عملها حيث يصف سيارته

 

 

ركبا تاكسي آخر وحينما وصلا وقبل أن ينصرف حمزة وتذهب هي إلى وجهتها أخبرها قائلا :
– لو احتجتي أي حاجة كلميني أنتي دلوقتي مراتي ومسئولة مني
– أجابته ندى بهدوء مخالف للنيران التي استعرت في قلبها حينما تفوه بكلمة مراتي لكنها لم تود أحراجه فقالت : شكرا لحضرتك يا سيادة الرائد أنتا مش ملزم بأي حاجة تجاهي كفاية اللي عملته عشاني وإن شاء الله مش هزعجك ومشكلتي هتتحل وهحلك من الرابط ده عشان ترجع لحياتك الطبيعيه
– إن شاء الله كل حاجة هتبقى تمام ثم وضع يده في جيب بنطاله واخرج منها كارت صغير مدون عليه أرقامه قائلا ده الكارت بتاعي فيه كل أرقامي لو احتاجتيني أكيد هتلاقيني
– ندى بامتنان : شكرا ليك جدا وبعد أذنك لازم أرجع شغلي تاني عشان اتحرك من جوه وقبل أن تنصرف عادت ببصرها إليه متسائلة باهتمام هو القسيمة هنستلمها أمتا ؟
– كمان يومين وده بعد ما ألحيت عليه
– ماشي طيب ممكن أول متوصلك توصلهالي بسرعه خليني أخلص من الكابوس ده
– ماشي أول ما تجيلي يا أما هبعتهالك مع حد أو لو عرفت هجيبهالك أنا بنفسي
– لأ متتعبش نفسك ابعتها مع أي حد
– هشوف على حسب الظروف يلا ادخلي أنتي أتفضلي
– مااشي سلاام
– سلااام
ركب سيارته مجددا وانطلق بها حيث مكان عمله ، مر اليومان وأرسل أحد المخبرين الموجودين في القسم لاستلام قسايم الزواج وأوصلها لها مع البواب لانها كانت مازالت بعملها وانطلق هو نحو صالة التدريب الرياضي الموجود بها صديقه عمر فهو انشغل عنه اليومان الماضيين ولم يقابله وحينما رآه عمر مازحه قائلا :
– الناس المختفية من أول امبارح فينك يا حمزة باااشا أيه تكونش اتجوزت وأنا معرفش “كان يقولها ساخرا ”
– نظر له حمزة بغيظ ثم أماء رأسه بالايجاب
– ظن عمر أن صديقه هو الآخر يبادله المزاح فأردف قائلا : وده من أيه ده يا حموزي أيه قررت أخيرا تتنازل عن دور الراهب ويا ترى مين بقا اللي كسرت حصون حمزة باشا الشاذلي ثم أردف بنفس النبرة المازحة أكيد ملاااك ..ملاااك ف أوهامك أو حور عين من الجنة
– حمزة بجدية : عمرر أنا مبهزرش أنا فعلا اتجوزت
– عمر بصدمة : أيه أتجوزت بجد ؟؟ واتجوزت مين ؟وأمتا ؟؟ وأزاي متقوليش ؟؟
– حمزة بابتسامة ساخرة : مش لما أقولي أنا الأول
– عمر بعدم فهم : يعني أيه ؟؟ حمزة أنتا بتتكلم بجد ولا بتهزر ؟؟

 

 

– حمزة : وهي الحاجات ديه فيها هزار والله اتجوزت من يومين
– عمر وقد ارتسمت علامات الدهشة على وجهه جليه ثم قال : أوعى تكون رجعت ل بريهااان
– حمزة بنفور : أعوذ بالله ليه السيرة الغم ديه بريهان أيه اللي ارجعلها ده أنا ماصدقت خلصت منها وبعدين بلاش أم سيرتها عشان بتيجي على السيرة
– عمر : طب سيبنا من ست بريهان أحكيلي اتجوزت مين وأزاي
– حمزة موضحا : يا عمر أنا متجوزتش زي ما أنتا فاهم
– عمر وقد أصبح لا يعي شيء مما يقوله صديقه : يعني أيه متجوزتش زي ما أنا فاهم مش أنتا اللي بتقول اتجوزت متجننيش يا ابني الله يكرمك
قص له حمزة سريعا وباختصار قصته مع ندى مع اجتياز نقطة انتحارها لكنه أخبره بدلا منها أنها كانت تمر بظروف عصيبة وتعرضت لموقف قاسي وخشى إن لم يتزوجها فتعود لتجربة نفس الموقف مرة آخرى لذا وافق على زواجه منها
– عمر بدهشة من صديقه : أنتا اتجننت يا حمزة أزاي تتجوز واحدة متعرفهاش وتخليها تشيل أسمك أنتا ناسي أنتا مين يا باشا ولا أيه وناسي نفوذك اللي ممكن أي حد يستغله وناسي حتى طليقتك بريهان اللي ممكن ببساطة تكون هي اللي ورا البنت ديه
– حمزة بعدم تصديق لكلمات صديقه : أيه يا عمر الأفلام وجو المؤامرات اللي أنتا عايش فيها ديه البنت شكلها طيبة وفعلا محتاجة للمساعدة وأنا ساعدتها وخلاص وهتعمل أيه يعني بمجرد ورقة جواز
– عمر بغيظ من صديقه : والله أنتا باين عليك غبي يا حمزة أنتا أكيد ليك اعداء وممكن ببساطة يستغلوك عن طريق البنت ديه وورقة الجواز اللي حضرتك مستقل بيها ديه يتعمل بها عمايل ومصايب كتيير أنتا ف غنى عنها أنا اللي هقولك يعني يا حضرت الرائد قال كلمته الأخيرة ساخرا
– حمزة وهو يحك موخرة رقبته من الخلف قائلا بلامبالاة : سيبها على الله يا عموور مفيش حاجة هتحصل بإذن الله اطمن يا صاحبي
– عمر : يا ابني طب لو بيري عرفت تفتكر هتسكت ولا هتقلب الدنيا ده أنتا من غير متتجوز وهي قرفاك ومش مخلياك عارف تشوف آدم وكل ده على أمل أنك تزهق وترجعها تخيل بقا لما تعرف أن جنابك أتجوزت هتعمل أيييه
– حمزة بغضب: ولا تقدر تعمل حاااجة أنا سااااكت عليها بس عشان أبوها لكن قسما بالله لو فكرت تعمل حاجة أنا هوريها حمزة ممكن يعمل أيه للي يفكر يفكر بس يحرمه من ابنه وبعدين قولتلك اقفل على أم سيرتها ديه بقا مش….

 

 

قاطع كلماته الغاضبة رنين هاتفه والذي كان كما توقع قبل أن ينظر في شاشته عن هوية المتصل هي بريهان طليقته التي يشعر أن لديها قرون استشعار بمجرد ذكر اسمها يجدها تتصل به قبل أن يجيبها زفر غاضبا ثم نظر لعمر بغيظ قائلا وكأنه من استدعاها :
– عجبك كده أهي جت على السيرة يااارب صبرني
ثم أخيرا أجابها محاولا أن يرتدي قناع البرود حتى لا ينفجر بوجهها صائحا فقال ببرود معاكس لرغبته الشديدة في صب جم غضبه عليها :
– خير يا بيري ؟
– أتاه صوتها الغاضب كالعادة ولكنه كان أكثر حدة قائلة : أنتا اتجوزت عليا يا حمزة
وحينما لم يجيبها زاد حنقها وغضبها ف كررت بنبرة أكثر حدة
– رد يا حمزة أنتاااا أتجوزت علياااااا
– حمزة بدهشة لم يستطع أن يخفيها : وأنتي عرفتي منين ؟ أنتي بتراقبيني يا بيري ؟؟
– بكل وقاحة أجاابت : أيوه براقبك ورد بقا على سؤااالي أنتا اتجوزت عليا؟؟
– حمزة ببرود أكبر ليغيظها : طالما بتراقبيني يبقا مش محتاجة تسألي لأنك عارفة الاجابة وعشان أريحك أكتر لو عايزة يعني تسمعيها مني أيوه يا بيري أتجوزت بس في حاجة غلط ف كلامك يا حبيبتي مسمهاش اتجوزت عليا عشان أنتي أصلا مش على ذمتي فاسمها أتجوزت بس أنتي عايزة العروسة الجديدة تزعل ولا أيه” قال جملته الأخيرة ليغيظها”
– تجاهلت بيرهان حديثه وأكملت صارخة : بقا بتتجوز عليا يا حمزة أنتا شكلك ناسي أنا بنت مين واقدر أعمل أيه و
– قاطعها حمزة قائلا متجاهلا نبرة التهديد الجلية في صوتها: أنا مش مصبرني عليكي غير أنتي بنت مين ديه أبوكي أنا مش خايف منه لكن احتراما له أنا بعتبر سيادة اللواء مكان والدي الله يرحمه وبعتبره كمان الأب الروحي ليا وهو عمره ما عاملني غير معاملة طيبة ووقف جنبي لحد ما وصلت لمكانتي ديه وأنا مدينله بالفضل وعشان كده أنا ساكت على قرفك لكن لولاه بجد مكنتش عارف ممكن أتصرف معاكي أزااي
– بيرهان بلهجة ساخرة : أه وعشان كده بتردله الجميل ف أنك تتجوز على بنته
– حمزة بنفااذ صبر : بريهاااان قولتلك أنتي مش مرااااتي عشان أتجوز عليكي فوووقي بقا احنا اتطلقنا من أكتر من 3 سنين وأنتي لسه عايشة في الأوهام أحنا لا يمكن نرجع لبعض تاااني فاااهمة لا يمكن
– بريهان بغضب : وأنا مش عايزة نرجع ل بعض لكن بردو متتجوزش زي ما أنا كمان مش هتجوز مينفعش حاجة ف يوم كانت ملك بريهان راشد تبقى ملك حد قبلها ولا بعدها
– حمزة بغضب : حاجة ؟؟ أنا مش حاااجة يا هااانم ولا أنا ملكك فوقي وركزي كده أنا حر أعمل اللي أنا عايزه وأتجوز بعدك براحتي ده لو افترضنا أصلا أن جوازي منك ده محسوب أنا بعتبر فترة جوازنا ديه كنت منفي بره الدنيا والحمد لله رجعت وخلصت منك

 

 

– بريهان بغيظ : ماااشي يا حمزة ابقى وريني بقا ازاي هتشوف أدم مش أنتا بالنسبالك فترة جوازنا منفى خلاص اتحرر بقا من كل حاجة بتفكرك بيها وأولهم ابنك اللي مش هخليك تشوفه تاني و
– قاطعها حمزة بغضب عاصف : قسما بالله يا بريهان لو فكرتيي بس تبعدي ابني عني ل هتشوفي مني وش عمرك ف حياتك ما شوفتيه واتمنى متشوفيهوش عشان هتزعلي جااامد ووريني بقا هتعملي أيه وأعلى ما في خيلك اركبيه آدم هيفضل ابني وهشوفه وقت ما احب ولو فكرتي تعملي أي حاجة هاخده منك خااالص وهندمك ندم عمرك ومتهيألي أنك عارفة إني أقدر أعمل ده
انهى حديثه ثم أغلق في وجهها الخط وهو يشدد على خصلات شعره بغضب يكاد يقتلعها نظر له صديقه بإشفاق وخوف من غضبه الذي يعلم تماما أنه لو ترك لنفسه العنان لأحرق هذه الباري حية فقال محاولا امتصاص غضبه :
– خلاااص يا صاحبي اهدا هي بس بتهرتل بأي كلام من غيرتها وأكيد مش هتعمل حاجة
– حمزة بغضب : ولا تقدرر تعمل حاااجة أصلااا أدم خط أحمر ما عاش ولا كان اللي يحرم ابني مني ويحرمني منه وأنا على وش الدنيا
– عمر بتفكير : بس هي عرفت منين أنك اتجوزت ؟ لتكون زي ما قولتلك هي اللي زقت البت ديه عليك عشان تشوف مثلا هتعمل أيه
– حمزة وقد لوى شفتيه :لأ يا عمر معتقدتش وبعدين هتبعتلي واحده عشان تتجوزني أزاي يعني
– عمر : مش عارف ممكن تكون كانت تقصد ت….
قاطع حديث عمر رنين هاتف حمزة مرة ثانية لكن تلك المرة برقم غريب أشار ل صديقه حتى يصمت الذي حدثه أنه سيذهب لاحضار أي مشروب ليهدأه حتى ينهي هو مكالمته تحرك عمر وأجاب حمزة على المتصل الذي ما إن فتح الخط حتى أتاه صوت أنثوي مرتعش قائلا :
– حضرتك الرائد حمزة ؟؟
– أيوه أنا الرائد حمزة مين ؟
– أجابته بتلعثم : أناااا ..أنا ندى
– وكان قد نساها في ثورة غضبه ف هتف متسائلا : ندى مين ؟؟
– ارتبكت ندى هي لم تتوقع أنه نساها هكذا : ندى جارتك و..و
– وكأنه تذكرها فجأة فقال : ندى مراتي؟؟
ياالله كم وقع هذه الكلمة قاس عليها بسهولة هكذا ينسبها ل نفسه وهو حتى لا يذكرها فقالت ب توتر واقتضاب :
– أيوه
– حمزة بنفاذ صبر : خير ؟؟ في حاجة ؟؟
– توترت ندى أكثر من لهجته الحادة فقالت بأسف : أنا آسفة إني بزعج حضرتك بس غصب عني والله مكنتش عايزة أدوشك بس أنا…
– قاطعها حمزة : ممكن من غير مقدمات لأنك كده فعلا بتدوشيني وأنا قرفان وروحي في مناخيري ومش طايق نفسي حتى ف اتكلمي علطوول
– ندى وقد ألجمتها الصدمة من استرسال حديثها إليه وقد شعرت بثقل تلك المكالمة أكثر منه لكن لا مفر منها وقبل أن تنطق مرة آخرى وجدت صوته الحاد الغاضب يصرخ بها

 

 

– هاااا اتكلمييي هفضل مستني جنابك كتير لحد ما تنطقي
– ندى بتلعثم وارتباك وصوت مختنق بالدموع : أصل ..أصل يعني ..ثم ابتلعت غصتها بحزن وهي تود اغلاق الخط في وجهه لكنها اردفت وهي تعض على شفتيها بألم يعتصر قلبها : هو ..هو كلمني وبعتلي وقالي أنه مش مصدق القسيمة وإني اتجوزت وبيقولي أنه هيجيلي بنفسه عشان يتأكد ويباركلي وأنه حتى لو أنا اتجوزت ف …ف هو مش هيسبني ل راجل تاني من غير ما ..ما ياخد اللي هو عاوزه مني
– قاطعها قائلا بغضب أعمى وقد دار برأسه الاحتمالات التي قالها له عمر وانها قد تكن على اتفاق مسبق مع بريهان أو انها خطة للايقاع به فقال بحدة : بصي بقا يا استاذة أنتي طلبتي اتجوزك وأنا عملت ده لكن أكتر من كده أنا مليش دخل مشاكلك حليها بنفسك ده لو كان عندك مشاكل فعلا أنا فيا اللي مكفيني ومش ناقص مشاكل ولا وجع دماغ تاني يلا أنا مضطر أقفل دلوقتي عشان مشغول سلااام
أغلق الخط للمرة الثانية لكن تلك المرة في وجه ندى دون أن يمهلها فرصة للحديث نظر ل عمر الذي أتي مع نهاية المكالمة وظل واقفاً أمام صديقه الذي بدا عليه الشرود والتفكير وأخيرا خرج عن صمته قائلا :
– شكل عندك حق أنا حاسس إني اتسرعت لما اتجوزت واحدة معرفهاش وصدقت الفيلم اللي حكته ده مش غريبة يعني تتصل بيا بعد مكالمة الزفتة بيري ثم تنهد بعمق قائلا بضيق أنا لازم أنهي موضوع الجوازة ديه النهارده قبل بكره ..ثم نظر لصديقه مازحا طب بما أنك مش عندك مشاكل ومش متجوز متتجوزها أنتا
– عمر : لاااا يا عم جوااز أيه هو بعد اللي شوفته معاك ده أنا هفكر أتجوز أصلا وبعدين هو أنا مجنون زيك عشان اتجوز واحدة معرفهاش
– حمزة بجدية : ألا صحيح يا عم العاقل أنتا مبتتجوزش ليه ؟؟ثم اردف بلهجة تحذيرية : هاا اعترف؟؟
– تنهد عمر تنهيدة طويلة ثم قال : ملقتش اللي تخطف قلبي زيها كأنها كانت حلم جميل صحيت منه قبل حتى ما أبدأه
– حمزة بتساؤل : هي مين ديه ؟؟
– عمر بابتسامة تحمل كل معنى الاشتياق الذي ظهر جليا في عيناه : هي أجمل بنت في الدنيا مشوفتش ف رقتها واحترامها وخجلها اللي كان دايما أجمل حاجة فيها كانت مدرسة زميلتي ف المدرسة اللي كنت شغال فيها قبل ما آجي القاهرة حبتها أوي وحسيت ب رابط غريب بيربطني بيها حنين ليها كأني أعرفها من زمان حاجة بتقول أنها تخصني وكل ده من غير ما نتعامل كتير لأنها كانت متحفظة في الكلام مع زمايلها الرجالة واللي أنا كنت واحد منهم لكن مع ذلك كان اللي شوفته منها كفاية أويي عشان أحبها وابقى عايز ارتبط بيها وف يوم ما قررت أصارحها بحبي ده وأعرض عليها الجواز كنت للأسف أتأخرت أووي لأن يومها لقيتها داخلة الأوضة بتاعت المدرسين وبتوزع شكولاته ولما سألتها عن السبب قالتلي بمناسبة كتب كتابها شوفت المفاجأة يعني حبكت أفكر في الاعتراف يوم جوازها يعني حتى مبقاش ليا الحق أعبر عن مشاعري ديه لأنها بقت ملك ل راجل تاني خلاااص باركتلها واتمنتلها السعادة من قلبي وأنها تكون اختارت الراجل اللي يستحقها واللي يقدر يسعدها لكن بيني وبينك مقدرتش أشوفها قدامي كل يوم ف سيبت المدرسة والمحافظة كلها ونزلت القاهرة وغيرت الكرير بتاعي زي ما أنتا عارف بعد ما قابلت ياسين واقترح عليا موضوع المشاركة في الجيم ده والباقي أنتا عارفه

 

 

– حمزة بدهشة : بس ديه زمانها أتجوزت يا ابني ومش بعيد تكون خلفت كمان أنتا بقا هتفضل عايش على الأطلال
وقبل أن يجيبه عمر وجد حمزة هاتفه يرن مرة آخرى ب رقم ندى فقال بغيظ قبل أن يفتح الخط :
– لأ بقا ديه عايزة تتهزأ وشكلها مبتفهمش أيه ارمي عليها اليمين ف التليفون واخلص هي ناقصة زن ست تانية كمان
– أشار له عمر بأن يفتح الخط ثم قال : اسمع هتقولك أيه المرادي بقااا أما نشوف
فتح الخط ليجيبها لكنه قبل أن ينطق سمع صوتها تصرخ صرخة هلع لها قلبه!!!!
يا ترى أيه اللي حصل ل ندى ؟؟ وهل فعلا هيا متفقة مع طليقة حمزة لخداعه

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أهداني حياة)

اترك رد