روايات

رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي الفصل العاشر 10 بقلم اسماعيل موسى

رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي الفصل العاشر 10 بقلم اسماعيل موسى

رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي البارت العاشر

رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي الجزء العاشر

ثلاث صرخات وحدها لا تكفي

رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي الحلقة العاشرة

تركها احمد ونزل درجات السلم ومن خلفه نرجس ترمق بعتب وضيق، مر علي غرفة والدته التى تئن من المرض بعد أن أصبحت له غرفته الخاصة، طرق الباب وقبل يديها وسألها عن حالها !؟
أنا بخير يا ولدي، لكن هل انت بخير؟
كان صوتها قادم من عمق العصور القديمة البائدة !
انا لا ادرى والله !
يمكنك أن تتحدث الي وقتما ترغب يا احمد، أنا والدتك!!
قبل احمد والدته على جبهتها وتمني لها ليله سعيدة.
كانت صحتها قد تداعت في الآونة الأخيرة، حتى انها لم تكد ترى، تتحدث بصعوبة بعض الأحيان وتصمت لفترات طويله كأنها خرساء.
كان على وشك دخول غرفته قبل أن يتراجع بآخر لحظه ويطرق باب غرفة كارما، فتحت الباب وكانوا قد باتو يعدونه واحد من الأسرة.

 

طلب منها كتاب ليقرأه على أن يكون كتاب بسيط اللغة، تسألت كارمه عن سبب ذلك الاهتمام وهي تفتش بين كتبها وروايتها بينما كانت نرجس اعلا السلم ترمق ما يحدث بحذر !
قال انوي تعلم القراءة !
ابتسمت كارمه، انت تحتاج لكتيبات تعلم الأبجدية وليست كتب للكبار.
لكنى أرغب بقراءة رواية هذا ما أرغب به !
ليس قبل أن تتعلم القراءة يا احمد، ثم ورفعت كارمه حاجبيها وضيقتهم، اي رواية ترغب بقرأتها؟؟
رواية ذلك الكاتب الفرنسي الشاب، لا أتذكر اسمه، اسمها اللحظة الفارقة!
اها، اللحظة الراهنة وضحت كارمه وهي تضحك غيوم ميسيو.
كيف تعرفه؟
صديق رشحه لي!!
الأصدقاء لا يرشحون روايات غيوم، الصديقات فقط يفعلون ذلك يا احمد.
الصديقات، رنت الكلمة بذهن نرجس المراقبة كخلخال غانيه ايام الانجليز !
ابتسم احمد ولم يرد.

 

بالغد سأبتاع لك كتب تعلم القراءة بطريق عودتي من الجامعة ، مع ذلك منحته كتاب قضى احمد ليلته يحاول ان يقرأ عنوانه قبل أن يضيق به وينحيه جانبا
نام احمد علي السرير عينه معلقه بسقف الغرفة ولفافة تبغ تحترق بين اصابعه، كان ينفس دفقات من الدخان الأزرق عميقه ومكتومه، يحاول متفكرا ان يقنع نفسه ان عدم قدرته على الاحتفاظ بصوره واضحه لملامح تلك الفتاه لا تعود لغبائه إنما لأن جمالها أكبر من أن تحفظ ذاكره تفاصيله بجلسه واحده بل عدت جلسات.
جعل يقلب جسده من جنب الي جنب والقلب في جوف الصدر مهتاج ضائع
لا يمكن أن تغمض له عين طالما يفكر في شخص أخر حتى لو انقلبت السماء على الأرض.
عندما خرج كان الجو بالحديقة منعش، نسيم عليل يداعب أوراق الأشجار بخجل، مشي على العشب النائم المتوجس في سره، جلس في بقعه معوشوبه واتكاء بظهره علي جذع شجره رأه مرات من قبل طفل يركض عاري بين الزهور.
القصه بقلم الكاتب اسماعيل موسى
اشعل لفافة تبغ أخرى والقاها بفمه لتقع عينه على شرفة غرفة نرجس، كانت الغرفة مضاءة، راح ينظر نحوها بشرود وعينه مثبته عليها، وانفتح باب الشرفة فجأة وخرجت منه نرجس بقميص نوم قصير وفي فمها لفافة تبغ تدخنها.
كان يستحيل عليها ان تراه من مكانها فقد كان غاطس في الظلام الا ان نباح الكلاب الحراسة وصوت الخفافيش الهاربة دفعها لان تنظر نحوه قبل أن تنادي باسمه.
كان أحمد يجلس دوما في ذلك المكان وكانت تعرف ذلك، ترك احمد مكانه ومشي حتى أصبح تحت الشرفة، لماذا انت مستيقظ؟ ما الذي يشغل بالك؟ اطلق احمد ابتسامه وهو يفكر، لماذا على أن لا أكون مستيقظا حتى الآن؟ من أجل اي سبب لعين يحشر الأخرين انوفهم بأذهاننا الغارقة في الوحل.

 

انا بخير
لماذا انت مستيقظ؟
ادخن لفافة تبغ، هذا ما أفعله ادخن، تعالي واشارت بيدها لفوق، شاركني كأس!!
تعلمين انني لا اشرب، على أن افتح عيني مبكرا بالغد، سهره سعيدة سيده نرجس!
سهره سعيدة! تصعبت نرجس في نفسها، الكأس لا يحييها الا كأس اخر ودخلت غرفتها.
مره أخرى على السرير استجدي احمد النوم، بطولك؟ بعرضك؟ أروى عيوني!؟
لكن النوم مثل كل الأشياء الجميلة في حياتنا لا تأتي عندما نطلبها.
قبل أن تدق الساعة الثالثة فجرآ ان كان أحمد شرد عشر مرات يفكر في تلك الفتاه فأنها قليله، اخيرا وجد النوم طريقه الي احمد قبل أذان الفجر وكان وقتها لا يرغب في النوم اصلا.
عندما تفكر في شيء بعمق قبل نومك عاده يكون له نصيب من أحلامك.
الساعة الثامنة صباحا فتح احمد عينيه ممتعضا، يا إلهي؟ لماذا لا يملك كل شخص حق اختيار الوقت اللعين الذي يرغب في الاستيقاظ به؟ ويصدعونك بعد ذلك اولاد ال عن الحرية، هل توجد عبودية اكبر من تلك؟
ادخل ساقيه في بنطال جينز ازرق شده على وسطه حزام اسود ماركة lacost، واشعل لفافة تبغ وهو يمشي تجاه الحديقة، أصبح البستاني الان بعد وفاة الجنايني السابق.
عبر بين الزهور الندية متقي الشمس بكف يده، ان اكبر متعه على الإطلاق تكمن في التعامل مع الزهور رغم هشاشتها عند قطفها لا تتذمر ابدآ بل تبدو أكثر جمال وحلاوة.
فتح صنوبر الماء ليروي جزء من الحديقة بينما واصل سيره بين الأشجار، صباح الخير أحمد !؟
لوحت له كارمه وهي تعبر بوابة الفيلا بسيارتها الكسا البيضاء، لوح لها احمد هو الأخر، لا تنسى ما اتفقنا عليه ؟

 

لن أنسى !!
جعل يعمل بشرود والف صوره جميله تتشكل أمام عينيه، فتلك الزهرة خدها والأخرى عيونها وهذه شعرها وتلك التى تطل بخجل جيدها، اللعنة سأجن !؟ احتاج لعلاج، ترياق ضد اللهفة
اغمض عينيه وتنهد ثم فتحهما على اتساعهما وقصد غرفة نرجس، كان يعلم انها نائمه لكنه يدرك أيضا ان نرجس عندما تكون نائمه لا ترفض له طلب.
صباح الخير سيدتي !! قال وهو يدلف للداخل، صباح الخير احمد أغلق الباب بسرعه، كم الساعة؟
التاسعة صباحآ !!
اوووف، ماذا تريد، سألته ولم تعدل رقدتها بعد !
أرغب بالذهاب للمدينة، وعدني صاحب المحل بدفعه جديده من النبيذ.
اليوم؟ سألته! لماذا لم تخبرني بالأمس، قالت وهي تعدل جسدها نحوه ليظهر منعطف أثر بين برتقالتي صدرها البارزتين ! كان صدرها شبه عاري وكانت لا مباليه كأنها لا أحد ينظر إليها.
نسيت !!
نسيت؟ انه نفس السبب الذي جعلك ساهما طوال الليل غير قادر على النوم ؟
تعالي، اجلس هنا !
جلس احمد علي طرف السرير موليها ظهره، تناول لفافة تبغ من علبة سجائر ميزت احمر كانت على الطاولة اشعلها وقربها من فمها، كان وجهها نحوه تسند رأسها بيدها اليمني وهي لا تزال راقده على جنبها، سحبت سحبه مديده من لفافة التبغ واطلقتها قبل أن تسأله لماذا تحاول تعلم القراءة ؟
كارمه؟ قال في نفسه وهو يجمع أفكاره، هل يمكنني أن أسألك كيف عرفتي؟

 

أنا أعرف كل شيء يا احمد، الأشجار توشوش لي بالأسرار.
اريد ان اقرء، أعني ليس للحد الذي يجعلني مثقفا وكل ذلك الهراء، ان استمتع بالقراءة، فأقرء واكتب.
واتتك الفكرة فجأة ؟ قالت، في القاهرة ام هنا؟
لا أتذكر، كيف لي أن اتذكر المكان اللعين الذي واتتني فيه فكرة حمقاء مثل هذه ؟
انت غاضب لماذا؟ سألته نرجس وصدرها كان يضغط على قصبة ظهره .
انا، وكان احمد قد بدأ يشعر بالارتباك، لست غاضب، أنا حانق او شيء من هذا القبيل !
ينقصك شيء؟
لا ينقصني شيء، ولا أشعر انه ينقصني اي شيء، أرغب بتعلم القراءة فقط، سوف احضر لك مدرس، وقالت نرجس،. وقد رقدت على ظهرها مرة أخرى يدها تحت رأسها تحملق بالسقف.
اشكرك، قال، لكن هناك شخص أخر سيفعل ذلك !!
كارما لا تصلح لتلك المهمة، صدقني، أنا أعرف ابنتي، قالت، وهي لاتزال تحملق بسقف الغرفة
ليست كارمه !!
من؟ قالت، وقد اولته وجهها مرة آخرى.
شخص قابلته بالأمس وانا احضر النبيذ.
يمكنك أن تحضره هنا بأي وقت، قالت، وهي تعاود التمدد على ظهرها مره أخرى.

 

لا أعتقد أنه سيوافق، عقب احمد بنبره غير مفهومه قبل أن يقف بمكانه، سأذهب الان هل ترغبين بابتياع أي شيء اخر؟
لا ! قالت نرجس وهي مغمضة العينين.
بعد رحيله، جلست نرجس على طرف السرير وضعت كفيها على ركبتيها العاريتين منحنيه وغطي شعرها وجهها ووصل بلاط الغرفة، حافيه خرجت الشرفة وجلست على المقعد واشعلت لفافة تبغ !!
عندما غادر احمد بالسيارة اجرت نرجس مكالمة قصيرة، أعطت خلالها بعض الأوامر لشخصا ما
كنت اقود نفس السيارة، واسير في نفس الطريق الذي اقطعه كل مرة، لكن مشاعري كانت مختلفة، اللهفة كانت تقتلني، عندما وصلت لهناك ولا أعلم كيف حدث ذلك لأنني كنت شارد قصدت المكتبة من فوري، خلف مكتبها كانت جالسه تمنح أحدهم كتاب ما، عبرت الرواق وجلست على احد المقاعد دون أن اتناول اي كتاب، كانت لم تنظر إلى حتى تلك اللحظة وعندما لمحتني لم تلوح لي ولم تعرني أدنى اهتمام.
هاي، قلت، ولوحت بيدي الا تتذكريني؟
وكيف من المفترض بي ان اتذكرك؟

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي)

اترك رد