روايات

رواية فؤادة الفصل الحادي عشر 11 بقلم ميمي عوالي

رواية فؤادة الفصل الحادي عشر 11 بقلم ميمي عوالي

رواية فؤادة البارت الحادي عشر

رواية فؤادة الجزء الحادي عشر

فؤادة
فؤادة

رواية فؤادة الحلقة الحادية عشر

كان كريم يقف بالباب الذى تركه عارف وراءه دون ان يغلقه عندما خرج وهو يحاول اللحاق بحسين ، وعندما نظرت له ندا وجدت على وجهه معالم الغضب الشديد ، وقبل ان تواصل انفاسها تفاجئت به يقترب منها ويجذبها بعنف من رسغها قائلا : واضح فعلا ان كان فى حاجة غلط فى تربيتك ، هستناكى نص ساعة مافيش غيرها ، تطلعى تلمى حاجتك وحاجة الولاد وتنزلى على طول
حسنة وفى صوتها اثر من نشيج مكتوم : استنى بس ياكريم ، دى ساعة شيطان يابنى وهتروح لحالها ، هو لما يرجع اكيد هيهدى ويردها تانى
كريم بوجوم : لا يامراة عمى ، لما تبقى تتأدب الاول على اللى عملته وقالته ، كتر خير حسين اوى انه صابر عليها طول الوقت ده وهى تحت سقف بيته
ندا بغضب : هو ده اللى ربنا قدرك عليه ، ده بدل ماتقف جنب اختك وتجيبلها حقها
كريم بوجه خالى من اى تعبير وهو يركز بعينيها : عاوزانى اجيبلك حقك ياندا
ندا بسخرية : ده اللى المفروض الاخوات الرجالة بيعملوه مع اخواتهم البنات
ليطأطئ كريم رأسه ناظرا الى الارض لدقيقة واحدة ثم يرفع رأسه بابتسامة ودون اى مقدمات يرفع كفه عاليا ليلطمها على وجهها لتشهق عاليا من الالم والمباغتة فى آن واحد
جلال وهو يقف حاجزا بين كريم وندا : مش كدة ياكريم ، المسائل دى عمرها ماتتحل ابدا بالاسلوب ده
كريم وهو ينظر لندا بجمود : القلم ده كان المفروض اديتهولك يوم حادثة فؤادة ، متهيألى انتى عارفة كويس انتى عملتى ايه يومها ، واللا تحبى افكرك قدام الموجودين
لتنظر له ندا برعب من ان يكشف سرها فتقوم بلجلجة : خلاص ياكريم … حاضر ، هعمل اللى قلتلى عليه
جلال : مالوش لزوم الكلام ده ، انتى هنا قاعدة فى بيتك وبيت ولادك ، و زى ما امى قالت بالظبط ، دى ساعة شيطان وهتروح لحالها
لتنظر ندا الى كريم لترى رد فعله على كلام جلال ، فتجده جامدا مكانه ينظر اليها بغضب جسيم ، فتنظر لحسنة التى كانت تهدهد ليلى على قدميها بحنان فتقول : اقعدى ياندا ، انا ليا كلام معاكى يابنتى قدام اخوكى ، لازم يشهد عليه
ليجلس الجميع فى انتظار سماع حديث حسنة التى تقول : يوم ماخطبتك لحسين ، انا كنت عارفة كويس اوى انك ماكنتيش بتحبيه ، لكن كنت عارفة انه ميال ليكى ، يمكن مش زى حب جلال لهدى الله يرحمها ، بس كان بيفضلك انك تبقى زوجته عن اى بنت تانية

 

 

 

لما وافقتى عليه اعتقدت انك هتقدرى تكيفى حياتك وتستغلى اعجابه وميله ده بانك تكبريه ، وتبادليه حب بحب
لكن انتى مشكلتك الاساسية واللى اول مرة اواجهك بيها .. انك دايما بصة على حال غيرك
بدل ماتعددى النعم اللى بتملكيها وتحمدى ربنا عليها ، دايما محسسة نفسك بالبؤس والعجز عشان حاجة احتمال تكون عند غيرك ومش عندك رغم ان ممكن او اكيد عندك حاجات احلى واغلى
بدل ماتحمدى ربنا على حب حسين واخلاصه ليكى ولبيتك وولادك ، كنتى بتبصى على حاجات تانية مش من حقك تبصى عليها
سنتين دلوقتى وانتى حارمة جوزك منك ، راجل غيره كان دور على راحته وانبساطه برة ، وماحدش ابدا كان هيقدر يلومه وانتى عايشة ناشز تحت سقف بيته
ابتديتى تدى لروحك سلطات مش ليكى ولا بتاعتك ، وانا ماحاولتش اعترض ، وقلت معلش ، وسيبتك لانى ماكنتش عاوزة النار اللى جواكى تكبر اكتر من كده
معاملتك لسلوى واستحوازك عليها اللى للاسف كنت فكراه فى البداية حنين ووفاء لذكرى اختك الله يرحمها
لو عاوزة اللى حصل ده كأنه ماكانش لازم تصلحى من نفسك يا ندا ، عشان خاطرك قبل مايبقى عشان خاطر حسين والولاد ، بلاش تضيعى بيتك وتهديه بايدك يابنتى
كان كريم ينظر الى شقيقته اثناء حديث حسنة ليرى رد فعلها ولكنها كانت جامدة دون اى رد فعل فقال : ها يا ندا : ايه رأيك
جلال : معلش ياكريم ، انا كمان عندى كلمتين لازم ندا تسمعهم ، وكويس انك حاضر برضة عشان تشهد عليهم
ليعتدل جلال ويكمل حديثه وهو ينظر لندا وقال : اسمعى ياندا ، لازم تفهمى ان انا واخواتى هنفضل طول عمرنا ايد واحدة ، والست اللى بس تحاول انها تفرقنا عن بعض حتى لو كانت روحنا فى ايدها ، مالهاش وجود بيننا ، وحياتنا هتفضل ان شاء الله زى ماهى ، مافيش حاجة هتتغير ، مش جبروت منى ولا طمع ، لا ، ده طلب اخواتى وامى منى ، انى افضل مسئول عن كل حاجة وبديرها بمعرفتى
انا بقوللك الكلام ده ، عشان بس يوم ما الامور تستقر بينك انتى وحسين ، ماتحاوليش تعيدى الكرة من تانى ، لان وقتها مش هتلاقى حد ينصحك يا ندا
وعشان تبقى فاهمة الوضع اللى هتعيشى عليه من هنا ورايح
ليعيد كريم سؤاله لندا مرة اخرى : ها ياندا ،، قلتى ايه
لتنهض ندا من مكانها فجأة وهى تقول : قلت استنانى على ما الم حاجتى و حاجة الولاد ، انا لايمكن افضل فى البيت اللى انضربت وانهانت فيه لحظة واحدة اكتر من كده
لتنهض حسنة قائلة : براحتك يابنتى ، بس اعملى حسابك ، الولاد هيفضلوا هنا ، ومش هيخرجوا برة باب البيت ، ومش هيباتوا برة حضنى ليلة واحدة

 

 

 

ندا بغضب : دول ولادى ، وحقى بالشرع وبالقانون
حسنة بهدوء : خلاص ، خديهم بالشرع وبالقانون ، لكن خروج بيهم من هنا دلوقتى ، مش هيحصل
ندا بغضب : ايوة كده ، بانى على حقيقتك ، اومال بقى بنتك ايه ومصلحتى ايه اللى عمالة كل ماتتكلمى تقوليهم
كريم وهو يحاول السيطرة على غضب ندا : اعقلى الكلام اللى بتقوليه يا ندا عشان ماترجعيش تندمى
ندا : انا لو هندم مش هندم غيرعلى حاجة واحدة بس ، انى دخلت البيت ده وضيعت اللى ضيعته من عمرى من غير تمن
جلال بجمود : خلاص ياندا ، زى ماتحبى ، انتى حسمتى الموقف ، انا وامى حاولنا نلم الحكاية ، لكن واضح ان اللى فى دماغك فى دماغك ، لكن اللى امى قالته ، هيتنفذ بالحرف الواحد
ندا بغضب وهى تتجه الى باب المنزل : وانا مابتهددش ياسى جلال ، وكل اللى انا عاوزاه هيكون وهاخد ولادى حتى لو وصلت انى اخدهم بالبوليس والايام ما بيننا
حسنة باسف وهى توجه كلامها لكريم : انا كنت بحاول اخليها ترجع عن اللى فى دماغها ، ماجاش فى بالى ابدا انها هتقدر تسيب الولاد وتمشى
جلال : معلش ياكريم ، اهو على يدك ، روح الحقها دلوقتى ، ويمكن لما تهدى بعد كده تحكم عقلها
لينحنى كريم مقبلا رأس حسنة ويقول : اوعى تزعلى منها يامراة عمى ، حقك على راسى
جلال : مش وقته الكلام ده ياكريم ، الحق اختك الاول
ليذهب كريم وراء ندا ، الذى اجلسها عنوة بسيارته وانطلق بها بغضب
كانت فؤادة طوال الوقت تجلس بغرفتها بصحبة سلوى وام ابراهيم وعندما استمعوا الى صوت الشجار الدائر بالخارج حيث ان غرفة فؤادة بالطابق الارضى ، الا وطلبت فؤادة من ام ابراهيم ان تأتيها بادهم من الخارج ، وبالفعل خرجت ام ابراهيم لثوان معدودة وعادت بادهم والذى كان يبدو عليه الرهبة ، لتأخذهم فؤادة الى شرفة غرفتها وجلست معهما ارضا وهى تحاول الهائهم عن الاصوات العالية بأن بدأت تقص عليهم بعض قصص الاطفال والتى جعلت الطفلين ينسيان او يتناسيان ما يحدث بالخارج واندمجا مع فؤادة بكل حواسهما وهى تخرج من قصة الى اخرى ومن لغز لآخر دون ان يشعرا بأى كلل او ملل حتى تفاجئا بوقوف حسنة على رأسهم جميعا وهى تحمل ليلى على كتفها وهى تبتسم قائلة : والله برافو عليكى يافؤادة انك عرفتى تتصرفى وتلهيهم
فؤادة بابتسامة وهى تنظر لادهم وسلوى : حضرتك ماتعرفيش انا بحبهم اد ايه ، وكمان كانوا خايفين من الصوت العالى فقلت الهيهم شوية
حسنة وهى تنظر حولها : هى ام ابراهيم فين اومال
فؤادة : قلتلها تشوف اللى وراها ، عشان ماتعطلش نفسها
كانت ليلى تحاول النزول من على كتف حسنة للجلوس مع ادهم وسلوى ، فابتسمت لها فؤادة وقالت : وواضح ان المستمعين هيزيدوا واحد
حسنة بابتسامة حزينة : ايوة ، ربنا يستر
فؤادة : المهم يكون خير
حسنة : هييجى منين الخير يابنتى ، الطلاق وقع خلاص والمجنونة صممت تسيب البيت
فؤادة بشهقة وهى تنظر لادهم وليلى : ياخبر .. طب والولاد
حسنة بحزن : والله يابنتى ماعارفة ، ربنا يهدى
فؤادة بحزن : ليه كده ، ليه سابوا المواضيع بينهم توصل لكدة ، ثم قالت بأمل : طب هو ما فيش طريقة ان حضرتك تصلحى بينهم
حسنة بتنهيدة : ربنا يقدم اللى فيه الخير يابنتى
لتتسائل فؤادة بخجل : هو انا … ممكن اكون اتسببت فى مشكلة بينهم
حسنة : لا يابنتى ، انتى مالكيش اى دخل ، المشكلة من زمان اوى ، يمكن من عمر ليلى
فؤادة : ياخبر ، ان شاء الله ربنا يهديهم ويرجعوا لبعض من تانى عشان خاطر الولاد دول … هم اللى هيبقوا ضحية
ليعم الصمت بعد ذلك بينهم وهم يشاهدون الاطفال الثلاثة ومرحهم ولعبهم مع بعضهم البعض
وعندما لاحظت فؤادة الحزن الشديد على وجه حسنة قالت : ممكن حضرتك تروحى تستريحى شوية ، وماتقلقيش على الولاد انا هاخد بالى منهم
حسنة بتردد : ايوة يابنتى ، بس دراعك
فؤادة : ماتقلقيش حضرتك ، هاخد بالى

 

 

 

لتتركها حسنة عائدة الى الخارج ، لتبحث عن جلال ، لتجده بغرفة المكتب فدخلت عليه وقالت : والعمل ياجلال
جلال بتنهيدة : لو كنت اعرف ان الحكاية هترسى على كده ماكنتش فتحت بقى بكلمة واحدة ، لكن ماجاش فى بالى ابدا انها هتبقى بالوقاحة دى
حسنة : و مين سمعك ، انا مش عارفة ايه اللى جرالها ، زى ماتكون اتبدلت ، بقت على طول متبطرة على حالها وبصة للى مش ليها
جلال باستغراب : دى تانى مرة تكررى العبارة دى النهاردة يا امى ، هو ايه بقى ده اللى بصاله ومش ليها
حسنة وهى تحاول السيطرة على رباط جأشها : اقصد يعنى انها عاوزة تاخد مكان مش بتاعها وتسيطر على كل حاجة
جلال : تفتكرى عمى ومراته هيبقى موقفهم ايه
حسنة : والله مانا عارفة يابنى ، زينب مش عاقلة ، وبحمد ربنا ان كريم كان موجود وشاف اللى حصل بعينه
جلال : كريم كمان كان موجود لما حسين حكالنا على كل حاجة ، وشكله وقتها زى مايكون كان عارف ، وكمان كان موجود فى المستشفى وقت ماحسين وعارف ماحكولى على اللى حصل يوم حادثة فؤادة وعرف اللى قالته كله
حسنة بفهم : عشان كده كان بيقوللها اللى عملتيه يوم الحادثة
جلال : ايوة ، ولما حسين حكالنا قال جملة عرفت منها اد ايه كريم راجل وعاقل وبيعرف يوزن الامور كويس
حسنة : قال ايه
جلال : قال يعنى واحدة غريبة مانعرفهاش غير من كام يوم ماترضاش تحكى على اللى حصل عشان الاخوات مايزعلوش من بعض واللى مننا عاوزة تهد الليلة على دماغ اللى فيها
حسنة : تصدق ان فؤادة كبرت فى عينى اوى بسبب الموقف ده
جلال : وانا كمان ، ويمكن ده اللى خلانى عاوز اقف جنبها فى الموضوع بتاعها
حسنة : بمناسبة فؤادة ، انت ناوى على ايه معاها
جلال : ناوى على ايه فى ايه بالظبط
حسنة : موضوع جوازكم ، اوعى تكون بتفكر تطلقها دلوقتى ياجلال ، هتشيل ذنبها يابنى طول عمرها وعمرك
جلال باستغراب : ليه يعنى
حسنة : مافيش بنت تتجوز كام يوم كده وتتطلق وسمعتها تسلم من القيل والقال يابنى ، واحنا عندنا ولايا يا ابنى ، بنتك وبنت اخوك ، ويا عالم
جلال بتفكير : انا مافكرتش ابدا فى الكلام ده قبل كده
حسنة : الصراحة ولا انا ، لكن .. ضرب النار اللى حصل ، و زيارة عمها وعيلته ، خلانى سألت نفسى سؤال ، ياترى لو انت طلقتها دلوقتى ، عمها ممكن يقول ايه او يتعامل معاها ازاى ، خصوصا انه مايعرفش سبب جوازكم فى الوقت القليل ده ، واللى فهمته ، انه فهم انها هربت معاك ، وانت اتجوزتها بعد كده ، يعنى كانت على علاقة بيك قبل جوازكم فلما تيجى تطلقها بعد كام يوم .. تبقى بتحط راسها فى الطين باقى عمرها
انا عارفة ومتأكدة ان هى كمان مافكرتش فى الموضوع من الناحية دى ، لكن لازم تفهمها يابنى
يمكن تكون انت خلاص حققت غرضك من جوازها ، ويمكن تكون هى كمان حققت غرضها بانها خلصت من اللى اسمه الهلالى ده ، لكن بلاش تبقى هى ضحية حتى لو بمزاجها
انهت حسنة حديثها ثم ربتت على كف جلال واتجهت الى الخارج وتركته يفكر فى كيفية حل هذه المعضلة
………………

 

 

 

عندما انطلق عارف خلف حسين كل بسيارته ، ظل وراءه حتى ضيق عليه الخناق بمكان ما واجبره على التوقف على جانب الطريق ، ثم هبط من سيارته متجها الى سيارة اخيه وجلس بجواره وقال : ينفع كده شغل المطاردة والعصابات ده ، ما انت شايفنى عمال اديك فى اشارات ، ماوقفتش من نفسك ليه
حسين : عاوز ايه ياعارف ، انا حاسس انى عاوز اقعد مع نفسى شوية
عارف : حقك ، بس فى اوقات لما تقعد تتكلم مع حد ويرد عليك بيبقى اريح من انك تكلم فى روحك من غير ماتلاقى رد ، طول عمرك بتتكلم معايا اكنك بتتكلم مع روحك
حسين بابتسامة حزينة : طول عمرك الدكتور النفسانى بتاعنا كلنا
عارف بمرح : دى امكانيات ياعمنا ، مش بالشهادات يادكتور
حسين : عندك حق
عارف : طب اركن عربيتك هنا ، وانزل تعالى معايا ، هقعدك فى حتة مكان ، هخليك تنسى الدنيا واللى فيها
ليقوم حسين بتنفيذ كل ماقاله عارف ، ليأخذه عارف بالفعل الى قطعة ارض صغيرة وسط الزراعات بها حجرة من الخوص مفروش امامها عدة حصر ريفية فيشير لحسين بالجلوس قائلا : اقعد على ما اجيب العدة من جوة
حسين بسخرية : وكمان عدة ، انت بتتعاطى ممنوعات هنا واللا ايه
عارف بثقة : اصبر على رزقك ده انا عندى جوة منقد وبراد صاج انما ايه عجب
حسين باستفهام : بتاعة مين الاوضة والحاجات دى
عارف : اوضتى ، ده الملجأ السرى بتاعى ، ماحدش يعرف مكانه غير جلال
حسين : وليه الخيانة دى
عارف : ما انت على طول وسط العيانبن والشغل بتاعك ، انما جلال ، ما انت عارف ، حالته النفسية كانت على طول فى الحضيض
ليقوم عارف باشعال بعض اعواد الخشب المخلفة من فروع الشجر الجافة بداخل المنقد ووضع بداخلها ابريق الشاى وهو يقول بدعابة : هسقيك بقى شوية شاى وصاية من اللى قلبك يحبه
وبعد ان اعد لهم كوبين من الشاى جلس بجواره وهو يقول : انت غلطت ياحسين
لينظر له حسين بدهشة قائلا : بقى بعد كل ده وبرضة انا اللى غلطان
عارف : ايوة ، غلطت لما سكتت عليها المدة دى كلها ، غلطت لما اديتها فرصة تفكر انها بتلوى دراعك بمنع نفسها عنك
حسين : واديتها الفرصة دى ازاى بقى
عارف : ماهو لما تحاول تراضيها كل وقت والتانى ده معناه انك تعبان من غيرها وعاوزها ، فهى افتكرت انها كده بتدوس على نقطة ضعفك
حسين : يعنى كان المفروض اعمل ايه

 

 

 

عارف : كان المفروض اول مالقيتها بتعزل نفسها وبتمنع روحها عنك بسبب الموضوع ده تهددها انك هتعرف عمى باللى هى عاوزة تعمله ، وتعرفنا كلنا ، يمكن كانت ارتجعت من ساعتها عن اللى فى دماغها ده ، او حتى كنت واجهها قدام امى عشان تعرف حجم الغبا اللى هى فيه
حسين بحزن : كنت بحبها ياعارف ، وماكنتش حابب ابدا انى اكسر صورتها قدام اى حد ، حتى عمى ذات نفسه ، كفاية اللى حصل له بعد موت هدى الله يرحمها
عارف بتركيز : انت تقصد اللى قلته ده
حسين : طبعا
عارف : ركز معايا ياحسين ، انت قلت دلوقتى انك كنت بتحبها ، افهم من كلامك ده ايه
حسين بجمود : تفهم اللى قلته بالظبط
عارف : حسين .. انت مش ناوى ترد ندا
حسين بحزم : لا
عارف : طب وادهم … وليلى
حسين : هيتربوا يا عارف ، عادى ، ياما ولاد اتربوا كويس جدا واهاليهم منفصلين
عارف : وياما ولاد طلعوا معقدين جدا بسبب انفصال اهاليهم
حسين : عمرى ماهسمح ان حاجة زى دى تحصل ، ولادى هيتربوا فى حضنى ، وهيطلعوا اسويا ، وهو انت فاكر ان بعقلية ندا والسواد اللى جواها ده ممكن يطلع عيال اسويا برضة
عارف : يمكن يكون عندك حق ، لكن انا عاوزك تفكر فى الموضوع مرة واتنين ، وتفكر فى مصلحة ولادك اهم حاجة
حسين : ماتقلقش ، دى اول حاجة انا فكرت فيها
عارف : هو انا ليه حاسس انك كنت واخد القرار من قبل كده
حسين : دى حقيقة ما اقدرش انكرها ، انا حاولت اديها فرصة اخيرة ، وحاولت اخاطب قلبها قبل عقلها ، لكن هى رفضت تسمعلى ، او حتى تسمع لكلام العقل ، يبقى ماتلومش غير نفسها
عارف : طب افرض رجعت بيت عمى واخدت معاها الولاد
حسين : ساعتها انا هيبقى ليا تصرف تانى ، يرجعلى ولادى تحت جناحى من تانى
عارف : تصرف زى ايه
حسين : ماتشغلش بالك ، وبلاش تسبق الاحداث ، سيب كل حاجة لوقتها
………………….

 

 

 

بمنزل عزت والد كريم وندا
بعد ان ظلل الوجوم وجه عزت وزينب فور علمهم بطلاق ندا ، قال عزت بهوء مايسبق العاصفة : عملتى ايه وصل حسين انه يطلقك ياندا
زينب باندفاع : وليه مايكونش هو اللى عمل يعنى يا عزت ، ليه على طول كده افترضت ان بنتك هى اللى غلطانة
كريم بانفعال : لان بنتك اللى غلطانة فعلا يا ماما ، بنتك عاوزة تفرق الاخوات عن بعض ، بنتك عاوزة جوزها الدكتور يسيب شغله ومهنته اللى ياما سهر الليالى عشان يقدر ياخدها ، شغلته اللى الكل بيحترمه بسبب انسانيته الشديدة مع الناس الغلابة وهو بيسمع لشكوتهم ووجعهم ويحاول بكل قوته انه يعالجهم ، والسبب ايه ، السبب انها مش عاجبها ان جلال هو اللى بيصرف شئون اخواته ، عاوزة حسين يسيب كل حاجة ويجرى ورا جلال عشان يتعلم منه ، لأ وياريت على اد كده ، دى كمان عاوزاه بعد كده يزيح جلال ويمسك هو كل حاجة
وياريتها مثلا شاكة ان جلال مش كويس او طمعان .. لأ ، ده لمجرد ان تبقى هى اللى مسيطرة على كل حاجة
عزت بفضول : الكلام اللى اخوكى بيقوله ده حقيقى
زينب : وافرض حقيقى ، ماهى مصلحتها ومصلحة عيالها
عزت بغضب : زينب .. بنتك ليها لسان تتكلم بيه ، فبلاش تبقى انتى لسانها فى كل كلمة .. انطقى ياندا ، الكلام ده مظبوط
ندا بتردد : وفيها ايه يعنى يا بابا
عزت : ومين بقى اللى دخل الكلام الفارغ ده فى دماغك
ندا : ده مش كلام فارغ يا بابا ، لما يبقى حسين مايعرفش اى حاجة عن ورثه مايبقاش كلام فارغ ، كل اللى بيعمله انه بياخد نصيبه من الايراد كل سنة مع كلمتين شكر لجلال اكنه بيمن عليه باللى بيرميهوله
كريم بذهول : اللى بيرميهوله ، ده انتى على كده تبقى بتشككى فعلا فى ذمة جلال
ندا بغضب : مابشككش ، وعارفة ومتأكدة كمان ان جلال لايمكن يطمع فى اللى مش ليه
عزت : اومال ايه حكايتك
ندا : زهقت من انى دايما على الهامش ، زهقت انى على طول تابعة للى حواليا ، ليه ابقى انا دايما اللى فى الضل ، حتى اما هدى كانت عايشة ، رغم ان هى الصغيرة الا انكم كنتم دايما برضة معيشينى فى ضلها
عزت بصدمة : انتى كنتى بتغيرى من اختك
ندا : عمرى ماغيرت منها ، بس كنت بغير من نظرتكم ليها ، اعملوا كذا عشان هدى ، هاتوا كذا عشان هدى ، بلاش كذا عشان هدى ، كانت دايما بؤرة اهتمامكم الاولى والاخيرة

 

 

 

كريم بغضب : ده لانها عمرها ماكانت بتطلب حاجة ، وعشان كده كان الكل بيحاول انه يعمل الحاجة اللى عارف انها بتحبها
ندا بغضب : طب ما انا كمان عمرى ماكنت بطلب حاجة زيها بالظبط ياسى كريم
كريم : قدامنا اه ، لكن من ورانا كنتى بتمدى ايدك وتاخدى كل اللى انتى عاوزاه وانتى متصورة ان ماحدش شايفك ، لكن اللى ماتعرفيهوش ان كلنا كنا بنبقى شايفينك
ليسود الصمت بين الجميع لتلتفت زينب فجأة قائلة : وولادك فين
ندا بغيظ : حسنة هانم قررت انى لوخرجت من البيت هخرج من غيرهم
زينب بغضب : يعنى ايه الكلام الفارغ ده ، هتحرمك من ولادك واللا ايه ، ده بدل ماتتشطر على ابنها وتعقله
كريم باعتراض : ماما ، مراة عمى حاولت كتير مع ندا ، على اساس انها ساعة شيطان والدنيا هتهدى بعد كده ، وبنتك اللى صممت تمشى ، فقالتلها تمشى لوحدها ، كانت فاكرة انها لما تقوللها كده هتهدى وتقعد مع ولادها ، لكن بنتك الصراحة تفوقت على نفسها واتطاولت بالكلام عليها كمان
ندا : كنت عاوزنى اعمل ايه يعنى وهى بتقوللى اللى قالته
كريم : ماقلتش حاجة غلط ، كل حرف قالته انا بنفسى قلتلك زيه قبل كده ، تقدرى تنكرى
ندا : وعجبك يعنى اللى قالهولى جلال
كريم : اهو جلال ده بالذات اللى يتعمل له تمثال على صبره عليكى ، انتى عارفة ، انا لو مكانه .. بعد ما سرقتيه وخونتيه وكمان هنتى امه قدامه ، كتر خيره انه مامدش ايده عليكى ياندا
عزت بجمود : تطلعى على اوضتك ، وياريت ماشوفش وشك على ما اعرف حكايتك دى هترسى على ايه
لتسرع ندا الى غرفتها بغضب وما ان التقتت لتغلق بابها خلفها الا وتفاجئت بكريم يدخل خلفها ويغلق الباب لتقول ندا بحدة : عاوز ايه تانى ياكربم ، ايه ناوى تسمعنى كلمتين كمان واللا ناوى تضربنى تانى
كريم بهدوء : عاوزك تفهمى كويس ان لولا انك غلطانة انا ماكنتش وقفت ضدك يا ندا ، انتى اختى ، ومابقالناش غير بعض
ندا بسخرية : لأ ماهو واضح
كريم بتنهيدة : حاولى تقعدى مع نفسك شوية بصدق ، هتعرفى انك غلطتى فى حق نفسك قبل ماتغلطى فى حق حسين وجلال ومراة عمك ، هتلاقى انك غلطتى انك ضيعتى سنتين من عمرك وعمر حسين من غير اى سبب
فؤادة الغريبة لما خبت على جلال اللى قلتيهولها وهى ماتعرفش انه عرف من جوزك اصلا ، كانت وجهة نظرها انها ماتزعلش الاخوات من بعض

 

 

 

فؤادة الغريبة ياندا خافت على علاقتكم ببعض ، شوفى انتى بقى كنتى بتفكرى فى ايه وعاوزة ايه
ده غير عملتك السودا بتاعة ضرب النار اللى لولا خوفى على ابوكى كان زمانى حكيتله كل حاجة
ثم اتجه الى الخارج وهو يقول قبل ان يغلق الباب خلفه : راجعى نفسك يا ندا و اعقلى ، عشانك قبل اى حد
وبعد ان اغلق الباب قالت ندا بغل : انا فعلا هراجع نفسى ، بس ده كله عشان بس الكل يعرف قيمتى يا سى كريم ، واخرجت هاتفها من جيب معطفها وقامت بالاتصال على شخص ما قائلة : رغم انى ماكنتش ناوية انى اتعاون معاك تانى بعد اللى حصل المرة اللى فاتت ، بس عندى خبر اعتقد انه يهمك ……. فؤادة وجلال رايحين المزرعة بتاعتها خلال كام يوم

يتبع…

اترك رد

error: Content is protected !!