Uncategorized

رواية بيت العجايب الفصل السابع 7 بقلم سهام العدل

 رواية بيت العجايب الفصل السابع 7 بقلم سهام العدل

رواية بيت العجايب الفصل السابع 7 بقلم سهام العدل

رواية بيت العجايب الفصل السابع 7 بقلم سهام العدل

◾….. : يا مصيبتي. 
???? ممدوح بعصبية : اهدي يامنال مش كده. 
???? منال بعينين مشتعلتين: كل ده وبتقولي اهدي. 
???? مروان بتوتر  : ماما لو سمحتي مش ناقص توتر. 
???? خرج معاذ مفزوعاً من غرفته : فيه إيه ياجماعة… بتزعقي ليه ياماما. 
???? منال  توجهه نظرها لمعاذ : ماما في هم محدش فيه. 
???? معاذ بقلق :اهدي ياماما وفهميني. 
???? ممدوح باستنكار  : أنتي مكبرة الموضوع يا منال. 
???? منال توجهه الحديث لممدوح : نفسي افهم هو انا مش مكتوب لي افرح… أبوك عايز مننا إيه؟
???? ممدوح بتحذير : متزوديهاش يامنال وهو بابا غلط في إيه دلوقتي؟ 
???? معاذ بتساؤل : ماتفهمونا ياجماعة هو فيه إيه؟ 
???? ممدوح وهو ينظر لمروان الجالس واضعاً رأسه بين يديه : جدك طلب من مروان يتجوز وسيلة… وأمك مش موافقة. 
???? معاذ في هذه اللحظة الصدمة الجمته لم يستطع أن يرد…(في نفسه) : مروان ووسيلة!!!… مش معقول!!
???? خرجت ميان من المطبخ بيدها كوباً من الشاي: وهو مروان هيلاقي أحسن وسيلة؟!!! 
???? منال: طب ماأنا قولتله على آثار بنت عمك أحمد… دكتورة وجميلة وصغيرة… زي القمر كانت بتمشي كده منورة… حاجة تشرف وتفتح النفس وهو مرضاش… إنما وسيلة… وسيلة!!
???? ممدوح : وسيلة انسانة متعلمة ومثقفة ومحترمة وعقلانية وأخلاقها عالية وجمالها مقبول. 
???? منال : لا لا يا ممدوح… أنا نفسي لمروان في دكتورة زيه وتكون زي القمر وصغيرة… إنما وسيلة لاء… دي بقى عندها تلاتين سنة ياناس. 
???? ميان  بإنزعاج: ماما انتي بتقيسيها بشكل غلط… أنتي ممكن تجوزيه واحدة زي مابتتمني ومتكونش زوجة مناسبة له ولا تسعده… وكمان انا مستغربة رد فعلك لأنك بتحبي وسيلة جدا وده اللي بشوفه. 
???? منال بحزن : بحبها والله العظيم بحبها… دي بنتي… بس انا مش شايفاها لمروان. 
???? معاذ بتنهد: لا حول له ولا قوة… قام  بهدوء لينسحب من المكان… أوقفه مروان : معاذ… استنى. 
???? يشعر بثقل على صدره ولسانه مُلجم  ولكنه حاول أن يداري صدمته : نعم. 
???? مروان : ماتقول رأيك… ريحني من الحيرة دي. 
???? منال : ماهو باين طبعاً أنه معترض. 
???? معاذ بوجه هادىء : بالعكس ياماما وسيلة انسانة هايلة متتعوضش… نادرة الوجود دلوقتي… بس ياريت هي ترضى. 
???? ممدوح  براحة : روح يابني ربنا يفتحها عليك… أنت فعلا عندك حق. 
???? منال باستنكار : وكمان هي ترضى… ليه إن شاء الله؟!!! 
???? مروان بانفعال: ياجماعة اهدوا وحسوا بيا… المشكلة ان عمي وجدي اخر كلامه وصاني عليها وضميري بيوجعني ومش قادر أرفض. 
???? ممدوح بنبرة حزينة : كان نفسه ياحبيبي يفرح بها. 
???? منال بهدوء : ربنا يرحمه والله أنا بحبها وبدعيلها ربنا يرزقها باللي يسعدها ويستاهلها… بس… 
???? قاطعها ممدوح : من غير بس… اتوكل على الله يابني وانا هكلم وائل وأمها. 
???? شعر معاذ بأن خنجر نُصِل في صدره… فتركهَم سريعاً وغادر المنزل. 
◾ ظل يمشي مسافات طويلة وهو لا يعلم ماهي وجهته… كل مايريده الآن أن يبعد عن محيط هذا المنزل… ساقته قدماه عند مكان هادىء بقرب النيل… ظل واقفاً يستنشق بقوة هواء الخريف البارد لعله يخمد النيران المشتعلة بقلبه… ظل ينظر على نقطة في الفضاء أمامه وهو شارد الذهن… يدور شريط حياته منذ الصغر حتى الآن… حتي وصل لأحداث اليوم… وبدأ الحوار المتناقض بينه وبين نفسه 
معقول مروان يتجوز وسيلة… مستحيل. 
مستحيل ليه.. وسيلة في كل الأحوال لازم تتجوز. 
طب ماأنا اتجوزها… أنا أولى… أنا بحبها. 
بس هي شيفاك أخ وبس… هتتجوزها غصب عنها. 
طب ماهي هتشوف مروان كمان أخ  وهترفض وهيجي اليوم اللي تتجوز غيره. 
ومين قالك ماممكن توافق على مروان… هيا عمرها ماكانت قريبة منه عشان تعتبره أخ. 
طب وأنا هقف اتفرج كده… كده حرام. 
أنت لازم تنساها يامعاذ… لازم… لحد النهاردة ومفيش حاجة جواها بتتغير… اتغلب على شعورك وانساها. 
ياريت أقدر… ياريت. 
هتقدر… أنت تقدر… اشغل نفسك وافتح مكتب المحاسبة اللي بتتمناه… وحاول تبعد عن البيت بقدر الإمكان.
بينما هو شارد الذهن مشتت الفكر لمح من بعيد قارب في النيل يجلس فيها شاب وفتاة  يتهامسان ويضحكان ورجل يقود القارب… ولكن هذه الفتاة يعرفها… ظلل يدقق النظر حتى قال : جيهان! 
????جيهان بامتنان : مكنتش عارفة انك بتحبني كده… مجرد ماقولتلك نفسي اركب مركب في البحر اخذتني على طول     
????…. : أنتي تاَمري بس ياحبيبتي وانا انفذ 
???? جيهان : ربنا مايحرمني منك أبدآ ياحبيبي 
????…. : طب ياللا ياقلبي هننزل. 
???? سبقها حبيبها وبينما هو يمد يده لتمسك به.. وجدت يد أخرى تزيح يده  وتمتد لها… رفعت بصرها وذُهلت : معاذ!!! 
???? كانت ستقع من المفاجأة فانتشلها ووضعها على الأرض… تفاجأ الحبيب مما حدث.. ثم استوعب الموقف : أنت مين ياحضرت؟؟ 
???? معاذ بوجه صلب وهو مازال ممسك بها : أنت اللي مين ياأستاذ؟ 
???? قاطعتهم جيهان بخوف : أنت فاهم غلط يامعاذ… أأأنا… 
???? معاذ بنظرة كلها وعيد : وأنتي كنتي تعرفي أنا فهمت إيه… أنا بس بسأل… ده مين؟ 
????…. : من الواضح إن حضرتك قريبها… أنا  كريم مدرس لغة انجليزية. 
???? معاذ بجدية : أنا أخوها ياأستاذ كريم… بس أنا مسألتش عن اسمك أنا بسأل عن أنت معاها ليه؟؟… صفتك إيه؟؟ 
???? جيهان باندفاع : معاذ… كريم بيحبني وهيتقدم لي عشان نتجوز. 
???? نظر معاذ لكريم وجده صامت وينظر حوله بلا مبالاة… بدأت ملامح انفعاله تظهر على وجهه وكأنه يوم المصائب العالمي…لم يرد أن يحدث ضجة في المكان فاقترب منها وهو مازال ممسك معصمها : اتفضلي معايا عشان معملش جريمة… وسحبها ومضى. 
◾في غرفة  المهدى يتمدد على سريره جالساً…ويجلس حوله في الغرفة  وداد ووسيلة ووائل…. وفي حالة من الصمت  تعم المكان بعدما أخبرهم بطلب ممدوح لزواج وسيلة من مروان… الأم بداخلها سعيدة وهذا ماكانت تتمناه هي وأبوها قبل أن يتوفاه الله ولكن حزن فراقه مازال طاغي عليها،،، أما وائل كسر ظهره فراق أبيه… أصبحت الحياة بالنسبة له بلا معنى،، ولكن وسيلة هي أولى اهتماماته في الوقت الحالي… رغم أنها أكبر منه سناً ولكنه الآن ولي أمرها والمسئول عنها وزواجها هو الأهم حالياً… أما وسيلة فهي في صدمة غريبة من المفروض أنها تكون سعيدة وهذا ماتمنته كثيراً… حلم حياتها يتحقق أخيراً.. ولكن هي ليست بسعيدة… لماذا؟!!.. هي نفسها لاتعلم… هل لأن قلبها مازال يقيم الحداد على أبيها،،، أم لأنها تتعجب لمَ مروان طلبها الآن… التوقيت نفسه مُرِيب… 
???? قطع تفكير الجميع صوت المهدي: إيه ياجماعة ساكتين ليه؟ 
???? وائل : هنقول إيه ياجدي؟ 
???? المهدي: عايزة أعرف رأيكم إيه في الموضوع ده؟ 
???? وداد: احنا منلاقيش احسن من مروان ياعمي… بس…بس…
???? المهدى : بس إيه… أنا عايز اسمعك ياوسيلة. 
???? وسيلة : ياجدي انت ازاي تتكلم  في حاجة زي كده وبابا مفاتش على وفاته غير شهر. 
???? المهدى بلهجة حازمة: محدش هيحزن على ابني أكتر مني… ومع ذلك بقولك يابنت الغالي ان الحي أبقى من الميت وأن أبوكي كان كل همه في الدنيا أنه يشوفك في بيت جوزك. 
???? تجمعت الدموع في عين وسيلة ولكنها ترغمها على عدم النزول وحاولت ان تظهر طبيعية : وليه ياجدي التوقيت ده.. يعني مروان لو كان عايزني ليه مش قبل كده. 
???? المهدي:ممكن تقعدي معاه وتسأليه على كل حاجة… بس عايز اسمع موافقتك المبدأية. 
???? وسيلة بهدوء: اقعد معاه وبعدين نتكلم. 
???? المهدى : خليكي على رسالة مني  النهاردة تقعدوا سوا. 
◾ يقف معاذ وجيهان على ضفاف النيل… 
???? معاذ ببعض الانفعال المكتوم: اتفضلي مرضتش اروحك زي ماطلبتي… ممكن أفهم بقى إيه اللي بيحصل ده. 
????جيهان بحرج: متشكرة يامعاذ… أنا بس عايزة اعرفك اني رفضت ارجع البيت قبل ماأفهمك عشان مش عايزة انزل من نظرك. 
???? معاذ بغضب مكتوم : وهو انتي اما تقعدي مع رجل غريب في قارب ويميل عليكي وتضحكوا المفروض أظن إيه. 
???? جيهان وهي تنظر أرضاً وتفرك يديها: أنا وكريم بنحب بعض يامعاذ ومتفق معايا أنه قريب جداً هيتقدملي. 
???? معاذ : اللي بيحب حد ياجيهان يخاف عليه ويحافظ عليه ميخليهوش عُرْضة للقيل والقال… اللي بيحب يدخل البيت من بابه عشان يفضل الحب طاهر ميتلوثش… بس هو عمره ماحبك. 
???? جيهان نافية: لا والله بيحبني وهيجي يطلبني من جدي. 
???? معاذ بحزم : يبقى لحد مايتقدملك لاتكلميه ولا تقابليه وأتمنى يكون كلامك صح. 
???? جيهان وهي تومىء برأسها موافقة: حاضر.. بس عشان خاطري مش عايزة حد يعرف. 
???? معاذ : حاضر.. اتفضلي عشان اتأخرتي أوي. 
◾ في حديقة المنزل يجلس مروان على منضدة مستديرة  ينتظر قدوم وسيلة بعدما أخبره جده بطلبها للجلوس معه… هو غير راضٍ عما يفعله… هو يعلم جيداً أنه لايحبها ولكن انتهى الأمر ولابد منه لعل القادم يحسن أموره المعقدة منذ وقت طويل… وجدها قادمة عليه بفستانها الأسود البسيط وحجابها المماثل له… عيناها منطفئة… هي كلما اقتربت منه ازدادت نبضاتها ورجفتها… مازال قربه يفقدها تماسكها… ولكن لامفر… لابد أن يتضح لها كل شيء حتى تستطيع أن تأخذ القرار الصائب.. ألقت السلام ثم جلست… 
???? مروان بجموده المعتاد: طلبتي من جدي تقعدي معايا. 
???? وسيلة وهي تحاول أن تكون صلبة: أيوة فعلاً… جدي قالي إنك… إنك عايز تتجوزني. 
???? مروان : فعلآ… أنا طلبت منه أنه يعرف وائل ووالدتك. 
???? رفعت بصرها المرتعش له : ليه؟؟ 
???? مروان : من غير ليه… هو الناس بتتجوز ليه.. يبنوا أسرة وبيت ودي وتيرة الحياة. 
???? وسيلة : بس الواحد بيتجوز واحدة بيحبها… واحدة أعجب بها… فيها حاجة مميزة… كده يعني. 
???? مروان : مش هكذب عليكي وأقولك حب.. ومقدرش أقول انبهار لأن بطبيعة حياتنا هنا كبرنا سوا فـمفيش حاجة جديدة أو مميزة.. بس أقدر أقول إنك أكتر واحدة مناسبة ليا. 
????شردت وسيلة لاتعلم هل تحزن لأنه لم يحبها كما أحببته،،، أم تسعد لصراحته وأنه في النهاية وجد ضالته معها… هي في حيرة من أمرها. 
???? وقف مروان وقال لها : مستني ردك وأتمنى موافقتك. 
???? رفعت بصرها له : بس أنا مخلصتش كلامي. 
???? مروان : بصراحة أنا جاي مُتعب جداً وعايز ارتاح شوية… رقمي  معاكي لو حبيتي تتكلمي في أي حاجة… تصبحي على خير… وتركها وذهب قبل أن ترد عليه… 
◾ ظلت جالسة شاردة تفكر هاهو حلمها يتحقق ومروان يتقدم لخطبتها ولكنه لايَكِن لها أي مشاعر.. هل تغتنم الفرصة وتوافق وكما استجاب لدعائها الله في طلبها أن يكتبها زوجة له… قادر على أن يضع حبها في قلبه… ماذا عساها فاعلة… قطع شرودها صوت فريال من خلفها :  ممكن أقعد مع حبيبة قلبي. 
???? وسيلة بابتسامة : طبعاً ياماما… أنتي جيتي في وقتك. 
???? فريال : عارفة انك محتاجاني.. بس سيبتك تظبطي حساباتك. 
???? وسيلة بحيرة : أنا مش عارفة أعمل إيه.. قالي صريحة… إنه مبيحبنيش. 
???? فريال : شوفي يابنتي… ربنا سبحانه قال {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها،، وجعل بينكم مودة ورحمة}.. مقالش حب.. قال مودة ورحمة ودول اللي بيولدوا الحب. 
???? وسيلة : أنتي شايفة كده ياماما فريال؟ 
???? فريال : أيوة شايفة كده… الحب بينكم هيجي بالعشرة. 
???? وسيلة بخجل : بصراحة كده بس متقوليش… أنا بحب مروان من سنين طويلة. 
???? فريال بفرحة :ياقلبي… أنتي مش محتاجة رأي حد.. أنتي تتمسكي بحبك ده وتقويه. 
◾ في هذه الأثناء كان معاذ عائد من الخارج وسمع اعتراف وسيلة بحبها لمروان… وعلم جيداً أن وسيلة كانت مُحقة في أن حبه لها كان وهماً هو رسمه وعاش فيه ولابد أن يتخلص منه….
يتبع..
لقراءة الفصل الثامن : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية أنتِ لي للكاتبة سمية عامر

اترك رد

error: Content is protected !!