روايات

رواية أولاد الجبالي 2 الفصل الأول 1 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي 2 الفصل الأول 1 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي 2 البارت الأول

رواية أولاد الجبالي 2 الجزء الأول

أولاد الجبالى 2

رواية أولاد الجبالي 2 الحلقة الأولى

عم الفزع قلب قمر من مواصلة ذلك الطريق الموحش الذى سلكته بخداع حمدى لها ولكنها لم يكن بيديها حق الأختيار فى أن ترفض ، بعدما أصبح يراودها كفريسة ، فأزعنت له بكل إرادتها المسلوبة منها ، ولم تكتفى بذلك لنفسها ، بل ستجنى على أختها أيضا ، وستوافق أن تجعلها أسيرة مثلها لكى لا توشى بها .

فحين سئلها حمدى …..جوليلى ها هنعمل ايه مع أختك ، نكتلها ولا نسبها تتدلع وتشم وتلعلع ؟
فتنهدت بغصة مريرة مردفة بإنكسار …ولو أن ملك متستهلش ده ولا ده ومكنتش رايده واصل أدخلها فى المتاهة دى وبيكفى اللى حوصلى انا ، بس إظاهر ده جدر ومكتوب .
وماشى أهو اهون من الكتل بردك .

فابتسم حمدى ابتسامة من زواية فمه بمكر مردفا….حلو جوى .
ثم أخرج من بنطاله شريط كامل من الحبوب .
حمدى …مدى يدك أهو شريط كامل عشان تدلعى روحك أنتِ وملك .
فالتقطتها قمر سريعا وهى تذم على شفتيها بمرارة وأخفته بين طيات ملابسها .
لتغادر بعدها ولكنها ظلت طوال الطريق تفكر ، كيف ستجعل أختها تتعاطى ذلك المخدر فى كوب عصير او كوب شاى ، لإنها لم تهتم من قبل بالمطبخ ولم تقدم إليها شىء من قبل ، بل كانت ملك هى التى تقدم لها كل شىء عن طيب خاطر .

فحدثت نفسها … أعمل ايه دلوك ، دى ممكن تشك فيا لإنها مش متعودة منى حتى أسجيها بوج مية حتى ،وهى اللى عتعمل كل حاچة وانا مكنتش غير بدلع جدام مرايتى بس .
ده غير إنى ماشية وهى زعلانة منى جوى ، وكمان وجعتها عشان تحل عنى وتسبنى أمشى .

ثم ابتسمت بمكر بعد أن فكرت أن تشترى لها شىء يطيب خاطرها ، هدية بسيطة من الشيكولاتة المفضله لها وزجاجة من العصير الذى ستخلطه بتلك الحبوب ويتناولوه سويا .

 

 

 

ثم عادت إلى بيتها ، ولم تسمع لها صوتها فتعجبت ، فولجت إلى غرفتها فسمعت شهقاتها ، فقد كانت تبكى على فراشها .

زفرت قمر بضيق محدثة نفسها …وبعدين بجا ، تموت فى المناحة هى على كل حاچة .
بس خلاص من النهاردة هتبطل البكى وضحكتها عتلعلع فى البيت .
فأقتربت منها مرددة بود مصطنع …ملوكة الجمر ، لساكى عتبكى يا بت ابوى ..
فأشاحت ملك بوجهها عنها ، فعبست قمر ولكنها لم تيئس والتفتت لها من الناحية الأخرى ،وانحنت بجذعها إليها لتقبلها مردفة بحنو….انا خابرة إنك زعلانة منى عاد ، ووخده على خاطرك منى .
فمعلش يا ملك كان غصب عنى والله ، وأنتِ خابرة الواحد ميجدرش يتحكم فى جلبه عاد ..

فاعتدلت ملك مردفة بإنفعال لا يا قمر ، الجلب اللى يعصى ربنا ويخون لزمن أوجفه عند حده ، ولو حتى أحطه تحت مداسى وأموته ، لكن أنتِ للأسف معندكيش كرامة وفاكرة أن الموضوع مش هينكشف لكن لغاية دلوك أنتِ عايشة بستر ربنا ومنتظر منك إنك تتوبى لكن يا بت ابوى لو مصممة على حالك فاعرفى زين الستر ده عيترفع وساعتها عتندمى ندم العمر كله .

تلون وجه قمر بخوف وابتلعت لعابها بصعوبة مردفة ..لا لا الله حليم ستار .
ثم اصطنعت التوبة والندم فبكت …بس خلاص يا ملك أوعدك من دلوك ، مش عكلم واكل ناسه ده ، ولزمن براء يتجدملى عشان أرفع راس ابوى .

فتهللت أسارير ملك مردفة بفرحة ….بچد يا قمر ؟

فابتسمت قمر رغم النار التى بداخلها مردفة بتأكيد …ايوه وعتشوفى بنفسك .
بس المهم دلوك متزعليش منى .

لمعت عين قمر مردفة بحنو …لا خلاص مش زعلانة طول ما أنتِ عتسبيى طريق الحرام وترچعى لربنا .

 

 

 

ثم نظرت قمر لما فى حقيبتها وحدثت نفسها بحزن …سامحينى يا بت أبوى .

لتخرج بعدها الشوكلاتة وزجاجة العصير وقدمتهم إلى ملك مردفة بمرح …طيب بدال مش زعلانة منى ، خدى من يدى دول ، انا خابرة إنك عتحبى الشيكولاتة وعصير التفاح ، فچبتهم ليكى عشان متخديش على خاطرك منى .

فطالعتها ملك بحب ثم مدت إليها يدها لتحضنها ، فاحتضنتها قمر ولمعت عينيها بالدموع محدثة نفسها….يارتنى كنت سمعت كلامك من الأول ، سامحينى غصب عنى .
ثم ابتعدت عنها ملك وأخذت تلاطفها بينما كانت تفتح الشوكلاتة وأخذت منها قطعة ثم بادرت إلى إرتشاف شىء من العصير .
وقمر تطالعها بقلب منكسر ، ومترقبة ما سيفعل معها المخدر .
لتجدها بعد ذلك تطالعها بعين متسعة عن آخرهما ، ثم بدئت فى نوبة ضحك هيسترى .
لتضمها بعد ذلك بقوة ثم تتركها .

ثم بدئت تقفز كالأطفال مردفة …انا فرحانة جوى يا قمر .
وحاسه انى طايرة فى الهوا .
وحاسه إنة عايز أرقص كمان ، حزمينى يا قمر .
ثم أخذت تتمايل يمينا ويسارا وتضحك .

فطالعتها قمر بإنكسار محدثة نفسها …كاس و داير علينا يا بت ابوى ثم لمعت عينيها بالدموع وانقبض قلبها .
ثم خرجت بعدها من الغرفة وأغلقتها عليها كى لا تخرج وهى فى تلك الحالة .
……..
دفع محمود أرضا إلهام فى ليلة زفافه منها مردفا بقسوة …عتنامى مكانك إهنه الأرض ومعتنميش جارى واصل ، انتِ فاهمة .
إلهام بإنكسار …فاهمة يا واد عمى ، فاهمة .
ثم افترشت الأرض بصعوبة بسبب ألام جسدها نتيجة دفعه لها وانهمرت دموعها مجددا على حظها السيىء وأخذت تدعوا على منصور الذى كان السبب فى هدم فرحتها على هذا النحو .
( منك لله يا منصور ، إلهى ربنا يورينى فيك يوم ، ويصيبك مرض ملهوش علاچ وتموت موتة الكلاب ) .
وظل محفوظ ينظر إليها طوال الليل وهى تتقلب فى نومها ويظهر بعضا من جسدها أمامه .
فحدث نفسه ..اه يا ويلى منك يا إلهام ، عذبتينى بجمالك وأنتِ مش حلالى ودلوك بردك عتذبينى وأنتِ حلالى ومش جادر أجرب منيكى بعد اللى حوصل .
اه يا حرجة جلبى ، كان مستخبيلى فين ده كله .
وظل هكذا طوال الليل حتى اشرق الصباح ، فقام سريعا يؤدى فرضه ثم أرتدى ملابسه ليغادر فما عاد يتحمل وجودها بجانبه بهذه الطريقة ولا يلمسها .

 

 

 

وعندما اقترب من الباب تعثر بها فاستيقظت ، وتعجبت عندما رأته خارج فحدثته بحنو …على فين دلوك يا محفوظ ؟
محفوظ بغضب دون أن ينظر إليها …فى اى داهية ، بعيد عن إهنه ، عشان حاسس انى مخنوق ومش جادر أتحمل .
فتنهدت إلهام بغصة مريرة مردفة ..ربى يهونها ومتعوجش عليه يا محفوظ ، انا هخاف أجعد فى الدار دى لحالى وانت مش موچود .
محفوظ بتهكم …ليه صغيرة وعتخافى من البسة ولا ايه عاد ، ده أنتِ عينيك فيها رصاصة .
إلهام …لا ، خايفة عاد من أمك يا محفوظ
………
سمع براء وباسم وبانة صوت شهقهات نهلة من البكاء ..
فأردفت بانة بشماتة …عتبكى دلوك بعد ما أنكشفتى .
وجال ايه كنتى عاملة نفسك ست بچد وأنتِ حيالله حتة خدامة عندينا .

عبس جابر من كلمات بانة اللاذعة فأردف قائلا …وبعدين يا بانة ، ملوش عازة الحديت ده ، وهى لو فعلا عملت أكده هتاخد جزائها من سكات.

فهاجمته بانة بقوله منفعلة ….كيف تجولى ملهوش عازة ، انا بانة الچبالى ، أكلم وين ما أريد ، بس عجولهالك تانى يا جابر هو مش ابوك عاد عشان تزعل عليه ، فمتدخلش عاد بنتنا وملكش فيه وطلع نفسيك برة الموضوع ده عشان تريح نفسك .

ليتلون وجه جابر بالحرج وابتلع لعابه بصعوبة ولم يدرى بما يجيبها بعد أن أهانت رجولته بهذه الطريقة للمرة الثانية.

ولاحظ براء ذلك على تقسيمات وجه جابر ،فعنف بانة بقوله …ايه اللى عتجوليه لچوزك ده يا بانة عيب إكده !!

فحرك جابر رأسه مردفا …معلش يا براء ، مهو لما ولاد الأكابر يتكلموا إحنا مفروض نسكت عاد .
فرمق براء بانة بنظرة متوعدة فأشاحت بوجهها عنه .
أما جابر فالتفت وغادر دون أن يشعر بها أحد .

 

 

 

ومازال المقدم محمود يؤدى عمله فى محاولة إقناع نهلة فى فتح الباب وعندما لم تستجيب أمر العسكرى أن يكسر البال .
فأصدر الباب صوتا قويا ، أفزع نهلة فصرخت بقولها …
والله ما عملت حاچة يا بيه .
محمود غاضبا : ومدام معملتيش حاجة خايفة ليه كده ؟
نهلة ببكاء……..مهو عشان خابرة أن الغلبان فى البلد دى ، عيتاخد فى الرجلين حتى لو مظلوم .

محمود …….لا طبعا بس لازم يكون معاكى دليل براءة مما نسب إليكى .
واحنا كمان وظيفتنا ندور على دليل ٱتهام .
ثم أمر رجاله بالتفتيش فى كل أنحاء الغرفة .
فقلبوا الغرفة رأسا على عقب .
ثم أفرغوا خزينة الملابس ، ليسقط منها علبة معدنية وعندما قام العسكرى بفتحها وجدوا لها تلك الحبوب المهلوسة وبعضا من الأعشاب التى يظن أنها ذلك السم المميت .
قدم العسكرى تلك العلبة الى المقدم محمود ، وطالعتهم نهلة بدهشة ، وتعجبت متسائلة ..من وين چت العلبة دى ؟
ثم وضعت يدها على رأسها فى إنكسار وخوف مردفة بإنهيار …شكلك ضعتى يا نهلة ولى كان كان .
يارتنى ما چيت الجصر ده ولا شوفته ، وأدينى ضعت كيف ما ضاعت ناهد .
بس ناهد ارتاحت بالموت ، وانا شكلى هتمنى الموت ومش علاجيه .
طالعها محمود بغضب مردفا …تقدرى تقوليلى ايه ده ؟
وبتعمل ايه العلبة دى فى دولابك ؟
حركت نهلة رأسها بنفى مردفة …والله ما أعرف يا بيه ، دى أول مرة أشوفها ولا اعرف چت منين ؟
محمود بتهديد …على فكرة الإنكار مش هيفيدك ، فالأفضل تقولى الحقيقة .
بكت نهلة مردفة بنحيب . …والله ما أعرف يا بيه ، دى اكيد حد منهم حطها عندى عشان هما عيكرهونى من ساعة ما أتچوزت أبوهم .

فانفعلت بانة وكادت أن تفتك بها لولا أن أمسكت بها زاد ثم أردفت …يعنى احنا اللى عايزين نموت ابونا يا حزينة أنتِ .
ولا أنتِ اللى عايزة تخلصى منيه عشان تورثى ماله وتروحى تجوزى واحد من سنك .

 

 

 

نفت نهلة ذلك بقولها …ابدا والله .
ولو تحبى أكتبلك تنازل عن ورثى منيه أكتب ، بس متظلمونيش ، حرام عليكم .

بانة بسخرية …جالوا الحرامى أحلف .
طالعها براء بسخط …خلاص معدناش نصدق دموعك يا ست نهلة .

عاتبها باسم بقوله …ليه بس كده يا نهلة ، ابوى عملك ايه عشان تعملى فيه كده ؟
ده كان عيحبك اوى ، يمكن اكتر منينا كمان .
أما زهيرة فقد كانت تقف على الباب تطالع ما يحدث بعيون دامعة ولكنها تقف عاجزة عن مساعدتها .
فطالعتها نهلة بخيبة أمل وترجتها بقولها …جولى حاچة يا ست زهيرة.
جوللهم إنى مظلومة ،والله ما عملت إكده .
زهيرة بحزن …الله معاكى يا بتى ،وعجوملك محامى مش عسيبك, انا وعدتك .
فرمق براء وباسم وبانة والداتهم بصدمة ، فقالوا فى وقت واحد ….ايه اللى عتجوليه ده ياما .
بعد اللى عملته فى ابوى ، واهو جدامك أتمسكت متلبسة كمان .
عتجولى إنك معاها كيف ؟
وكمان هتجوملها محامى !!
لا إكده كتير جوى .
ولزمن نعرف ليه عتجولى إكده ؟
لانك أكده مش طبيعيه ابدا .

فنكست زهيرة رأسها ولم تدرى بما تجيبهم لذا انسحبت إلى غرفتها باكية .

أما نهلة فقد ساقها العسكرى مع سيادة المقدم محمود إلى سيارة الشرطة ، ليتم حجزها على ذمة التحقيق.
……
جلست زهيرة على فراشها تبكى فى غرفتها مردفة ….منك لله يا ممدوح ، حتى فى أخر أيامك عتظلم معاك الناس .
والبت عتروح فى الرچلين ، ربنا معاكى يا نهلة .
لتداهمها الذكريات مرة أخرى .

 

 

عندما وصل إليها خبر موت والد زوجها عزيز الجبالى من حزنه على ابنه القتيل .
فتعجبت وتسائلت ..لا مش معجول ابوى الحاج حزن الدرچة على ممدوح ويموت فيها كمان !!
ثم طالعت زوجها الذى على فراشه ،فوجدته غير متأثر بالخبر بل ورأت بعينه ظل بسمة عابرة على شفتيه .
حاول أن يخفيها سريعا ثم تصنع الحزن وأخذ يبكى …ابوى ، ابوى .
لا مش مستحمل التنين يموتوا أكده مرة واحدة .
اعمل انا إيه من غيرهم ؟

فطالعته زهيرة بريبة بعض الشيء ، ولكنها لم تجد مفر من مواساته ، فأقتربت منه مردفة بحزن …شد حيلك يا منصور ، البقاء لله.
ربنا يرحمهم وربنا يطول فى عمرك .
ثم مر يومين فى المشفى كتب له بعدها الطبيب الخروج وملازمة المنزل للراحة حتى تطيب جروحه ويلتئم كسر ساقه .
وفى المنزل تجمع عليه أطفاله فرحا بعودته.
ولكنه أبعدهم بقوله …بعدوا عنى دلوك انا تعبان وعايز استريح وانام .
ولكنه استثنى زاد بقوله …تعالى أنتِ بس يا بنت الغالية .
فأسرعت له زاد فحضنها وقبلها .
ليثير بذلك غيرة بانة التى أردفت بحنق…اشمعنه زاد بجا يا بوى ؟
مش انا حبيبتك بردك .

وعندما لاحظ ممدوح نظرات زهيرة له المتعجبة من نفوره من أولاده فتصنع الحنو بقوله …اه طبعا كلكم حبايبى عاد .
بس عشان أنا تعبان جوى وعايز أنام .
فروحوا دلوك ألعبوا ولما أصحى هشيعلكم ونكلم مع بعض .
فأومئوا برؤسهم ثم خرجوا تباعا .
أثناء ذلك كانت زهيرة قد وضعت حجابها وأسدلت شعرها الحريرى الطويل على ظهرها .

ثم بدئت فى خلع عبائتها ولكن شىء ما جعلها تتوقف ، وشعرت بخجل شديد من منصور رغم أنه زوجها ولكن هذه المرة لم تدرى لما ، لذا آثرت أن تبدل ملابسها فى المرحاض وليس أمامه .

بينما كان ممدوح يطالعها بعين متسعة ملئت بالرغبة عندما رأى شعرها الذى انسدل على ظهرها وزين وجهها الناصح بالبياض.
لينتظر بعد ذلك أن تخلع عبائتها أمامه ليمتع عينه الراغبة بها وحدث نفسه ….اه يا منصور ، كنت عتستمتع بالمهلبية دى ، يبختك ،طول عمرك حظك فى السما .
بس خلاص راحت أيامك وحان دورى وعخليها تشوف حاچة تانية منى وتحبنى من أول وچديد .
ولكنه عبس عندما وجدها تتجه للمرحاض وبيدها ملابسها .
فسئلها بصوت رخيم ….ايه يا حبيبتى ، مغيرتيش ليه خلجاتك فى الوسع إهنه ولا مكسوفة عاد منى .
توترت زهيرة بقولها …لا عنكسف ليه ، انت چوزى .
بس يعنى عشان عتسبح بالمرة .
ممدوح بخبث …اه لو أجدر أجف على حيلى كنت جيت أتسبحت معاكى يا جلب منصور .
بس هانت يا مهلبية ، ادخلى عاد اتسبحى ولما تخلصى عايزك تساعدينى أغير خلجاتى انا كمان ، عشان مش طايج ريحتها

 

 

تلون وجه زهيرة بحمرة الخجل ثم أردفت …حاضر من عينيا .
ثم أسرعت إلى المرحاض هربا من نظراته إليها.
فحدثت نفسها …مالك يا زهيرة ، هتترعشى أكده جدامه ، مش چوزك ده وأبو عيالك .
– مش خابرة جلبى وكلنى وحساه متغير ،مش ده منصور اللى اعرفه .
لا ده كلامه ولا تصرفاته ، وفين زعله على أبوه اللى كان أقرب الناس إليه وكان ميطجش عليه نسمة الهوا .
– بس مش خابرة اعمل ايه ؟
تكونش الحادثة دى أثرت عليه !
عشان إكده متغير ؟
وعندما أنتهت من حمامها ، خرجت مرتدية عباءة بيت ساترة .
فطالعها ممدوح بنفور مردفا …ايه اللى لبساه ده ، مجفلة على نفسك كده ليه ؟
احنا فى البيت مش فى الشارع .
ألبسى عاد حاچة خفيفة إكده وتعالى يلا غيريلى خلجاتى عشان ننام سوا ونريح هبابة.
توترت زهيرة من كلماته تلك وتعجبت منها ، لأن الأمر ليس بوقته فى تلك الظروف الصعبة التى يمرون بها .
ولكنها تماسكت وكأنها لم تسمع شيئا ولم تستجب لطلبه فى تبديل ملابسها واكتفت بتبديل ملابسه هو .
وابتدت فى خلع قميصه وممدوح مبتسما مستمتعا بلمسة يديها على جسده .
ولكنها فجأة انتفضت وابتعدت عنه ووقفت متجمدة فى مكانها .
فتعجب ممدوح مردفا…ايه مالك يا زهيرة ؟
،ليه وجفتى ، يلا همى عايز أرتاح وأنام .

فانفعلت زهيرة وهدرت فى وجهه ….انت مش منصور
أنت مش منصور .
أنت ممدوح .
ثم صرخت يعنى اللى مات ده چوزى وأبو عيالى منصور حبيبى .
عشان كده صوح عمى عزيز حس وعرف إنك ممدوح وراح يجرى على منصور ومن القهرة عليه مات .
ااااااااااه يا حبيبى .
ثم تقدمت منه وأمسكت عنقه وكادت أن تخنقه صارخة ….كتلت اخوك يا واطى ، وچى كمان ببچاحة وكل سهولة ، تاخد مكانه فى بيته وعياله ومرته .
لا ده انا هكتلك مكانه وأشرب من دمك .
جحظت عين ممدوح وكاد أن يختنق ولكنه قاومها بكل قوته ودفعها بقوة حتى اصطدمت بالحائط الذى ورائها فتألمت .
ولكنها حاولت الإسراع إليه مرة أخرى لتنقم منه .
ولكنه باغتها وأمسك بكلتا يديها ، ثم دفعها على بجانبه على الفراش وانحنى بجسده عليها مثبتا يديها بيديه مردفا بفحيح الأفعى …حد يعمل إكده فى چوزه يا زهيرة .
أتچننتى إياك !!
وممدوح مين ؟
ممدوح مات وشبع موت ، انا منصور الچبالى .
خابرة يعنى إيه منصور ؟

 

 

 

فصرخت زهيرة …لا أنت مش منصور .
هو انا تايهة عن جوزى ،منصور كان فيه وحمة سودة عريضة على كتفه وانت مفيش .
ده غير نظرة العين وطريجة الكلام ، وانا شكيت فى ده واتوكدت لما ملجتش الوحمة دى .
أنت كتلت أخوك يا قزين ، حسبنا الله ونعم الوكيل فيك .
وانا مش هسكت واصل وهفضحك بين الخلق وهبلغ عنيك .

فتلون وجه ممدوح ثم بحركة سريعة سحب سلاحه الذى كان يخفيه بين ملابسه .
ثم صوبه نحو رأسها مردفا بتهديد ….خابرة يا زهيرة لو نطجتى بأى كلمة ومحطتيش لسانك چوا خشمك هعمل ايه عاد .
هكتلك ومش بس إكده ، بعد ما أكتلك هولع فى الدار كلاتها بعيالك كمان ، وهحرجهم صاحيين .
وبرده هطلع منها كيف الشعرة من العجين وعجول ماس كهربائي.
وبردك هعيش حياتى منصور الچبالى .
فاختارى تعيشى معززة مكرمة معايا أنتِ وولادك فى عز ملوش أخر ، أو تجابلى أنتِ وهما وجه كريم .

فرمقته زهيرة بنظرة نارية مردفة بإنكسار …مكنتش أعرف أنك سافل وجليل الأصل للدرچاتى.
وعايز تستحل عرض أخوك وكمان تكتلنا كيف ما كتلته .
لاحت ابتسامة ساخرة على ثغر منصور مردفا ….ومستعد أعمل كل حاچة فى سبيل راحتى انا وبس .
كيف ما بيجولوا انا وبعدى الطوفان .

فبصقت زهيرة على وجهه مردفة …طول عمرك واطى يا ممدوح .
فانفعل ممدوح وغلت الدماء فى عروقه وأخذ يصفعها على وجهها ويضربها بيديه .
حتى تعالت صرخاتها ، فوصل صوتها إلى أولادها ، فتسارعوا الى الغرفة يضربون الباب بأيديهم الصغيرة .
مالك ياما عتصرخى ليه ؟
أبوى حصله حاچة .
أفتحى ياما ، أفتحى .
فهددها ممدوح مرة أخرى ،خابرة لو سمعت صوتك أو جولتى حاچة ، انا عكتلهم جدامك دلوك كلاتهم واحد واحد .
زهيرة بخوف …لااااا إلا عيالى .
ده هما حياتى والأمل اللى بعيش عشانه.
ممدوح …خلاص من النهاردة انا مين ؟
فلم تستجب له زهيرة .
فصفعها مرة أخرى هادرا ….انطوجى ، انا مين ؟
فهمست زهيرة بإنكسار …انت منصور .
ثم انفجرت باكية .
ممدوح بتهديد …دلوك ههفتح العيال عشان صدوعنى خبيط على الباب .
وتجوللهم مفيش حاچة أنتِ بس وجعتى فى الحمام
وإلا انتِ خابرة عيحصل ايه ؟

ذمت زهيرة شفتيها مردفة …..خابرة انى وجعت فى شر أعمالى.
رحمتك يارب .
ثم اجهشت بالبكاء على حبيب العمر الذى راح نتيجة الغدر من اخوه .
مردفة بنحيب …يارب صبرنى .
لتخرج زهيرة من شرودها على صوت بكاء نهلة .
فقامت وفتحت الباب لتجده العسكرى يدفعها ، ليتجه بها نحو سيارة الشرطة .
فانقبض قلبها وتمتمت…يارب فرج عنها ، وأظهر الحق .
………

جلس حمدان شاردا فيما سوف يفعله الايام المقبلة مع أولاد الجبالى بعد أن أصبح هو كبيرهم الأن .
وما سيفعل فى تهريب تلك الآثار التى بحوذته بجانب المخدرات.
ثم ابتسم مردفا …والله أتفتحتلك طاقة القدر يا حمدان .
وانت عتكون الكل فى الكل ،وكل العز ده عيكون ليا .
ليخرج من شروده على صوت يعلمه جيدا .
فطالعه حمدان بإندهاش متسائلا…..؟؟؟

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أولاد الجبالي 2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *