روايات

رواية مرسال كل حد 2 الفصل التاسع والأربعون 49 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد 2 الفصل التاسع والأربعون 49 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد 2 البارت التاسع والأربعون

رواية مرسال كل حد 2 الجزء التاسع والأربعون

مرسال كل حد 2
مرسال كل حد 2

رواية مرسال كل حد 2 الحلقة التاسعة والأربعون

التفت ناحية الصوت وكانت هدية، ابتسمت بتتقدم ناحيتي: انت كويس؟
وقبل ما ارد ضمها مازن بيحضنها وهو بيقول : مامااا
سكت بيتخللني بعض شعور بالاسى، قعدت قصادي ومازن لسه في حضنها بتمسك أيدي بتكرر سؤالها، انت كويس؟ طمني عنك.
“لسه فاكرة تسألي عني؟”
“لو أنا نسيت زي ما بتقول كنت أنت سألت عني؟”
“مين المفروض يسأل عن مين؟”
“لدرجة دي موحشتكش؟ يعني أنا على أقل تقدير كنت بتطمن عليك من خلال أحمد علشان بتروح شركته كل يوم”.
ابتسمت بتابع بنبرة ساخرة: يااا, بتطمني علي من خلال أحمد؟ بالسرعة دي قدرتي تصفاله؟ واضح إن غيابي عن البيت كانت فكرة كويسة بالنسبالكم قدرتوا تاخدوا راحتكوا.
“أنت عايز ايه يا هادي يعني مش فاهمة؟ عايز تبين إني الجاني ديما, وإني متهمة وعاملة جريمة علشان تثبت إني بحبه ومعنديش أدنى تأنيب ضمير ناحية عمر وإني كنت عايزة أحمد يعمل ده من البداية؟”
“مش دي الحقيقة؟”
“أنا لو كنت عايزة أرجع لأحمد زي ما بتقول كنت رجعتله من زمان وقت ما كنت ضعيفة قدامه, وفي عز ما كنت متعلقة به لازم تفهم إني يوم ما انفصلت عنه واخترت عمر كان بإرادتي ورغبتي أكيد مش هفضل عايشة مع عمر 19 سنة علشان اجي بعد الوقت ده كله وأرجع لأحمد”.
“بس أنا شايف غير ده الحقيقة, شايفك بدأت تحني”.
اتنهدت بتقوم من مكانها: واضح إن الجدال معك من غير فايدة, أنا قايمة أشوف مريم وأمي.
وقفتها بسأل: هو أنتي بتزوري مرسال بقالك فترة؟
“أنا بنتهم الوحيدة ومهما كانوا مضايقين مني فمستحيل قلبهم يطاوعهم ويتخلوا عنا خاصة لو كان الأب ده حد غريب”.
“وهو أحمد سمحلك تجي عند مرسال؟”
“وايه الي ممكن يخلي يرفض؟ ثم انا بجي هنا علشان مريم ومازن كمان”.
“ايه الي مكن يخليه يرفض؟ أنا فاكر إن آخر مرة كنتِ محبوسة باين؟” قلت كلمتي الأخيرة بسخرية”.
اتنهدت بتسبني وتمشي: أنا مش قاعدلك فيها وأشوف أمي أحسنلي. قالت الأخيرة بتتقدم ناحية البيت, اتنهدت برخي راسي لراس الكرسي ببص للسما لحد ما اتنفضت من مكاني وأنا بقول بخوف: عمر!!
اتقدمت ناحية البيت علشان أمنعها من الدخول علشان عمر ميشوفهاش لكن قبل ما هي تفتح الباب كان الباب اتفتح والي فاتحه عمر وهو شايل مريم بيقولها: هتروحي تعتذرله يعني هتعتذرله. مريم كانت بتدك بجسمها: لا لا لا لا.. ولسه عمر بيلف وشه بيقول: هادي ده أخ… فجأة انقطع عن الكلام بمجرد ما شاف هدية, جسمه اتجمد مكانه بيبصلها بمشاعر حفها ذهوله ببعض خوفه, اتقدمت ناحيتهم, بحاول أتوه الكلام ببص لمريم بكلم عمر بقول: مش فاهمة أنا 15 سنة ولسه بتشلها على كتافك هي اتشلت؟
مريم تدراكت الموقف سريعًا وحاولت تتوه معي الموضوع بتضم عمر وشبه إنها بتخبي وشه بتقول: وأنت مالك أنت أبوي ويشلني زي ما هو عايز حتى ولو تميت ال100 سنة.
هدية أخدت مازن ودخلت جو البيت خافضة راسها بتعدي من جمبه, فجاة ليقت ايدي عمر بترخي بينزل مريم على الأرض وكأن كل قوته خارت.
مريم بصت لعمر بإنكسار وباين انه مش لوحدي الي كنت مشفق عليه, حاولت مريم تتوه الموضوع بتباشر: خلاص خلاص علشان خاطرك أنت بس هصالحه لوما كدا ولا كنت هعبره بسمش معقولة يا بابا ديكتاتوريتك دي في المصالحة, كل ما حد ميرضاش يصالح حد تقوم شايله وتجبره يصالحه فين حقوقي المستقل كفرد من أبناء هذا البيت.
عمر ابتسم ابتسامة باهتة بيباشر بنبرة خافتة: هجي أخدك بكرا أنت وأخوك, تكونوا على الأقل جهزتوا شنطكوا ده لو حبيتوا تجوا معي.
“أيوة طبعًا هنجي أمال نسيبك لهادي يشبع بك لوحدك”.
مردش وسبنا وهو بيقولي: هسبقك للعربية يا هادي, بس لو عايز تقعد مفيش مشكلة.
“لا هيجي معاك”.
ابتسم بيحاول يهزر مدرك الألم في نبرته: شفقة ولا رغبة.
” في مشكلة أقول الأتنين”.
ابتسم: متقلقش أنا كويس. قال الأخيرة بدون ما يسبلي فرصة للرد بيتقدم ناحية عربيته, مريم بصتلي بتباشر: ده الهدوء الي بيسبق العاصفة, أنا واثقة إن عمر مش كويس خالص.
“قلبي بيتقطع عليه, ليه أكتر شخص بيدي ويضحي يكون أكتر طرف مظلوم في الحكاية؟”
“علشان هم البني آدمين كدا مش بيحبوا غير الي يديهم فوق دماغهم”.
“لاحظي إن الي بتتكلمي دي عليها أمنا”.
“وهو أنا قولت عليها حاجة دلوقتي أنا برد على قد سؤالك في إجابة في المطلق بدون الإشارة لحد”.
اتنهدت: مش هعرف أخد منك حق ولا باطل, أنا رايح أشوف عمر.
وقبل ما أمشي وقفتني مريم: هادي!
“لما عمر يهدى ويكسر كل حاجة كلمني”.
بصتلها باستغراب فكملت: بعدين هتفهم.
هزيت راسي بتمام وبعدين اتقدمت ناحية عربية عمر, ركبت العربية وكان ساكت, صمت قاتل مالوهوش ملامح كان بيسود العربية طول الطريقة لحد ما وصلنا البيت, فتحتلنا الباب دينا الي استغربت بتسأل عمر: ليه مفتحتش بمفتاحك؟ ثم فين الأولاد؟
عمر كان ساكت مش بيرد, دينا كررت سؤالها فرد عمر بإجابة غريبة: ممكن تعمليلي شاي أخضر.
دينا استغربت بس قالت: حاضر. بعدين قربت مني بتسأل: هو عمر كويس؟
“أتمنى”.
“يعني ايه؟ حصل حاجة؟”
“متشغليش بالك وخلينا في المهم دلوقتي, عايزني أحضرلك ايه على الغدا؟”
“مبدئيًا أنت مينفعيش تدخل المطبخ بأي شكل من الأشكال لأن زي ما ورثت الفن من جدتك ورثت معه الطبخ وأنا مش في استعداد أضحي بابني بعد ما ليقته ثانيًا من امتى وأنت بتعمله أصلا ثالثًا متحاوليش تتوه الموضوع علشان مسألكيش فيه ايه”.
“طب هو أنا ينفع احتفظ بحق الرد لحد ما أفهم أنا في ايه”.
بصتلي لوهلات وبنبرة استسلام ردت: ماااشي. قالت الأخيرة بتابع: هروح أعمله الشاي. هزيت راسي بالإيجاب وأنا طلعت لأوضة عمر, كنت متوقعة أطلع أقلايه مكركب الدنيا لكن ليقته قاعد على سريره ماسك في كتاب, مش فاهم أنا ايه الهدوء الي هو فيه ده, أنا بدأت أقلق عليه بجد, اتقدمت ناحيته بقعد عالسرير بباشر: عمر أنت كويس؟
رد بدون ما يبصلي: أه.
“متأكد؟”
“أه”.
“بتقرأ ايه طيب؟”
“مش عارف”.
“متأكد إنك بتقرأ؟ أصل الكتاب بالمشقلب”.
وبإجابة غريبة رد: تمام.
“عمر أنت بجد كويس؟”
قفل الكتاب بيبصلي: هادي ينفع تغطني, عايز أنام.
بصتله باستغراب, هو نفسه متغطي بتلات بطاطين في عز الصيف ومع ذللك غيطته بعد ما استلقى على جنبه, بصتله بسأل: أنت هتنام, دينا بتحضرلك الشاي.
مردش علي بيكمل: ايوة اطفي النور وأنت خارج. مكنتش فاهم عمر ماله, بيرد ردود غريبة على أسئلة متسألتيش وبيحس بمشاعر غريبة يعني بيحس بالتلج في عز جمرة الصيف, كنت قلقان ومعنديش بربع جنيه مثال ذرة لحد ما ليقت دي بي داخلة الأوضة بتقولي: رسالة من السيد أحم.. وقبل ما تكمل كلام حطت على وضع الصامت وأخدتها وطلعت برا الأوضة بباشر: متجبيش سيرة أحمد نهائي قدام عمر.
أومأت راسها بالإيجاب مش عارفة تتكلم لأني عملتها على وضع الصامت, بصيت على رسالة أحمد بدون صوت, كان عايزني أجي الشركة علشان اتأخرت, بصراحة مكنتش عايز أروح بس مكنش فيه مجال للرفض الشرط الوحيد علشان أفضل مع عمر إني آجي الشركة وكل يوم أغيب فيه من الشركة فأنا ملزم بأني أجي عنده البيت واسيب عمر, اتنهدت ببلغ دينا إني هروح الشركة وأرجع عالطول, بمجرد ما وصلت الشركة ليقت سكرتيرة أحمد الخاصة بتبلغني إن أستاذ أحمد مستنيني في مكتبه, دخلت المكتب متفاجيء بشخص كان قاعد قصاد أحمد وكأني شوفته قبل كدا, ابتسم أحمد بمجرد ما شافني بيقول: تعالى يا هادي.
اتقدمت ناحيته بقعد على الناحية التانية من المكتب قصاد الراجل الغريب ده والي أحمد باشر بتعريفه بيقول: أحب أعرفك, ده يزن راشد والي مسؤول عن قسم الماركتنج عندنا.
بصيت لأحمد باستغراب: يزن راشد, يزن راشد؟
ابتسم أحمد وكأنه بيأكدلي شكوكي: أه يزن راشد الي هو يزن راشد.
الراجل استغرب بيبصلنا: هو فيه حاجة؟
اتلعثمت: ل..لا أبدًا أنا بس كنت متابع شغلك الفترة الأخيرة وكانت عاجبني أفكارك.
“أه دلوقتي فهمت, واضح إن أستاذ أحمد حب يحققلك أمنية النهاردة”.
“أمنية ازاي مش فاهم؟”
“في الحقيقة أستاذ أحمد كان لسه بيتكلم معي عنك وعن رغبته في توظيفك معنا في قسم التسويق”.
“بس أنا مش بفهم حاجة في التسويق”.
“مانت هتبقى التسويق نفسه”.
“ازاي مش فاهم؟”
“أستاذ أحمد بلغني أنك عندك موهبة رسم فريدة من نوعها, خاصة في المحاكاة, حاجة كدا مش بتعرف تميزها عن اللوح الأصلية غير كدا فنادر أوي لما تلاقي حد بيرسم بايده, أغلب الفنانين حاليًا بقوا بيرسموا الكتروني أو رسم بالذكاء الاصطناعي وهم بس بيدلوا التعليمات بدون تدخل”.
“والمطلوب مني؟”
“تعمل محاكاة لأشهر اللوح الي كانت موجودة زمان وتعملهم دمج وتقطيع لأجزء معينة وتشبكها بلوحات تتماشى معهم ووقتها اللوحة دي هنراهن عليها في مزاد عالمي وإنهم مستحيل يفرقوها عن اللوح الأصلية”.
“بس أنا لسه مش فاهم بردو, ايه علاقة ده بشغلكم؟”
“ماحنا هنكون الراعي الرسمي ليكم”.
“ليكم؟”
“فيه مسابقة دولية بتتعمل كل خمس سنين, للناس الي عندها أفكار خلاقة, حاجة كدا متعملتش قبل كدا ولو اتعملت تبقى التكنكس بتاعتها مختلفة وعلشان اسم شركتنا يتعرف اكتر ويسمع دوليًا قررنا نختار أكتر ناس عندها موهبة فريدة تكاد تنقرض ونوظفها ونكون الراعي الرسمي ليها وبالتالي فزنا مش بمثابة فوز بس ليكم, هتكون فوز لينا ولبلدنا قبلكم, غير المشاريع والعروض الي ممكن نتحصل عليها من ورا ده”.
“بس ليه قسم الماركتنج؟ المفروض ان فيه أقسام تانية في الشركة مسؤولة عن ده”.
“علشان هنعرف نسوقلكم كويس, فيه جزء من المسابقة معتمد على تصويت الجمهور وده دورنا انكوا تعدوا من المرحلة دي”.
ابتسمت ببص لأحمد: ده واضح انك مخطط كويس للموضوع.
ابتسم أحمد بيرد: بقالنا سنة شغالين على الموضوع.
“سنة؟”
“اه”.
“ازاي سنة وأحنا مكملناش حتى نص سنة نعرف بعض”.
ابتسم أحمد بيبص ليزن بيكمل: تقدر تتفضل انت دلوقتي يا يزن. استئاذن يزن بيمشي وبمجرد ما مشي, باشر أحمد بيرد: أنت متعرفنيش الا من كام شهر لكن أنا أعرفك قبلها من سنة, وأمال ليه تفتكر مرضتيش أعاقب خالد لما رجعنا مصر”.
“يعني ايه مش فاهم؟”
“خالد لما عرضت عليه الفكرة وإني بفكر أجمع ناس بترسم رسم يدوي, قالي عنك”.
“عني؟”
“اه بس مكنتش أعرف وقتها انك ابني, هو عرفني عليك بصفتك حد موهوب في الرسم, ووريني لوحات ليك راسمها”.
“ده ازاي يعني, أنا أول مرة قابلت خالد كنت عالطيارة؟”
“مش عارف بس متهألي إنك كنت في مدرسة حسام وفي العادة خالد كان بيروح هناك ما بين فترة والتانية, وقالي إنه شاف لوحك هناك في معرض المدرسة حتى فعلا الصور الي وريهني ملقوطة من هناك”.
“يعني ايه؟ أنا مش فاهم حاجة ثم استنى لحظة هو أنت ازاي بتسأله عن حاجة زي دي وأنت كنت بترمي كل رسوماته وألوانه وكنت بتكره حاجة زي الرسم”.
“أنا بكره الرسم؟! اتولدت في بيت كله رسامين وهكرهه؟” ابتسم وبعدين كمل لو معندكيش حاجة النهاردة تعال البيت”.
سكت وبعدين كملت: وبخصوص الكلام الي قولته بعد رجوعك لمصر يعني ايه مش فاهمة؟ أنت فعلا معقبتش خالد؟
“وأعاقبه ليه؟ بعد ما رجعنا مصر خالد قالي إن سبب سفره لفرنسا مكنش جده وإنه سافر علشان يدور عليك ولما سألته ليه قالي إنك نفسك هادي الي كنت معجب بلوحاته وانه عمل كدا علشان المسابقة”.
“بس ازاي وهو كان محبوس واحنا شوفنا ده بعينا”.
“محبوس؟ خالد هو الي رفض يكلمني أول يوم ويفهمني ليه سافر بدون أذني ويعرض حياة أخوه للخطر بس هو متكلميش الا تاني يوم ووضحلي الأسباب الي قولتهالك, وبخصوص كونك شوفت ده بعينك فهو الي بيحبس نفسه بنفسه في الاوضة فجأة بيقرر ينعزل عنا كلنا”.
“لما قابلتك أول مرة هددتني بالقتل والكل خوفني منك”.
“علشان دي الصورة الي خالد راسمها لكل الي حوالينا ولكونه شاطر في التمثيل فسهل يتصدق ومظنش شخصيتي الحادة قادرة تديكم انطباع كويس او تساعدني على ده”.
كنت مصدوم ومش حاسس بأي حاجة غير شعور بالغدر والخيانة وبأني كنت زي الدمية خالد بيتلاعب بها, كل المشاعر الي حستها تجاهه كانت مجرد خدعة وتلاعب, كان بيتلاعب بي وهو عارف اني أخوه؟ سكت وبعدين استئاذنت بالمغادرة, سألني أحمد قبل ما أمشي: استناك الليلة؟
“هشوف”.قلت الأخيرة ومشيت, رجعت تاني لعند عمر, دخلت اوضته اتطمن عليه ليقته نايم في سريره, وجمبه كوبة الشاي الأخضر على الكومدنو واضح انه مشربهاش, نزلت تحت عند دينا ليقتها في المطبخ بتحضر الغدا, سألتها بقلق: اتكلمتي معه؟
“معرفتش ليقته نام”.
وقبل ما أرد سمعت صوت تكسير جاي من فوق, بخوف طلعت أجري على أوضة عمر.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مرسال كل حد 2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *