روايات

رواية أولاد الجبالي الفصل الثامن 8 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الفصل الثامن 8 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي البارت الثامن

رواية أولاد الجبالي الجزء الثامن

رواية أولاد الجبالي
رواية أولاد الجبالي

رواية أولاد الجبالي الحلقة الثامنة

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
كم هو مؤلم أن تتلقّى الطعنات ممن أسكنته تجاويف قلبك، من إنسان أحببته بإخلاص، ووثقت به ووهبته الحب والمشاعر الصادقة، وبنيت معه أحلاماً
&&&&&&-
لم يتخيل صلاح أن من أحبها منذ سنوات وصبر على تدللها عليه ورفضها له على أمل أن تشعر به وتحبه وتقبل الزواج منه يوما .
وعندما جاءت تلك اللحظة التى أسعدته ووافقت اخيرا على الزواج منه وشعر حينها كأنه أمتلك كنوز الدنيا بأكملها ولكن فجأة ذهبت تلك السعادة فى ومضة عين .
عندما خطفها منه ذلك الذى كان يحدثه عن غرامه بها ، فكرهه بشدة وأضمر له العدواة بعد أن كان صديقه المقرب .
وتناسى كل ما كان بينهم من ود وأحترام ،وتناسى أيضا مركزه كشرطى وأمانته ولم يتذكر سوى حبه لـ زاد وكرهه لـ براء . كل ما كان بينهم من ود وأحترام ،وتناسى أيضا مركزه كشرطى وأمانته ولم يتذكر سوى حبه لـ زاد وكرهه لـ براء .
فاتصل بأحد الرجال الذى يعرفهم جيدا من خلال تعامله معه فى مركز الشرطة / سيد العريان .
صلاح ….ازيك يا سيد ؟
سيد بإندهاش …معجول ده الباشا بذات نفسيه بيكلمنى !
صلاح بغصة مريرة …ايوه يا سيد بكلمك بنفسى ، لإنى محتاجك .

 

 

وياريت تكون قد كلمتك انك تحت أمرى فى اى حاجة اطلبها ، لما ساعدتك تخرج فى أخر قضية بأقل حكم لعدم إكتفاء الأدلة .
إبتسم سيد مردفا بتأكيد….اه يا باشا ،ده جميل عمرى ما هنساه ابدا .
لولاك كان زمان اتحكم عليا بالاعدام عشان واحد ميسواش مليم وهو كمان السبب عشان غدر بيه الأول .
تجهم وجه صلاح مردفا بإنكسار …انا كمان جربت الغدر يا سيد وعرفت إحساسك ساعتها وقدرته ، ونفسى أخنقه بيدى دى .
بس مينفعش طبعا عشان مركزى ، انت فهمنى اكيد .
تفهم سيد موقفه وطمئنه بقوله …..معش اللى يزعلك يا سيد الناس .
وعنك انت يا باشا ، سبلى انا الحكاية دى عاد ومن دلوك تجدر تقرء الفاتحة على عمره .
بس جولى هو مين عاد ،وانا هعلمه الأدب كيف يتجرء عليك ؟
ذم صلاح شفتيه بغضب مردفا ببعض التوتر …المقدم براء الجبالى .
فشهق سيد مردفا بفزع ..مين ؟
ابن الجبالى ، لا يا باشا ، ده كده الموضوع ممكن تطير فيه رجبتى لو حد شم خبر .
زفر صلاح بضيق …لا جول إنك مش قد الموضوع .
على العموم خلاص ، بحسبك راچل بجد ،طلعت حرمة وعتخاف .
لعب صلاح على الوتر الحساس لدى سيد ليأخذه الكبر مردفا …لا متجولش إكده يا باشا ، بس يعنى ، ده أجيبه إزاى ؟
ده السراية بتاعتهم مليانة حرس غير الكلاب اللى هتقرقش اى حد يتجدم منيها .
صلاح مطمئنا له …خابر بس بكرة عتكون هيصة كبيرة عنديهم وناس كتير وسهل تصطاده فى الهيصة من غير ما حد يدرى .
بس لثم نفسك كويس جوى عشان الكاميرات.

 

 

 

ابتلع سيد لعابه بخوف مردفا …ربك يسترها يا بيه .
بس ليه عاد حلاوة كبيرة جوى لو حوصل المطلوب .
صلاح مؤكدا له …اه طبعا بس أسمع خبره .
………
وفى ليلة وضحاها أصبح منصور الچبالى ذو الهيبة الطاغية ، أسير لتلك العينين الزرقاويتين .
بعد أن أقتحمت نهلة حصون قلبه وأعلنت عليه الحرب بجمالها ودلالها وتفننها فى إختيار الكلمات التى أشعلت وجدان ذلك العجوز المتصابى ..
حتى أنه طلب منها الزواج بعد أن أدعت أنه اعتدى عليها وتصنعت الإنتحار ، لينقذها هو مردفا ..
انا مش خابر كيف خربتى عقلى إكده فى من بين يوم وليلة .
ومتجلجيش يا بت ، انا هچوزك .
ففتحت نهلة فمها مرددة ببلاهة …هتچوزنى صوح !
ولا عتضحك عليا يا منصورى عشان خابر عحبك آنى .
اتسعت عين منصور وفتح فمه مردفا ببلاهة ….صوح يا بت عتحبينى ؟
دققت نهلة النظر إلى عينيه وخدعته بقولها …جوى جوى يا منصورى ، انا زى ما كون أدمنتك وحبك عيجرى فى عروقى.
فصاح منصور …اه منك ومن كلامك الحلو ده .

 

 

 

ثم طمئنها بقوله .. ..ايوه ، هچوزك وهخليكى ست الجصر ده كلاته .
نهلة بصدمة …اناااا ،طيب وست زهيرة ..
عبس منصور وعقد حاجبيه مردفا ……ملها ؟
يكفيها انها جاعدة ووكله وشربه على حسى ، ملهاش دعوة بحاچة تانية .
وانا إهنه اللى أجول وامشى كلمتى والكل يسمع وينفذ بس ..
بس أصبرى يا بت يومين تلاتة إكده عجبال ما نخلص من فرح العيال ..
فتهلل وجه نهلة فرحا بنجاح خطتها ، ثم لمست بيدها وجهه المستدير بحنو وداعبت أرنبة انفه وابتسمت له مردفة بحب مصطنع رغم النار التى تشتعل بداخلها ….يومين بس بالكتير يا منصورى ، عشان مش عجدر على بعدك يا جلبى .
فسال لعاب منصور وانتفخت أوردته وقد طاح عقله تماما وحاول أن يضمها إليه ولكنه ابتعدت بدلال مردفة …لا يا جلب نهلة ، لما تكتب عليا الاول .
ودلوك بجا أسيبك وانزل جبل ما حد يحس بغيابى .
وعشان كمان أعملك أحلى فطور من يدى .
امال ده انت قريب جوى عتكون عريس .
داعبت كلماتها إحساسه فقال بإنتشاء …اه تصورى انا جعان جوى جوى كأنى نايم من غير عشا.
فكتمت نهلة ضحكتها مردفةبسخرية …
..ده انا ماشاءالله ، خلصت على الفطير بتاع امبارح .
وعشان عجبك كده اوى ، هروح أعملك تانى .
ثم أشارت بيدها مردفة .. سلام يا كتكوتى .

 

 

 

لتجحظ عين منصور غير مصدق بما سمع ، ليقترب من المرآة ويتطلع لنفسه بزهو مبتسما قائلا ..انا كتكوتها.
اه يا نارى من دى بت ، شكلى هعيش معاها اللى عمرى ما عشته جبل أكده .
ثم تابع بقوله ”
اه صوح عملت مال كتير وبجيت أشهر راجل فى الصعيد وكله عيعملى حساب لكن عمرى ما حسيت بحب حد ولا حد حاول يجرب منى .
وانا اللى كنت فاكر هاخد كل حاجة بعديه حب الناس والمال لكن خلاص چت اللى تعوضنى عن كل ده .
ويلا أما أسبح وانزل أفطر من يدها الحلوة دى .
…………
مازالت إلهام تتذكر تلك الليلة المشؤمة التى تركها فيها محفوظ لتواجه مصيرها مع ذلك الطاغى منصور الجبالى ، الذى تخفى من ورائها وباغتها بعد ما وضعت الطعام على المائدة ، فشهقت لرؤيته .
وصرخت ….وه .
فضحك منصور ضحكته الشيطانية …ايه يا بت شوفتى عفريت ولا إيه ؟
أستعاذت إلهام بقولها ..ما عفريت الا بنى آدم يا سى البيه .
وبعد إذنك هعاود مكانى ..
وعندما أرادت التحرك ، حاوطها بيده مطالعا لها برغبة مردفا بهمس …رايحة فين يا بت ، ده انا مصدجت لجيتك .
وانا أولى بيكى من الواد محفوظ ده اللى عيكلك بعينيه التنين ، وخلانى احلم بيكى ، لغاية اهو ما بجا الحلم حقيقى وبجيتى فى حضنى .

 

 

صرخت إلهام …ايه اللى عتجوله ده يا بيه ؟
حرام عليك ، ده انا قد بتك ، ومخطوبة وعحب خطيبى.
فهملنى لحالى إلهى يستر عرضك ، ومتفضحنيش وتكسر فرحتى.
أطلق منصور شرار الشر من عينيه مردفا بحقد …خابر عتحبيه يا بت ، حب عمرى ما شوفته آنى ، بس انا برده هشاركه غصبا عنيه فى الحب ده ، وبعدين هسبهوله وفوجيهم رزمة بألفين چنيه تانى غير اللى عخدهم ، عشان يحط لسانه چوا خشمه ويكتب عليكى من سكات وإلا عتچوزوا فى الآخرة بقا يا بت .
فترجته إلهام بعيون باكية …لاااا وحياة أغلى حاچة عنديك .
فهاجمها منصور كالأسد الهائج مردفا ..انا محدش يجولى لأ.
ليأخذ منها ما أراد ويتركها بعد ذلك جسدا دون روح بعد أن سلب منها فرحتها .
وعلى الله تدور الدوائر .
………
طرقت باب زاد بانة مردفة بتوتر ..
انا بانة يا زاد ، ممكن ادخل ؟
فاعتدلت زاد من نومتها على الوسادة بعد أن كانت تبكى على حالها مع حبيب قلبها براء .
فمسحت دموعها سريعا ثم أردفت بغصة مريرة …اتفضلى يا بانة.
فولجت بانة مشوشة التفكير شاردة ، الحزن يملىء عينيها ،كحال زاد .
طالعتها زاد بعمق واردفت بحنو ….مالك يا حبيبتى؟
جلست بانة وسئلت سؤال مفاجىء لزاد جعل جسدها ينتفض …جوليلى يا زاد أنتِ حبيبتى جبل إكده ؟

 

 

ولا عتچوزى كده وخلاص ، زى ما ابوى أمر وحكم من غير مشورة ولا رأى وكأننا بهايم ..
تصاعدت نبضات قلب زاد ولمعت عينيها ، فكيف تقول لها انها عاشقة قديمة ، عرفت الحب طريق قلبها منذ فترة .
تعذبت به كثيرا وهى فى انتظار كلمة منه تحيى قلبها .
ولكنه خذلها فانكسرت وضاع كل حلم حلمت به .
طالعتها زاد بترقب واندهشت من رجفة يديها ودموع قد تلئلت فى عينيها .
فقامت بانة وجلست بجانبها وضمت يدها المرتعشة مردفة بحنو …شكلك عملتيها من ورايا يا بنت عمتى .
مش طيب كنتى تحكيلى مش احنا أخوات بردك .
عشان أنا برده لما يحصل حاچة احكيلك .
بس أجولك ايه ؟
ما خلاص هتجوز واحد معرفش عنيه حاچة ولا هو من توبى ولا من توبه .
وكان نفسى اتجوز واحد كده ، كيفى فنان وليه تفكير وعالم خيالى نسبح فيه سوا ونتكلم عن أحلامنا ومستقبلنا سوا .
يعنى حجات مشتركة ما بينا ، تخلينا نحب بعض اكتر ونتعلق ببعض .
مش فى الاخر أتچوز واحد يدوبك عيعرف يفك الخط وميعرفش عن الفن حاچة .
ومفهوش ميزة غير أنه عيحفظ كتاب الله والعيال عتحبه جوى بس .
فابتسمت زاد بحب مردفة بتروى …عن جد هيحفظ ابن حمدان قرآن سبحان الله والعيال كمان عتحبه .
يعنى جلبه مليان بذكر الله وكتابه وحنين جوى كمان عشان كده العيال عتحبه .
ده يبجا راچل كنز ونعمة من عند ربنا يا بانة ، وهنيالك بيه .
بانة بإندهاش…..كيف ده ؟

 

 

بجولك مش متعلم وعيلبس لساه جلابية كيف زمان مش شباب دلوك .
ودماغه وتفكيره اكيد غيرى ، فإزاى هنتوافق مع بعض .
لا معيزهوش ، انا نفسى فى واحد احبه ويحبنى يا بنت عمتى ونعيش قصة ولا فى الروايات .
وده شكله ميفهمش فى الحب واصل وهيعملنى زى تفكير زمان انى حرمة وملهاش غير تحبل وتولد بس ولا ليها رأى ولا كلمة .
طالعتها زاد بحنو واردفت بتروى …بصى يا ست البنات ، انا منكرش أن الچواز الأحسن فيه التوافق فى كل حاچة عشان ينجح كيف ما بتجولى ،وما أحلاه كمان لما يكون على حب ..
بس بردك لكل قاعدة شواذ .
و ياما ستات اخدوا اشى مهندس ولا دكتور وبهدل عيشتها ولا كتلها كمان كيف ما بنقرأ على النت .
فالمهم هنا حسن العشرة والأخلاق اللى ممكن تغطى على الشهادات .
وده حافظ كتاب الله والعيال عتحبه ، ولى حافظ كتاب الله يعنى هيراعى ربنا فى كل شىء .
ويعرف أن الست ليها مكانة زى ما فى سورة اسمها النساء وده تكريم ربنا لينا سبحانه وتعالى .
واكيد خابر معاملة الرسول لأزواجه كانت كيف ، ده الرسول بذات نفسيه كان هيشور مرته ام سلمى ، وكان عيساعد فى شغل البيت وكان هيجرى مع السيدة عائشة لكن للاسف الرچالة الان رجعت لعصر الجاهلية جبل الرسالة والله ، ربنا يهديهم .
ومفيش راجل مش عايز يعرف يعنى ايه حب ، بالعكس زى ما احنا هندور على الحب ، هما كمان هيدوروا جوى جوى .
لانهم هيتعبوا اكتر منينا وبيجوا عايزين وحدة تحبه وتراعيه وتهون عليه الدنيا .
طالعها بانة بتفكير فى كلامها المقنع بعض الشيء ولكن لا يزال فى قلبها أحلام كثيرة ربما ليست موجودة على أرض الواقع .
تحيرت بانة فى أمرها مرددة …مش خابرة !

 

 

هو كلامك حلو جوى ، بس النفس .
زاد بتروى ….طيب ايه رئيك تديله فرصة وتشوفيه عاد وتتكلمى معاه وتشوفى طريقة كلامه وتصرفاته مش يمكن يعچبك .
لتشرد بانة لحظة فى جابر ونظرة عينيه لها ، وملامح وجهه الرجولية الجذابة فابتسمت ولكن يجب عليها أن تختبره حقا كما قالت زاد .
بانة بتفكير ….عنديكى حق ، لما اشوف چابر بن حمدان ده ، كيف عيكون.
بس يلا جوليلى ، ومتخبيش عليا ، انتِ ميتى وكيف حبيتى ومين هو ؟
ولا يكونش هو المقدم صلاح ده اللى حفى عشانك .
وكيف عتچوزى اخوى وانتِ عتفكرى فى حد تانى ؟
ااااه من ظلمك للجلوب يا بوى .
فتنهدت زاد بلوعة …صلاح ايه بس !
ده انا عمرى ما فكرت فيه واصل ، ويوم ما وفجت لما لجيت خلاص أن مفيش أمل بعد اللى عحبه بذات نفسيه هو اللى چى ، بيخطبنى لغيره تصورى !!
فشهقت بانة ووضعت يدها على فمها ثم لمعت عينيها لتبتسم مردفة ….معجول ده يا زاد ، عتعشجى إخوى .
أغمضت زاد عينيها بألم واردفت …شوفتى وجع الجلب اللى انا فيه .
انا عحبه وهو عيحب حد تانى .

 

 

 

اشفقت عليها بانة ، فربتت على ظهرها بحنو مردفة …..متزعليش يا زاد ، بس مش مهم عيحب مين طالما هيچوزك انتِ .
وأنتِ بعد الچواز لما يقرب منيكى ويعرفك انك كيف النسمة وتتحطى على الجرح يطيب ، اكيد عيحبك أنتِ ويتعلق بيكى وينسى البت اللى عيحبها دى خالص .
تنهدت زاد بحرارة واردفت بتمنى …ياريت يا بانة ، بس خايفة جوى ، يكرهنى مش يحبنى لانى كنت السبب اللى فرقته بينه وبين حبيبته عشان عيچوزنى غصب .
بانة بنفى …لا متجوليش إكده .
اخوى براء راچل وعاقل وفاهم أنه كل شىء نصيب .
وهو من زمان عيقدرك ويعملك حساب وعنديه غالية جوى .
ابتسمت زاد للحظة ولكن مازال الخوف والقلق يسيطر عليها وتتسائل كيف ستكون شكل علاقتهم بعد الزواج .
سمعت صوت حديثهم زهيرة لتغمض عينيها وتتمتمت بدعاء …يارب ألف بين قلوبهم ، دى زاد تستاهل كل خير .
ثم ولجت إليهم بابتسامة مردفة بحنو …ايه يا بنات .
الفطار جهز تحت ، يلا عشان نفطر .
بادلتها زاد بابتسامة وحركت رأسها بقولها ….حاضر يا مرت خالى ، يلا بينا يا بانة .
فنزلوا سويا حيث قاعة الطعام ، وقد وضع الخدم كل ما لذ وطاب من الإفطار الصعيدى الشهى على المائدة .
من فطير وعسل وجبنة قريش وبيض وايضا الطبق الرئيسى الفول وصوابع البطاطس المقلية .
وجلس باسم على المائدة شارد حزين ، يشعر بالأختناق وكأن السموات والأرض قد انطبقت على صدره .

 

 

 

فطالعته زهيرة بحزن شديد وانكسار وتمنت لو كانت نفسها فداء لسعادته ، لقدمته له عن طيب خاطر ولكن ما باليد حيلة ، فهى ضعيفة أمام ذلك المتسلط منصور الچبالى .
جلس الجميع وعلى كل وجه منهم كسرة حزن ،ما عدا ذلك الطاغية منصور الذى كانت عينيه تلمع من فرط سعادته بحوريته الصغيرة التى تشغله بحركاتها أمامه .
وغمزات عينيها التى كاد أن يجن بسببها .
ثم اختفت من أمامه فجأة ، عندما لاحظت انشغال الخدم بتلبية طلبات أفراد الأسرة على مائدة الإفطار .
لتخطو خطوات مسرعة نحو المطبخ ، لتعد كأس من الحليب الساخن الخاص بـ منصور .
لتخرج من مخبئها السرى فى المطبخ ، بعضا من الاعشاب التى من شأنها تزيد هرمون الأنوثة فى جسد منصور لتقضى على ذكورته مع الوقت شيئا فشيئا .
نهلة محدثة نفسها بإنتقام والشر يتطاير من عينيها … حلال فيك يا منصور اللى عمله فيك ، عشان تعرف أن الله حق وتبجا زى الباب الوجف ولا تعرف تجرب نحو أى حرمة تانى .
وابجا قول سلام على الرجولة اللى هدفنها بيدى ، وهخليك كيف الخاتم فى صباعى عشان استرها عليك ومجولش انك ههههههه خلاص مبجاش فيك صحة .
وبالفعل أذابت تلك الأعشاب فى اللبن مع قليل من العسل حتى لا يدرك أنه به شىء .
ثم ذهبت به ووضعته أمامه وطالعته بعين مشتاقة ، فألهبت وجدانه بقولها …اللبن ده لعيونك يا سى منصور من يدى وحليته بالعسل عشان صحتك تتجوى اكتر واكتر .
ثم غمزته وكأنه أصابت قلبه العاشق فى مقتل .

 

 

 

لتلتفت لتغادر وعينيه لم تبارح خطواتها حتى اختفت .
نظرت له زهيرة بشمئزاز ونفور وحدثت نفسها ….لساه مش عايز يتهد ابن الجبالى .
لسه فاكر نفسه صغير ، وهيلف على البنات ، آلهى ربنا يعجل بنهايتك عشان نرتاح من جرفك .
ارتشف منصور اللبن بتلذذ ثم أنهى على آخره كل ما تقدمت إليه يده من الطعام .
ثم قام دون أن يحمد الله .
فحرم الاجر فى قول رسولنا الكريم ( إنَّ اللَّهَ ليَرضى مِن العبدِ أن يأكُلَ الأَكلَةَ فيحمَدَهُ عليها ويشرَبَ الشَّربَةَ فيحمَدَهُ عليها).
قام منصور ثم نظر إلى بانة ، فتوترت وشعرت بالخوف ثم أردف …چهزى نفسك انتِ كمان يا بانة ، هيكون كتب كتابك بكرة مع أخواتك بالمرة على جابر بن حمدان واد عمى .
عشان تكون الفرحة كبيرة جوى جوى .
وانا هطلع دلوك عشان أكلم الناس يچهزوا الجنينة بلزى منه ، عشان هعزم كبارات الكفر كلاتهم .
وانتِ وبت أختى زاد ، روحوا اشتروا فستان عشان المناسبة السعيدة دى ، وكمان شوفوا وحدة تيچى تحلى خلجتكم المكشرة وتچيب الفقر دى .
لتصرخ باااانة …لا اااا أكده حرام والله ، انا مش ريداه ده يا ابوى .
فنهرها منصور بقوله ….ريداه مش ريداه ، ميهمنيش .
المهم كلامى عاد اللى هينتفذ .

 

 

ثم ضحكة ضحكة شيطانية ،وغادر رغم سخط الجميع.
فسلط النظر باسم وبانة على امهم ، كى تقول اى شىء أو تدافع عنهم ولكن وجدوها تلتزم الصمت رغم دموعها التى تلمع فى عينيها التى تشير على الحزن وقلة اليد .
فأجهشت بانة بالبكاء وغادرت إلى غرفتها ،وتبعتها زاد لكى تهون عليها الأمر .
فطالع باسم والدته زهيرة بعتاب مردفا بحزن ….هتفضلى لميتى يامه إكده ؟
ساكتة عن اللى عيعملوا فينا ابوى ، من صغرنا وهو عيمشينا على مزاجه ويلطش فينا وعمره ما كان صدر حنين على حد فينا .
وانتِ مش جادرة تعملى حاچة غير البكى .
ليه موجفتهوش عن حده ،ووجفتى جصاده ، يمكن مكنش عمل فينا إكده .
حرام عليكى والله ياما .
أذهلها زهيرة كلام باسم لها ، فأجشهت فى البكاء مردفة بنحيب …غصب عنى يا ولدى ، سامحونى .
غصب عنى سامحونى .
فأشفق باسم على دموعها ، فقام واحتضنها بحب متأسفا ..سامحينى أنتِ ياما ودعواتك ربنا يخفف عنا الظلم ده .
………..
نام براء مستريحا وعلى صدره قمر يحاوطها بذراعه .
فطالعته قمر بتعجب وأردفت محدثة نفسها “”

 

 

…شوف نايم كيف زى العيل الصغير وملامحه هادية وساكنة وصراحة كان حنين جوى معايا بعد ما كنت هموت من الخوف .
بس اعمل ايه الجلب وما يريد ، وانا جلبى مع حمدى .
سامحنى يا ابن الچبالى ، العشق له سلطان مش بيد حد .
ثم رن هاتف براء .
فتململ فى فراشه ، فنغزته قمر مردفة …..جوم يا حبيبى شوف مين هيرن عليك .
براء بنعاس …خليه يرن ، هو ده وقته برده .
فلاحظت قمر اسم المتصل اللواء محمد السعيد.
فأيقنت أن هناك شىء هام فى العمل ، فصاحت …جوم يا براء ده سيادة اللواء بنفسيه هيتصل بيك .
فاعتدل براء سريعا وفرك عينيه ليستفيق والتقط الهاتف سريعا ليستجيب بقوله…سيادة الباشا
اللواء محمد بغلظة …انت فين يا سيادة الرقيب ؟
ابتلع براء ريقه بتوتر مردفا …موجود يا باشا تحت امرك .
اللواء محمد بغلظة …نص ساعة وتكون على مكتبى يا براء .
والا أقسم بالله ما هيحصل طيب ، عشان بقالك فترة مش شايف شغلك كويس ومعرفش بتروح فين ؟
وانا عامل إعتبار لوالدك .
براء بخجل ..تحت امرك ، نص ساعة وهكون جدامك يا باشا .
بس فيه حاجة ضرورى !

 

 

اللواء محمد …طبعا ، جتلنا اخبارية أن فيه تمثال فرعون هيتسرب النهاردة لعميل اجنبى .
ثم حدد له الوقت ومكان التسليم .
براء مؤكدا …..ميكونش عند حضرتك اى قلق ، وههاجم المكان بالقوة فى الوقت والمكان المحدد ومش هسيب حق بلدى يطلع بره ابدا .
اللواء محمد …لما اشوف ، ومنتظرك على مكتبة بعد نص ساعة .
براء ..تمام يا فندم .
ثم أغلق الخط ، ليطبع قبلة سريعة على وجنتى قمر مردفا بحب …معلش يا عسل ، اديكى سمعتى ، شغل مهم جدا .
ولازم أنزل واحتمال اتأخر .
ومش هينفع طبعا تتأخرى كتير على البيت انا خابر .
فعشان كده معلش جومى ألبسى هوصلك على طريقى .
فتذكرت قمر فى تلك اللحظة ما أخبرها به حمدى عن معرفة أسرار شغل براء .
فبادلته بقبلة عميقة مردفة بحب مصطنع ..انت عتوحشنى كتير يا براء .
عشوفك بكرة طيب ؟
فتبدلت ملامح براء من مرتخية لمتصلبة فالغد سيكون عقد قرانه على زاد .
فبادر بقوله …مش خابر ، خلينى بكرة أشوف وأكلمك .
قمر ..ماشى .

 

 

بس عملية ايه إللى عتجول عليها دى ؟
اوعى تكون خطرة ، لا متروحاش انا مجدرش على كده .
ده كنت اموت فيها لو حصلك حاچة لاسمح الله.
طالعها براء بحب وتبتسم بقوله ..مكنتش خابر انك عتحبينى جوى جوى كده .
بادلته قمر الأبتسامة مردفة بحنو ….واكتر من كده ، ربى يخليك ليا .
براء …ويخليكى يا جلبى .
ومتخفيش عاد ، انا متعود على الحجات دى .
وجولى بس يارب .
قمر …يارب .
ثم سارع فى ارتداء ملابسه وتبعته هى ، ليغادروا سويا .
ويقوم على توصيلها .
ولكنها اول ما غادر تحت عينيها ، قامت بالفور بالاتصال على حمدى ، لتخبره بما حدث.
حمدى….الووو يا جلب حمدى من جوه .
كيفك وحشانى يا قمرى ؟

 

 

 

قمر …وانت كمان جوى .
حمدى ..وايه أخبار سيادة المقدم فى ليلتكم اللى عدت .
قمر بعتاب ولوم ….متفكرنيش بجا .
ما انا خلاص ما بجتش ست البنات .
ثم حبست أنفاسها وانهمرت دموعها .
حمدى بتصنع …وبعدين معاكى بجا ، متجطعيش جلبى .
وبعدين ما هو غصبا عننا ، عشان نعرف نعيش .
ومتجوليش أكده ، انتِ مهما حوصل ست الستات .
وهتفضلى فى نظرى أحلى البنات .
فتنهدت قمر مردفة ….ياريت .
وصوح جبل ما أنسى .
هو عنده مأمورية النهاردة
ثم حددت له المكان والزمان .
فتوتر حمدى وحدث نفسه …منين عرفوا الخبر ؟
ده إحنا كنا مأمنين نفسنا من كل اتجاه.
بس على كده مفيش وجت عاد ، لازمن اتصل بالباشا يتصرف بسرعة .
ثم حاول التماسك حتى لا تكشفه قمر فحدثها بتصنع …ايوه كده ، عشان يعرف إنك جلبك عليه وعيحبك اكتر ويچبلك كل اللى نفسك فيه .
حركت قمر شفتيها بإستياء مردفة…لما نشوف عاد !

 

 

 

ثم أنهت معه الحديث ، لتذهب عائدة لمنزلها ، لتأخذ قسطا من الراحة .
قمر …على الله بس ألاقى ست ملك نايمة عشان مش حمل عتاب ولا سين ولا جيم تانى انا مش ناجصة.
أما حمدى ..فسارع إلى الرجل الثانى فى تلك العصابة .
ليغيروا سير العملية التى أعدوا لها بعد أن انكشف امرها .
&&&&&&
ووقف براء أمام اللواء محمد السعيد.
توعده اللواء محمد بقوله …عارف لو كنت اتأخرت دقيقة كمان .
انا كنت هطلب منك تقدم استقالتك .
براء بخجل ..انا خابر انى مجصر ، بس أوعدك النهاردة اكون عند حسن ظنك .
اللواء محمد …لما اشوف ، بتمنى متخيبش ظنى .
وترجع براء اللى عارفه كويس ، حريص على شغله ومصلحة بلده وأمين عليها .
واتفضل أقعد مع القوة بتاعتك ونظم خطة للأمساك بالمجرمين دول وترجع ممتلكات بلدك لحضنها .
أدى براء إشارة التحية مردفا…تمام يا باشا .
ليغادر بعدها براء ويتأهب مع قوته لمحاصرة ذلك المكان لإحباط عملية البيع .
وفى ساعة الوقت تأهب وأعد عدته وذهب مع القوة ، وحاصر المكان المستهدف من كل إتجاه .
وبالفعل شاهد بأم عينه المدعو المبلغ عنه يخرج من سيارته الصندوق الذى بداخله التمثال الفرعونى .
واخر فى سيارة أخرى يترجل منها ومعه حقيبة يظن براء أنها بها المال المطلوب ، لتتم تلك الصفقة المشبوهة .
ثم حانت لحظة الصفر وأشار براء لقوته بدء الهجوم.
رفع براء صوته عبر الميكرفون مردفا بتحذير ….كله يقف مكانه ويرمى سلاحه .
القوة تحاصر المكان …؟؟؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أولاد الجبالي)

اترك رد

error: Content is protected !!