روايات

رواية حارس المقبرة الفصل السابع 7 بقلم Lehcen Tetouani

رواية حارس المقبرة الفصل السابع 7 بقلم Lehcen Tetouani

رواية حارس المقبرة البارت السابع

رواية حارس المقبرة الجزء السابع

رواية حارس المقبرة الحلقة السابعة

…… تجمد لطفي في مكانه وارح يتأمل وجه الفتاة الصغيرة ذات شعر الاحمر وهي تنظر اليه بغضب جاحظة عيونها الكبيرة في وجهه وترتدي كفنها الأبيض الذي كان يتلف حولها
فبدأت تتقدم منه رويدا رويدا فلم يكن من سبيل أمامه سوى أن عاد يجري إلى غرفة الحراسه بسرعة واقفل على نفسه الباب وهو يرتجف من ذلك منظر المرعب بدا يسند بجسده على الباب وهو يتنهد بشدة وفجأة بدا كلبه ينبح بعدما احس بشي يقترب من الباب
فأدرك لطفي بأن شبح تلك الفتاة الصغيرة قادم الى هنا فراح يسند بكل ثقله على باب وهو يتخبط في خوفه الشديد وماهي لحظة حتى بدأ الباب يطرق بشدة ولطفي واقف في مكانه يحاول أن يمنعها من الدخول
ثم توقف طرق الباب وخيل إليه أن الفتاة قد ذهبت فمد بصره من ثقب باب ينظر ان كانت في جوار وما ان قرب عينه من ثقب حتى ظهرت له عين كبيرة من شق الاخر للباب وهي تراقبه فصرخ من خوفه وتراجع إلى الوراء وادرك بأن الفتاة لم تذهب وراحت تصرخ و هي تقول :
لماذا تبيع جثتي يا لطفي إفتح الباب اريد ان أخذ جثتك وأبيعها كما فعلت بي
كاد قلب لطفي يتوقف من شدة مما هو فيه ونباح كلبه القوي يزيد من توتره وخوفه اكثر ولا يدري كيف يسكته عن النباح
فمسك بعصاه وضرب بها رأس الكلب حتى يرغمه عن توقف عن النباح لكن ضربة قوية وكافية بأن تسقط الكلب جثة هامدة
راح لطفي واقف لا يصدق ما فعل بعدما شاهد كلبه الوفي يصرخ بأخر نفسه له في الحياة ويموت وبعدها إنطلقت ضحكات الفتاة وهي سعيدة بعدما ادركت أن لطفي قتل كلبه وقالت : هل ستبيع جثة الكلب كما بعت جثتي وجثت ابيك لا أحد يشتري جثث الكلاب يا لطفي
أصاب كلام فتاة لطفي بغصة شديدة وأحس بخجل من نفسه ووقف مسمرا في مكانه لا يدري ما يفعل ثم فجأة إنطفىء المصباح اليدوي لحسن التطواني وخمدت النار واصبح لطفي وحده في وسط الظلام الدامس بالغرفة وراح يمد يديه ليتحسس على الحائط
فاذا به يجد يديه تمسك بشيء صلب فعرف ان ذلك الجسم هو هيكل عظمي لجثة بشرية فصرخ بأعلى صوته وهو مرعوب وبدأ يضرب بيديه على ظهر المصباح حتى يشتعل ويعود النور
وبعد فترة تمكن من إشعاله مرة اخرى تفاجأ بأن وجد ان الباب قد فتح وان جثت الكلب قد إختفت من الغرفة
الصق بظهره في الزاوية وبقي طوال الليل وهو يتمم وتعوذ وجسده كله مشمخ بالعرق الذي كان يسيل من كل انحاء جسمه رغم انه كان في فصل الشتاء وطقس بارد
لم يستطيع لطفي ان يغفل ولا قليلا وبقي طوال الليل جالس في ركن الغرفة وقلبه لا توقف عن خفقان الى وصل صباح واشرقت شمس وهو لا يزال مستيقظ فنهض بصعوبة واخذ مذياعه معه وخرج وهو يتلفت في كل إتجاه ثم توجه نحو منزله مسرعات وحينما دخل لاحظت زوجته سعاد إضطراب ورعبا في وجهه فسالته قائلة : مابك يالطفي وما به وجهك مصفرا هكذا
جلس لطفي على الارض وقال : لا شيء فقط اشعر بحمى باردة بسبب اني لم اتغطي جيدا ليلة البارحة
فأجابته زوجته قائلة : سلامتك هل أنادي لك طبيب القرية حتى يعطيك حقنة تنزل حرارتك ؟
فرد عليها لطفي بقوله : لا داعي لذلك فقد ارسلي أحد اولاد الى الصيديلة حتى يحضر لي الدواء lehcen Tetouani
ذهبت سعاد وارسلت احد اولادها ثم ذهبت إلى المطبخ واحضرت كوب زنجبيل ساخن ووضعته امام زوجها ثم قالت بعدما تذكرت شيء : كيف تركت الكلب يعود وحده الى المنزل فقد جاء قبلك هذه الصباح ودخل إلى منزله في فناء
إنصدم لطفي بعدما سمع هذا الكلام ورفع بوجهه الشاحب نحو زوجته وقال : ماذا قلتي هل جاء الكلب الى هنا ؟
استغربت سعاد من إندهاش زوجها وقالت :أجل ولكن لماذا إستغربت كل هذا الاستغراب فهل هذه اول مرة يفعلها ؟
راح لطفي ينظر إليها بوجه منصدم ولا يقوى على الكلام فسألته قائلة : لطفي مابك هل جرى للكلب اي شيء
فرد عليه لطفي على فور :لا ولكني كنت قد تركته هناك في المقبرة حتى يحرسها في غيابي فلم اشأ ان احضره معي
ثم نهض بسرعة من مكانه وخرج متوجه الى الفناء حتى يتأكد من كلام زوجته ولما دخل الى منزل الكلب لم يجده فراح يتسائل في نفسه هل يعقل ان يكون الكلب ما يزال حي بعدما قتله ليلة بارحة ؟
وبينما هو واقف يتسائل اذا به يسمع مأذن ينادي من منبر المسجد وهو يقول : صلاة على جنازة إنتقل الى رحمة الله تعالى الحاج ايوب ترحموا عليه
فأدرك لطفي ان من مات قد كان صديقه الذي قابله اخر مرة

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية حارس المقبرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *