روايات

رواية جمال الأسود الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم نور زيزو

رواية جمال الأسود الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم نور زيزو

رواية جمال الأسود البارت التاسع والثلاثون

رواية جمال الأسود الجزء التاسع والثلاثون

جمال الأسود

رواية جمال الأسود الحلقة التاسعة والثلاثون

وصل “جمال” على المركز التجاري بصدمة لم يتحملها وخوف تمكن من قلبه على زوجته وطفله من هذه الحية، ركض مُسرعًا كالمجنون ووجد “حسام” على الأرض بعد أن ساعدوه المارة فى أستعادة وعيه بعد أن خدره أحد الرجال من الخلف وأخذ “مريم” منه وكان أخر ما رأه هو سحب “سارة” لها بالقوة وتضع مسدسًا على بطنها تهددها بالقتل وقتل طفلها إذا لم تذهب معها…
أنتفض “جمال” من الخوف بعد أن أخذتها “سارة”، ذهب إلى غرفة التحكم بالمركز التجاري وعرض عليه الأمن كاميرات المراقبة لكن “جمال” دفع الرجل بعيدًا عن الجهاز بغضب والخوف يكاد يفقده صوابه، أوصل هاتفه بهذا الجهاز وأستعان بـ “جين” الذي ولج إلى المركز التجاري بسرعة البرق وفى أقل من خمس ثواني وأنطلق “جمال” كالمجنون للخارج وعينيه لا تفارق الهاتف بعد أن طلب من “جين” أن يعثر على “مريم” بالكاميرات، نزل للطابق الأسفل بهرع وعينه لا تفارق المارة يبحث فى كل مكان ورجاله بقيادة “عاشور” يبحثون فى أرجاء المركز التجاري كاملًا وحتى دوره مياه السيدات أقتحموها بلا خجل من أجل “مريم” فقط ثلاثة دقائق من ولوج “جين” وصدر أنذار فى الهاتف لينظر “جمال” إلى الهاتف بقلق وكان “جين” يرصد “مريم” على أحد السلالم الكهربائي وأوشكت على الوصول للطابق الأول حتى تغادر المكان، أغلق “جمال” جميع الأبواب الإلكترونية للمركز التجاري بهاتفه وأسرع للأسفل كالمجنون…

 

نزلت “سارة” من السلم الكهربائي وتضع المسدس أسفل قبعتها على خصر “مريم” التى تسير معها فقالت:-
-أنتِ بتعملي كدة ليه؟ أنا مأذتكيش فى حاجة
-لكن جوزك أذاني واللى يقهره بجد هى حياتك يا مريم
قالتها “سارة” بغيظ شديد وهما يسيران لتُصدم عندما أتاها صوته يقول:-
-بُبعدك
ألتفت إليه لتصدم عندما وضع يديه على عنقها يخنقها بغضب سافر ويلتف بها بعيدًا عن “مريم” التى هرعت نحوه تختبي خلفه وتبكي بخوف، نظر فى عيني “سارة” بتحدٍ وقال بجدية:-
-تفتكري لو ليلي كانت تخصني كُنتِ قدرتي تحط أيدك عليها، مريم!!… مستحيل مبقاش جمال المصري
كادت أن تفقد أنفاسها من قبضته، دفعها بقوة أرضًا وتوقف الجميع بهلع بعد أن سقطت وسقط المسدس بعيدًا وظهر للجميع وبدأوا فى الصراخ بخوف من وجود قاتل فى هذا المكان وسلاح يهدد به، ألتف “جمال” إلى “مريم” بقلق يضم رأسها فى يديه بأريحية وقال:-
-أنتِ كويسة؟
أومأت إليه بنعم ولم تتوقف عن البكاء، حتى نظرت خلفه بذعر و”سارة” تقف تصوب المُسدس نحوه فأبتلعت لعابها بخوف من أن يُصيب “جمال” شيء ويصل له غضب هذه المرأة، دفعته بعيدًا عن طريق المُسدس باللحظة التى خرجت بها الطلقة ليُصدم “جمال” بخوف ونظر إلى “مريم” التى وقفت أمامه تتلقي الطلقة عنه بلا خوف لكنها تخاف أن يصيب محبوبها شيء فقالت

 

بصدمة:-
-أنا كويسة!!
رفع نظره إلى “سارة” ليُصدم عندما وجد “حسام” يقف أمامها والمسدس فى جسده وقد تلقي الرصاص عوضًا عنهما، سقط “حسام” أرضًا ولم ترتجف “سارة” نهائيًا بل ما زالت تصوب المُسدس عليهما، جذبها “جمال” إليه يخفيها فى جسده خوفًا عليها ولا يخشي هذه الرصاصة، سمع الجميع صوت رصاصة أخرى ولكن لم تكن من مسدس “سارة” بل من رجال أمن المكان، أستقرت فى قدم “سارة” التى أسقطتها أرضًا وما زالت تتصر على قتل “مريم” رغم ألمها وأنتفض جسدها من الألم لتستقبل رصاصة أخري فى يدها وأجتمع عليها رجال الأمن يعتقلوها حتى تصل الشرطة..
ضمها “جمال” بقوة بين ذراعيه وهى تنتفض ويخفي رأسها فى صدره حتى لا ترى هذه الحادثة البشعة بعيونها، نُقل “حسام” إلى المستشفي وأخذت الشرطة “سارة” لكنها كانت قد فقد عقلها تمامًا ظلت تُتمتم بأسم “جمال” الذي أنتصر عليها دونًا عن جميع الرجال، أمامها كانت ضعفاء لشهواتهم ونجاستهم لكن “جمال” الوحيد الذي رفضها كليًا ووضع نهايتها بيده…
________________________
صُدمت “جميلة” عندما علمت بأصابته فور نزولها من الطائرة وفتح هاتفها، ليكون خبر حادثة المركز التجاري يعم الأخبار لكن كل ما أرعبها هو إصابة “حسام”، هرعت للمستشفي حيث هو وكان “جمال” هناك ومعه “عاشور” بعد أن عادت “مريم” للقصر، أتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة الجمته من رؤية أخته تبكي بأنهيار على هذا الرجل وقال بتلعثم:-
-جميلة!!
حاولت تمالك أعصابها والسيطرة على قلبها الحزين لأجله أمام أخاها ثم قالت:-
-حصل أيه؟

 

-متقلقيش مريم كويسة، حسام أتصاب لكن الحمد لله اصابة خفيفة فى الكتف
قالها بجدية مُعتقدًا بأنها تبكي لأجل “مريم” وهذا الخوف لها لكنه يجهل تمامًا أن اخته على وشك الأنهيار تمامًا بسبب هذا الرجل ، جعل أحد الرجال يأخذوها للقصر دون أن ترى “حسام” وهى لم تجرأ على طلب رؤيته من أخاها، ربتت “مريم” على كتفها بلطف وقالت:-
-متقلقيش يا جميلة هو كويس والله وجمال لسه قافل معايا وقالي أنه فاق وكمان ساعتين كدة هيقعد تحت الملاحظة وهيجي معاهم لأنه مُصر يخرج
جففت “جميلة” دموعها بألم وخوف يحتلها كالأرض المُحتل وهى بمثابة الشعب المنهك قلبه وحقه فى هذا الأحتلال، قالت بعبوس:-
-أول ما قرأت الخبر كنت هتجنن حسيت أنى هموت من كتر الخنقة ومش قادرة اتنفس، مع أن كل مرة كنا بنتقابل كنا بنتخانق عمري ما تخيلت أنى هوصل للمرحلة دى مع أى راجل كان
ربتت “مريم” على كتفها بحب ثم قالت:-
-عشان بتحبيه يا جميلة، الخناق دا كان محبة يمكن لأنكم مش طايلين بعض ومعندوكش المساحة تقربوا فبتتخانقوا
ظلت تبكي بهدوء حتى رن هاتف “مريم” باسم حبيبها، خرجت من الغرفة تُحدثه ليخبره بانه قادم فسألته بقلق من أجل “جميلة:-
-وحسام عامل أيه؟

 

-الحمد لله كويس أصر يخرج بعت عاشور يروحه البيت
قالها بهدوء لتنحنح بقلق بعد أن ذهب لمنزله وهنا فتاة تكاد تموت من القلق عليه، سألها “جمال” بلطف:-
-أنتِ عاملة أيه دلوقت؟ لسه مخضوضة
-شوية!!
قالتها بلطف بعد أن وقفت على الدرابزين من الأعلي تتكأ عليه وتحدق فى بهو المنزل فى الأسفل، تبسم “جمال” بلطف وقال:-
-اطمني يا حبيبتي أنا هنا، عمومًا أنا جاي فى الطريق
أومأت إليه بنعم وعينيها ترى “ولاء” تسير فى الأسفل بتعب مٌنهكة والإرهاق واضح عليها فقالت بخفة:-
-ماشي مستنياك يا حبيبي
كاد أن يتحدث لكن قاطعه صوت صراخ “مريم” باسم والدته التى رأتها تسقط مُغمي عليها، ركضت “مريم” للأسفل بذعر وهى تنادي على “حنان” التى خرجت لأجلها للتو، حملوا “ولاء” لأقرب أريكة وجلبت “حنان” دواء السكر لأجلها، أعطته “مريم” لها وظلت تدلك يديها بحنان، فتحت “ولاء” عينيها بتعب لترى “مريم” جوارها تعتني بها ومذعورة من أجلها فقالت بهدوء:-
-مريم!!
أومأت “مريم” لها بنعم وقالت بلطف:-
-أه أنا هنا، حضرتك كويسة
رفعت “ولاء” يدها إلى وجه “مريم” تلمسه بحنان ودفء ثم قالت:-
-رغم كل دا بتقلقي عليا
تبسمت “مريم” بعفوية إليها ثم قالت:-
-أكيد بيشفعلك أنك والدة جمال فأى حاجة تعمليها ، كفاية أنك أمه
تبسمت “ولاء” هى تتنفس بهدوء قائلة:-

 

-بالعكس أنتِ اللى يشفع لك أى حاجة يا مريم مقابل حُبك لأبنى وسعادته اللى عايشها معاكي، والله لو كنتِ أسوء الناس على الأرض لقبلتك عشان سعادة جمال
تبسمت “مريم” بلطف وهى تضم يدي “ولاء” بين راحتي يديها وقالت بعفوية بريئة:-
-أنا هفضل أحبه عمرى كله، وأطلبي مني أى حاجة ممكن أعملها لك عشان جمال، أنا مكنتش فاهمة كرهك ليا ورفضك الشديد لجوازنا لكن بعد ما بقيت حامل بقيت فاهمة قد أيه الأم بتخاف على ابنها، أنا لسه مشوفتش بنتى ولا كبرتها زى ما أنتِ كبرتيه لكن مقدرش أتخيل أن ممكن يجي واحد غريب فى الأخر يأخدها منى، عشان كدة أنا مقدرة دا منك ومش زعلانة ولا جوايا حاجة ليكي غير كل الخير والحب وكفاية أنك السبب فى أن جمال موجود هنا وبفضلك بعد ربنا سبحانه وتعالي هو اتولد عشان أحبه
ربتت “ولاء” على قدمها بلطف ثم قالت:-
-يا ريتك جيتي لحياته من زمان يا مريم مكنش حصل اللى حصل ولا كان قلبه أتوجع وحصل الفجوة اللى بينا لكن الحمد لله بفضلك الفجوة دى أختفت وابني بدأ يعيش ويضحك ويحب
أكتفت “مريم” ببسمة خافتة إليها، دلف “جمال” بهلع وخوف بعد أن سمع صراخها فى الهاتف لكنه رأهما يضحكان معًا على غير المعتاد من والدته فقال بقلق:-
-حضرتك كويسة؟!!
ربتت على قدم “مريم” بهدوء وقالت:-
-بفضل مريم أه كويسة متقلقش

 

أقترب منها بهدوء وقبل جبينها بلطف ثم قال:-
-مش قولنا تخلي بالك من صحتك يا أمي
تبسمت “ولاء” إليه بلطف، أتجه نحو “مريم” بعفوية وقبل رأسها هى الأخري كوالدته تمامًا فتبسمت زوجته على هذه القبلة التى تنتظرها دومًا بعد عودته، تحدثت “ولاء” بضيق مُصطنع:-
-خد مراتك وأمشي من قصدي يا جمال
تبسمت “مريم” بخجل وقالت:-
-مش هتطلعي ترتاحي؟
-لا خدي جوزك وعصافير الحب اللى حواليكم دى من قدامي
قالتها بتذمر مُصطنع لتبتسم “مريم” وذهبا الأثنين معًا فتبسمت “ولاء” بلطف عليهما وقالت:-
-عقبال ما أطمن عليكي يا جميلة انتِ كمان
_________________________
أندهش “جمال” من قرار زوجته الذي قالته وخرج من غرفة الملابس ويحمل تي شيرته فى يده من الدهشة وقال:-
-سفر!! قررتي من نفسك يا مريم
تحدثت وهى جالسة على الفراش بجدية:-
-فيها أيه يا جمال دى رحلة يومين بس وبصراحة نفسي أجرب فكرة التخييم وكمان جميلة حالتها النفسية تعبانة بسبب موضوع الجواز ومحتاجة الرحلة دي

 

جلس “جمال” على الفراش جوارها وقال بأندهاش:-
-كمان جميلة!! أنتِ حتى مسألتنيش وشغلي
تبسمت “مريم” بعفوية وخبث بريء يليق بهذه الفتاة الجميلة وقالت:-
-أنا أتصلت بأصالة وقالتي أن الأسبوع دا معندكش مقابلات كتير ولا حاجة مهم غير متابعة الشغل
تنهد بضيق مُتذمرًا من سكرتاريته التى تنقل أخباره دومًا لزوجته ويرتدي تي شيرته، قال:-
-أدي أخرت اللى مراته تصاحب سكرتاريته، أبقي فكرني أفصل أصالة
قهقهت ضاحكة على تذمره وأقتربت منه ووضعت رأسها على ظهره بدلال وقالت:-
-كدة يا جمال، أهون عليك أنا وأميرتك الصغنن تحرمنا من الفسحة والله محتاجين نغير جوا
ألتف إليها بهدوء وحدق بوجهها الدافئ، بسمتها التى تنير حياته وعينيها اللامعتين بالعشق، مُندهشً من حديثها فقال بلطف باسمًا إليها:-
-أنتِ أتفقتي مع بنتك عليا من قبل ما تيجي، والله عال
زادت بسمتها أكثر ثم رفعت يدها إلى وجنته وتداعب لحيته بأناملها التى تتحسسها بدفء كم تعشق هذا الرجل وتتمنى لو استطاعت أن تخطفه من الحياة كاملة وتخباه بداخلها أو توقف الوقت بهذه اللحظة من أجلهما، رفعت نظرها إلى عينيه بحب ثم قالت بدلال:-
-حبيبي يكره!!
رفع ذراعه إلى خلف ظهرها يطوقها وبيده الأخري يلمس عنقها البارد بحب، لم يصمد قلبه العاشق أمام دلالها كثيرًا وبسمتها تقتل عقله وتمنعه عن التمرد أو الرفض، تحدث بهمس دافيء:-
-بالعكس يعشق
-هنروح؟
سألته بلطف وعينيها لا تفارقه هاتان العينين الخضراء بجمالهما الخلاب كجمال الطبيعة والعشب الأخضر، جذبها ببطيء شديد ولطف أكثر نحوه وعينيه تحدق بهاتان الشفتين اللامعتين:-
-على حسب الرشوة!!
تبسمت بخجل شديد من نظراته وأرتفعت حرارة جسدها من قربهما، تبسم حينما توردت وجنتيها من خجلها وأنفاسها بدأت تفقد أنتظامها أمامه وتنتفض من قشعريرة جسدها كصعقات الحب التى تضربها للتو بهذه اللحظة، تسللت يده عن عنقها إلى وجنتيها وأنفه تشم رائحة شعرها الذي أدمنها ومعه أدمنت “مريم” هذه الداعبة الساحرة لقلبها وقال:-
-بيكفينى أنك تقوليها… والله أجبلك العالم كله وقت تقوليها يا مريم

 

أجابته بهمس شديد يكاد يصل لأذنيه رغم رأسه المُلتصقة برأسها:-
-بحبك…
توقف عن الحديث وأنهي مجال النقاش المباح بينهما بقبلته الدافئة تقتل المُتبقي من صمود قلوبهما بهذه اللحظة……
__________________________
حاولت “جميلة” أن تعثر على رقمه حتى تتصل وتطمئن عليه، أخذته من هاتف “مريم” خلسًا لكنها لم تجرأ على الأتصال به، نظرت لصورتها المُنعكسة فى المرآة وهى ترتدي زي عملها للطيران وتستعد للسفر من جديد دون أن يهدأ قلبها من روعته وتخمد نيران قلقه، تنهدت بحزن من جُبنها على الأتصال وأخذت حقيبتها وغادرت القصر، صعدت بسيارتها لكي تذهب للعمل، قادت فى هذا الطريق الطويل الذي يقودها للبوابة الخارجية للقصر لكنها صُدمت عندما رأت “حسام” يجلس هناك بذراعه المُعلق على كتفه وقد جاء للعمل رغم أصابته، ضغطت على المكابح بصدمة من رؤيته لكنها أرتطمت بالمزهرية الرخامية الموجودة على الجانبين من الطريق، توقف الحرس بقلق من أصطدم السيارة وأنكسر المزهرية، وقف “حسام” بذعر من أن يكن أصابها شيء والجميع يعرفون أن هذه سيارتها، ذهب الجميع إلى السيارة وفتح أحد الرجال الباب ليراها بالداخل ، ترجلت من السيارة بهدوء وقالت:-
-أنا أسفة سرحت شوية

 

تنهد الجميع بهدوء وعادوا إلى أماكنهم بعد أن أطمنوا على سلامتها بينما ظل “حسام” يقف على الجهة الأخري يحدق بها بقلق كأنه يتفحصها جيدًا حتى يتأكد من سلامتها بنفسه، تحدثت بحرج شديد من نظراته:-
-عامل أيه دلوقت؟
لم يجيب على سؤالها بل سأل بجدية والقلق يقتله:-
-حضرتك كويسة؟
أومأت إليه بنعم فأشار بنعم بأريحية ثم ألتف حول السيارة ووقف أمامها يقول:-
-خلينى أوصل حضرتك لأحسن تسرحي فى الطريق ويحصل حاجة لأقدر الله
تنحنحت بقلق عليه وكيف سيقود بأصابته وبذراعه واحد وقالت بجدية:-
-شكرًا أنا هعرف أسوق لنفسي
كادت أن تصعد بمقعد السائق ليمسك ذراعها بقوة لأول مرة دون أن يخشي مكانتها ومن تكون؟ لكنه يخشي شيئًا واحدًا أن تقود وحدها الآن ويحدث شيء، نظرت “جميلة” له بصدمة من تجرأه على لمسها واستمعت له يقول:-
-دا مش أختيار!!
فتح باب السيارة الخلفي بذراعه المُصاب ثم أدخلها بالقوة وأغلق الباب ثم صعد بمقعد السائق، أنطلق بها يقود بذراع واحد وهى بالخلف تحدق به بوضوح فى صمت لا تعرف ماذا تفعل؟ او ماذا تقول؟ حتى رن هاتفها فنظر “حسام” إلى الهاتف الموجود بجانبه مع طاقيتها وكان اسم “مصطفي” ليقول بغضب:-
-لسه بتتواصلي معه؟
أخذت “جميلة” الهاتف من المقعد الأمامي وقالت بحدة من لهجته القوية:-
-وأنت مالك؟ مش ملاحظ أنك بقيت تتخطي كل الحدود النهار دا، واضح أن الرصاصة أصابت رأسك مش كتفك
تأفف بضيق شديد من هذا الحديث وأغلق قبضته بأحكام على المقود عندما أستقبلت الأتصال الوارد من “مصطفي” وبدأت تتحدث معه وبين كل جملة تنطق بها تضحك بسعادة تغمرها، أوصلها للمطار بينما هى تتحدث مع هذا الرجل وترجلت دون أن تودعه وأخذت حقيبتها ورحلت بالهاتف على أذنها، دلفت للصالة وقالت بتوتر:-
-مريم!! أنا مرعبة، حسام كان هضربني لو سنحت له الفرصة
تبسمت “مريم” بمكر طفولي وقالت:-

 

-شوفتي أن فكرة إنك تسجلي رقمي باسم مصطفي كانت فكرة جهنمية، مرتين كمان وأما هيضربك فعلًا أو هيعترف بجد
تبسمت “جميلة” بعفوية وقالت بنبرة عابسة:-
-بس أنا مشيت من غير ما أبص له حتى
-أحسن، خلي يفهم أنك ممكن تروحي لغيره ومش هتقفي عليه
قالتها “مريم” بعفوية لتبتسم “جميلة” وبعد أن رأت طاقمها وفريقها فى الرحلة أغلقت الخط معها وأتجهت إلى حيث الطائرة حتى تقودها….
__________________________
أنهي “جمال” جولته فى متابعة العمل داخل المدينة الذكية مع “شريف” ثم أنطلق إلى الشركة ووصل، كلما مر على أحد وقف أحترامًا إليه وألقي الصباح، تبسم بعد أن خرج من المصعد بالطابق الخاص بمكتبه و”شريف”يخبره أن “سارة” نقلت لمستشفي الأمراض العقلية بسبب فقد عقلها تمامًا، فتحت “أصالة” باب المكتب مع وصوله بينما يتحدث “جمال” بجدية:-
-خليهم يشدوا حيلهم شوية يا شريف أنا عايز التسليم يكون فى ميعاده
أومأ إليه بنعم ، دخل للمكتب وكانت “أصالة” ترتب الأوراق على المكتب من أجله ليقول بجدية صارمة وعينيه تحدق بها:-
-بالمناسبة يا شريف أبقي فكرني أنزل إعلان للبحث عن سكرتارية جديدة
رفعت “أصالة” نظرها إلى “جمال” بصدمة بينما “شريف” أتسعت عينيه على مصراعيها بأندهاش فهو مُتفهم جدًا مع “أصالة” وهى معه مُنذ 10 أعوام تقريبًا وأكثر شخص يفهمه، تمتمت “أصالة” بخفوت خوفًا منه:-
-والله هى اللى جرجرتنى فى الكلام
-أبقي حط من الشروط أنها متجرجرش فى الكلام
قالها “جمال” بوجه حاد عابس بسبب هذه المرأة التى تنقل أخباره إلى زوجته المجنونة، تنحنحت “أصالة” بلطف وقالت بترجي:-

 

-أخر مرة همسحها رقمها من عندي لا هعملها بلوك… أرجوك يا مستر جمال
تبسم “شريف” بعد أن فهم أن “أصالة” نقلت خبرًا ما إلى “مريم” ، تبسم “جمال” بسخرية وقال:-
-دى نفس الجملة اللى قولتيها الشهر اللى فات لما قولتلها أن جه ممثلة جديدة للحملة الإعلانية وبسببك مريم طبت علينا وكانت هتجيب الست من شعرها… فاكرة ولا نسيتي، فكرها يا شريف
تنحنحت بحرج من هذا الأمر، تحدث “شريف” بجدية صارمة رغم ضحكاته التى يحاول كتمها وعينيه تنظر إلى “أصالة”:-
-حصل وبسببها رفضت الممثلة تشتغل معانا ودفعنا الشرط الجزائي ال100ألف جنيه عشان متنزلش اللى حصل على الأنترنت وتحط مدام مريم كإعلامية فى وضع حرج
أغمضت “أصالة” عينيها إلى “شريف” بغضب تتوعد له بالأنتقام كأنه يسكب البنزين على النار، رفع “جمال” حاجبه بغضب مصطنع من هذا الفتاة، ففي واقع الأمر يعشق زوجته ويستمتع بهذا لكنه حزم فى عمله حتى أن كان يقبل بهذا، قال:-
-شوفتي… أتمنى تكوني أفتكرتي
-أخر مرة والله هغير رقمي كله
قالتها “أصالة” بعبوس تترجاه ألا يفعل، فتح باب المكتب على سهو دون سابق أنذار ودلفت “مريم”، وحدها من تجرأ على فعل هذا وأقتحام مكتبه، رأت “أصالة” عابسة وتترجاه فقالت:-
-فى أيه
ألتفت “أصالة” إليها بعبوس وقالت بحزن:-
-تعالي يا مريم قوليله ميطردنيش ويقطع عيشي وأنا مش هقولك حاجة تاني
كز “جمال” على أسنانه غيظًا من هذه الفتاة وقال بحدة:-

 

-شوفت يا شريف لسه مخلصتش الكلمة…. بتجرجرك برضو! ولا أنتِ أول ما بتشوفي بتطلعي كل حاجة
وقفت “مريم” جوار “أصالة” تربت علي أكتافها بلطف وتبسمت بعفوية إليه وقالت:-
-جمال، حرام البنت بقالها معاك سنين معقول تطردها لأنها صاحبتها
تنحنح “شريف” بلطف ثم قال:-
-طيب نسيبكم دلوقت
أخذ “أصالة” معه للخارج فغمزت “مريم” لها بأن تطمئن فهى هنا ولن تتدعه يفعل شيء، ألتفت “مريم” حول المكتب حتى وقفت أمامه وقالت:-
-جمال
-مريم بطلي تتدخلي فى شغلي

 

قالها بجدية لتنظر إليه بعبوس شديد وقالت:-
-أمتى أدخلت أنا؟ انا كل اللى عملت سألت أن كنت مشغول ولا لا لأني حابة أغير جوا معاك فين الجريمة اللى عملتها
تنهد بهدوء شديد ثم قال:-
-أسالني أنا ولا انا هكدب عليكي مثلًا
أتكأت على المكتب بذراعيها وعينيها تستشيط غضبًا من حديثه وقالت:-
-والله عن جد، أنا غلطانة يا جمال أنى عايزة أقعد معاك شوية بعيد عن الشغل ودوشته وكمان غلطانة أنى جيت عشان نتغدا سوا برا لما قالتي أصالة أنك فاضي وقت الغدا و….
توقفت عن الحديث فجأة عندما أدركت ما تتفوه به، وضع قدم على الأخري بجدية بعد أن أخبرته دون وعي منها بأن “أصالة” نقلت خبرًا جديد لها، قال بضيق:-
-أصالة!!
تنحنحت “مريم” بحرج منه وقالت:-
-جمال عشان خاطري وبعدين أنت المفروض تكافئها مش تطردها

 

أندهش من كلمتها ووقف من مقعده أمامها مباشرة وقال بسخرية:-
-أكفاها !! على أيه إن شاء الله؟
تبسمت “مريم” بخجل شديد ويديها تداعب يده الموجودة على المكتب مُتحاشية النظر إليه وقالت بدلال:-
-لأن بفضلها أنتِ قضيت ليلة جميلة أمبارح
أغمض عينيه بهدوء ثم نظر إليها بلطف وقال بحزم:-
-مريم متلعبيش على أوتار قلبي، الشغل شغل… أصالة لو نقلت لك خبر تاني عني هيكون أخر يوم ليها، أنا المرة دى أكتفيت بالتنبيه بس
رفعت “مريم” حاجبها إليه ولا تعري أهتمام إلى تهديده ثم قالت:-
-بتهددني مثلًا، مش عايزة أعرف منها حاجة، أساسًا ليه أحتاج لأصالة وأنا معايا جين
قهقه ضاحكًا عليها وهى الآن بعد ان أصبحت تملك كلمة السر الخاصة بـ “جين” يمكنها فعل كل شيء ومعرفة أى شيء ليس أخبار عن جدوله اليومي بل عدد ضربات قلبه ستصل لها عن طريقة ساعة يده المُتصلة بـ “جين” ، تحدثت بقوة وجراءة:-
-يلا خلينا نروح نتغدا نفسي أوى فى سمك وإستكاوزا
ضحك عليها لا يعلم كيف جاءت إليه هذه الفتاة التى تتحداه دومًا وتُهزمه وما هو إلا مُرحبًا بهزيمته امامها، غادر معها كي يلبي طلبها ….
_______________________

 

رن هاتف “حسام” وكان بمنزله، خرج من المرحاض ويلف المنشفة حول نصفه السفلي بسبب هاتفه الذي لم يتوقف عن الرنين، كان رقم مجهول فأجاب بهدوء:-
-ألو
أتاها صوتها تصرخ فى الهاتف بغضب شديد قائلة:-
-عربيتى فين؟
-جميلة… قصدى أنسة جميلة
قالها بأرتباك لا يعرف كيف جلبت رقمه، صرخت بانفعال شديد قائلة:-
-حسام فين عربيتى؟ أروح أزاى دلوقت
نظر إلى ساعة الحائط وكانت الرابعة فجرًا لا يُصدق بأنها الآن تقف فى الشارع وحدها بعد وصول طائرتها، تذكر أنه إعاد سيارتها للقصر بعد أن أوصلها ليغمض عينيه بغضب شديد من فعلته وقبل أن يتحدث سمعها تقول:-
-أنت ساكت ليه؟ أروح أزاى ولا أبات فى الشارع، أستعد لموتك بس أشوفك يا حسام…

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جمال الأسود)

اترك رد

error: Content is protected !!