Uncategorized

رواية عشق الأدم الحلقة الثامنة والعشرون 28 بقلم حنان قواريق

 رواية عشق الأدم الحلقة الثامنة والعشرون 28 بقلم حنان قواريق

رواية عشق الأدم الحلقة الثامنة والعشرون 28 بقلم حنان قواريق

رواية عشق الأدم الحلقة الثامنة والعشرون 28 بقلم حنان قواريق

( ماذا لو كانت الدموع التي تتساقط من لؤلؤتينا ليست عبارة عن قطرات مالحه شفافه !! ماذا لو كانت عبارة عن قطرات حمراء !! ماذا لو كانت دماء !! ماذا لو اقتلع ذلك الذي يخفق بجنون على يسارنا !! ماذا لو إنعدمت المشاعر والأحاسيس في ليله ظلماء قاسيه !! ليلة سلبت وريد أحدهم تاركة خلفها نزيف لا يمكن إيقافه !! ) …

أخيرا تساقطت دموعه على وجنتيه بغزارة !! معلنه للعالم بأن بكاء الرجل صعب .. وصعب للغاية .. بل هو كخنجر ينحر صاحبه ببطء .. وكما قيل ( حينما يبكي الرجال إعلم أن المصاب كبير ) وكيف لا وهو يرى من عشقها حد النخاع تموت أمامه في هذه اللحظة العصبيه التي مرت عليه كأنها سنوات قبل أن يصف سيارته أمام إحدى المستشفيات القريبة ، خرج وقدماها على وشك الأنهيار من هول الفاجعه !! فتح الباب الخلفي حيث كانت تركد لا حول لها ولا قوة

التقطها بيديه القويتين بنعومه بالغه حتى لا تتحرك الرصاصة الآن .. سار بها بمشهد جعل كل من كان بالمكان ان يلتف حولهم مواسيا ..وداعيا لتلك الحورية التي تنزف بشدة في هذه اللحظات .. !!

أخرج صرخه هزت أركان المكان وهو على وشك السقوط لا محاله بعقله قبل جسده قائلا :

” حد يساعدني .. ساعدوهاااا … “

أنهى كلماته بصوت متحشرج ليلتف حوله الأطباء بسرعة وبعض الممرضيين اللذين التقطوها منه بحذر على ذلك السرير المتحرك ليسرعو بها ناحية الداخل تاركين خلفهم ذلك اللذي جلس على أرضية المشفى يطالع أثرها بضياع …

مرت عدة دقائق حينما وجد إحدى الأطباء يتجه ناحيته على عجله لينهض من مكانه بقلب مفطور

هتف الطبيب بجديه بالغه :

” حضرتك أدم؟  “

دق قلبه بعنف وهو ينتظر كلام الطبيب قائلا بخوف :

” أيوه انا ، خير ؟ عشق كويسه صح “

أجابه الطبيب بسرعة :

” المريضة صحيت يا استاذ وعايزة تشوفك حالا ، ورافضة تدخل العمليات قبل ما تشوف حضرتك “

لم يجد نفسه إلا وهو يسير بإتجاه غرفتها وقلبه يسبقه إليها ، دخل ليجد إحدى الممرضات تحاول وقف النزيف .. تقدم بخطوات سريعه هاتفا بجديه وقلب مفطور :

” عشق ، انتي هتعيشي تمام ؟ ودلوقتي هيدخلوكي العمليات يا حبيبتي “

هزت رأسها بصعوبة بالغه وهي تلتقط أنفاسه بشدة ودموعها كانت تغطي وجهها لتهتف بضعف :

” ح حبيبي اسمعني ك كو يس ، الله اعلم اذا هخرج من العملية ولا لا ، آدم أنا بحبك اوووي اوووي ، علشان كده عايزاك تجبلي ماما وبابا على هنا أبوس ايدك جيبهم قبل أدخل العملية و وكمان عيزاك تجيب المأذون كمان .. دي أمنيتي الأخيرة !!! “

*********************************

خرج هائمة على وجهه يسابق الزمن حتى يتمكن من إحضار ما طلبته قبل أن تسوء حالتها أكثر كما حذره الطبيب ، التقط هاتفه بسرعة وهو يطلب رقم أيهم الذي أجاب بمرح :

” ايه ده ؟ العريس بنفسه بيتصل ؟ اكيد في حاجه “

هدر آدم بصوت جامد قائلا :

” اسمعني يا أيهم كويس ، مفيش معانا وقت إلا نص ساعة بس ، هتجيب خالتي و عمي جلال على مستشفى **** وكمان جيب المأذون ..”

ثم أكمل بصوت أشبه بالبكاء :

” بسرعة يا ايهم ، عشق بتموووووت “

أغلق أيهم الهاتف وهو على وشك الأنهيار من تلك الأخبار !! شقيقته في حاله حرجه الآن ، نزلت دموعه بقوة وهو يتجه خارج المنزل غير عابىء بنداءات زوجته فرح !!

*********************************

جلس يمسك يدها بقوة وهو يراها تصارع وتصارع حتى تبقى على قيد الحياة لوقت وصول والديها

أغلق عينيه بألم على حالها ذلك ، كيف ستكون حياته لو غابت عنها .. اللعنه أي حياة تلك سيعيشها بدونها حتما سيلحقعا … حتما !!

دخل الطبيب المسؤل وهو يلقي عليهما نظرة أسف ليهتف قائلا :

” آدم باشا ، الوقت بمر ووضع المريضة صار بخطر أكبر ..”

تنهد أدم وهو ينهض من مكانه متجها ناحية الطبيب ليهتف له برجاء :

” معلش يا دكتور ، بس لازم نستنى دي دي .. أمنيتها … “

أنهى كلماته وهو يبتلع غصه مريرة جعلت الكلمات تتحشرج بداخله ..

لحظات ووجد كل العائلة تدخل وفي مقدمتهم صفاء و جلال اللذين كانو بحاله يرثى لها .. تقدمت صفاء بهستيرية وهي ترى ابنتها بهذه الحالة لتمسك بيدها قائله ببكاء :

” عشق ، بنتي ، حبيبتي ، متسيبيناش وتروحي “

بينما وقف السيد جلال يطالع الموقف وهو لا يصدق نفسه أبدا .. أمسك قلبه بألم يعافر حتى لا يسقط الآن .. بينما فتحت هي عينيها بضعف وهي ترى كل أفراد العائلة هنا وينظرون لها بألم .. هتفت بضعف وهي تشير لوالدها أن يتقدم قائله ببكاء :

”  بابا حبيبي عايزة أطلب منك طلب ؟ “

نزلت دموعه بقوة وهو يجلس على الطرف الأخر بجانبها قائلا :

” اطلبي روحي “

هتفت بحزم ممزوج بألمها :

” عيزاك تتجوز ماما من أول وجديد ، عايزة اموت وانا بينكم ، بين بابا وماما مع بعض ، عايزة اموت وانتو مع بعضكم .. “

كلماتها تلك جعلت دموع كل من كان بالمكان تنزل بقوة ، في حين هتف أدم اللذي أمسك نفسه عن السقوط بتلك اللحظات :

” عمي مفيش وقت عشق لازم تدخل العمليات بعد ربع ساعة .. “

وجه جلال نظره لصفاء التي كانت بحاله يرثى لها ليهتف بجديه :

” موافق طبعا “

*********************************

أخيرا تم إدخالها لداخل غرفة العمليات بعد أن تم ما تمنته وطلبته ، دخلت مبتسمة رغم ألامها ولكن فرحتها بوالديها معا قد أنستها ذلك الألم .. دخلت بعد أن تبادلت مع حبيبها نظرات الحب والعشق التي ربما ستكون النظرات الأخيرة لهما معا .. !!

دخلت بعد أن خلعت قلبها من مكانه تمنحه لحبيبها ليحافظ عليه ويبقيه بجانب قلبه مهما حدث !!

كانت اللحظات تلك عصيبه للغاية وخاصة على السيد جلال اللذي كان يجلس على إحدى المقاعد بتعب شديد وهو يحتضن زوجته التي كانت تمسك

كتاب الله تقرأ بتضرع أن ينجي الله فلذة كبدها ..

بالنسبة لأيهم فقد جلس على أرضية المكان الباردة يعلق أنظاره على تلك الغرفة ودموعه تتسابق بغزارة للسقوط وهو يتذكر كلماتها الأخيرة له قبل أن تدخل قائله :

” كان نفسي أفضل موجودة معاك أكثر ، أحس بإحساس الأخوة الصادق إلي نحرمت منه بحياتي

عارف يا أيهم ، كان نفسي أتخانق مع آدم وأجيلك  أعيط بحضنك وانت تاخدلي حقي منه ، كان نفسي نلعب مع بعض زي ما حلمت وانا صغيرة بأخ كبير يلعب معايا … “

تساقط دموعه بشدة وهو يدعو الله أن يخرجها سالمه لتحقق امنياتها تلك … !!

بالنسبة لذلك العاشق المجروح اكتفى بالجلوس أمام الغرفة مباشرة وهو يطالع الباب بقوة مستعدا إخراجها بأي لحظة ، كم تخيلها وهي تخرج وتركض ناحيته وهو يحملها ويدور بها بسعادة وهي بدورها تطلق الضحكات العالية ..

بقي ثابتا بمكانه ينتظر اي خبر عنها بأي لحظة ..

وصلت السيدة صفيه وهي تمسك بيد جاسر الصغير بعد أن بقيت بجانبه قليلا حتى يستيقظ من نومه ..

توجهت ناحية شقيقتها وهي تهتف ببكاء :

” انا واثقة ان عشق هتكون كويسه جدا ، متخافيش يا صفاء … “

اومأت صفاء برأسها بضعف .. في حين ركض جاسر بإتجاه والده يحتضنه بقوة قائلا بطفوليه :

” بابا ، هو عشق مالها يا بابا “

إحتضنه آدم بقوة وكم وجد في هذا الحضن حاجه له وقوة .. قوة جعلته يهتف قائلا :

” عشق هتكون كويسه يا جاسر ، هتخف وتخرج تلعب معاك ، هتخف وتجبلك أخ صغير .. “

اومأ جاسر برأسه بطفوليه وهو يمسح بعض قطرات الدموع التي شاهدها تنزل من عيني والده ليهتف له قائلا :

” متعيطش يا بابا ، عشق بتحبك وهترجعلك .. “

احتضنه آدم بشدة وهو يأمن على كلامه الطفولي ذلك …

بداخل غرفة العمليات …

كانت تستلقي على سريرها بإستسلام بين أيدي الأطباء التي كانت حالتهم صعبة للغاية وهم يحاولون إنقاذها ، في حين كانت هي تتمسك بتلك السلسلة التي تنحدر من رقبتها على صدرها .. تمسكها بقوة عجز الأطباء عن نزع يدها عنها .. وكأن روحها الأن بحاجة لروحه معها !!

هتف إحدى الأطباء بسرعة :

” جهاز الصدمات بسرعة …”

أومأت إحدى الممرضات وهي تقربه منه بحذر ، ليبدأ بعمل للصدمات الكهربائية بعد عن توقف القلب عن الخفقان ….

********************************

كان التوتر سيد الموقف عندما خرج إحدى الأطباء منكس الرأس لا يدري ماذا سيقول الآن وهو يرى تجمهر أفراد العائلة حوله ..

هتف أدم بحذر :

” عشق كويسه ؟ “

رفع الطبيب رأسه ناحيته بألم ليهتف :

” للأسف القلب توقف …………………………..  “

يتبع..

لقراءة الحلقة التاسعة والعشرون : اضغط هنا 

لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا 

نرشح لك أيضاً رواية أحببت قاسياً للكاتبة دعاء فرج.

اترك رد

error: Content is protected !!