روايات

رواية قد انقلبت اللعبة الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم إسراء الشطوي

رواية قد انقلبت اللعبة الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم إسراء الشطوي

رواية قد انقلبت اللعبة البارت الثامن والثلاثون

رواية قد انقلبت اللعبة الجزء الثامن والثلاثون

رواية قد انقلبت اللعبة الحلقة الثامنة والثلاثون

| سَتظل بداية قَصص الحُب مُتشابهة، عَكس النهاية والسبب أن من البداية كُل واحد منا يختار كَيف يُريد أنت تَكون نهاية القصة نهاية أم بداية لحياة جديدة مليئة بَدوام الوُدْ بيننا؛ أهم عناصرها أن نعتذر لبعض عندما نُخطأ، لا نُطيل الخصام، مهما وصلت المشاكل لا تَخرُج للعامة تظل بيننا هكذا نبني حياة جديدة مليئة بالأُلفة. |
#بقلمي
* عند داوود الباشا
قبل أن يُسافر جعل حرسه يأخُذوا مي أبنته إلي المكان الذي سيحتجزها به أثناء فترة سفرة ، كذلك حنان أرسلها مع مي و وضع عليهُم حراسة وبالداخل جعل معهُم من يُلبي خدماتهُم.
كذلك عز سافر لَكن أخذ معه خلود ومي فلا يستطيع تركُهم خوفًا أن يَحدُث لَهُم مكروه كما حدث سابقًا عندما أختطفت خالد خلود.
* داخل المنزل البعيد عن المناطق السكنية..
~ عند خالد والديب
بعد أن سَمع خالد صوت المرأة تتحدث التي تَكون حنان والدته عز وجاسر وجني، رَفع نظراته عن الساعة يَنظُر إليها بصدمة تلبسته وأردف حديثه الذي خرج من جوفه بنبرة مليئة بالدهشة..
حرك الديب رأسه ينظُر إلي خالد بنظرات ذات معني وهُم يتذكرون ما حدث في وقتًا سابق..
* الأسترجاع الفني
~ داخل سيارة خالد ومعه الديب بعد أن خرجوا من قصر داوود..
كان يَقود السيارة وبجانبه الديب ضَر_ب خالد علي قُرص القيادة، قائلًا بغض_ب:
– أبن الكل_ب وراه كُل المصايب اللي بتحصل؟
أردف الديب قائلًا بهدوء:
– بس كويس أنك طلعت وعرفت توصل للجناح في وقت قياسي، بس إي اللي خلاك تعمل كده؟
شرد خالد قائلا وهو يستعيد ما حدث..
* الاسترجاع الفني لخالد
عندما كان يستمع الديب وخالد إلي الحديث الدائر بين داوود ومي أخترقت تلك الجُملة أُذنيه وظلت تتردد بَقوة:
– الست اللي فوق دي أُم عز مش كده .. الست اللي فوق دي أُم عز مش كده
بتحبها .. اختياراتك ، جناح مداري، الست اللي فوق دي أُم عز مش كده..
لَم يَشعُر بنفسه إلا وهو يتحرك لأعلي يبحث عن تلك الجناح ظَل يبحث إلي أن وصل إلي الدور المطلوب ورآه باب بضلفتين كَبير دَلفه ليري أمامه ممر طويل دّخل به وسار إلي أن وصل أمام باب ذو ضلفة واحده فَتحه بَبُطء ودلف للداخل ليراها مُتسطحة علي الفراش لا حول لها ولا قوة أقترب منها إلي أن وقف أمام الفراش ليردُف بنبرة هادئة دون وعي كان شاردًا بالماضي:

 

 

– طَنط حنان قومي..
هكذا كان ينعتها ” طَنط ”
شَعر بدموع عينيه تنساب علي خديه، جلس علي رُكبته أمامها ومسك كفها بين راحه يده، شَعر وكأنه عاد إلي جسد الطفل الصغير الذي كان عليه في صُغره حتي عقله عاد ليردف قائلًا بسُرعة تَدُل علي عدم التصديق اما يَحدُث:
– بنتك بقت مراتي بحبها أوي تعرفي أنِ تعبت علي ماعرفت أوصلها بس تستاهل التعب اللي تعبته فعلًا عشان تكون معايا، جني مش مُجرد بنت حبيتها في طفولتي لا جني حلم حلمته وأتمنيت من ربنا يحققهولي ، أديني أهو حققت الحلم وبقت مراتي كانت حامل في طفلنا الأول بس ربنا ماردش أن الحمل يكمل بس حاليًا أنا وهيا متفرقين بعيد عن بعض.. حاسس أنِ عايش من غير روح عرفت قيمتها أوي عرفت يعني إي إنسان يكون عايش وبيتعامل عادي في يومه واليوم بيعدي بس روحه مابتكونش موجودة.
ألتقط نفس حتي يستطع تَكملة حديثه..
– حقيقي أنا بحبها بس تعبتها كتير ووجعتها بس والله العظيم بحبها أنتي كُنتي عارفة جني بالنسبالي إي فاكرة كُنت باجي أحكيلك عن حُبي ليها وأنِ بحلم ألاقي شُغلانه مُحترمة أعرف أجيب منها شقة وعفش عشان اتجوزها بس النصيب وقتها ماكنش في صالحي
تنهد بقوة، قائلًا ودموعه مازالت تنساب لَكن نبرته كانت هادئة:
– بس حققت اللي أنا عاوزة ولقيت الشُغلانة المُحترمة
قال أخر جمُلة باستهزاء، ليُكمل حديثه:
– هخرجك من هنا بس أديني وقتي
نَهض من علي الأرضية وطبع قُبلة علي جبهتها ثُم أخرج هاتفه من جيب بنطال ، فَتح الكاميرا وقام بالتقاط صور لها ثُم صور فيديو لها مع الجناح بأكمله حتي يتأكد عز..
بعد أن أنتهي خرج من الغُرفة وقلبه يتقطع لأشلاء علي حالتها ف حنان كانت بمثابة والدته كانت تُعامله بَلُطف وحنو
* أنتهاء الاسترجاع
حرك الديب رأسه بإتجاه نافذة السيارة، قائلًا بضيق بعد أن رأي حالة خالد:
– متضايقش نفسك كُل حاجة هتتحل أنا جمبك وهخرجلك حماتك من جوه وهتشوف مراتك لو عايشة بالفعل…
قاطع حديثه نبرة خالد التي كانت تَدُل علي الإصرار:
– جني عايشة ولو عايزني أوديك الفيلا عند عز وأورهالك بنفسي هعمل كده أنا كُل اللي مصبرني أنِ عاوزة أخُدها بدون ما يحصلها إي ضرر عشان كده ساكت علي عز عايز أرجع كُل شيءٍ عشان جني عشان كده قررت أنِ مش هأذي عز تاني بس جني ترجعلي

 

 

رَبط مُختار علي كتف خالد، قائلًا:
– هترجع يا صاحبي وحياتك عندي لأرجعهالك
* أنتها الأسترجاع
في الوقت الحالي داخل الغُرفة القابعة بها حنان..
حركت بصرها علي سَقف الغُرفة، قائلة بنبرة عبرت أنها عاقلة لَكنها بها بعض من المشاكل في النُطق إي أن مخارج الألفاظ تَخرُج عبر لسانها بصعوبة كأن لسانها ثقل من كثرة الصمت:
– أنا فين؟
حرك خالد نظراته إلي الديب الذي بادله نفس نظرات الصدمة، تَقدم خالد من الفراش ظَلت نَظراتهُ مُعلقة علي المُمددة علي الفراش لا حول لها ولا قوة كانت مُنذ ساعات خارسه كيف تحدثت معه الأن بسهولة هل يُمكن أن تَكون قَد شُفيت الأن! كيف حَدث هذا الأمر؟!
وَقف بجانب الفراش من أحدي الجوانب وأردف قائلًا بنبرة حاول إخراجها هادئة ومُتزنة:
– طَب أنتي عارفة أنا مين؟
ظَلت عيناها مُعلقة علي سَقف الغُرفة لا تُحيد بعيدًا عنه، أردفت قائلة بهدوء بنفس نبرة الصعوبة في الحديث قائلة:
– خالد جوز بنتي جني، أنا متجننتش وجاسر وعز لمًا كانوا بيجولي وأنا في المُستشفي حكولي أنك أتجوزت جني
كان غير مُصدقًا ما يسمعه بأُذنيه ف ما كان يسمعه عن حالتها من جني التي أخبرها عز وجاسر بحالة والدتها أنها مُنذ دخولها المصحة النفسية فقدت النُطق بعد عدة أشهُر من جلوسها بالداخل حتي عندما رأها داخل الجناح في قصر داوود لَم تتحدث معه، ف هي لا تتحدث ولا تنظُر لأحد تظل نظراتها مُعلقة علي سقف الغُرفة كما تفعل الآن لَكنها تتحدث..
أردف خالد قائلًا:
– مَظبوط أنا وجني أتجوزنا ، بس اللي أعرفوا عن حالة حضرتك انك فاقدة النُطق ومبتتكلميش أزاي بتكلميني دلوقتي
أردفت قائلة:
– أسحبلك كُرسي مش هنتكلم وأنا واقف
ألتفت خالد ينظُر إلي الديب بصدمة ، حَرك الديب كتفيه لأعلي بمعني أنه لا يفقه شيء مما يَحدُث تَنهد خالد وسَحب مقعدًا و وضعه بجانب الفراش و جلس.

 

 

حَركت حنان رأسها بَبُطء شديد إلي أن قابلت نظراتها وجه خالد إبتسمت تلقائيًا قائلة بوجهه بشوش:
– لسه زي ما أنت يا خالد عرق الرجولة بينُط من وشك
أبتسم خالد علي حديثها قائلًا:
– كمان لسه فاكرة الكلام اللي كُنتِ بتقولهولي وأنا صُغير
أكملت حديثها قائلة:
– كُنت مُجبرة أسكُت عشان كده لجئت لحل أني متكلمش خالص طول السنين اللي اتحجزت فيها جوه غُرفة ضالمة ممنوع أنِ أخرُج منها بسبب التقارير المُزيفة اللي بتطلع كُل شهر بتعبر عن مدي جنوني وعقلي اللي أدعوا أنِ فقده، أطريت أتأقلم علي الوضع وأخترت أنِ أكون خارسة عشان مسمعش كلام زيادة عن اللي كان بيتقال مَكونتش عايزة أدخُل في مُناقشات هتتعبني وتتعب اللي حواليا.
تحدث خالد قائلًا بتأثُر:
– بسبب زعلك من جاسر؟ جني حكتلي اللي حصل
حركت رأسها بالنفي قائلة:
– أبدًا ده أبني مقدرش أزعل منُه خُصوصًا أنِ عارفة مين أبوهُم وأزاي قدر يلعب في عقل عيل صُغير وأزاي قدر يَهددُه أنا أكتر حد فاهم الصياد وعارفه ألاعيبه ومُتخيلة الحياة اللي أولادي عاشوها من بعدي.
حرك نظراته علي يدها التي ترتعش أسفل الغطاء، رَفع نظره إلي وجهها قائلًا:
– طول السنين دي متكلمتيش مع حد نهائي
أومأت إليه بالايجاب ، أردف خالد قائلًا:
– طَب ليه أختارتي أنك تتكلمي دلوقتي وخصيصًا معايا
لا زالت الإبتسامة مَرسومة علي وجهها لتردف قائلة:
– أنقذتني من الحبس للمرة التانية يعني بعد ما كُنت محبوسة جوه غُرفة في مُستشفي أتحبست جوه غُرفة تانية مع راجل بيحبني كُل يوم كُنت بمو_ت من الوجع وأنا بسمع كلامه عن مدي حُبه ليا وأنا خلاص قلبي مبقاش شغال بقي زي الماكينة اللي جالها تلف نهائي ولو راحت لأشطر ميكانيكي مش هتسمعو منُه غير أجابة واحدة عُمرها الافتراضي أنتهي.
عض علي شفته السُفلية حتي يُحاول كَتم أعصابة وغضبه ف هو يَكن كُل الأحترام إلي حنان ف هي مثال للأُم التي تعبت وعانت من أجل أولادها ومصيرها كان الغدر من زوجها ، قَطعت نياط قلبه بحديثها التي أستكملته قائلة بنبرة وجع:
– أكتر شيءٍ وجعني أن عُمري ما اتصورت أن دي تكون جزاتي جوزي يرميني بنفسه جوه مُستشفي سنين بعد ما صبرت وأتحملت كُل حاجة منه كسر_ني و وجعني أوي بس باردو متوقعتش دي تكون نهاية صبري معاه.
كَتمت دموعها داخل جفونها، أردفت قائلة:
– عايزة أشوف جني أنا ماشوفتهاش نهائي من بعد دخولي المُستشفي أنت ليه مجبتهاش كُنت خايف عليها مني يا خالد خايف أكون مجنونة زي ما التقارير بتقول.
حرك رأسه علي الفور بالنفي قائلًا بسُرعة تُنفي حديثها:
– أبدًا، بس أنا كُنت مُضطر أبعد خالص لحد ما أكون قادر علي مواجهة عز أنا وجني ظروف جوازنا مكنتش طبيعية
تنهد بقوة قائلًا:

 

 

– أنا اتجوزت جني بالغصب بسبب المشاكل اللي حصلت من زمان وحضرتك عرفاها أول ما سمحتلي الفُرصة وعز أتحبس أنا استغليت اللي حصل وعملت مُخطط عشان اتجوزها أسف أنِ بقولك كده بس حضرتك لو معرفتيش مني هتعرفي من جني
حركت رأسها بصدمة قائلة:
– حبس! حبس إي اللي بتتكلم عليه؟!
توسعت حدقتيه خالد من الصدمة، قائلًا بعد أن أستوعب أن عز لَم يقول لها أنه قَد زَج في السجن:
– ه.. هو عز بررلك سبب عدم زيارته ليكي بأيه بالظبط؟
تحدث حنان بنبرة هلع وصدمة علي ولدها:
– عز أتسجن بجد طَب أزاي هو مش كان مسافر
صَك خالد علي أسنانه بغضب من ذاته، ليردف قائلًا حتي يحتوي الموقف قائلًا:
– هو فعلًا عز كان مسافر بس قبل السفر كان اتلفئتله تُهمه علي ما أعتقد وأتسجن بسببها أنا ماعرفش حاجة
أنسابت دموعها علي وجنتها قائلة:
– طَب عز فين أنا عايزه وجاسر وجني كمان
مَد يداه وربط علي كف يدها من أسفل الغطاء، قائلًا:
– بُصي يا طنط هو حاليًا مش هعرف اجيبلك حد منهُم بس هُما كويسين متقلقيش هو حضرتك هتفضلي هنا لحد ما الأجواء تتظبط وأقدر أوضح لعز كُل حاجة كانت بتم من ورا ضهره عشان أعرف أعيش أنا وجني في سلام واللي حابب أعرفهولك أنك هنا في أمان ومحدش هيقدر يوصلك لا الصياد ولا داوود.
عندما كان يتحدث معها وراه معالم وجهها تغيرت للخوف بعد أن قال أن في الوقت الحالي لَم يستطيع أن يُجلب إليها أولادها حتي تراهُم أردف بسُرعة حتي لا تخاف أنهُم بخير ف لَم يستطع أن يُخبرها بأن داوود قام بأذيه أولادها وطعن عز في ظهره عندما أختطفها وتسبب بعجز جاسر وفُقدان جني لطفلهِما قرر الصمت من أجلها حتي لا تسوء حالتها الصحية.
أومأت حنان إليه ثُم قالت:
– هو أنت عرفت أزاي مكاني وإي عرفك ب داوود؟!
وقفت أنظار خالد عليها قائلًا بصدمة:

 

 

– هو أنتي تعرفي داوود منين!
أرتسمت نصف إبتسامة علي ثغرها قائلة بنبرة ساخرة تُعبر عن سوء حظها:
– داوود ده كان بيعشق التُراب اللي أنا بمشي عليه بس للأسف أنا أخترت الصياد كُنت عيلة بقي شايفة فيه مواصفات فتي أحلامي من مظهر لمِستوي إجتماعي لكُل حاجة، بس ظهور داوود في حياتي شيء غريب مش عارفة إي اللي رجعوا أنا حتي معرفش إي حاجة عنُه.
حرك خالد رأسه بإيماء ثُم قال.
– في حد موجود معاكي هيلبيلك كُل طلباتك مهما كانت وأنا مش هتأخر عليكي هجيلك المرة الجاية وأولادك في إيدي
خفض بصره إلي يدها التي ما زالت ترتعش قائلًا:
– في دُكتورة هتكون معاكي هتابع حالتك وتعملك اللازم هتكوني أحسن من الأول وهتعيشي حياة كويسة مش زي ما كُنتي تتمني أكيد لأن لو الزمن يرجع كان زمان الكُل محقق أحلامه بالاختيار الصح بس هتعيشي الحياة اللي تتمنيها دلوقتي.
بعد أن أنتهي من حديثه نَهض وطبع قُبلة علي جبهتها و ودعها بعد أن طَلب من الديب أن يطلُب من الطبيبة القدوم إلي الغُرفة ودخلت ليتركوهُم سويًا بعد أن طمئنها علي أولادها.
بعد أن خَرج خالد والديب من الغُرفة وسارو إلي نهاية الممر الذي سيصلهُم إلي غُرفة أُخري..
تحدث الديب قائلًا:
– أظاهر أن حماتك عانت اوي مع جوزها
إبتسم خالد ساخرًا بعد أن تذكر جبروت الصياد وبعد القصص التي حَكتها جني إليه غير ما كان يستمع إليه عندما كان والديه يعملان عندهُم، أردف قائلًا:
– الصياد ده جبروت داوود ميجيش حاجة فيه بس أظاهر أن داوود ده حكايته حكاية
أومأ إليه الديب ليقول:
– هنسافر أمتا

 

تحدث خالد قائلًا:
– بُكره عشان كده عايزين نخلص كُل حاجة النهاردة
حرك الديب رأسه بالايجاب وهو يُحرك يداه علي أُوكرة الباب بعد أن فَتح الباب بالمُفتاح الذي كان يغلقه، فَتح الباب ودَلف هو وخالد..
بعد أن دَخل الديب وخالد الغُرفة ليُقابلهُم عتمة كان الظلام يَعُم الغُرفة بأكملها..
أما من تقبع داخل الغُرفة كانت تجلس علي حافة الفراش تَفرُك كفوف يدها ببعض بتوتر، رَفعت بصرها بعد أن جاء إلي مسامعها صوت الباب الذي فتح في الحال نَهضت في الحال وتحركت بسُرعة فائقة إلي الباب وهي لا تري إي شيء أمامها، كادت أن تُصطدم بالباب لولا وقوف الديب أمامها، ليرتطم وجهها بصدر الديب أنسابت دموعها علي وجنتها إلي أن وصلت إلي صدره الذي كان ظاهرًا من فتحة القميص..
رَفعت عينيها الذابلة إليه بعد أن تأكدت من رائحته أنه الديب، أردفت قائلة بنبرة ألم:
– ليه بتعمل فيا كده؟
تعلقت نظراته علي دموعها رَفع يده يُزيل دموعها بأنامله وهو يتذكر معها ما حدث مُسبقًا عبر أتفاقهُم سويًا..
* الاسترجاع الفني
بعد أن خَرج داوود من غُرفة مي وما حدث بعدها من حديث خالد والديب سويًا..
نَظر الديب إلي غُرفة مي بشرود، قائلًا:
– هقولك بس تعالي معايا
تحرك الديب إلي غُرفة مي ودلف الغُرفة وخلفه خالد المُنصدم، كادت أن تَصرُخ مي من الخوف عند شُعورها بأحد يَدلُف عليها مرة أخري لَكن يد الديب التي وضعها علي فمها منعتها، وهمس بجانب أُذنيها قائلًا:
– أهدي أنا الديب وجاي عشان أساعدك
شَعر بدموعها علي كفه ، رَفعت عينيها لأعلي ليردف الديب قائلًا بعد أن رَفع يده عن فمها و وضعها علي خدها:
– مش هعرف أولع كشاف ولا إي إضاءة عشان أبوكي مايحسش بحاجة
رفعت يدها تتحسس وجهه، قائلًا بألم:

 

 

– هو لسه هَيحس جاي ليه يا ديب، أكيد مَكُنتش جاي عشاني مش كده
أغمض عينيه ثُم أردف قائلًا:
– مش وقته يا مي المُهم اسمعي الكلام اللي هقولهولك
أزدادت دموعها كانت تُحاول كتم شهقاتها، لتردف قائلة:
– سمعت اللي هيحصل فيا، هيجوزني عز عشان يداري فضحتي، أتخيلتني عاه_رة من اللي بتسحبهُم لسريرك كُل ليلية صح؟
حاوط وجهها بأكمله بكفوفه، قائلًا:
– مش هسمح أن يحصل كده وهساعدك بس تسمعي الكلام..
قاطع حديثه خالد المَصدوم، قائلًا:
– أنتي أزاي صاحية؟
حركت عينيها إلي مكان صوت خالد الذي كان يَقُف علي بداية الغُرفة، قائلة:
– هو ينفع أسمع أن الديب هيجي وأشرب العصير اللي خليتوا هناء تَحُطه في العصير!
أردف الديب قائلًا:
– ومادام سمعتي هناء وهي بتتكلم ماحظرتيش أبوكي ليه
نَهضت قليلًا وجلست علي رُكبتيها، لفت ذراعيها حول عُنقه قائلة بالقُرب من وجهه بنبرة هادئة:
– مش يمكن حبيتك بجد ومش قادرة أشوفك بتتأذي
ربط الديب علي شعرها قائلًا:
– طب أسمعي الكلام اللي ه…
قاطع حديثه ملمس شفتها علي شفته قبلته بدون وعي منها لَم يُبادلها القُبلة ظَلت هي من تُقبلة وهو واقف مُنصدم مما يحدُث، إلي أن ابتعدت قليلًا ودموعها أغرقت وجهها ووجهه، قائلة بألم:
– ماحبتنيش كُنت بالنسبالك زي إي واحده مش كده؟
حاوط وجهها يَمسح دموعها، قائلًا:

 

 

– مش وقته الكلام ده مي أنا هبعتلك موبايل مع هناء قبل ما ينقلك للمكان ، وبعد ما أبوكي يسافر هبعت أخدك من المكان وهتكونِ تحت حمايتي لحد ما أظبط الدُنيا وأشوف إي اللي هيتم، وبالنسبة للي حصل مابينا أنا هصلح كُل حاجة.. بس أنتي أهدي وأسمعي الكلام
أشرقت ابتسامتها، قائلة بعد أن وصل إليها حديثه بمعني أنه سيتزوجها حتي يُصلح غلطته معها:
– حاضر أنا هعمل كُل اللي هتطلُبه مني بس المُهم عندي نكون سوا
طَبع قُبلة علي شعرها ثُم حملها بحنية وسطحها علي الفراش و وضع عليها الغطاء، لينسحب خارج الغُرفة هو وخالد بل خارج القصر بأكمله، تحدث مع الحارسين واعطاه إليهُم الأموال حتي يذهب ويقوم بشراء هاتف إلي مي ويُفعل به خاصية التتبع الموجودة في الهواتف الذكية تَكون عبر عدة برامج مُخصصة ل هذا لَكن لا تَظهر المكان بالتحديد، إلا إذا كان الشخص قريبًا من نفس المكان، وكذلك الحارسين سيعرفون مكان مي من أصدقاءهُم لهذا لَم يقوم بتركيب خط تتبُع فَلم يحتاجة فالأمر سيتم بسهولة.
* أنتها الأسترجاع
استفاق من شروده علي صوتها قائلة:
– ديب روحت فين؟
نَظر إليها وهو يّضغط علي زر الكهرباء لتشتعل الأضاءة بالغُرفة، أردف قائلًا:
– إيه اللي مقعدك في الضلمة بس
أردفت قائلة وهي تنظُر إليه:
– عشان قافل عليا الباب في قولت أقفل النور بما أنك حبسني هنا
شَبك يده بيدها وتحرك بها داخل الغُرفة، قائلًا موجه حديثه إلي خالد:
– أدخُل يا خالد وأقفل الباب وراك
لوي خالد شفته قائلًا وهوي غلق الباب:

 

 

– ماشي يا منحن وأديني قفلت الباب وأدي قعده
نَفخ بقوة بعد أن جلس علي أحدي المقاعد، رفع الديب حاجبه وهو ينظُر إلي خالد بتوعُد..
جلس الديب مع مي علي حافة الفراش ثُم ربط علي هدها قائلًا:
– حبس إيه بس! أنا خوفت تتهوري وتعملي حاجة كده ولا كده
ضغط علي كف يده المُمسك بيدها قائلة بنبرة حُب:
– أنا من أيدك دي لأيدك دي مادام كُل حاجة هتتحل زي ما وعدني
أومأ إليها قائلًا بنبرة جادة:
– ركزي معايا اليومين اللي جاين أنتي هتفضلي هنا ومعاكي حد هينفذلك كُل اللي تحتاجيه بس مش عايز حد يعرف أنك هنا
ضيقت عينيها قائلة:
– أنا مش بتكلم مع حد عشان يعرف أني هنا وأولا مش معايا إي حاجة تخليني أعرف أتواصل مع حد الحرس أول ما جبوني هنا خَدوا مني الموبايل ، ثانيًا أنا مش عايزة حاجة طالما هكون معاك
بعد أن قالت حديثها ارتمت بين ذراعيه تُحاوط ظهره بذراعيها..
لَم يُبادلها الحُضن، أردف قائلًا وهو يسحبها بعيدًا قائلًا وعيناه تُقابل عيناها:
– مي ركزي معايا أنا اليومين اللي جاين مش هعرف أجيلك
أردف قائلًا بسُرعة بعد أن راه ملامح وجهها تتغير للدهشة والخوف من جديد:
– شُغل هكون مسافر في شُغل ف هضطر أغيب بس بعد ما أجي كُل حاجة هتتظبط، في الغُرفة اللي جمبك في أخر الممر طنط حنان والدة عز موجودة عايزك تخلي بالك منها باردو
تحدث قائلة بصدمة:
– أنت عرفت تخرجها
كان خالد يجلس علي المقعد يضع قدم فوق الأخير ليردف قائلًا وهو يَخبط كف يده علي فخذيه:
– أيوة طبعًا قدرنا نخرجها وبسهولة كمان، ده داوود مخلل اللي كان خطفها مش الرجُل العنكبوت
نَظر الديب إليه بنظرة ذات معني فهمها خالد وهو يقول:
– خاالد أسكُت يابا
ضَحك خالد بسُخرية وهو يُرخي جسده علي المقعد قائلًا:
– أشطا يابا
حرك الديب عينيه علي مي قائلًا:
– أتفقنا

 

 

حركت رأسها بالإيماء قائلة:
– متتأخرش عليا
نَهض الديب من علي الفراش قائلًا:
– حاضر، ومش هوصيكي خلي بالك من نفسك ومن والدة عز
بعد أن أومأت إليه نَهض الديب ليتحرك خلف خالد الذي نَهض و وصل إلي الباب فتحه، لَكن يد مي التي مسكت معصمه ألتفت إليها قائلًا:
– في حاجة محتجاها
هَمست إليه بعد أن وَقفت مُقابلة ولفت ذراعيها حول عُنقة قائلة وهي قريبة جدًا منه:
– ماوحشتكش
أرتبك الديب قليلًا، ليردف قائلًا:
– أصل م…
قَطعت حديثه بوضع أصبع السبابة علي شفته قائلة بنبرة يملؤها الإثارة:
– خليك معايا قبل ما تسافر أنت بجد وحشتني
ارتبك الديب كاد أن يتحدث، ليأتي إليه صوت المُنقذ خالد ينقذه في تلك المواقف دائمًا..
– إي يا عم الديب مش هنمشي ولا هنبات هنا!
إبتسم الديب إليها بفرحة وقرص خدها قائلًا وهو يُغادر الغُرفة:
– زي ما أنتي شايفة مش هينفع ، سلاام
بعد أن خرج من الغُرفة هو وخالد تنهد الديب بقوة قائلًا:
– أووف يا جدع مَكُنتش عارف إي اللي هيحصل لو أنت مش موجود
ضَر_به خالد علي كتفيه قائلًا:
– هتغرق في شبر مياه يا بني

 

 

ضَحكوا سويًا ليغادروا المنزل بعد أن قاموا بالحديث مع الحرس علي التعليمات الذي سَتُنفذ وإذا حدث إي شيء يتصلوا بهم..
* داخل سرايا العُمدة حمدان..
في ظل ما كان يَحدُث في البهو تَحرك متولي وفارس وحملوا سيف وصعدوا به إلي غُرفته ليصعدوا معهُم نعمات والدته وأصالة شقيقته..
بعد أن انطلقت الرُصاصة من البُنْدُقية لتمُر من جانب ذراع قاسم لَكنها لَم تَستقر داخله في خدشت ذراعه من أعلاه..
أرتفعت الأصوات التي اختلطت بالعديد من الردود أهمُهم صوت صُراخها وَضعت يدها علي فمها تَصرُخ وهي تبكي بعد أن رأت قميص قاسم الأبيض أصبح به لون الد_م..
أحتضنها قاسم علي الفور داخله يُربط علي ظهرها قائلًا:
– أهدي ده خدش أنا كويس
عند ياسر ومُعتز بمُجرد أن أنطلقت الرُصاصة رَكضوا إلي العُمدة تَحكم ياسر في جسده يَمسكه بقوة أما مُعتز سَحب البُنْدُقية أما غريب رَكض سريعًا يَسحب جده من بين يد ياسر ثُم نَظر إليه قائلًا:
– ليه أجده يا جدي؟ من أمتا وأحنا بنُضرُب رُصاص علي حد في أرضنا
رَفع العُمدة يده ليهبطها علي وجهه غريب ، صَدم الجميع وسَكتوا بعد أن سَمعوا صوت الصفعة..
صاح العُمدة بنبرة قوية قائلًا:
– بتُضرُب ولد عمك عشان الفا*** اللي عايزة تخرُج عن طوعنا وتتجوز إلي علي مزاجها
بعد أن قال حديثه أندفع بإتجاه قاسم وإيلا، صاح عليه قائلًا:
– وأنت يا حضرت الظابط حالًا تاخُد اللي معاك وتخرُج برا الدوار وعلي ما تجدر تثبت أن الجواز مُزور يكونوا اتجوزوا بحج وحجيجي ( بحق وحقيقي).
ألتفت وصاح علي عز قائلًا:
– روح يا راجل أسحب مرتك من بين أيده وطلعها فوق ياكش تتحشم
حركت إعتماد عينيها الذابلة من الدموع التي غرقت عينيها ، لينظُر غريب إليها طالت النظرات بينهُم..
إلي أن أستقر غريب علي قرار وسيفعله الحين من أجل زوجته الذي شَعر بالحُب إتجاها طيلة فترة مَكوثهُم في المُستشفي إلي ما حدث بينهُم مُنذ قليل مثل إي زوج و زوجة طبعين سيفعل الأن الأمر الذي سيُريح زوجته حتي لو أنطرد من المنزل للأبد..

 

 

تَحرك إلي الدرج قاصدًا غُرفته تحت نظرات الصدمة التي كانت علي وجوه إعتماد والعُمدة و والديه وشقيقته..
تَحرك ياسر ومُعتز يَقفون بجانب قاسم، ليردف قاسم قائلًا:
– أنا مش هخرُج من هنا غير وإيلا في أيدي وبخصوص الورقة دي تبلها وتشربها يا عُمدة
أقترب من العُمدة بعد أن ترك إيلا بجانب ياسر ومُعتز، يَنظُر إليه بشرا_سة مال بجسده قليلًا للأمام وهمس بجانب أُذن العُمدة قائلًا:
– الفا** بصحيح هو أنت أنك متراعيش حفيدتك وتعاملها بمودة وأحترام دي يتيمه يعني ربنا هيحاسبك عليها مش تخطط لجوازها وكمان بتزور وكُل ده ليه أنا هتجوزها علي سُنه الله ورسوله ليه مش موافق؟
همس العُمدة إليه قائلًا:
– لأنِ عارف أنك طمعان في ورثها أكيد عرفت ثروتها كام؟!
ضَحك قاسم بقوة وأرجع جسده للخلف ألتفت ينظُر إلي إيلا قائلًا:
– جدك بيقول أنِ طمعان في ميراثك إي رأيك؟
تحدث إيلا وهي مُتشبته بذراع ياسر قائلة بنبرة بحة مع بُكاءها:
– اللي طمعان سيف زي ما قولتلكُم بس أطمن أنا مش عايزة منكُم حاجة، قااسم تعالا نخرُج أنا مش عايزة ولا مليم من الورث يا جدي بس سبني أنا عايزة أتجوز قاسم مش عايزة حاجة أكتر من كده
أبتعد العُمدة عن قاسم وأقترب منها ليقُف قاسم أمامه يمنعه من الوصول إليها ليردف العُمدة قائلًا:
– لو رجلك خطت برا الدوار صدقيني ما هيكفيني فيكي طلجات البُنْدُقية
وَضع قاسم يده علي صدر العُمدة من أعلي الجلباب قائلًا:
– مش هتلحق صدقني هكون مفرغ طلقات المُسدس بتاعي كُلها ف نفوخك أظبُط معايا أنا قليل الأدب ومبعرفش أحترم حد ف بلاش توسع منك عشان منفذش كلامي، والدليل أن رجالتك واقفين برا مقدروش يقربولي ناصحين عنك عارفين يعني إي تتعرض لظابط مش بهايم زيك
كاد أن يَصرُخ العُمدة علي قاسم ، لَكن قاطع صُراخه غريب الذي وَقف أمامهُم و وجهه ورقة الزواج أمام الجميع ليُمزقها إلي أن تحولت إلي قطع صغيرة ألقاها أسفل قدمه..
صَرخ العُمدة علي غريب وهو يَسحبه من عباءته:
– أنت عملت إيه يا مخبول عايز بنت عمك تروح معاه
تحدث غريب قائلًا:

 

 

– ده الصح يا جدي أنا أكتر واحد فاهم دماغك وعارف أنت بتفكر كيف عشان أجده بجولك سيبها تروح معاه جاسم أكتر واحد هيخلي بالُه من إيلا، أنا بحب مرتي ومش هتجوز عليها
كان وجهه العُمدة غاضب يَشتعل من كثرة الغضب يكسوه الأحمرار أثر حديث غريب ف هو لا يُريد إيلا أن تَخرُج من تحت طوعه ومن سيُربيها من جديد غريب ف هو ذو شخصية قوية شديد عكس فارس وسيف مهما حدث لَم يَكونوا نصف غريب هكذا يعتقد العُمدة ،صَك علي أسنانه قائلًا:
– لو ده حوصل أنسا أنك تمسك العُمُدية يا غريب و وجتها ملكش عيشة في الدوار
عند هذا الحد تخلي وهدان عن صمته ليندفع إلي العُمدة قائلًا:
– إي يا بوي اللي بتقولوا ده؟ أكيد غريب واعي لحديدك وعارف أنُه لازم يتجوز إيلا
نَظر إلي غريب بشرا_سة قائلًاي
– ولا إيه يا ولدي يرضيك جدك يغضب عليك! أتكلم يا غريب
تنهد غريب بقوة قائلًا بصرامة:
– أنا مش هشترك في إي حاجة تأذي بنت عمي، وبالنسبة لخوفك أن جاسم يكون طمعان فيها أنت أكتر واحد عارف مُستواه المادي غير أنها عاشت معاهُم سنين كانوا مُتكفلين بكافة مصاريفها يعني مش دي جزاتهُم
قال غريب حديثه وهو علي يقين أن العُمدة سيُعارضه لَكنه أكثر شخص يعرف كيف يُفكر العُمدة ف هو تربي معه من الصُغر وشرب من تفكيره كثيرًا في العمل ف كان العُمدة يأخُذة معه في كُل مكان، لهذا غريب اه سيطرة علي العُمدة عكس الجميع وأيضا رآه لهفه قاسم وحُبه الظاهر وتعلُق إيلا به، ف بعد أن تحرك قلبه إلي أعتماد لَم يستطيع أن يفعل شيئًا يُحطم قلبها، والأفضل إلي إيلا أنت تذهب مع قاسم بدلًا أن تظل هُنا وإذا رفض هو الزواج به ف سيُزوجها العُمدة إلي سيف وإذا أنتهت الحلول سيزوجها لإي شخص أهم ما عنده أن تظل إيلا بطوعه لا يُريدها أن تتحرر مثل والدتها التي تربت وترعرعت في القاهرة مثل إيلا وبعد أن تزوجت ولده أصرت علي أن تُغادر الدوار بعد أن رآت أن العُمدة وجميع من في الدوار يدخل في شئونها ويخططون إلي زواج سيف من أمرآة غيرها، لهذا أصرت علي المُغادرة و وافق سيف علي الأمر لَكن لَم يستطيعوا أكمال حياتهُم كما خططوا لها ف جاء أمر الله وتوفاهُم الله..

 

 

لهذا الأفضل إلي إيلا أن تَذهب مع قاسم وترجع إلي حياتها السابقة قبل أن تكتشف أن يوجد لديها عائلة..
تحدث غريب قائلًا:
– جاسم خُد إيلا وأمشي من هنا ومترجعوش تاني
أشتعلت أعيُن العُمدة بالنير_ان ليصرُخ علي الغفير قائلًا بصوت جهوري:
– أجفلي أبواب الدوار وخلي الكُل يرفع البُنْدُقية وإي حد يحاول الهجوم أضربوا بالرُصاص
أبتسم قاسم وتحرك إلي إيلا مَسك كف يدها بين راحة يده قائلًا:
– يلا يا ياسر يلا مُعتز وأشوف راجل واحد بيعارض طريقي
تَحرك قاسم بها وخلفه ياسر ومُعتز، أندفع العُمدة خلفهُم يَركُض وخلفه غريب و وهدان أنا ثُريا كانت تلطُم علي وجهها خوفًا علي ولدها أما أعتماد كان في غاية السعادة من حديث غريب وتمسكه بها لتركض خلفهُم بعد أن رفعت غطاء رأسها علي شعرها..
وَقف قاسم والبقية أمام البوابة، أردف قاسم وهو يَضرب يده بخفه علي كتف أحد الغفير قائلًا:
– بهدوء كده أفتح البوابة بدون شوشرة عشان معملهاش معاك
نَظر الغفير إلي العُمدة لتُقابلة نظرات العُمدة المليئة بالشر ليخفض الغفير نظراته لأسفل، أبتسم قاسم قائلًا بأستمتاع:
– شكلنا هنستمتع جامد أنهاردة إيلا روحي أقفي هناك
حركت رأسها وهي تقول:
– أنت هتعمل إي؟
أردف قاسم قائلًا إليها وهو يدفعها بخفه بعيدًا:
– يلااا ماما أسمعي الكلام وأقفي بعيد
التفت ينظُر إلي العُمدة قائلًا:
– أنا ماسك نفسي عنك عشان إيلا موجودة ومش عايز أقلل منك قُصادها ف بهدوء خلي البهايم بتوعك دول يفتحوا البوابة بسُكات
ابتسم العُمدة بأستمتاع قائلًا بنبرة خشنة:
– لااع مفيش خروج غير ليك أنت والكلا_ب اللي سحبهُم وراك أما إيلا أنساه أنها تخرُج من هنا
كاد أن يندفع ياسر ومُعتز إلي العُمدة بعد أن نعتهُم بالكلا_ب ليقفوا علي يده قاسم آلتي وضعت علي صدرهُم قائلًا:
– أهدوا يا ولاد متتحمقوش هتخدوا علي كلام راجل كبير بيخرف

 

 

تحدث غريب بعد أن تقدم يَقُف بجانب العُمدة قائلًا:
– جاسم من غير غلط، جدي خلاص سبهُم دلوجت يخرجوا
أردف ياسر قائلًا:
– جدك اللي غلط ولو مسكتش هيدفع تمن غلطه حالًا
غريب: خلاااص يا جماعة مُمكن تهدوا جدي أسمع حديدي سبهُم يخرجوا دلوج
كتف قاسم ذراعيه حوله قائلًا:
– أنت عايز إي من الأخر؟
أبتسم العُمدة قائلًا:
– حفيدي وتغوروا حالًا برا الدوار وماعيزش أشوف خلقت حد فيكُم تاني
قاطع حديثه صوت سرينه سيارات الشُرطة التي تتقدم من البوابة حرك العُمدة عينيه بصدمة علي البوابة كما فعل الجميع عادا ياسر..
ابتسم ياسر وهو يَهمس إلي قاسم ومُعتز قائلًا:
– أكيد مش هنطلع طلعه زي دي من غير ما أبلغ محمد
حرك كتفيه لأعلي قائلًا بغرور وثقه:
– مش عارف من غيري كُنتوا هتعملوا إي!
ضَحك قاسم ومُعتز بقوة..
بعد أن توقفت سيارات الشُرطة هَبط محمد والعساكر منها ضَر_ب محمد علي البوابة الحديدية قائلًا بقوة:
– أفتح يا بني البوابة دي حالًا
فَتح الغفير البوابة علي الفور ليدلف محمد قائلًا ويداه علي خصره:
– إيه يا عُمده سمعت أنك عامل مشاكل حد يعمل مشاكل قبل الأنتخابات يا راجل
نَظر العُمدة إلي قاسم وياسر ومُعتز بشرا_سة، ليقول:
– ولا مشاكل ولا حاجة يا محمد بيه ده الرائد قاسم وأصدقاءه في ضيافتي
حرك محمد رأسه عليهُم قائلًا:
– الكلام ده بجد؟

 

نَظر العُمدة إلي قاسم والبقية بغضب يَحسهُم علي أن يُأكدوا علي حديثه ، أما غريب شَجع نفسه علي أنه يجب علي أن ينهي الأمر بطريقته ليردف قائلًا:
– مشاكل إيه بس! ده الدائم قاسم كان جاي يَطلُب أيد إيلا بنت عمي وحفيدة العُمدة ولا إيه يا عُمدة
صَدم الجميع مما سمعوا، كاد أن يتحدث العُمدة ليقطع حديثه غريب قائلًا بهمس:
– جدي عايزك في كلمتين لوحدينا
نَظر إلي العُمدة بغضب، ليردف قائلًا:
– دجيجة ( دقيقة ) يا محمد بيه مش هتأخر عليكي
تَحرك العُمدة حمدان وغريب جانبًا ، ليردف غريب قائلًا:
– جدي مينفعش أجده صدجني إيلا متعلجة بيه وماهينفعش نخسر بنتنا لو عايز تطمن بلاش تسلمها الورث دلوج نهائي وأستنا لما تطمن ليه
صاح العُمدة عليه قائلًا:
– أنت بتجول إيه يا مخبل ده أنت حسابك معايا بعدين علي اللي عملته جوه بتحُطني جُدام الأمر الواقع بقي أجده يا غريب
غريب: يا جدي صلي علي اللي هيشفع علينا
العُمدة: عليه أفضل الصلاة والسلام
غريب: لازم نخلي بنتنا في حجرنا ماهينفعش نرميها واجده أو اجده هيتجوزوا بلاش تنسا أنها معدية السن الجانوني
العُمدة: هيكون وجتها زواجهُم باطل مين مأذون فاهم وعارف في الشرع هيرضي يكتب كتب كتاب لبُنيه من غير وكيلها وبعدين أنت إي اللي غير حالك اجده
غريب: يا جدي أنا متغيرتش بس اجده أنت بتخلي إيلا تكرهك وأنا عارف أنك بتحب إيلا وأنا وأنت عارفين أن سيف طمعان في الورث زي ما قالت يبقي إيه الغلط أننا نجوزهُم عشان يفضل الرد ما بينا بدل ما يتجطع نهائي و ولدك سيف يزعل منيك في تُربته
كان غريب يختار كلماته بحيث أن تُأثر علي العُمدة ف هو ليس بوحش لَكنه صارم في قرارته لهذا ضغط عليه عبر تلك الكلمات وأخرهُم تذكيره بسيف والد إيلا، وبالفعل تأثر العُمدة بحديثه ليردف قائلًا:

 

 

– وأفرض أن سمعت حديدك وطلع طمعان فيها هنعمل إي وجتها
رفع غريب حاجبه قائلًا:
– كُلُه هيبان وأحنا مش هنسلمها الورث غير لما نطمن ونعرف غايته جدي إيلا عاشت معاهُم سنين عُمرها يعني هيا اكتر واحده درايه بالناس دي ولا إي!
– غير أن اللي بيحصل ده ميرضيش ربنا يا جدي وأنت راجل مؤمن وعارف كتاب ربنا
شرد قليلًا بحديث غريب ثُم أردف قائلًا:
– عندك حق ياولدي أنا موافج أنا ماهكسرش جلب بنت سيف أبدًا، بس إيلا مش هتمشي من أهنيه لحد ما كتب الكتاب يتم
علت الإبتسامة ثغر غريب بفرحه غير مُصدقًا حديث جده، ليردف قائلًا:
– يعني أنت موافج بجد
صاح العُمدة بوجهه غريب قائلًا:
– وأنا من ميتا بتراجع في حديدي ياولدي بس زي ما خبرتك إيلا هتفضل أهنيه جاعده في الدوار وهو هيجّي هو وأهله يطلبوها من بيت أهلها لازم تطلع مُعززة مُكرمة مش بنت سيف اللي هتجوز سُكيتي
سَحب غريب كف العُمدة وطبع قُبلة علي ظهر يده قائلًا بود:
– هروح أفُض الليلية اللي برا عشان نُجعد ونتناقش مع جاسم في اللي هيتم
تَحرك العُمدة داخل السرايا أما غري سار بأتجاه البوابة..
بعد أن وَصل غريب والإبتسامة مرسومة علي وجهه أردف قائلًا إلي قاسم:
– جاسم جدي عايزك جوه في كلمتين عشان نكمل بجّيت الحديد في زواجك أنت وإيلا
ضيق قاسم عينيه أما إيلا أقتربت أكثر من قاسم غير مُصدقة ما تسمعه ، أما قاسم كان مزهولًا من الأمر وطريقة غريب وأحترامه لهُم ومساندته من بداية الأمر هل تغير بالفعل أم هذا مُخطط بينه وبين العُمدة حتي يذهب محمد والقوة ويستغلون الأمر لصالحهُم..

 

 

عند ياسر ومُعتز كان يقفون بجانب قاسم غير مُصدقين ما يحدث مثل قاسم لَكنهُم كانوا يشكون بالأمر..
أستكمل غريب حديثه لَكن موجهًا إلي الظابط محمد قائلًا:
– أطمن يا محمد بيه وخُد القّوات وأمشي مافيش إي مشاكل أحنا عيلة في بعض
تحرك ياسر إلي محمد وَقف أمامه وتحدث قائلًا:
– أحنا هندخُل هنشوف إي الدُنيا جوه وخليك أنت برا عشان لو حصل حاجة
رَبط محمد علي كتف ياسر قائلًا:
– تمام أنا مش هتحرك من هنا
لَوح إلي غريب بيده قائلًا:
– أنا واقف هنا يا غريب لحد ما تخلصوا أصل عايزهُم في كلمتين يلا أنت أدخولوا عشان تكملوا كلامكُم
تَحرك قاسم وبيده إيلا وخلفه ياسر ومُعتز للداخل..
~ داخل بهو السرايا في مكان مُخصص للجلسات العُرفية وغيرها..
يتراس العُمدة الجلسة وبالمقعد المُجاور له يجلس غريب والجانب الأخر وهدان، مُقابلهُم يجلس قاسم بجانبه إيلا وياسر ومُعتز بالجانب الأخر..
جاء صوت العُمدة الذي يَحس علي إيلا بأن تتقدم وتجلس بجانبه في المكان الفارغ ف كان يجلس هو علي مقعد كبير خاص به، قائلًا بصوت القوي:
– تعالي أجعُدي يا إيلا في ريح جدك عشان نبدأ الكلام بسلو بلدنا ولا إي يا جاسم باشًا
نَظر إلي قاسم بنظرات لَم تُعبر عن غضبه فقط بل لو كانت النظرات تَحر_ق لحر_قته في الحال، وأردف بنبرة يملؤها التريُص الذي عبر عن الهدوء والأسترخاء عكس نظراته قائلًا:
– أدخُل في الموضوع علطول يا عُمدة
عض علي لَحم ثغره من الداخل يُفرغ به غضبه، ثُم ألتقط أنفاسه وسَحب العصاه الخاصة به من أحدي جوانب المقعد و وضعها أمامه حاوطها بكفيه، وأردف قائلًا:

 

 

– نبدأ جلستنا بالصلاة علي النبي
صَلي الجميع علي حضرة النبي بأحترام وهدوء، أستكمل العُمدة حديثه وهو ينظُر إلي العصا التي بين يده قائلًا:
– اللهُم صلي عليك يا نبي..
– أولًا أنا مَجدرش أكسر بخاطر أبنه ولدي مَهما حوصل عشان أجده أنا قررت أنِ هشهد علي عجد زواجك من إيلا بس بشروطي موافج تسمعها ولا هتماطل في الكلام
عند هذا الحد لَم يستطع قاسم تصديق ما يسمعه بأُذنيه لَم يُصدق أن يوجد أحد موافق علي مُساندتهُم بخطوة الزواج ، تنهد بَبُطء قائلًا بهدوء:
– موافق
عند إيلا لَم تَكُن حالتها أقل من حالة قاسم غير مُصدقة ما تسمعه لَكن ما كان يُشغل تفكيرها لمًا غير الجد رائيه بالتأكيد يوجد سبب..
أستكمل العُمدة حديثه بكُل هدوء قائلًا:
– إيلا هتفضل أهنيه في الدوار جمب بنات عمامها مُعززة مُكرمة وأنت الخميس الجاي هتيجي تُطلُب يدها ومعاك أهلك وناسك ونتفج علي زواجكُم
عندما كان يتحدث العُمدة كان يوجد نظرات منها الفرح من البعض والغضب الذي أشتعل من الجهة الاخري ناحية وهدان والد غريب الذي أشتعلت نار الغضب والكُره مما يَحدُث ف هو يُريد أن يُتمم زواج غريب وإيلا طمعن في ميراثها.
تحدث قاسم قائلًا:
– أنت شايف أن الكلام اللي بتقولوا ده ينفع يعني بعد كُل اللي حصل منك ومن عيلتك عايزني أمن أنها تفضل عندكُم لحد ما أجي وأطلُبها بدون ما أشُك أنك مُمكن تجوزها..
قاطع حديث قاسم غريب قائلًا:
– العُمدة لما بيوعد مبيخلفش بوعد ده سلو بلدنا
أردف ياسر قائلًا:
– وسلو بلدكُم باردو أنكُم تجوزوا بناتكُم بالتزوير بدون موافقتهُم
تنهد العُمدة قائلًا بهدوء:

 

 

– لو تعرفني عاد مهتقولش كده يا ولدي أحنا هنا في سوهاج يعني في عادات وتجاليد بتربُطنا ولو كُنت عايز أزوجها ل غريب عشان بحميها وخايف عليها مش عايزها تتبهدل من تاني
إرتسمت علي شفت قاسم إبتسامة جانبية بسبب حديث العُمدة ف إيلا بَم يحدُث لها مكروه إلا مُنذُه ظهورهُم في حياتهُم لحد الأن لا أحد يعرف كيف يُحبها سواه بالتأكيد. تحدث قائلًا:
– وأنا أوعدك أنها لا هتتبهدل ولا هيحصلها إي حاجة طول ما هيا معايا أنت مش بتسلم حفيدك ل عيل أنت بتسلمها ل راجل حافظ عليها تمانتاشر سنة يعني حياتها الجاية معاه هتكون في أمان وأفضل مما تتوقع، أنا كُل اللي عاوزة ضمان لحد يوم الخميس
رفع العُمدة حاجبه وهو يستمع إلي حديث قاسم بتركيز إلي الأن قلق حقه ف هو لَم يُشاهد إلي الأن كم التضحية والحُب الذي فعلها قاسم من أجلها، ظل يُفكر قليلًا في حديث قاسم ثُم تحدث قائلًا:
– معنديش ضمانات غير أنِ أوعدك أن إيلا ليك طالمًا ده جرارها وهي هتتحمل مسؤلية أختيارها، والدوار مفتوح ليك ولناسك في إي وقت تيجوا تاخدوا واجبكُم بكُل أحترام وأدب.
– حابين تجعدوا هتتشالوا فوج رأسي أنت في دوار العُمدة واللي حصل نعتبره غلطة وماهتتكررش واصل طالمًا أتفجنا بالعقل.
كان حديث العُمدة منطقي ف العُمدة لَم يُختار بسمعته خصوصًا أن يوجد أنتخابات قريبًا تَخُص أشغاله كما قال الظابط محمد، وهو سيأتي وسيتحدث مع محمد أن يُتابع أخبار ما يحدث في السرايا حتي يكون مُطمئن عليها، وبالتأكيد سيُتابع معها الأمر.
أستفاق من شروده علي يدها التي ضغطت علي كف يده هامسة إليه بضعف قائلة:
– متسبنيش هنا مش عايزة أكون معاهُم أنا خايفة
رَبط علي يدها وهو ينظُر إليها نظرات تُطمئنها ثُم حرك رأسه إلي العُمدة قائلًا:
– تمام مفيش مُشكلة موافق بس مش المفروض ناخُد رآئي إيلا خصوصًا أن اللي حصل منكُم مخليها مش مطمنه
تحدث العُمدة قائلًا:

 

– إي يا إيلا مش جولنا أن ننساه اللي حوصل، وأظُن أنك لما جيتي مافيش حد جربلك ولا أتكلم معاكي حديد ميعجبيش غير زفت الطين سيف وغريب جابلك حجك وأوعدك أنك هتكوني في أوضة لوحدك ومحدش هيقربلك غير بأمرك إي رأيك يا بتي
حركت كتفيها لأعلي قائلة وهي تمسك كف قاسم بقوة:
– بس أنا مش هكون مرتاحة لوحدي يعني عايزة قاسم معايا مش هَرتاح في مكان هو مش موجود فيه
العُمدة: طَب والحل إيه؟!
نظرت إلي قاسم ويدها مُتمسكة بكف يده قائلة:
– أروح معاه عادي وقبل يوم الخميس بيوم أجي هنا حتي أكون جبت معايا لبسي عشان أعرف أقعُد بس غير كده صدقني يا جدو مش هعرف أنا حتي هحتاج أشتري حجات عشان يوم الخميس
صاح العُمدة غاضبًا عليها لَكن بنبرة لَم تَكُن مُرتفعة قائلًا:
– كيف تروحي معاه وتجعُدي في نفس البيت زي اللول لااا ده ماهيحصولش واصل
تدخل قاسم بالحديث بطريقته حتي يُنفذ ل إيلا ما تُريده ف لَم يتركُها هنا ويرحل خوفًا أن يحدِث لها مكروه خصوصًا أنها غير مُطمئنه، ليردف قائلًا:
– يا عُمدة أنا عندي شقة إيلا هتقعُد فيها لوحدها ولو عاوز تبعد معاه غفير يفضل تحت البيت ويعرفلك كُل حاجة تمام بس هيا خايفة تُقعد هنا بسبب سيف وقُريب لما الوضع بالظبط كُل حاجة هترجع لطبيعتها
ظل العُمدة يُفكر إلي أن توصل لحل يُرضي جميع الأطراف سيُنفذ لها قرارها وأيضًا سيكون مرتاح. ليردف قائلًا:
– موافج بس بشرط أصالة وصفاء هيجوا معاكي وهيفضلوا ملازمينك زي ضلك إي جولك
تنهدت إيلا قائلة والإبتسامة مَرسومة علي شفتها:
– موافقة
تحدث العُمدة قائلة:
– علي خيرت الله
نَظر إلي غريب قائلًا:

 

 

– روح خبر أصالة وصفاء بالجرار عشان يجهزوا خلجاتهُم بسُرعة علي ما أشوف هبعت مين من الغفر معاهُم
نَهض غيري فورًا وتحرك للخارج، تحت نظرات الفرحة العارمة علي ثغر قاسم وإيلا ونظرات الخوف والقلق علي العُمدة..
نَهض وهدان من الجلسة خارجًا من الغُرفة قائلًا:
– أنا طالع أسم نفس يا أبوي
نَهض ياسر قائلًا:
– هطلع أجيب مراتي يا عُمدة من برا مادام هديت والوحش أنصرف بعيد عنك
ضَحك قاسم وإيلا ومُعتز، ليردف العُمدة قائلًا وهو يضرب العصاه علي الأرض:
– اجده تمام
نَظر إلي إيلا وهو يُربط علي أرضية المقعد يُحسها علي الجلوس بجانبه قائلًا:
– تعالي يا بتي أتوحشتي جدك واصل لولا اللي حصل كُنت زماني وخدك جوان حُضني عشان تعرفي أن جدك زي ما هو قاسي حنين قوي
نَظرت إيلا إلي قاسم بتردُد ليُطمئنها بنظراته أنه موجود بجانبها نَهضت بعد أن أعطاها قاسم أشارة الأطمئنان عندما رآه العُمدة النظرات المُتبادلة بينهُم حزن قلبه أنها مُتعلقة بالغريب أقصر من عائلتها الحقيقة، لَكنها لديها حق ف عائلتها فردًا منهُم تسبب بألقاءها مُنذُه الصُغر داخل دار رعاية وبعد أن عصرت عليهُم جاء الأخر طامعنا بالميراث حتي جدها خوفًا علي أن تَضيع الميراث أختطفها وأضطر إلي فرض الزواج عليها من أبنه عنها وعندما رفضت وهربت قام بتزوير عُمرها بعد أن أخذت أمضتها علي ورقة التوكيل، لديها كُل الحق أن تُخاف منهُم..

 

 

لَكن ما وجعه حقًا في تلك الأخر كَيف أبتعد عن الله ونساه كلماته التي يحفظها ودرسها جميعها حتي يكون حاكمًا في البلد بالعدل طيلة حياته عاش بعدل بين الأهالي في البلد وعندما قام بأرتكاب الظُلمات يرتكبها في أقرب الناس لديه حفيدته اليتيمه التي أنحرمت من أهلها وهي طفلة رضيعة..
لَم يشعُر بدموعه سوا وهي تغرق وجهها ليرفع كفوف إيلا يُقبلها ثُم أنتشلها داخل أحضانه يُقبل رأسها وشعرها وخديها وهو يعتذر لها عما فعله مُسبقًا.
– حجك عليا يا حبيبة جدك أنا أزاي جدرت أظلمك يا بنت سيف حجك علي جدك عُمري ماهزعلك واصل أنا كُنت أناني وكُنت فاكر أنِ اجده بحميكي أتاريني بخليكي تكرهيني وتخافي مني من النهاردة ماعيزكيش تخافي واصل طول ما جدك عايش علي وش الأرض محدش هيجدر يأذيكي بس أنتي سامحيني يا بتِ
أنسابت دموع إيلا علي خديها وبكت بنحيب بين أحضان جدها وهي تسمعه يتحدث عن والدها وكَم كان حنون القلب وطيب مثلها وأنه نادم علي ما حدث..
إلي هذا الحد وأنتهي الصراع من ناحية غريب والعُمدة أيضا بعد أن فكر قليلًا وحكم ضميره الذي رماه جانبًا في تلك الفترة بسبب حديث وهدان المُستمر أن يجب أن تتزوج إيلا غريب حتي يُحافظ عليها وعلي ميراثها غير شياطين عقله التي وسوست له..
أستقل قاسم وإيلا ومعها بنات عمها أصالة وصفاء سيارة واحدة، أما ياسر وأميرة في سيارتهُم ومُعتز تحرك بسيارته، والغفير ومعه غفير أخر في سيارة تابعة للعُمدة تحمل حقائب خاصة بأصالة وصفاء علي طريق القاهرة..

 

 

* داخل أحد المُستشفيات
~ عند ديما
بعد أن وصلت وفعلوا لها اللازم من أصابات سطحية بوجهها وكدمات أثر أعتداء قاسم عليها بالضر_ب..
تَتسطح علي الفراش مُنهارة من البُكاء علي ما حدث ويجلس حولها والدتها فوزية وشقيقتها نور وشقيقها أحمد أما رفعت يتحدث مع الطبيب بغُرفته..
~ داخل غُرفة الطبيب
صَاح رفعت في الطبيب قائلًا بعد أن نَهض من علي المقعد وضر_ب بكفيه علي المكتب:
– يعني إيه حالتها متودهوش في داهية أنا عايز تقرير ميخروش الماية فاهمة تقرير يوديه في داهية
نَهض الطبيب قائلًا بهدوء:
– يا رفعت بيه أنا معاكوا لغاية الأخر، وكتبت تقرير بحالتها بس حقيقي حالتها مش خطرة ولو لعبت في التقرير أنا كده بأذي نفسي لما يجوا يكشفوا علي الهانم الصُغيرة ويقارنوا حالتها بحالة التقرير أنا كده هلبس تُهمه تزوير.
أشتدت نظرات رفعت للشر إلي الطبيب قائلًا بقوة:
– أنا مجبتش بنتي المُستشفي دي غير عشان عارف أنك هتخدمني وتنفذلي طلباتي وبلاش تنسا أنا مين، وبالنسبة للكشف مفيش إي كف هيتم أساسًا أنا هقدر ألعب في النُقطة دي بس كُل اللي محتاجُه منك تقرير يودي اللي هعمل كده في داهية
أومأ إليه الطبيب بخضوع قائلًا:
– ساعة بالكتير والتقرير اللي أنت عايزه هيكون مكتوب
أبتسم رفعت ثُم تحرك خارج الغُرفة وَقف في ممر غُرفة ديما وأتصل بشخص يعرف منه أخر أخبار قاسم وما حدث ثُم أنهي المُكالمة وتوجه داخل الغُرفة يُحاول أن يُهدأ من حالته.
بعد أن دَخل الغُرفة رآي ديما بحالة سيئة الدموع تفيض من عيونها كانت غارقة في بُكاءها وصوت شهقاتها مُرتفع لا تستطيع الرؤية من كم الدموع أول ما رآت رفعت تحدثت كالطفلة الخائفة:
– بابي

 

رَكض رفعت إليها سَحبها داخل أحضانه يُربط علي ظهرها قائلًا:
– أهدي يا روح قلب أبوكي وحياتك عندي هجبلك حقك من ابن الك** ده أنا هودهولك ورا الشمس هو وعيلته كُلها، وديني لأمحي أسم قاسم جلال الجارح من الداخلية كُلها، هخلهولك يندم علي اللحظة اللي فكر يمد أيده عليكي
رَفعت عيونها الزابلة من علي صدره تنظُر إليه قائلة:
– وهيا كمان عيزاه تيجي راكعه تحت رجلي ندمانه علي كُل لحظة فكرت تعاديني ، بابي أنا لو قاسم مبقاش ليا هنتح_ر
قاطع حديثها علي الفور أنتشلها داخله مرة أخري يُربط علي ظهرها وهو شاردًا في طريقة أنتقامة بما فعله قاسم بأبنته.
عكس أحمد الذي كان ينظُر إليهُم بأستغراب فما حدث له في الفترة السابقة بعد أن تعرف علي سلمي وأصبحوا أصدقاء جعله ناضج كثيرًا يعرف معني كلمة حُب فما تفعله ديما بعيدًا تمامًا عن الحُب ما تفعله يُسمي أنانية تَسلُط غرور وكبرياء ، صحيح أنه يَشعُر أن سلمي لا تُبادله نفس الأحاسيس لَكن يُكفي أنها أصبحت صديقته.
عند نور كانت حزينه علي حالت شقيقتها المُزرية ف هي لَم تَتحدث مع إيلا بل لَم تراها إلا شوه مرة أو مرتين عكس أميرة، تَشعُر أن شقيقتها مظلومة ويجب أن تُساندها.
عند فوزية لَم يعجبها ما يحدُث من فضائح وطريقة أبنتها المُتسطلة مُنذُه الصُغر لَكنها بالنهاية أُم وتُريد أن تري أبنتها سعيدة.
* داخل فيلًا الجارح
بعد رجوعها هي وجلال الفيلا تجلس بالغُرفة لا تتحدث مع أحد ما زالت مصدومة مما حدث..
تتَسطح علي الفراش تُربع قدميها وأمامها العديد من الصور التي تَخُص قاسم وإيلا تُشاهدها بصدمة مأخوذة مما حدث لا تستوعب كيف لهُم أن يُحبان بعضهُما وعاشوا طيلة عُمرهُم أشقاء..
ليقتحم عقلها أن قاسم علي علم أنها ليست شقيقته بالتأكيد هو من دس داخل عقلها وقلبها تلك المشاعر التي تحتلها لَكن كيف حدث هذا؟ كيف تحركت مشاعرهُم؟ كيف إستطاعوا أن يتبادلوا مشاعر الحُب سويًا ؟ كيف أخرجوا من جوفهُم كلمة حُب؟ كيف إستطاعوا فعل هذا؟!

 

رَفعت صورة تجمع قاسم وإيلا وظلت تُقبلهُم ودموعها تنساب بقوة إلي أن أغرقت الصورة، إزداد نحيبها ليعلو صوت شهقاتها..
سَمع جلال صوت شهقاتها وهو يَمُر من أمام الغُرفة، لَم يستطع أن يتجاهل بُكاءها برغم أنها حذرته من الدخول إليها، فبعد أن وصلوا صَرخت زينب عليه وأتهمته أنه كان يعرف كُل شيء من البداية ولَم يُخبرها وغضبت عليه بعد أن عرفت أنه أتفق مع ديما علي أبنهُم وقالت أن مهما حدث لَم يَكُن يفعل ما فعله ليس من حقه أن يُخطط إلي زواج قاسم حتي يبعده عن إيلا، ف قاسم ناضج ولديه عقل يُفكر ويعرف الصح من الغلط حتي لو وصل الأمر إلي زواجه من إيلا ليس من حقه التدخُل فلا يوجد قانون يمنع زواجهُم هذا ما قالتُه إليه..
لَكن في الحقيقة تلك الفكرة تألمها أن تري أولادها التي عاشت طيلة عُمرها تغرز بهُم حُب الأخر من أجل أنهُم أشقاء يكبران ويريدون الزواج كن بعضهُم تَشعُر أنها لَم تستطع تصديق الأخر ولا قبوله لَكن لَم تُعارضهُم مهما حدث، ف قاسم وإيلا أولادها حتي لو تزوجوا سيظلون أولادها وكُلًا منهُم لديه مكانه مُعززة داخل قلبها.
دَلف جلال الغُرفة وفور أن رآه حالتها رَكض إليها وأنتشلها داخل احضانه يُحاول تهدئتها ببعض الكلمات..
تحدث زينب من بين شهقاتها قائلة:
– مش قادرة أستوعب اللي بيحصل يا جلال ، أزاي تخبي عليا كُل اللي حصل ده يعني أنا أخر من يعلم
رَبط علي ظهرها وطبع قُبلة علي شعرها قائلًا بمواساة:

 

– حقك عليا يا روح قلبي بس أهدي ماكُنتش حابب أعرفك عشان مشوفكيش مُنهارة زي ما حصل دلوقتي
كورت يدها المُحاوطة ظهره وظلت تضر_به علي ظهره بقوة إلي أن خفت ضربتها وهي تَضرُخ بين نحيبها الذي يزداد:
– مش من حقك دول ولادي زي ما هُما ولادك ااااه أ.. أنا مش مصدقة أأ.. أنك رايح تتفق مع ديما علي أولادك أزاي تعمل كده يا جلال .. اااااه أأ.. أتصل بقاسم عايزة أشوفه وديني ليه ابني محتاجني بعد اللي أنت عملته فيه إيلا راحت من بين أيده أبني دلوقتي م.. مكسور ومحتاجني جمبه ااه يا وجع قلبك يا ابني ااه يا وجع قلبك يا بنتي
طَبع قُبله علي شعرها ظَل يُحاول تهدئتها إلي أن إنسابت في النوم، بعد أن أطمئن عليها خرج من الغُرفة ونزل إلي بهو الفيلا داخلًا إلي غُرفة مكتبته.
جلس علي المكتب يُفكر بأحداث اليوم كاملة وما عليه أن يفعل لا يعرف هل يوافق علي زواجهُم من أجل الحفاظ علي أُسرته وعدم كسر قلوبهُم غير حالة زينب ف هو يَشُك أنها ستوافق من أجلهُم، سَحب علبه السيجار وسحب واحده قام بأشعا_لها بالولاعة يُنفث بها حتي يُفرغ غضبه ويفُكر بما عليه أن يفعل إلي أن توصل لقراره.
قام بسحب هاتفه و وَقف ثواني أمام رقم قاسم إلي أن تشجع وضغط علي الأتصال..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية قد انقلبت اللعبة)

اترك رد

error: Content is protected !!