روايات

رواية أحببتها ولكن 5 الفصل الخامس 5 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 5 الفصل الخامس 5 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 5 البارت الخامس

رواية أحببتها ولكن 5 الجزء الخامس

رواية أحببتها ولكن 5 الحلقة الخامسة

فى المطار
كان بدر واقفًا أمام الموظف الذى كان يُتابع معه أوراق سفره وينظر إلى جواز السفر بينما على الجهه الأخرى كانت هُناك أعين تراقبه وعلى ثغره أبتسامه خبيثه ، بينما على الجهه الأخرى كان أحمد واقفًا يتحدث عبر الجهاز اللاسلكى وهو ينظر حوله
فى قصر ليل
خرج عبد الله وخلفه كمال وهو يرتدى ملابسه ، نظر لهما ليل وهو يقول:فهمتوا هتعملوا ايه
نظر كمال لهُ وهو يقول:اه متقلقش يا باشا
ربط عبد الله حذائه وهو يقول:يلا قبل ما يسافر فعلًا ومنلحقهوش
نظر علاء لهُ وهو يقول:متقلقش انا كلمت أحمد يعطل الدنيا هناك شويه
أعتدل عبد الله بوقفته وهو يقول:حلو أوى يلا بينا أحنا بقى بسرعه قبل ما يمشى
فى المطار
أنهى بدر كل شئ يخص سفره وجلس ينتظر ميعاد طائرته التى ستُقلع بعد نصف ساعة ، وقف أحمد بالقرب منه وهو ينظر لهُ ، أجاب على المتصل وهو يقول بجديه:متقلقش قاعد قدامى … أعبال ما توصل تكون لحقته … لو ملحقتهوش هعطلك انا الدنيا هنا متقلقش من حاجه … ماشى سلام
أغلق أحمد معه وذهب بينما مازالت الأعين تراقب بدر الذى كان جالسًا لا ينتبه لمن يراقبه
على الجهه الأخرى
كان عطوه جالسًا وعلى ثغره أبتسامه خبيثه ، وضع الهاتف على أذنه وهو يقول بخبث:نفذ حالًا
أغلق معه وهو يبتسم بشر
على الجهه الأخرى
كان كمال يقود السياره بأقصى سرعه كى يصل لبدر وبجانبه عبد الله وخلفهما علاء ، كانت هُناك سياره تسير خلفهم على مسافه وجيزه ، كان عبد الله ينظر للطريق حتى لمح سياره من مرأه السياره الجانبيه قام بالتدقيق جيدًا وكانوا مُلثمين فعَلِم عبد الله من هم نظر لكمال وهو يقول بصرامه:سرع يا كمال
نظر لهُ كمال وهو يقول متعجبًا:أسرع ايه انتَ واعى للى بتقوله
تحدث عبد الله بجديه وصرامه وهو يقول:سرع بقولك
نظر علاء خلفه وعَلِم سريعًا ما يحدث فقال:سرع يا كمال
أسرع كمال بالسياره وكان الطريق يُعتبر شبه خالى من السيارات ، كان طريقًا واسعًا ، لاحظ هؤلاء المُلثمين أنهم قد كشفوا أمرهم ولذلك قاموا بالإسراع نظر هذا المُلثم لصديقه وهو يقول:شكلهم كدا كشفونا سرع أكتر من كدا
تحدث الذى يجلس بالخلف وهو يقول:ولو فلتوا مننا؟
أخرج الذى يجلس بالأمام مسدسه وهو ينظر لسيارتهم ويقول:نجيبهم
بينما على الجهه الأخرى
أخرج عبد الله مسدسه من درج السياره وهو يُعمره بينما علاء يُعمر سلاحه أيضًا ، كان ينظر لهم من المرأه الجانبيه ، كانت هُناك لافته تُشير الى طريق أخر
فأبطء كمال السرعه وقام بالسير من هذا الطريق ومن ثم أسرع ، بينما كانوا هم يسيرون خلفهم ، نظر عبد الله لكمال وهو يقول:انتَ رايح فين
تحدث كمال وهو ينظر أمامه ويقول:أهدى عليا يا عبد الله
كان الطريق عباره عن مطبات كثيره معظمها متفرقه ومعظمها وراء بعضها ، تحدث علاء وهو يقول:ايه يا كمال دا من قله الطرق
أستغل عبد الله الموقف وخرج من نافذه السياره بنصف جسده وصوب سلاحه على إطار السياره وقام بالضرب عليه ففرقعت وتباطئت سرعه السياره قليلًا ، صوب سلاحه على الآخر وقام بالضرب عليه فتوقفت سيارتهم تمامًا ، دلف عبد الله مره أخرى وهو ينظر لهم من المرأه بينما غضب واحد منهم ونزل من السياره وصوب سلاحه بأتجاه سيارتهم ولكن قبل أن يطلق النيران كان علاء يُصوب سلاحه تجاهه وقام بأصابته ، نظر عبد الله خلفه ومن ثم سمع صوت هاتفه يعلنه عن أتصال من أحمد
فى قصر ليل
كانت ميرنا جالسه وهى تشعر بالخوف الشديد على بدر وبجانبها مكة وكارما والفتايات وهن يحاولن تهدئتها وطمئنتها ولو قليلًا ، بينما كان ليل يُتابع ما يحدث مع عبد الله بأستمرار ، نظرت تيسير لها بحزن وربتت على كتفها بمواساه ، فى تلك اللحظة أقترب منهم ليل وهو يُنهى المكالمة مع عبد الله فنظرت إليه ميرنا وهى تقول بصوتٍ مهزوز:طمنى يا عمو ليل بالله عليك وصلوله ولا لسه
أجابها ليل بهدوء وهو يقول:لسه
زفرت ميرنا بخوف وهى تستند بيديها رأسها وأزداد خوفها أكثر ، فى هذه اللحظة أقتربت منه روز وهى تنظر لهُ قائله:عاجبك كدا
نظر لها ليل وهو يعقد حاجبيه قائلًا:قصدك ايه!
تحدثت روز بحده وهى تقول:قصدى انتَ عارفُه كويس أوى يا ليل … شُغلك اللى هيودى حد مننا ورا الشمس قُريب … نفسى أعرف حاجه واحده بس … ليه … ليه معرفتناش بحاجه زى دى … ليه مقولتش أن الزفت دا عارفنا كلنا وأنه ممكن ينتقم منك لما يأذى حد من أفراد عيلتك … سكت ليه ومتكلمتش … عاجبك كدا … ذنبه ايه شاب زى دا ممكن يحصله حاجه بسبب شُغلك وأستهتارك أنك أستكترت أنك تنبهنا … ذنب مراته تعيش بعيده عنه ايه … بلاش دى ذنب الطفله الصغيره دى ايه وارد أنها تخسر أبوها فى أى لحظه بسببك … انتَ دايمًا بتقول وبتنبهنا حصل ايه المره دى كنت حابب تتأكد إذا كان عارف كل واحد فى العيله ولا لا أديه جرجر أول واحد مننا بطريقه متخطرش على بال حد … وطبعًا عشان بدر غلبان ومستنى اللحظه دى من زمان صدق وراح وميعرفش أن كل دا تخطيط عشان يُقع فى الفخ ويبقى أول الضحايا
تدخلت غاده وهى تقول:خلاص يا روز اللى حصل حصل وكلامك دا مش هيرجعه
تحدثت روز بغضب وقد أغضبتها جُمله غاده كثيرًا وهى تقول:لا يا غاده مفيش حاجه أسمها اللى حصل حصل هو مش بنى أدم زينا مش واحد من العيله … مش ليه أب وأم هيموتوا من الخوف عليه دلوقتى … ولا بتدافعى عنه ودلوقتى روز وحشه عشان بتقول الصح وازاى متوقفش مع جوزها وتدافع عنه وتبررله مش دا اللى عوزاه … بس المره دى لا … لازم يحس بغلطه وبتأنيب الضمير ويحط فى حساباته أن فى أى لحظه ممكن كل اللى مخططله دا يتقلب وتحصل حاجه كلنا مش هنبقى راضيين عنها … اللى عاوز يزعل يزعل مش فارقه معايا طالما بقول الصح ولو بدر حصله حاجه يا ليل … هيكون فيها كلام تانى
تركتهم ودلفت للقصر تحت أنظارهم التى كانت تُتابعها حتى أختفت من أمامهم ، تركهم ليل أيضًا وذهب وأدمعت عينان ميرنا بخوف على زوجها ، ضمتها مكة وهى تُمسد على ذراعها وهى تُهدئها
فى المطار
كان بدر مازال جالسًا ينتظر الطائره وكان ينتظر أيضًا ختم بعض الأوراق كى يستطيع السفر ، نظر بساعه يده ولم يعُد يتبقى سوى خمس دقائق وتُقلع طائرته نظر حوله وهو يزفر ثم نهض وأخذ حقيبته وذهب الى الموظف وهو يقول:لو سمحت الأوراق خلصت ولا لسه لأن فاضل خمس دقايق على طيارتى
نظر لهُ الموظف وهو يقول:تمام يا فندم ثوانِ وكله يكون مع حضرتك
حرك بدر رأسه برفق وأنتظره حتى أنتهى الموظف من ختم الأوراق ثم مدّ يده بها لهُ وهو يقول بأبتسامه:أتفضل يا فندم وأسف على التأخير رحله سعيده
أخذ بدر منه الأوراق وهو يبتسم لهُ قائلًا:شكرًا
وضع الأوراق بحقيبته ومن ثم أخذها وأتجه إلى الطائره مُسرعًا قبل أن تُقلع تحت نظرات هذا الخبيث الذى يبتسم بخبث شديد ، بينما جاء أحمد فى هذه اللحظة ولم يجد بدر نظر حوله ومن ثم ذهب الى ذلك الموظف وهو يقول:فى واحد هنا كان أسمه بدر يامن راح فين
تحدث الموظف بأحترام وهو يقول:البشمهندس بدر لسه مستلم أوراقه وراح على الطياره لأن فاضلها أقل من دقيقتين وتطلع
صُدم أحمد وتركه وركض مُسرعًا وهاتف عبد الله الذى ثوانِ وكان معه على الخط تحدث أحمد وهو يركض مُسرعًا وهو يقول:فاضل دقيقه والطياره اللى فيها بدر تطلع
صُدم عبد الله وتحدث بضيق قائلًا وهو ينظر لكمال الذى نظر لهُ وهو يقول:أزاى يا احمد هو انا مش قولتلك عطله
تحدث أحمد وهو يركض مُتجهًا للطائره قائلًا:عطلته بس انتَ اللى أتأخرت
نزل عبد الله من السيارة بعدما أوقفها كمال وركض مُسرعًا للداخل وهو يتحدث معه ويُخرج بطاقته وهو يُشير بها لأمن المطار الذين أفسحوا الطريق لهُ مُسرعًا وهو يقول:أقفل انا وصلت
أغلق معه وركض مُسرعًا يتبعانه كمال وعلاء بينما كان أحمد قد وصل وقبل أن تُقلع الطائره كان قد قفز سريعًا ودلف للداخل ورأى رجال عطوه الذين كانوا متفرقين بأنحاء الطائره ويُشهرون بأسلحتهم بكل مكان ، نظر لهم أحمد وهو يأخذ أنفاسه سريعًا فبحث عن بدر بعينيه حتى رآه ولكن كان هُناك واحد من رجال عطوه يُشهر بسلاحه تجاه رأسه تحدث واحدٍ منهم وهو يقول بصوته الغليظ:نزل مسدسك أحسنلك وأرفع أيدك لفوق
نظر أحمد لبدر وللركاب الذين كانوا بفئات عُمريه مُختلفه منهم كبار السن ومنهم متزوجون ومعهم أطفال ومنهم من ليس متزوج وسيعود لموطنه مره أخرى ، خشى بأن يقوموا بإذائهم فألقى بسلاحه على أرضيه الطائره ورفع يداه الأثنان بأستسلام وهو ينظر لهم ، بينما على الجهه الأخرى كان عبد الله وكمال وعلاء قد وصلوا أخيرًا وتقدموا من الطائره ولكن وقف عبد الله فجأه وهو ينظر لأحمد الذى كان واقفًا ويرفع يداه للأعلى بأستسلام فعَلموا هم بأنه قد حُصر من قِبل رجال عطوه فنظر عبد الله لكمال وعلاء وهو ينوى على فعل شئٍ ما
بينما على الجهه الأخرى
كان أحمد ينظر لهم ويخشى بأن يقوموا بأيذاء بدر فقال وهو ينظر لهم:مفيش داعى للى بتعملوه دا … الناس دى ملهاش ذنب فى حاجه
تحدث واحدٍ منهم وهو يقول:ملكش فيه … هتدخل فى شُغلنا ولا ايه
تحدث أحمد وهو يقول:نزل سلاحك من عليه أحسنلك
ضحك الرجل بسخريه وهو يقول:هه أنزل سلاحى .. شكلك عبيط … هو اللى جالنا برجليه يبقى يستحمل اللى هيجراله بقى
تحدث أحمد وهو يقول بحده:بدر بره الحوار دا وبعدين مش أنتوا اللى بعتوله الرساله ولا انا اللى بيتهيقلى
تحدث الرجل بسخريه وهو يقول:ملكش فيه وسيبنا نكمل شُغلنا بهدوء بدل ما تروح انتَ وهو سوا
فى لحظه تهور من أحمد أقترب منهم فقاموا هم بأشهار أسلحتهم بوجهه من كل مكان ، وقف هو وهو ينظر لهم فجاء واحدٍ منهم من خلفه وأمسك بهِ وهو يقول بصوته الغليظ:حركه كدا ولا كدا هتلاقى نفسك عند اللى خلقك
نظر أحمد لذلك الرجل الذى كان يُشهر سلاحه على بدر نظره تملئها الغضب الشديد بادلها الآخر بنظره مستفزه للغايه ، بينما على الجهه الأخرى تسلق كمال الطائره من الخارج ومعه علاء وعلى الجهه الأخرى صعد عبد الله الطائره من الأمام ، نظر بحذر لمقعد السائق ورأى المُلثم يُشهر سلاحه على الطيار الذى لمحه فطمئنه عبد الله وأشار لهُ بالبقاء صامتًا ، نظر حوله وقرر فعل شئٍ ما
فى قصر ليل
كانت روز جالسه بالحديقه ويظهر على معالم وجهها الغضب الشديد ، أقترب ليل منها حتى وقف أمامها فأشاحت بوجهها للجهه الأخرى بضيق شديد وتحدث هو قائلًا:مش عاوزه تبصيلى كمان
أغمضت عينيها وهى تزفر بغضب ، فتحتها مره أخرى وهى تنظر لهُ بغضب شديد فقال هو:بتبصيلى كدا ليه
نهضت روز وجاءت كى تذهب منعها هو وهو يُمسك يدها قائلًا:رايحه فين
نظرت لهُ وزفرت بقوه وقالت بحده:سيبنى يا ليل
تحدث ليل وهو ينظر لها قائلًا:انا عاوز أفهم فى ايه
نظرت لهُ روز وقالت بغضب:فى أنك بارد ومش حاسس باللى حواليك
عقد ليل حاجبيه وهو ينظر لها قائلًا بذهول:ايه الطريقه اللى بتتكلمى بيها معايا دى يا روز
تحدثت هى بحده وهى تقول:عشان تفوق لنفسك شويه … البت جوزها بيضيع منها وهى قاعده لا حول بيها ولا قوه وبنته اللى مش مبطله سؤال عليه وعماله تعيط خصوصًا بعد اللى سمعته مننا … وأبوه اللى ملهوش غيره … مفكرتش فى يامن هيحصله ايه لو أبنه الوحيد جراله حاجه بسبب شغلكوا … انا حتى مش عارفه أواسى البت ولا أمها … ولا عارفه أعمل أى حاجه … لأول مره أحس أنى مش قادره أواسى حد ولا أطبطب عليه واطمنه … ليل … الشغل بقى خطر علينا أحنا أكتر منكوا وانا مش هتحمل أكتر من كدا … مش هستنى حد من ولادى يجراله حاجه سواء هما او مراتتهم او حتى عيالهم … عيالى وأحفادى لا يا ليل … خط أحمر … الوضع دا لو فضل بالشكل دا انا مش قعدالك فيها لحد ما تصلح كل اللى بيتدمر دلوقتى دا بنفسك تمام
تركته وذهبت ، تركته واقفًا وحيدًا ينظر لطيفها الذى أختفى من أمامه ، تركته وحديثها بعقله وكأنها مازالت تقوله ، زفر ليل بقوه وجلس على المقعد وهو يضع يديه على رأسه ويُرجع خصلاته للخلف وهو ينظر للأرض بشرود
فى المقابر
كان جالسًا أمام قبر والدته وهو ينظر لأسمها المحفور أمامه على باب القبر تحدث وهو يشعر لأول مره بالتوهان والعجز الشديد وهو يقول:انا تايه يا صفيه … تايه ومش عارف أعمل ايه … حاسس أنى مبقتش فاهم أى حاجه حواليا … قوليلى أعمل ايه … دلينى على أى حاجه … ساعات بفكر أسيب كل حاجه وأختفى خالص ومحدش يعرفلى طريق … الشعور دا مسيطر عليا أوى يا صفيه وكل ما أجى أنفذه معرفش … انا والله قولت لعبد الله وكمال يعرفوهم لأن انا كنت مشغول أوى ساعتها وكل دا كنت فاكر أن هما قالولهم … انا تعبت أوى … أوى أوى … يارب ريحنى من كل اللى انا فيه دا وريحهم منى
سقطت دموعه بحزن شديد وهو يضع رأسه على يديه التى كانت موضوعه على قبر والدته وهو يبكى وقد نسى كل شئٍ حوله وظل يبكى ، كل ما يريده هو أن يبكى فقط ، تمنى أن يُغمض عيناه ، للأبد …!
فى المطار
دلف عبد الله بمكان بعيد عن الأنظار بالطائره وهو يُمسك بمسدسه ويشهر بهِ بكل مكان وهو يتحرك وينظر حوله ، لحظات حتى حدث شيئًا ليس بالحُسبان فقد قام بدر بإلواء ذراع الذى كان واقفًا ويُشهر سلاحه على رأسه وقام بضربه على رأسه وهو يُمسك بهِ ويُصوب مسدسه عليه وهو ينظر لرجاله الذين نظروا إليه قائلًا:حركه كدا ولا كدا هفرتك دماغه
أستغل أحمد الوضع وبحركه سريعه كان يُمسك بهذا الذى كان يُمسك بهِ وهو ينظر لبدر قائلًا بأبتسامه:أشك أنك ظابط ومخبى علينا
نظر لهُ بدر وعلى ثغره أبتسامه وهو يقول:مش شرط أكون ظابط … فنون قتاليه
أبتسم أحمد وفى هذه اللحظه كان كمال وعلاء يُحاصران المكان وخلفهم القوات الذين قاموا بإلقاء القبض عليهم وتم إنقاذ بدر منهم سليمًا مُعافيًا لم يمسه مكروه ، خرجوا من الطائره وكان أحمد يتحدث مع بدر ، وقف علاء وهو ينظر حوله يبحث عن عبد الله بينما ذهبوا هم ، على الجهه الأخرى كان عبد الله جالسًا على الأرض تحت ظل الطائره وهو يضع يده على كتفه الأيمن وهو يتألم ويأخذ أنفاسه بسرعه كبيره ، ضرب برأسه على حائط الطائره الحديدى خلفه وهو يتألم بقوه ، أقترب منه علاء بسرعه كبيره ورأى شخصًا يركض مبتعدًا عنه فصرخ بهِ وهو يقول:أقف مكانك
كان سيلحق بهِ ولكن أوقفه صوت عبد الله الذى كان نائمًا على الأرض ومازال يُمسك بكتفه ، أقترب منه علاء سريعًا وجسى على ركبتيه أمامه وهو يقوم بإسناده قائلًا:على مهلك … براحه
جلس عبد الله وهو مازال يتألم فتحدث علاء وهو يتفحصه قائلًا بقلق:فى ايه يا عبد الله ايه اللى حصلك ومين عمل فيك كدا
نظر لهُ عبد الله وهو يقول بألم:عطوه
صُدم علاء وهو ينظر لهُ قائلًا:انتَ بتقول ايه
نظر لهُ عبد الله وأغمض عينيه بقوه وهو يلهث قائلًا بألم:عطوه طلع معاهم … دخلت من مكان خفى فى الطياره الطيار قالى عليه محدش يعرف عنه حاجه … لقيت عطوه فى وشى حاولت أقبض عليه بس كنت غلطان … عطوه طلع معاه واحد تانى … واللى عرفته أنه واحد لابس طاقيه ورفيع زيه … والطاقيه مخبيه وشه مش باين منه حاجه … كأن الراجل دا مصدر قوته
عقد علاء حاجبيه وهو يقول:شكله ايه الراجل دا يعنى لابس ايه كدا
تحدث عبد الله وهو يقول بألم:لابس الطاقيه اللى بقولك عليها دى ومخبيه وشه … ولابس بالطو طويل لونه أسود على قميص وبنطلون
تحدث علاء وهو ينظر لهُ ويقول:مش مهم كل دا المهم أننا نوديك المستشفى دلوقتى ونتطمن عليك
فى قصر ليل
كانت بيسان تزفر بضيق شديد وهى تُعيد مُهاتفه ليل للمره التى لا تعلمها ولكن كانت النتيجة كسابقها “عدم الرد” أنزلت الهاتف من على أذنها وهى تشعر بأنقباض قلبها وعدم الراحه وهى تدعوا بأن يكون والدها بخير
فى غرفه مكة
كانت مكة جالسه بالشرفه وهى تنظر للا شئ وتستند برأسها على السور الحديدى ، دلف نادر للشرفه بهدوء وهو ينظر لها ، جلس أمامها على المقعد وهو ينظر لها فمد يده ووضعها على يدها فأستفاقت هى على لمسه يده ونظرت لهُ وهو يقول بصوتٍ هادئ:مالك سرحانه فى ايه كدا
نظرت لهُ مكة وهى تقول بأبتسامه:مفيش سرحت شويه
تحدث نادر بأبتسامه وهو يقول:ايوه يعنى سرحانه فى ايه ما هو أكيد سرحانه فى حاجه مُعينه مش هتسرحى بالشكل دا من فراغ يعنى
زفرت هى بهدوء وهى تنظر لهُ قائله:سرحانه فى تالين
أختفت الأبتسامه من على وجهه وهو ينظر لها بضيق فضحكت هى بخفه وهى تنظر لهُ قائله:وفيك متزعلش أوى كدا
لانت ملامحه مع ابتسامه بسيطه ظهرت على ثغره وهو ينظر لها ، تحدثت هى وهى تنظر للحديقه قائله:تعرف أن انا بشوفك فى تالين
نظر لها نادر وعقد حاجبيه وهو يقول بأبتسامه خفيفه:مش فاهم
تحدثت مكة وهى تنظر لهُ قائله:يعنى ردود أفعالك … حركاتك … طيبتك وحنيتك … بشوفك فيها بنفس كل حاجه وكأنها نسخه مصغره منك
أتسعت أبتسامه نادر وهو ينظر لها ويستمع لها وهى تُكمل قائله:بحبها أوى … نفس مقدار حُبى ليك … ساعات لما بكون قاعده مع نفسى بقول انا أزاى كنت غبيه أوى كدا … أزاى كنت هضيع واحد زيك من أيدى بمنتهى البساطه كدا … بس تعرف يا نادر انا مبسوطه أوى … انتَ أطيب وأحن حد حقيقى … كزوج وكأب … انا بجد مبسوطه أوى إنك فى حياتى انا بحبك أوى
اتسعت أبتسامه نادر ونهض وأنهضها معه وهو يأخذها بأحضانه وهو يطبع قُبله على رأسها قائلًا:انا اللى بحبك أوى ومبسوط أنك فى حياتى … ومبسوط أكتر أن بقى عندنا بنوته قمر زى ماماتها واخده ملامحها الجميله الهاديه اللى شديتنى ليها من أول مره ولففتنى السبع قارات وراها
ضحكت مكة وهى تنظر لهُ فقال هو بضحك:اه والله لففتينى السبع قارات بحالهم دا انا أتسحلت وراكى سحله سوده لحد ما جنابك رضيتى عنى ووافقتى عليا … بس بعد ايه بقى
نظرت لهُ بأبتسامه وهى تقول:يعنى مش زعلان على السحله دى
نظر لها وهو يقول:لا زعلان بقى انا أتمرمط المرمطه دى كلها يا نهار أبيض انا مش مصدق والله … أحساسى ساعتها كان بيقولى فى حد باصص فى الجوازه دى وطلع أحساسى صح .. أحساسى دا عمره ما كدبنى ولا خذل بيا … بس شوفنا أيام بعد الجواز متمنهاش لألد أعدائى … دا لو كان ليا أعداء يعنى أصل انا الحمد لله طيب مش شرير وغلبان وأهبل ومضحوك عليا دايمًا يعنى أكون حالف خمستلاف مره أنى هاخد موقف وهعمل وأسوى وأول ما ييجى يقولى حقك عليا متزعلش مكنش قصدى تلاقينى بقيت عامل زى الأهبل اللى هو ايه دا انتَ بتعتذر أزاى يا جدع انا مسامحك … هتلاقينى بعدها خدت على قفايا من هنا لحد ست سنين قدام بس نعمل ايه بقى … قلبى الطيب عاوز كدا نقوله لا
كانت تنظر لهُ طيله الوقت وهو يتحدث بأبتسامه ، تُتابع عفويته بالحديث وأسلوبه وهو يتحدث ونبرته التى تُحبها ، كم انتِ محظوظه عزيزتى
تحدث نادر وهو ينظر لها ويقول:فى مره بقى حبيت أعمل فيها الواد الجامد اللى مكسر الدنيا لسه فاكر اليوم دا ولو بقى عندى مية وواحد سنه هفضل فاكر اليوم دا كان ليا صاحب فى أبتدائى أتضرب وجه يشتكيلى قال ايه انا الواد الجامد اللى بياخد حقه من اجدعها راجل بقى وعامل قلبان وكدا انا أسكت؟ أزاى قومت قايله بقى وانا متعصب ومتقمص الشخصيه وبقوله مين دول ياض قالى شله تيكو كانت شله مُعاقه حتى باينه من أسمها المهم روحت بقى ودخلت عليهم بفتحه صدر معرفش جبتها منين بس عملتها يعنى وروحت واقف قدام البوص بتاعهم وبقوله بكل قله أدب أيدك الحلوه دى لو أتمدت على صاحبى هطيرهالك المهم كلمه منى على كلمه منه أديته بالرُصيه وقعته فى الأرض مع أن المفروض أنا اللى أقع بعد الضربه دى كانت دماغه ناشفه أوى لدرجه أنها عملتلى صداع قعد معايا تلات أيام
كانت مكة تضحك بقوه من الحين للأخر وهى ترى تعابير وجهه التى تتغير فجأه مع أندامجه الشديد بسرد طفولته لها وهُنا قد نسى نفسه وانطلق بالحديث بكل سلاسه وهى تستمع إليه بأنصات وهذا يجعله يود سرد الكثير والكثير لها ، نظرت هى لهُ بأبتسامه وهى تقول:وبعدين عملتله ايه بعدها
نظر لها وهو يقول بحذر:لا ما انا معملتش حاجه بعدها
عقدت مكة حاجبيها وهى تنظر لهُ فقال هو بخجل وهو يضع يده خلف رأسه قائلًا:أصل أتعلم عليا بعدها وخدت عشر غُرز
ضحكت بقوه وتفاجُئ وهى لا تستطيع التوقف وكان هو ينظر لها ويضحك على ضحكتها ، أرجعت خصلاتها للخلف ونظرت لهُ بعينان دامعتان وعادت تضحك بقوه مره أخرى وهى حقًا لا تستطيع السيطره على نفسها فحاولت التحدث من بين ضحكاتها وهى تقول:انا مش قادره … انا مكنتش متخيله كدا بجد … وغير كدا أسلوبك وسلاستك وانتَ بتحكى حاجه تانيه خالص بجد انا هموت من الضحك بجد
أبتسامه جميله تُزين ثغره وهو ينظر لها وتركها تضحك وتسخر من سذاجته
فى المستشفى
دلفت نوران سريعًا بلهفه إلى الغرفه التى يمكث بها عبد الله بعدما عَلِمت ما حدث من كمال وهى تقول بفزع:عبد الله ايه اللى حصلك يا حبيبى مين عمل فيك كدا
جلست أمامه وهى تتفحصه بلهفه وخوف فنظر كمال لهُ وهو يقول:أحنا بره يا عبد الله مستنيينك
أمأ عبد الله رأسه برفق وخرج كمال وخلفه علاء وأحمد وبدر من الغرفه والذى أغلق الباب خلفه ، نظر عبد الله لنوران التى قالت بخوف:حاسس بأيه طيب انا مخضوضه عليك طمنى
ربت عبد الله على يدها التى كانت تضعها على يده وهى تنظر لهُ بينما نظر هو لها وقال:متخافيش انا كويس والله وزى الفل
سقطت دمعه من عينيها يليها دموع كثيره ، بكت فهى تعلم بأنه يَكذُب عليها وهو بالواقع يتألم ، نظر لها بقله حيله بعدما عَلِم بأنها لن تصمت الآن وستظل تبكى فهى لم تتوقع أن يُصاب هو ، فمن المفترض بأن بدر هو من كان سيُصاب ولكن أنقلب كل شئ وأُصيب هو ، مدّ يده ومسح دموعها بيده اليُسرى ومن ثم أخذها بأحضانه وهو يُربت على ظهرها كى تهدء وهو يتحدث معها ويُخبرها بأنه بخير
تحدث عبد الله وهو يقول:والله بقيت كويس ليه العياط دا كله بس ما انا زى الفل قدامك أهو ولو تعبان هقول
لم تجيبه وظلت تبكى وشعر بها تُحرك رأسها يمينًا ويسارًا ، تُنفى ما تفوه بهِ مُنذ لحظات ، خرجت من أحضانه وهى تنظر لهُ بعينان باكيتان ومن ثم نظرت لكتفه المُصاب والذى يلتف حوله الشاش الأبيض وهذه الجبيره أيضًا التى وضعها الطبيب كى لا تجعل ذراعه يتحرك كى لا يسوء الأمر سوءًا ، سمعته وهو يقول:والله كويس مش عاوزك تخافى وبعدين هى أول مرة يا نوران ما انا ياما دخلت عليكى وانا مُصاب أصابات مختلفه
مسحت دموعها ونظرت لهُ فأبتسم هو وهو ينظر لها قائلًا:لما انتِ بتعملى كدا أومال ماما هتعمل ايه دا انا شايل هم اللى هيحصل من دلوقتى
ابتسمت أبتسامه خفيفه للغايه ومن ثم أختفت وهى حزينه من أجله كثيرًا فسمعته يقول بأبتسامه ومرح:خلى بالك أن انا مُصاب فى اليمين
نظرت لهُ وأبتسمت رغمًا عنها بعدما فهمت مقصده فقالت:عارفه
أتسعت أبتسامته وأخذها بأحضانه مره أخرى وهو ينظر أمامه بشرود
فى قصر ليل مساءًا
كانوا جميعهم جالسون وينتظرون مجيئهم بفارغ الصبر فحتى الآن لم يعُد أحدٍ منهم ، كانت ميرنا جالسه وقلبها يتأكله الخوف والقلق على بدر ، لحظات وسمعوا صوت بالخارج يليها دلوف بدر لم تكن ميرنا تصدق ما تراه ، ركضت إليه سريعًا وأرتمت بأحضانه فأحتضنها هو أيضًا ، زفر بقوه وراحه وهو يشعر بها وهى تُشدد من أحتضانها لهُ فكانت سعيده بعودته سالمًا لم يمسه سوء ، سمعها تقول بصوتٍ مهزوز:حمدلله على سلامتك انا كنت هموت من الرعب عليك انتَ كان معاك حق لما كنت حاسس بقلق وكنت رافض تروح حقك عليا يا بدر
ربت على ظهرها بحنان وهو يقول:وانتِ ذنبك ايه
حركت رأسها نافيه وهى تقول بدموع:لا يا بدر انا كنت عوزاك تروح رغم قلقك من السفريه دى بس مكنتش أعرف أنه فخ معمولك
تحدث بدر وهو يربت على ظهرها قائلًا:كل حاجه بتحصلنا بتكون مكتوبالنا لو مكنتش رُحت كان هيحصل معايا حاجه بردوا لأنه مكتوبلنا … انتِ ملكيش ذنب يا حبيبتى متشيليش نفسك ذنب حاجه انتِ ملكيش علاقه بيها
أنهى حديثه وهو يطبع قُبله على رأسها ، نظرت هى لهُ ومسح هو دموعها ، ركضت إليه صغيرته التى حملها بدر وهو يطبع قُبله على خدها فأحتضنته هى بذراعيها الصغيرين وهى تضع رأسها على كتفه ، أقترب منه يامن وهو يقول:انتَ كويس يا بدر حصلك حاجه
أبتسم بدر وهو ينظر لهُ قائلًا:متخافش يا بابا انا كويس وزى الفل محصلش حاجه
أطمئن عليه الجميع وطمئنهم هو أيضًا ، دلف كمال وخلفه عبد الله ومعه نوران نظرت لهُ روز وصُدمت بينما عَلِم عبد الله ما سيحدث ولكن قبل أن تتحدث أقترب هو منها وهو يقول:والله العظيم ما انتِ قايله حاجه
نظرت هى لهُ بعينين دامعتين فقال هو:ايه يا ست الكل هى جديده عليكى
بكت روز فنظر لها بقله حيله فأقترب منها وأخذها بأحضانه وهو يضمها بذراعه الأيسر ويُربت على ظهرها بحنان وهو يقول:عشان خاطرى كفايه انا كل ما أتصاب تقعدى تعيطى لمده يومين .. انا زى الفل قدامك أهو
تحدثت هى وهى تبكى بأحضانه قائله:خايفه عليك يا عبد الله … خايفه تروح فى مره ومترجعش تانى … خايفه أخسرك فى أى لحظه معنديش أستعداد لحاجه زى دى … انا أم يا عبد الله وخايفه على أبنى غصب عنى
قبل رأسها وهو يُربت على ظهرها وهو يقول:متخافيش يا حبيبتى وعد منى هخلى بالى من نفسى عشان خاطر مشوفش دموعك دى تانى … دموعك غاليه عليا أوى يا ماما
حاولت أن تهدء فمدّ هو يده ومسح دموعها وهو يقول بأبتسامه:خلاص بقى يا روز يوه صدقينى هقعد أعيط جنبك والله
نظر عبد الله لهم وهو يقول:انا نفسى هفانى على العياط بس مش عارف حد يورينى أى حاجه حزينه عشان أقعد أعيط جنبها
ضحكت روز رغمًا عنها وهى تمسح دموعها فنظر هو لها وقال بأبتسامه ومرح:أيوه كدا أضحكى يا ست الكل ضحكتك بتفرحنى والله
مر الوقت وأصبحت الحاديه عشر مساءًا
كانت بيسان جالسه فى الليفنج تحاول مهاتفه ليل الذى مازال لا يُجب على هاتفه وهذا جعلها تخاف أكثر عليه وعلمت بأن بالتأكيد حدث معه شئ ، فى هذا التوقيت نزل عبد الله من الأعلى فرأها جالسه عقد حاجبيه بتعجب وهو ينظر لساعه الحائط التى تُشير إلى الحاديه عشر أقترب منها وهو يقول:بيسان
ألتفتت بيسان وهى تنظر لهُ بتوتر فأقترب هو منها وهو يقول:مالك قاعده لوحدك كدا ليه مش المفروض بتنامى دلوقتى
نهضت هى ووقفت أمامه وهى تنظر لهُ بأعين مُلتمعه فقال هو بتفاجئ:مالك يا بيسان مدمعه ليه حد عملك حاجه يا حبيبتى فارس دايقك تانى أو أتخانقتى معاه
تحدثت هى بدموع وصوتٍ مهزوز وهى تنظر لهُ قائله:عبد الله متعرفش حاجه عن بابا
عقد عبد الله حاجبيه بتعجب وهو ينظر لها قائلًا:لا هو مش هنا !
حركت رأسها نافيه وهى تقول بدموع:لا مش هنا من ساعه ما انتَ مشيت
تفاجئ عبد الله وهو يقول:أزاى انا سيبته ومشيت لما روحت عشان ألحق بدر
تحدثت هى بصوتٍ مائل للبكاء وهى تقول:ماما أتخانقت مع بابا وشدت معاه مرتين بس المره دى كانت أشد من الأول وبابا من وقتها مشى ومعرفش عنه حاجه وبكلمه مبيردش عليا انا خايفه عليه أوى ومعرفش عنه حاجه
تحدث عبد الله وهو ينظر لها قائلًا:شدت معاه بسبب موضوع بدر
حركت رأسها برفق وهى تنظر لهُ فأكمل قائلًا:وبعدين
تحدثت هى وهى تبكى قائله:مش عارفه … انا خايفه أوى على بابا يا عبد الله .. نفسى يرد عليا حتى يطمنى عليه انا من الصبح وانا هموت من الرعب عليه
أقترب منها وأخذها بأحضانه وهو يُربت على ظهرها بحنان ويقول:متخافيش بابا كويس ممكن يكون عنده شغل ومش عارف يرد عليكى بس متنسيش أنه ماسك الشركه جنب شغله بردوا
مسد على رأسها وهو يقول:أهدى مفيش حاجه
أنهى حديثه وهو يطبع قُبله على رأسها وشعر من حديثها بالقلق على والده
فى مكان آخر
كان ليل مازال مكانه لم يتحرك ، يقف أمام المقابر بسيارته يستند برأسه للخلف على المقعد ويُغمض عيناه ، لا يُريد العوده إلى القصر فلن يتحمل لوم أحد منهم هذه المره ، شعر بهاتفه وهو يهتز فتح عيناه ونظر لهُ ورأى أسم صغيرته يضئ شاشه الهاتف للمره الثلاثون لا يريد أن يتحدث مع أحد ، ولكن ما ذنب هذه المسكينه التى يتأكل الخوف قلبها على والدها ، حسم أمره وأخذ هاتفه وأجابها قائلًا:ايوه يا بيسان
تهللت أساريرها وهى تسمع صوته يُجيبها فتحدثت بلهفه وسعاده ودموعها تتساقط على خديها بغزاره وعلى ثغرها أبتسامه جميله وهى تقول:بابا الحمد لله أنك رديت عليا انتَ فين يا بابا رعبتنى عليك ومش عارفه أنام وهموت من الخوف عليك كلمتك كتير أوى بس مكنتش بترد عليا
طمئنها وهو يقول:متخافيش يا حبيبتى انا زى الفل
تحدثت هى بدموع قائله:بابا هو انتَ مش هترجع البيت ولا ايه
صمت ليل وهو لا يعلم ماذا يقول لها بينما هى تنتظر أجابته ولكنه لم يجيبها فقالت هى بتوتر:سكت ليه يا بابا … عشان خاطرى قولى أنك جاى دلوقتى
زفر ليل وهو يقول:لا يا بيسان مش هرجع
شعرت بالصدمه تجلمها وهى لا تصدق ما سمعته الآن من والدها وكأن أحدًا أسقط دلو ماء بارد عليها من صدمتها كأنها فقدت النُطق ، سقطت دموعها وهى تقول بصوتٍ مهزوز:ليه يا بابا
أخذ ليل نفسًا عميقًا وهو يقول:معلش يا حبيبتى سيبينى على راحتى انا حابب أبعد شويه عن البيت
تحدثت هى أخيرًا وهى تقول:ليه يا بابا البيت هيمشى أزاى من غيرك … وهاجى أصبح على مين كل يوم فى مكتبه … هشتكى لمين كل يوم انتَ عارف أنك جزء كبير أوى فى حياتى ويومى أزاى أفقد الجزء دا مره واحده كدا من غير حتى تمهيدات … انا عارفه أنك زعلان من ماما وعارفه اللى حصل عشان خاطرى أرجع وانا هخليها تصالحك بس متبعدش انا بستمد طاقتى منك يا بابا انتَ مصدر قوتى … انا مش عارفه أنام طول ما انتَ مش موجود فى البيت مش حاسه بالأمان طول ما انتَ بعيد عنى يا بابا … طب عشان خاطرى انا المره دى بس محدش فاضيلى هنا غيرك محدش هنا هيفضى نفسه عشان يسمعنى زيك … متعلقنيش بيك يا بابا بالشكل دا وبعد كدا تتخلى عنى
سقطت دموعه بغزاره وهو يستمع لها وقد ألمه قلبه بسبب حديثها ونبرتها ، يعلم كم هى تتألم الآن فهى أقرب أولاده والوحيد الذى يفهمها دون أن تتحدث فببُعاده عنها من سيعوضها عنه الآن ، حاول أن يجعل صوته طبيعيًا وهو يقول:معلش يا حبيبتى فتره صغيره وهرجع تانى … خلى بالك من نفسك
أغلق معها دون أن يستمع لردها وألقى هاتفه أمامه وهو يُمسك بمقود السياره ويستند برأسه وهو يبكى ، هذه المره بكى بقوه فلم يتحمل نبرتها ولا حديثها الذى كان مازال يتردد بأذنيه
بينما كانت هى قد دلفت لغرفتها وألقت بهاتفها وألقت نفسها على الفراش وهى تضع الوساده على وجهها وتبكى بقوه ، بكت بكل ما فيها من قوه وهى لا تصدق ما سمعته حتى الآن
مر الوقت حتى أصبحت الثانيه عشر والنصف
ومازال ليل مكانه لم يتحرك ، واقفًا أمام المقابر بسيارته ، ولكن أستيقظ فجأه من نومته ورفع رأسه بفزع وهو ينظر حوله حتى سقطت عيناه على يساره حيث رأى شيئًا لم يكن بحُسبانه

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 5)

اترك رد

error: Content is protected !!