روايات

رواية غرام العنقاء الفصل السادس عشر 16 بقلم داليا أحمد

رواية غرام العنقاء الفصل السادس عشر 16 بقلم داليا أحمد

رواية غرام العنقاء البارت السادس عشر

رواية غرام العنقاء الجزء السادس عشر

رواية غرام العنقاء الحلقة السادسة عشر

في إحدى الفلل الراقية في مدينة القاهرة تحديداً في ڤيلا منصور المهدي والد “نديم”
على مائدة الطعام
كان يتحدث منصور مع نديم بخصوص العمل
هتفت السيدة “منى” زوجة “منصور” بضيق:
– اظن في مكتب تتكلموا فيه بخصوص الشغل لكن دلوقتى احنا بنتعشا
همس نديم :
– لا انا شوية وقايم
-لا كمل اكلك الاول
اتت سارة شقيقته .. فهي تقيم معهم عندما يسافر زوجها .. فهو يعمل بفرع الشركة الخاصة بوالد نديم بـ “كندا” وعندما يعود من سفره تذهب معه إلى شقتهم
همست منى والدتها :
-ايه يا سارة اتأخرتي كده ليه
ردت سارة:

– كنت بكلم مازن جوزي
سألتها امها باهتمام:
– ماشي يا حبيبتي .. اومال اسر فين ؟
– رجع من النادي .. اكل و نام حتى ملحقش يكلم باباه
سألت سارة شقيقها :
– عامل ايه في شغلك يا نديم ؟
– الحمد لله كله تمام
اعترضت امها قائلة بضيق :
– حتى انتي كمان هتسأليه عن الشغل .. مش كفاية باباكي
– بطمن عليه
ليسأله منصور فجأة بغموض :
– وكاميليا عاملة ايه ؟
ترك نديم الشوكة من يده وهو يرد بدهشة:
– نعم !
نظر منصور لابنه قائلا بسخرية:
– كاميليا.. دي اللي انت بتخصم للموظفين عشانها وكنت هتتسبب في طرد ناس معانا من سنين عشان موظفة مكملتش كام شهر!
نديم بتصحيح:
– بابا الموضوع مش زي مانت فاهم
قاطعه والده بلا مبالاة :
– ومش عايز افهم ..

ثم أردف بشك يريد أن ينفيه ابنه :
– بس عايز اعرف اللي انا أكدته للناس اللي بلغتني بتصرفاتك … ان ده مجرد لعب عيال مش اكتر .. يمكن عشان هي مطلقة ف انت فاكر انها فرصة سهلة مش كده !
قاطعه نديم بحدة شديدة :
– بابا … كاميليا بنت محترمة جدا مش زي مانت فاكر
سألته السيدة منى باستغراب:
– مين كاميليا دي يا نديم!؟
ردت سارة بتذكر :
– مش دي اللي انا قابلتها في الشركة عندك !
زفر منصور بضيق معاتبا ابنته :
– حتى انتي كمان عارفة ومبلغتينيش!
ردت سارة بتبرير :
– والله يا بابا معرفش حاجة.. انا شوفتها مرة واحدة بس ومش فاهمة في ايه اصلا
رمق منصور ابنه بحدة قائلا بتأنيب:
– بدل مانت عمال تلعب وتقضيها .. شوف عروسة حلوة تخطبها .. ده أختك اللي اصغر منك بسنين اتجوزت وخلفت وانت لسه حتى مخطبتش !!
رد نديم بهدوء :
-مانا كنت هفاتح حضرتك في الموضوع ده … انا فعلا بفكر أخطب
– حلو قوي .. مين بقى ؟ اعرفها !
رد نديم :

– كاميليا الباشمهندسة اللي حضرتك شوفتها النهاردة
زفر والده بضيق وهو يقف قائلاً باستنكار:
– عايز تتجوز واحدة مطلقة ومعاها بنت ! وانت حتى متجوزتش قبل كده
وقف نديم قائلا باعتراض :
– ايه اللي فيها !! ايه الغلط في كده!
صرخ به والده غاضبا :
– وليه تربط نفسك بمسؤولية زي كده.. وكمان مطلقة.. تعرف ايه اصلا عنها ! تعرف اتطلقت ليه .. ما يمكن هي اللي خربت على نفسها زي امك ما عملت
قاطعه نديم بغيظ :
– لو سمحت متجيبش سيرة امي كل شوية..
ابتسم والده بسخرية :
– مش دي الحقيقة ! ولا هي الحقيقة بتوجع
امك اللي دمرتلي حياتي .. وبوظتلي كل حاجة.. مبكرهش في حياتي قدها
ردت سارة شقيقته قائلة مدافعة:
– مش كل الستات اللي بتتطلق بتكون ظالمة.. في ستات كتير اوي مظلومة..

قاطعها والدها بعنف :
– ومفيش راجل بيخرب حياته.. في رجالة كتير مظلومة..
اعترض نديم بحدة :
– انت بتحكم على كل تجارب الناس من خلال تجربة انت عيشتها !
تدخلت منى “زوجة والده” قائلة بهدوء قبل أن يصرخ زوجها بأي شيء يغضب نديم :
– أهدى بس يا منصور.. بالراحة كده فهمه ..
ثم أردفت لنديم برقة:
– نديم يا حبيبي.. العيال مسؤولية كبيرة .. عارف لو هي مطلقة ومش معايا عيل هنقول ماشي .. لكن دي معاها بنت وانت مش مجبر تربي عيال حد غيرك .. ما تتجوز واحدة بطولها كده من غير عيال ليه تظلم نفسك في جوازة زي دي !
صاح نديم بصوت مرتفع:
– وانا مين كان رباني!!! مش انتي … انتي اللي ربيتيني
ردت بتبرير:
– بس برضو انت مقولتيليش يا ماما على طول .. قعدت سنين على ما عرفت تحبني وتستوعب بُعد امك عنك.. وحتى لما خلفت سارة كنت دايما حاسس بفرق بينك وبينها وفيه حساسية شوية
هتف والده بمكر :
– ما يمكن ترمي بنتها زي ما أمك رمتك وانت صغير.. ده حتى أمك رمتك بثمن قليل اوي… للدرجة دي مكنتش غالي عليها !
قاطعته سارة بضيق فوالدها يذكر شقيقها بألمه :
– كفاية يا بابا … ممكن كفاية الكلام ده مالوش لازمة
تجاهلها والدها قائلا بقسوة:
– لا … واضح أنه نسي أمه عملت فيه ايه زمان !!! لازم افكره
البنت دي تنساها
ثم أردف بغموض:
-وبالنسبة انك عايز تخطب .. ف انا قدامي عروسة كويسة وبنت ناس وجميلة وباباها كان شغال معانا زمان في الشركة..
– مين دي ؟

رد بفخر:
– هند
زمجر نديم بعبوس:
– هند!! انا مش هتجوز هند دي… انا يوم ما اتجوز هتجوز واحدة اعرف احبها وتحبني.. عاوز اعيش مع واحدة افهمها وتفهمني … اخلف منها اطفال يكبروا يشوفوا اهلهم بيحبوا بعض وميطلعش عندهم خوف من اي حاجة.. عاوز اطلع ولادي سويين نفسيا .. مش عاوز اتجوز واحدة أطلقها بعد فترة … واجيب عيال اظلمهم معايا واكرر التجربة بتاعتك معايا انا
شهق والده :
– نديم !
قاطعه نديم بثقة :
– انا مش عاوز اعيش زيك كده … ومش هعيش كده… وهتجوز اللي هختارها مهما حصل …. عن اذنك
__________
‏أثناء سعيك وانتظارك لأمر تتمنى حدوثه في حياتك، لا تنسى أن تعيش اللحظة الحالية، وتّقدر النعم المحيطة بك الآن، وتذكر أن بعضها كان سابقاً مجرد أُمنيات تتمناها، انتبه أن تعيش في المستقبل الذي يحتمل حدوثه من عدمه وتتجاوز لحظتك الحالية والحقيقية. عِش كل لحظة بكل ما أوتيت من حب.
جلست كاميليا في شقة اختها فاتن .. تتحدث معها لتأخذ رأيها هي وزوجها بما حدث معها
فهمست فجأة بشرود :
– متقدملي مديري في الشركة.. نديم المهدي
ارتفع حاجب احمد بذهول:
– نديم المهدي مرة واحدة !!؟ مش بقولك يا تونا اختك حظها في العرسان ولا اللي لسه متجوزتش
ضحكت كاميليا لتهمس ببساطة:
– مبهزرش يا احمد.. وبعدين هو لسه اصلا مفاتحش اهله .. يدوب عرض عليا الجواز
سألتها فاتن بفضول:
– وانتي قولتيله ايه !! اوعي تكوني رفضتي مانا عارفاكي..

– رفضت في الاول بس هو عرض عليا انه لو اقنع اهله و قدر يثبتلي انه عايزني فعلا هوافق
شهقت فاتن بدهشة:
– رفضتيه في الاول ليه يا غبية!
همست كاميليا بقلق :
– انا اصلا خايفة.. خايفة نديم يبقى زي سامح.. ويعمل فيا زيه .. خايفة من الجوازة التانية
قاطعتها فاتن بنبرة ساخطة:
– سامح ده أساسا محسوب على الرجالة بالغلط متقارنيش دول ببعض بس !
رد احمد بواقعية :
-للأسف من اللي بنشوفه الايام دي بقينا بنتوقع السيناريو الاسوأ لكل حاجة و مبدأ حرص بس ولا تخون كمان مبقاش نافع
– ايه التشاؤم ده !
همست كاميليا بتبرير:
– مش تشاؤم ولا حاجة..الموضوع فعلاً بقى غصب عن الواحد يمكن من اللي عيشته من ناس كانوا قريبين مني ومن تجارب حوالينا ومعانا مرينا بيها خليتنا بقينا كده ..دا حتى لو حصلت حاجة كويسة بقينا نخاف نفرح بيها ونقول اكيد في حاجة وراها اكيد لسه هتبان مع الوقت ..
ردت فاتن باعتراض:
– بس دا احساس مرهق جداً.. سيبي كل حاجة على ربنا … و مش هقولك تدي للامان تاني .. لكن على الأقل ادي نفسك فرصة تفتحي قلبك .. تعيشي حياتك.. حتى لو هتحرصي في الاول لحد ما تطمني .. منه لله سامج الواطي.. والله مش بقول عليه غير سامج
شهقت كامليا بوجع :

-عشان كده من قلبي حرفياً مش مسامحاه ولا مسامحة اهله أنهم وصلوني لكده خلوني مش شايفة غير الوحش.. خلوني فقدت الثقة في اغلب الناس وفي اللي حواليا.. خلوني عايشة مش مطمنة و خايفة طول الوقت من اللي جاي..
ابتسم احمد بهدوء :
– كاميليا انتي عارفة اني بفكر معاكي دايما بواقعية … كون أن راجل زي نديم المهدي فكر يتجوزك وهو متجوزش قبل كده يبقى هو عايزك فعلا … وهيقدرك.. ولو قدر يثبت لأهله كده ويقنعهم يبقى هو يستاهلك.. مش عشان حاجة بس عشان انتي معاكي بنت .. و دي طبعا مسؤولية عليه .. بس طالما هو قابل بكده يبقى هو الراجل اللي يستاهلك
اومأت فاتن بإيجاب:
-عشان كده ادي نفسك فرصة يا كاميليا .. يمكن فعلا هو اللي يعوضك عن كل اللي مريتي بيه
اومأت كاميليا بتردد:
– لو قدر فعلا يقنع اهله ماشي .. مقدرش خلاص يبقى نصيب.. انا هسيب الدنيا ماشية كده .. واللي من نصيبي هاخده من غير أي مجهود
ابتسم احمد قائلا :
-والله يا بنتي ربنا هيعوضك عشان انتي اتظلمتي ده ربنا كله عوض
اومأت فاتن بثقة:
-عوض ربنا جميل اوي لدرجه متتخيلهاش اصبري وهتشوفي … وحتى لو نديم موضوعه مكملش هيجيلك واحد ينسيكي كل اللي فات
__________
خرج نديم طوال اليوم … وعندما رجع كان وقت موعد نوم والده
والده دائما يعاتبه على ذنب ليس له يد به
فالابناء فقط هم من يدفعون ثمن الانفصال بين الوالدين
هما الضحايا..
وبعد ان وصل لغرفته وجد اخته سارة تطرق الباب وقالت :
-ممكن ادخل

نديم بأبتسامة :
-عاملة ايه يا حبيبتي
-تمام الحمدلله.. قلقت عليك يا حبيبي كنت فين طول اليوم وحتى مكنتش بترد عليا
جلس نديم على سريره:
– معلش يا حبيبتي .. كنت محتاج ابقى لوحدي شوية
ذهبت سارة لتجلس بجانبه قائلة:
– مالك بس يا حبيبي… انسى يا نديم… مش كل ما بابا يفكرك بمامتك تضايق وتسيب البيت..
زفر نديم :
– انسى ازاي وهو بيعاقبني على اللي هي عملته فيه بسببها .. انا ذنبي ايه ! ده كان اختياره هو … هو اللي اتجوز مش انا.. ليه مصمم يبوظلي حياتي زي ما حياته باظت
– معلش يا حبيبي هو بس لما بيفتكرها بيزعل
نديم بصرامة:
– عشان هو معيش نفسه في الماضي … وجعه منها لحد دلوقتي مش قادر ينساه .. حتى لما اتجوز وخلف .. معرفش يتخطى كل ده..
-طب هتعمل ايه مع البنت اللي عايز تخطبها ! انا سمعته بيكلم هند دي وشكله كده ناوي يخطبهالك
رد نديم بحدة:
– انا قولتله مش هخطبها .. ومش هخطب اي حد بالطريقة دي .. اما بالنسبة ل كاميليا فـ انا لسه مش عارف هعمل ايه معاها

سألته سارة :
– هو انت حبيتها يا نديم !
نديم بشرود :
– مش عارف يا سارة .. هي عجباني .. بقالها فترة بتعمل تصرفات بتجنني.. بخاف عليها اوي .. لما بتتحط في مشاكل بقيت مبعملش حاجة غير اني عايز احميها… حاسس انها زي ما تكون بتحمي نفسها بقوتها وشجاعتها لكن من جوه بحسها رقيقة .. هشة
– بص هو انا مقدرش احكم على حد عشان تجربتها السابقة .. بس هو الجواز ده نصيب وهي معملتش حاجة غلط ولا حرام .. يمكن المجتمع والناس بيعاقبوها ويحسسوها انها اقل من اللي متجوزتش
زفر نديم بضيق:
– دول الناس اللي دماغهم صغيرة بس.. إنما الراجل لما يكون عايز يتجوز واحدة .. ولا يفرق معاه مطلقة ولا أرملة ولا آنسة … انا ميفرقش معايا غير الشخصية اللي قدامي.. كاميليا لفتت نظري حتى من غير ما اعرف هي حالتها الإجتماعية ايه.
سألته بفضول:
– طيب وبنتها ؟ مخوفتش لما عرفت أن عندها بنت نظرتك متغيرتش
ابتسم نديم بشرود:
– هتصدقي لو قولتلك أن بسبب بنتها اتشديت لها اكتر..
– طب وهي ؟ مشاعرها ايه
نديم بحزن :
– هي زي ما تكون خايفة.. خايفة من تجربتها السابقة …خايفة تدي نفسها فرصة … بيتقدملها كذا حد بس هي طول الوقت بتخاف تقرب من اي راجل..

سارة بتفكير :
– يبقى هي محتاجة تتطمن … والست لو اتطمنت لراجل يبقى هتحبه
ثم اردفت سارة برجاء:
– يارب تكون كويسة يا حبيبي فعلا … وتعوضك عن كل اللي مريت بيه .. وانت كمان تعوضها
– يارب يا حبيبتي
ابتسمت سارة :
-تصبح على خير.. هروح انام .. كنت مستنية اطمن عليك الاول
-وانتي من اهل الخير
________
في اليوم التالي..
بالشركة
راقبتها هند جيدا في هذا اليوم.. تريد أن تصطاد لها أي غلطة كما وصاها والد نديم
فوجدتها تقف مع وحيد امام مكتبه وهي تتناقش معه في أمور العمل .. وقفت هند بالقرب من امام مكتب وحيد قائلة بصوت عال وهي ترمق كاميليا بنظرات استحقار:
– مانتي بتعرفي تضحكي وتهزري اهو يا مدام مع زمايلك التانيين
التفت بعض الناس حولهم لصوت هند العال .. ليرد وحيد بصوت خافت:
– انتي بتقولي ايه يا هند !
تجاهلتها كاميليا لتردف هند بخبث:
– ولا عشان بقى الاستاذ وحيد متجوز ومخلف.. عاجبك كده
زفرت كاميليا وهي ترد بحدة :
– احترمي نفسك … مستر وحيد محترم ومفيش حاجة من اللي في تفكيرك القذر ده
صاحت هند بمكر وهي ترفع خصلات شعرها البنية الطويلة خلف أذنها :

– اصل بصراحة ده ظلم .. لما المدير بتاعنا يعاقب زميلي في المكتب محمود … عشان بس قالك كلمتين يرحب بيكي لما كنتي غايبة .. لكن بقى يا حرام يسيبك تضحكي و تتسهوكي مع مستر وحيد عادي كده !
صاحت كاميليا بغضب:
– انتي شوفيتيني بعمل كده امتى يا كدابة !! انا واقفة باحترامي ومجرد اني ابتسمت .. وحتى لو ضحكت ميخصكيش اصلا !
همس وحيد بضيق :
– عيب اوي اللي بتقوليه ده يا هند .. الباشمهندسة كاميليا محترمة جدا ومفيش اي حاجة من اللي بتقوليها دي
تدخل نديم في تلك اللحظة عندما أخبرته سكرتيرته بما يحدث ليفض الاشتباك .. قائلا بتحذير وهو يرمق هند بوعيد :
– هند انا مش منبه عليكي قبل كده ملكيش دعوة بأي موظف هنا بحياته !
صمتت هند ليصرخ بها نديم :
– ردي
ردت هند بتبرير :
-حضرتك قولت ماليش دعوة بحياة اي موظف الشخصية.. لكن حياتهم العامة قدامنا وتصرفاتهم قدامنا دي من حقي اعترض عليها
رفع نديم حاجبه باستنكار:
– موظفة بتتكلم مع زميلها في حاجات تخص الشغل عامة … ايه الموقف اللي خلاكي تزعقي وتلمي كل اللي في الشركة على صوتك !
ثم أردف بصوت خافت:
-بطلي الغيرة اللي انتي فيها دي شوية وركزي في شغلك زي ما بتركزي في حياة الناس
لينظر حوله وهو يرمق الجميع من حولهم قائلا بصوت عال :
– وانتوا على مكاتبكم وشغلكم … وعلى الله الموقف ده يتكرر تاني وحد يعمل مشاكل مالهاش لازمة

التفت نديم بعد انسحاب الموظفين ولم يتبقى سوا هند وكاميليا ووحيد .. ليقول لوحيد بحدة:
– وحيد .. الأستاذة هند…
قاطعته هند بثقة:
– قبل ما حضرتك تخليه تقوله ياخد تصرف تجاههي .. احب أنبه حضرتك أن التصرف مش هيعجب مستر منصور باباك
ابتسم نديم بسخرية :
– بقى هي الحكاية كده بقى !
هند ببراءة مصطنعة:
– حكاية ايه ؟
– انتي متفقة معاه مش كده؟!
ردت بتوتر:
– لا بس
وقف نديم أمامها بالقرب منها قائلا بنبرة صارمة :
– لو الموقف ده اتكرر وحاولتي تشوهي اخلاق كاميليا بحاجة تاني زي كده .. قسما بالله انا لا هيهمني منصور بيه ولا اتفاقاته معاكي ومش هقول هرفدك عشان انتي معانا من سنين .. بس طالما كده ينقلك بقى في شركته وهو بقى يعديلك اخطاءك
شهقت هند برعب :
– تنقلني!! للدرجة دي
أومأ نديم بتحذير مخيف:
– لمي الدور كده وخافي على نفسك.. وانا اقدر اعمل كده كويس اوي واكتر .. ده اقل حاجة
صمتت هند بخوف .. ليهمس بعدها نديم بغموض:
– هند..
-نعم
همس نديم بتشفي:
– حضرتك هتتنقلي مع محمود زميلك طالما زعلك اوي كده انك اتفرقتي عنه
ردت بغيظ:
– وكاميليا ؟؟
ابتسم نديم :
– كاميليا هتشتغل لوحدها .. انا واثق فيها خلاص وهتعرف تدير شغلها لوحدها.. لحد ما اجيب حد معاها
ثم أردف بنبرة ساخطة:
– وبعدين مانتي كنتي عايزة محمود يرجع معاكي … اهو انا بقى هرجعك معاه عشان تبقوا مع بعض سوا

زفرت هند بغيظ وضيق وهي تنسحب من أمامه.. ودلف وحيد إلى مكتبه
بينما اقترب نديم من كاميليا قائلا بالقرب من أذنها بنبرة خشنة:
– خفي اعلان سيجنل اللي ببلاش ده
ابتسمت كاميليا بغيظ :
– يعني اشتغل وانا مكشرة !
قطب نديم حاجبيه:
– اضحكي قدامي انا بس ..
ثم أردف بابتسامة لطيفة:
-انا بس اللي اشوف ضحكتك الحلوة
شعرت كاميليا بالخجل فردت بتلعثم :
– مستر نديم ..! اآ .. انا لازم اروح اشوف شغلي وبعدين متنساش اتفاقنا .. لما تقدر تقنعهم وتحسسني انك شاريني بجد يبقى وقتها هطمنلك و هَدي لـ نفسي فرصة معاك
ابتسم نديم بثقة :
– ماشي .. وانا هعمل اي حاجة عشان نكون مع بعض
______
في اليوم التالي
بالمكتب الجديد الذي تعمل به هند.. كانت تجلس مع منصور وحدهم فهو خرج زمائلها من المكتب ليتركوهم يتحدثوا وحدهم كما أمرهم منصور
زفر منصور بضيق:
– بقى ده اللي حصل !
ردت هند بغيظ :
– أيوة يا منصور بيه .. وللأسف معرفتش أطفشها من الشركة.. ده بالعكس مستر نديم قلب الترابيزة كلها عليا وهددني ينقلني عند حضرتك في الشركة
منصور بوعيد :
– ماشي يا هند انا هتصرف.. بس معاها هي بقى.. هي في مكتبها مش كده ؟
ابتسمت هند بشر :
– اه يا فندم
________
دلف منصور إلى مكتب كاميليا .. فشعرت بالتوتر لتهمس بابتسامة :
– اهلا منصور بيه..نورت مكتبي

منصور بابتسامة جانبية وهو يجلس أمامها:
– طبعا مستغربة زيارتي لمكتبك .. خصوصا بعد ما بقى مكتبك لوحدك !
شعرت كاميليا بالحرج :
– ده مؤقتاً بس لحد ما يشتغل معايا موظفين تانيين
تجاهل حديثها مغيرا للموضوع:
– مش موضوعنا .. انا هدخل في الموضوع التاني على طول
أرتبكت كاميليا:
– اتفضل
همس منصور بخبث :
– نديم قالك اني رافض جوازكم من بعض؟
انتصبت كاميليا بجلستها:
-نعم ؟ حضرتك رافض جوازه مني ؟؟؟
– مش عشان مشكلة فيكي ولا حاجة .. لا خالص
سألته كاميليا ببراءة:
– اومال المشكلة في ايه ؟؟
منصور بابتسامة منهكة:
– المشكلة في ابني … انتي مسألتيش نفسك ايه يخلي واحد زي نديم ابني عايز يتجوزك ؟
ايه اللي مختلف فيكي عن غيرك ؟
مش هقول عشان انتي حلوة.. لا البنات كلها حلوة .. ولا عشان انتي شخصيتك بالنسبة له مبهرة أو شغلك ناجح .. كل ده نديم شافه اكيد قدامه بنات كتير
– حضرتك تقصد ايه ؟
ضاقت عينا منصور بتقطيبة قوية:
– نديم قرر يتجوزك .. عشان لقي فيكي اللي هو متعملوش زمان !

– مش فاهمة
زفر منصور بضيق:
-عشان امه رمته وهو صغير واتخلت عنه ومختارتهوش .. وسابتهولي وراحت اتجوزت .. لما لقاكي بتحبي بنتك ومتمسكة بيها ومرميتيهاش عشان تتجوزي اي راجل وخلاص..فرح بكده ..وحب يتجوزك.. عشان يعوض النقص اللي عنده من وهو صغير .. حب يعمل كده ويقرب منك لمجرد أنه عايز يعوض بنتك اللي هو اتحرم منه.. لكن بقى عشان بيحبك ولا معجب بيكي وحتى لو قالك كده ده مش حقيقي واوعي تصدقيه
اتسعت عيناها بدهشة غير مصدقة ما تسمعه عن نديم :
-نديم !! مامته سابته زمان…عشان كده عملي اختبار قبل ما يعرف عليا الجواز وقالي هشوفك هتتخلي عن بنتك ولا لا
– بالظبط … مسألتيش نفسك ايه يخلي راجل زيه متجوزش قبل كده متمسك ببنتك اوي كده .. ماهو مش معقول هو مثالي للدرجة .. مفيش راجل اصلا في الدنيا دي مثالي كده
رفعت رأسها بعينين محتنقتين وهي تستوعب كل ما قاله .. فزفرت هادرة:
– هو قالي انه بيحبها
أومأ منصور بضيق:
– هو حب يديها اللي هو اتحرم منه .. فاكر أنه كده بيعوض الماضي .. فاكر أنه يقدر يغير اللي معرفش يطوله زمان.. لكن اول ما تتجوزوا.. كل ده هيختفي.. نديم مش هيقدر يتحمل يشيل مسؤولية .. ولا هيقدر يحب بنت مش بنته.. زي ما نديم معرفش يحب مراتي زي أمه ولا هي قدرت تعوض مكانة أمه.. هو اه بيحبها وهي بتحبه لكن لا هو قدر ينسى أمه ولا هي هتحبه اكتر من سارة بنتها..
– ومعتقدش يعني أنك هتحبي تكوني مطلقة للمرة التانية .. المرة التانية اصعب بكتير من الاولى.. الجوازة التانية لما تفكري فيها فكري فيها صح وبعقلك اكتر
اغرورقت عينا كاميليا بدموع لم تنساب أبداً :
– ليه … ليه هو يلعب بمشاعري ويحسسني انه هيعوض بنتي عن ابوها وهيحبها !
صاح باندفاع:
– لازم يقول كده .. وبعدين انتي جربتي تتجوزي وعارفة اكيد أن الرجالة بتتغير بعد الجواز.. اكيد طليقك مكنش زي كده قبل الجواز..
أردف منصور بواقعية:
– الراجل بيتعرف على حقيقته لما بتتجوزيه.. وانتي وحظك بقى
اخترقت تنهيدة عميقة صدرها وهي تعاتب نديم وكأنه أمامها:
– هو ازاي كده !!
– اللي انا جايلك عشانه… اني انصحك متقعيش في الموقف ده .. وتفكري كويس اوي .. معتقدش بالسرعة دي نديم قدر يحبك..
– هو مقالهاش اصلا
أجفل منصور بقوة:
– نديم مش بيحبك ولا هيحبك عشان نديم محبش في حياته حد غير أمه رغم كل اللي عملته فيه.. هو شايف فيكي اللي أمه معرفتش تعملهوله زمان.. عشان كده هو منبهر بيكي.. راجعي تصرفاته معاكي وانتي تتأكدي.. انا معنديش اي مشكلة تتجوزوا بس حرام يظلمك معاه وتتحطي في مكانة سد خانة لحد مش موجود..
ثم أردف بهدوء:

– انتي جميلة و صغيرة وناجحة .. شوفي انتي دلوقتي في مكانة كويسة جدا .. تخيلي كده بعد كل ده تخسري حياتك وشغلك بسبب راجل ! انا عارف انك ذكية .. لما سألت عنك .. بس معتقدش انك هتتبسطي لما تخسري شغلك..
رفعت عيناها له قائلة بعدم فهم:
– حضرتك تقصد ايه ؟
رد منصور بقسوة:
– سيبي نديم .. لانه دلوقتي بيعاند ومش هيرضى يسيبك من نفسه.. هو مجرد بيعطف على بنتك لأن باباها مش معاها…
ثم أردف بغموض :
– انا شايف لو انتي حابة تكملي في شغلك وتترقي لمكانة أعلى.. تشوفي مستقبلك احسن.. لأن مش هقبل أن ابني يدمر حياته وهو مش حاسس بنفسه.. وكمان حرام يدمر حياة واحدة مالهاش ذنب ويكسر قلب طفلة ويعلقها بيه وبعدين يسيبكم..
صمتت كاميليا وهي تشعر بالغيظ والكره لنديم .. ليردف منصور بابتسامة وهو ينهض من مقعده :
– بالمناسبة .. في حفلة هتتعمل كمان يومين هيكون فيها اكفئ مهندسين في الشركة.. ياريت تشرفينا فيها طبعا .. و ده اهم حاجة انك تبصي لشغلك ومستقبلك عشان دول اللي باقيين لك اصلا
____________
“قضيت عمرًا كاملًا في المحاولات، أحاول أن أنجو أخبر نفسي كل صباح أن هناك أشياء جميلة تنتظرني، هناك لحظات سعيدة قادمة، ولكن في النهاية أفشل كعادتي، لا يوجد شئ هنا يستحق كل تلك المحاولات، كل لحظة هي حرب لا أستطيع الفوز بها، كل لحظة هي معاناة جديدة عليّ أن أمر بها، ولقد سئمت كل تلك الحروب، أريد أن أستريح”.
بعد خروج والد نديم من مكتبها..دمعت عيناها من ما سمعته .. منذ وقت قليل فقط كانت ستضعه في مكانة سندها و رجلها..
حلمت انه سيقنع اهله واهلها به … وسيكون هو عوضها بالدنيا عن ما مرت به .. والآن أحلامها تحطمت مرة أخرى
بعد أن صدقته و رأت فيه امان وحماية تحميها من قسوة العالم الخارجي بعد انفصالها
لتجده فجأة أمامها يحدثها بينما هي في عالم اخر شاردة .. فـ مد يده يمسك بيديها ليلفت انتباهها، فجذبتها بعنف كمن مسته الكهرباء:
-متلمسنيش، متفكرش أنك حتى تقرب مني
اتسعت عيناه بصدمة فهو منذ بضعة ساعات كانت تتحدث معه بطريقة لطيفة :
– مالك يا كاميليا في ايه ؟
وقفت ترمقه بنظرات عتاب و كره عاجزة عن النطق بما يجيش به صدرها لتهمس بقوة:
– في أن انت طلعت زيك زيهم فعلا … يمكن أحقر منهم
نديم بإستغراب:
– ده انا ؟؟؟ عملت ايه بقى
ابتسمت من وسط دموعها قائلة بقسوة :
– طلبت تتجوزني عشان تعوض النقص اللي عندك ! عشان امك رمتك وانت صغير وسابتك واتجوزت…
اتسعت عيناه بصدمة :

– كاميليا…. انتي جبتي الكلام ده منين !!!!
– من باباك .. هو قالي كل حاجة خلاص.. وانت بقى قولت بس اخيرا لقيت اللي تعوضك عن اللي اتحرمت منه زماااان
صمت نديم وعيناه قد أظلمت .. لتواجهه كاميليا قائلة:
– سكت يعني؟؟ مش هي دي الحقيقة !
ثم اردفت بنبرة ساخرة :
– ولا هتقولي بقى ده انا طلبت منك الجواز عشان حبيتك و كلام بتاع الافلام ده .. لكن انت ولا حبيت ولا تعرف تحب اصلا
أجلى صوته قائلا بوضوح:
-أنا مش هكذب عليكي، هو كدة فعلًا.. انا محبتكيش

ايه رأيكم في كلام منصور لكاميليا؟
كلام منصور واقعي فعلاً
تفتكره كاميليا هتواجه نديم ازاي وهتتعامل معاه ازاي ؟

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية غرام العنقاء)

اترك رد

error: Content is protected !!