روايات

رواية شخص آخر الفصل العاشر 10 بقلم هدير محمد

رواية شخص آخر الفصل العاشر 10 بقلم هدير محمد

رواية شخص آخر البارت العاشر

رواية شخص آخر الجزء العاشر

شخص آخر
شخص آخر

رواية شخص آخر الحلقة العاشرة

‘ يحيى أرجوك افهم… انا و انت المشكلة… ابعد عني زي ما بعدت…
” مقدرش ابعد… انتي قدرتي تعمليها بس انا مقدرش… انا لما شوفتك دلوقتي حسيت روحي رجعلتي من تاني… أنا محتاجك جمبي…
‘ و ده مش هيحصل… اتفضل من غير مطرود…
غضب يحيى و اقترب منها… ظلت ترجع للوراء حتى اصطدمت بالحائط و حاوطها بجسده حتى لا تهرب… صرخت فيه قائلة
‘ ابعد عني يا يحيى !!
” مش هبعد !!
قالها ثم اخذ شفتاها في قُبلة… تفاجئت رهف و ظلت تضر*به على صدره حتى يبتعد… رغم أنه تأ*لم لانها ضر*بته مكان الرصاصة لكن تَحمّل و لم يبتعد عنها… بل اقترب أكثر و ضمها إليه… ظل يُقبلها بشغف و رغبة ليشعرها بحُبه و حنانه… مع الوقت توقفت عن المقاومة و استسلمت لقُبلته التي عزلتها عن العالم و اندمجت معه و هنا تأكد انها تبادله نفس الشعور… استمر يُقبلها لدقائق… ابتعد لتأخذ أنفاسها… اسند جبهته على جبهتها و نظر لعيناها و صدره يعلو و يهبط و تأ*لم لكن الأمر استحق هذا الأ*لم… رهف لا تصدق أنه قَبلها لأول مرة… غضبت من نفسها لانها استسلمت لاحبها له… كانت ستتكلم لكنه وضع يده على شفتاها الحمراء و قال
” تتجوزيني يا رهف ؟
اتسعت عيناها مما قاله… نزع يده من شفتاها ليسمع ردها
‘ انت بتقول ايه !
” اللي سمعتيه… تتجوزيني ؟
صمتت و ظلت تنظر إليه ولا تصدق ما قاله الآن…
” رهف انا بتكلم بجد… انا عايزك…
‘ لا… مينفعش…
” هو ايه اللي مينفعش ؟ انتي هتجننيني !!
‘ انا مقدرش اتجوزك…
” ليه ؟ اديني سبب مقنع ؟!
‘ عشان انا مش بحبك…
” والله ؟ طالما مش بتحبيني لابسة قميصي ليه ؟ ليه تحتفظي بحاجة تبعي و انتي مش بتحبيني ؟ عبيط انا عشان اصدق كلامك ده و افعالك بتوضح العكس ؟!
اللعـ,ـنة… كيف لاحظ انها ترتدي قميصه ؟ شعرت رهف بالحر*ج الشديد و اقفلت زِرار معطفها حتى تخبئ القميص…
” رهف مش غلط انك تعترفي بحُبك ليا… انا اعترفلك بمشاعري اهو… ليه انتي لحد الآن خايفة و مُصرة تبعدي ؟
‘ يحيى أرجوك افهم… علاقتنا مش هتنجح… انا لو مشيت وراك في اللي بتقوله ده مش هناخد غير كَسـ,ـرة القلب انا و أنت… فأنا بحاول اتلاشى كل ده… لكن انت برضو مصمم تجر*ح نفسك و تجر*حني…
” اجر*حك و اجر*حني ؟! ايه الكلام اللي بتقوليه ده ؟ انتي شايفة إن حُبي ليكي هيأ*ذيكي ؟
‘ اه هيأ*ذيني… يحيى انا مش عايزة قلبي يتكسـ,ـر عشان كده بعدت… علاقتنا دي هتأ*ذينا احنا الاتنين… مفيش حاجة اسمها رهف و يحيى… ف متحاولش معايا لاني مش هغير رأيي !!
” رهف انتي فيكي حاجة… بُعدك عني من يوم المستشفى وراه سِر و من حقي اعرفه… من حقي اعرف ليه انتي رفضاني بالشكل ده ؟ في اليوم ده كان بابا و خالد موجودين بس… في حد قالك حاجة خلاتك تبعدي عني ؟ خالد مستحيل يقول حاجة تضايقك… يبقى بابا صح ؟
‘ انا قولت كل اللي عندي و مش هتكلم تاني لاني بجد تعبت !!
كانت ستذهب لكنه امسك ذراعها و شدها إليه
” كلامنا لسه مخلصش… مش هتمشي غير لما اعرف كل حاجة… اتكلمتي مع بابا ؟ قالك ايه ؟
‘ مقالش حاجة يا يحيى… لو سمحت ابعد عني…
” مش هبعد يا رهف غير لما اعرف ايه حصل و انا فاقد وعيي في المستشفى… لانك من اليوم ده بتتهربي مني بكل الطرق…
‘ مفيش حاجة يا يحيى… كل الحوار اني مش عايزة العلاقة دي… ف ابعد عني زي ما انا بعدت و انساني !!
” انساكي ؟!
قالها بنبرة حزينة ثم ضمها إليه و عانقها… حاولت رهف إبعاده لكنه لم يسمح لها بالابتعاد عنه… دفن رأسه في عنقها و اشتم رائحتها بإدمان
” انساكي ازاي يا رهف ؟ مستحيل انساكي… طول الايام اللي فاتت و انت في محور تفكيري و صورتك مش بتخرج من عقلي… انتي قا*سية اوي على فكرة… عايزة تحرميني منك بكل الطرق… مش مدياني فرصة اثبتلك اني بحبك بجد و مستعد اعمل عشانك كتير… انتي عارفة اني محتاجك اوي… انتي الوحيدة اللي فتحتي قلبي من تاني و اتحسنت بسببك… عايزة تسبيني ليه ؟ بقولك من بدري لو عملت حاجة ضايقتك… قولي عشان معملهاش تاني… لكن انتي برضو ساكتة و مش معاكي غير كلمتين بس و بتكرريهم دايما… عيزاني افهم ان بُعدنا عن بعض صح… طب انا افهمك ازاي ان بُعدك عني هيد*مرني ؟!
بكَت بشِدة و قلبها يحتر*ق كثيرا
‘ أرجوك ابعد عني يا يحيى !
” مش هقدر ابعد… صدقيني مش هقدر… انتي مش راضية تدي علاقتنا أي فرصة… يمكن خايفة من اللي شوفتيه مني… بس انا والله اتغيرت… و الدليل على كده اني حبيتك و بطلت مُكابرة مع نفسي و اعترفلك بكل اللي حاسه ناحيتك… اديني فرصة اخليكي تعرفيني اكتر… مش طالب منك كتير… عايز فرصة بس !
اخرجها من حضنه… وجدها تبكي… مسح دموعها بيده و قال
” متعيطيش… أنا مش عايز اكون سبب نزول دموعك دي… بالعكس… انا عايز افرحك… بس مش عارف ازاي اعمل كده و انتي رافضة إني اكون في حياتك ؟!… مترفضيش قبل ما تشوفي بعينك ان كلامي ده مش مجرد كلام… اهدي و فكري
ابعدت عيناها عنه و هزت رأسها بمعنى لا… لم يصدق يحيى انها رفضته مجددا… غضب كثيرا و جمع قضبته بغضب… ضر*ب الكرسي بقدمه بقوة لدرجه أنه كُسـ,ـر… اقترب منها و حاوطها بجسده و قال و هو يضغط على أسنانه بغضب
” انتي ايه يا رهف ؟! انتي ايه لاني مبقتش فاهمك !! بعد كل اللي قولته ده برضو مُصممة تبعدي ؟! طب انا فيا حاجة غلط انا مش شايفها ؟ ولا انتي بتقولي لنفسك طالما ريم خا*نته يبقى فيه حاجة غلط و مقدرش اعيش معاه… انتي بتفكري في كده صح ؟! قولي… اتكلمي… متبقيش ساكتة كده !!
كانت تنظر للفراغ و الدموع تنزل من عيناها… سئِم يحيى من صمتها ذلك و جَنَ جنونه… صرخ فيها قائلًا
” انطقي يا رهف !!
فاقت على صراخه و نظرت له… حاول يحيى تهدِئة نفسه لكي لا يجر*حها بدون وعي… امسك يدها و وضعها على وجهه و نظر لها في عيناها و قال
” متخافيش… اتكلمي… و مهما كان السبب انا هتقبله… بس اتكلمي و ريحيني…
ظلت تنظر له و قلبه ينهشها من الأ*لم الذي تشعر به… و لكن ليس بوسعها فعل أي شيء سوى إبعاده عنها مهما تكلف الأمر… حتى لو كَلفها ذلك أن يكر*هها و يبتعد للأبد… بلعت ريقها بخوف و قالت
‘ أنا مش بحبك أنت… أنا بحب واحد تاني…
نزلت عليه تلك الجملة ڪالصاعقة على قلبه و فَتكت به في الحال… ترك يدها و ابتعد ولا يصدق ما سـمعه الآن…
” انتي بتقولي الحقيقة ولا بتكذبي ؟
‘ بقول الحقيقة… بحاول ابعدك عني من غير ما اجر*حك… بس انت بتضغط عليا… ف هضطر اقولك الحقيقة دي عشان تفهم سبب اللي يخلي علاقتنا مستحيلة… انا مقدرش اخو*ن الشخص اللي بحبه تحت أي ظرف… و أنا جيت هنا عشانه لانه عايش هنا و هنتجوز انا و هو هنا و نستقر… ف بما انك جيت لحد هنا لازم تعرف الحقيقة دي…
دمعت عيناه ولا يصدق ما قيل له الآن… تحب شخصًا آخر ! لكن كيف و متى ؟! لا يعرف ماذا يقول… و ماذا سيقول أساسا ؟ لا يوجد مكان له بداخل قلبها… إلى هنا و انتهى الأمر… صمت و أعطاها ظهره… وقف قليلا على أمل أن تتكلم و تقول له أن هذا كله كذب… نظرت له رهف و لهدوءه الغريب… فهي تعِي جيدا أنها اشعلت بداخله بـ,ـركان لم ينطفئ أبداً… وضعت يدها على فمها حتى لا يسمع أنين بكائها و كانت تود أن تركض إليه و تعانقه و تخبره الحقيقة و تخبره أنها لا تحب أي أحد سواه… لكن لم تستطع… فكلام والده صحيح… هي تسببت له بالأ*ذى و لم و لن تتحمل إن رأته يتأ*لم مجددا بسببها… قررت التخلي عنه للأبد على حساب قلبها الذي يعشقه حتى يبقى بخير… ودعت ذلك الحُب الذي لم تسمح له هذه الدنيا أن يعيش و ينمو… مسح يحيى دموعه و فتح الباب و ذهب…
وقعت رهف على الارض و صرخت من شدة الأ*لم الذي تشعر به… ها هو فعل ما تريده… ذهب للأبد… وضعت يدها على قلبها… انه يؤ*لمها كثيرا… سألت نفسها…. لِمَا كل هذا ؟ لماذا عليها أن تتأ*لم بهذا الحَد فقط لأنها أحبته ؟! أليس هذا بكثير عليها ؟ ظلت تبكي بشِدة و شفتاها تتخبط في بعضمها و صدرها يعلو و يهبط من شدة الحزن الذي تشعر به الآن… اخست ان روحها ستنفصل عن جسدها في تلك اللحظة… لقد جر*حته و جر*حت نفسها و ضَحَت بحبها للأبد !! نهضت بصعوبة و تشعر أن رجلاها لم تَعُد تستطيع حملها… دخلت غرفتها و اغلقت الباب عليها…
تسطحت على السرير و امسكت الوسادة عانقتها و ظلت تبكي… لقد ذهب كما كانت تريد منه أن يذهب… لكن ذهب و قلبه مجر*وح منها… وضعت يدها على شفتاها و تذكرت قُبلته لها التي كانت مليئة بالحُب… لكن هذه القُبلة لم تتكرر مجددا… قصتهم انتهى… و ستظل هذه القُبلة مجرد ذكرى جميلة تركها لها حتى تتأ*لم أكثر و أكثر من إبعاده عنها للأبد… ظلت تسأل نفسها… لِمَا الحُب مؤلم لهذه الدرجة ؟
وقف يحيى بسيارته في إحدى الشوارع الفارغة… كان ينظر للأمام بجمود و هادئ… تذكر كلامها ” أنا مش بحبك أنت… أنا بحب واحد تاني ”
ضر*ب الدريكسيون بقوة و ظل يضر*به و يصرخ من شِدة النار المشتعلة بداخله… سند رأسه على الشباك و بَكَى ڪالطفل…
” ليه كده يا رهف ؟ ليه ؟!! مين ده و ظهر ازاي و حبتيه امتى ؟! مش قادر استوعب كلامك… ليه مقولتيش انك بتحبي من الاول ؟ ليه تعرفيني بعد ما حبيتك ؟ ولا انتي قاصدة تجر*حيني و تكـ,ـسري قلبي ؟! معقول… معقول بعد كل ده مسحتيش بأي مشاعر اتجاهي ؟
نظر لشالها الذي بيده و اكمل
” ليه تخليني اعيش حُب من طرف واحد لتاني مرة ؟ انا معملتش حاجة تأ*ذيكي… بالعكس انا حميتك و كنت مستعد اضحي بحياتك ولا اشوف شعرة منك تتأ*ذى… هو ده ردك على كل اللي عملته عشانك ؟! للدرجة دي انا مش فارق عندك و بالنسبالك ولا حاجة ؟
رجع بظهره للورا و دموعه لا تتوقف عن النزول… فجأة ضحك و ظل يضحك بسهتيرية و يقول
” العيب مش عليها… العيب فيك انت يا يحيى… انت اللي ماخدتش اللي حصلك ده عِبرة و بدل ما تقفل قلبك… حبيتها… انت غبي اوي يا يحيى… مفروض مكنتش حبيتها ولا تحب غيرها… انت الشيء الوحيد الغلط في الحكاية دي كلها… انت متستاهلش تتحب ولا الحُب لايق عليك أساسًا !
‘ بقولك ايه خروجك اللي ملهوش معنى ده تبطليه يا سهيلة !
* ليه ابطله ؟
‘ لانه غلط… انا لا عرفاكي بتروحي فين و مين صحابك دول و ليه اصلا تباتي عندهم ؟ امتحانتك خلصت… مفيش خروج غير بأذني بعد كده… عايزة تتفسحي قولي و نخرج سوا…
* اه قولي انك بتتحكمي فيا…
‘ افهميها زي ما تفمهيها…
* يعني اقعد اذاكر و اذاكر و اتعب… و لما اخد الاجازة عيزاني اقعد جمبك في البيت و لما اخرج اخدك في ايدي كأنك أمي ؟ ليه ان شاء الله ؟
‘ ده اللي عندي… انا اختك الكبيرة و خايفة عليكي…
* متخافيش عليا يا رهف… مطلبتش منك تخافي عليك… بعدين انتي قر*فتيني بأم أوامرك دي…
‘ قر*فتك ؟!
* اه قر*فتيني… ياريتك ما جيتي أساسا… كنت قاعدة مرتاحة من غيرك…
‘ كل ده عشان خايفة عليكي… بقيت انا الوحشة دلوقتي ؟!
* رهف انا زهقت بجد… سبيني في حالي و ملكيش باللي بعمله… انا مش صغيرة…
‘ مش هسيبك في حالك يا سهيلة… انتي غريبة و غامضة و انا حاسة انك بتعملي حاجة غلط من ورايا… اتكلمي قبل ما تحصل مشكلة…
* مش بعمل حاجة يا رهف… و بطلي تفكيرك الشما*ل ده هو اللي جايبنا لورا… مش كفاية بتديني مصروف قليل و كل ما اجي اشتري حاجة تعترضي ؟! و انا ساكتة و بقول كتر خيرها و انتي مش عاجبك حاجة برضو…
‘ انا بديكي مصروف قليل ؟! ده انتي مخلصة اكتر من نص مرتبي لحد الآن !!
* هتذ*ليني يعني بمرتبك المعفـ,ـن ده اللي ميشتريش حاجة واحدة عِدلة ؟ بعدين انتي ليل نهار بتقولي انك الكبيرة و المسؤولة عني… و لما اجيب سيرة حاجة عيزاها بفلوس بترفضي !
‘ برفض عشان انتي طلباتك مش بتخلص… بتقلدي صحابك و خلاص من غير تفكير… مفروض تعرفي ان الوضع اختلف و ملناش حد يصرف علينا… و انا بعمل اللي بقدر عليه و اكتر كمان عشان محسسكيش بأي نقـ,ـص و في الآخر انتي بتنكري كل ده !!
* انا مالي بالكلام ده ؟ مصاريفي زادت اوي عليكي… روحي اتجوزي واحد غَني يصرف علينا بدل ما انتي حلوة على الفاضي… ده انتي داخلة على الـ 26 سنة و لحد الآن مفيش صنف كلـ,ـب بَص في خلقتك…
صفعـ,ـتها رهف على وجهها… وضعت سهيلة يدها على وجهها و نظرت لها بغضب و قالت
* انا بكر*هك يا رهف… بكر*هك… اصلا عمري ما حبيتك ولا هحِبك اصلا !!
دخلت سهيلة غرفتها و اغلقت الباب عليها… جلست رهف على الأريكة و وضعت يداها على وجهها و ظلت تبكي و تقول
‘ يارب انا تعبت… من و هي عندها 13 سنة انا شايلة مسؤليتها… عمري ما اشتكيت ولا حرمتها من الحاجة و عملت اللي بزيادة عشان اعوضها عن غياب ماما… منعت نفسي من اني احب او افكر اتجوز عشانها… عشان افضل جمبها… لانها الامانة اللي ماما سبتهالي… في الآخر يبقى ده ردها على كل اللي عملته عشانها !!
– آنسة حبيبة…
إلتفتت لذلك الصوت… انه خالد… ابتسمت و قالت
* استاذ خالد ازيك ؟
– انا تمام… و انتي ؟
* تمام… بقولك مفيش اخبار عن مستر يحيى ؟
– لا… هو قالي هيجيب رهف و يرجع…
* نفس اللي قالهولي…
– هو فيه حاجة ؟
* انا بتصل على رهف بس مش بترد عليا… مش عارفة هي قاصدة كده ولا ده عيب شبكة…
– طالما بيرن يبقى مفيش حاجة… تلاقيها مشغولة بأختها…
* اهي اختها دي مش بتنزلي من زُور… مش قادرة اتقبلها…
– ليه ؟
* متـ,ـكبرة كده و شايفة نفسها… مش عارفة ليه التكبـ,ـر ده و اصلا كل اللي هي فيه سببه رهف… مستلطفتش فكرة ان رهف تستقر معاها… عشان كده شجعت فكرة ان مستر يحيى يرجعها…
– هم اخوات يعني و اكيد متافهمين مع بعض…
* مظنش… أصل سهيلة دي شخصيتها عكس رهف تمامًا… ربنا يعينك يا رهف على البنت دي…
– شكلك شايلة منها جامد…
* آخر مرة شوفتها قبل ما تقدم للجامعة بره… اتخانقت معاها…
– للدرجة دي ؟ اتخانقتي معاها ليه ؟
* كنت قاعدة عند رهف و هي كانت موجودة… طالعة من اوضتها تؤمر و تتحكم في رهف… عايزة ده و مش عايزة ده… حتى ياريت تطلب الحاجة بطريقة كويس… اسلوبها ز*فت مع رهف… و رهف بدل ما تديها بالشبشب بتعملها اللي هي عيزاها… اتنرفزت ف قومت متخانقة معاها… شر*شحنا… و من ساعتها انا بكر*ها و هي بتكر*هني… الصراحة رهف مدلعاها اوي… بس الكلام ده مش عليا… بلا دلع بلا ز*فت…
– انتي خطـ,ـيرة… بقولك يا آنسة حبيبة… هو انتي مخطوبة ؟
* لا… لسه مجاش ابو لهـ,ـب اللي هيلبسني الدهب…
– يمكن جه بس انتي مش واخدة بالك…
* فينه ده ؟ و ازاي مش واخدة بالي ؟ هو انا عمـ,ـية ؟
– لا مقصدش كده… قصدي يعني ساعات يبقى حوالينا ناس بيحبونا بس مش بناخد بالنا…
* ايوا ايوا ايوا فهمت قصدك… شكلك بتحبك و هي كرڤالك…
– يعني شوية…
* قولي مين هي و انا هصالحكم على بعض…
– و تصالحينا ليه ؟ احنا مش متخاصمين اصلا…
* قصدك اني حِشرية و بتدخل في اللي مليش فيه ؟
– مش قصدي كده…
* لا قولها متتكسفش !!
– هو انا اتكلمت اصلا ؟
* كلكم كده… صنف مش سالك… عن اذنك…
تركته و ذهبت… ضحك خالد و قال
– البنت دي عسل اوي… شكلي كده عرفت مين هي هتاخد لقب مدام خالد…
في يومًا ما… بعد انتهاء الدوام في عمل رهف… و عائدة للمنزل…
كانت حزينة للغاية… ف كل شيء تغير في حياتها… ابتعدت عن صديقتها المقربة التي كانت تهون عليها كل شيء… حتى لا تستطيع أن تبقى مع الذي أحبته… و اختها لا تحدثها منذ أيام… الشوق لوالدتها الذي لا ينتهي… بل يزيد يومًا بعد يوم… هذه هي حياتها ؟ سوداوية للغاية…
أحست بدوار و رأسها يؤلمها… فهي لا تأكل جيدًا منذ أيام لأن نفسيتها ليست جيدة… سندت بيدها على عمود الإنارة و تحاول أن تقف جيدا… نظرت أمامها شعرت بأن الأرض تلف بها… تلاشت الرؤية تدريجيًا و سقطت فاقدة وعيها….
في المشفى….
* ركبتلها محلول تاني غير اللي خلص و اديتها حقـ,ـنة الفيتامين… لما تفوق تنتبه لأكلها كويس… الف سلامة…
” تمام… الله يسلمك…
خرج الطبيب… اقترب يحيى منها و نظر لها… وجهها شاحب و متعبة… أهذه رهف التي كان يحسدها على روحها المُفعمة بالحياة و الأمل ؟! تغيرت كثيرًا… حتى علاقتهم ببعض تغيرت… بل أصبحت معدومة و ليس لها وجود…
قرّب يده منها ليُمسد على شعرها… لكنه تراجع… ف بأي حق يلمـ,ـسها و هي تحب رجل آخر ؟
” ياريتنا ما وصلنا لهنا… ياريت علاقتنا كانت مجرد رئيس الشركة و السكرتيرة و بس مش اكتر من كده… لا كنتي جر*حتيني ولا حصل اي حاجة من ده…
تحركت رهف و فتحت عيناها بتثاقل… عندما اتضحت الرؤية وجدت يحيى أمامها… اعتدلت و قالت
‘ انا جيت هنا ازاي ؟
” لقيتك واقعة في الشارع و الناس بيفوقوكي… اتصلت على الاسعاف و جيتي هنا…
‘ فقدت وعيي ليه ؟
” إهمال بالاكل…
‘ اه… و انت لسه قاعد هنا ليه ؟ ممشيتش ليه بعد ما وصلتني المستشفى ؟
” لاني مش زيك يا رهف… مش هسيبك هنا لوحدك وسط ناس غريبة متعرفهمش… مهما كان الخلاف بينا كبير اد ايه… مينفعش اسيبك هنا لوحدك…
‘ خلاص انا فوقت… تقدر تمشي…
اومأ لها و لسه هيمشي… فُتح الباب و دخل منه كريم… رأى رهف و بسرعة اقترب منها و عانقها
* خوفت عليكي اوي… الحمد لله انك بخير…
‘ انت عرفت ازاي اني هنا ؟
* واحد صاحبي شاف الاسعاف و هي بتاخدك ف اتصل عليا… معلش لو اتأخرت… المرور زحمة…
‘ ولا يهمك…
بادلته العناق و نظرت ليحيى الذي جمع قضبته بغضب و يقول لنفسه… بأي حق تعانقها و هي حبيبته هو… نظر له كريم و قال
* شكرا اوي… انت انقذت روحي…
روحك ؟! ماذا تقول يا هذا ؟
ابتسم يحيى ابتسامة خفيفة و ذهب…
* بقيتي أحسن ؟
‘ اه…
* انتبهي لاكلك كويس يا رهف… اللي حصل ده ميتكررش تاني…
‘ حاضر…
* هروح اجيب حاجة و جايلك تاني…
‘ تمام…
ابتسم لها و ذهب…
* يا استاذ…
إلتفت له و قال
” نعم ؟
* كده تمشي من غير ما اعزمك على حاجة ؟
” مش عايز… شكرا…
* طب استنى بس…
” ايه ؟
* هو في حاجة بينك و بين رهف ؟
” لا مفيش… اتطمن… اختارتك أنت… المهم حافظ عليها كويس…
* باين من كلامك ان في حاجة بينكم…
” انا بقولك مفيش و سيبني في حالي عايز امشي…
امسك ذراعه و قال
* اسمع بس… واضح من نظراتكم ان في علاقة حُب ما بينكم… قولي بس…
” هتستفيد ايه لما تعرف ؟ اه يا عم فيه… بس ده زمان… اشبع بيها…
* شكلك اتضايقت جامد لما حضنتها…
” لا مضايقتش و ألف مبروك… اقول ايه تاني ؟ اجي ار*قص في فرحكم ؟
* فرحنا ؟! لا بجد ضحكتني… فرح مين ؟
” فرحك انت و رهف…
* ايه الاشاعة دي ؟
” هو انت بتخلع منها ولا ايه بالضبط مش فاهمك…
* اخلع من مين ؟
” هتعمل نفسك من بنها ؟ اخص عليك ده انا قولت شاب جدع و هتحطها في عيونك… خليك راجل و اد وعدك ليها و اتجوزها لانها بتحبك… متفرطش فيها…
* اتجوز مين انت اتجننت ؟!
” هتغلط هديك بالجز*مة… انا محترمك عشانها بس…
* طب الراحة كده… مبدئيًا كده انا و رهف مينفعش نتجوز نهائي…
” ليه ؟ ولا انت بتخو*نها ولا ايه حكايتك بالضبط ؟
* يا ابني افهم… رهف بنت خالتي… و انا و رهف اخوات في الرضاعة… بالبلدي كده انا راضع من امها و هي راضعة من امي… يعني رهف اختي… عشان كده بحضنها عادي… جواز ايه اللي انت بتقول عليه ده ؟
” اختك في الرضاعة ؟!
* ايوة اختي في الرضاعة… مينفعش نتجوز… بعدين انا خاطب اصلا…
” اصلا ؟!
* اصلا… انا حسيت ان في بينكم حاجة من نظراتكم لبعض و قولت اضايقت لاني حضنتها قدامك ف جيت اوضحلك موقفي…
” بس هي قالت انها بتحبك و جات هنا عشانك…
* احنا اتقابلنا صدفة اصلا… لا انا كنت اعرف ان هي هنا ولا هي كانت تعرف اني هنا…
” ازاي ؟ هي قالت بلسانها انها بتحب واحد تاني… و انا لقيتك بتقابلها كتير ف قولت انت الشخص اللي بتحبه…
* يا عم انا اخوها و بس… و بنتقابل عشان صِلة قرابتنا ببعض… و معتقدش ان رهف تحبني حُب خارج إطار الإخوة… هي عارفة كويس ان انا و هي اخوات في الرضاعة… يعني مينفعش نتجوز أساسا…
” بس هي قالت انها بحب حد تاني…
* مش عارف مين ده… يمكن قالت كده لانك زعلتها ف حبت تضايقك مثلا ؟ بُص من الآخر كده… اللي انا اعرفه كويس إن مفيش راجل في حياة رهف… و لو فيه راجل في حياتها… يبقى ده انت… لان انا لاحظت نظرتها ليك… و انا عارف رهف… مش هتصبلك بالشكل ده غير لما تكون حاسة بحاجة ناحيتك…
” انت بتتكلم بجد ؟
* ايوة… بقولك راضعين سوا… انا بمثابة اخوها التوأم… اعرفها كويس اوي… أكيد بتحور عليك…
ابتسم يحيى بفرح و عانقه… ضحك كريم و قال
* طب مش ناويين تتصالحوا ؟
” هروحلها حالًا…
* يعني اطمن عليها و هي معاك ؟
” اطمن !
‘ انا مش فاهمة انت مفروض بتوصلني زي ما كريم قالي… انت واقف هنا بالعربية بقالك ربع ساعة و ساكت…
” رهف… هسألك سؤال… انتي كذبتي عليا ليه ؟
‘ كذبت في ايه ؟
” لا متحوريش عليا… اعترفي احسنلك…
‘ ايه اللي انت بتقوله ده ؟ بعدين انا بسمعك ليه اصلا ؟
ضغطت على زِر الباب لتذهب لكنه لم يفتح… نظرت ليحيى و قالت
‘ افتح الباب ده…
” مش هفتحه…
‘ بقولك افتحه !!
” و انا بقولك مش هفتحه يا رهف !! زعقي من هنا للصبح… ميهمنيش… كل اللي يهمني اننا نتكلم زي البني آدمين شوية…
‘ مفيش حاجة اتكلم معاك فيها…
” لا فيه !! فيه يا رهف… فيه بس انتي بتتهربي مني لدرجة انك كذبتي عليا و قولتي انك بتحبي حد تاني و فضلتي تتقابلي مع ابن خالتك ده عشان تقنعيني ان هو ده اللي بتحبيه لحد ما اقتنعت فعلا… في الآخر يطلع مش حبيبك و اصلا يبقى اخوكي في الرضاعة…
تفاجئت رهف… كيف عرف كل شيء ! صمتت ولا تعرف ماذا تقول…
” سكتي عشان كلامي صح ؟ رهف… اضايقت اوي لما كذبتي عليا…
‘ انت مسبتليش اختيار تاني…
” ما انا عايز افهم… انتي ليه بتبعديني عنك ؟! لدرجة انك كذبتي و انا صدقتك و كنت بحاول انساكي… ليه كل ده ؟
‘ عشان ده الصح… قولتلك مليون مرة علاقتنا غلط…
” و انا مش هقتنع انها غلط غير ما تتكلمي و تقولي كل حاجة انتي مخبياها عني…
‘ مقدرش اتكلم… و متضغطش عليا !
” تمام… مش هضغط عليكي بس اتكلمي…
‘ قولتلك مقدرش اتكلم !!
” خايفة من مين ؟
‘ مش خايفة من حد…
” لا خايفة و ده واضح من افعالك… عُمر هـ,ـددك تاني ولا ايه ؟
‘ مهددنيش و اصلا ميعرفش اني هنا…
” طالما مش عُمر يبقى مين ؟ يا رهف اتكلمي… سكوتك ده هيجلطـ,ـني !!
‘ لو اتكلمت هيحصل ما بينكم خلافات انا مش عيزاها تحصل… ف خليني ساكتة احسن…
” لا اتكلمي و انا مش هعمل حاجة…
‘ لا…
” اوعدك اني مش هعمل حاجة… مهما كان اللي هتقوليه… انا لا هتعصب ولا هعمل حاجة بس اتكلمي و ريحيني !
‘ انت وعدتني اهو !
” و انا اد وعدي…
‘ ابوك قالي ابعد عنك لما كنت في المستشفى…
” ايه !
‘ عشان كده لما صحيت ملقتنيش جمبك… و لما حاولت تقابلني انا رفضت و مشيت… لان كلام والدك صح…
” صح انه يبعدك عني و يحرمني منك !
‘ اه يا يحيى… ابوك خايف عليك… عشان كده هو اتصرف كده… انا لو كنت مكانه كنت هعمل كده… هو خايف يخسرك و انا كمان… ف مش هسمح تتأ*ذى بسببي بأي شكل…
” بس…
‘ يحيى انت وعدتني… انا مكنتش هقولك… اكيد مش عايزة علاقتك بأبوك تتشتت بس انت بتضغط عليا و انا مبقتش عارفة اعمل ايه… اعتبر نفسك مسمعتش حاجة… ممكن تسيبني امشي ؟
” مش هسيبك يا رهف… و مفيش حاجة هتبعدني عنك بأي شكل !!
قالها ثم عانقها…
‘ يا يحيى…
” ششش… مش هنفترق تاني لأي سبب… انا بحبك…
ابتسمت و بادلته العناق…
بعد اسبوعين…
* منورة شقتي يا سهيلة…
– بنورك…
* ايه رأيك في شقتي يا سهيلة ؟
– مش بطالة…
* يعني مش حلوة بذمتك ؟
– لا حلوة شوية…
* اممم… لو تبطلي غرور بس…
– بتقولي حاجة يا حبيبة ؟
* بقولك منورة يا سهيلة…
– بنورك يا حبيبة…
* هروح اشوف رهف تاكل عشان احط الغدا…
– ايوة صح ايه الغدا ؟
* فول و طمعية…
– اوميجاد… ايه ده ؟
* ده اللي عندي…
– تسلم ايدك…
* مش انا اللي عملاها… عبدو عاملهم…
– مين عبدو ؟
* بتاع عربية الفول في الشارع الوراني…
– اه… مش هاكل الكلام ده… هطلب اوردر بيتزا…
* اطلبي و ماله… بس فلوس رهف انا اخدتها و حطيتها في الحصالة… و الحصالة بتاعتي حديد أصلي و مش بتتفتح ولا بتتكـ,ـسر غير بوجود الحداد…
– معناه ايه الكلام ده ؟
* معناه عايزة تطلبي اوردر بيتزا… ادفعي من عندك… مش معاكي فلوس…اشتغلي ما انتي اخدتي الاجازة الطويلة… مرتب رهف خلاص دخل حصالتي و مش هيخرج…
– انتي قلـ,ـيلة الذوق على فكرة…
* بس عندي د*م لو سمحتي… انا مش معدومة الد*م زيك…
– بقولك ايه احترمي نفسك !!
* حاتشر… الفول عندك في المطبخ… مش هسخن حاجة لحد…
ذهبت و تركتها و هي تستشيط غضبًا… رأت يحيى يخرج من غرفة رهف… اخيرا انتهى حديثهم… دخلت حبيبة لرهف الغرقة و اعلقت الباب عليهم… وجدت رهف مبتسمة و واضح على وجهها انها بحالٍ جيد
* بقينا بنضحك اهو و وشنا نَوَر و خدودنا احمَرت كمان… ايه الحوار يا مُزة ؟
‘ تعالي اقعدي اقولك…
جلست بجانبها…
* يلا احكيلي…
ابتسمت رهف و ظل يتحرك بؤبؤ عيناها يمينًا و يسارًا…
* كده الحوار كبير طالما حركتي بؤبؤ عينك بالشكل ده… احكي… شوقتيني…
‘ انا و يحيى…
* هااا… انتي و يحيى ايه ؟
‘ اتجوزنا رسمي !

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية شخص آخر)

اترك رد

error: Content is protected !!