روايات

رواية حصونه المهلكه الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم شيماء الجندي

رواية حصونه المهلكه الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم شيماء الجندي

رواية حصونه المهلكه البارت الثامن والعشرون

رواية حصونه المهلكه الجزء الثامن والعشرون

حصونه المهلكه
حصونه المهلكه

رواية حصونه المهلكه الحلقة الثامنة والعشرون

” حق ! “

“كل ساقٍ سيسقي بما سقي ! “

إنه يوم الاحتفال السنوى الحافل لدى “آل البراري” حيث تدب الحركه بالقصر المهيب مُنذ بدايه اليوم إلى نهايته لكن كانت “أسيف” بعالم آخر حيث استيقظت صباحاً قبل أن يأتِ المسؤولون عن التنظيمات و يبدأ الضجيج ….

أنهت حمامها ترتدي طقم رياضى مكون من بنطال يصل إلي ركبتيها و تيشيرت يصل إلى خصرها مطبوع عليه شعار إحدى الماركات الشهيره ثم خرجت إلى الحديقه الخاصه بالقصر و بدأت بممارسه رياضه صباحيه خفيفه علها تصرف ذهنها عن تلك الكوابيس التى راودتها بليلتها المُرهقه للغايه ؛ حيث لم تحظَ بساعات نومها الكافيه المُريحه إنما حصلت على ليله قاسيه بعض الشيئ تتخللها أحلام متضاربه لا تتذكر منها شيئ ، أرجعت ذلك إلى ما حدث مساء ً حيث تلك المواجهة التى حدثت فيما بينه و بين شقيقها ، تُري ماذا قال ذاك الفهد لشقيقها ؟ هل اعترف له بما فعله ! لما تتعقد الأمور هكذا كلما شعرت أن كل شيئ على مايرام ! كانت تضع تلك السماعات بأذنيها و تركض تُغمض عينيها و تفتحها تهز رأسها بالسلب و كأنها تنفض تلك الأفكار اللعينه عن رأسها !!

أبطأت من حركتها تدريجياً ثم وقفت تلتقط أنفاسها بإرهاق شديد تضع يدها أعلي صدرها و تفتح قنينه المياه ترفعها إلى شفتيها لترتشف منها ، شهقت بعنف حين سمعت صوته اللاهث خلفها يقول زافراً أنفاسه :

– ياااه برافوا إنك قدرتى تجرى كل ده …. صاحيه بدرى أوى ليه ..

اتسعت عينيها بصدمه تحدق به ببلاهه لما استيقظ باكراً هكذا ، بل لما يُشيد حصونه من حولها بتلك الطريقه ؟! ماذا يُريد منها ، عقد حاجبيها و صاحت به بغضب و قد فقدت سيطرتها على ما تبقي من أعصاب لديها :

– أنت قولت إيه لتيم امبارح ؟!!! و إيه اللي مصحيك بدرى كده أنا مش فاهمه عاوز توصل لإيه ؟!!

مد أنامله إلى أذنها ينزع سماعتها بهدوء و هو يردف عاقداً حاجبيه و قد بدت نبرته مُرهقه بعض الشيئ :

– أولا أنا اتفاهمت مع أخوك ِ و اطمنى بدون ماهسبب ليكِ أي مشاكل ثانياً أنا حقيقي المره دي مش نازل وراكِ أنا من بدري بجري و كنت واقف جنب الشجره دي باخد بريك و أنتِ غالباً كنتِ مغمضه أو سرحانه ماأخدتيش بالك مني ..

 

 

 

هبطت عينيها على جسده تطالع التصاق ملابسه المبلله قليلاً بجسده ترسم تفاصيل جزعه العلوي بتجسيم واضح مُهلك ، نفضت رأسها تشعر ببعض الخجل من اتهامها له باتباعها و هو بالفعل من الواضح على ملابسه أنه قضى وقت لا بأس به بممارسه رياضته .. بللت شفتيها و همست بإعتذار :

– اهاا على العموم sorry “أسفه” مش قصدى اقولك كده أنا بس توقعت كله نايم دلوقت ..

ابتسم لها بهدوء يهز رأسه بالإيجاب قائلاً بلطف :

– أنا متأكد انك متقصديش ياأسيف …

صمت لحظات و عينيه تسير علي ملامحها بلطف ثم أجلى حنجرته متحدثا بتلقائية ينظر إلي ساعه يده :

– أنا منمتش من امبارح ليلتى كلها كانت كوابيس أتمنى ميبقاش ده نفس سبب صاحيانك بدرى كده .. أنتِ المفروض معاكِ ساعه و نص كمان عشان تصحى …

أجابته بتلقائية تهمس و تلك العفويه تقطر من حروفها :

– كوابيس ليه مش أنت اتعالجت ؟! يعني اقصد باباك لسه ب….

قاطعها يهز رأسه بالسلب و قد شرد بعيداً يقول بهدوء :

– لا لا دي حاجات ملهاش علاقه ببعض كده ..

ثم مط شفتيه و هز كتفيه بابتسامه صغيره أعلى ثغره قائلاً :

– تقدري تقولى إرهاق .. أو أفكار وهميه .. مش عارف لكن لقيت نفسى فايق ..

عقدت حاجبيها بدهشة من كلماته لما ذاك الشعور داخلها بالانقباض ! هل يحلم هو أيضاً مثلها ، كيف له أن يماثلها بتلك الأحلام ؟!! رمشت بتوتر حين طرقع بأصابعه أمام عينيها يلفت انتباهها لتواجده لتُغير مجرى الحديث على الفور قائله بتساؤل :

– هو أنت قولت لتيم إنى لسه مراتك ؟!

تلك الكلمه أحيت نبضه داخله رغم عفويتها إلا أنها بالطبع لاتعلم مدى تأثيرها عليه بتلك الهمسه الصغيره ، ابتسم بمكر و أردف محاولاً التغلب على نبرته المتوترة قليلاً و قد التوى ثغره بابتسامه لعوب :

– أنتِ عاوزانى أقول و لا أسكت ؟!!

نظرت إليه رافعه حاجبها الأيمن بغضب واضح تقول :

– أنت مش هتتغير ابدااا ، أنا غلطانه إنى سألتك ..

كادت تمر من جانبه منصرفه للداخل لكنه مد ذراعه يجذبها إليه من خصرها يهمس لها بلطف معتذراً بخفوت و يتلمس خصلاتها متنهداً بحزن :

– آسف !! أنا حبيت أغير مودك مقصدش .. أيوه قولت ..

اتسعت عينيها غافله أنها بأحضانه و همست بصدمه واضحه و صوت متحشرج :

– و هو قال ايه ؟!!

أخفى تلك الابتسامه التى تكاد تطفو فوق شفتيه إنها لم تقُل جملتها المعتاده أنه عليه أن يُطلق سراحها ، بل تسأله لأول مره عن رد فعل شقيقها … ليجيبها و هو يقربها من أحضانه مستغلاً غفلتها :

– كان هيقتلنى بس .. سيبك من كل ده و قوليلى هتلبسى إيه فى الحفله ؟!!

 

 

 

عقدت حاجبيها بغضب تعود إلى وعيها مدركه وضعها بأحضانه لتزيحه من صدره و تقول بغضب :

– أوعي كده .. و أنت مالك أصلا ..

رفع حاجبه يردف بسخريه :

– يعنى تقدرى تقولي جوزك ..

تأففت بنفاذ صبر و صاحت بغضب :

– متقولش جوزك دييي .. و بعدين أنا طلبت اوردر أنا و فرح بس لسه موصلش اوعااا بقاااا …

أطلق سراحها أخيراً ثم أمسك قارورة المياه الخاصه بها و فتحها يرفعها إلي فمه يرتشف منها بهدوء ، لتطالعه بطرف عينيها بتوتر طفيف لا تعلم من أين أتى ذاك القلق لكنها حقاً و لأول مره معه تُريد أن تطول تلك اللحظات قد يُشعرها ذلك بالغضب من حالها ، لكنها رغبه داخليه تنبع من أعماقها ….. !!!!

أسرعت تفر هاربه من أمامه بخطوات أشبه بالركض لا تصدق ما آلت إليه أفكارها معه ، ليبتسم مُتلاعباً بقارورة المياه الخاصه بها بيديه ثم اختفت ابتسامته مع اختفاء أثرها … ليعقد حاجبيه زافراً أنفاسه بحزن و قد تراكمت أفكاره المتوترة من كوابيس أمس مره أخرى بعقله مُنذ متى و الأحلام تشغل عقله هكذااا لكن ماذا إن كانت هى بطله أحلامه !!!

-***-

زفرت “فرح” بحزن تطالع اسمه يُزين شاشه هاتفها لتنتفض حين صاحت إبنه خالتها توبخها :

– ده أنتِ غريبه والله يعني الواد هو اللى عمال يتصل و أنتِ منفضه ايه الاستعباط ده ؟!! اومال لو مكنتش عينك ورمت من العياط يا نكد هانم انتتيييي …

لوت شفتيها وصرخت بوجهها تُمسك المنديل تمسح به أنفها كطفله صغيره و تمسح دمعاتها بطرف بلوزتها :

-بسسس بقاااا انتييي شغاله عليا جلد ذاات ليه قولتلك بيعمل كده عشان ابعد عنه … عاااااا ….

– ابعد عنه … عااا .. تبعدى أيه ياهبله انتييي دا الولا عمال رن رن من ساعتها عشان يصالحك على كلمتين قالهم وقت عصبيه بقااا ده راجل يتنفضله ياريت كان ليا اناااا ..

 

 

 

انفجرت باكيه أكثر لتتأفف “روان” و تردف بحزن متجه إليها تجاورها فوق الأريكة تحتضنها بحنان :

– خلاص بقا متزعليش ماهو يا فروحه الواد برضه معذور طالع من تجربه زي الزفت و أنتِ عارفه كده كويس و أنا و أسيف نصحناكِ و أنتِ مشيتي بدماغك لحد ما وقعتي على وشك فى غرامه يقوم لما ربنااا ينصفك و يبدأ يشوفك تختفى أسبوع و مش معبراه و لا حتى تردى على المكالمات و بعدين تعالي هنااا لما فى حفله النهارده و أسيف عزمتنا هتستخبي منه إزاى فى قصره ؟!!

عقدت حاجبيها و نظرت إليها بتفكير لحظات تُدير كلماتها بعقلها ليقرع الباب فتصرخ “روان” و تزيحها بعيداً عنها قائله :

– شوفتي نسيت البواب خااالص

أسرعت إلى الباب تفتحه لتتسع عينيها بصدمه و تغلقه مره أخرى مسرعه … تسمع صوته المميز يقول لابن عمه :

– ينهاار أسود على الكسفه .. شوفت قولتلك هيفرحوا بوجودى أوى ..

هرعت إليها تهمس لها برعب :

– يلااااهوي القمر بتاعك واقف براا و معاه الواد القمر قريبه

عقدت “فرح” حاجبيها تهمس باندهاش :

-قريبه قصدك فهد ؟!!

هزت رأسها بالسلب تصيح بها لتجذبها إلى الردهه الصغيره تلكزها بغضب قائله :

– عندك حق ما هو كلهم قمرات .. لا أقصد الواد البلطجي فى نفسه ده ..

صاحت “فرح” بصدمه :

– نااائل .. لحظه تيممم براااا …

ضربت “روان” كفها بجبهتها تجز على أسنانها قائله :

– صبرني ياارب اومال توقعتي فهد على أساس ايه … ايوه برااا و ادخلى اغسلى وشك و حطي اى حاجه عليه و غيري القرف اللى كله دموع و نيله و أنا هستقبله بلاااش تخوفي الواد كفايه انه جايلك …

ثم أغلقت الباب عليها و أسرعت تفتح باب الشقه تعتذر بخجل حين وجدتهم يرسمان ابتسامه متوتره على شفتيهم و ذاك المستفز يكتم ضحكاته عليها لتفتح الباب جيداً قائله بترحيب :

-اتفضلوا .. أسفه بس أصل المفاجأة خضتنى وكده ..

ابتسم لها “نائل” يقول بمرح :

– اه و خضتنا احنا كمان بصراحه .. عليكِ زرعه باب فى وش ضيوفك تجنن …

 

 

 

ازداد احمرار وجنتيها ليلكزه “تيم” بجانبه قائلاً باعتذار :

– أسف إنى جيت بدرى كده و منغير معاد .. بس أسيف كانت قالتلي انها هتبعت السواق ياخدكم و هو اتشغل فقولت اجي انا و اقوم بدوره بعد أذنكم طبعاا ..

صاحت “فرح” بغضب من كلماته و قد ظهرت الآن و هى على حالتها المهمله حيث خصلاتها المبعثره بإهمال و عينيها المنتفخه الحمراء ، شفتيها و أنفها اللتان تشتعل حمرتهم للغايه بأعينه :

– أنت جاي توصلنا و عمال تتصل عشان كدااا بس ..

اتسعت أعين الجميع من ذاك المنظر المضحك التى بدت عليه حيث هندامها الغير مرتب بالمره كالطفل الصغير ليقول “نائل” بأعينه متسعه و استنكار :

– سلام قول من رب رحيم مين دى ؟!!!

لكزه “تيم” بغضب ليتأوه و هما يستمعا إلى ابنه خالتها تقول فى حين تخفى وجهها منهم بيدها .. :

– منك لله يافرح .. مفضوحة صحيح …

تقدم منها بهدوء يقول بلطف يجز على أسنانه ليخفي تلك الابتسامه اللعينه :

– لا مش جاى عشان كده بس .. كنت بحاول اوصلك عشان اعزمك على فطار برا لكن أنتِ رفضتى اتصالاتي .. قولت اطلع بنفسى ….

حدقت بعينيه لحظات تهمس بصدمه تُشير لحالها :

– تعزمني أنا ؟!!

ثم عقدت حاجبيها تقول بغضب تتدارك نفسها :

– بس أنا مش عاوزه عزومات ….

لوت ابنه خالتها شفتيها تشير لها بالسلب من خلف “تيم” ليهمس لها “نائل” من خلف أذنها :

– ابن عمي اللى بتغفليه ده خلى بالك ..

اتسعت عينيها و قد نست أمره بالفعل لتستدير هامسه بحرج تقول :

– طبعا لو حلفتلك أن الحركه دى مش مقصوده زي حركه الباب مش هتصدق …

ليبتسم لها قائلاً بمرح :

– لا متقلقيش هصدقك أنا سهل يتضحك عليا أوى خلي بالك ..

ابتسمت بخجل تشيح بوجهها عنه ليتفرس بملامحها بابتسامه و يهمس لها :

– بقولك ايه هى البلكونه دى بتبص على الشارع صح ..

 

 

 

عقدت حاجبيها من سؤاله ليُكمل غامزا بإحدى عينيه ناحيه ابن عمه :

– يعنى الاحساس نعمه فى المواقف دي و انا احب ابقااا خفيف على الناس فلو تفرجيني البلكونه مساحتها قد ايه هيفرحوا أوى بينا و أنا كمان هفرح و هتبقي خدتي ثواب فرحه الناس دي كلها …

لم تستطع كتمان ضحكتها لتنفجر بها تلفت أنظار الجميع لها لتسمعه يقول بمرح حين ألقاه ابن عمه بنظره ناريه :

– واضح ان مش فرح بس اللى مفضوحه دى العيله كلها كده …

أسرعت إلى الشرفه تكتم ضحكاتها ليتبعها مبتسماً تاركاً ابن عمه مع تلك الفتاه التى أغلقت فجأة جميع السُبل بوجهه ….

-***-

وقفت حائره تحدق بذاك الرداء المتروك أعلى فراشها بنظرات مستنكرة مصدومه ثم رمشت عده مرات تنظر مره أخرى إلى ذاك الرداء النبيذي الممزوج باللون الأسود من ناحيه الكتف والخصر باكمام من الشيفون الرقيق للغايه ..

هى لم تطلب ذاك الرداء .. و لاتحتاج للتفكير بالطبع هو من تدخل بالأمر .. ينتقى لها الرداء بمنتهي الثقه …. زفرت بارهاق و اتجهت إلى هاتفها تعبث به لتعقد حاجبيها حين وقعت عينيها على تلك الرسالة الغريبه ..

بنفس التوقيت بغرفه “ندى” …

ابتسمت ببهجه تطالع هديه أخيها الخاصه .. و هو واقف يبتسم لها بلطف يراقب بهجتها بفرحه داخليه كم تبدو رائعه حين تعافت و أصبحت هادئه الطباع هكذا اتجهت إليه تقف أمامه بتردد طفيف يخالجها شعور الخجل من أفعالها الجنونيه السابقه لحظات صامته فيما بينهم تفهمها على الفور ليجذبها إلى أحضانه رابتاً على ظهرها بلطف بالغ لتهمس له بحزن :

– أسفه أنا ضايقتك كتير حتى ففتره علاجي ، عارفه انك استحملتني كتير اوى متزعلش مني يافهد أنا really “بجد” بحاول اصلح اللى عملته ..

تنهد مبتسماً بلطف يقول بصوته الرخيم الهادئ :

– أنا مش زعلان منك ياندى .. مش عاوز منك غير انك تكوني حاسبه خطواتك صح و بترتبى ليها أنا وافقت على سفرك لما لقيتك عاوزه تكملى تعليمك برا و ده فيفيدك لكن لو حاسه انك محتاجه تبقى هنا أنا هبقى متطمن أكتر و أنتِ جنبى …

خرجت من أحضانه تلقيه بنظرات دامعه تشع بهجه قائله بهدوء :

– لا أنا حابه أشوف حاجه مختلفه و اجربها هو .. انا .. آآ يعنى لو روحت لأسيف دلوقت اكلمها تفتكر هتقبل ؟!!

تنهد بحرارة يقول بهدوء يخالطه حزن طفيف :

– مش عارف ياندى بس أنا أفضل انك تسوى أمورك قبل ما تمشى عشان ترتاحى .. جربى أنتِ مش خسرانه …

اعتدل بوقفته ثم ربت على خصلاتها مُقبلاً جبهتها يقول بهدوء :

– هسيبك عشان تجهزي ..

 

 

 

لتقف لحظات محلها قبل أن تنطلق خلفه محدده وجهتها غرفه ابنه العم الصديقة البريئة التى عضت أناملها ندماً من خسارتها …

عوده إلي غرفه “أسيف”

رفعت الهاتف إلى أذنها تقول باندهاش :

– أنت بتقول ايه يانائل مش فاهمه منك حاجه يعني انتوا دلوقت عند فرح و روان ؟!!! طيب و تيم عاوز امضتى دلوقت ؟!

صمتت تستمع إليه لتقول بهدوء :

– لا خلاص مش عاوزه حاجه سيبهم سوا أنا كده كده هبدأ اجهز للحفله ، و هستنى طبعا الراجل اللى قال عليه تيم مش هو تبع فارس الراوي برضه ؟! .. خلاص تمام هستني المكالمه …

ثم أغلقت ، تعلقت أنظارها بذاك الرداء الجميل بحزن بالغ لا تعلم ما دهاها منذ بدايه اليوم تلك القبضه تشتد فوق قلبها رسالة صغيره من أخيها أنه سوف يُحضر صديقتها بنفسه اقلقتها بدون مبرر ، أفاقت على تلك الطرقات الخفيفة فوق الباب لترفع صوتها تسمح للطارق بالدخول لحظات ليلبى دعوتها حيث ظهرت أمام عينيها صديقتها السابقة و ابنه العم لم يكن توقيت مناسب لها لكنها رفعت خصلاتها خلف أذنها تهتف مسرعه و كأنها تخشى تراجعها :

– أنا عارفه أنه مش وقته و عارفه ان علاقتنا مش ممكن ترجع زي الأول أنا خذلانى ليكِ كان كبير و صعب تنسيه عارفه ان كل كلمه بقولها دلوقت ملهاش أي قيمه عندك بس أنا مش عايزه امشى و علاقتنا كده احنا ولاد عم و أنا عرفت معنى العلاقات متأخر يا أسيف ، أي عذر ليا ملهوش معنى عندك حتى لو كان مرضى ، أنا لحد من دقايق كنت خايفه اجيلك و فهد هو اللى شجعني و يزيد امبارح ….

ألتقطت أنفاسها ثم أكملت و تلك الدموع تهدد بالهطول :

– زي ما أنتِ مش قادره تنسى أنا كمان مش ناسيه أي موقف أذيتك فيه منغير ما تعملى حاجه ، بس أنا اكتشفت أن العيله كلها طبيعى تخاف عليكِ أكتر مني أنا نفسى استغليت براءتك و جايه و أنا بجد مش عاوزه منك غير أنك تسامحينى و أوعدك انى مش هضايقك تاني أبدا …

ثم هربت مسرعه هربت قبل أن تجيبها من الأساس لم تكن بمزاج جيد لتلك المحادثات و من الأفضل هروبها من أمامها بعد أن أعادت عليها ذكرياتها السيئة للغايه …

استقامت بملل تتجه إلى غرفه الملابس لكن ذاك الرنين المرتفع لهاتفها أوقفها مره أخري لتتجه عائده إلى هاتفها تطالع ذلك الرقم الغير مسجل بدهشه ليضرب بعقلها أمر الامضاء الخاص بها الذى طلبها أخيها على أحد العقود موضحاً أنه نسى الأمر بالأمس ، لتجيبه بوجل طفيف تستمع إلى بضع كلمات منه لتهتف باندهاش :

– فى المجموعة دلوقت ؟!! لا تيم قال إن العقد هيجي هنا ، فهم غلط ؟!!

صمتت لحظات بحيره ثم تنهدت تقول بارهاق :

– لا لا تمام ساعه بالكتير و أكون هناك تقدر تنتظر فى مكتب تيم ..

ثم أغلقت هاتفها تُسرع إلي ملابسها ترتدي أول ما وقعت عينيها عليه من بنطال و كنزه بيضاء اللون و أمسكت هاتفها و مفاتيحها الخاصه تهرع إلى مجموعات “آل البراري” ناسيه تماماً أن يوم الاحتفال السنوى هو يوم إجازة للمجموعات …

 

 

 

اتسعت عينيه حيث يراها تهرع إلى سيارتها المصفوفه بالخارج و تركبها تنطلق إلي خارج القصر بسرعه غير معقوله ! ليرفع هاتفه يحادثها لكنها أغلقت الخط بشكل متعمد ، ليعقد حاجبيه و يتجه إلى الخارج مُعيدا الكرة مره أخرى لكنها تلك المره أغلقت هاتفها تماماااا !!!!

دب القلق أوصاله ليهاتف ابن عمه على الفور و يهتف مقاطعا صوته المرح قائلاً بصرامه :

– نائل هو حصل حاجه عندكم ؟!! أسيف جيالكم ليه ؟!

اتسعت عينيه بصدمه وهو يردف :

– يعني ايه مش جايه و انتوا في السكه .. اومال هى راحت فين بتجري كده .. طبعاااا متأكد معرفش قفلت الفون قول لاخوها كده .. عقد ايه اللى المفروض تستناه ..

جز على أسنانه بغضب و هو يهز رأسه بارهاق :

– و انتوا بتاخدوا امضه أسيف ليييه قبل مانا اوافق هى خناقه ؟!! أنا مش مرتاح للراجل ده و لسه بشوف ايه حكايته و طلع منين فجأه .. يعني هى راحت فين دلوقت اسأل فرح أكيد عارفه لو وراها مشوار …

أسرع إلى سيارته و هو يحادثه ليستقلها متجهاً خلفها عله يستطيع تفقد أثرها … يشعر بتلك القبضه تعتصر صدره و كابوس ليلته يتجدد الٱن ليعقد حاجبيه حين أتاه إتصال هاتفي بوضع الانتظار ليغلق مع ابن عمه فور أن اخبره أن لا أحد يعلم شيئ عن وجهتها و أن اخيها بنفسه أصابه القلق ، أجاب الإتصال بتوتر ليأتيه مايخشاه حيث اندلع ذاك الصوت القاسى الغاضب يقول بضحكه ساخره :

– فهد حبيب قلبى ، تعرف حد قبل كده قالى أننا بنحس باللى بيكرهونا و أنت يا أخي الوحيد اللي حسيت بياااا .. البونبونايه بتاعتكم وقعت فى الفخ ، و خلاص كلها دقايق و تبقى معايا ، اه صحيح كانوا بلغوني أنها لسه بنوته مش عيب عليك ياااراجل مش حلوه فى حقك دى ….

اندفعت الدماء إلى عروقه ليهدر بصوت مرتفع و هو يقبض علي المقود بعنف :

– ياااااابن ال***** عاايز ايه منهاا ياااا ***** لو قربت من أسيف خطوه واحده أنا هدفنككككك أنا مش تيمممم و ربنا احرقك مكااانك

ليأتيه صوته البارد المستفز له و لأعصابه المشتعله :

– يوووه يا فهد شكلهم ضحكوا عليا لما قالولى إنك مبقتش عصبي أوڤر اااه ولا ده أوبشن لحبيبه القلب بس ؟! بس تصدق ليكم حق تخافوا عليها كلكم البنت قمر أوى أنا مستنى رجالتى بفارغ الصبر عليها …..

 

 

 

صرخ يهدر بعنف و غضب و قد برزت عروقه يكاد ينزع المقود من محله :

– بقولككككك ملكش دعوه بيهاااا يااا ***** ياابن ال **** و رحمه أمى لو طولتك ما هرحمك …

ارتفعت ضحكات الآخر الصاخبه وهو يقول بشراسه :

– عيب يافهد ياحبيبى تشتم الأكبر منك كده ولا أنت عشان ماما ملحقتش تعلمك العيب هتقرفنا احنا ؟!!! على العموم أنا اجدع منك و هقولك القمر بتاعنا رايحه فين دلوقت ، القمر طالعه على شركاتكم ياسيدي شوفت بقاا أنا طيب ازاي اااه الشركات فى خلال نص ساعه من دلوقت هتبقي رماد ياحبيب قلبى يعنى يا تلحقها يا تودعها و هى وسط النار بتتحرق قصاد عينيك … سلام ياحبيبي …

ألقى الهاتف يسرع بقيادته محددا وجهته إليها و هو يشعر بقلبه ينتفض برعب ليصرخ بجزع :

– ياااااارب ، متخدهاااش منيييي ارجوووووك ….

يكاد يفقد عقله ، سوف ينتهي أمرها بسببه لا يعلم ماهيه ذاك الرجل لكن من الواضح أنه يمقته ، طالما تسبب لها بالأوجاع طالما دفعت ثمن براءتها و ها هى تدفع مره أخرى لما يحدث له ذلك ؟! هو لم يعشق سواها ، لم تتمكن امرأة من ذاك القلب المتمرد سوى تلك البريئه الجميله التى تذهب الآن بعيداً عنه ملوحه بيدها …

جذب خصلاته بعنف يزيد من سرعه السياره صارخاً لحاله :

– غبيييي كااان لازم امنعهااا يااااارب بقااااا المره دى بسسس ارجوووك ارجوووووك رجعها ليااااا …

رن هاتفه مره أخرى برقم شقيقها ليجيبه علي الفور بصوته المتحشرج صارخاً به :

– فرحاااان بنفسكككك دلوقت أهوه الحيواااان اللى عاوزها تمضيله هيقتلهاااااا ياااغبييى .. انا رايح الشركة قالى فى خلال نص ساااعه هيولع فيهاااا ….

وصل أخيراً لكن المكان هادئ تماماً سيارتها تقف أمامه ليرتجل و نبضات قلبه تكاد تصل عنان السماء يُمسك هاتفه بخوف يبحث بعينيه عنها لكن السياره فارغة تماماً !!!

اتسعت عينيه حين انطلقت صرخه منها بأسمه !!! تستنجد به !! لكن أين !!!!! دار حول نفسه و عينيه تتفقد المكان يصرخ بأسمها بعنف بالغ يركض إلي مصدر تلك الصرخات حيث المخازن الخلفيه التى تم بناؤها حديثاً !!!

اتسعت عينيه حين وقعت عليها أخيراً مُكبله بتلك الحبال أرضاً و دموعها تهطل بعنف تصرخ باسمه ليهرع إليها يفك أسر تلك الحبال عنها ، باغته أحدهم بضربه عنيفه بمعدن ما فوق ظهره ليسقط جسده فوقها من المفاجأه لحظات و ارتص المكان بعدد لا بأس به من الرجال .. لم يتمكن من الاعتدال وصد الهجمات اذ بدأ الرجال بالنيل منه بضربات متفرقه قاسيه بأنحاء جسده و هى تراقبه صارخه باسمه إلى أن شعرت أنها تفقد صوتها لكنه سوف يسقط صريعاً بين أيدى ذاك العدد الكبير من الرجال الأشداء ، سحبه اثنين بعيداً لكنه لم يصرف عينيه عنها رغم تلك الدماء التى غطت جسده من فرط عنف هؤلاء و ضرباتهم القاسيه فوق جسده بالرغم من قوه بنيانه إلا أنه لم يستطع مجابه أربعه عشر رجلاً !!!! بالطبع و من يمكنه مجابهه ذاك العدد بمفرده ، أخيراً ظهر ذاك القذر يتجه إليه واقفاً يضحك بانتشاء واضح يردد ببرود فى حين يراقب ملامحه المُدماه و هندامه المشعث المُلطخ بدماؤه التى تسيل من أنحاء جسده و عينيه عليها هى !! هى فقط ! يراقب صرخاتها الباكيه بأعين دامعه عاجزه .. و اااه من عجز الرجال .. :

 

 

 

– طبعا أنت محتاج تعرف أنا بعمل معاك كده ليه ، الحقيقة يا فهد أنا مش بعمل معاك ، أنا بعمل مع أبوك القذر تار قديم بينا و هو مات قبل ما يخلصه ، خد بنت خالتى و علقها بيه و بفلوسه و هى كانت هتتجنن على أبوها اااه أنا ابقاا ابن خاله مرات أبوك الأولي و اللى قتلتوهاا و أبوك راح عاش حياته و اتجوز بعدهاااا و هى ماتت و روحها فى واحد بسسس ابوهاا ….

ثم أشار إلى “أسيف” التى تنتفض من فرط صرخاتها و بكائها الآن هو فقط يحاول ، يحاول أن يتغلب على تلك الآلام المُبرحه و القيام لكن مُحال هو يشعر بتلك الكسور بأنحاء جسده لكن ما دفع الدماء بجسده بقوه و جعله يصرخ بعنف شديد حين اقترب ذاك المُدنس منها يتلمس جسدها و هى تزحف صارخه بعيداً عنه ليُمسك بتلك القطعه الحديديه و يُغمض عينيه مجبراً جسده على الاعتدال مستغلاً فارق المسافه الصغير يغرسها بساقه الممتده ناحيته مما دفعه للصراخ و الابتعاد عنها على الفور يُشهر سلاحه يصرخ بألم ليقترب هو منها يغطيها بجسده مُلقياً ثقله عليها :

– يااابن ال*** مش هتخرج منها حى …

ثم انطلقت تلك الرصاصات لتخترق ظهره لتنطلق معها صرخاتها العنيفه الملتاعه باسمه :

– لاااااا فههههههد … فههههههههههههد …

لكن ما من مُجيب ليكون آخر ما تستمع إليه منه بأذنها :

– ربنا رجع حقك ياأسيف … بس .. انااا حبيتك .. قولتلك .. مش هتخ..لصي منيي .. إلا بموتى ….

اندفعت صرخاتها و بكائها المرير بشهقات مرتفعه للغايه تصرخ و تنوح باسمه كم تمنت أن تراه محلها حين عذبها .. لكنها نادمه أشد الندم على تحقق تلك الأمنية الآن بتلك البشاعة … كل ساقٍ سيُسقى بما سقى !!!

الحياه ليست عادله بالمره من ينتظر المثاليه لن يجدها نحن بشر و الكمال لله فقط ….

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حصونه المهلكه)

اترك رد

error: Content is protected !!