روايات

رواية جمال الأسود الفصل الثالث 3 بقلم نور زيزو

رواية جمال الأسود الفصل الثالث 3 بقلم نور زيزو

رواية جمال الأسود البارت الثالث

رواية جمال الأسود الجزء الثالث

جمال الأسود

رواية جمال الأسود الحلقة الثالثة

نظرت “مريم” إلى وجهه وهو واقفًا أمامها حازمًا أمره على أخراجها لوالدها فبدأت ترتجف وهى تجيب عليه بصوت متقطع مع شهقاتها القوية هاتفة:-
-صدقنى الخادمة هنا أفضل من كوني سيدة قصر بواسطة حمزة، تمام كالفرق بين الجنة والجحيم

حدق “جمال” بها وهى ترتجف باكية ضعفًا وألمًا وحتى لم تلقب “حمزة” بأبًا لها بل نطقت اسمه هكذا، أزدردت لعابه بتوتر شديد ثم قال بجدية:-
-ماشي، إحنا هنلعب لعبة لو كسبتي هسيبك تقعدي فى قصري وأوعدك أن الرجل دا مش هيلمح ظلك أبدًا لكن لو كسبت أنا هتخرجي من قصري للأبد ومتخلنيش أشوف وشك تاني

ترددت كثيرًا فى الموافقة وهى لا تعلم ماذا ستلعب وكون هناك أحتمال لمغادرتها جعلها ترتعب خوفًا، نظرت إلى “سارة” لتشير لها بألا تفعل لكن “مريم” لم توافقها الرأى وقالت:-
-ماشي موافق، وإذا خسرت هعتبرها إشارة من ربنا على موتي… أيه هي اللعبة؟

غادر الغرفة بوجه حادة غليظ بعد أن أخبرته انها على أستعداد للأنتحار والواد بحياتها على أن تعود مع “حمزة”، قال بحزم:-
-حصليني

_____________________________

“مــــزرعة الفيــــوم”

وضعت السيدة كوب الشاي الساخن علي الطاولة ثم جلست أمام “شريف” ليقول :-
-مريم!!

تنهدت السيدة الخمسينية بهدوء ثم قالت:-
-مريم طفلة عجنها القدر، صدق اللي قالته سارة، أه حمزة أبتزاز ورجل حقير متعاشرش، مريم ما عرفت طعم الحياة والأمان غير من اللحظة اللى بقيت فيها زوجة لمختار بيه، حمزة كان بيجي يشوفها من فترة للتانية وكل مرة لازم يديها علقة والتانية وحرمها من تعليمها وطفولتها دمرها وقتل برائتها، بنت يتيمة الأم وكأن ربنا حرمها من الحب والحنان مع حرمان الأم، ربنا يرحمها بقي له حكم فى كل حاجة

-مريم أتجوزت مُختار بيه أزاى؟
سألها بنبرة هادئة لترتبك كثيرًا قبل أن تجيب عليه وبدأت تتحاشي النظر له فقال بهدوء ونبرة مُطمئنة:-
-أتكلمي وأوعدك أن محدش هيعرف باللي هتقوليه نهائيًا لكن أنا محتاج أعرف اتعرف عليها أزاى

أجابته السيدة بتوتر شديد وبدأت تفرك أصابع يديها الأثنين معًا قائلة:-
-كان دايمًا بيسمع عن البنت اللى فى جنينة اللي عايشة فى الأسطبل مع الخيل مني، مريم كانت قنوعة وراضية رغم حرمانها من التعليم والأحلام زى أى بنت فى سنها لكن قدرت تخلق سعادتها هنا وسط الطبيعي والأرض الخضراء والزرع والخيل، أتعلمت ترويض الخيل مع جوز عمتها اللي جابها هنا تعيش معرفش كانت قساوة منه ولا رحمة لما مراته ماتت ومبقاش موجود فى البيت غيره هو وابنه فخاف عليها بعد ما بدأ جسمها يتغير وتكبر وجابها هنا، كن نص الحكاوي اللى بحكيها للبيه عن المزرعة والناس هنا عن مريم لكن فى مرة جه زيارة مفاجئة لينا وسمع صويت وحد بيطلب النجدة

-كانت مريم!!
سألها “شريف” بفضول شديد لتقول:-
-كانت بتتعذب وتموت بالبطيء، حمزة كان هنا فى زيارتها وكالعادة مجرد ما بيجي بتنطفي وسعادتها بالتدمر كان دايمًا شايف أنها السبب فى موت مراته خصوصًا أنها ماتت أثناء ولادة مريم، كان بيحب مراته جدًا ومن بعد موتها أنتقم من نفسه فى شرب المخدرات ومن مريم بتعذيبها كونها السبب..ـ، وقتها حكيت لمختار بيه عن العذاب اللى بتشوفوا مريم الطفلة الصغيرة وقرر أنه يتجوزها لكن معرفش بأنها طريقة ولما عرف أن حمزة بتعاطي أديله كمية كبيرة وهو عارف انه راجل طفس وطلبه بالفلوس ومكانش معه فقرر أن يكون التمن مريم، أنا عارفة ان كل الناس بتكرهه وشايفين أنه وحش لكن مريم كانت الحسنة الوحيدة فى حياته، كتب عليها وكان دايمًا بيسمع عنها وعمره ما شافها لكنه شافها يوم الجواز ووقتها كان جايبلها هدية حصان وسارة مربية ليها تعتني بيها عوضًا عن امها اللى ماتت…

_____________________________

خرج “جمال” من القصر كاملًا وخلفه “مريم” ثم “سارة” تراقبهما، وقف أمام السياج لترى “حاتم” يخرج من منزل الخيول جالبًا فى يديه الأثنين فرس أبيض جميلًا و”إيلا” فرستها المحبوبة وصديقتها الوحيدة لتبتسم “مريم” بحماس وقد تلاشي خوفها ثم قالت:-
-عايز تركب الخيل؟

نظر لبسمتها المشرقة وكأنه قد نال مراده من هذه اللعبة، تلاشي خوفها وتوقفت عن البكاء فمنذ الوهلة الأولى التى طلبت فيها حصانها عن المال علم جيدًا أنها تعشق الخيول وركوبها على “إيلا” كان بمثابة نيل الحرية من سجنها الأليم، توقف العامل أمامهم وترك الخيول ثم غادر فقالت:-
-أيه هى اللعبة؟

تبسم وهو يرحب بحصانه الأبيض ثم قال:-
-دا مرجان فرسي الغالي ولا مرة سمح لحد يركبه غيري، لو قدرتي تركبي علي ظهره وخلصتي 10 دورات فى 10 دقايق داخل السياج هسيبك تقعدي فى قصري

نظرت إلى “إيلا” بحزن فحماسها وبسمتها كانوا لأجل “إيلا” فرستها الجميلة الساحرة والركوب عليها فقالت بعبوس:-
-خليهم مائة أو ألف لكن على ظهر إيلا

ألتف إليها بوجه حاد ثم قال:-
-أنا عارف أنك ماهرة جدًا فى ركوب إيلا فبكل الأحوال هى حصانك لكن وريني قوتك وماهرتك على مرجان وفى المقابل أنا هركب على ظهر إيلا

أتسعت عيني “مريم” على مصراعيها بصدمة ألجمتها وقالت بسخرية بريئة:-
-إيلا حصان بري مبتسمحش لحد يقرب منها أو يركبها

تبسم بعفوية وهو يقول:-
-دي مشكلتى أنا

تنهدت بأغتياظ شديد وعينيها تحتضن عيني “إيلا” ثم قالت:-
-أتفقنا

ربتت على عنق “إيلا” حتى صعد عليها “جمال” كأنها أخبرت صديقتها أن تكون جيدُا وتحسن معاملته لأجلها فهو قادر على تدمير حياتها بكلمة واحدة ثم قالت بعبوس:-
-أمسك كويس لأن حصاني عنيدة وشقية

أقتربت من “مرجان” ليعود للخلف رافضًا صعودها عليه، أعطي “جمال” الساعة إلي “سارة” لتكن حاكمًا بينهما، أقتربت “مريم” منه وقالت:-
-أهدأ .. اهدأ

أصدر صهيله وهو يرفع عنقه للأعلي رافضًا رفض قاطع ركوبها على ظهره، عكس “إيلا” التى كانت هادئة مما جعل “جمال” يطمن جدًا وبدأ السباق قبل أن تصعد “مريم” على ظهر حصانه، ركضت “إيلا” به بخطوات ثابتة حتى أنهت اللفة الأولي وصعدت “مريم” بدلال على ظهر “مرجان” ودخلت السياج فى هذه اللحظة بدأت “إيلا” فى التذمر والعناد رافضة وجود غريب على ظهرها لتسرع من قوتها وهى تهز رأسها بقوة مُحاولة إفلات شعرها الطويل من “جمال” لكنه كان فارسًا ماهرًا تمامًا كـ “مريم”، ركضت “مريم” بحصانه وهى تتقرب إليه بحنانها ولمساتها الناعم فهى تملك الكثير من الخبرة فى ترويض الأحصنة، كان “جمال” يسبقها بدورة لكن مع تذمر “إيلا” جعل “مريم” تقترب منه بحماس وهى تصدر صافرة بفمها فهمتها “إيلا” جيدًا وبدأت تهدأ من حركتها وتذمرها فنظر “جمال” إليها بدهشة من ترويضها إلى “إيلا”، تبسمت “مريم” بفخر رغمًا عنها وهى تهز كتفيها الأثنين للأعلى بمعنى أنها ماهرة لا شك، شعر “جمال” بقشعريرة فى قلبه من بسمتها فعاد للنظر مرة أخرى للأمام بخوف من هذه الفتاة، كان “جمال” يسبقها بفضل ترويضها لـ “إيلا” ومساعدته فى توقف فرستها عن التذمر لكن “مرجان” لم يكن كإيلا رحيمًا مع راكبه فأرتطامًا بالسياج قاصدًا التذمر على “مريم” فقد وصل لأقصي درجات الغضب من ركوبها عليه لتصرخ “مريم” بألم من قدميها التى أعتصرت فى السياج الخشبي، ألتف “جمال” برأسه ليراها تتألم وفرسه ما زال يتذمر ويقفز بجنون لإسقاطها فتمتم بخوف قائلًا:-
-خلينا نروح لها قبل ما يأذيها

وكأن “إيلا” فهمت ما يقول لتسرع فى خطواتها وعينيها على “مريم” لا تفارقها وتصدر صهيلها بخوف شديد على صديقتها، تشبثت “مريم” جيدًا فى لجام الفرس مما جعل “مرجان” غاضبًا فبدأ يدور حول نفسها مرات متتالية لتشعر “مريم” بدوران شديد وتركت اللجام وجسدها فقد توازنه لتسقط من فوق مرجان فأسرعت “إيلا” أكثر نحوها وهى تراها تهتز وعلى وشك السقوط فأمسكها “جمال” وهى تسقط بذراعه وجذبها بقوة إلى صدره، تشبثت به بقوة وهى جالسة أمامه ولفت ذراعيها حول عنقه بأحكام وذراعه يحيط بخصرها حول ظهرها والأخر يمسك بإيلا، شعر بأنفاسها تضرب عنقه بجنون وصعوبة فقال هامسًا:-
-حصل خير

تساقطت الدموع من عينيها على عنقه ليشعر بحرارتها وسمع صوتها المبحوح قائلًا:-
-ممكن نكرر مرة تانية، أرجوك أوعدك أني هكسب بس أدينى فرصة رجاءً

لم تترك القشعريرة قلبه من قربها إليه وضمه إليها أشعره بدفء لم يشعر به من قبل فلم يتمالك نفسه وبدأ يربت على ظهرها بلطف وهمس قائلًا:-
-ممكن تبطلي عياط، مش هخليه يأخدك خلاص

توقفت “إيلا” أمام “سارة” فأخرجها “جمال” من عناقه وأعطاها إلى “سارة”، تشبثت “سارة” بها جيدًا وقالت:-
-أنتِ كويسة، إن شاء الله ما يكون حصلك حاجة؟

هزت رأسها بالنفي، بينما “جمال” ترجل من فوق “إيلا” وغادر أمامه بحرج وأرتباك شديد فى قلبه، سارت مع “سارة” بتعب وتشعر بألم فى قدمها لتهمس “سارة” إليها قائلة:-
-رجلك بتوجعك؟

نظرت “مريم” بحرج على “جمال” وهو يسير أمامهم وقالت هامسة حتى لا يسمعها:-
-لا خالص، دى أتجرحت

أستشاطت “سارة” غضبًا من هذا الرجل لكن “مريم” أربتت على يدها بلطف وصعدت إلى الغرفة مُبتسمة لموافقته على بقاءها وأتصل “جمال” بالأمن ليصرفه “حمزة” قبل أن يتصل “جمال” بالشرطة وبالفعل هرب “حمزة” فور سماعه كلمة الشرطة…

__________________________

خرج “شريف” من المرزعة مذهولًا مما سمعه ونظرت هذا العامل تراقبه عن كثبه وتجعله يرغب فى معرفة المزيد وحتمًا هناك ما يخفيه هذا الرجل، صعد بسيارته ثم أنطلق إلى القصر وفي طريقه حاول يرتب الأحداث والكلمات التي سمعها ليجمع خلاصة حياتها وما مرت به، ربما صدقت “سارة” عندما أخبرته أن “حمزة” هو الجحيم لها وتحتاج لمساعدته حتى تخلصها منه، لكن “جمال” هل سيقبل ببقائها لفترة أطول داخل قصره فربما هي تخشي “حمزة” لأنها تعرف مكره وغضبه لكنها لا تعرف من هو “جمال” وماذا سيفعل بها وكيف يكون فى قسوته، ما زالت لا تعرف أنها تركت عرين الشبل ودخلت لعرين الأسد ….

_________________________

دق باب الغرفة مساءًا ودلفت “حنان” وخلفها بعض الخادمات يحملون الكثير من الحقائب ثم قالت:-
-مستر جمال بعت لك الحاجات دي

نظرت “مريم” بقلق إلى “سارة” لتقترب من الحقائب وتفتحها وكان بداخلها الكثير من الملابس والأحذية ومستلزمات كثيرًا لأجلها فقالت “سارة”:-
-هدوم عشانك

أومأت “مريم” بهدوء لها فغادر الجميع، قالت “سارة” بقلق:-
-مريم أنا مش واثقة فى الرجل دا، متثقيش فيه كتير

جلست “مريم” على المقعد بصمت ثم وضعت الوسادة على قدميها وقالت بشرود:-
-عارفة لكن تعرفي يا سارة هو دافئ

تعجبت “سارة” من كلماتها وذهبت نحوها بدهشة وبعد أن جلست حدقت بها وقالت:-
-نعم!! مريم متفكريش بأى حاجة نهائيًا غير أنك تأخذي ورثك منه كونك زوجة المرحوم مختار او على الأقل تأخدي أى مبلغ يعرضه عشان نقدر نهرب بيه بعيد عن حمزة وتبدأي حياتك وترجعي لتعليمك وتعيشي، أوعي تنسي إحنا هنا ليا ووصية المرحوم جوازك لازم تتفتح، أوعي تفكري أن قربك من جمال حل وممكن يكون فى صالحك إحنا فى غني عن الوقوع مع الكبار والرجالة وكفاية علينا حمزة، أوعي تنسي أن جمال لو عرف بالماضي واللي حصل هيقتلنا إحنا الأثنين عارفة دا ولا لا؟

تأففت “مريم” بضيق شديد ثم قالت:-
-أساسًا لو حمزة عرف أني شوفته بيقتل مُختار بأيده هيقلتني أنا كمان، متنسيش أني شوفته يعني شاهدة على جريمة قتل ودا كفيله بلف حبل المشنقة حول رقبته

أنتفضت “سارة” خوفًا من أن يسمعهم أحد ووضعت يديها على فم “مريم” بخوف وقالت:-
-قولتلك تنسي الليلة دى بكل اللي حصل فيها مش بس الجريمة ومتتكلميش عنها حتى قصاد المرايا مع نفسك يا مريم

أحتضت “مريم” وسادتها بخوف وهى تتذكر الماضي ثم قالت:-
-أنسي! سارة أنا ولا مرة نمت فيها بسلام وأنام بعد الليلة دى من بداية اللى عمله مُختار فيا وقتل حمزة له، الكوابيس ملازمني كأن حياتي كان ناقصها اليوم المشئوم دا، أزاى أنسي دا، أنا عارفة أن الجحيم جاي جاي هي بس مسألة وقت

أخذت “سارة” يدها الصغيرة بين راحتى يديها ونظرت إلى “مريم” بدفء ثم قالت:-
-صغيرتي أنا معاكي ومش هسيبك نهائيًا لكن حرصًا مننا متقربيش من جمال وأبعدي عنه قدر الإمكان لحد ما يجي الوقت المناسب ونهرب من هنا…

أومأت “مريم” إليها بهدوء ثم وضعت رأسها على قدمي “سارة” لتنال قسطًا من الراحة فى مأواها الوحيد ربما لا تأتيها الكوابيس وهى بقرب “سارة”..

_________________________

فى الوقت نفسه كان “جمال” جالسًا فى مكتبه وفتح أحد الأبواب السري ثم دلف إلى الغرفة وكانت صغيرة والحائط مليء بالصور والملاحظات ويتوسطه صورة “مُختار” ليقول بضيق شديد:-
-أنت فين يا مختار؟ إذا كنت ميت فعلًا فين جثتك؟ أنا وأنت عارفين كويس أن الجثة اللي أدفنت مش أنت وأني وافقت الشرطة علي أنها أنت عشان التحقيقات لأني تعبت مش قرفك لكن فين جثتك الحقيقية يا مختار وأيه اللي حصل معاك؟

سمع صوت باب المكتب يدق فخرج من الغرفة مُسرعًا وأغلقها ثم أذن بالدخول ودلف “شريف” بعد أن عاد من المرزعة ليقول:-
-أتمني مكونش أتاخرت؟

هز “جمال” رأسه بلا، أقترب “شريف” منه وهو يقدم له الجهاز اللوحي وقال:-
-مريم حمزة العاصي تسعة عشر سنة و8 شهور يتيمة الأم اللي أتوفت فى الولادة ومن وقت ولادتها وعاشت مع جدتها والدة حمزة مريضة السرطان وربتها لحد ما وصلت 5 سنين بعدها حمزة وداها علي بيت عمتها في الفيوم لطالما كره وجودها من لحظة ولادتها بسبب وفاة مراته معتقد أنها قتلت حبيبته، عمتها قدمت لها فى المدرسة ودرست لحد أولي ثانوي عام بسبب كونها طالبة متفوقة فى الدارسة وربتها مع أبنها ياسين لحد ما أتوفت عمتها وفضل جوز عمتها عامل الأسطبل فى مزرعة السيد مُختار يربها لحد مر شهر وأخدها على المزرعة بسبب خوفه على بقاء بنت مراهقة مع ابنه اللى بيكبرها بثلاثة سنين لذا تربت مريم وسط الخيول وتعلمت معه المهنة، وقتها رجع حمزة بعد خبر وفاة أخته وأعتبر أن مرة شؤم على كل أحبابه كل ما تروح لحد يموت فقرر يمنع مريم من تعليمها وأتجوزت أخوك وقتها بعد فترة، قدم مُختار مربية لها وهى سارة بيوم زواجهما وقدم لها فى المدرسة تكمل ثانية ثانوي لكن منعها من تعليمها مرة تانية بسبب معارضة أخاك وبصراحة معرفتش أوصل لسبب دا، من لحظة جوازه بها وهي مخرجتش من باب البيت فى المزرعة بمعني كانت سجينة هناك لحد ما مختار مات من ثلاثة أشهر وطوال فترة الجواز حمزة ملمحهاش بنظره، لكن الحاجة الوحيدة اللى مؤكدة أن حمزة كان نار بتحرقها طول الوقت

كان “جمال” يستمع جيدًا لقصتها على لسان “شريف” وعينيه تحدق بصورتها الموجودة فى الجهاز اللوحي أمامه ليكمل “شريف” بأهتمام أكبر:-
-معندهاش صحاب ولا عائلة بطبيعة حياتها فى سجن المزرعة غير حصانها اللي قدمه مختار ليها واتعلقت به كتير، حياتها كانت طبيعة لحد ما فيوم الخادمة سمعت صوت زعيق من فوق وكان مختار أول مرة يتخانق معها ومحدش يعرف السبب كان أيه لكن الأكيد أنه كان حاجة كبيرة لأنه عاقبه ليها كان حرمانها من حصانها لما بعته هنا من ثلاثة شهور ومن وقتها ومريم دخلت فى حالة صدمة وفقدت النطق بالفعل بسبب فراق حصانها وجابولها دكتور نفسي لكن منفعش ومريم متكلمتش لحد ما جت هنا وطلبت بحصانها وأتوفي مختار بعد ثلاثة أيام من خناقهم وكانه لسه متخاصمين

تمتم “جمال” بنبرة خافتة وسبابته تلامس وجهها الموجود على الشاشة قائلًا:-
-يعنى حمزة مكدبش لما قال أنها خرساء

أومأ “شريف” بنعم وتابع:-
-كمان الخادمة قالت أن طول الثلاثة شهور اللي فضلت فيهم فى المزرعة بعد موت مختار بيه كان حمزة عايش معاها هناك وبيعذبها بكل الطرق اللى ممكن تتخيلها لدرجة أنه فى مرة طعنها بسكينة فى كتفها وسابها تنزف من غير حتي ما يجيب لها دكتور

كان “جمال” صامتًا طيلة الوقت يستمع فقط دون أن يتفوه بكلمة أو يعلق، فقط عينيه لم ترفع عن وجهها ثم أغلق الجهاز اللوحي ووضعه على المكتب قائلًا:-
-خلاص يا شريف كفاية، روح أنت

غادر المكتب صامتًا مما جعل “شريف” متعجبًا فقد أكتفي بشكره فقط، أين أسئلته وشكوكه المعتادة ليقول بتمتمة:-
-بس كدة، بتفكر فى أيه يا سيد القصر؟

خرج “جمال” من المكتب وصعد الدرج شاردًا حتى وصل إلى غرفة “مريم” وتتطلع بالباب كثيرًا ثم قال مُرددًا كلمات “جمال” إليه:-
-مات وقت خصامها، معقول قتلتيه يا مريم؟

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جمال الأسود)

تعليق واحد

اترك رد