روايات

رواية دماء بريئة على الطريق الفصل الثامن 8 بقلم ولاء حامد

رواية دماء بريئة على الطريق الفصل الثامن 8 بقلم ولاء حامد

رواية دماء بريئة على الطريق البارت الثامن

رواية دماء بريئة على الطريق الجزء الثامن

رواية دماء بريئة على الطريق الحلقة الثامنة

أشرق النهار يطوي سواد الليل ولكن لم يطوي سواد النفوس الكل قام من نومه بس على غير العاده كان الكل بيقوم يضحك ووشوش راضيه ونفوس مطمئنه بس انهارده يوم غير عادي وشكل الأيام اللي جايه شايله خبايا ووجع اكتر اتجمع الكل على الطبليه على الفطار بس غابت سمر عن الانظار ومحضرتش الفطار زي عادتها الأيام اللي فاتت
جلال:اومال فين سمر مش هاتفطر ولا ايه يا جماعه
حسن بص لأمه
نعيمه:لاء سمر نايمه سيبها عشان على الضهريه كده هاننزل المحافظه نبداء نجيب في شوارها
قام حسن وأخواته ودخلوا اوضه سمر اللي راقده على السرير صاحيه وأمه نفسها من الخوف ومن اللي جاي
حسن بحنان: سموره مطلعتيش ليه تفطري
سمر بصتله بعيون حمرا زي الجمر من العياطوبصوت مبحوح: ماليش نفس
جلال بمحاوله لاخراجها من حزنها ووجعها: طيب وانا اجيب منين النفس اللي اكل بيها من غير وشك اللي يفتح النفس
سمر بدموع: زي كل يوم فات وانتوا بتاكلوا من غيري زي كل يوم فات ومحدش صدقني زي كل يوم جاي مهبقاش موجوده زب كل يوم اتظلمت فيه عودو نفسكم على عدم وجودي اصلي اتاكدت ان وجودي زي عدمه سد خانه لحد ما ييجي وقتها الكل بص لبعضه بوجع وانسحبوا زي ما دخلو
ونعيمه وقفت جمب الباب حطت ايدها على بوقها تكتم شهقه وجع بس سكتت اصل خلاص الأمر محسوم لا هاتقدر تتكلم ولا هاتقدر تعمل حاجه بيتها اللي عملت المستحيل عشان تحافظ عليه وتعمره هايتخرب بعمله عملتها بسبب بنت اختها وهي دلوقتي اللي بقت بين الف نار ونار بس اللي خلها في ثانيه اتمالكت نفسها انها جوزت بنتها جوازه الكل بيحلف وتحالف بيها وانه كان هايفيدها بإيه العلام اللي بالنسبالها ضياع وقت وخوتت رأس وكلها أيام وتقدر تطلع من تحت ضرس ليلي وانسحبت نعيمه من غير ما حد يشوفها ورجعت مكانها المطبخ طلع الكل وقعدوا على الطبليه مره تانيه بس بصمت تتم يشبه صمت الأموات حتى الأكل الكل بيمثل انه بياكل واللي بياخد لقمه مش قادر يبلعها كأنها متغمسه شوك بيدبح حلوقهم والكل طلع على اشغاله ومر الوقت بين الحريم في تنضيف المطبخ وتجهيز الغداء وقطع الوقت صوت المؤذن بأذان الضهر دخلت نعيمه على سمر
نعيمه بدلع: سموره يا عروسه قومي وفوقي كده عشان تقومي تلبسي
سمر بعيون مورمه وصوت مبحوح بصت لأمها نظره مليانه بكل الوجع والقسوه والظلم اللي حاسه بيهم وعاشتهم وبتعيشهم: ليه
نعيمه وهي بتشيل عينها من عين بنتها الصغيره : عشان ننزل المخافظه مش كان نفسك من زمان تروحي هناك ادينا يا ستي هانروح ومش انهارده بس لا كل يوم لحد ما نجيبلك احلى واغلي وشوار في البلد كلها
سمر بدموع: روحي انتي وهاتي اللي عايزاه واللي على كيفك طول عمري حياتي بتمشي على كيفك حتى علامي حتى جوازي جت على جهازي روحي يا أما الله يسامحك روحي وسيبيني في حالي
نعيمه بشخطه: قومي فزي بقى وجعتي قلبي معاكي
سمر بدموع: أما هو انتي عندك قلب زينا هو صدرك داه فيه قلب بيحس بوجع الناس مش بيدق بس عشان تعيشي
نعيمه بصدمه وعيون جاحظه: ليه كنت مرات ابوكي ولا ضره أمك
سمر بصوت مبحوح: ياريت كنت عرفت سبب كرهك ليا انما للأسف انتي أمي لييه
نعيمه بعدم فهم: ليه يايه يابت
سمر بدموع: ليه اللي عملتيه ليه دانا بنتك متوجعتيش عليا وانا بنضرب وانا مظلومه مصعبتش عليكي وأنا سمعتي بتتمرمغ في الارض
نعيمه بخوف: قصدك إيه يابت وكملت بعلو صوت تطبيق لمثل خدوهم بالصوت ليغلبوكم: وهو كنت انا اللي قولتلك تدوري على حل شعرك احمدي ربك إن ابوكي مدفنكيش مطرحك
سمر بإبتسامه وجع: ياريت والله ياريت كنت هاحط همي تحت جمبي وارتاح قبل ما اعرف ان كل اللي جرالي كان من تحت رأس أمي ومرات اخويا اللي هي بنت خالتي يعني في مقام اختي
نعيمه بقلب قرب يقف من الرعب: بتخرفي تقول ايه يابت
سمر بشرود وكأنها هربت من الدنيا بخيالها: يا ريته كان تخريف ياريت حد قالي كنت كدبت بس انا سمعتك بعدني وانتي بتقولي لحسن سمعت كل حاجه
نعيمه قعدت جارها على السرير وبمسايسه ومحايله: يبقى سمعتي اني مكنتش اعرف اللي عملوه وأنهم خموني وكدبو عليا
سمر على نفس وضعها: ميفرقش مبقاش فارق
نعيمه بتردد: هاتقولي لابوكي
سمر فاقت من شرودها ودموعها على خدها: متخافيش عارفه انك خايفه على نفسك وبيتك وبس يا حاجه مش هاقول عارفه ليه عشان نار الغريب ولا جنتك اصل جنتك يا أما جنه مليانه شوك وسِل بيقطع في الجسم ويحشه حش بس نار الغريب جايز تكون زي نار سيدنا إبراهيم برد وسلام روحي يا حاجه الله يسامحك روحي وافرحي ونقي الشوار الغالي انتي وحريم أولادك الرجاله اللي عرفوا وسكتوا وعطيتها ضهرها وشدت الغطا لحد ما استخبت تحته كله كأنها متكفنه وبيجهزوها للموت
طلعت نعيمه بحال غير الحال لقت حريم أولادها كلهم لابسين
ليلي بمكر :ايه يا خالتي في العروسه كده هنتأخر عايزين ناخد اليوم من أوله داه الموال طويل
نعيمه بوش اصفر وريق ناشف: سمر تعبانه هاننزل احنا
وسابتهم بسرعه ودخلت اوضتها ودقايق وكانت لبست عبايه خروج وطرحتها وخرجت هي وليلي وشروق ونورا وخلت هاجر تقعد مع سمر وتكمل هي تجهيز الأكل والكل اتحرك مر اليوم بطوله ونعيمه الحريم معاها واتعمدت نعيمه تنقي كل ما هو غالي وتروح أعلى وأغلي المحلات وتختار أغلى ما فيها عشان تشرف بنتها ترفع رأسها وراس جوزها وتتباهي وسط حريمزالبلد بجهاز بنتها اللي مجاش ولا هاييجي لحد زيه
ليلي بخنقه من كتر الحاجات اللي اشترتها حماتها لبنتها وهما لسه في أول يوم :ايه يا خالتي خفي شويه احنا لحد دلوقتي جايبين شيى وشويات ودفعين فلوس تجهز عشر عرايس خفي شويه مش كده
نعيمه بتبرقه عنين وايدين متخصره في وصتهاوبصوت سمع اللي حواليها: واخف ليه هي دي اي حد دي سمر بنت مسعود ابو شامه على سن ورمح ومتجوزه عين أعيان البلد جمال ابن علام الشلاواني بجلاله قدره لما تدفعي حاجه من جيبك ولا جيب ابوكي تبقى تقولي خفي انما داه من جيب ابوها وربنا يخلي ابوها وإخواتها الرجاله ويبارك فيهم فهمتي يا بنت اختي ولا نقول كمان
سكتت ليلي على مضض وكملت نعيمه تنقيه وكأنها ولا لسه مشرشحه لبنت اختها ومرات ابنها من دقايق وخلصت ودفعت مبلغ كبير وكأن اليوم انجاز كبير ليهم جابو جزء كويس من شوار سمر
طول الطريق ونعيمه فرحانه بالجهاز المفتخر وتطمن نفسها ان اكيد سمر هاتفرح لما تشوف ان شوارها من أغلى المحلات ومن أغلى كل حاجه جواه وصلوا البيت ونزلت الحريم من العربيه اللي اخظوها مخصوص عان تنقلهم وتنقل الحاجات اللي اشتروها نزلت هي والحريم والليل كان بداء يفرش بساطه الأسود وطلع الرجاله ونزلوا الحاجات ودخلوها البيت
نعيمه قعدت على الكنبه اللي في الصاله وبتحاول تريح ضهرها من الوجع اللي فيه
مسعود :ها يا حاجه طمنيني عملتي إيه
نعيمه بفرحه: كل خير يا حاج جبنا شويه حاجت من الرفايع بس بكره بحبح ايدك شويتين الأسعار بقت مولعه
ليلي بعوجه بوق: لاء وانتي الصادقه يا خالتي انتي اللي روحتي محلات أسعارها مولعه
نعيمه برفعه حاجب: مش قولتلك لما تدفعي من جيبك ولا جيب ابوكي حاجه ابقي قولي داه غالي وداه رخيص كل من خير ابوها يا حبيبتي
سكتت ليلي على مضض وودت وشها النحيه التانيه
مسعود: اومال سمر مارحتش معاكم ولا ايه
نعيمه بتردد: لاء يا حاج سمر تعبانه من عشيه ونامت وقالتلي اجيب مكانها
مسعود: نايمه من إمبارح لحد دلوقتي
هاجر طلعت من المطبخ: والله يا عمي محطت لقمه في جوفها لحد دلوقتي وعنيها من كتر العياط بقت زي البرتقانه ووشها بقى زي قشره الليمونه الصفرا
مسعود بقلق: حاولي تخليها تاكل لقمه تصلب بيها طولها
هاجر بيأس: والله يا عمي ريقي نشف معاها وهي على حالها دمعتها منشفتش من عنيها لما نظرها هايروح من كتر البكا
مسعود بقبضه قلب بس بسرعه ما افتكر اللي حصل من بنته وطلع صوته كأنه جبل تلج : سبيها لما الجوع يقرصها هتاكل بلا دلع بنات ناقصه ربايه تحمد ربنا انه سترها بدل ما كانت فضيحتنا وسيرتنا بقت على كل لسان من اللي ما يسوى قبل اللي يسوى
بص جلال ومصطفي ومحمود وحسن على نعيمه اللي عنيها زاغت في كل مكانوالا ان عنيها تيجي في عنين أولادها اللي بقت على يقين بإنهم عرفوا كل حاجه من حسن
محدش نطق بكلمه والكل انسحب على شقته من سكات
ومر الليل مرور الكرام بس محدش غمضله جفن وكل واحد بحال الاخوه الأربعه من الحسره والكسره على اختهم وظلمها
أما الأم فعنيها جفاها النوم خايفه ان المستور يتكشف وبيتها يتخرب وجوزها لو عرف او شم خبر مش هايرحمها
أما ليلي فطول الليل تتقلب على السرير وكأنه مراجل نار من تغير جوزها اللي هجرها وماني كلامه المبطن بتهديد إيه ومن نار حماتها اللي نازله سلخ فيها زي دبيحه العيد
أما مسعود فالنوم ابعد ما يكون عن عنيه قلبه بيكدب اللي شافه وعقله بيدور على مبرر وما بينهم مش قادر يصدق ان بنته ممكن تعمل كده طيب يسمعها هاتقول إيه داه شافها بعنيه وشاف الجواب في شنطتها وهي بتحطه وقراء المكتوب فيه ياتري هو ظلم بنته بجوازتها ولا مين ظالم ومين مظلوم
أما الجميله الحزينه سمر فطول الليل والدمع رفيق زي مكان ملازم ليها طول ايامها اللي فاتت وطول لياليها الطوال الحسره اللي في قلبها من الكل كل يوم بتكبر ابوها اللي رباها على ايده يصدق فيها الشين وأخواتها اللي عرفوا ظلومتها وسكتوا وأمها واااااه من امها سبب كل اللي جرالها وشاركت فيه بقلب قوي وسؤال واحد بس هو ليه بيحصل فيها كل داه طول عمرها ماشيه جمب الحيط طول عمرها بتخاف حتي من خيالها ليه الظلم بقى سهل وبقى هين على الناس
طلع النهار والعيون مجافيها النوم
نعيمه قامت مع باقي الحريم وجهزت الفطار واتجمع الكل بياكل بنفس الصمت اللي قطعه صوت مسعود بغلظه وكان شخصين جواه بيتخانقوا: جهزي نفسك انتي والحريم عشان العصريه هايعدي أهل بيت الحاج علام عشان تجيبوا الشبكه وخلي بنتك تطفح لثمه تسند قلبها وتفرد وشها بدل ما افرده انا وتحمد ربنا اني جوزها وسترتها فاهمه
نعيمه هزت رأسها بخوف: فاهمه يا حاج فاهمه
قام الكل موجوع بس النفوس ياما بتشيل والبطون ياما بتخبي
الكل قام يشتغل في البيت زي خليه النحل عشان يجهوا ضيافه تليق بأهل العريس والوقت بيجري والكل بمسابقه الوقت وسمر طول النهار نايمه زي حالتها في كل الأيام اللي فاتت وقرب اذان العصر دخلت نعيمه على سمر : قومي يا بت استحمي والفضي غبار التعب من على جتتك اللبسي الفستان داه وظبطي نفسك
سمر بتعب رقدت مكانها تاني: اطلعي يا حاجه الله يسهلك وروحي وافرحي ونقي الشبكه على كيفك زي كل حاجه مهي على كيفك
نعيمه بشخطه مهي عارفه بنتها جبانه واللي بتقوله ما هو إلا حلاوه روح ومكابره كدابه: فزي يابت بلاش مرقعه بنات فاضيه فزي بدل ما اجيبلك ابوكي يقومك
سمر بدموع: تعمليها يا حاجه تعمليها منتي عملتي اللي اكتر من كده
نعيمه بصوت عالي: ايه حاجه اللي مسكاها على لسانك زي اللبانه دي
سمر بصوت مبحوح من الوجع : اصل الأم حاجه وانتي حاجه تانيه يا حاجه لو خلصتي اطلعي وردي الباب وراكي وانا هاجهز واريحك مني وارتاح من نارك اطلعي الله لا يسيئك وانا هاجهز واضحك وافرح وادفن وجعي وكسرتي جوايا اطلعي وطمني قلبك يا حاجه خطتك نجحت وانتي اللي كسبتي
طلعت نعيمه وهي متنرفزه من عمايل بنتها واللي شايفه ان من حقها كأم انها تطمن على بنتها زي كل بنات البلد وان بنتها متكونش اقل من حد منهم وانها اختارت لبنتها جوازه تليق بيهم وترفعها وترفعهم معاها وكان مبررها لنفسها ولضميرها الغايه تبرر الوسيله
ومر الوقت بسرعه الريح ومع اول نداء من مأذنه الجامع ببداء الأذان لصلاه العصر الكل جري بسرعه البرق اللي تلمحه بسرعه ومتلحقش عينك تتمكن منه انها تتأمل فيه جريت كل حريم البيت تلبس بسرعه وكل واحده من منهم تلبس أجمل ما عندها
أما عند العروسه الحزينه اختارت فستان بسيط لونه حكلي وفيه ورد لونه بمبى فاتح ولبست طرحه بلون الورد اللي في الفستان ولبست صندل بسيط ومن غير اي زينه او تكليف وبرغم تعبها ووهنها إلا أنه منقصش من جمالها شيئ ورغم شحوب وجهها اللي باين لكل اللي يطل ويطلع في وشها إلا أنه منقصش من جمالها شيئ
والكل جهز وطلعت سمر وكان الصمت سلاحها وبعد السلامات والمجاملات
محروسه بفرحه: يا مشاء الله يا الف صلاه على النبي يخزي العين عنك ويبارك فيكي يا ست البنات سبحان من خلقك وصورك
فرحه وهي السلفه الكبيره زوجه ممدوح اخو جمال: ليه يعني يا حاجه ماهي بت زي كل بنات البلد ولا خرطها الخراط واتمدد مات
محروسه بتكبره وتخمسه في وش كل اللي واقف :ايوه يا اختي خرطها الخراط واتمدد مات لا صب في القالب بنات بعدها ولا أتصور جمالها بين البنات
سكتت على مضض
محروسه بفرحه هموا بينا يا جماعه لجل ما نلحق بدري بدري لسه ورانا ياما دي عروسه الغالي يلا شهلو اومال
وفعلا اتحرك الكل وركب العربيات اللي بعتها الحاج علام علشان راحت الكل ووصلوا اوام اوام عند ايميل الجواهرجي المشهور في البلد واللي كل كبارات البلد بيتعاملوا معاه
ايميل بفرحه وترحيب حار: يالف اهلا وسهلا يا جماعه يا مليون خطوه عزيزه وغاليه
محروسه بغرور :مرحبا بيك يا مقدس
ايميل بترحاب: منورين المحل
محروسه بنفس الغطرسه: منور بيك
ايميل :اؤمري يا حاجه
محروسه بفرحه: عايزين شبكه بس مش اي شبكه حاجه كده اخر الاجه مجتش لبت من بنات البلد حاجه كده اوبها تليق بعروسه الغالي وتليق ببيت الحاج علام الشلاولني وتليق بجمال العروسه اللي يتقال بالدهب
ايميل شاور على عنيه
يا تري يا صبيه الزمن جاي ليا ولا عليا
ياتري المستخبي إيه

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية دماء بريئة على الطريق)

اترك رد

error: Content is protected !!