روايات

رواية مذكرات ماما الفصل الرابع 4 بقلم نسرين محمد

رواية مذكرات ماما الفصل الرابع 4 بقلم نسرين محمد

رواية مذكرات ماما البارت الرابع

رواية مذكرات ماما الجزء الرابع

رواية مذكرات ماما الحلقة الرابعة

– أيوه بقه إحنا كده خلصنا ناقص بس أسماء العرسان إللى هتتكتب فى الجوابات .
– تمام اكتبى عندك .. ” تَيم الجندى ” ، ” تالين الشافعى ”
– بصيتله وأنا ايدى بتترعش حرفيا .. إللى هو كدب إللى سمعته حتى .. ولكن قد كان ما كان .. هو ل الدرجادى البجاحه جايبه آخرها جايين ل الشركه بتاعتى علشان تعمله فرحه .. آآآآآآه وألف آآآآآآه .
– فيه حاجه .. حضرتك كويسه ؟!
– أيوه مفيش حاجه حضرتك تقدر تتفضل دلوقتي و إن شاء الله هنروح نعين المكان ونبدأ شغل من بكره إن شاء الله .
– تمام أستأذن حضرتك .
– مشى وأنا فعليا اتجمدت مفيش أى ريأكشن نهائى بس إللى حساه إنى مكسورة قوى .. ليه هو أنا عملتلك ايه إنك تعمل فيا كل ده وتسيبنى وتسيب عيالك وتمشى حتى من غير مبرر .. كان ممكن أرفض الشغل بس لأ كان عندى أمل إنه مش هو وده تشابه أسماء مثلآ .. بس إزاى وهى نفس اسم البنت إللى كان كاتب اسمها .. لميت حاجتى وقولت ل السكرتيرة تستلم أى شغل مكانى لحد بكره وما تتصلش عليا وروحت .. روحت خدت عيالى ف حضنى وقعدت أبص عليهم وإنه قد إيه ربنا عوضني بيكم وعوضني ب حاجات تانيه كتيره .. قعدت أعيط شويه وبعدها نمت .. نمت وصحيت وأنا مجهزه نفسى للمواجهه .. قومت خدتلى دوش وصحيت الأولاد فطرنا كلنا سوا ووديت فارس و أوس و دانا النادى ووديت يونس و بحر لمدام هناء لحد ما أرجع .. وروحت خدت الفريق بتاعى وروحنا ع العنوان نعين المكان ونشوف هنعمل ايه .. روحنا شوفنا المكان وبدأنا شغل من يومها .. بدأت شغل .. و بصراحه أول مره أشوف واحده بتجهز فرح جوزها بنفسها وبتهتم بكل حاجه كده ضحك .

 

– عملنا الأساسيات وسيبت العمال مع البشمهندسين يكملو وروحت أجيب الأولاد علشان معاد خروجهم من النادى .. روحت جيبتهم وجيت و خدت يونس وبحر غيرنا هدومنا وروحنا نتغدى بره وكملنا اليوم سوا خرجنا واتفسحنا وروحنا الملاهي .. وجبتلهم لعب جديده ..وبعد كده روحنا جهزنا الصاله وشغلنا فيلم وعملنا فشار وقعدنا كلنا نتفرج ونضحك .. بصراحه مش عارفه أنا كنت بعمل كل ده بهون عليهم ولا بهون على نفسى .. فى الآخر نمنا مكاننا .
– عدى أسبوع والمفروض النهارده اليوم الموعود .. النهارده فرح تَيم .. فيه حاجات كتيره جوايا أنا عايزه أعيط وعايزه أسرخ وعايزه أضحك وعايزه أفضل ساكته فى أوضه ضلمه لوحدى بعيداً عن أى حد .. أنا بس عايزه أسأله سؤال واحد .. ليه ؟! ليه سيبتنى ومشيت فى عز ما كنت محتاجه ليك ليه تحرم أولادك من إنك تكون وسطهم طب أنا دلوقتي بكدب عليهم وأقولهم بابا مسافر .. لما يكبرو شويه ويكونو فهمو هقولهم إيه هقولهم أبوكم اتخلى عنكم يا ولاد وهرب من المسؤليه أبوكم ما عادش عاوزكم .. أبوكم سابكو وراح يعيش حياته .. ولا أريح ده من ده وأقولهم أبوكم مات .. طب لما يكبرو شويه ويبدأو يروحو الجامعه ويعرفو إن أبوهم عايش حياته بالطول والعرض ومش سائل فيهم .. أبوهم أصلا ما يعرفش انكم 5 ومفكر انكم 3 بس .. هيبقى إيه شعورهم ساعتها .. أنا مش عارفه .. لبست وخلصت ووقفت قدام المرايه وقولت .. ربك مش بينسى حد يا ليلى وإحنا لينا رب أحن من نفسنا علينا .. إن شاء الله ربنا هيقويكى وتقدري تربيهم وتوصليهم لأعلى الأماكن إن شاء الله .
– جهزت ونزلت خدت العربيه ومشيت .. روحت الشركه كان عندى كام ميتينج خلصتهم وخدت التيم بتاعى وروحنا مكان الفرح .. بدأنا نشتغل وكنت بشرف على كل صغيره وكبيره .. وفجأه لقيت حد بيقولى البيه عاوز حضرتك فى المكتب يا هانم .. سألته بيه مين قالى عبدالحكيم بيه .. وخدنى وودانى ليه .. وأول ما دخلت هنا عرفت أوس إبنى شبه مين .. مع إنى ما شوفتوش غير فى الصور بس بس حسيت إن إبنى عبدالحكيم على صغير .. وأول ما دخلت .. لقيته قام وقفلى وقال .
– يا أهلا يا أهلا ب ليلى هانم إللى أو البشمهندسه ليلى .. ولا أقولك يا مرات ابنى ؟!

 

– قعدت ع الكرسى إللى قدام المكتب وحطيت رجل على رجل وقولتله .. إللى تختاره اختلفت الطرق ولكنها نفس النتيجه يا حمايا المُبَجَل .
– إمممم .. الأولاد عاملين ايه ؟
– أحسن منك .
– ده شئ يسعدني .
– آه ما أنا عارفه .. خير حضرتك جايبنى ليه ؟
– جايبك أشكرك ع المجهود العظيم إللى بتبذليه ده علشان فرح إبنى تَيم .
– ولو ده شغلى وشغلى كله يشهد بيه .. ألا هو مش حضرتك جاى ع السمعه برده ؟
– طبعآ لقيت شركات كبيره كتير عامله تعاقد معاكى قولت أشوف شغلك لو عجبنى أعمل أنا كمان تعاقد معاكى .
– لأ ما هو أنا بحب شغلى يكون نضيف ما بحبش أوسخه .
– مقبوله منك يا ليلى .. اتفضلى ده شيك ب نص مليون جنيه كِ مُكافأه ليكى على شغلك علشان عجبنى .
– بس أنا ما بقبلش مكافأت شغلى حلو ف ده ل سمعة الشركه .
– إمممممم اعتبريها هديه للأولاد من جدهم .
– ولادى مش محتاجين صدقات من حد .. ولادى لو شاورو بس يردموك من فوقك ل تحتك فلوس .
– ل الدرجادى !

 

– وأكتر كمان .. حضرتك محتاج منى حاجه ورايا شغل عن إذنك .
– استنى بس .. يعنى لما تَيم غاب عنك كده ما جيتيش سألتى عليه ولا حاجه خالص .. معقوله نسيتيه ؟
– معلش ما هو لما البضاعه بتكون غاليه يبقى حلال فيها المشوار .. أما لو كانت رخيصه ف صراحةً المجهود بيتزعل عليه لأنها فى الأصل .. ما تستاهلش تخطيلها خطوه .
– وهان عليكى العشره ؟
– العشره مش بتهون غير على ولاد الحرام .. وابنك باع .. وأنا إللى يبيعني ويبيع عيالى ب جنيه أبيعه ب تعريفه .. وبعدين بصراحه اللى يبيع عياله إللى من لحمه علشان الفلوس والجاه ما يتآمنش يا عبدالحكيم يا جندى .. عن إذنك علشان وقتى ف شغلى جايب همه أحسن من الوقفه معاك .. آخرها فاضى .
– طلعت من المكتب وأنا طالعه لقيت مامت تَيم ف وشى .. فضلت بصالى وساكته وبتعيط بس .. قالتلى والله منعونى ل درجة إنهم حبسونى فى البيت علشان ما أروحش ليكى .. ولما روحتلك لقيتك عزلتى .. صعبت عليا لأنها ملهاش ذنب للأسف .. إديتها عنوانى وقولتلها مستنياكى ف أى وقت تشرفينى وياريت تفهمي الأولاد إنك جايه من عند باباهم من السفر وإنه بيسلم عليهم أنا مفهماهم انه مسافر .. أول ما سمعت الكلمتين دول زادت فى العياط أكتر وخدتنى ف حضنها .. كنت للحظه هعيط بس لا الزمان ولا المكان مناسبين .. هديتها وروحت أكمل شغلى .
– على كمان ساعتين كده روحت أكلم الأولاد فى مكان هادى أطمن عليهم قعدت أكلمهم وأهزر معاهم شويه وقفلت بتلفت ورايا لقيت إللى كنت حاسبه حسابه .. لقيت تَيم واقف ورايا .. شكله ما اتغيرش لسه زى ما هو .. الموقف ده فكرنى ب أيام الجامعه كان بيراقب فى صمت .. وفكرنى ب يوم الغردقه لما كنت بتأمل الغروب لقيته ورايا .. ومواقف كتييييره قوى .
– كنت لسه ماشيه من غير ما اتكلم وكأنه هوا واقف .. لقيته بيقولى .
– عاملين ايه ؟!
– أفندم ؟

 

– الأولاد عاملين ايه ؟
– ومين حضرتك أصلا علشان تسأل عن أولادى ؟!
– أنا أبوهم .
– أبوهم مين انت هتهرج أبوهم مات من 3 سنين .
– انت بتخرفى بتقولى إيه أمال أنا أبقى مين ؟!
– والله أنا إللى المفروض أسأل حضرتك ؟
– إنتى فقدتى الذاكره ولا إيه يا ليلى ؟
– إمممممم حاجه زى كده .
– اللهم طولك يا روح .
– طب لو انت أبوهم بجد قولى أسمائهم كده !
– فارس و أوس و دانا .
– مش بقولك أبوهم مات من 3 سنين .. أنا ولادى ” فارس و أوس و دانا و يونس و بحر ”
– ولاد مين دول يا ليلى ؟!
– اوعى إيدك دى لأقطعهالك .. دول ولادى .
– أيوه ولادك وعرفت أبوهم مين ؟!
– إسمه تَيم .
– إنتى بتستعبطى ولا شاربه حاجه ؟!
– لا إله إلا الله .. بقولك إيه أنا ورايا شغل ومش فاضيه .

 

– ساعتها أبوه نده عليه بصيتلهم بقرف ومشيت .. كملت شغلى وكالعاده فضلت مستنيه لما الفرح يخلص علشان أتمم على كل حاجه ب نفسى .. شوفته وهو فى الكوشه مع غيرى شوفته وهو بايع بايعنى وبايع أولاده للمره التانيه .. للحظه افتكرت بابا و ماما واتمنيت إنهم يكونو موجودين .. كنت هروح ل بابا أعيط فى حضنه كالعاده وماما كانت هتهون عليا بكلامها الحنين عليا وكنت هاخد رأى بابا ك عادتى .. كنت عايزه أعيط قوى .. لقيت ايد مسكت فى ايدى وسحبتنى من وسط الناس ببص أشوف مين وكنت هشتم لقيتها مامت تَيم .. خدتنى ف مكان بعيد عن الكل وقالتلى عيطى وخدتنى ف حضنها .. وكأنها كانت حاسه بيا قعدت أعيط وانتهزت الفرصه إن الأصوات عاليه وقعدت أسرخ .. قعدت تعيط معايا وفى الآخر قالتلى لو ارتاحتى ممكن أروحك دلوقتي .. قولتلها لازم أتمم على شغلى .. وبالفعل اليوم خلص وروحت لقيت الأولاد نايمين إلا فارس لقيته صاحى ومستنينى أول ما دخلت خدته بالحضن وقعدت أعيط .. ولما سألنى قولتله مخنوقه شويه ودخلت نمت فى أوضة الأولاد .. يمكن كل الناس كانت مستغربه أنا ليه ما طلبتش الطلاق أو رفعت قضية خلع لحد دلوقتي .. أنا مش باقيه على تَيم .. بس مش عايزه ولادى يقفو فى المحكمه ويتخيرو بينى وبين باباهم وأدمرلهم نفسيتهم من صغرهم .. هما لما يكبرو هيفهمو كل حاجه لوحدهم .
– السنين بتعدى والأولاد بيكبرو بسرعه ماشاء الله اللهم بارك .. النهارده فارس جاتله رسالة القبول فى الحربيه و أوس دخل طب بشرى .. و دانا فى تانيه ثانوى .. عايزه تكمل مسيرتى وتدخل هندسه .. أنا لما قولت البت دى نسخه مصغره عنى ما كدبتش .. أما بقه الثنائي فاكهة البيت ف أنا بقول دول آخرهم معهد مسرح مصر .. لسه كاشفه من قيمة يومين واكتشفت انى عندى كانسر فى الدم بس لسه ف أوله ويتلحق بالعلاج إن شاء الله .. أنا بس بتمنى من ربنا إنى أعيش لما أجوزهم وأطمن عليهم واحد واحد .
– يمكن من الحاجات الحلوه إللى ربيت عليها عيالى هى الحنيه من أول فارس ل بحر كلهم حنينين على بعض وعليا وعلى أى حد ولو شافو حد محتاج مساعده بيفدوه بعنيهم .. واللى هو الحمد لله يارب أنا كده ربيت عيالى .

 

– السنين بتفوت والمرض بدأ ياكل فى جسمى وماحدش من الأولاد يعرف حاجه لسه .. إلا أوس علشان لاحظ الأعراض إللى عليا وهو أصلا فى طب بشرى .. كان متابع معايا خطوه بخطوه وكان بيروح معايا الجلسات لأنى فى الآونه الأخيره بقيت باخد جلسات كيماوي .. وف آخر مره اتحجزت فيها فى المستشفى علشان كنت تعبانه قوى طلبت من أوس يجيبلى إخواته وييجو ويجيبلى دفتر المذكرات إللى فى دولابى .. كان لازم أكتب كل حاجه زى عادتى هو ده إللى هيكون فاضل منى .
– جمعت الأولاد واللى اتفاجئو بيا .. و أوس كان مفهمهم من وهما جايين حالتى الصحيه وصلت ل إيه .. جم خدونى بالحضن كلهم .. مش عارفه ليه كنت حاسه انه آخر حضن هحضنه ليهم وكنت متبته فيهم قوى .. قعدتهم حواليا .. وقولتلهم إن كل حاجه عايزين يعرفوها هيلاقوها فى الدفتر ده وعرفتهم إن وصيتى مع المحامي .. علشان لو ربنا استرد أمانته أكون عملت إللى عليا وريحت ضميرى .. وقعدنا نضحك شوية ونهزر ده كله وهما قاعدين كنت ماسكه القلم وبكتب وكان المفروض بعدها عندى جلسة كيماوي .. خدت كل واحد فيهم بالحضن ل تانى مره و فارس و دانا بالأخص لأنهم ليهم فى قلبى مكانه خاصه مش عارفه ليه مع إنى بحب ولادى كلهم قوى والله بس دول ليهم معزه خاصه .. حضنتهم وسلمت عليهم وكنت بجهز للجلسه .
– دلوقتي يا ولاد أنا حاسه إنى بكتب ليكم آخر كلماتى فى الدنيا عايزه أقولكم إنى بحبكم كلكم بلا استثناء .. وفخوره بيكم كلكم لأنكم أبطال .. وكنتو دايمآ رافعين راسى ومشرفينى قدام أى حد .. عيزاكم زى ما أنا معاكم بالظبط إيد واحده كلكم وتفضلو حنينين على بعض كده وهونو على بعضكم الحياه يا حبايبى .. وأهم حاجه عيزاكم تسامحونى على السر إللى فضلت مخبياه عنكم سنين .. بس صدقونى أى حاجه كنت بعملها كانت لمصلحتكم قبل أى حاجه .. فى النهايه حابه أقولكم أنا لو موتت ف أنا قلبى لسه حى ف كل واحد فيكم .. إوعو تنسونى وخليكم دايماً فاكرينى بالخير ولو جه فى يوم زعلت حد فيكم يسامحني بحق كل لحظه حلوه عيشناها سوا .. فى النهايه أنا بحبكم كلكم وهتوحشونى قوى .. ابقو زورونى كتير وازرعو ورد التوليب الأبيض على قبرى علشان بحبه .. بس بحبكم انتم أكتر من أى حاجه فى الدنيا .. ماما المخلصه لعيونكم ليلى .

 

لقيت فارس دخل عليا الأوضه وأنا بعيط .. خدنى بالحضن وقعد يطبطب عليا .. خلاص بقه يا دان علشان خاطرى إدعيلها بالرحمه والجنه أحسن من العياط ده .
– ماما اتبهدلت قوى يا فارس وما كانتش بتحسس حد فينا ب حاجه من ده كله .
– ادعيلها يا حبيبتى .. وبعدين دى المره ال 10 إللى تقرأى فيها مذكرات ماما وتعيطى بالشكل ده .
– بحس إنى بكلمها لما بقراهم .. كانت بتحبه قوى بس هو ما كانش يستاهل الحب ده للأسف .
– معلش يا دانا بس احنا لازم ننفذ الوصيه ونروحله .
– لو شوفته أنا ممكن أضربه بكل الحزن والكره إللى جوايا بسببه .. لو عايزين تروحو روحو انتو أنا مش رايحه ل الشخص ده .
– إنتى ناسيه إن ماما موصيه أنى أروح أنا وانتى و أوس ليه ونحكيله كل حاجه .
– ما يستاهلش .
– بس هى تستاهل إننا ننفذ كلامها حتى بعد مماتها .
– هى لسه حيه .. ورفعت ف وشه المذكرات .
– جوا قلوبنا كلنا .. وبعدين لازم نجمد علشان يونس و بحر .. إنتى مكان ماما دلوقتي يا دانا بالنسبه ليهم .
– عارف دول الإتنين مقطعين قلبى اتولدو ما لقيوش باباهم ولما بدأو يكبرو ويفهمو ماما راحت .
– خلاص بقه علشان خاطرى .. ماما لما بابا مشى ما قصرتش معانا ف هى دلوقتي سابت أمانه ف رقبتنا كلنا .. يبقى زى ما أكرمتنا لحد ما كبرنا نكرمهم هما كمان صح ولا إيه .

 

– اترميت فى حضنه وقعدت أعيط وقولتله .. المهمه من غير ماما صعبه قوى يا فارس صعبه قوى .. قعد يعيط معايا وقالى .
– عارف يا دان بس لازم نكون أقوى من كده .
– تانى يوم سيبنا يونس و بحر فى البيت وروحنا إحنا التلاته ل تَيم .. طبعآ لما روحنا عرفنا هو ساب ماما واستغنى عنها وعننا ليه .. بس على قد إللى عنده كانت ماما مشبعانا مش بس فلوس ده حب وحنان وقناعه وكرم وصفات كده واحد زيه ما يسمعش عنها .
– روحنا ودخلنا ليه بصعوبه طبعآ لأن الأمن ما كانوش مصدقين إننا أولاده .. ما صدقوش غير لما شافو بطايقنا .. دخلنا ليه وأول ما جه حسيت إنى شايفه فارس أخويا بس كبير فى السن .. ما كانش عارفنا وأول ما دخل فضلنا باصين ليه كلنا من غير كلام .. ولما سأل إحنا مين فارس رد عليه وقال .
– أنا الرائد فارس تَيم الجندى .. و ده الدكتور أوس تَيم الجندى .. و دى البشمهندسه دانا تَيم الجندى .
– أنا هنا عرفت ليه فارس استخدم ألقابنا مع إن ماما معودانا إننا ما نستخدمش ألقابنا غير فى أضيق الحدود ” علشان فيه ناس بتفكر إنك كده بتتكبرى عليهم يا دانا ف تجنبا للأفكار دى بلاش الألقاب يا حبيبتى ” .. بس فارس استخدمها وهو بيعرفنا ل بابا علشان يوصله رساله بسيطه واللى هى تعب ليلى ما راحش هدر وبيك ومن غيرك أديك شايف بقينا إيه .
– لقيناه فجأه واحده اتجمد مكانه وقعد يبص فينا واحد واحد .. وفجأه جه يسلم علينا وياخدنا بالحضن وهو بيعيط .. بس فارس مدله إيده بس علشان يسلم عليه .. وقاله إحنا جايين هنا ب وصيه من ماما الله يرحمها غير كده ما حدش فينا حابب يكون موجود هنا .
– هى ليلى ماتت ؟!
– اتفضل حضرتك علشان نقول الكلمتين إللى عندنا علشان ما عندناش وقت .
– قعد وفارس حكاله موضوع بحر و يونس و إن ماما كانت مفهمانا لحد قبل ما تموت مباشرةً إنه كان مسافر .. وحكاله إنها كانت لينا الأم والأب سوا .. وما حسستناش ولو للحظه بالنقص ولا إن حد أحسن مننا .. طبعآ كل ده وهو بيعيط .. بس بإيه تفيد دموع التماسيح بعد ما كلو الفريسه .

 

 

– فارس خلص كلامه وقاله إحنا كده خلصنا مهمتنا ونفذنا الوصيه .. وده عنوان بيتنا .. ولولا إنها وصية ماما برده ما كنتش سمحتلك إنك تعتب من باب العمارة حتى لأن للأسف وجودك غير مرغوب بيه فى حياتنا نهائيا .
– ده كان كلام فارس قال كده وقام وإحنا قومنا إحنا كمان وقاله .. عن إذنك .. ومشينا كلنا وروحنا ع البيت خدنا بحر و يونس وروحنا ل ماما قرأنا ليها الفاتحه وقعدنا نتكلم ونهزر معاها وكأنها موجوده وسطنا لسه وكان قبرها زى ما وصتنا كان مزروع ب ورد التوليب الأبيض .. خلصنا وزقينا الورد و مشينا .
– بعدها ب أسبوع تَيم جالنا البيت وكان جايب معاه تورتة أيس كريم بالفراوله والشوكولاته .. واللى ما يعرفهوش إننا كلنا طالعين ل ماما وعندنا حساسيه من الفراوله والشوكولاته .. كان بيحاول يرجع العلاقات بينا بس للأسف ماحدش فينا كان طايق وجوده أصلا .. وكان تقريباً كل يوم بييجى و بحر و يونس بدأو يتجاوبو معاه و أوس بس أنا و فارس على موقفنا منه ومش عارفين نصفى منه نهائيا .
– أنا مسكت شركة ماما ولسه شغاله وكأنها لسه عايشه وما غيرتش فيها أى حاجه لأنى حابه أعيش فى المحيط إللى كانت عايشه فيه وأفضل شامه ريحتها ف كل حاجه حواليا .. الأيام بتمر وبابا ما بيبطلش محاولات معانا وأنا دلوقتي مش عارفه أصفاله ولا أفضل على موقفى بس إللى أنا متأكده منه إنى مش متقبلاه فى حياتى أصلا .
– كل يوم برجع البيت أروقه وأعمل الأكل وناكل كلنا زى ما ماما كانت بتعمل بالظبط وأدخل أوضة ماما وأقعد فى البلكونه وأقعد أقرأ ” مذكرات ماما ” اللى بقيت حفظاهم عن ظهر قلب بس لمجرد إنى بشم ريحتها فى الدفتر وإنها هى اللى كاتبه الكلام ده بإديها بحس إنها هى اللى بتكلمنى مش مجرد كلام على ورق . ♡

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مذكرات ماما)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *