روايات

رواية زوجة رجل استثنائي الفصل الخامس عشر 15 بقلم منة ممدوح

رواية زوجة رجل استثنائي الفصل الخامس عشر 15 بقلم منة ممدوح

رواية زوجة رجل استثنائي البارت الخامس عشر

رواية زوجة رجل استثنائي الجزء الخامس عشر

زوجة رجل استثنائي
زوجة رجل استثنائي

رواية زوجة رجل استثنائي الحلقة الخامسة عشر

اتجمد لما شافها واقفة ورا عيسى، ماسكة السلاح بين إيديها الاتنين اللي كانت بترتعش بقوة، في حين إن جسمها كان بيرتجف بعنف وبشكل ملحوظ، دموعها نازلة من غير توقف، وعينيها ثابتة على عيسى اللي مرمي على الأرض سايح في دمه قدامها، مكانتش متخيلة إنھا اتجرأت وقتلت شخص
_عائشة!
صرخ فيها قُصي برعب، وجري ناحيتها واحتوى كتفها
_عائشة
عائشة اهدي
ولكن عينيها كانت ثابتة على عيسى، رفعت عيونها ليه في الآخر، كانت عيونها بتتهز بهلع، وقالت بشفايف مرتجفة_كان…
كان عايز ياخدك مني زي ما خد بابا وماما
كان عايز يحرمني منك أنتَ كمان
قالتها وهي بتسمح لنفسها تبكي بانهيار، فضغط قُصي على كتفها وهزها برفق، بعد ما أخد منها المسدس ورماه على الأرض، وقال وهو بيبص في عينيها مباشرة_متخافيش
كله هيعدي.
متخافيش يا حبيبتي
_أنا بقيت قاتلة
رددت الكلمة بشرود وهي باصة قدامها في الفراغ، مقدرش يتحمل شكل انهيارها بالذات بعد ما انغمست في المجال اللي مسّها، فجذبها ليه وضمها بقوة وبحماية وهو بيدفن راسها في صدره، وكإنها كانت مستنية الاحساس ده من زمان، فلفت ايديها حوالين خصره وبكت بقوة، أما هو فضل ضاممها ليه بحماية، كان حزين من جواه، عائشة كانت انقى من إنها تدخل المجال ده، قدر يلوثها ويفقدها برائتها، كان بيملس على شعرها وهو شارد، مش عارف يتصرف وهيطلعها من الورطة دي ازاي، بعدها عنه رغم تشبثها فيه بإنه ميسبهاش ولكنه طمنها بنظراته، واتجه ناحية عيسى المرمي على الأرض وهي واقفة مكانها بترتجف، مال ناحية وحط صوابعه على رقبته عشان يشوف نبضه، اتنفس براحة لما عرف إنه مماتش ولكن نبضه ضعيف إلى حد ما، على قد ما كان نفسه يموت ولكن مكانش عايز موته يبقى على إيد عائشة واللي كانت هتبقى تروما عايشة بيها على طول
بعد ما سيطر رجالة قُصي على المكان برا اتجه معاذ ناحيتهم لما سمع صوت اطلاق النار، ولكنه اتجمد لما شاف عيسى مرمي وشاف حالة عائشة، افتكر إن قُصي هو اللي ضربه قدامها عشان كده هي في حالة صدمة، ولكن قُصي وجه ليه نظرة بمعنى إنه مش هو
طلع قُصي منديل من جيبه ومال للمسدس مسح بصمات عائشة اللي عليه، وبعدين وجه كلامه لمعاذ وهو بيقول_أنتَ عارف هتعمل إيه
وبالفعل هز معاذ راسه ومال أخد المسدس وهو ماسكه بقماشة بحيث إن بصماته متتحطش عليها، وخدهم وجري لبرا
في حين قرب قُصي من عائشة مرة تانية وضمها ليه ولكنها كانت متجمدة ومخدتش أي رد فعل
رجع معاذ بعد مدة قليلة رغم حالة الهرج اللي في القاعة من برا
وبعدين طلع سلاح تاني من جيبه، فأخده قُصي ومسكه بين إيديه وهو بيتأكد من اللي عايزه وبعدين حطه على الأرض تاني
في ثواني اتملى المكان بصوت صافرات عربيات الشرطة
اتجمدت عائشة تمامًا وبصت لقُصي اللي كان حاسس إنه مش عارف يتصرف، ومعرفش إيه سر وصول الشرطة بالسرعة دي
فشاور لرجالته إنهم ينزلوا اسلحتهم بسرعة وبالفعل اتراجعوا لورا، دخل رجالة الشرطة القاعة، ولما لقى المكان مليان بالأسلحة بالشكل ده اتكلم ضابط وقال_لملي يبني كل الرجالة والأسلحة دي
وبالفعل ابتدوا إنهم يكلبشوا الرجالة وياخدوهم، لحد ما واحد من العساكر وصل عند المكان اللي وقف فيه قُصي، وبعدين صرخ وقال_فيه مصاب هنا يا فندم
اتحرك الضابط بسرعة ناحيتهم، وبالفعل لقى عيسى مرمي على الأرض، وقف وهو باصص لقُصي اللي ضامم عائشة ليه بحماية، ومعاذ اللي جنبه وقال_اطلب عربية اسعاف بسرعة، وخد السلاح اللي مرمي ده
وجه نظره المرادي لـ قُصي وقال_أما أنتَ فاتفضل معايا
متكلمش قُصي خالص، فاتجه رجال الشرطة ناحيته وبعدوه عن عائشة اللي صرخت برعب_قُصي
لا!!
احتوى وشها بين إيديه وقال وهو بيطمنها_متقلقيش يا حبيبتي
كل حاجة هتبقى تمام
خليكي قوية
هزت راسها بالرفض ودموعها نازلة على خدها، ولكنه ابتسملها والرجالة بيكلبشوه وبياخدوه معاهم هو ومعاذ، فصرخت عائشة وهي شايفاه ماشي_متسبنيش يا قُصي!
انهارت على الأرض وهي شايفاه بيبعد عنها معاهم، ما صدقت إنها قدرت تنقذه، كان عندها أمل إنهم يبقوا مع بعض، ولكن متخيلتش إن كل ده هيحصل
رفع قُصي راسه بهيبة وهو ماشي معاهم، مكانش خايف بالعكس هو متعود على كل اللي بيحصل ده، كان كل قلقه وخوفه على عائشة، مش عارف هتقدر تتصرف ازاي لو مخرجش منها، مين هيحميها
اهله!
اهله من ضمن الناس اللي بيكروها واستحالة يخلوا بالهم منها
كانت كل ازمته في عائشة اللي بقت مستهدفة دلوقتي منهم
خصوصًا وإن الشخص اللي كان مع عيسى لسة طليق وميعرفوش عنه حاجة، فدي نقطة مش في صالحه تمامًا.
وقبل ما يركب عربية الشرطة، وجه نظرة أخيرة للمكان اللي اتقلب بالكامل، ولكنه ملقاهاش بين الموجودين، فوجه نظره لمعاذ اللي حاول يطمنه بنظراته على قد ما يقدر، ولكن مسكه واحد من رجاله الشرطة وحناه ودخله العربية، واتحركوا بيهم على القسم..
كانت عارفة إنه ضحى بنفسه علشانها، رغم إن هي اللي قتلته، ولكنه مكانش هيتردد إنه يحميها، قُصي هو قُصي حتى لو عملت فيه إيه، حتى لو بينلها إنه كرهها
حتى لو قال كلام قاسي في وشها
ولكنه برضه مش هيتردد في إنه يحميها
وصلت عربية الاسعاف واتحركوا عشان يشيلوا جسم عيسى على الترولي وهما منيميينه على بطنه عشان الرصاصة كانت في ضهره، اتحاملت على نفسها ووقفت تشاهدهم وهي بتبصله بنظرات كره وبغض
كان السبب اللي خلاها يتيمة وحرمها من أبوها وأمها
وكمان هيبقى السبب في إنه يحرمها من الشخص الوحيد اللي باقيلها في الحياة
مسحت دموعها وخرجت على برا قاصدة القسم اللي راحوه، فقابلت فرح في طريقها، اتجهت ناحيتها لما شافتها بتركب عربيتها عشان تروح وراهم، وبدون تردد دخلت جوا العربية هي كمان، بصتلها فرح برفعة حاجب ولكن عائشة مهتمتش تمامًا، كانت عايزة تشوفه بس وتتطمن عليه، كانت عايزة تتأكد إنه هيبقى بخير، فزفرت فرح بنفاذ صبر واتحركت بالعربية لوحدهم
لإنهم خدوا كل الرجال اللي كانوا موجودين في المكان، بما فيهم جلال وياسين…
———————————-
في قسم الشرطة
تحديدًا غرفة التحقيق
كان أحد الضباط واقف مع رئيسه قصاد غرفة التحقيق بيبصوا على واحد من المتهمين اللي كانوا موجودين وقت تسليم الشحنة واللي كان من رجالة طارق وعيسى، اخدوا بالهم من إن المتهم قاعد بمنتهى البرود رافع راسه بشموخ ولا كإنه ممكن يروح في داهية من التهمة اللي ماسكاه، وجه الضابط واللي اسمه عمر كلامه لرئيسه وهو بيقول_تفتكر الشحنة ليها علاقة بعيسى زهران؟
كان رئيسه اللي كان كبير في السن واقف حاطت إيديه الاتنين ورا ضهره في حين عينه ثابتة على المتهم اللي جوا_مش بعيد، توقيت الحفلة اللي عملها فيه شك
ولكن منقدرش نثبت حاجة من غير دليل
خصوصًا إن وصلنا إنه مصاب دلوقتي وحالته حرجة
هز الضابط عمر راسه بتفهم وقال_فعلًا توقيت الحفلة كإنه تشويش على اللي بيحصل، خصوصًا إن عيسى بقاله سنين مش موجود، واليوم اللي ظهر فيه هو نفس اليوم اللي اتمسك فيها شحنة بالكمية دي كلها، واللي يشكك أكتر هو اللي حصل في الحفلة بعد كده
والأحداث اللي دارت هناك كان بعد ما انتشر إن الشحنة اتمسكت
مط الرئيس شفايفه وقال ببرود وعملية_أدينا هنحقق مع المتهم، منقدرش نتهم حد بلا دليل
هز عمر راسه بتفهم، وقال وهو بيحني راسه بأدب_استأذنك ادخل أحقق مع المتهم
شاورله الرئيس بإيده، فأدى تحيته العسكرية واتجه لجوا أما الرئيس ففضل مكانه بيتابع من ورا الازاز الشفاف اللي كاشف كل حاجة بتحصل جوا صوت وصورة فتح الضابط عمر الباب ودخل، ولكن المتهم فضل زي ما هو ما اتهزش، بل اتلفتله براسه ببرود وبعدين عدل من نفسه فكان قاعد بشموخ أكتر أثار استفزاز عمر، اللي اتجه ناحيته وقعد على الكرسي قصاده وهو بيقول_راضي عبد الفتاح
ابتسمله بخفة وتابعه بعيونه من فوق لتحت، فاتكأ عمر على الترابيزة بإيده وشبك إيده في بعضها وهو بيقول_طبعًا أنتَ عارف إن تهمة زي دي توديك ورا الشمس، خصوصًا بأطنان المخدرات والسلاح اللي ممسوك بيها وأنتَ بتحاول تهربها
ريح ضهره وهو بيكمل_بس ممكن الحكم يتخفف لو قولتلنا مين اللي وراك
اتسعت ابتسامته بسخرية، كان مدرك اللي بيحصل، وعارف كويس إنه لو فكر يعترف على عيسى وطارق مش هيخلوه عايش ولو لدقيقة زيادة، ده غير اهله وعياله اللي مش هيترددوا في انهم يقضوا على سلالته كلها، فبالنسباله إنه يعترف على نفسه في سبيل حمايته وحماية اهله احسنله بكتير من إن عقله يوزه إنه يعترف عليهم، فقال ببرود بعد صمت طويل أثار حفيظة الضابط عمر_مفيش حد ورايا
أنا ممسوك متلبس بالشحنة
فيه إيه تاني أكتر من كده؟
قالها وهو بيهز كتفه بلا مبالاة، حاول عمر إنه يفضل هادي على قد ما يقدر وقال_محاولتك لحمايتهم هتئذيك، اعترف واوعدك هقدر احميك منهم.
كانت ابتسامته الساخرة مقلتش وهو بيتأمل الضابط بلا رهبة، وكإنه متعود وفقد شعوره بالخوف، فقال_الحكومة نفسها مش هتعرف تحميني
فبكل بساطة، أنا معترف بإن الشحنة دي تخصني ومفيش حد ورايا
خبط الضابط عمر بإيديه على الترابيزة بعنف وابتدت ملامحه تتوحش وهو بيقول_أنتَ عايز تقنعني إن واحد حثالة زيك قدر يوفر شحنة بالكميات المهولة دي؟!
هز كتفه ورد ببرود_ياما تحت السواهي دواهي يا باشا، متستهونش بيا
فضل عمر مايل ناحيته وهو بيبص لعينه مباشرة، ولكن راضي متهزش ولو للحظة، كان رجل مدرب بشكل رهيب، انفعالاته الداخلية مش ظاهرة عليه تمامًا، فانتفض عمر مرة واحدة لدرجة إن الكرسي الحديدي وقع على الأرض، واتجه لبرا ولكنه وقف كانه لما سمع راضي بيقول بسخرية_شرفتني يا باشا
وقف ضامم قبضته بيحاول يتمالك أعصابه، وفتح الباب وقفله وراه بعنف، خرج فلقى الرئيس واقف زي ما هو ومفيش على وشه أي رد فعل، وقف الضابط عمر وأدى تحيته العسكرية، أما الرئيس اتكلم من غير ما يتلفتله_نفس كلام باقي العمال اللي كانوا موجودين
زفر عمر بضيق وقال_الظاهر إن مشغلين لحسابهم رجالة مخلصين لدرجة إنهم ممكن يضحوا بحياتهم عشانهم
فعلق الرئيس ببرود_ده مش اخلاص
ده خوف
وقف الضابط عمر بيحاول يستشف حاجة من ملامح وش رئيسه، ولكن كالعادة كان غامض ومش مفهوم، فوقف يتأمل في المتهم اللي كان لسة على وضعه من ورا الازاز، وهو حاسس بيأس من إنه يقدر يوصل للي وراهم ولكن مش بإيده حاجة غير إنه يكمل التحقيقات…
———————————-
وصلت عائشة وفرح لمكان قسم الشرطة، نزلت عائشة من العربية، وقبل ما تدخل اتفاجئت بفرح بتشدها من دراعها وهي بتقول_اعرفي إن كل اللي بيحصل ده بسببك أنتِ يا عائشة
بوجودك قدروا يوقعوا قُصي!
جذبت عائشة دراعها من إيد فرح وقالت بحدة_ياريت تخليكي في نفسك، وأظن ده مش وقت تطلعي فيه الغل اللي فيكي من ناحيتي
كفاية إني عديتلك استغلالك لعدم وجودي جنب قُصي وما صدقتي ترمي نفسك عليه
رفعت فرح حاجبها واتكلمت بتريقة_ليه
وأنا اللي جيت اترجاكي تهربيني من البيت وقولت مش عايزة أبقى مع قُصي
عارفة الفرق بيني وبينك إيه يا عائشة؟
بصتلها بتعجب فكملت_إن أنا كنت قابلة قُصي بكل عيوبه، أما أنتِ أول ما اتكسرت الصورة المثالية اللي أنتِ راسماهاله في دماغك نفرتي منه
على قد ما الكلام وجع عائشة وحسسها بالذنت إنها اتخلت عن قُصي بالشكل ده، إلا إنها ربعت إيديها واتكلمت بتريقة_اعذريني يا فرح، أصل أنا برضه متربتش في بيت مليان إجرام وقتالين قتلة
فهتبقى غريبة بالنسبالك لو شوفتي حد متعجب من الوضع بتاعكوا
فاتكلمت فرح بتريقة_وده قبل ما تكتشفي حقيقة أبوكِ ولا بعد؟
للحظة بهتت عائشة، ولكنها اتصنعت القوة وهي مش عايزة تديها أي فرصة عشان تنتصر عليها_في كل الحالات قُصي بيحبني أنا
عايزني أنا
ومستعد يضحي بحياته عشاني أنا
شوفي كده قُصي ممكن يعمل إيه علشانك وبعدين ابقي تعالي قارني نفسك بيا
أنا وقُصي بنكمل بعض، وكل واحد فينا محتاج التاني
أما أنتِ ملكيش دور في حياتنا أصلًا
خلصت كلامها اللي خلى وش فرح جاب ألوان ودخلت على جوا على طول وهي بتجري، رغم ارتعاش جسمها إلا إنها بتحاول تمثل القوة عشان محدش يقدر يستغل ضعفها، كان لازم تكون بالقوة اللي تخلي قُصي يبقى مطمن عليها وهو بعيد عنها، رغم إنها لحد دلوقتي مش مستوعبة إنھا اتسببت في قتل واحد، لكن بالنسبالها هو يستاهل
للحظة حست بارتياح إنها قدرت تنتقم منه على الأذى اللي اتسببه ليها
غير أبوها وأمها فهو اتسبب في إن قُصي يطلقها
واتسبب في بعدها عن حضنه
ورغم كده قُصي برضه متخلاش عنها
وصلت لجوا وسألت عليه فعرفت إنهم خدوه عشان يحققوا معاه
كانت الوقت بيمر عليها ببطيء، حتى ما اهتمتش بوجود إلهام ودليلة اللي جم بعد ما عرفوا الخبر، وطبعًا مسلمتش من نظراتهم الكارهة ليها إلا إنها مهتمش، لحظات عدت وحست بحد بيطبطب على كتفها، اتلفتت فلقتها مريم بتدعمها، ابتسمتلها بارتعاش ورفعت إيديها وربتت على إيديها بامتنان، ورجعت تاني تبص على الممر
اما جوا في غرفة التحقيقات
كان قاعد بيهز رجله وهو مستني الضابط اللي هيحقق معاه، كان كل قلقه على عائشة بس، من ساعة ما شاف انهيارها لما ضربت على عيسى وهو خايف عليها منهم
اتفتح الباب فاتعدل واستكان أكتر في جلسته، دخل عليه الضابط عمر وقعد قصاده وهو بيقول بسخرية_بقالك كتير مشرفتناش
فابتسم قُصي وقال ببرود_اديني جيت أهو، حسيت إني وحشتك فقولت أعمل زيارة
بصله عمر برفعة حاجب وقال_وجودك في أي مگان بيحصل فيه كارثة مش عاجبني يا قُصي يا راوي، رغم إنك كل مرة بتقدر تطلع منها
سند عمر ضهره على الكرسي وقال_يلا اتحفني وقولي هتطلع نفسك ازاي المرادي
كان قُصي عارف إن عمر شاكك فيه، ومع ذلك معرفش يمسك عليه أي حاجة، فاتعدل في قعدته وقال بتلاعب_مش لما أعرف سبب وجودي هنا الأول؟
مال ناحيته عمر وهو بيبصله بتهديد وقال_مش عايز استعباط يا ابن الراوي، رجالتك المسلحين اللي كانوا ماليين القاعة دول إيه مبررك ليهم؟
ولا وجودك في نفس المكان اللي اتعرض فيه عيسى زهران للاغتيال
مش واخد بالك إنك متهم بقضية قتل؟
متهزش قُصي نهائي، بل فضل قاعد بيتابع كلامه بتسلية، كان واثق من نفسه وعارف هو هيعمل إيه كويس، اتعود إنه كل فترة بياخدوه يحققوا معاه ومع ذلك مقدروش يوقعوه، فقال ببرود_حفلة زي دي كانت مليانة رجال اعمال بما فيهم اعداء ليا في نفس المجال، كان طبيعي يبقى فيه حراسة عليا، ده غير إن كل الاسلحة اللي معاهم مترخصة وأنتَ بنفسك هتشوف ده
أما بالنسبة لوجودهم في القاعة فلما اتعرض عيسى زهران للاغتيال من شخص مش معروف هجموا رجالتي ورجالته على المكان عشان يأمنوا بعد ما سمعوا صوت ضرب النار
ضحك الضابط عمر باستهزاء وقال_يعني عايز تقنعني إن مش أنتَ اللي قتلت عيسى؟
وبالنسبة لسلاح الجريمة اللي كان مرمي جنبك وأكيد عليه بصماتك؟
فرد قُصي بنفس البرود_عيسى اتعرض للاغتيال من ضهره وهو واقف بيتكلم معايا، أما بالنسبة للسلاح اللي بتتكلم عليه فهو فستك
ضيق عينه وقال بعدم استيعاب_يعني إيه؟
ريح قُصي ضهره على الكرسي وقال بثقة_يعني سلاح مش شغال أصلًا
أنتيك يعني
وهتكتشف ده بنفسك لما يجيلك التقرير
السلاح يخص جدي، كان موجود معايا بالصدفة، وكنت بوريه لعيسى لإنه يعتبر سلاح عتيق
أنا وعيسى مفيش بينا أي عداوة
ولو فيه مكانش عزمني على حفلته ولا إيه؟
قالها وهو بيرفع كتفه بمراوغة، الوضع ده كان مستفز عمر لأقصى درجة، كان متضايق من ذكاء قُصي اللي بيطلعه من كل كارثة بيقع فيها، فسأل برفعة حاجب_على كده ليك علم بالشحنة اللي اتمسكت في ميناء مهران ولا لأ؟
ابتسم ورد_عرفت من الأخبار وأنا جاي في الطريق
ضيق عمر عينه وقال_يعني متعرفش مين اللي وراها؟
رفع كتفه واتصنع البراءة وهو بيرد_علمي علمك
زي ما أنتَ عارف كنت موجود في الحفلة في الوقت ده
فضل عمر باصلله بغيظ أما قُصي كان بيستفزه اكتر بابتسامته الباردة، فضغط على زرار وهو لسة موجه نظره عليه، دخل عسكري في الوقت فوجهله كلامه من غير ما يحيد عن قُصي_خده يبني على الحجز لحد ما يطلع تقرير البصمات والسلاح
وبالفعل قام قُصي بمنتهي البرود، وقال قبل ما يخرج_مبسوط إنك شوفتك يا عمر بيه
كان ليك واحشة والله
واتجه مع العسكري لبرا، فخبط عمر على الترابيزة بغضب شديد وفضل قاعد مكانه على الترابيزة بيفكر…
كانت عائشة في مكانها مستنياه وهي بتهز رجليها بتوتر وبتحاول تقاوم دموعها لحد ما شافته
جاي من آخر الممر، في حين اتنين عساكر ماشيين معاه، اتنفضت وقامت جريت عليه وهي بتقول_قُصي..
قُصي!
في حين قامت الهام هي كمان وفرح متابعينه وهو جاي، أما دليلة ففضلت قاعدة مكانها، حاولت عائشة توصله ولكن العساكر منعوها وهما بيقولوا_ممنوع
ولكنها قالت بدموع مقدرتش تداريها_٥ دقايق بس، بالله عليكوا ٥ دقايق اتطمن عليه
اتعاطفوا معاها العساكر بالذات لشكلها اللي كان منهار، فركنوا على جنب شوية يدوهم مساحة، أما هي جريت عليه وضمته لحضنها وهي بتبكي بقوة، دفن راسه في رقبتها وهو بيستنشق ريحتها وبيحاول يرجع قوته بيها، أما هي قالت وهي في حضنه_خليهم ياخدوني أنا يا قُصي
أنا اللي قتلته
خليهم يطلعوك وياخدوني أنا
بعدها عنها واحتوى وشها بين إيديه وهو بيمسح دموعها بحنان وبيتأمل ملامحها المحببة ليه_شششش
متخافيش، مش هطول
هتعدي متقلقيش، المهم أنتِ متتكلميش ولا تجيبي سيرة لحد
بكت واتمسكت بإيديه اللي على وشها وقالت_خايفة يحرموني منك
أنا تعبت من البُعد يا قُصي
عمري ما اتخليت عنك، أنا بحبك وهفضل أحبك لحد آخر نفس فيا
ضمهت لحضنه تاني بقوة وهو بيقول بمشاعر متأججة جواه حاول يكبتها على قد ما يقدر فخرجت نبرة صوته مصاحبة لتنهيدة_عارف
عارف يا أغلى من عمري
عمري ما أشك فيكي ولو للحظة
زادت من ضمه بقوة وهي بتحاول تاخد أكبر قدر منه جواها، أما هو فشدد من ضمها وهو بيقبل مقدمة راسها بحنان، ولكن عينه ثبتت في مكان ما قدامه، وهو شايف واحد لابس بدلة وبيراقبهم من بعيد، واللي رفع نضارته وابتسمله
وكان هو
طارق….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية زوجة رجل استثنائي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *