روايات

رواية قصر فهمي الفصل الثالث 3 بقلم أحمد سمير حسن

رواية قصر فهمي الفصل الثالث 3 بقلم أحمد سمير حسن

رواية قصر فهمي البارت الثالث

رواية قصر فهمي الجزء الثالث

قصر فهمي

رواية قصر فهمي الحلقة الثالثة

ركض محمود حتى وصل إلى زوجته تتسارع أنفاسه وينظر خلفه كل بضع دقائق
وصل إلى نسمة فوجدها واقفة والخوف بادٍ عليها:
قال محمود بنفس متقطع:
– مالك؟ في ايه؟
نظر خلفه فعرف سبب اصفرار وجهها والخوف البادي عليها ..
وجد مَن يُشبه الدُب القطبي حجمًا
ومن تُشبه تصرفاته وملامحه الحيوانات

وجد مبحوح الصوت الذي أوسع محمود ضربًا منذ ساعات في شارعه
ولكن هذه المرة (زُهير) يرى محمود بشكلٍ مُختلف .. يراه وهو لديه تعليمات بقتله!
ما إن نظر محمود إلى زُهير حتى انتفض جسده وعاد خطوتين للوراء من أثر صدمته وخوفه:
– زُهير أنتَ كُنت موجود .. وعارف إني معملتش حاجه
لم يُمهله زُهير فرصة لأن يُكمل كلامه .. انقض عليه كما ينقض الأسد على فرائسه في غابات أفريقيا
وظل يوجه له الضربات بلا توقف .. وبعدها سحبه من عنقه
وظل يجره في الشارع هذا كله أمام أنظار (نسمة) التي لا تعرف أين يأخذ ذلك (الحيوان) الغائب عن الوعي زوجها
نظرت حولها لتحاول أن تصل إلى أي شخص يحاول أن يُساعد زوجها
ولكنها وجدت القليل من الناس فقط في الشارع
العاملين في المتاجر المفتوحة في هذا الوقت المتأخر من الليل
ولم تشعر بأن أحدًا منهم لديه أي نية في التدخل
فسحبت الكُرسي الذي كانت تجلس عليه أمام (عصائر فرغلي)
وضربت به زُهير على رأسه
لم يتأثر تمامًا ..

نظر لها ودفعها دفعة جعلتها تعود مترين إلى الخلف ساقطة على ظهرها
لم تنهض سريعًا من أثر الألم
وبعد دقائق نهضت وبدأت الركض لتحاول أن تعرف مكان زوجها
ولكنه اختفى عن الأنظار تمامًا
ظلت تنظر حولها في جنون وخوف وتضرب وجهها في حركة غير مفهومة تفعلها النساء في المصائب دائمًا
ولكنها شعرت بيد على كتفها لتواسيها
وجدت ذاك الرجل الغريب ذو الشعر الأبيض والنظارة ذات الحواف السوداء الذي يقوم بمسكها لإرجاعها إلى موضعها كل بضعة ثوانِ
هذا الرجل الذي ظهر فجأة عِندما بدأت المعركة بين زُهير ومحمود
وقال لها مُتسائلًا ومُطمئنًا:
– إهدي .. إهدي متخافيش .. قوليلي بس هو في ايه؟
= خطفوا جوزي! .. أكيد هيقتلوه

– متخافيش هي مش سايبه .. أنا هساعدك متخافيش بس، أنا قد والدك أو يمكن أكبر .. تعالي معايا بس العيادة وإهدى كده ونشوف هنعمل ايه .. أنا بناتي هناك مستنيني .. صحيح أنا د. نادر طبيب أسنان
قال جُملته الأخيرة ومد يده ليُصافحها
فصافحته ووافقته على عرضه هذا .. فهي لا تملك رفاهية الاختيار
فلن تستطيع العودة إلى منزلها الآن بكل تأكيد .. لأن هاتف محمود معها وقد يقتلونها هي الأخرى بالتأكيد
وفي الطريق إلى العيادة أخبرته نسمة بِكُل شيء
شعرت بارتياح غريب لهذا الرجل
فوجهه البشوش وخجله الكبير جعلها تشعر بأن هذا الرجل ملاكًا قد أنزل على الأرض وبالتأكيد بناته الاثنتان اللتان ستقابلهن في عيادته بعد قليل ستكونان مثله
وبعد أن وصلوا أمام الشقة التي بها العيادة سمعت (نسمة) أصوات ضحكات عالية
من شباب وبنات وهذا جعل نسمة ترتبك وتخاف قليلًا

فنظرت نسمة إلى د. نادر في خوف ففهم ما تشعر به من خوف وقال لها:
– ولادي برضه متخافيش .. انا عندي 3 أولاد وبنتين
لم يُمحُ كلامه قلقها ..ولكن وجهه البشوش وطريقته المُهذبة جعلتها تشعر مرة أخرى أن من المُستحيل أن يتسبب هذا الرجل في أي أذية لها أو أذية أي شخص
ما إن فتح الباب حتى صاح جميع من في الداخل في نفسٍ واحد وقالوا:
– أيها السادة .. رحبوا بالقومندان
ثم توقفت الصيحات مرة أخرى عِندما رأوا نسمة .. كان وجودها مُريبًا جدًا بالنسبة لهم
فقالت (جميلة) وهي واحدة من أبناء د. نادر
– بابا! .. مين دي؟
نظر د. نادر إلى عمرو وهو (وهو واحد من أبنائه) وقال:
– دي مرات الراجل اللي أنت ورطته من شوية، للأسف هو كان جاي يحل مُصيبة أكبر
نظرت نسمة بتعجب مره أخرى لـ د. نادر وقالت:
– أنا مش فاهمة حاجة .. ورطه في ايه؟ هو يعرف جوزي؟
نظر د. نادر إلى نسمة وقال:
– اتعرف عليه قبل ما يختفي بأقل من 10 دقايق! قابله قدام المدخل إللي ساكن فيه عماد حُسني
كان د. نادر مُضطرًا لأن يحكي كُل شيء لـ (نسمة)
لأن يحكي لها بأنه رئيس عصابة مكونة من 6 أفراد
5 من أبنائه .. و زوجة ابنه الأكبر

كان يعلم أنها ستحتاجه .. لم يخف من أي تصرف مؤذي منها
فهذه الفتاة ليست من النوع المؤذي ..
ولكن جميع من كانوا في العيادة .. كانوا يرفضون تمامًا ما يفعله د. نادر
ولكن .. طبيعة نسمة مُحبة المغامرة تقبلت تمامًا كونها الآن تجلس مع عصابة ومجموعة من النصابين قبل الفجر بدقائق وزوجها مُختفي
فابتسمت نسمة وقالت لـ د. نادر:
– قولتلي إنك هتساعدني نرجع محمود .. هيرجع ازاي؟
فقال د. نادر:
= إنتي هتديني التليفون .. وأنا هروح بنفسي لـ عماد حُسني ده، هعتذرله عن وجود جوزك في وقت جريمة القتل إللي كان بيعملها، وهنمسح الصورة قدامه أو حتى نديله التليفون بالكامل ونخليه يعرفنا مكان محمود جوزك
قال جُملته ونظر إلى عمرو رمزي وقال:
– من غير خطط .. ولا جنان .. عايزين الموضوع يتم بسلاسة من غير مشاكل
نظر عمرو إلى سليم ويامن وقال:
– هو أنا بقيت مُقترن بالمشاكل خلاص .. عامة ماشي ياعم القومندان .. براحتك، بس هنحتاج ناخد نُسخة من الصور إللي على التليفون دي احتياطي عشان لو حصل أي مشاكل
= صح (قالتها دينا زوجة عمرو) وهي تنظر له
وبالفعل آخد يامن (الاخ الأصغر في أولاد د. نادر) الهاتف وبدأ بنقل محتوياته على (لاب توب) جيسكا ( الأصغر من بين جميع ابناء د. نادر)

وهو ينقل الصور لمح الكثير من صور الاقتباسات والكُتب ومن بينها جُملة (كل قاتل كان غالبًا في يوم ما صديقًا قديمًا لأحد)
فنظر عمرو إلى نسمة وقال:
– ده اقتباس لأجاثا كريستي! جوزك قارئ!! مكانش باين عليه خالص
فقالت نسمة وهي لا تحاول أن تُخفي مظاهر الفرح بأن هُناك في هذه الغرفة من يُشاركها حُبها لروايات الجريمة:
– لأ .. ده أنا إللي بقرأ
ابتسم عمرو هو الآخر .. وظلا هكذا يتحدثان ويحتفل جُزءٌ منهم بنجاح سرقتهم لمنزل الطبيب النفسي والجُزء الأخير يُفكر في مُشكلة اختفاء محمود تلك، حتى نامت الفتيات في غرفة والرجال في باقي غرف العيادة
حتى ظُهر اليوم الثاني

الذي قرر فيه أن يذهب د. نادر إلى شارع قصر فهمي في المطرية
ليُقابل أ. عماد حُسني عضو مجلس الشعب هُناك
وما إن ذهب إلى الشارع حين يجلس دائمًا الرجل بجوار عدة أشخاص دائمًا يرمقون المارة ويتحدوث في أي شيء دون فائدة على كراسي تُشبه كراسي المقاهي البلدي
وجلسة تُشبه جلسة المقاهي البلدي ولكنها خُصصت لهم خصيصًا
ذهب د. نادر إلى الأشخاص الجالسين وقال بشكل مُهذب للغاية:
– لو سمحت كنت عايز أ. عماد حُسني .. ممكن الاقيه فين؟
= أؤمر؟ (كان هذا عماد حُسني يُجيب بعدم إكتراث)
– هو حضرتك؟ أنا كُنت عايز بس حضرتك في كلمتين على انفراد
نهض الرجل مُتأففًا وذهب إلى د. نادر
فقال الأخير:
– أنا عارف أن حضرتك رجل مُحترم وسمعتك سبقاك لكن ساعات بنضطر نعمل حاجات غلط أكيد .. لكن دي متخصش حد .. بتبقى بين الشخص وربه ده طبعًا لو محدش شافه .. لكن لو حد تاني شافه أو صوره! يبقى تليفون الحد التاني ده أهوه في إيدك تقدر تمسح إللي عليه أو تكسره أو تعمل إللي عايز تعمله .. وتقولي مكان محمود زعتر فضلًا منك .. عشان مراته هتموت من القلق عليه .. وأنت أكيد مش هيرضيك كده .. دول ولاد حتتك برضه! وأنا والله مجرد ما تقولي مكان محمود .. أنا هأدبهولك وهخليه يمشي من المنطقة كلها
أخذ عماد حُسني الهاتف من يد د. نادر وقال له وهو يُقلب فيه:
– إنت راجل مُحترم
وظل يمسح في جميع الصور التي فيه

وأكمل كلامه:
– فا لازم تقعد تاخد واجبك
وبعدها ألقى عماد حُسني الهاتف على الأرض
وضغط عليه بحذائه حتى سمع صوت تهشمه:
– ربنا يخليك .. أنا اعرف أنك صاحب واجب .. بس حقيقي مفيش وقت عرفني بس مكان محمود
وقبل ان يُكمل كلامه وجه له عماد حُسني لكمه ونادي بأعلى صوته:
– زُهيييير!
أتى حيوان (غوريلا) قصر فهمي ذو الصوت المبحوح
وبدون تفاهم بدأ في توجيه الضربات إلى د. نادر الذي سقط أرضًا
وهو يسمع كلمات أ. عماد حُسني وهو يقول له:
– مش عايزه يخرج على رجله!
بعدها استطاع بصعوبة د. نادر أن يذهب إلى سيارته
واستطاع بصعوبة أكبر أن يتحمل الألم
ويقود السيارة التي قادته إلى عائلته ونسمة الذين خمنوا ما حدث بمجرد رؤيته
وقرروا أن الأمر أصبح أكبر بكثير من من محاولة مُساعدة نسمة
بل .. أصبحت مُشكلة شخصية بين (عماد حُسني)
وبينهم

في مساء نفس اليوم و منزل الاتفاقات الخاص بـ أ. عماد حُسني في شارع قصر فهمي
كان محمود زعتر المُكبل على الأرض يرمق عماد حُسني وزُهير في خوف
حتى بدأ (عماد حُسني) الكلام وقال:
– تعرف يا زعتر .. انا في إيدي أفضل أعذب فيك هنا لحد ما تموت .. بس أنت عارف إني كُنت بعزك وعارف كمان إن وجودك في وقت ما كُنت بقتل (تيتو) كان غلطة غير مقصودة .. بس أنت عارف بقى أنا مش بحب الغلطات .. وعشان كده أنا هرحمك .. ومش هعذبك
أنتهى من كلامه ثم نظر لزُهير وقال:
– اقتله وأرميه في أي حتة .. وابقى ابعت حد ينضف الشقة مكانه
قالها وأعطى مُسدسه إلى زُهير وخرج من المنزل.

يتبع ..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا 

لقراءة جميع فصول الرواية اضغط على ( رواية قصر فهمي )

اترك رد

error: Content is protected !!