روايات

رواية الشيطان شاهين الفصل الحادي عشر 11 بقلم ياسمين عزيز

رواية الشيطان شاهين الفصل الحادي عشر 11 بقلم ياسمين عزيز

رواية الشيطان شاهين البارت الحادي عشر

رواية الشيطان شاهين الجزء الحادي عشر

الشيطان شاهين
الشيطان شاهين

رواية الشيطان شاهين الحلقة الحادية عشر

راقبته ليليان بحذر و هو يدخل الحمام و يغلق الباب وراءه، تنفست الصعداء قليلا و هي تلملم فستانها قبل أن تسير بهدوء الى الخزانة تبحث عن بعض الملابس…
قطبت جبينها بتوتر عندما اكتشفت انها خالية الا من قميص نوم باللون الأبيض شفاف لايكاد يغطي شيئا
تنهدت بيأس و هي تتذكر زوجة عمها عندما كانت تنتقي لها أغراضها الخاصة من مواد تجميل و ملابس حتى قمصان النوم إختارتهم لها بعناية…و يبدو أنها رتبت جميع ملابسها في الحقائب و لم تترك لها سوى هذا القميص الفاضح…
تمتمت ليليان في داخلها قبل أن تشرع بخلع ثوب الزفاف عنها:”مسكينة مرات عمي فاكراه جواز طبيعي مش عارفة اللي فيها… الظاهر مفيش حل ثاني غير انك تستسلمي يا ليليان و ترضي بقسمتك و نصيبك، لازم تعرفي إزاي تتأقلمي علشان تعدي ايامك على خير…”.
انتهت من إرتداء القميص و الروب الخاص بيه ثم اتجهت نحو المرآة لتبدأ في إزالة مساحيق التجميل بهدوء….
أنهى أيهم إستحمامه ثم خرج من الحمام بعد أن ارتدى بنطالا قطنيا من اللون الرمادي…قطرات المياه تتساقط على وجهه و صدره العاري ذو العضلات المنحوتة…
تصنم مكانه للحظات عندما رآها أمامه بتلك الهالة المثيرة، قميص ابيض قصير لا يكاد يغطي شيئا من ساقيها البيضاوين و شعرها البني ينسدل وراء ظهرها
بشموخ…
أطلق صفيرا مشاكسا يملؤه المكر و هو يقترب منها ليضم جسدها من الخلف و ينحني ليرتكز بذقنه على أعلى كتفها الأيمن بجانب رقبتها…محدقا في وجهها الفاتن الذي انعكس في المرآة، تنهدت ليليان بفتور و هي تحاول التملص منه قائلة بتوتر :”أيهم…. لو سمحت”.
بدا كالمخدر و هو يغمض عينيه للحظات و يدير وجهه ليدفنه في رقبتها و شعرها هامسا بصوت أجش :”كل الجمال داه ليا… ليا انا لوحدي”.
ذعرت ليليان من نبرته المتملكة و التي تدل و تأكد لها أن ليلتها لن تمر على خير…تصلب جسدها بين ذراعيه و تسارعت دقات قلبها و هي تحدق في صورتهما معا في المرآة…أخذ ايهم نفسا عميقا متلذذا برائحة الفانيليا التي كانت تنبعث من شعرها و جسدها قبل أن ينحني فجأة و يحملها بخفة متجها نحو الفراش الوثير…
وضعها برفق قبل أن يستلقي الى جانبها و يميل الى شفتيها ليلتقطهما بين شفتيه في قبلة طويلة خبيرة بث فيها كل شوقه و رغبته في الحصول عليها منذ سنين، لم يشعر بنشيج جسدها و ارتجافه بين يديه
و اختناق أنفاسها حتى كاد يغمى عليها…
ابتعد عنها لتشهق بصوت مسموع و هي تضع كليتا يديها على صدره تدفعه بعيدا عنها، الا انه احكم قبضته على خصرها و الاخرى خلف رأسها خلف رأسها ليعيدها اليه من جديد و يعصرها بين أحضانه مانعا عنها كل محاولات الهرب….
صاحت بصوت مختنق، لم تعد تتحمل قربه منها او لمساته لها، لن تستطيع مجاراة جنونه…وهي التي فشلت في الصمود أمام رغبته الجامحة و التي استشعرتها بمجرد قبلة….أيهم أرجوك بالراحة….مش حقدر كده…
ضاعت كلماتها لتصرخ بألم و هي تشعر بعظام جسدها تسحق بين صدره الصلب و ذراعيه الخشنتين و صوت همسه الخافت يشق طريقه جيدا الى مسامعها :”ششش انا بحلم بالليلة دي بقالي سنين، حتى شوفي….
أبعد يده عن خصرها ليضع سبابته على مكان في صدره و تحديدا فوق قلبه و هو يضيف :” عملتلك مفاجأة.. انا كتبت إسمك فوق قلبي بالضبط علشان تشوفيه كل مرة نبقى فيها مع بعض….
توسعت عيناها و هي تقرأ أحرف إسمها المكتوب بخط عربي…ليلياني…رمشت عدة مرات بأهدابها الطويلة غير مصدقة لما تراه أمامها لترفع نظرها اليه و تصطدم بعينيه الحادة التي ترمقها بانتظار لتقول دون وعي :”انت قصدك إيه بداه…
تجاهل مشاعرها المتخبطة و عيناها اللتان تشعان حيرة ليقترب منها من جديد و قد غامت عيناه برغبة جائعة في إمتلاكها و دمغها بإسمه الى الابد…
اطبق على شفتيها من جديد يلثمهما بنهم قبل أن ينتقل بحركات سريعة إلى وجنتيها و عينيها ثم هبط الى رقبتها يقبلها و يستنشق رائحتها بعمق و أنفاسه الهائجة تعبر عن لهفته و جنونه للحصول عليها….
كانت تدرك انه سيحصل على مبتغاه منها عاجلا ام آجلا حتى لو رفضت لتنتهي الليلة باستسلام كامل منها…بعد مقاومات بائسة و ضعيفة منها لتنهار حصونها أمام عاطفته الجياشة التي كان يبثها لها دون كلل او تعب …
آهات متألمة صدرت منها سرعان ما كتمتها حالما ابتعد عنها و هو يستقيم ليستند بظهره على مسند السرير ثم يجذبها ليضع رأسها على صدره القوي
و هو يربت على كتفها و ظهرها بحركات رتيبة مهدئة
و هو يهمس مقبلا مقدة رأسها :”مبروك يا ليلي…دي أحلى ليلة في حياتي…”.
لم تدري بنفسها الا وهي تجيبه بحقد دون أن ترفع وجهها اليه :”بكرهك… و عمري ما كرهت حد زيك”.
قهقه أيهم بصوت عال و هو يحيط جسدها بذراعيه الاثنين يقربها منه أكثر قبل أن يلتف بجسدها ليصبح فوقها، ارتسمت على شفتيه إبتسامة وقحة و هو يتفرس ملامحها القلقة و عيناها اللتان توسعتا بخوف…ارتكز بذراعه الى جانبها ثم مد يده ليجذب الغطاء الذي كانت تتشبث به و كأنه طوق نجاتها…
ليهتف بمشاكسة :”طيب هاتي الغطاء داه و انا حوريكي إزاي تكرهيني كويس …
تمسكت بالملاءة بقوة و هي تتراجع بجسدها مبتعدة عنه هادرة بصوت ضعيف :” لا إبعد عني يا أيهم… انت أخذت اللي انت عاوزه سبني في حالي…”.
ضغط على شفتيه بقوة و هو يعود بجسده الى الوراء ليستلقي من جديد هاتفا بهدوء:”انت مراتي يا ليليان مش واحدة من الشارع، ميصحش الكلام اللي انت بتقوليه داه…ليليان و هي تقاطعه بقوة :” و لما انا مراتك بتفرض عليا نفسك ليه…. ايه متقليش انك محسيتش برفضي ليك “.35
زمجر أيهم بغضب و هو يلتفت لها بعينين حمرواين تطلقان شرارت غاضبة قائلا بصرامة :”ليليان….انتبهي لكلامك و متخلنيش اقلب عليكي وانت أكثر واحدة عارفاني لما اتحول ، مش علشان ساكتلك و براعيكي حتسوقي فيها انا الليلة دي قررت اني انسى كل حاجة و أعاملك على انك عروسة بس الظاهر مصرة على انك تشوفي وشي الثاني في ليلة دخلتنا… سواء برضاكي او غصب عنك انت مراتي و اللي حصل داه من حقي “.
ليليان باستهزاء :” طبعا أهم حاجة راحتك…
أيهم بصوت جاف :”قومي خوذي دش خلي أعصابك تهدى و بعدين تعالي نامي و احتفظي بكلامك الفارغ لنفسك”.
رمقته بنظرات قاسية تنم عن حقد دفين و هي تستقيم بجسدها محاولة النزول من الفراش ببطئ…
صرخت بألم قبل أن تستلقي من جديد و هي تغمض عينيها بقوة لتكتم دموعها التي تجمعت داخل حدقيتيها تنتظر إذنها للنزول…
شهقت بخفة عندما شعرت بنفسها تطير في الهواء و ذراعين صلبتين تحملانها بخفة،في إتجاه الحمام..
فتحت الباب بصمت ليدخل ايهم بها و يضعها على حافة حوض الاستحمام الكبير ثم يدير الصنبور لتبدأ المياه في التدفق لتندمج مع سوائل الاستحمام التي سكبها ايهم في الحوض لتتشكل الرغوة البيضاء و تنتشر رائحة النعناع و الفانيليا في الأجواء…
لم تقاومه عندما حملها مجددا ليجلس بها في الحوض و يضعها فوق سافيه بعد أن رمى الغطاء أرضا ليختبئ جسديهما تحت المياه…
تأوهت بخفوت و هي تشعر بتمدد عضلات جسدها و استرخائها داخل المياه الدافئة لتستند برأسها إلى صدره و تغمض عينيها بتعب بعد ليلتها الطويلة،
لتتوقف عن القلق و التفكير في سبب تغيره الطفيف معها و معاملته اللائقة التي أدهشتها….
صباحا استيقظت ليليان و هي تستشعر ملمس الاغطية الحريرية التي تلف جسدها.. فتحت عينيها ببطئ لتجد نفسها في غرفة كبيرة مختلفة عن غرفتها…استغرق الأمر منها لثوان حتى تدرك وجودها في غرفة الفندق،زفرت بخفوت قبل أن ترفع الغطاء بتمهل لتجد نفسها ترتدي قميصا رجاليا يبدو أنه لأيهم، لمع ذهنها بومضات خافتة لتدرك ان آخر ماحدث معها البارحة هو نومها في حوض الاستحمام بين ذراعي زوجها…
قلبت عينيها في أرجاء الغرفة لتجدها خالية… مشت بخطوات متمهلة لتفتح باب الحمام الذي وجدته بدوره فارغا…
استدارت في اتجاه الشرفة و هي ترجح وجوده هناك بعد أن وصل إلى أنفها رائحة سجائر خفيفة…
توقفت مكانها عندما لمحته يتكئ على السياج الرخامي للشرفة…تأملته بشرود لأول مرة في حياتها
تقر بوسامته…جسده الرياضي الضخم و ذراعيه القويتين و عضلات بطنه و صدره المنحوتة بدقة و كأنه أحد آلهة الإغريق، شعره الاسود الناعم الذي يحرص دائما على تصفيفه، بشرته البيضاء التي تتحول إلى حمراء قانية عند غضبه الذي يتجلى بوضوح في عينيه الخضراء الحادة التي ورثها عن والدته التركية….
لو لم تكن تكرهه لكانت من اول المعجبات به، لطالما سمعت همهمات الممرضات و الطبيبات زميلاتها و هن يتحدثن عن وسامته و أناقته الفائقة و شخصيته الصارمة المسيطرة التي تجعله محط إعجاب أي أنثى…
افاقت من تأملاتها على صوته الساخر و هو يقول :”حتفضلي متنحة كده كثير”.
عضت وجنتيها من الداخل و هي تشعر بتصاعد الحرارة الى وجنتيها لتجيبه بارتباك :”صباح.. الخير
انا كنت بدور عليك بس”.
توقفت عن الكلام عندما وجدته يتفرس جسدها و على وجهه إبتسامة خبيثة… لترمقه بدورها بنظرات غاضبة و تسارع بالدخول الى الغرفة من جديد و هي تشتمه :”السافل مش بيفكر غير في قلة الأدب…”.
لحقها أيهم و هو يقهقه بصخب على مظهرها الحانق و التي بدت فيه و كأنها طفلة صغيرة غاضبة.. إرتمى على الاريكة و هو يستجمع أنفاسه قائلا :” هدومك هناك البسي بسرعة علشان موعد الطيارة بعد ساعتين”.
نظرت ليليان إلى الاريكة موضع إشارته لتجد كيسا ورقيا أخذته بلا مبالاة و هي تتجه الى الحمام ليستوقفها صوته الضاحك و هو يقول :”مفيش داعي تقدري تغيري هنا… ما أنا خلاص شفت كل حاجة و بالتفصيل كمان”.
تسمرت مكانها للحظات وهي تلعنه في سرها قبل أن تسرع الى داخل الحمام صافقة الباب وراءها بعنف…
فتحت الكيس لتجد فستانا أنيقا باللون الأحمر الغامق بحزام ذهبي و بعض النقوش على الاكمام و الصدر، يرافقه حجاب رقيق باللون الذهبي و حذاء بكعب عال بنفس اللون.
لوت ثغرها بتعجب و هي تقول بسخرية قبل أن تبدأ في فتح ازرار القميص الذي ترتديه و تشرع في إرتداء الفستان :” راسم تاتو بإسمي على جسمه و كمان جايبلي فستان حلو دا إيه جواز المفاجآت داه.. يكونش الشيطان تغير فجأة و بقى ملاك… فاكرني مش عارفة عادته لما يحصل على حاجة جديدة بيفرح بيها يومين و بعدين يرميها لما يزهق منها …”.
__________________
في مزرعة الألفي
قفز شاهين من على حصانه الأسود رعد بعد أن قام بجولة طويلة في أرجاء المزرعة… ربت على عنقه بمحبة قبل أن يشير إلى أحد العمال ليأتي و يسلمه اللجام ليأخذ الحصان بعيدا.1
إتجه شاهين الى داخل الفيلا الفخمة التي تتوسط المزرعة بخطوات مسرعة ليجد كاميليا تجلس بجانب فادي الذي كان ينظر لها باستغراب و هي تريه بعض الصور لحيوانات غريبة لا يعرفها على جهاز الايباد….
صاح الصغير لينادي والده حالما رآها و هو يقول ببراءة :”بابي تعالى شوف في حيوانات حلوة كثير بس مامي كاميليا بتقول انها بتعيش في الغابة مش هنا…
اقترب منه شاهين ليحمله برفق ويجلس مكانه بجانب كاميليا و يجلس فادي في أحضانه و هو يسأله :” حيوانات إيه دي… ممم خليني احزر اكيد انت بتتكلم على الأسد و النمر… صح يا أسد”
ضحك فادي بصخب عندما بدأ شاهين في دغدغته و تقبيله على وجهه و رأسه ليتلوى الصغير و هو يحاول التملص من يدي والده و هو يصيح :”صح يا بابي صح…”.
توقف عن ملاعبته و يوقفه على قدميه غامزا إياه بخفة قبل أن يهتف بصوت واثق:” طب إيه رأيك أن بابي عنده حيوانات اكبر من الأسد و النمر”.
لمعت عينا الصغير بفرح قبل أن يجيبه و هو يصفق بيديه الصغيرتين :”بجد يا بابي… طب ممكن اشوفهم”.
أنزله شاهين أمامه و هو يربت على وجنتيه قائلا حنو :”طبعا يا روح بابي تعالى”.
وقف من مكانه حاملا الطفل بذراعه و يخطو بضع خطوات الى الامام قبل أن يستدير ثانية الى كاميليا التي كانت تجلس مكانها ممسكة الايباد بين يديها و هو تنظر أمامها بشرود…
شملها بنظرة مطولة من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها قبل أن يهدر بغطرسة:” حنبقى نستنى الآنسة لما تخلص تأملاتها و إلا إيه؟”.
إنتفضت كاميليا من مكانها عندما سمعت صوته الغاضب و مشت باتجاهه مطئطئة رأسها…ليهتف شاهين مرة أخرى بنبرة اكثر قسوة :”لازم تركزي في أكثر في شغلك و بلاش سرحان ملوش لازمة”.
إنتظرته ليكمل كلامه ثم أجابته بنبرة متعثرة:”حضرتك انا شفتك أخذت فادي
فقلت يمكن عاوزين تتفسحوا لوحدكم…
أشار لها بيده لتسكت و كأن كلامها بلا فائدة ليشدد بصرامة :” أي مكان يكون فيه فادي لازم تكوني فيه يلا ورايا و بلاش رغي فارغ”.
زم الصغير شفتيه بحنق بريئ قبل يصرخ معاتبا والده :” بابي…مش تصرخ في وش مامي كاميليا… انا بحبها جدا مش تزعلها بليز…”.لوى شاهين شفتيه بضجر قبل أن يهمس في أذنه:”حاضر يا أستاذ دودي أي أوامر ثانية “.
هز فادي رأسه بنفي ثم بدأ في النظر حوله ليشاهد انواعا كثيرة من الأشجار و النباتات لا تختلف كثيرا عن تلك الموجودة في حديقة فيلا والده…..
بعد دقائق من المشي وصلا إلى مايشبه الجلسة الخارجيةجلس شاهين على الاريكة واضعا فادي في حجره كعادته بينما جلست كاميليا على الكرسي المنفرد، لحظات حتى ظهر أمامهما رجل و إلى جانبه حيوانين ضخمين يشبهان النمر و لكنهما أضخم بكثير….صرخت كاميليا دون وعي و هي تقفز من مكانها لتجلس بجانب شاهين و هي تتمتم برعب :”و النبي خليه ياخذهم من هنا…دول حياكلونا”.
قهقه شاهين بصخب قائلا :” دول مدربين و مش بيأذو حد غير بأوامري متقلقيش…. على الاقل دلوقتي…”.
لم تركز كاميليا على كلماته بقدر تركيزها على الوحشين القادمين باتجاهها، رفعت قدميها على الكرسي بطريقة طفوليه قبل أن تسمع فادي يسأل والده :” بابي هو داه نمر كبير “.
شاهين بنفي :”لا داه إسمه Liger باباه أسد بس مامته هي أنثى النمر و هو أكبر من الاثنين… فهمت”.
فادي ببراءة:”فهمت يا بابي طيب قلي هما أساميهم إيه”.3
أمسك شاهين كف الصغير ثم وضعه فوق رأس أحد اللايجر الذين جلسا بطاعة على مقربة منه ليداعب فرائه… قائلا ببساطة :” داه إسمه… دايمون… و الثاني إسمه سيزار
إيه رأيك حلوين يا بطل “.
تستمر القصة أدناه
اوما الاخر بحماس و هي يجيبه :”جدا يا بابي خلينا ناخذهم على الفيلا “.
شهقت كاميليا في داخلها و هي مازلت تقبض على ذراع شاهين دون إنتباه منها مركزة بصرها على الحيوانين تنتظر أي حركة منهما لتهرب بعيدا او تتسلق أحد الأشجار…
رأت إصرار فادي على اصطحابهما إلى المنزل لتقاطعه باندفاع:” هو انت شايفهم قطط علشان تأخذهم البيت… دول قد الديناصورات مينفعش يتربوا اصلا انتوا لازم تسفروهم أفريقيا و تسيبهم يعيشوا في الغابات هناك “.
رمقها شاهين باستهزاء قبل أن يردف :” اسفرهم أفريقيا؟؟؟ … إنت عارفة دول ثمنهم كام يا جاهلة؟؟؟ أكثر بكثير من أي مبلغ ممكن تتخيليه في دماغك “.
كاميليا بعدم إهتمام :” و هو مين حيشتري وحوش زي دي إلا إذا كان واحد مجن….. “.
ابتلعت كلماتها في جوفها بعد أن أدركت غباء ما تفوهت به لترفع رأسها ببطئ و تجده ينظر لها باستهزاء و هو يقول بتهديد جدي :” كلمة كمان و حوريكي المجنون داه حيعمل فيكي إيه…
أومأت بطاعة ليتجاهلها شاهين و يقف من مكانه و يأمر اللايجر ان يتبعاه… بينما هي تسمرت مكانها لاتدري أين تذهب هل تتبعه ام تجلس مكانها حتى يبتعد بهذه الوحوش المخيفة ثم تهرب إلى الفيلا ….
تابعت سيرهم بأنفاس متقطعة و هي تدعوا الله أن لا يتفطن لتخلفها عنه فجأة رأت شاهين يضع فادي أرضا بعد أن تمتم ببضعة كلمات في أذنه ليركض الصغير نحوها…
ماجعل كاميليا تشتمه مرحبا سرها قائلة :”الله يخرب بيتك إيه اللي رجع الواد المجنون داه…داه طلع مجنون زي أبوه.. داه إيه عيلة المجانين دي الام بتقلي تنكري و أخفي وشك و ابنها مربي اسود في البيت و كأنها قطط و الحفيد عاوزني أبقى مامته بالعافية “.
وصل فادي إليها ثم أمسكها من يدها و هو يجرها قائلا برجاء:” مامي كاميليا بليز تعالي نشوف ديمون و سيزار و هما بياكلوا “.
تبعته كاميليا و هي تهمس بحنق :” دول بياكلو لحمة تكفي حارتنا اسبوع بحاله ثم أضافت بصوت عادي فادي يا حبيبي انا ميس كاميليا مش مامي… بلاش تقلي تناديني كده علشان …”.
فادي و هو يعبس بحزن :”بس انا عاوزك تبقي مامي انا عندي بابي بس و كل صحابي عندهم مامي و بابي”.
شعرت كاميليا ببعض الشفقة على هذا الطفل المسكين لتهم بالرد عليه لكن صوت شاهين الغاضب قاطع أفكارها و هو يقول :” حسابك بعدين على اللي انت عملتيه دلوقتي… يلا يا فادي نشوف اللايجرز انا خليت المدرب بتاعهم يرجعهم مكانهم “.
مشى الجميع حتى وصلوا إلى ركن شاسع مسيج بأسلاك حديدية عالية حيث يقبع اللايجرز بداخله و أمامها كومة كبيرة من اللحوم يأكلانها بنهم…صفق فادي بحماس و هو يشير بيده الى أحد الحيوانين متسائلا :” بابي هو داه سيزر صح…. “.
ابتسم شاهين على طفله قبل أن يجيبه :”صح سيزار أضخم شوية من دايمون….انا حجيبك كل أسبوع علشان تشوفهم مدام عجبوك بالشكل داه”.
فرح شادي بشدة و قام بتقبيل والده طويلا قبل أن يعود لمشاهدة الحيوانات…
اما شاهين فقد إستغل إنشغال الطفل ليمد يده و يجذب كاميليا من ذراعها ليجعلها تقف إلى جانبه… ليقول باللغة الروسية بعد أن علم من والدته ان كاميليا تستطيع التحدث بها :”انت تتكلمين الروسية صحيح”.
تفاجأت كاميليا بسؤاله قبل أن تومئ برأسها بإيجاب :”أيوا”.
شاهين :”انا لا أريد لفادي ان يفهمنا…لقد رأيتك منذ قليل تمنعينه من مناداتك بمامي”.
كاميليا و قد تذكرت تهديده :” لانه لا يجب أن يتعود على ذلك بينما أنا سأترك العمل آخر هذا الشهر ”
رفع شاهين حاجبه الى الأعلى ليقيمها بنظرات غرور واضحة قبل أن يهدر بغطرسة :”انت حقا حمقاء تظنين انني نسيت كيفية دخولك الى منزلي و حصولك على العمل و انك ستفلتين من عقابي لك على استغفالك لي…إسمعيني جيدا انت لاتريدين ان تكوني طعاما لهذه الحيوانات المفترسة التي تشاهدينها أمامكي… أقسم انني لن أتوانى عن رميك أمامهم انت و جميع عائلتك يا حثالة….ابقي مطيعة و لا تتسببي في حزن فادي مرة أخرى دعيه يناديكي بما يشاء..لك الشرف ام يناديكي مامي، لو انه فقط يعلم حقيقتك لما اقترب منك ابدا… صدقيني انت لاتعلمين جيدا من أنا فاحذري جيدا من إثارة غضبي ”
ارتجفت كاميليا رغما عنها من تهديداته الجدية و شعرت بانقباض قلبها من شدة خوفها خاصة بعد أن أضاف باللهجة المصرية :” انا عارف عنك كل حاجة على فكرة من يوم ما إتولدتي لغاية اللحظة دي و عارف كل عيلتك و حارتك الفقيرة اللي انت جاية منها.. حتى هبة صاحبتك اللي ناوي عمر يتجوزها… فخليكي مطيعة احسن عشان انا بكره الست العنيدة اوي فهمتي يا ميس كاميليا و الا أعيد ثاني”.
جف حلقها و ارتجفت ساقيها لتستند على السياج بثقلها و هي تهتف بتوتر :” فهمت “.
تجاهلها ليعود لملاعبة الصغير الذي بدا مسرورا جدا بنزهته الفريدة غير واع بما يحصل حوله…

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الشيطان شاهين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *