روايات

رواية صفعات القدر الحاني الفصل التاسع عشر 19 بقلم عائشة حسين

رواية صفعات القدر الحاني الفصل التاسع عشر 19 بقلم عائشة حسين

رواية صفعات القدر الحاني البارت التاسع عشر

رواية صفعات القدر الحاني الجزء التاسع عشر

صفعات القدر الحاني
صفعات القدر الحاني

رواية صفعات القدر الحاني الحلقة التاسعة عشر

صعد رامي لشقة خاله ،ليناقش معه بعض امور العمل ويراجع معه الحسابات… وقف أمام الشقة وحين مد يده ليضغط على الجرس رنى لمساعه ذلك الحوار الذي يبدو من مضمونه ،انه يخصه وبشده… وقف متلصباً اسماعه تترقب بحزن
صرخت الأم معترضة بقسوة
-مين رامي ابن اختك ده علشان اجوزه بنتي .
تأفف الأب من عنجهية الأم وهتف بغيظ
-وماله بقا رامي ناقصه ايه ياام البنات… .؟
رفعت حاجبها قائلة بعناد وكبر
-قول مش ناقصة ايه… .؟ دا مقشف لولا شغله معاك كان بقا فالشوارع… صمتت لتردف بسخرية وتحقير
-ياراجل هو عارف يقول كلمتين على بعض… .
مسح الاب وجهه مستغفراً ،واشاح متمالك غضبه من رعونة تلك المرآة وتعاليها المبالغ به
لكنها صاحت هاتفه بتعنيف
-ماترد ياراجل… ..سايبني اهاتي ..
ضرب الأب كفاً بكف قائلا بهدوء لايخلو من غضبه وهو يحاول إفهامها
-ياوليه… رامي ده هو المناسب لبنتك… اهبل لا ليه فالتور ولا فالطحين… .تحت ايدينا وطوع امرنا… ..بيشتغل زي البهيمة فالساقية لابيكل ولا يمل… ..هكون مطمن لا هيطمع فمالي ولا هيخدعني… .ثم اضاف بسخرية
-وبنتك متنفعش مع غيره… .محدش يستحملها غيره… ..كده اطمن شقايا ماهو لو كنتِ جبتيلي الواد مكنتش طاطيت لحد .
صاحت وهي تهز راسها نافره
-رجعنا بقا للكلام الي ملوش لزمة ده… بقولك ايه… .أنا جبت اخري منك ومن بنتك ..اعملو الي يريحكم ..
لوح الاب مرحباً وهو يبتسم بتنمق
-كده عين العقل… .
نهضت وتركته يُعيد التفكير في كلامة في قرارة نفسة يعلم بسير فتاته الخطأ بناء على ماأخبرته به صديقتها ..لذلك عندما فاجئه رامي بطلبه لم يتردد فهو خير من يتحمل مصائب ابنته ويريد أن تنزل مسئولية نجوى عن عاتقة..
الحديث كان طعنه نفذت لقلب الآخر ،أغلق عينيه بكابد الألم المنتشر بخلاياه… كلماتهم تحولت لوحوش تمتص دمائه بضراوة تتغذى على كرامته المهدورة… .وتلك السخرية كانت سهام مسمومة تُصوب لصدره… .سحب كفه المعلقة في الهواء وتراجع للخلف… .خارت قواة من نزيف روحه الذي لا يتوقف… .استصغروه واستعظمو بليته وضعف حديثة… .ينظرون له بعين الحقارة والقِلة… .هبط بتكاسل بدا له الدرج طريقاً طويل… .
كلماتهم كلحن قاسي يعزف على نزيف روحه… حفروحها حفراً بداخله… .
اه من قلب ذنبه الوحيد أنه لم يُدنس بقذارة الدنيا وأطماع الحياة…
دخل حجرته واغلق خلفه جلس في اقرب ركن قد احتوته حجرته البسيطة ضم ساقية لصدره دافناً وجهه بين صدره وساقية… يكابد مراراً سقوه له عمداً .
********************
دار علي حول كرسي والدته قائلا بصخب
-قاسم بيسلم عليكي…
تهللت اسارير رحمة وجذبته ليقف أمامها قائلة بلهفة لم تستطع مداراتها
-بجد… شوفته فين ياعلي… وهو كويس ..؟
عقد الصغير ذراعيه بالتزامن مع عقدة جبينه ليُجيب ببساطة
-قابلته فالمسجد… .وبيسلم عليكي… وقالي كمان أنه خد بيت لوحده ولو عايز ممكن اروح اقعد معاه .
تنهدت رحمة بأسف ،لتربت على رأس علي مضيفه بحنان
-سلملي عليه ياعلي… وقله مرات عمك عايزه تشوفك .
ضيق الصغير عينيه ليضيف وهو يقلب شفتيه حيرة
-أنا قولتله تعالى أنت ،قالي مش هينفع…
ضمت رحمة شفتيها بحسرة هامسه بوجع ولوعة
-ربنا يجازيه خير ويكرمه ياابني .
تتألم لكسرة قلبه فقاسم لايستحق تلك المعاناة ،وحيد منذ ولادته… غريب في عالمة… رقيق القلب حاني المشاعر… .لايستحق جفاء والده ولا تلك الوحدة المصبوغه بظلمة لياليه التي يعاني منها ،لكن من مثلة لايتركة الله وهي على يقين أنه سيلتقي يوماً بسعادته .
ركض علي ناحية الممر بعد أن ضرب جبهته لائما
-نسيت… .
استدارت والدته بالكرسي تسائلة بإهتمام
-نسيت ايه… ؟
اجابها هلي وهو يتابع الركض
-انا امبارح قفلت بالمفتاح على راجي وياسمين .
هزت رحمة راسها بإبتسامة باهتة ،فقد حسم القدر قراره اخيراً
فتحت ياسمين جفنيها المتعانقين لتصطدم بنظراته المشاكسة ،لكنها اليوم بها مزيجاً غريب مابين التألق المشبع بالرضا والحنان المعهود ..نهضت بسرعه تتحاشى نظراته الثاقبة تلملم خصلاتها جانباً… .هامسة بخجل اسدل سائرة الحمراء على وجنتيها
-هو علي مفتحش… ؟
ابتعد راجي وقد لمس خجلها ..نهض يُعدل من موضع نومه هاتفاً بإبتسامة بشوش
-لا… .الظاهر نسي… .عاد راجي يغمزها قائلا
-بس عادي فاضي انهردا مش مشكلة… ..واهو اعلمك باقي الحاجات بتوسع ..
هزت رأسها نفياً فيما كان فمها مفغوراً بصدمة من لا مبالاته وتلميحاته … قطع حديثهم تعاقب المفتاح في موضعه لتنهض ياسمين مسرعة متشبثة بطوق نجاتها ..
ظهر علي ضاحكا بإستمتاع من خلف الباب…
لتقبض ياسمين على أذنه ناهرة
-بقا كده يا.. قزم أنت…
هدر علي بغضب عند نعته بتلك الكلمة لينصب جسده ويشده قائلا بحسم
-أنا مش قزم… .قولتلك الف مره مش قزم..
اخرجت له ياسمين لسانها مُغيظه
-لا قزم وستين قزم ياابني أنت اقصر زمايلك .
صاح علي معترضاً وهو يجذبها من خصلاتها الطويلة زاجراً
-اخرسي… ..
خلصت ياسمين خصلاتها منه وتأهبت للركض لستفزه قائلة
-بردو قزم… ..
ومن حجرته كان يتابع بشغف وعشق ،عشق لعائلة منحته اياماً لاتنسى وبهجه لروحه المجدبه… .قدمت له محبه خالصه ودفء افتقده كثيراً… .يتابع بصمت وابتسامة واسعه… .لقد صغر اعوام وهو يراهم يتشاكسان بمرح طفولي ود لو شاركهم فيه… !
انحنت ياسمين تقبل راس امها قائلة بتعجل
-صباح الفل يا رحومتي…
بادلتها رحمة الصباح قائلة بتفحص
-صباح الفل ياحبيبتي ..
زم علي شفتيه متسائلا بحنق
-ماما هو أنا قزم… اعترفي… وعايز الصدق .
عقدت رحمة جبينها قائلة بجدية
-عايز الصدق ياعلي…
اومأ علي بغرور وكأنه متيقن من أن اجابة والدته لصالحه ،لتلوي رحمة فمها قائلة بحسرة
-ايوه قزم… قصير ياعلي .
اطلق علي صرخه معترضة ودبدب في الأرض… لتنطلق ضحكات ياسمين ورحمة وراجي الذي انضم إليهم مستمتعا بشقاوتهم وحيويتهم… انحسرت ابتسامته وقد لاحت بذاكرته خيال مؤلم فسارع بركله متمتماً
-الحمدلله حتى يبلغ الحمد منتهاه .
ثم اتجه ناحية علي الغاضب المتزمت حمله وبدأ يدغدغه بقوة
****************
صاح أدهم بهمجيه وهو يقبض على تيشرت ياسين
-كل ده يحصل ومتقوليش طب ليه ..؟
اشاح ياسين قائلا ببرود يتوشح نبرته الساخره
-اصلك مشغول ياعريس ،وقولت ميصحش اقلقك وأنت فشهر العسل .
ظهر الارتباك الممزوج بالخجل ،على وجه أدهم ..ليدير الحديث قائلا بتملص
-ماتتكلم عدل يالا ..
نال أدهم تأففاً من فم ياسين ،لينفض يده ويغادر متمتماً بكلمات لم يتبينها أدهم… ليجلس مقابل سيف الذي احتل ملامحه الجمود قائلا
-ماله ده… .؟
اجابه سيف وهو يدهس سيجاره
-سيبك منه المهم انت اخبارك ايه… .؟
اجابه ادهم بإقتضاب رغم أن يعرف مقصد سيف من السؤال
-تمام ..
نظر سيف لرقية الجالسة بجانب إيمان بنظرة طويلة ثم أردف قائلا لأدهم
-شكلها بنت حلال… .وطيبة ..
هتف اهتم وقد ارتدى قناعه الساخر
-وده المطلوب علشان… .أنا مش لسه هاخد وحده تعملهم عليا وتفرد ضلوعها…
تفادى سيف الحديث بصبر ،متحكماً بقوة يُحسد عليها على انفعاله… لانه ببساطة متعود على تقلبات أدهم وغروره الزائف .خلاف خشونة طباعه احياناً…
هتاف سيف بنفاذ صبر
-أدهم… عايز اعرف سر الجواز المفاجئ ده…
مسح أدهم وجهه بكفه ،ثم بهدوء مصحوب بتردد حكى لسيف ملابسات الزواج .
اشعل سيف سيجارة قائلا وهو يتأمل ملامح أدهم
-مش عارف ياأدهم رغم عدم اقتناعي بالي حكيته بس المهم أنك تكون مبسوط… .والأهم تخلي بالك منها شكلها بتحبك …..
همس أدهم وهو يتابع رقية من بعيد
-وده المهم أنها تحبني ..
هز سيف راسه وقد تعلقت ابتسامة ساخره على زوايا فمه ،فأدهم يعاني من تضارب مشاعر واضح لايدري سببه… يوما ما لامه هو على عدم اعترافه لهنا بالحب لكنه اليوم يغلق قلبه ويبخل بإعتراف مماثل لزوجته ،هو منعه تخبطه لصغر سن هنا وعدم تيقنه من مشاعره لكن أدهم ماذا يمنعة ويكبل لسانه عن النطق بها .
********************
هتفت رودي وهي تُقبل رأس خالها مستعطفه
-علشان خاطري ياخالو خليني اروح معاك مصر ..
اجلسها يوسف على ساقه قائلا وهو يضم فكها بأنامله
-حاضر ياستي… .هاخدك معايا عيوني .
هتفت رودي بعيون لامعه وهي تزيح خصلاتها خلف أذنها
-طيب وسميحه… ؟
ازادت ملامح يوسف قتامة ،وعند دخول سميحه واقترابها تعمد الاضافه بشراسة وإزدراء يقطر من كلماته اللاذعه
-طبعا أمال مين هيخدمك ..
امتلئت ملامح سميحه بالألم واطرقت راسها بإنكسار ،ليهتف يوسف متعمداً وهو يرمقها شزراً
-ولا أيه ياموحه …؟
رسمت سميحه ابتسامة مرتجفه يحتاجها الموقف وتحتاجها روحها حتى لا تعكس مرآياها الألم المتضخم بداخلها .. همست بود حقيقي
-وأنا ليا غيركم…
نهض يوسف لتنهض رودي وتستأذن وتغادر ،فيما اتجه يوسف لمكتبه أخرج زجاجه المشروب وبدأ بتجرعها دفعه واحده
هتفت سميحه مؤبخه بإستجداء أموي
-حرام عليك ياابني ..صحتك ..
صدرت عنه ضحكة قوية ،ليردف بعدها بفحيح
-موحه قولنا بلاش الدور ده ..
اقتربت سميحة تهزه قائلة بغضب وإستنكار اصطبغ بأسفها
-أنت أيه ..؟ وأيه السواد الي جواك ده ..؟
ضرب يوسف الزجاجه ارضا فتناثر شظايا الزجاج يلمع أرضاً ،دار يوسف حولها قائلا بفحيح شيطاني
-السواد ده منك… من قذارتك ..
هنا صرخت سميحة قائلة بجنون
-اخرس…
تلمس يوسف موضع الضربة ،فيما كانت عيناه تطلق شرارات نارية ،لتردف سميحه بتحذير
-كفاية…
صاح يوسف وهو يضرب الطاولة…
-فعلا كفاية… زعلانه علشان قذارتك… .امال لما تجيبي أبن متعرفلهوش اب تبقا ايه نزاهتك… وطهارتك……
جلست سميحه منهاره تدفن وجهها ببن كفيها هامسه بوجع
-حرام عليك… أنت ايه جاحد ..
انحنى يوسف يهمس بفحيح
-ايوه جاحد… .لما اعيش عمري ابني اسم علشان الناس تنسى اني ابن سميحه الي باعت نفسها علشان الناس تعملي حساب وينسو أني ابن ملاجئ… ميعرفليش اب…
همست من بين نشيجها
-ربنا بيسامح ..حرام عليك…
هدر يوسف بصوت مخيف امتلئ بالقسوة
-دا ربنا مش أنا ياموحه… أنا عمري ماهسامحك بالعكس بنتقم فكل واحده بشوفيك فيها ..بدنسهم كلهم ،واخليهم يجيبو اولاد زيك علشان يبقا عدل ..وكلنا نكون زي بعض كلنا قذرين .
طرقت الصدمة الجزء الواعي بعقلها،لتتطلع له تقبض على قميصه وتهزه بعنف
-تقصد ايه… .؟
هزت ضحكاته ارجاء المنزل وهو يتطلع لانهيارها وصراخها بتلذذ… .قائلا
-هبيعهم كلهم وادنسهم كلهم ،هدوس عليهم…
نهضت سميحه قائلة بتضرع
-منك لله… ..أنت شيطان… أنت مريض ..
جلست بإنهيار تعرض شريط ذكرياتها ..فتاة يتيمة وحيدة… عانت من ويلات الدنيا… لتقع فريسة حب مشوة باعت له نفسها… .لتكتشف بعدها أنها تحمل طفلا… توسلت وبكت ..لكن دون فائدة… .ليجبرها الأخر على الاجهاض… وبعدها يستغلها في العمل المشبوه… .الذي نتج عنه يوسف الذي لاتدري له أب… من كثرة الرجال اللذين مرو عليها… .لينعم عليها رجل صالح ويقوم بسترها وتتوب إلى الله وتبتعد عن ذاك العمل… وتضع مولودها الذي اودعته في ملجأ للايتام ..وبعدها يتكفله زوجها ويربيه بعدما انجبت له فتاة ،وفي غمرة الاحداث وبسبب طمع يوسف ودنائته يكشف له زوجها عن اصله وانه ابنا للحرام ولا أب له… فيثور يوسف… ويبدأ انتقامه منها… يتغذى على احساسه بالنقص…
يشاء الله أن يموت زوجها ولايترك له شيئا… .فيزداد حقد يوسف ويسلب الاموال بطرق غير مشروعه وهذا ما علمته وكتمته ،تموت اخته وتترك لبنتها اموالها فيستحوذ عليها…
وبعدها يتفنن في معاملتها كجارية…
فرشت سميحة سجادتها وقامت مكبرة… تدعو الله له ،وتدعوه أن يغفر لها خطيئتها…
**********************
وفي الناحية الآخرى اعلنت والده هنا رفضاً قاطعاً لتلك الزيجه… حتى انها تصدت ليوسف بنفسها وبلغتها بالقرار النهائي…
انكمشت هنا خوفاً وزعراً من رد فعل يوسف ،فاندفعت لمكان جلوسهم قائلة بشموخ وقوة زائفة
-لو سمحتو دي حياتي وأنا حره فيها… وأنا موافقة على طلب الاستاذ يوسف .
ابتسم يوسف بإنتصار فيما كزت والدتها اسنانها بغضب تتوعدها سرها على فعلتها تلك،أما والدها فقد بهتت ملامحه وشعر بالاحراج الشديد فها هي ابنته المصون تلوي ذراعهم وتُرضخهم لإرادتها….
هتف يوسف ببرود ثلجي واسف مفتعل وهو يتابع انفعالات الثلاث…
-مش عارف أقول ايه… ؟… أسف لو سببتلكم مشاكل .
عقدت هنا ذراعيها قائلة بعزم
-لا مفيش مشاكل هما بابا وماما بس خايفين عليا وأنااهو بقولهم موافقة وتقدر حضرتك تحدد موعد للخطوبه
خرجت والدتها تحيطها هاله من الغضب والجنون على تجرؤ هنا… ووقاحتها… فيما مد يوسف كفه الصلبه لكف والدهنا المرتعشه قائلا بإستغلال للموقف
-خلاص يبقا خير البر عاجله… نقرأ الفاتحه ..
تردد الاب واهتزت نظراته لكن يوسف حثة بخبث
-ايدك ياعمي
ناوله الاب كفه بتردد مجبراً بقسوة ،بعد تطلع بخيبة لهنا وكسرة
قبض يوسف بشده على كفه وعيونه تلتمع بنصر ،فرسائلة الليليه التي يرسل بها تهديد صريح لهنا أجدت نفعها…
******
-انهالت الأم ضرباً على فتاتها قائلة بذهول
-بقا أنتِ يا هنا تكسري كلامي ،..
ظلت هنا على صمتها مستكينه تنهمر دموعها بغزارة… فيما تتابع الام الضرب بجنون مردفة بعدم تصديق
-الظاهر دلعتك زيادة ياهنا…
احتمت بجدار الصمت تطالع الفراغ بشرود ،لقد عانت من ضغط نفسي كبير ،خلال تلك الأيام يوسف يوميا يزجرها برسائلة… يرسل لها التهديد تلو الأخر وهي لا حيلة لها…
هزتها الام صارخه بجنون
-اتكلمي خرستي ليه… ؟
اهدتها هنا نظرة متوجعه متألمة ثم نكست راسها دون رد… مما دفع الأم لان تقيد خصلاتها وهتفت بهجوم
-بتصغرينا ياهنا… طب ليه قصرنا معاكي فأيه .. ردي عليا . ..؟
تراخى جسد هنا ،واغمضت عينيها مستسلمة لضرب والدتها الغاضب .،لياتي والدها ويخلصها ويهتف للأم
-خلاص سيبيها دلوقت…
خرجت والدتها رغماً عنها بعد أن سبتها وتوعدتها… اما والدها فيكفي لمعة الانكسار التي تراها بعينيه .،والحسرة التي تصبغ ملامحه الحزينة ،… ..وعمرو الشامت الساخر…
الذي لاينفك بتذكيرها بسوء تدليلها
اعتلت هنا الفراش… ضمت ساقيها لجسدها ترتعش محلقه في الحجرة بتضارب وهذيان… يوشي بتغيبها… تردد بهمس
-سيف… .
تذكرت ملابسه المدرجه ببقع الدماء خاصته ،فهرعت لخزانتها تبحث عنها بجنون وهيستيريا كمن فقد عقله… حين وجدتها احتضنتها بقوة ،قبلتها…. تنفست رائحته عبرها… اخذتها للفراش ودفنتها بأحضانها تلتقط انفاسا لاتخلو من رائحته… تطرد كل شئ من ذاكرتها عداه هو ،ترطب لسانها بترديدها الهذياني لاسمه
-سيف… .،

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية صفعات القدر الحاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *