روايات

رواية مزرعة الغضب الفصل الأول 1 بقلم نرمين قدري

رواية مزرعة الغضب الفصل الأول 1 بقلم نرمين قدري

رواية مزرعة الغضب البارت الأول

رواية مزرعة الغضب الجزء الأول

مزرعة الغضب
مزرعة الغضب

رواية مزرعة الغضب الحلقة الأولى

أكبر خطأ يصدر منا حين نكون كـالكتاب المفتوح
فيقرأنا كل من اقترب لبعض يستهين بتلك السطور
والبعض يسيء الفهم والبعض لايفهم أبداً
فلا تغضب حين يمَزقك
من لا يحسِن قراءتَك فــأنت من ارتضيت أن تكون لهُ كِتاباً مفتوحاً فأحتفِظ دائماً بجزء منك لنفسِ
حدقت روز من النافذة في حركة المرور السريعة بين المباني البنية والرمادية الكئيبة العالية وكان لونها يعكس الانقباض الذي أثقل كاهل الفتاة ,وأفلتت منها تنهيدة خافتة وهي تترك الستارة لتستقر مكانها , وتستدير لمواجهة الرجل المسن الجالس خلف المكتب :
– استاذ فؤاد , كنت صديق لبابا وتستطيع أن تفهم الوضع أكثر من أي شخص آخر , ليه المزرعة هتتباع بكرة محتاجة تفسير منك ، أنت علي مدار عشرين سنه كنت المحامي العيله و ماسك كل حاجة تخص أملاك بابا الله يرحمه ليه فجاءة كده اتغير الحال معقول كل حاجة تروح في لمح بصر كده حضرتك مدرج حجم الكارثة انا بكره هكون في الشارع بكرة بعد ما المالك الجديد يوصل مش هلاقي حته اروح فيها انا معنديش حد ،
امي ماتت وانا صغيرة و ابويا كمان هو كمان سبني لوحدي
تنهد المحامي بضيق وقال بأسلوب يأس :
– ده ال سبب أن جيبتك دلوقتي يا روز في أن تعيدي التفكير في أسلوب حياتك هو كوني محامي والدك وأقرب أصدقائه حابيت اعرفك أن حياتك الجاية هتختلف تمام لكن علي موضوع هتقعدي فين انا حاطط شرط للهيشتري المزرعة أنه يسبب ليكي المبني الصغير اللي في اخر المزرعة
ضحكت روز بسخرية وقطعت كلامة قائله:
_ قصدك مبني الخدم و العمال اللي كانوا بيشتغلوا عندنا في الأرض

” اسمعي يا روز , أي حد مكانك لازم يوطي للريح لحد ما تعدي انتي دلوقتي مش روز البنت الغنية الي كل حاجة تحت رجليها , لا الوضع اختلف لازم كبريائك ده يهدأ خالص وترضي بالأمر الواقع , عارف ان وفاة شخص عزيز تتطلب من الإنسان التكيف علي الرغم من صعوبة ذلك . لا كن انتي حتي معندكيش رفهيه الحزن علي والدك عنادك و كبريائك لازم دلوقتي تركتيهم علي جنب كنت دائما مستقلة إلي درجة العناد , علشان كده انا مش شايف علي إصرارك علي دفن نفسك في الريف “.لو مش عاجبك الوضع وان انك تقعدي في بيت العمال سيبي المزرعة وحياه الريف كلها وانزلي للمدينة انتي دكتورة و بشاهدتك هاشتغلي
و من الفلوس اللي هتتبقي من بيع المزرعة أجري شقة صغيرة و من شغلك ادفعي ايجارها
نظرت له روز نظرة عميقه و شرد عقلها
+ كيف لهذا الكائن أن يكون صديق والدها من زمن كيف لكل هذه المده التي قضاها معهم لم يظهر وجه الحقيقي كيف قدرته علي ارتداء قناع الصداقة والحب لوالدها كل ههذة المده وكيف لم يلاحظ ولدها هذا القناع الذي يخفي خلفه الكره له
ظلت تتساءل نفسها كيف الي أن قطع حبل تفكيرها صوت المحامي وهو يقول :
– ها يا روز فكرتي هتعملي ايه هتقعدي ولا هتسيبي المزرعة وحياة الريف وخدي بالك من حاجة قبل اي قرار تاخدي اعملي في اعتبارك أن لسة وصية ولدك ما تفتحتش انا بس منتظر المالك الجديد يستلم المزرعة وبعدين هفتح الوصية
نظرت له نظره ذات معني
تجعله يفهم سبب اضطرارها للذهاب . لقد احترم أبوها هذا الرجل ووثق به كما لم يثق بأحد في حياته.
أبوها …وقفت الكلمة في حلقها , ونظرت إلي ثوبها الاسود ويديها المعقودتين بشدة في حجرها . توفيت والدتها بعد مولدها بفترة قصيرة , تاركة لزوجها الرحالة مهمة تربية طفلتهما بكل ما في هذه المهمة من غرابة ومشقة . ولأن رحل هو أيضا تاركا ايها بمفردها
حاولت أن تمنع دموعها المنهمرة , ورفعت عينيها لتلتقي بنظرة المحامي الحانية . وغامت عيناها البنيتان من الدموع الموشكة علي السقوط والتوت شفتاها في ابتسامة باهته :
+ متشغلش بالك استاذ فؤاد لسة مقررتش هقعد هنا ولا هسيب كل حاجة اول ما هقرر هبلغ حضرتك علطول واتجهت نحو الباب قائلة وهي شارده :
+ بس في حاجة محتاجة افهمها قبل ما امشي ايه علاقة المالك الجديد بفتح الوصيه عمتا حضرتك تشكر لحد كده الجاي بقا ده بتاعي انا بعد اذنك اتاخرت
رفع حاجبية بتذمر قائلا :
– كل حاجة في وقتها حلوة يا روز خالي فتح الوصيه في وقته ولكن تفتكري أنك مازلت شابة صغيرة في العشرين والناس مبترحمش وانك لوحدك خالي بالك من نفسك كويس يا روز علشان الجاي صعب ومش هتعرفي تصدي
غير أن انا سمعت أن اللي اشتري المزرعة حوت في السوق وانتي جنبه سمكة صغيرة
نظرت له نظرة تفحصية و هزت راسها وتركته و رحلت من المكتب وهي تحدث نفسها عن مدي استفزاز هذا الكائن
دخلت روز مزرعتها للمرة الأخيرة و الحزن يكسي كل معالم وجهها فاهي افنت نفسها في تلك المزرعة كانت تعمل بيها مثل أي عامل لم يكن أحد لدية المقدرة أن يفرق بينها وبين عمال المزرعة فاهي كانت تعشق العمل بيدها وكانت تعتبر المزرعة هدفها الوحيد كانت تود أن تكبرها ولكن انتهي الحلم سريعا فغدا سوف تؤخذ روحها من جسدها بدأت روز تمر علي كل قسم في المزرعة فاهي كانت مقسمها اقسام وقفت عند اصطبل الخيل واستنشقت نفسا طويلا ثم دخلت لتجد استقبال حافل من قبل الحصان الخاص بيها فاهي كانت تعشق هذا الحصان فقد اهدا لها والدها في عيد ميلادها السابع و كبرا سويا أطلقت عليه اسم ريحانه نظرت روز للحصان وانهمرت الدموع من عينها فقد احتبستها اكتر. من اللازم انهارت روز من شده البكاء ثم رفعت عينيها تنظر محتويات المكان وكيف لكل ركن فيه ذكري سعيده لها وكانت لاتعلم أن الذكريات السعيدة اشد الم من الحزينه تنهدت بحزن لاجنيازها أولي المراحل قد تكون اصعبهم ولكنها علي يقين أنها سوف تمر ولكن النور الآتي من النافذة شد نظرها اللي ذلك الحقل الممتد بلا نهاية وكأنه ينسج أمامها كل أحلامها و يخبرها بأن أحلامها تاهت اللي ملا نهاية خرجت روز من الاسطبل تجر قدمها دخلت فيلاتها تجمع اغراضها و تنقلها اللي الغرفه الموجوده اخر المزرعة وعقلها يفكر في هوية المشتري فغدا ساياتي المالك الجديد ولا تعلم عنه شيء تمنت من الله أن يكون رجل مسن لكي يترك لها حرية التصرف في اي شيء حتي لا تشعر بلغربه في بيتها ولكن تاني الرياح بما لا تشتهي السفن
وفي الصباح ابدلت روز ملابسها وذهبت لعملها المعتاد في المزرعة فاهي دكتور بيطري وهذا من صميم عملها أن تراعي جميع الحيوانات
لاحظت حركة غير معتاده في المزرعة يبدو أن المالك الجديد قد وصل فعلا
ذهبت مسرعة لتستكشف هاويت المالك
وقفت بجوار عمود تتلصص النظر شاهدت سيارة ضخمة من اغلي الماركات يجلس على عجلة القياده شاب مفتول العضلات في الثلاثين من عمره و بجواره سيدة في العقد الرابع من عمرها وتبدو علي معالم وجهها الحده و في الخلف تجلس فتاه في أواخر العشرينات نزل الشاب من السيارة وانزل الكرسي المتحرك وحمل الفتاه ثم وضعها فوق الكرسي
وقفت روز تسترق النظرات وتحاول التدقيق في الشاب لكي تستشف من نظرات عينية اي شيء يدل علي شخصيته ولكن كانت ملامحة خاليه من اي تعيبرات ولكن يوجد بعينيه قسوة ممزوجة بحزن
تنهدت روز وذهبت لإكمال عمالها وقلبها يرتجف من الذي سوف يأتي والمؤشرات تدل علي أنه ليس بخير

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مزرعة الغضب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *