Uncategorized

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل الثالث عشر 13 بقلم فرح طارق

 رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل الثالث عشر 13 بقلم فرح طارق

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل الثالث عشر 13 بقلم فرح طارق

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل الثالث عشر 13 بقلم فرح طارق

وقفت السيارة بإحدى الحارات الشعبية، ولكنها كانت ساكنة وكاحلة للغاية، ف قد تعدت الساعة الرابعة فجرًا، ونظرت حولها بتوتر لاحظه قاسم وحاول تجاهله، ولكنه رآى خوفها من الخروج من السيارة، واردف : في حاجة؟
لينا بتوتر : ل.. لأ بس للشارع ضلمة ف خوفت شوية، أنا هنزل مع السلامة.
قاسم : كان نفسي ادخلك جوة، بس مظنش إنه هيكون شكل لطيف بأني اوديكِ عند البيت الساعة ٤ الفجر.
لينا : عندك حق عن أذنك.
خرجت لينا من السيارة، وبقى قاسم مكانه وهو ينظر من النافذة ويراها تسير أمامه، لا يعلم لما يشعر بإنقباضة الصدر تلك ولكنه مهما كان الأمر يعلم حدوده بِـ بعض الأحيان وخاصةً مع لينا، يوقن أنها غير باقي الفتيات التي قابلهن بحياته، حتى بعدما أخبرته بسبب مجيئها للعمل معه، بل ذلك ايقنه بأنها غير من قابلهن من قبل.
تنهد وهو يرجع رأسه للخلف، يريد الرحيل وبالوقت ذاته لا، يشعر بشئ غريب ما يحدث أو سيحدث معها وخاصةً نظرة الخوف تلك التي رآها بها، ولكنه بالأخير تغلب عقله على قلبه وأدار محرك السيارة ليرحل.
بينما في شقة لينا..
وقفت أمام الشقة وهي تمد يدها داخل حقيبتها حتى تخرج مفتاح شقتها لتفتح بابها وتدلف..
زفرت بضيق وهي تبحث عنه داخل الحقيبة، واخيرًا وجدته، وفتحت باب الشقة..
ارتدت للخلف بصدمة وخوف، وجسدها يرتعش من كثرة خوفها ما إن رأته أمامها، وكادت أن تجري للأسفل ولكنه اسرع بالامساك بها، وأخذها لداخل الشقة وأغلق الباب.
كادت أن تصرخ ولكنه وضع يده على فمها واردف : ششششش أيدي هشيلها ومسمعش صوتك يا لينا، مفهوم؟ وإلا صدقيني انتِ الي هتتأذي.
حركت رأسها بمعنى نعم بخوف ودموعها باتت تنهمر، بينما أزاح هو يدهُ واردف : حلو، تعجبيني كدة وانتِ بتسمعي الكلام يا لولو.
لينا ببكاء : عاوز إيه.
جلس على الأريكة التي أصدرت صوتًا فور جلوسه عليها، دليلًا على تهالُكها، واردف بنبرة حادة : عاوزك.
لينا ببكاء شديد : حرام عليك، وقولتلك لأ، وقولتلك إني مش كدة.
نهض من مكانه وقبض على شعرها بحدة واردف بسخرية عكست حدت قبضاته : مش إيه ياختي؟ مش كدة! جاية الساعة ٤ الفجر مع واحد ف عربيته ومش كدة! أمال لو كدة؟
لينا بتألم من قبضته : آه، والله هصوت والِم عليك الناس.
أبتسم بسخرية واردف : وهتلميهم تقوليهم إيه؟ لقاني جاية الساعة ٤ الفجر مع واحد ف عربيته!! ولا هتقولي ايه؟
انهمرت دموعها بغزارة بينما اردف هو بصوت ساخر وهو يمسح دموعها بأطراف أنامله : تؤ تؤ يا لولو، كلوا إلا دموعك يا حبيبتي.
نظرت لهُ بخوف ويدها تتجه بحظر لداخل جيوب بلوزتها، وتخرج هاتفها الصغير، وهي تتذكر أن قاسم كان آخر ما هاتفها حينما وجدته يرن عليها حينما كانت تصعد الدرج ولكنها تركته لتهاتفه بعد أن تدلف للشقة، وضغطت على زر الإتصال سريعًا.
اشتدت حدته على شعرها وتأوهت بألم بصوتٍ عالٍ وباللحظة ذاتها كان قاسم قد أجاب على اتصالها واستمع لصراخها..
نظر لها بعينان تلتمع بالرغبة مما أثار ذلك خوفها أكثر، واردف : بصي من سكات كدة، هخلص الي جيت علشانه سُكيتي، وهمشي بردوا سُكيتي وحوار إنك جيتِ مع واحد ف عربتيه الفجر ف ده أنا هنساه بردوا علشان خاطرك بس، وأنا كنت هقولك نكتب ورقتين كدة، بس باللي شوفته النهاردة ف لأ، ها قولتي إيه؟
طالعته بخوف شديد واغمضت عينيها وهي تتمنى أن يكون هاتفها قد نصرها وهاتف قاسم حقًا وهو يستمع إليهم الآن، وسيأتي لأجلها.
فتحت عينيها بزعر على صوت تكسير باب شقتها، ما جعله يرتد للخلف بخوف وهو ينظر لها واردف : مستنية مين؟
انتهت كلمته بكسر قاسم لباب الشقة وما إن دلف حتى وجد لينا جرت نحوه وتشبثت به..
نظر قاسم لذاك الشخص الواقف أمامه، ف وجد شابًا واقفًا ينظر لهُ بشر، طوله يقارب طول قاسم ولكنه جسده كان أضخم من قاسم، وبعض الندوب الواضحة بوجهه، فقد كان كالمُجرم الهارب من حِبال المشنقة.
بلل شفتيه بطريقة أثارت اشمئزاز قاسم ولينا واردف بخسرية : مش تقولي أن الحلو هيجي يكمل سهرته هنا؟ ع الأقل كنت مشيت علشان مضايقش دماغ جنابه الي دافعلها عشان تتكيف كدة!
لم يشعر قاسم بنفسه سوى أنه أقترب منه بلمحة ولكمه بوجهه، لكمة ارتد على إثرها للخلف..
وقف مرة أخرى وهو يمسح قطرات الدماء التي سقطت من أنفه أثر لكمة قاسم واردف بسخرية : لأ ليكِ حق تيجي عنده وتقومي مفرطة ف نفسك يا لولو.
أمسك قاسم بالتشيرت الذي يرتديه واردف بغضب : ولاا أنت تعرف أنا ممكن أعمل فيك إيه دلوقت؟ وبشكلك الي واضح من عليه إنك هارب من سجن!! مكالمة مني اسجنك طول حياتك، تعرف كدة؟
دفع قاسم ولكمه هو الآخر وقابله قاسم بلكمة أخرى وظل يتبادل الإثنان بالضربات حتى غلبه قاسم، ف بالرغم من ضخم جسده إلا أن قاسم كان أقوى منه وذلك بفعل الألعاب الرياضية التي كان يهواها منذ صغره، والتي جعلت القوة من بنيانه..
ظل يكيل قاسم الضربات المتتالية على وجهه، والقاه ارضًا وظل يضربه بقدمه، حتى فقد الوعي..
والتف ناحية لينا التي وجدها جالسة بزاوية تضم ساقيها لصدرها وتبكي..
اقترب منها وأمسك بيدها بصمت وأخذها وخرج من الشقة بأكملها، بينما كانت لينا تسير خلفه بإستسلام تام وهي تبكي..
صعد بالسيارة بعدما جعلها تصعد اولًا، وأدار المحرك وخرج من المكان بأكمله..
خرج من المكان بأكمله، وقطع الصمت صوت لينا الباكي : ممكن توديني ع الكورنيش؟
لم يجيبها بل فعل ما أخبرته بها..
بعد وقت توقفت السيارة بالمكان المنشود، ونزلت لينا و وقفت أمام المياه، وأخذت تطلع لها ودموعها تنهمر بشدة.
نزل قاسم خلفها و وقف على بُعد أقدام منها وأخذ يشاهد انهيارها الواضخ أمامه، يريد الإقتراب وبالوقت ذاته لا، يريد أن يحثها على أنه بجانبها، ولكن قدميه تخونه على الاقتراب لخطواتٍ أخرى..
– لينا..
همس بإسمها عندما أقترب منها ببطئ شديد، ولكنه لم يلقى إجابة منها، ف أستعاد صوته مردفًا : مين ده؟
صُدِم حينما وجدها اندفعت لداخل أحضانه، وتشبثت به وأخذت تبكي بشدة بشهقات عالية..
رفع يديه بإرتعاش وتردد من أن يضمها إليه، ولكنه حسم أمره ورفعها ليضمها إليه ويربت عليها لعلهُ يجعلها تطمئن وتهدأ.
بعد وقت من صمته، وبكائها، هدأت لينا وابتعدت عنه بخجل واردفت بصوت هامس : أنا آسفة.
قاسم بمرح : آسفة إيه بقى هدومي اتبلت من دموعك، وبصي الروج بتاعك بقى على قميصي إزاي! أقول إيه لامي دلوقت!! هتظُن فيا ظن سئ وانتِ عارفاني كلوا إلا سُمعتي، ولا إيه؟
نجح بجعلها أن تضحك مرة أخرى وأكمل بمرح : أصل انتِ عارفة سُمعة الولد مهمة إزاي، دي فيها قطع رقاب ف بيتنا!! كلوا إلا العار يا لينا..
ضحكت بشدة على كلماته حتى أدمعت عينيها، واردف قاسم بإبتسامة : أيوة كدة، اضحكي خلي الشمس تطلع من مخبئها وتنور سمايا.
عقدت حاجبيها واردفت : سماك!!
– أه سمايا، أصل الكلام ده بيتقال ف الغزل كدة، وأنا الصراحة عندي كدة حاجة إسمها فراغ عاطفي، ف قولت انتهز الفرصة واشبع الفراغ الي جوايا بأني اتغزل فيكِ.
– يعني عايز تعرفني إنك معندكش واحدة تتغزل فيها!!
قاسم بإبتسامة واعيُن صادقة : هتصدقي لو قولتلك إنك أول بنت اتغزل فيها؟
رفعت حاجبيها بدهشة شديدة واردفت : ده إزاي! قولتلك قبل كدة قول كلام يتصدق شوية حتى!!
حرك كتفيه بلامُبالاة واردف : مش مهم تصدقي، المهم أنها حقيقة بالنسبة ليا.
لينا : يعني عاوز تقنعني بأنك ف مسيرة حياتك وأنت بتكلم كم البنات دول عمرك ما قولت لواحدة فيهم ع الأقل بحبك علشان تعرف توقعها حتى!
– لأ
– ليه؟
حرك كتفه بلامُبالاة واردف : لأن ببساطة محبتهمش، فرق كبير بين إني أكلم بنت كـ تسلية وهي تكون عارفة كدة، وإني اكلمها بِـ دافع الحب.
– وانت كل الي عرفتهم محبتش واحدة فيهم!
– فيه فرق يا لينا بين إني أكلم بنت كـ تسلية وإني اكلمها علشان بحبها، لأن ببساطة لو بحبها مش هضيع وقت وهتجوزها.
– وافرض ف وسط تسليتك واحدة فيهم حبيتك؟
أبتسم قاسم بسخرية واردف : وفكرك مفيش واحدة فيهم حبيتني؟ كلهم حبوني يا بنتي!
لوت فمها واردفت : مغرور.
– مش غرور دي حقيقة.
ثم استرد حديثه بجدية : بس كل الموضوع إني محبتش واحدة فيهم، ومعنى إني محبتش يبقى أكيد مش هغازل أو أقول بحبك حتى بأني مش محتاج أوقع حد
أكمل حديثه مردفًا بتساؤل : ثانيًا اوعي تكون فكرتك عني واصلة إني بضحك على البنات بدافع الحب وأنا بتسلى!!!!!
اخفضت رأسها بخجل وارجعت خصلات شعرها للخلف، بينما زفر قاسم بضيق من تفكيرها بِه، ف هو ليس هكذا، يُحادث الفتيات ولكنه يكون على علم بهم بأنه يتسلى فقط وهن يعلمن ذلك، مهما يصل به الأمر ولكنه لا يضحك على فتاة بغرض التسلية وجرح قلبها، ليس دنيئًا لذاك الحد!
علت رأسها مرة أخرى واردفت بضيق عندما لاحظت ضيقه من سوء فهمها لهُ وظنها بِه : محسسني إني فكرت فيك أو اتهمتك بحاجة مثلا! ف الحالتين أنت بتزني سواء ده أو ده، الاتنين واحد “حرام وغلط” ومن أكبر الكبائر يا قاسم.
صمت قليلًا ثم اردف : مين الي كان ف شقتك؟ وكان عاوز ايه؟
– جاري، و من وقت ما جيت الشقة وهو بيضايقني وكان عاوز يتجوزني عُرفي وأنا رفضت، ثانيًا هو متجوز أصلا، والنهاردة بقى لما روحت لقيته ف الشقة وكان بيحاول إنه..
صمتت بخجل ولم تعلم ما تقوله، ف اردف قاسم بتفهم : تمام، أكيد مش هينفع ترجعي بيتك تاني.
نظرت لهُ واردفت : أمال هبات فين يعني!
حرك كتفه ببراءة واردف : ف شقتي.
شهقت وهي تلوح لهُ بيدها واردفت : نعم يا روح امك!! هو علشان حكيتلك ظروفي وقولتلك يبقى تفكر انك كدة تقدر ت..
قاطعها قاسم بصدمة واردف : بس بس إيه مصورة واتفجرت!! بالعة راديو ع الصبح، يخربيتك!! وبعدين ظروف إيه الي اتنيلتي حكتيها!! وايه مريتي بيه يخليني أفكر فيكِ تفكير شمال وقذِر زي تفكيرك دلوقت!! قولتلك هتيجي شقتي لأني قاعد ف بيت عمي وهسيبلك الشقة ليكِ لوحدك لحد ما تتنيلي تشوفي حل أو اشوفلك شقة كدة صغيرة على قدك تعيشي فيها.
نظرت لهُ بخجل، بينما أكمل هو وهو يلوي فمه بدهشة : وبعدين إيه شغل الردح الي اتفتح ده؟ أنا بتردحيلي وتشوحي معايا بايدك!!
لينا : خلاص بقى، وبعدين انت موضحتش قصدك، كل الس قولته هروح معاك شقتك، هفهم إيه أنا!!
قاسم بغضب : تقومي تكلميني بالطريقة دي!!
لينا بضيق : خلاص بقى قلبك أبيض، ويلا لو سمحت علشان عاوزة أنام.
دفعها قاسم أمامه بخفة واردف : امشي قدامي، امشي.
لينا : متزوقش طب.
بعد مرور أسبوع..”
في فيلا ماجد، اجتمع الجميع حول مائدة الطعام لتناول الفطار..
ماجد لقاسم الجالس بجانب زياد : مش ملاحظ يا قاسم إنك بقيت ضيف تقيل شوية، بقالك أسبوع قاعد هنا.
زياد : وأنا أقول الأكسجين كدة بقى قليل بقاله مدة ليه!!
قاسم بضيق وهو يضرب زياد خلف رأسه : هو أنت معاهم معاهم عليهم عليهم!!
جاسر بضحك : لأ أصل زياد عاوز يتجوز ف هتلاقيه مع بابا دلوقت.
قاسم : خد بالك أنا اخوها، يعني كلمة مني ألغي الجوازة دي.
زياد : لأ يا حبيبي، عمي مديني كلمة ومش هيرجغ فيها..
ثم نظر لهشام واردف : صح يا عمي؟
هشام بضحك : مقدرش أقول غير صح يا قلب عمك.
قاسم بضيق : أه بتعجزه على إنه يقولك حاجة تانية! 
ماجد : كلمت عمك يا زياد وقالي هيحدد معاد.
نهض زياد بسعادة واتجه ناحية عمه وقبله من وجنته واردف : الله ينور طريقك يا عمي.
نهض جاسر من مكانه واردف : يلا يا قاسم أنت وزياد علشان هوصل زياد الموقع يتواصل هو مع العُملا لأن عربيته ف التوكيل، وانت روح الموقع التاني، وأنا هطلع ع الشركة.
قاسم بخبث : زياد هيروح أنهي موقع؟ الي فيه البنت الي طلبت زياد مخصوص وأن التعامل يكون معاه هو؟
صبا بغضب وهي تنظر لزياد : بنت مين؟
قاسم ببراءة : دي عميلة كدة بريطانية ليها شغل مع شركتنا، ولما جت طلبت إن شغلها يكون مع زياد، شكلها معجبة بيه ولا حاجة..
زياد متمتم لنفسه بغضب : الله يلعنك يا قاسم.
نهض زياد من مكانه واردف بتوتر : ط..طب أنا رايح الشغل دلوقت و بليل هنتكلم، سلام..
ذهب زياد ونهضت صبا واردفت بغضب : ولا خد هنا..
هشام بحدة : صبا، قولتلك ايه قبل كدة؟ 
وقف زياد ونظر لها بينما نظرت هي له ولوالدها بغضب والدموع اجتمعت بعيناها ورحلت مسرعة ناحية غرفتها..
زياد : عمي لو سمحت، صبا أنت عارف كلامها دبش وده طبعها واسلوبها وأنا قابلها بيه، وحضرتك تاني مرة تزعقلها وقدامي، وأنت قولت بنفسك إني جوزها، وحضرتك أبوها على عيني وراسي بس مش هقبل إن أي حد يزعقلها ويزعلها، عن أذنك.
رحل زياد خلف زوجته، واردف جاسر لقاسم : ولعتها وارتاحت!!
قاسم : الله!! وأنا مالي أنا.
رحل الجميع وبقى هشام وماجد وزوجاتهم..
ماجد : معلش على زياد، بس..
هشام بإبتسامة : معلش إيه؟ أنا كل ما يوم بيعدي يا ماجد بطمن أكتر إني سلمت صبا لابنك.
أبتسم لهُ ماجد واردف : أنا رايح الشركة أشوف شوية حاجات هناك وأعرف الشباب وصلوا لايه، وكمان كيان جاي النهاردة ف عاوز أتكلم معاه بنفسي.
– ماشي هاجي معاك.
قبل ماجد رأس شروق واردف : عاوزة حاجة؟
شروق بإبتسامة : ترجع بألف سلامة، لا إله إلا الله.
– محمد رسول الله.
رحل ماجد، وهشام وبقى شروق ومروة.
شروق : أنا هطلع اطمن على شيري واشوفها، كمان عاوزة أتكلم معاها شوية.
مروة : متعرفيش لسة إيه سبب خناقها مع جاسر؟
– لأ انتِ عارفة جاسر، وشيري متكلمتش.
– ربنا يصلح حالهم يا رب، هو فاتح لها ولا انتِ بتدخلي بالمفتاح؟
– لأ هو فاتح لها عادي، بس هي الي مش راضية تنزل.
مروة بإبتسامة : والله شيري محظوظة بيكِ، كل يوم تطلعيلها بنفسك الـ ٣ وجبات وهي تقدر تنزل تاكلهم معانا!! 
– بكرة قاسم يتجوز ودلعي مراته كدة.
– أه لو يتجوز الي ف بالي والله أعمل معاها أكتر من كدة.
ابتسمت شروق عليها وذهبت باتجاه غرفة شيري..”
دلفت شروق للغرفة و وجدتها مظلمة كـ عادت الاسبوع الذي مضى، كل يوم تدلف إليها وتجدها مظلمة، أشعلت الضوء و وجدت وجبة العشاء مكانها على الطاولة، ف هذا هو حالها تضع وجبة الطعام وتخرج وعندما تدلف بموعد الوجبة الأخرى تجد الأولى بِـ وضعها كما هي..
اقتربت ناحيتها وايقظتها، واردفت بنبرة حانية : شيري، اصحي يا حبيبتي، قاسم عمال يعيط وعاوزك.
نهضت شيري سريعًا فور استماعها لاسم ابنها واردفت : قاسم هو فين؟
ابتسمت شروق واردفت : ف اوضته مع الدادة بتاعته، قومي افطري وروحيله اقعدي معاه شوية.
– لأ مش جعانة، أنا هقوم أخد شاور واروحله.
شروق بحزم : شيري أنا كدة هعرف جاسر.
ضحكت شيري بسخرية واردفت : وهو هيهتم؟ 
ثم أكملت بأمل : لو قولتيلي تفتكري ممكن يطلع ويكلمني؟ طب قوليله وشوفيه يلا.
ضحكت شروق واردفت : أما انتِ هتموتي ع الواد كدة، وهو حاله حال تحت، بتزعلوا بعض ليه؟
شيري بحزن : أنا الي زعلته، وزعلته أوي كمان، خسرت حبه وثقته وكل حاجة، خسرتهم ف وقت هو كان مستعد يعمل أي حاجة علشاني، وكنت شايفة محاربته بأن علاقتنا تنجح مع بعض بس..
صمتت ودموعها باتت تنهمر مرة أخرى على وجنتها واحتضنتها شروق بحزن عليها وحاولت تهدئتها..
ابتعدت شيري واردفت وهي تمسح دموعها : بس تعرفي، الي فرحانة بيه إيه ومصبرني على الفترة دي؟
نظرت لها شروق بتساؤل، بينما اكملت شيري وهي ترجع لإحضانها مرة أخرى : علاقتي أنا وانتِ..
ابتسمت شروق بسعادة واردفت هي تربت على ظهرها : وأنا الي مصبرني يا شيري على جواز ليان وبُعدها عني هو أنتِ، وربنا وحده يعلم بحبك إزاي وأنك زي ليان بالظبط، حتى لما كانت علاقتنا ببعض سطحية كنت بعتبرك زي ليان، بعتبرك مرات أبني وبنتي.
ابتعدت شيري واردفت بلهفة : بجد؟ بتعتبريني بنتك؟ 
اختضنت شروق وجهها بحنو وإبتسامة ترتسم على وجهها : أيوة بجد، بعتبرك بنتي الي مخلفتهاش بس حبيتها وكإني خلفتها بالظبط.
رجعت شيري لأحضانها مرة أخرى واردفت : يعني أقولك ماما صح؟
خفق قلبها بشدة لتلك الكلمة، لم تظن يومًا أن تسمعها من ابنة غادة!! شيري ستقول لها أمي كما تفعل ليان؟ وابتسامة ارتسمت على ثغرها، وفرحة تسربت لقلبها، بينما ظنت شيري صمتها بشكل آخر واردفت بحزن : أنا آسفة لو ضايقتك.
انتبهت شروق لها واردفت : ضايقتيني بايه؟ إنك هتقوليلي ماما؟
– أه.
شروق والسعادة وُضِحت بنبرة صوتها : بالعكس، أنا سكت بس بستوعب الي قولتيه دلوقت، كنت مصدومة مش أكتر، إنما فرحت أوي يا شيري إني هتعتبريني أم ليكِ.
أغمضت شيري عينيها بسعادة واردفت وهي تلف يدها حول خصر شروق وتضع رأسها على صدرها : وأنا مش بعتبرك كدة لأنك ف الحقيقة كدة.
ابتسمت شروق وحاوطتها بيدها وظلت تربت عليها بحنو، حتى اردفت شيري : ممكن أقولك حاجة؟
– أكيد.
شيري بتردد : أنا حاسة إني حامل.
ابعدتها شروق عنها واردفت بسعادة : بجد يا شيري؟ 
– أيوة، بس عاوزة أتأكد.
شروق : هجبلك إختبار من الصيدلية تعمليه، ماشي؟
ثم أكملت بسعادة : تعرفي لو بجد يا شيري، يمكن ده يكون سبب لصلاح كل حاجة بينك وبين جاسر.
– بجد؟
– أه، أنا هروح اجبلك دلوقت، وفطارك تاكليه كله علشان لو حامل بجد مفهوم؟
شيري بإبتسامة : حاضر يا ماما.
خرجت شروق وشرعت شيري بتناول طعامها، حتى تأخذ شاورًا دافئًا تريح جسدها بِه..
في غرفة صبا..”
جلس أمامها على الفراش، واردف : هتفضلي زعلانة كدة؟ عارفة إني مش هعرف أروح الشغل وانتِ زعلانة، وأنا متأخر.
صبا بسخرية : أه متأخر ع البريطانية الي عينها منك.
– وأنا عيني منك انتِ يا صبا.
نظرت أمامها بخجل وظلت ترمش بعينيها، مما جعل ذلك ضحكات زياد تعلو من خجلها، واردف : انتِ عارفة إن ولا واحدة تقدر تخطف نظرة حتى مني ليها، لأن عيوني وقلبي وكل ما فيا لـ صبا وبس، ولو قولتي مقولتلكيش ليه، لأني ببساطة مش شايفها..
نظرت صبا لهُ وأكمل هو بنبرة عاشقة وهو ينظر لعينيها : مش شايف غيرك انتِ وبس.
مد يده ليحتضن وجهها وأكمل : وإن عمي زعقلك ف أنا قولتله أول ما طلعتي إنك مراتي وأنا مش هقبل إن أي شخص مهما كان يزعقلها.
اقترب منها وقبل رأسها واردف : وحقك عليا أنا.
لوت صبا فمها واردفت : بتثبتني أنت كدة!!
نظر لها بعشق واردف بنبرة جعلت قلبها يرقُص على عزف أوتار تلك النبرة 
: مش بتثبتك كل الي قولته حقيقة مش مجرد كلام بثبتك بيه يا صِبا قلبي.
اقترب منها وعينيه تنظر لثغرها وهي تلمع بعشق، وانامله تنغرس بخصلات شعرها الذهبية، وطبع شفتيه على ثغرها بقبلة رقيقة سرعان ما تحولت لـ قبلة شغوفة من شخصًا عاشقًا.
في مكتب جاسر..
جلس على المكتب بعدما دلف للشركة، وألقى التحية على موظفينه، ودلف سكرتيره خلفه..”
– ابعت لحضرتك قهوتك دلوقت؟
– أه يا ريت، ومعاها الملفات الي عاوزة تتراجع وتتمضي.
– أنا راجعتهم لحضرتك، لو تحب تمضي على طول وتعبان ف متقلقش كلوا متراجع، بس لو حابب تتأكد تمام هجيبلك الملفات مع فنجان القهوة وراجعهم وامضي.
– أنت الي مراجع بنفسك؟ 
– أيوة مرتين كمان لكل ملف.
جاسر بإبتسامة : يبقى خلاص يا حسن هراجع ليه وأنت مراجع؟ كدة ابعتهم امضيهم وخلاص.
حسن بسعادة لثقة جاسر بِه، ف هو يعمل معهُ منذ ٥ سنوات، وقبله والده كان يعمل معهم ايضًا، وكم تمنى تلك اللحظة أن يكون جاسر على ثقة تامة بِه، فهو حقًا يحبه ويحترمه بشدة، ويأخذه قدوة بحياته.
خرج حسن وتنهد جاسر بحزن وهو يتذكر الأسبوع الذس مضى، ف هو لم يرى به شيري، يعاقبها ببعده وهو لا يعاقب سوى نفسه فقط، حقًا كم اشتاقها كثيرًا، لضحكتها، لمرحها معهُ، لجرأتها المترددة الخجولة، لتلك البراءة التي تنبع من عينيها كلما نظر لهما، يشتاق لدلالها عليه حتى يفعل لها شيئًا تريده، يشتاق لكل شئ بها حقًا..
أغلق آخر ملف بيده بعدما مضاه، واعطاهم لحسن الذي اردف : فيه واحد برة عاوز حضرتك، ورافض يقول هو مين وعاوز يقابلك ويعرفك هو بنفسه.
عقد جاسر حاجبيه واردف : هو مين! طب دخله يا حسن.
– تمام يا باشا هدخله.
خرج حسن ولم يمر ثوانٍ حتى دلف شخصًا ما إن رآه جاسر حتى احمر وجهه من شدة الغضب وكأن الشياطين تتراقص أمام عيناه.
جاسر بغضب : أنت بتعمل إيه هنا؟
دلف فادي وجلس على المقعد و وضع قدم فوق الأخرى واردف بنبرة استفزت جاسر : بقى ده جزاتي يا جاسر؟ لقيت مراتك مختفية بقالها أسبوع ف جيت اطمن عليها لتكون خدت جرعة زايدة ولا حاجة!
تقدم جاسر ناحيته وأمسك بتلابيب قميصه واردف بغضب : جيت لقضاك يا فادي، وفكرك لما تجيني مكتبي وتقول البوقين دول هخرجك على رجلك؟ 
دفعه بحدة اسقطته ارضًا وخلع سترت بدلته بسرعة كبيرة ونهض فادي سريعًا وكاد أن يرحل ولكن امسكه جاسر مرة أخرى من ظهره، ودفعه بحدة اوقعته على مكتب جاسر ثم تقدم منه وامسك به مرة أخرى وظل يلكمه بوجهه لكمات متتالية..
دلف قاسم بعدما أخبره حسن بما يحدث، وتقدم الإثنان ناحية جاسر وهما يحاولان أبعاده عنه وإنقاذ فادي من بين يديه..
قاسم : أبعد يا جاسر هيموت ف إيدك.
جاسر بغضب : سيبني والله لاموته.
دفعه قاسم واردف : وتضيع نفسك علشان الكلب ده!! أبعد يا جاسر وفكر ف مراتك وابنك..
أكمل بصراخ وهو يدفعه : أبعد بقولك..
ابتعد جاسر بلهاث بينما تقدم قاسم بخوف من فادي الذي فقد وعيه؛ ليتفقد نبضه، وزفر براحة حينما أحس بِه.
أشار لحسن بأن يأتي بسيارة إسعاف لأخذه، وبعد وقت رحل فادي مع سيارة الإسعاف وتبقى قاسم وجاسر..
قاسم بغضب : ممكن أفهم حصل إيه خلاك تتجنن عليه كدة؟
نهض جاسر بغضب واردف وهو يضرب اللوحة المعلقة بمكتبه بغضب : الحيوان جاي يسألني عن مراتي.
نظر لقاسم واردف : إيه الي جابك؟ حوشتني عنه ليه؟ كنت سيبني اقتله.
– وتضيع نفسك وتضيع مراتك الي مستحملتش يذكرها قدامك معاه؟ وابنك يكبر وأبوه ف السجن بسبب كلب؟
تقدم منه واردف : تعالى نمشي نروح الشقة واهدى شوية، وكمان إيدك انجرحت أوي، ف تعالى نعدي ع المستشفى تعمل ايدك بعدين تمشي.
تذكر قاسم لينا الماكثة بشقته واسترد حديثه : أو تعالى نروح الفيلا بلاش الشقة.
رفع جاسر حاجبيه واردف : ليه؟
– بيعتها، حايي أخد شقة جديدة ف بعت دي.
نهض جاسر واردف بغضب : تصدق إنك عيل تافه، أوعى يا قاسم.
دفعه وخرج من المكتب بعدما أخذ سُترته، وحاول هدم ملابسه بعدما دلف للمصعد.
بعد وقت خرج من المصعد، واتجه ناحية سيارته بغضب وهو يتذكر حديث فادي لهُ..
صعد بالسيارة وادارها وتحرك لِمكانٍ لا يعلمه..
في الفيلا..”
كانت تسير ف الطُرقة ولكنها توقفت حينما استمعت لصوت بكاء من غرفة شيري..
فتحتها ببطئ ودلفت و وجدت شيري تجلس ارضًا وهي تبكي بشدة، تقدمت صبا ناحيتها وجلست بجانبها واردفت : شيري، مالك بتعيطي ليه كدة؟
لم تجيبها بل ظلت تبكي كما هي..
صبا : طيب قوليلي فيه إيه يمكن أقدر أساعدك!
شيري بهمس وبكاء : أنا حامل.
صبا بدهشة : طب وبتعيطي ليه!! 
ثم أكملت وهي تفتح فمها بصدمة : بتعيطي كدة ليه؟ هو مش من أبيه جاسر!!
صمتت شيري بصدمة من تفكيرها، وعينيها توسعت بصدمة شديدة وهي تفكر أهذا تفكير صبا بها؟ إذن ما تفكير جاسر الآن!! هل يفكر بها هكذا؟ هل إن علم بحملها سيقول ما قالته صبا الآن!!
شيري بصوت مبحوح من كثرة البكاء : سبيني لوحدي يا صبا.
صبا وهي تستشعر خطائها بالحديث : شيري أنا آسفة والله أنا..
قاطعتها شيري بجمود : سبيني لوحدي دلوقت معلش.
نهضت صبا بحزن وندم مما قالته، وخرجت من الغرفة، بينما نهضت شيري من مكانها وجملة صبا تتردد بأذنها، وكل تفكيرها أن هذا ايضًا تفكير جاسر بها، لقد أخبرها أنها فقدت ثقته بها، أخبرها بذلك حقًا..
في سيارة جاسر، كان يقودها بلا هوادة، وقطع شروده اتصال من أحمد صديقه واجابه : إيه يا أحمد.
– نتيجة التحاليل طلعت، وشيري السِم خرج من جسمها خالص، موجود بس بنسبة ٧ ف المِية ودي حاجة لا تُذكر يا جاسر.
جاسر بجمود : تمام يا احمد، سلام.
أغلق معه، واتجه ناحية الفيلا..
وصل للفيلا بعد وقت، وخرج من السيارة، ودلف للداخل متجهًا لغرفته هو وشيري..
نظرت لهُ شروق بدهشة، وهي تناديه مرارًا ولكنه لم يجيبها، وصعد الدرج بخطوات سريعة ناحية غرفة زوجته، فكرت وقتها أن شيري أخبرته بأنها “حامل” ف ابتسمت وهي تتمنى لهم صلاح الحال.
دلف للغرفة وهو يدفع الباب بغضب شديد، ولكنه صُدِم مكانه حينما وجد شيري أمامه غارقة بدمائها..
يتبع…
لقراءة الفصل الرابع عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
للعودة للجزء الأول : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!