روايات

رواية الشيطان يقع في العشق الفصل السابع والعشرون 27 بقلم سولييه نصار

رواية الشيطان يقع في العشق الفصل السابع والعشرون 27 بقلم سولييه نصار

رواية الشيطان يقع في العشق البارت السابع والعشرون

رواية الشيطان يقع في العشق الجزء السابع والعشرون

الشيطان يقع في العشق
الشيطان يقع في العشق

رواية الشيطان يقع في العشق الحلقة السابعة والعشرون

الفصل السابع والعشرون(ردِ قلبي )
-اربع سنين !
اختنق صوت وعد بالدموع وانسكبت دموعها بغزارة …اندفعت إليها ملاك ثم احتضنتها بقوة وهي تبكي قائلة:
-لا …لازم نكون اقوي من كده عشان جاسر …مينفعش يشوفنا بالضعف ده اتفقنا ؟!…
ابتعدت وعد وهي تمسح دموعها وهزت رأسها ثم فجأة خفق قلبها بقوة وهي تري رجال الشرطة يخرجانه وهو مكبل بالأصفاد ….ركضت وعد إليه دون اهتمام ثم عانقته بقوة
-يا مدام!
قالها احد رجال الشرطة بسخط ليشير إليه عدي أن يتركها
صمت رجل الشرطة بينما ضمت وعد جاسر إليها أكثر ثم همست في أذنه:
-هنعدي ده سوا …وعد اني هفضل جمبك علطول يا جاسر وعمري ما هتخلي عنك…هستناك مهما حصل …افتكر دايما أنا وابننا مستنينك ….
ابتعدت وعد وعينيها محمرة من تكدس الدموع بها …الدموع في عينيها ولا تسمح لها بالهطول …يجب أن تكون قوية من اجله علي الاقل …حبيبها يستحق أن تضغط علي نفسها قليلا …فقط عندما تعود سوف تبكي …تبكي كل شىء…
قبلها جاسر علي رأسها وقال :
-واثق من كده …واثق أن مهما حصل مشاكل هنعدي ده سوا …واثق انك هتبقي معايا للابد يا وعد …
ضحكت بسعادة وهي تراه لأول مرة مؤمن بقوة حبهما ..لقد غفر لها …وتقبلها في حياته مرة أخري …وهو سوف تستغل تلك الفرصة …لن تتخلي عنه أبدا…ستفعل المستحيل كي تخفف عنه غربة السجن …هي ستظل معه للنهاية وتأخذ بيده الي النور….
أبعده الشرطي عنها ثم أخذه الي سيارة نقل السجناء …
ترنحت وعد وكادت أن تسقط إلا أن ملاك بسرعة امسكتها ثم همست في أذنها :
-شدي حيلك عشانه يا وعد وعشان ابنك كمان …
نظرت إليها وعد وقد انفجرت دموعها محررة شهقاتها أيضا :
-اربع سنين كتيرة اووي يا ملاك …ازاي هبعد عنه الفترة دي …
شدت ملاك علي كتفها بقوة لتبث فيها القوة والله وحده يعلم أن ملاك بحاجة إلي تلك القوة مثلها …لقد حاربت كي لا تنهار أمامه …حاربت الا تركض إليه وتتوسل رجال الشرطة أن يتركوه ولكن من أجله ومن أجل وعد تحملت بينما قلبها من الداخل يعتصر من الالم …هي أيضا تريد البكاء …بكاء وفاة والدها الذي مهما حدث ..ومهما ارتكب من جرائم سيظل والدها الذي تعشقه أكثر من أي شئ اخر والذي انكسرت بوضوح بعد وفاته ولكنها نهضت مجددا لأجل جاسر …لتعطيه القوة التي يحتاجها …فهي لن تتخلي عن اخر فرد في عائلتها…للحظات دموع ملاك تغلبت عليها وانسابت دموعها علي وجهها وهي تضم وعد إليها وتقول:
-لازم نكون اقوي …ربنا يعلم اني منهارة اكتر منك … جاسر هو اللي اتبقالي يا وعد بس مش لازم نبين قدامه أننا منهارين …مش عايزين نزود عليه كفاية همومه ….
ضمتها وعد بدورها وهي تبكي ولا تستطيع التوقف …قلبها يؤلمها للغاية والأفكار في عقلها تدوي بعنف شديد ..ستبتعد عنه لمدة أربع سنوات …اربع سنوات مدة طويلة وهي لن تستطيع التحمل …حاولت وعد أن تفكر بإيجابية ولكن عقلها كان منهار كإنهيار جسدها …قلبها يحترق كاحتراق روحها ..اخذت تدعو الله أن يلهمها الصبر حتي يخرج جاسر ويبقي معها للأبد…..
…..
في المساء …
في الفيلا …
كانت ملاك تضع كفها علي رأسها وهي تشعر وكأن العالم كله أدار ظهره إليها …كانت في ورطة بحق ….من اين تحضر مائة ألف وتدفعها للمحكمة …فبعد أن توفي والدها حجزت الدولة علي نصف أملاكه والنصف الآخر خسره في البورصة …هي حرفيا لا تملك إلا الفيلا والشركة الصغيرة التي ترأسها….احست أن عقلها ينهار من كثر التفكير …أرجعت رأسها علي الأريكة وهي تفكر بحل لتلك المصيبة …المحامي سوف يأتي غدا ليستلم منها المال فماذا تفعل ؟!حتي لو عملت لشهور لن تستطيع تحصيل هذا المبلغ شركتها ما زالت تقاوم حتي تنهض …انتفض جسدها بفزع عندما رن هاتفها …وجدته المحامي …ردت عليه بقلب خافق وكادت أن تطلب منه حل ولكن المحامي قال بصوت مشرق :
-اهلا يا آنسة ملاك ..فلوس الغرامة بقت معايا وهروح ادفعها بكرة بإذن الله ..
عقدت حاجبيها وقالت بذهول؛
-ازاي؟!مين ادهالك؟!
-حضرة الضابط عدي!!!
…….
في اليوم التالي
-طيب ايه المشكلة دلوقتي يا حياة عدم احساسك بحب يوسف ولا ثقتك بنفسك؟!
قالتها لميس صديقة حياة منذ الثانوية وهي ايضا اخصائية نفسية قررت حياة الذهاب إليها كي لا تترك نفسها فريسة للأفكار غير المرغوبة بها …فأخيرا هي تقبلت أن لديها مشكلة كبيرة يجب أن تعالجها…وتلك كانت فكرتها التي عرضتها علي يوسف في الأيام السابقة وهو وافقها بشدة مخبرا إياها أنه فكر في هذا الأمر ولكنه خاف من ان يغضبها منه …لا تعلم حياة إن كانت ما تفعله صحيح ام خاطئ ولكن وجودها يريحها .. تسطحها علي هذا الكرسي المريح بينما مغمضة عينيها …لا تعرف ولكنها تشعر بسكون غريب ..أنها المرة الأولي التي تشعر بذلك السكون الغريب فبعد أن وضعت شرط تأجيل الزفاف وعارضها يوسف بقوة ولكن بعد عدة محاولات منها لإقناعه…اقتنع تماما عندها فكرت في الخطوة الثانية …خطوة أن تعالج ما بها من خلل ..
بدأت حياة بالتحدث …بدأت بتحرير ما كان مسجونا في روحها :
-انا معرفتش احب الا يوسف …يوسف هو كان أول شاب اتعامل معاه …اول واحد قلبي يدق له …كان الاول في كل حاجة وكنت فاكرة انه مستحيل يبص لواحدة زيي ….بس الصدمة كانت لما جه اتقدملي …وقتها طيرت من الفرحة فعلا … …
صمتت وابتسمت بينما تشعر بالدموع تتجمع تحت جفنيها المغلقين وقالت بصوت مبحوح قليلا :
-بس بعدها بفترة فسخ الخطوبة …قالي أنه مبيحبنيش وأنه بيحب واحدة تاني وقتها أنا انهارت …كنت حاسة اني في كابوس بشع …لكن للاسف عرفت أنه حقيقة خاصة بعد ما حضرت خطوبتهم بنفسي …خطوبته علي وعد …
تنهدت لميس وقالت بهدوء:
-ايه مشاعرك تجاه وعد يا حياة …يا تري بتكرهيها …شايفاها أنها خطفت منك يوسف …
فتحت حياة عينيها وانسكبت دموعها وهي تقول:
-انا مبحبهاش بس الموضوع موصلش للكره الشديد …احيانا كنت بحط اللوم عليها بس برجع وبفكر أن يوسف فسخ خطوبته قبل ما يتقدملها وحسب علمي مكانش بينهم قصة حب وهي مبتحبهوش اصلا ..
-عرفتِ من فين يا حياة أنها مبتحبهوش ؟!
تنهدت حياة وقالت:
-من عيونها …نظراتها ليه باردة وعادية كأنه أمر مفروض عليه …شبه نظراته ليا زمان لما خطبني بس هو معاها كانت عينيه بتلمع بسعادة أنا مشوفتهاش قبل كده …فرحته بيها كانت قاهراني وقتها شوفت أنها احلي مني واني مش حلوة عشان كده سابني عشانها…فضلت ابص في المرايا علطول وأشوف فين الغلط …
صمتت قليلا وهي تختنق …تلك الأيام التي تلت خطبة يوسف كانت اسوا ايام حياتها …لقد حاولت الا تتذكر هذا الأمر ولكن الذكريات بدأت في الاندفاع الي عقلها بشكل ألمها…تذكرت كيف أنها عاشت الجحيم وهي تراه هائم بها …كأنها المرأة الوحيدة علي الأرض …وكم حقدت علي وعد حينها …حاولت أن تمنع نفسها من أن تحقد عليها ولكنها فشلت…شعرت دوما ان وعد افضل منها ..
تنهدت لميس وقالت:
-شوفي يا حياة انتِ عندك مشكلة في الثقة مش مع وعد أو يوسف …أنتِ ببساطة شايفة نفسك أقل من أن يوسف يحبك …لانه في البداية فسخ خطوبتكم …بس فكري من ناحية تانية يوسف بعدين اثبت حبه بكذا طريقة ولو كان بيحب وعد كان رجعلها صح ؟!
هزت حياة رأسها وهي توافقها الرأي …فيوسف حاول بكل الطرق أن يجعلها تشعر بحبه … لقد وافق علي تأجيل الزفاف لأجلها وتحمل نوبات غضبها ..
ابتسمت لميس وقالت:
-ودي بداية علاجك يا حياة تعززي ثقتك في نفسك وده مش هيكون مرتبط بحب يوسف بس …أنتِ لازم تعرفِ انك تستحقِ الاحسن وانك مش بديل لحد …
ابتسمت حياة لها لتكمل لميس:
-هنكمل جلساتنا سوا لحد ما اشوف ثقتك بنفسك بعيني .
…………..
بعد اسبوع
في غرفة الزيارة …
كانت تنتظره وعد بقلب خافق ..عينيها تبحثان عنه بلهفة عندما دخل السجناء للغرفة للقاء احبتهم …كانت الغرفة مكتظة الي آخرها بعائلة السجناء …عقدت حاجبيها وهي تتحرك برأسها بحثا عنه واخيرا قلبها خفق تلك الخفقة بظهور حب حياتها …ابتسامة حنونة التصقت علي شفتيها وهي تراه قادم يرتدي الزي الازرق والذي بدأ للمفاجأة جميل عليه ….شعره مبعثر وعينيه ناعستان …وما أن رأها حتي ابتسمت عينيه قبل شفتيه …نهضت وعد ليقترب منها جاسر ثم يعانقها بقوة …أغمضت وعد عينيها وهي تشم رائحته وقد شعرت اخيرا أن ذراعيه وطنا لها ….لم تعد تشعر بالغربة بعد الان فبوجوده أصبحت تشعر بالأمل ينبض بداخلها … أعطاها هو الامل عندما غفر لها وادخلها جنته مجددا …
جلسا سويا وهم يمسكان كف بعض …كانت وعد تنظر إليه بحب بينما قلبها يخفق وهي تراه بعد اسبوع …لقد اشتاقت لملامحه كثيرا …اشتاقت لعينيه التي تمنحانها حب دون حدود …ليت تستطيع أن تنظر إلي ملامحه تلك حتي تموت …
قبل جاسر كفها وقال:
-وحشتيني …عارفة لولا الظروف كنت طلبت منك تزوريني كل يوم …
ابتسمت وعد له وقالت:
-وانا نفسي ازورك كل يوم يا جاسر نفسي اشوفك …نفسي تشاركني اللحظات اللي …
اختنق صوتها وحاربت الدموع التي بدأت تهدد جدران عينيها ولكن جاسر شد علي يدها وقال بقوة:
-وعدتيني أننا هنعدي ده سوا فبالله عليكِ متبكيش يا وعد …أنا عايزك قوية لاني ابني محتاجك …عايزك تبقي قوية عشانه لحد ما اخرج بالسلامة …مش عايزك تضعفي يا وعد ابوس ايديكِ ..
مسحت دموعها التي تسربت خلسه وهزت رأسها وهي تمنحه ابتسامة مطمئنة …ابتسم لها وقال:
-تعرفِ اني مرتاح لما اخدت عقابي يا وعد …حاسس ان الجبل اللي كان علي صدري انزاح وحاسس اني خفيف …ومستعد اخد عقابي كله كامل يا وعد عشان لما أخرج هخرج انسان تاني …انسان يخليكي تفتخري بيه …هكون اب مثالي لابننا أو بنتنا وهبدأ صفحة جديدة في حياتي معاكِ لاني دلوقتي أنتِ وملاك اللي فاضلين ليا …
ابتسمت في وجهه ليكمل هو :
-اخبار البيبي ايه بيتحرك يا وعد…وهو ولد ولا بنت ؟!
ضحكت وعد برقة وقالت:
-انا لسه حامل في شهرين الا كام يوم يا جاسر يعني لسه بدري علي حوار أنه يتحرك أو نعرف جنسه حتي ..
-اسف اتحمست .
قالها باحراج محبب لتقبل هي كفه وتقول:
-ايه اخبارك جوا …بجد كويس يا جاسر مش زعلان ولا…
شد علي يديها وقال:
-لا مش زعلان …ده عقاب علي جرايمي الكتير وانا بحمد ربنا أنه عقاب بسيط لاني ساعدت الشرطة …هكون مرتاح اكتر لما اتعاقب علي كل الحاجات البشعة اللي عملتها …صحيح قلبي بيقرصني لما افتكر انك برا من غيري وحامل واني مش هشوف ابني وهو بيتولد ..بس يمكن ده عقابي لاني حرمت أهالي كتيرة من عيالها لاني كنت بتاجر في السم ده …فعقابي اني اتحرم من ابني شوية…
عضت وعد شفتيها وحاولت الا تبكي وقالت مغيرة مجري الحديث:
-تعرف اني فكرت في اسامي لولادنا..
ابتسم جاسر وتحمس قائلا:
-بجد …يالا قوليلي قررتي تسميهم ايه ؟!
-لو ولد هسميه سيف …بحب الاسم ده اووي ..
واكملت وهي تنظر لعينيه :
-ولو بنت هسميها حسناء …
تجمد جاسر وارتج قلبه وقد ترطبت عينيه بالدموع وهي تنطق اسم والدته …ابتسمت وعد من بين دموعها واكملت:
-ملقيتش اسم احسن من كده بس بتمني بنتي تطلع جمال جدتها ..
-شكرا يا وعد
قالها جاسر من أعماق قلبه بينما دموعه تنساب ثم أكمل:
-شكرا لانك في حياتي .
……….
في قسم الشرطة …
كانت تفرك كفيها بينما مالك يطالعها دون رضا …لا تفهم ما الذي يريده …لقد طلب اليوم منها أن تأتي الي قسم الشرطة …خافت أن يكون الأمر علاقة بجاسر ولكن من عينيه عرفت من المقصود …أنه عدي …أغمضت عينيها ونيران الاشتياق تشتعل بقلبها …لقد اشتاقت إليه كثيرا …بعد أن عرفت أنه دفع الفدية منعت نفسها قسرا من أن تذهب إليه بل تمسكت بعقلها وأخبرت نفسها أنها سوف تسدد له المال …ولكن لما يريد مالك أن يحدثها عن عدي …ما السبب ..خفق قلبها بترقب بينما الرجل يتأملها مليا بطريقة اشعرتها بالتوتر …حاولت التكلم إلا أن الكلمات تهاوت من شفتيها لذلك التزمت الصمت تماما …منتظرة مالك يتكلم …
-عدي ساب الشغل بسببك !
قالها مالك بجمود لتعقد ملاك حاجبيها بدهشة ثم أكمل وهو يشعر بغضب تجاه تلك الفتاة التي أثرت بالسلب علي عقل ابنه:
-ابني ساب شغله ومركزه وانتقامه وراح يعيش لوحده بعيد عني وده كله بسببك…من اول ما حبك وهو اتجنن …تصرفاته بقت متهورة …انتِ ليكِ تأثير بشع عليه هو فاكر أنه بالطريقة دي هتسامحيه …فاكر أنه لما يتخلي عن كل حاجة في حياته أنتِ هتحني وترجعيله …
تصاعدت الدموع بعيني ملاك وهي تشعر بألم كبير في قلبها …لم تتخيل أنه سيفعل هذا من أجلها …بل لم تتخيل انه حقا يحبها لتلك الدرجة …أخرجها من شرودها صوت مالك البارد وهو يقول :
-بتمني منك يا ملاك تقوليله انك عمرك ما هتسامحيه لأن….
تنهد وهو يقسي قلبه ثم قال:
-لان أنا مستحيل اتقبل أن البنت اللي ابوها قتل مراتي تتجوز ابني !!
كلماتها تلك جمدتها ونسفت اي أمل بقلبها ودون أن ترد عليه نهضت وتركت مكتبه وهي تبكي …لن ينكر مالك أنه شعر بغصة في قلبه …فملاك لا ذنب لها فيما حدث ولكنه أيضا لا يستطيع نسيان أن والدها قتل زوجته وحب حياته …
……..
بعد نصف ساعة …
في المرسم الخاص بعدي كان يقف أمام اللوحة وهو ينظر إليها بحب …كان فخور بنفسه وهو يري كيف رسم ملاك بدقة لا مثيل لها …مرر أصابعه علي اللوحة المرسومة وهو يفكر أنه اشتاق اليها بطريقة مؤلمة للغاية …اسبوع وقد انقطع عن رؤيتها …قلبه يتداعي في غيابها …
انتفاضة بسيطة مرت في جسده عندما طرق أحدهم الباب …ذهب ليفتح ثم تجمد وهو يجدها أمامه وخفق قلبه بطريقة مؤلمه كم أراد سحبها بقوة ليحتضنها طويلا حتي يشبع منها ولكنه سيطر علي نفسه لا يريد اخافتها هو قرر أن يتقرب منها بحذر ..هي تستحق الوقت كي تغفر له زلته…
-ممكن ادخل ؟!
صوتها الناعم انساب لأذنيه ليهز هو رأسه ويبتعد قليلا كي تدخل …
دخلت ملاك للمرسم ثم تجمدت وهي تري أن المرسم ملئ بلوحاتها هي فقط …لقد رسمها عدي مرات عديدة …ابتلعت ريقها وثقلت أنفاسها عندما اقترب عدي منها ..كانت تشعر بأنفاسه في عنقها وهذا تسبب في بعثرة دقات قلبها … اغمض عدي عينيه وهو يفكر أنه وعد نفسه لن يضغط عليها ولكنه لا يمكنه مقاومتها …هذا شئ خارج عن إرادته …
ابتلعت ملاك ريقها وابتعدت وهي تستدير إليه بينما ترسم ابتسامة خفيفة علي شفتيها وقالت:
– عرفت من المحامي انك دفعت الغرامة …شكرا علي الفلوس اللي دفعتها واوعدك اني هردهالك في اقرب وقت …
ثم تجاوزته لكي تهرب ولكنه ضمها من الخلف وهو يسند رأسه علي كتفها ويقول:
-طيب ردي قلبي ليا زي الفلوس يا ملاك علي الاقل هرتاح اكتر …
تصاعدت الدموع لعينيها وقالت بصوت مختنق:
-عدي ابوس ايديك ابعد ..سيبني احنا مينفعش لبعض ..
جعلها تستدير إليه وامسكها من كتفها وقال:
-عارف …ميت حاجة تمنعنا نكون سوا بس قلبي مش راضي يفهم …هو بيحبك كده وخلاص من غير تفكير …من غير منطق …فحبيني من غير تفكير يا ملاك وسيبي الوقت يصلح اللي بيننا بس اديني فرصة ابقي معاكي …
-باباك…
قاطعها وقال:
-ملكيش دعوة ببابا…هو هيفهم لما يشوف الحب اللي بيننا …ملاك فرصة واحدة بس واوعدك عمري ما هزعلك ..
صمت ليستغل الفرصة هو ويخرج خاتم به ماسة صغيرة :
-كنت عامل حساب اللحظة دي في اي وقت عشان كده شايله معايا وبقولك يا ملاك النجار تقبلي تتجوزيني وتكوني معايا للابد ؟!
طفرت دموعها …ها هي فرصة اخري للسعادة هي لن تتخلي عنها ابدا فقالت وهي تضحك:
-موافقة اتجوزك.

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الشيطان يقع في العشق)

اترك رد

error: Content is protected !!