روايات

رواية المبادلة الفصل الثالث عشر 13 بقلم نوارة الشرق

رواية المبادلة الفصل الثالث عشر 13 بقلم نوارة الشرق

رواية المبادلة البارت الثالث عشر

رواية المبادلة الجزء الثالث عشر

المبادلة
المبادلة

رواية المبادلة الحلقة الثالثة عشر

كانت تقود سيارتها شاردة ..
مصدومة .
نعم توقعت ان عدم ايمانه بالحب يعود الى قصة حب فاشلة ..
ولكن لم تكن تتوقع ان تكون مصيبة فى توقعها الى هذا الحد ..
كم تمنت ان تكون مخطئة .
لم تتوقع ان تكون غريمتها بذلك الجمال والاناقة .
لم تتوقع ان تحية من غريمتها تقلب كيان زوجها ..
زوجها الثابت ..الذى يحرك الجميع باشارة منه ..
تغير من كلمة ونظرة ..
انقلب ..ضعف ..
فقط من حديث قصير ..
ربما لذلك صرح انه لا يؤمن بالحب ..
كان يريد ان يخبرها ان لا مكان لها بقلبه .
يخبرها ان قلبه قد استعمرته اخرى .
فهناك انماطا من البشر تحب لمرة واحدة فقط .
ربما كان زوجها منهم .
ترددت جملة المراة :” كاد ان يجلب لها القمر والنجوم “.
مرارا وتكرارا ..تعذبها .
كريما هو ..
نعم ..عهدته كريم ..مراع ..
انه كذلك معها وهو لا يحبها ..
فكيف كان معها وهى حبه وعشقه ؟!
تخليته معها ..
وجدت نفسها تتخيله مع غريمتها يبثها حبه واشواقه .
تخيلته يلبي لها طلباتها ..سعيدا راضيا ..
يبتسم ..يضحك ملأ شفتيه.
تخيلت قصة الحب التى كانت تتمنى وترجو..عاشها هو مع غيرها .
شعرت بسيف الغيرة يغمد فى صدرها .
بالفعل كان الالم شديد فى قلبها .
تساءلت بضيق
لماذا انا كان علي ان ادفع غرامة الاخرين ؟؟
لماذا اعاقب انا على خطيئة الاخرين ؟
لماذا انا ادفع ثمن خطأ اخى ..و زوجته ؟؟
ولماذا ريتاج دفعت ثمن ابتعاد لين ؟
ما ذنبنا نحن ؟
يالحظك يا ريتاج .. هربتى ..انقذتى نفسك بينما انا غرقت ..
تزوجتى من رجل يحبك ..بينما انا ..
انا لا امل لى .
الم يكن كافيا الزواج يا سيف ؟؟
لماذا الطفل يأتى فى بيت الاب فيه لا يحب الام ..ولن يحبها قط !!
كانت دموعها تسيل دون ارادتها على وجنتيها.
فجاة غامت الرؤية امامها ..اوقفت السيارة على جانب الطريق تنتحب بشدة وجسدها بأكمله يهتز .
لم تعرف كم مضي عليها وقت فى البكاء ..
ولكنها مسحت عيونها فى تصميم ..
يكفى بكاءا
و ماذا اذا لم يحبها ؟
لن تنتهى الحياة ..
كانت تعيش هانئة من قبل دخوله حياته ..و ستعيش هانئة بخروجه منها .
وصلت الى المنزل ..
رأته .
كان واقفا فى اعتداد وغضب .
حسنا ..مما هو غاضب ..ليس له حق ابدا للغضب ..
هى فقط من لها ذلك الحق .
سال هادرا بمجرد ان راها :” اين كنت؟”
كان يبدو خطرا …راغبا فى قتلها او ضربها .
ردت ببساطة :” فى النادى “.
اقترب بشكل منذرا بالشر
” ولماذا لم تخبرينى قبل ذهابك ؟”
ردت بصوت مهزوز وقد افزعها غضبه : ” لم تكن موجودا ..و اغلقت هاتفك ”
تأملها باهتمام ثم سأل :” ما بك ..هل كنتى تبكين ؟”
تعمدت ان تنظر الى ما خلفه ثم قالت كاذبة :
” طرفت عينى دون قصد ..”
صعدت الى غرفتها هاربة من اسئلته .
نظر اليها مطولا بينما تصعد ..لا تنطلى عليه حجتها ..هى تبكى لشيء اخر .. متأكد من ذلك ..
هى لا تجيد الكذب .
و كذبها مفضوح .
هل هناك من تعرض لها بالنادى ؟
اهى لين ؟؟!
****
اطالت الوقوف تحت رشاش الماء الذى ينساب على رأسها فيختلط بدموعها .
شعرت بالبرد من طول وقوفها فانهته .
كان ينتظرها جالسا على طرف السرير بنفس الاعتداد ..ولكن زال الغضب وحل محله شيء غامض فى عيونه .
اقترب منها يحتضنها.
ربما فى وقت اخر كانت ترحب باحضانه ..بل كانت تجد فيها السلوى .
ولكن اليوم ..تبدو احضانه خشنة ..مليئة بالشوك .
خلصت نفسها من احضانه بشكل سريع واتجهت عن المرآة تمشط شعرها .
تتلهى عنه .
كم تود الابتعاد عنه ..تود الابتعاد الى ان يصبح العالم باسره بينهما .
يالغرابة الانسان ..
منذ سويعات قليلة كانت تتمنى احضانه تلك ..كانت ترجو ان تكون اقرب له من العالم كله .
والان
الان ترجو العكس ..
تحولت للنقيض .
تتصارع بداخلها المشاعر ..تكرهه حتى تكاد تقتله ..تود ان تبكى منه وله ..ان تشكوه له ..
ان تبكى فى احضانه .
تلومه ..
تتوسله ان يحبها .
عادت الدموع تحرق طرف عينيها فطرفتها سريعا ..
لن تبكى امامه..
لن تضعف ..
كفاها ضعفا.
تركته يحركها من قبل كيفما يشاء .
حسنا ..يكفى .
******
الان تيقنت ..
هناك شيئا ما يزعجها ..
تبتعد عنى بنفور ..
ماذا حدث ؟
اقتربت منها ثانية بينما تمشط شعرها الطويل .
نظرت الى عيونها ..
هناك دموع متعلقة باهدابها .
من ابكاكى يا شهد ..اخبرينى .
كيف يجرؤ احدهم ان يبكى زوجتى ؟!
من يستطيع ان يتعرض لزوجه سيف الدين عامر ؟
حسنا ساعرف ..
ولن يمر الامر .
اقسم على ذلك.
امسك بالفرشاة من يدها ..يمشط شعرها ببطء بدلا منها .
لم يدرى لما تحرك انفه ليندس بين خصلات الشعر الاسود الطويل.
حسنا الا يقولون ان هرمونات الانوثة اغلبها بشعر المرأة .
تمرغ انفه بنشوة فى شعرها .
شعر بها تهتز .
حسنا ..هذا امر جيد.
تتأثر بي ..كما اتأثر بها .
تمادي فى تحريك انفه وانفاسه على بشرتها الدافئة ..
همس بحرارة مناديا وكأنه صوت ياتى من الاعماق :” شهد”
كان صوته خافتا اجش بينما تتحرك شفتاه ازاء شفتاها .
جمد جسدها .
*****
نامت …
تبدو مرهقة للغاية .
لم تخبره ما بها .
من تعرض لها .
التفت زراعيه العاريتين على جسدها تشده اليه اكثر.
كانت راسها على صدره العارى.
يعبث بخصلات شعرها بيد وبالاخرى يرسم دوائر عشوائية على كتفيها .
تنهد بصوت مسموع ..
ثم همس :” انا اسف”.
*******
تزينت ..باهتمام ..فهى زوجة رجل الاعمال الشهير .. سيف بك عامر ..صاحب حفل اليوم .
الحفل الذى يقام على شرف زوجها ..
من ناحية هو احتفال ضخم لشراكة ضخمه ومليارات عديدة تنضم الى ثروة زوجها ..
ومن ناحية هى دعاية ..و علاقات اقتصادية ..فاليوم زوجها يحتفل من ناحية ويتمم صفقات اخرى ..ايضا هى دعاية .
يضرب اكثر من عصفور برصاصة واحدة.
كانت تضع اللمسات الاخيرة على ثوبها الرائع الذى اشتراه لها بمبلغ خيالى .
عندما رأته يضع حول رقبتها عقدا ماسيا غاليا يتدلى على صدرها الناهد .
اغلقه باحكام مديرا اياها لتصبح المسافة بين وجهيهما انشات قليلة ..
لثم جبهتها برقة اذابتها بينما يقول :” هل تعلمين انك كل يوم تزدادين جمالا “.
طافت عيناه بوجهها بينما يتحدث ثم انحدرت الى جسدها برغبة.
سال بصوت مبحوح :” هل انتهيتى ؟”
هزت راسها بالايجاب فوضع يدها على ساعده بينما يتحركان الى الخارج .
كان الحفل فى قاعة كبرى .ملىء بالضيوف وكبار رجال الاعمال والاقتصاد .
مظاهر بذخ اشد مما كان عليه حفل زفافهما .
هناك ايضا رجال الفن والصحافة .
حفل ضخم ..يضم الكثيرين .
كانت الاضواء مسلطة عليها لكونها زوجته .
بينما هو بجوارها اغلب الوقت ..لا يكاد يتركها ..يستمتع بالاستماع اليها بينما تتحث بلباقة عن الاعمال .
يبدى فخرا بينما يشيد الاخرين بارائها .
حسنا ..يبدو مثاليا .
من يراهما يحسبهما فى غاية السعادة .
فيده التى ترتاح على خصرها تشدها اليه بين الان والاخر .
و ابتساماته واهتمامه .
وقربه .
تكاد تقول انه زوج كامل ..
لا ريب انها قد نالت قدرا كبيرا من الحسد .
تركته قليلا..
حسنا هو قد افرط فى الاهتمام بينما هى تود ان تتحدث قليلا مع والدها .
كان يبدو ان هناك امرا ما مرسوما على وجه والدها.
سالت بشكل مباشر :” ماذا هناك يا ابى ؟”
تردد الاب قليلا قبل ان يقول :” سيعود اخاك وزوجته بالغد”.
هتفت بفرح :” حقا ؟ فى اى ساعه ؟”
قال الاب راجيا :
” لا تخبري زوجك ”
سالت بشك :” ولما؟ ”
قالىالعجوز بمراوغة : ” ربما يرفض ان تأتى “.
نفت التهمة سريعا : ” بالطبع لا ..لا يمكن ان يحرمنى من شقيقي.”
هز الرجل راسه باستسلام ..يبدو مثقلا بالهموم .
سالت :” ماذا هناك ياابى ..احدث شيئا؟”
هز الاب راسه نافيا وهو يتمتم بصوت خافت :” ارجو الا يحدث شيئا ..الطف بنا يا الله”.
رفعت راسها فراتها ..تتأبط رجل عجوز به بعض الملامح منها ..
لاريب والدها .
مذهلة ..جميلة للغاية ..
الوصف الاصح مدمرة .
نظرت الى زوجها لترى ردة فعله لرؤية حبيبته ..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية المبادلة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *