Uncategorized

رواية بيت العجايب الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سهام العدل

 رواية بيت العجايب الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سهام العدل

رواية بيت العجايب الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سهام العدل

رواية بيت العجايب الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سهام العدل

◾ -تفاجأت به وهو يعبر الطريق ولكنها اعتقدت أنها تتخيله كما اعتادت على رؤيته في كل مكان هذه الأيام… ولكنه يقترب ويقترب حتى اقترب منها تماماً وهي مبتسمة لا إرادياً لرؤيته بعد حرمانها منه عدة أيام…. 
-هو الآخر عندما رآه شعر بسعادة غريبة تملأ قلبه وانعكست هذه السعادة على عينيه ولمعتهما…. 
-نظر لها بإشتياق وقال : إزيك ياجيهان… عاملة إيه؟ 
-كانت ستندفع وتجيبه أنها لم تكن بخير إلا عندما رأته وأنها تذوب شوقاً لرؤية عينيه الفيروزتين… ولكنها سرعان ماتذكرت نصائح وسيلة حتى تحظى به فأجابته بحدة :  أيوة يامعاذ… خير… فيه حاجة؟ 
– أشار معاذ على السيارة  وقال: طب تعالي أوصلك ونتكلم في العربية… 
-كتفت جيهان ذراعيها محتضنة بعض الكتب وقالت بنفس الحدة : أنا مش هركب معاك وقول انت عايز إيه؟ 
– تنحنح معاذ ثم قال مُحرَجاً: أنا… أنا كنت عايز أطمن  عليكي وكمان بعتذر عن اللي حصل وبصراحة مكنش قصدي أحرجك قدام الكل بس…. 
-قاطعته جيهان : لا يامعاذ متعتذرش… أنت كان عندك حق وكان لازم أفوق من حالة الجنان والتهور اللي كنت عايشاها زي ماقولتلي… وأنا اللي بشكرك لأنك اعطتني درس هفضل اتعلم منه طول مانا عايشة…. بعد إذنك… 
-وتركته واقفاً وسارت أمامه غير مكترثة به… ذُهِل مما رآه وسمعه… جيهان غير مبالية به بل وتشكره على ماحدث… أخيراً انتبه وأسرع خلفها : جيهان جيهان ولكنها كانت عبرت الطريق واستقلت سيارة الأجرة  وعندما وصل لها معاذ كانت قد انطلقت بها… وقف متذمراً ثم اتجه لسيارته وجلس فيها يتفكر فيما حدث قائلاً لنفسه : جيهان عقلت وأنت اللي اتجننت يامعاذ… 
-ركبت جيهان سيارة الأجرة بسرعة وكأنها هاربة…. هاربة منه ومن ضعفها معه… خشيت أن تنهار قوتها المصطنعة أمامه… من لم تجد حناناً وإحتواءً سوي معه وهذا ماجعلها تتعلق به وتدمن وجوده في حياتها… رأت فيه حنان الأب وإحتواء الأخ و ممازحة الصديق وكل مميزات الحبيب… كيف لها ألا تعشقه  بعدما وجدت فيه دنياها التي تمنت دائماً أن تحياها… ولكنها سرعان ماتذكرت ماصدر منه وخذلانه لها فخانتها دموعها حزناً منه… ولكنها مستعدة أن تبذل أي شيء في مقابل أن تحصل عليه في النهاية. 
◾مرت ساعتان وهو جالس على أحد الكراسي في أحد الأركان في أحد محلات ملابس المحجبات منتظراً آثار حتى تنتهي من انتقاء الثياب التي  تريد شرائها… ورغم ذلك لم يمل أو يتذمر… فهو دائماً ماتمني أن تغير من نفسها ومن نمط حياتها وتتقرب إلى الله… وهذه نقطة الاختلاف الوحيدة بينهما التي جعلتهما غير متفاهمين من قبل… 
-يجلس يعبث بهاتفه ويظهر غير مبالياً وهو في الحقيقة ملقي بسمعه بين وسيلة وآثار وكلما اختارت شيئاً ودخلت غرفة القياس ينتظر خروجها ويتسرق النظر حتى يرى مااختارته…. 
-هي الأخرى تتعمد التأخير حتى تحظى بوقت أطول بجواره… تنتقي الثياب ولا يخفى عليها تعبيرات وجهه كلما بدلت فستاناً وعليها تقرر إن كانت ستأخذه أو لا… قربه أعطاها معنى حقيقي للأمان…
– وائل الذي طالما رأته متخلفاً ورجعياً… الآن تتمنى لو كانت وُلدت في أحضانه وتربت على يده…  
-وائل دواؤها بعد وجع طويل ظلت تتألمه من جرح نازف من قلبها… أصبحت لا تتمنى شيئاً سوي أن تتغير نظرته القاسية لها كلما رآها… وتعود نظرة عينيه اللامعة بحبها كما كانت من قبل…. 
– وسيلة بينهما لا يخفى عليها ما يعانيه الإثنان… لذا وقفت بوجود معدوم حتى يحظي كل منهما بقرب الآخر قليلاً… تتمنى بداخلها أن تنصلح الأحوال ويعيد كل منهما حساباته تجاه الآخر ويعوضا ماخسراه في وجع وحزن… ولكن أملها في الله كبيراً وتعلم أنه سيحقق ذلك ولو بعد حين لأنها تدعوه بذلك ومتيقنة في إجابته لأنها أكثر من جرب وجع القلب وحرقته بسبب ماعانته مع مروان ومازالت تعانيه كلما رأته… فهي اليوم فقدت قوتها كثيراً بعد أن رأته بعيون منكسرة… مروان ذو الشخصية القوية والكلمة الصارمة اليوم بعيون مهزوزة وكلمات ذليلة من أجل أن تسامحه ورغم جهلها بما حدث معه ولكن قلبها يبكي من أجله….. 
– أفاقتها آثار على سؤالها لها وهي تمسك بكل يد فستان : وسيلة إيه رأيك آخد اللون الأزرق ولا البنفسجي.
-قبل أن تنطق رن هاتف آثار رنات متتالية:  طب لو سمحتى ياوسيلة امسكي دول اما اشوف مين. 
– وبالفعل أخذتهما وسيلة وأخرجت آثار الهاتف من حقيبتها ثم قالت : ده أدهم…  أيوة ياأدهم..
…….أنا مع وسيلة بشتري شوية لبس ليا 
…… طب اهدي ياحبيبي،، هو إيه اللي حصل؟ 
…… طب خلاص خلاص جايين وأما آجي هفهم منك. 
…….. مش هنتأخر ياحبيبي… جايين حالاً…. سلام.
-ثم أغلقت الخط بملامح حزينة  قلقة فبادرت وسيلة بسؤالها : فيه إيه ياآثار… حاجة حصلت؟ 
-في نفس اللحظة نهض وائل وأتاها متسائلاً بقلق : فيه إيه؟؟؟…أدهم كويس؟ 
-ردت وسيلة بتوتر : مش عارفة فيه إيه… أدهم بيقول إنه زعل مع ميان وهي مصممة تفسخ الخطوبة. 
-وسيلة تضع يدها على فمها مذهولة : إيه… ليه!!!! 
-آثار بتعجل : ياللا ياوسيلة كفاية اللي جبناه وياللا نشوف في إيه. 
◾ بعد أقل من ساعة كانت وسيلة تطرق باب عمها ممدوح وبجوارها آثار…. فتح  لهما مروان قائلاً : تعالوا… اتفضلوا…ادخلوا 
-دخلت وسيلة يتبعها آثار…. وجدت ميان جالسة بعينين باكيتين وفي مقابلها أدهم وبادي عليه ملامح الحزن المصاحبة بالقلق  ومروان جلس بجواره وعلى كرسي آخر تجلس منال  زوجة عمها وعلى وجهها علامات الغضب… 
-قالت منال عندما رأتها : تعالوا يابنات اتفضلوا… 
-وسيلة بتساؤل : فيه إيه ياطنط… ثم نظرت لميان : إيه اللي حصل ياميان… 
-بادرت آثار وجلست بجوار ميان محتضنة إياها…. 
-أجابت منال : مش عارفة يابنتي… شكلها عين وصابتهم…. 
-في نفس اللحظة دخل معاذ منفعلا قليلا من باب الشقة الذي نست آثار إغلاقه…. نظر لهم بريبة ثم سأل : متجمعين ليه خير؟؟… أكيد في مصيبة. 
-منال تنهره :تِف من بؤقك يابني… الشر بره وبعيد… دلوقتي هيتراضوا. 
-ميان باكية في حضن آثار : لا ياماما… أنا خلاص مبقتش عايزاه… 
-جلست وسيلة على الجانب الآخر منها متسائلة : طب نفهم فيه إيه؟ 
-مروان بهدوء : الموضوع مش مستاهل اللي ميان عملاه ده. 
-رفعت ميان رأسها تنظر لمروان بعتاب : بعد كل اللي حكيته ده يامروان ومش مستاهل؟!!! 
-معاذ : طب أفهم بس وأنا أقولكم مستاهل ولا لاء. 
-أدهم بتبرير : والله ماصدر مني حاجة تضايقها… هي اللي فهمت الموضوع غلط. 
-ميان : أنا برضه اللي فهمته غلط… ولا أنت ولا معبر وجودي وياك وعينك زاغت عليها…. 
– وسيلة بتعجب : على مين؟ 
-معاذ : ماتحكي يابنتي فيه إيه في اليوم الأسود ده. 
-ميان ببكاء : الدكتور المحترم كان عازمني على الغدا  وفي المطعم شوفت بنت ولا ست كده لابسة لبس مش كويس وطول الوقت بتبص عليه وغمزت له وأنا شوفتها ورغم كده أنكر ده…. وأما سألته تعرفها قال معرفهاش… وبعد شوية قام عمل حجة الحمام ومشي وهي راحت وراه وأما قومت أشوف فيه إيه…لقيتها بتسلم عليه أدام الحمام وسمعتها بتقوله وحشتني ياأدهم (وهنا انفجرت في البكاء قائلة)… خاين وكداب. 
-ربتت وسيلة على كتفها وجذبتها في حضنها قائلة : أكيد فيه سوء تفاهم… استنى نسمعه. 
-بادر أدهم بحزن : أنا قولتلها وهي مش مصدقة… دي كانت مندوبة تبع شركة الأدوية عندنا وسابت الشغل من فترة طويلة… 
– قاطعته آثار : وليه أنكرت أنك تعرفها ياأدهم. 
-أدهم : أقسم بالله مارضيت أقولها أما لقيتها متضايقة منها عشان متعكرش علينا الخروجة. 
-وسيلة : طب وأنت كان بينك وبين البنت دي حاجة؟
– أدهم : عمر ماكان بيني وبينها حاجة ولا كنت حتى بكلمها… بس البنت دي اللي ملزقة كده. 
-وسيلة : وأنت كنت عارف إن …… 
-قاطعها معاذ منفعلاً : إيه أنتوا هتحققوا معاه… ماخلاص خلصنا… مقعدينه زي الطفل اللي عمل ذنب ليه كده… قالكم  مفيش بينها وبينه حاجة… 
-ميان ببكاء: يعني كمان إخواتي ضدي… صحيح ماأنتوا رجالة زي بعض… 
-معاذ :لا أنتوا اللي مخكم طاقق (ثم وجه كلامه لأمه) أنتوا كنتوا بتخلفوا بنات ليه عشان تقرف فينا… دلوقتي عرفت كانوا بيدفنوكم أحياء ليه أيام الجاهلية…. 
-وسيلة بتأنيب : اهدي يامعاذ عايزين نحل الموضوع بالعقل… ثم غمزته  واستكملت : ميان برضه غيرانة على أدهم واللي بيحب حد بيغير عليه… مش كده ياميون؟ 
-ميان بانفعال : مبحبش حد… وهرجع له دبلته وكل واحد يروح لحاله طالما كذب عليا مرة يبقى يكذب ألف… 
-معاذ بسخرية : طب هنرجع الدبلة ونسيب الكِلية… مانرجعهاله بالمرة… 
-ميان بلوم : أنت بتعايرني يامعاذ… أنا اكتشفت انه مبيحبنيش. 
-أدهم بحنان : أنا لو أطول أعطيكي عمري عشان تتأكدي من حبي كنت عملتها…. 
-منال تعاتبها: لا ياميان متقوليش كده… دا أدهم مفيش منه والله. 
-قاطعها معاذ :  لا ياماما إحنا نعطيها الجهاز الهضمي كمان عشان تتأكد… 
-ميان بإصرار : برضه مش عايزاه ومش هقدر أآمن له تاني بعد ماكدب عليا… 
-نهض أدهم بحزن وإحراج من الجميع : بعد إذنكم… أما تهدي أنا موجود وموافق على أي قرار ميان هتاخده (وتركهم وغادر) 
-منال : لا حول ولا قوة الا بالله… كده الجدع ينزل مكسور الخاطر. 
-أحست آثار بأنياط قلبها تتقطع من أجل أخيها فنهضت هي الأخرى : عن إذنكم أنا كمان أسيبكم تاخدوا راحتكم. 
-نهرتها وسيلة بإنفعال : اقعدي ياآثار… ميان أختك زي ماأدهم أخوكي… واقعدي اما نوصل لحل… 
-استجابت آثار لوسيلة وجلست ثم قالت لميان : ميان هقولك نصيحة مش عشان أدهم أخويا لاء بس عشان أنتي أختي زي ماقالت وسيلة… لو خسرتي قلب بيحبك هتندمي طول ماأنتي عايشة واللي بينكم لو اتكسر عمره ماهيتصلح تاني… 
-شرد معاذ في نصيحة آثار ثم قال لها : آثار جابت لك الخلاصة ياميان وأنتي حرة في قرارك… واعرفي إن أدهم بيحبك  ونادر لو لقيتي رجل حبه يبقى نقطة ضعفه زي أدهم… وبصراحة أنتي بتضغطي على النقطة دي 
-ثم نظر لمروان قائلا : خليك أنت شارد في عالم غير العالم وسيب اختك عقلها يدمر لها حياتها. 
-تنهد مروان الذي كان شارداً في وسيلة وحكمتها في إحتواء الأمور وفي خسارته لها وعقاب الله له على مافعله بها… فجلي حنجرته وقال : لو ظلمتيه وجيتي عليه ياميان هتندمي ومش هتستحملي عقاب ربنا على ظلمك له… أدهم ميستاهلش منك كده… ثم جلس على ركبتيه أمامها وأمسك يديها واستكمل : قومي شوفيه فين واستمتعوا بحياتكم… متضيعيش أيامكم الحلوة في الخناق والمشاكل. 
-تدخلت منال : اسمعي كلام اخواتك يابنتي واعقلي وقومي كلميه وراضيه قبل ماأبوكي يرجع والأمور تكبر… 
-تدخلت وسيلة ممازحة لها : وأنتي ياميونة المفروض تثقي في نفسك أكتر من كده ولا يهزك بنات الدنيا كلها طالما عارفة إن أدهم بيحبك (تسلطت نظرات مروان عليها فانتبهت وسيلة فأكملت لا إرادياً بنبرة تحولت للحزن) لأن أكتر حاجة تهين الست ياميان اما تتجوز رجل محبهاش. 
-ابتلع مروان غصة مريرة ونهض واقفاً وانصرف إلى غرفته…. 
-شعرت ميان بالذنب تجاه أدهم بعد ماسمعته من الجميع فنهضت وألقت نظرة من النافذة متمنية أن تجده في مكانه المفضل تحت إحدى أشجار الحديقة وبالفعل وجدته جالس  حزين ممسكاً بعصا رفيعة يخطط على الأرض بشرود  … فابتسمت بحزن واستدارت وهبطت الدرج ثم تسللت إلى الحديقة… حتي وصلت حيثما يجلس ووقفت  خلفه  بهدوء… التفت لا إرادياً ونظر لها بعتاب… فقالت له بندم: أنا آسفة متزعلش مني… غيرت عليك. 
-ثم جلست بجواره أرضاً ونكزته في ذراعه : متزعلش بقى يا دومي… بحبك والله. 
– التقط أدهم يدها دون أن ينظر لها وقبلها قائلا : أنا كمان مقدرش أعيش من غيرك بس لازم تثقي في حبي لك أكتر من كده… وكمان متعيطيش تاني عشان دموعك بتوجعني… (ثم نظر إليها) فاهمة؟ 
-هزت رأسها موافقة بابتسامة : فاهمة. 
◾ بعد عدة أيام تسير بها سيارة الأجرة في طرقات تلك القرية التي شهدت طفولتها منذ مايقرب على ستة عقود… لم تتذكر طفولتها كثيراً ولكنها تعشق هذه القرية لأن فيها رائحة زوجها الذي لم تعرف حباً يوماً سوي حبه… وهذا ماأتي بها اليوم إلى هذه القرية بعدما انقطعت أخباره عنها لعدة أيام طويلة وأغلق هاتفه وعندما اتصلت لتطمئن عليه أجابتها غريمتها أنه في حالة صحية سيئة منذ عدة أسابيع ولم يستطع أن يأتي لها بسبب ذلك… اقتربت السيارة من البيت فاستعدت للنزول بما تحمله من هدايا فيها الكثير من الحلوى والفاكهة واللحوم وغيرها… فقد استحت أن تخطو البيت لأول مرة فارغة الأيدي… استوقفت السيارة ثم هبطت منها وطلبت من السائق مساعدتها في حمل الحقائب إلى باب المنزل… وبعد أن دقت الباب فتحت لها فتاة لم تتعدى الخامسة عشر من عمرها… 
-الفتاة : أنتي مين؟ 
-فريال : أنا جاية للحاج فرج…
-الفتاة : شكلك غريبة عن البلد؟ 
-فريال : أيوة يابنتي… 
-سمعت صوت ناعم آتٍ يقترب منهم : مين يانادية؟ 
-رأتها فريال فتاة في منتصف الثلاثينات تشع شباباً على قدر متوسط من الجمال،، بطنها بارزة أمامها،،، علمت أنها هي زوجته الأخرى،،، ولا إرادياً تملكتها الغيرة كأنثي يشاركها أخرى فيمن تحب … اقتربت منها متسائلة : اتفضلي ياحاجة… أي خدمة ياحاجة؟ 
-جلت حنجرتها وقالت : أيوة أنا فريال مرات الحاج فرج… 
-نظرت لها الأخرى نظرة تفحص سريعة بفضول أنثى… ثم قالت بترحيب : اتفضلي ياحاجة… أهلاً وسهلاً… خطوة عزيزة… 
-قالت فريال بجمال لسانها: الله يعزك يابنتي… معلش  جيت من غير ميعاد. 
-بعد دقائق كانت تجلس على كرسي بجوار فراشه المتسطح عليه ممسكة بيده ويده الأخرى متصلة بخرطوم رفيع نابع من زجاجة محلول معلقة أعلاه : ألف سلامة عليك ياأخويا… ليه بس معرفتنيش؟ 
-فرج بصوت متعب : مرضتش أقلقك يافريال… وكل يوم أقول هقدر آجي وأرقد جمبك بسوء عن اليوم اللي قبله. 
-فريال بعيون دامعة : لا ياحاج انت أن شاء الله هتبقى كويس وهتقوم تنور الدنيا… أنا مليش غيرك يافرج. 
-فرج : أصيلة يافريال… وأنا خلاص طالما شوفتك هروق بقى وهبقي كويس. 
-دخلت نوسة حاملة صينية عليها بعض الأطعمة ثم وضعتها على منضدة صغيرة أمام فريال وقالت : اتفضلي الغدا ياحاجة. 
-قالت فريال : لا يابنتي… أنا الحمد لله مش هآكل… مكنتيش تتعبي نفسك. 
-قالت نوسة : تعبك راحة… بس والله لازم تتغدى… و متخافيش من أكلي يعني أنا والله… 
-قاطعتها فريال : متقوليش كده… كتر خيرك… ربنا يقومك بالسلامة. 
-نوسة : الله يسلمك… 
-فرج وهو يضغط على كفها بحنان : اتغدى يافريال عشان خاطري انتي جاية من سفر. 
-فريال : خاطرك على راسي يافرج بس انت قوم لي بالسلامة… (ثم دمعت عيناها) أنا همشي وهستناك  ترجع لي سالم. 
-فرج : تروحي فين… والله ماأنتي راجعة الليلة لوحدك ولازم تباتي هنا الليلة. 
-تدخلت نوسة : باتي هنا ياحاجة فريال الدار دارك. 
-فريال بحرج : كتر خيرك يابنتي بس مينفعش. 
-نوسة : لا والله ماهتمشي… وصدقيني أنا بحبك من كلام الحاج فرج عنك وعن طيبتك وبصراحة سيماهم على وجوههم وانتي هتفضلي معايا كام يوم. 
-فرج : اقعدي يافريال خايف مشوفكيش تاني… عايزك جمبي. 
-فريال بلهفة : متقولش كده يافرج… ربنا يشفيك ويعافيك وتقوم بالسلامة… خلاص هبات معاك الليلة. 
◾ منذ فترة وهو يشعر أن قواه تخور عن ذي قبل… وكأن الشيب تمكن منه… يجلس يشاهد التلفاز  وبجواره ابنته جميلة وابنتها جوري…. وفي جانب آخر  أمجد وأدهم ومعاذ يتنافسون أمام شاشة أخرى على إحدى الألعاب الإلكترونية… 
-دق جرس الباب فقال المهدى : قومي افتحي ياجوري. 
-جوري بتذمر : اشمعني أنا ماهم قاعدين يلعبوا أهوه. 
-أمجد وهو يمسك أحد الأذرعة الخاصة باللعب : حرام لو قومتي فتحتي من غير كلام… قومي يابت. 
-قامت جوري تهرتل : بتة أما تبتك… ده اللي باخده منك. 
-أمجد بصوت عالٍ: سمعتك وحسابك أما أخلص الجيم. 
-التفت له جوري وأخرجت له لسانها ثم استقامت مرة أخرى واتجهت ناحية الباب وفتحته لتجد شاباً طويلاً عريض المنكبين ذو جسد رياضي… نظرت له بتعجب… 
-بدأ الحديث : حضرتك مش ده منزل الأستاذ : وجدي المهدى… 
-مازالت تنظر له بتعجب ثم قالت : أنت إزاي طويل كده؟ 
-تنحنح قائلاً : أفندم؟ 
-استعادت صوابها ثم قالت: آسفة… ثواني… ثم نادت : جدي… جدي… حد غريب بيسأل على عمي وجدي الله يرحمه. 
-قام المهدي مستنداً على عصاه ثم اقترب من الباب ونظر للضيف : أهلا وسهلا يابني. 
-الشاب باحترام : أهلا بحضرتك يافندم…أنا… 
-قاطعه المهدي :  اتفضل الأول يابني… 
-دخل الشاب والمهدي ثم تبعهما بقية شباب العائلة الغرفة المخصصة للضيوف… 
-سأله المهدى : متعرفتش بك. 
-قال الشاب بثقة : أنا كابتن طيار حمزة المناوي  ٣٧ سنة  وجاي طالب إيد الآنسة وسيلة من حضرتك.
يتبع..
لقراءة الفصل السادس والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية أنتِ لي للكاتبة سمية عامر

اترك رد