Uncategorized

رواية لمن القرار الفصل السادس عشر 16 بقلم سهام صادق

  رواية لمن القرار الفصل السادس عشر 16 بقلم سهام صادق

 رواية لمن القرار الفصل السادس عشر 16 بقلم سهام صادق

 رواية لمن القرار الفصل السادس عشر 16 بقلم سهام صادق

وهل يسألها لما تقف هكذا.. إنها تقف لترى حياة أناس كانت بعيدة عن خيالها أن تحيا داخلها يومًا
كرر سؤاله للمرة الثانية ولِحظها أنها قد فاقت من شرودها اللعين.. تنظر إليهم وسرعان ما أطرقت عيناها نحو ما تحمله 
– جيبالك الشربة يا بيه.. أنا سخنتها زي ما الهانم طلبت مني
أقتربت منها تلك الضيفة الحسناء تحمل منها الطبق تؤكد على كلامها 
– أيوة يا سليم ما ينفعش تفضل كده من غير أكل..روحي شوفي شغلك أنتِ ولو احتاجنا حاجة هناديكي 
وقطبت حاجبيها تعود النظر إليها تُحاول تذكر أسمها الذي أعجبها 
– يا… 
أسرعت في إجابتها قبل أن تغادر عائدة للمطبخ 
– فتون يا هانم 
أعتدل سليم في رقدته يبحث عن هاتفه حتى يرى الوقت.. فانصدم إنها مازالت في خدمتها رغم أن ميعاد عملها قد أنتهي 
– المفروض كنتي روحتي من ساعتين .. وفين حسن أزاي مقلقش عليكي ولا جيه ياخدك 
– أنت كنت تعبان يا بيه.. ومينفعش أسيبك 
رمقها حانقًا من تصرفها.. الساعة اقتربت من الحادية عشرة وهي مازالت تخدمه.. حاول الاتصال برقم حسن حتى يأتي لأخذها.. فامتقعت ملامحه وهو ينظر إليها 
– حسن مبيردش 
– سليم الشربة هتبرد.. أشربها الأول وبعدين نشوف موضوع حسن السواق 
توقفت عيناها نحوها السيدة الجميلة التي تطعم رب عملها باهتمام.. فيرتشف معلقة الشربة منها مستاءً
– ديدة أنا بعرف أشرب لوحدي الشربة مش  طفل قدامك 
– فتون أستنى في المطبخ ومتروحيش قبل ما حسن يجي ياخدك من هنا 
– سليم أشرب بقى.. وبطل دلع 
التقطت بعينيها الواسعتين تلك اللقطات كما التقطت أذناها الاسم.. ولم تعد بعد ذلك مرئية بينهم 
الحسناء تضحك ورب عملها يتذمر من أفعالها ولكن في النهاية ينفذ أوامرها 
شعرت بالحرج من وقوفها الذي طال فانسحبت في صمت عائدة للمطبخ تُجمع حاجتها لتنصرف فحسن لن يتذكرها ويأتي لأخذها وقد أقترب الوقت من منتصف الليل 
توقفت عند باب الشقة تنظر خلفها.. إلى أن حسمت قرارها.. ستذهب لغرفته حتى تُخبره بانصرافها وهل يحتاج لشيء قبل مغادرتها.. قلبها الصغير كان يُحركها 
تجمدت قدميها تنظر إلى السيدة الجميلة وهي تزيل عنه قميصه
أسرعت في مغادرتها تهبط من البناية تلتقط أنفاسها بصعوبة… لا تُصدق أن رب عملها مثل باقية الرجال الذين سمعت عنهم
هزت رأسها يمينًا ويساراً تنفي ما يدور بخلدها 
– السيد سليم عمره ما يعمل كده.. لا لا هو مش زيهم
………
كان غارق في لذته ينهل منها متلذذًا، شيطانه يقوده لتلك المتعة التي يرى فيها السعادة..أخرج المال من حافظته يُلقيه على الفراش المُبعثر بعدما انتهت متعته ينظر لتلك التي وقفت ترتدي ملابسها أمام عينيه 
– هشوفك تاني 
أزدرد حسن لعابه ينظر لتفاصيل جسدها الجميل الذي لم يكن جميلًا بالفعل ولكن شيطانه كان يصوره له كما يُريد أن يري. 
اقتربت منه بعدما التقطت المال تنتظر منه إجابته التي طالت، همست جوار أذنه ببضعة كلمات كانت بارعة فيهم.. سال لعابه بعدما ابتعدت عنه تغمز له بإحدى عينيها 
– أنت بقيت عارف الطريق… بس خد بالك أنا زبايني كتير وبيقدروا 
والكلمة الأخيرة كان يعرف معناها تمامًا.. وهو رجلًا والرجال تدفع بسخاء وها هو شيطانه يتحدث إليه 
……….
– ده الأخر يا ابلة 
نظرت فتون خارج السيارة المحملة بالقليل من الركاب 
– بس مش ده الشارع اللي بنزل فيه كل يوم 
– ما أنا قايلك يا أبله أن ده مش طريقي.. أنتِ خدي الطريق ده كله مشي وهتوصلي للمكان.. يلا بقى عايزين نروح بيوتنا 
طالعت الطريق المظلم بقلة حيلة تنظر نحو سيارة الأجرة التي هبطت منها للتو.. التقطت أنفاسها عدة مرات تحتضن حقيبتها التي تضع بها أغراضها 
نباح الكلاب يعلو وكلما أزداد النباح كانت تلتف حول نفسها خوفًا 
أرتجف جسدها وهي تشعر بتلك الخطوات التي تتبعها ولم تشعر ألا وهي تركض بكل سرعتها 
سقطت أرضًا بعدما تجاوزها الكلبان.. فاغمضت عيناها من شدة الألم تنظر نحو يديها التي جرحت 
الشارع فارغ من المارة كحال قلبها أصبح فارغ من كل شيء.. الخواء بات يحتل روحها حتى عيناها لم يعد بريقهما كما كانوا إنها تنطفئ يومًا بعد يوم 
صعدت الدرجات المتهالكة بعض الشيء في تلك البناية القديمة التي تقطن بها.. الساكن الجديد الذي أستأجر شقة السيدة إحسان يبدو أنه أتى اليوم ف القمامة التي أمام الشقة كانت واضحة لتُخبرها أن رائحة ودفيء السيدة إحسان اختفوا من حياتها كحال صاحبتهم.. عادت عيناها نحو يديها المجروحة لتدلف بعدها الشقة المظلمة فحسن لم يأتي بعد وهذا أكثر شيء أصبح يُسعدها 
………… 
الإفطار يبدو قد تم إعداده كما ترى أمامها فوق المائدة.. مهمتها قد اتخذتها الضيفة الحسناء.. طالعت المائدة وما تحتويه من أطباق تهمس لحالها 
” شكل وجودك قرب ينتهي من هنا يا فتون.. صاحبة البيت شكلها شاطرة وبتعرف تطبخ” 
– فتون 
شهقت بعدما انتفضت مذعورة من سماع صوته.. فابتسم على هيئتها وكأنها أشبة بدجاجة 
– مالك أتنفضتي كده.. يعني تفتكري هيكون في مين غيري يا فتون
– أنت بقيت كويس يا بيه 
طالعت هيئته.. قميصه الصباحي ناصع اللون، بنطاله الذي يُلائم قميصه، تسريحة شعره التي تليق به ورائحة عطره الجدير في اختيارها مع طيّ أكمام قميصه.. إنه كابطال الحكايات كما تسمع عنهم.. 
كاد أن يرد على جوابها الذي تنتظره ولكن عيناه توقفت على تلك القماشة التي تلف بها يدها 
– مالها أيدك 
نظرت نحو يدها وسرعان ما وضعتها خلف ظهرها حرجًا 
– مافيهاش حاجة يا بيه دية وقعة بسيطة 
– أنتِ من ساعة ما أشتغلتي هنا يا فتون وكل إجابتك كده.. أيه مافيش غيرك بيقع.. ده أنتِ أستحوذتي على خبطات البلد 
رغمًا عنها كانت تبتسم.. همها يبكي من يسمعه ولكنها اعتادت 
– هاتي أيدك وتعالي اطهرهالك.. وأيه القماشة ديه.. ده أنتِ كده تلوثي الجرح أكتر 
أجلسها فوق الأريكة التي خشيت يومًا وهي تنظفها أن تجلس عليها.. حاولت النهوض ولكنه زجرها بعينيه 
– خليكي مكانك فاهمة 
عاد بعد لحظات يحمل صندوقًا به بعض الأغراض الطبية.. جلس جوارها فتجمد جسدها وهي تنظر إليه 
– أنا هنضفه لنفسي يا بيه
ولكنه لم يكن يُريد سماع المزيد من الإعتراضات … أزال تلك القماشة من علي كفها ينظر إليها 
– أسكتِ خالص وسبيني أشوف شغلي
مازحها بخفه.. فلم يكن أمامها إلا ترك يدها له.. لقد رأي حسن جرح يدها عندما عاد ولكنه لم يُفكر أن يسألها عما بها وكيف حدث لها هذا.. أخبرته بأنها سقطت بسبب الكلاب ولما تتلقى منه إلا ضحكة صاخبة مستهزءه 
” كلاب وقعتي بسبب الكلاب.. والله الكلاب شاطرة ” 
– كده تمام.. نضفنا الجرح وعقمنا ولفنا شاش طبي 
طالعت الضمادة الطبية التي لف بها يدها تنظر إليه وقد علقت بعينيها الدموع 
– شكرًا يا بيه 
أبتسم بلطافة ينظر نحو يدها الصغيرة 
– أنا المفروض أشكرك يا فتون على رعايتك ليا أمبارح 
بطل حكايتها طيب القلب.. حنون.. لطيف.. بل ويشكرها على ما فعلته معه رب عملها ليس له مثيل.. هناك رجال حقيقين وليس كحسن هكذا كان عقلها يُخاطبها.. أتسعت أبتسامتها ولكن سرعان ما اختفت وهي تتذكر ما رأته أمس فانتفضت ناهضة من فوق الأريكة 
– هروح أشوف شغلي يا بيه 
التقطت عيناه نفضتها بأستغراب ولكن سرعان ما تبدلت نظراته للجمود وقد أدرك للتو بخطأه فمهما كان أمتنانه لما فعلته أمس فأنه في النهاية يعطيها المال وسيزود لها راتبها هذا الشهر تقديراً لها 
أفيق يا سليم.. لا تعود للسنوات الماضية كما كنت طيب القلب..
– أعمليلي قهوة وهتيهالي مكتبي.. واعملي حساب فرد تاني على الغدا 
وقفت تطهو الطعام وقد عانت من يدها بشدة ولكنها كانت سعيدة في النهاية عندما نظرت إلى محتوي ما أعدت.. رتبت الأطباق على المائدة.. وتوقفت يدها عن وضع أخر طبق كانت ستضعه وهي تسمع رنين الجرس 
– أنا هفتح يا فتون.. 
بادر هو بالمهمة والضيف لم يكن مجهول عنها إنها السيدة الحسناء التي دلفت بأناقتها المبهرة 
– ريحة الأكل تجنن يا سليم 
– الكلام ده تقوليه لفتون 
أشار نحو خادمته الصغيرة المنهمكة في وضع لمستها الأخيرة
– لا وكمان عامله أكل صحي وحطاه قدامك… لا ده أنت تمسك في فتون بأيدك وأسنانك
هتفت بها الواقفة التي تعلقت عيناها بأطباق الطعام.. ليُحدق هو فيها كما حدق بما صنعته لأجله 
– فتون فعلًا مافيش زيها 
عادت بأدراجها للمطبخ بعدما أستمعت لمدحه ورأت تلك النظرة في عينيه ولكن كل شئ تلاشى ومشهد تلك المرأة وهي معه في غرفته تزيل عنه قميصه.. أنها كانت تراه بصورة نقية كاملة ولكن الصورة قد تشوهت بعقلها 
جلست على مقعدها في المطبخ تنظر نحو يدها تتسأل داخلها هل ستظل حياتها هكذا مجرد خادمة لا قيمة لها.. فأين هي أحلامها الصغيرة التي رسمتها.. ها هي تقترب من السابعة عشر ولم تجني شيء إلا الألم 
أحدهم كان يُنادي أسمها من بعيد لتُدرك أنها انغمست في شرودها والسيد سليم يهتف باسمها 
هرولت إليه تخفض عيناها عنهم تنتظر ما سيأمرها به 
– ديدة عايزة تشكرك على الأكل يا فتون 
– تسلم أيدك يا فتون.. الأكل طعمه يجنن حقيقي.. تفوقتي على مدام ألفت 
طالعها يُدقق النظر في تفاصيل ملامحها… لقد أصبحت شفافة بالنسبة إليه ويشعر أن هناك شيء بها 
– لسا أيدك بتوجعك 
اهتمامه بها جعل خديجة ترمقهما بعينين ثاقبتين 
– لا يا بيه.. هروح أجيبلكم الحلو 
انصرفت من أمامهم وقبل أن تتحدث خديجة بشئ 
– من غير ما شيطانك يلعب في دماغك يا خديجة أنا عمري ما هكون زي صفوان باشا.. مش هكون رمرام زيه وأبص للخدامة.. بس زي ما أنتِ شايفة البنت صغيرة وغلبانه 
– ومين قالك أني شيفاك زي صفوان يا سليم.. كل الحكاية أني مستغرباك ومش مصدقة أن سليم بتاع زمان لسا موجود وبقي يعطف على الناس 
خديجة كانت خير من يفهمه رغم أنه لم يعد يفهم نفسه ولما فتون وحدها من تُحرك الجزء الذي كان يكرهه السيد صفوان به والده الغالي أن يتعامل مع الناس برحمة وعاطفة وأدها الزمن
– عمري ما شوفت فيك صفوان ولا صافي يا سليم.. أنت أنضف حاجة عملوها في حياتهم.. ربنا يرحمهم
خديجة عمته لم تكن إلا ضحية كحالة في كنف رجلًا كصفوان النجار.. إنها تذكره بشهيرة وعلى ذكرى أسمها كانت خديجة تتذكرها 
– جوازك من شهيرة وصلني.. بس كنت واثقة أنها زيها زي غيرها 
يعلم كره عمته الشديد لعائلة الأسيوطي.. كره يظنه صراع عائلات في وسط عالم المال ولكن الحقيقة كانت مدفونة في بئر عميق.. بئر لا ينهش إلا قلب تلك التي جلست على الأريكة تخرج سيجارة تدسها بين شفتيها وتشعلها بالقداحة تأخذ منها نفسًا عميقًا 
– برضوه لسا بتدخني.. أنا مش عارف أمتي هتبطلي العادة السيئة ديه 
ضحكت رغمًا عنها تمازحه 
– لما تبطل أنت كمان جوازك في السر 
والكلمة أخترقت أذني الواقفة على مقربة منهم تحمل الصنية التي تضع عليها أطباق التحلية 
طالعتها خديجة بعدما شعرت بها تنفث دخان سيجارتها 
– لا كفاية أوي عليا النهاردة أكلك يا فتون هيخليني أكثف الحمية الغذائية اليومين دول.. أعمليلي قهوة من فضلك 
ألتقت عيناها بعينين سليم الذي أخبرها أنه يُريد قهوته أيضًا 
الصدمة كانت مرتسمة علي ملامحها… أنها لا تُصدق ما أصبحت تراه وتسمعه.. السيد سليم حقيقته باتت تظهر إليها.. حمقاء أنتِ يا فتون هل يوجد بطلًا كاملًا في الحكاية 
أعدت القهوة بذهن شارد وقد أنطفأ ذلك البريق من عينيها
…………..
لم تكن تظن إنها يومًا سترى تلك النظرة التي رأتها في عينين شقيقها..نظرة خذلان وغضب لم ينفثه عليها بل تمالك نفسه بعدما رمقها للحظات ثم غادر غرفتها 
– رسلان.. رسلان أرجوك أسمعني 
أتبعته نحو غرفته تنظر إليه بعدما ألقي حقيبة سفره أرضًا
– رسلان غصب عني.. غصب عني 
لم يرد الصراخ بوجهها ولكن تلك الكلمات التي تخبره به ازادت من غضبه.. فلما الكل يخبره أنه يفعل ذلك دون إرادته.. إنه يكره أن يخذله أحدًا يكرة الجبناء يكره صفات الضعفاء ولِحظه إنه أحب أضعف النساء وأكثرهم تضحية 
– ماما قالتلي الحقيقة يارسلان.. ماما حطتني في إختيار صعب 
لم  يتحمل سماع المزيد منها وقد نالت ما كان يكظم غيظه عنها من غضب
– أتحطيتي في أختيار صعب مش كدة.. أومال فين ميادة الشجاعة وكلام القلب وملك بتحبك يا رسلان.. ملك مش هتلاقي أنضف ولا أجمل منها.. ملك، ملك، ملك لحد ما حبيت ملك ومبقتش شايف غيرها وفي النهاية بتجبيلها عريس.. لا الصراحة أبهرتيني أنتِ وماما 
– ملك مش بنت خالتنا.. ماما.. 
وقبل أن تردف بباقية حديثها وتخبره عما سيحدث إذا علمت ملك الحقيقة كان يصرخ بها 
– عارف أن ملك مش بنت خالتنا.. عارف ومش فارق معايا.. ملك أحنا اللي ربيناها.. كبرت قدام عنينا.. دلوقتي لسا واخدين بالنا أنها مش من دمنا أنها متنسبش عيلتنا العريقة 
أطرقت عيناها أرضًا تبكي بحرقة 
– الحقيقة هتكون صعبة عليها لو عرفت أننا مش أهلها.. ملك أضعف من أنها تتحمل ده 
– وهتكون قوية لما تعيش طول عمرها شايفه مها هي مراتي.. ردي عليا.. بتختاريلها ليه اللي أنتِ شايفه مناسب.. وهي فين من كل ده من حقها تعرف الحقيقة
– الحقيقة صعبة يا رسلان.. صعبة فوق ما تتخيل…أنا مقدرتش أتخيل نفسي جوه الحقيقة البشعة.. أزاي ممكن الأنسان يصحى في يوم يلاقي أهله اللي فاكرهم أهله مش هما أهله وأنه ملهوش أهل.. مجرد طفلة أترمت في الشارع 
ولكنه لم يكن يسمعها.. كان يفكر في خطوته القادمة. فدومًا هو محارب قوي لما يُريده 
عقله كان يهتف بالإصرار للحصول عليها ولكن قلبه ينتظر أن تصبح له وسيعاقبها علي ضعفها ولكن صبرًا
– لو بتحبي ملك.. أعملي كل اللي هقولهولك دلوقتي.. فاهمة يا ميادة 
أستمعت لما يُخبرها به بإنصات وها هي بداية الخطة قد بدأت فور دخول والدتهم الغرفة غير مصدقة عودته 
– جيت أمتي يا حبيبي.. حمدلله على سلامتك
أحتضنته بحنان وقوة ولكن لأول مرة لا تشعر بدفئ ذراعي ولدها الحبيب.. أبتعدت عنه تنظر لملامح وجهه المرهقة 
– شكلك مرهق وتعبان أوي.. أدخل خد حمامك لحد ما أبلغهم يحضروا الأكل .. تعالي يا ميادة سيبي أخوكِ يرتاح شوية 
أنسحبت من الغرفة وخلفها ميادة التي تعلقت عيناها بعينيه وكأنه يُخبرها أنها فرصتها الأخيرة حتى تثبت له صلاح نيتها 
دفعتها كاميليا داخل غرفتها تسألها بتوجس بعدما أستشعرت بوجود خطب ما 
– رسلان جيه فجأة ليه.. أنتِ بلغتي أخوكِ بحاجة 
ودارت حول نفسها تخشي أن يعرف ما خططت له وسعت في تنفيذه ولكن الأمر قد فشل 
– أخوكِ في حاجة متغيرة.. تفتكري ملك عرفت توصله وحكتله 
طالعتها ميادة كيف تدور حول نفسها تخشي غضبه فلما من البداية فعلت هذا بهم
– ملك مكلمتش رسلان في حاجة.. أنا لما وصل قولتله كل حاجة حصلت 
أتسعت عينين كاميليا خشية تنظر لأبنتها وقد تسارعت أنفاسها 
– قولتله أن ملك باعته وقابلت العريس وبتفكر تقبل بي ولا لاء.. مش ده اللي كنتِ عايزاه يعرفه أول ما يوصل يا ماما 
أطلقت كاميليا سراح أنفاسها أخيراً تحتضن كفوف أبنتها 
– كده أنتِ بتحبي أخوكِ ياميادة 
وعندما رأت نظرات اللوم في عينيها وخزها ضميرها 
– وبتحبي ملك كمان.. لأن لو الحقيقة ظهرت ملك هتفقد أهم جزء في حياتها
– عايزه أفرحك كمان.. رسلان بدء يحس أنه مش بيحب ملك وأن أختياره كان غلط  
والسعادة عادت تدب بطبولها في قلب كاميليا فهذا ما كانت تنتظره 
– بجد يا ميادة هو قالك كده 
حركت رأسها تنظر لملامح والدتها السعيدة بما سمعته 
– مش ده اللي كان نفسك فيه يا ماما.. اه أتحقق.. ومين عالم يمكن يكتشف أنه بيحب مها.. ما أنتِ عارفه رسلان محدش بيعرف هو ممكن يقرر أيه 
– يااا يا ميادة كأنه هم وأنزاح من علي قلبي 
غادرت كاميليا الغرفة غير مصدقة ما سمعته للتو من أبنتها… أرادت أن تخبر ناهد ولكن في اللحظة الأخيرة تراجعت تنتظر البشارة حتى تُفرحها 
يتبع..
لقراءة الفصل السابع عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً نوفيلا ورطة قلبي للكاتبة سارة فتحي

اترك رد

error: Content is protected !!